القادياني والقاديانية وطلوع الشمس من مغربها
القادياني والقاديانية وطلوع الشمس من مغربها
بسم الله وأعوذ بالله العليم أولا وآخرا، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد خاتم الأنبياء والمرسلين:
قال ملك السماوات والأرض ومن فيهن:
«﴿هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ یَأۡتِیَ رَبُّكَ أَوۡ یَأۡتِیَ بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَۗ یَوۡمَ یَأۡتِی بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَ لَا یَنفَعُ نَفۡسًا إِیمَـٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِیۤ إِیمَـٰنِهَا خَیۡرا قُلِ ٱنتَظِرُوۤا۟ إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾» [الأنعام ١٥٨]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ مِنْ ثَلَاثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ - وَهُوَ الْقَتْلُ - وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ، حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ : لَا أَرَبَ لِي بِهِ. وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ، فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ. وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا } ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا ". [صحيح البخاري]
عَنْ أَبِي أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا رَآهَا النَّاسُ آمَنَ مَنْ عَلَيْهَا فَذَاكَ : حِينَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ } ". [صحيح البخاري]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ". [صحيح مسلم]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ؛ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ ". [صحيح مسلم]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَيُؤْمِنَ النَّاسُ أَجْمَعُونَ، فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا الْيَهُودَ، فَيَفِرَّ الْيَهُودِيُّ وَرَاءَ الْحَجَرِ، فَيَقُولَ الْحَجَرُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ، يَا مُسْلِمُ، هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا قَوْمًا نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ ". [مسند الإمام أحمد]
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ { لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ } الْآيَةَ : الدَّجَّالُ، وَالدَّابَّةُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنَ الْمَغْرِبِ أَوْ مِنْ مَغْرِبِهَا ". [سنن الترمذي]
قال القاديانيون في [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٨٣] :
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها. فإذا طلعت من مغربها آمن الناس كلهم أجمعون. فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا" (صحيح مسلم: الجزء الأول باب بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان).
لا ينخدعن أحد من هذا الحديث أن الشمس في الظاهر تطلع من المغرب، لأن هذا الرأي مخالف للقرآن صراحة ويناقضه، يقول الله تعالى: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ یَأۡتِی بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ﴾ [البقرة ٢٥٨] و ﴿لَا ٱلشَّمۡسُ یَنۢبَغِی لَهَاۤ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّیۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ﴾ [يس ٤٠]، فهل تتبدل الحركة الأرضية أو ينقل المشرق إلى المغرب والمغرب إلى المشرق خلاف سنة الله المستمرة؟ يقول الله تبارك وتعالى: ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا﴾ [فاطر ٤٣]، فالمعنى الصحيح الذي لا يخالف القرآن أن الله تعالى ينور البلاد الغربية بشمس الصدق ويهدي الله الغارقين في الضلالة والكفر والظلمة منذ أمد بعيد إلى الإسلام فكأنما شمس الإسلام تطلع من مغربها.
وأما ما ورد "فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا"، فمعناه أنه إذا دخل أهل الغرب في الإسلام أفواجا بعد أفواج و طلعت شمس الإسلام تماما على الديار الغربية، فيحرم عن الإسلام أولئك الذين تكون فطرتهم مخالفة للإسلام ولا يريدون أن يدخلوا في الإسلام فينسد عليهم باب التوبة، ولا تقبل توبتهم. وليس المراد منه أنهم يتوبون ويخضعون ويخشعون ولكن الله لا يقبل توبتهم. لأن هذا لبعيد عن الله تعالى، إنه رؤوف رحيم يقبل التوبة عن عباده ويغفر السيئات.
والحق أن قلوبهم ستصير قاسية وأنهم لا يوفقون للتوبة، وهؤلاء هم الأشرار الذين تقوم الساعة عليهم، وقد طلعت شمس الهداية والصدق بمجيء المسيح الموعود -أي القادياني- من مغربها لأن كثيراً من الأوروبيين قد دخلوا في الإسلام بواسطة الجماعة الأحمدية، وأرسل كثير من المبشرين من قبل الجماعة الأحمدية إلى البلاد الغربية، الذين يدعونهم إلى الإسلام الحقيقي".
الردود والإجابات:
أولا: إن جوابنا الأول في هكذا نصوص حرفتم معانيها والمراد منها:
١- أن تأتوا لنا بأقوال للنبي صلى الله عليه وسلم فسر طلوع الشمس من مغربها كتفسيركم؟!
٢- بما أنكم تدعون أنكم الإسلام الحقيقي، فهاتوا لنا أقوال للصحابة فسروا بما فسرتم؟!
٣- هاتوا لنا بأقول التابعين وأتباع التابعين أيضا؟!
٤- أنتم تؤمنون بالمجددين هاتوا لنا أسماء مجددين فسروا طلوع الشمس بما فسرتم؟!
ثانيا: أنتم أخذتم بحديث الخسوف والكسوف كعلامة على غلامكم، فلماذا أخذتم بظاهره بينما في طلوع الشمس من مغربها لجأتم للتأويل والتحريف؟! فمن الممكن أن يقال: ظهور أمر القادياني يكون بعد خسوف الشمس والقمر أي موت والدي القادياني.
ولا تتعجب -أخي المسلم- من هكذا رد على القادياني والقاديانية فهم:
•في أي نص يكذب القادياني الحل عندهم تحريف المعنى والمراد والباطنيات والقصص المختلفة.
•هم يفسرون بعض النصوص كما تفسر الرؤى و المنامات. وقد جاء في قصة يوسف عليه السلام أن الشمس والقمر هم أبويه.
ثالثا: إسلاميا هناك نظائر لطلوع الشمس من مغربها كإعجاز أو بإذن الله، لما هو من إختصاص الله وتصرفه في ملكه وسلطانه، ويفعله إن شاء ولا يقدر عليه إلا هو سبحانه:
١- تسخير الريح لسليمان عليه السلام:
قال السبوح القدوس رب الملائكة والروح: «(وَلِسُلَیۡمَـٰنَ ٱلرِّیحَ عَاصِفَة تَجۡرِی بِأَمۡرِهِۦۤ إِلَى ٱلۡأَرۡضِ ٱلَّتِی بَـٰرَكۡنَا فِیهَاۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَیۡءٍ عَـٰلِمِینَ﴾» [الأنبياء ٨١]
٢- نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم بالريح:
قال من له جنود السماوات والأرض: «(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ٱذْكُرُوا۟ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَآءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَكَانَ ٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾» [الأحزاب ٩]
٣- شق القمر:
قال الملك العظيم رب العرش العظيم: «(ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ﴾» [القمر ١]
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : انْشَقَّ الْقَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِرْقَتَيْنِ ؛ فِرْقَةً فَوْقَ الْجَبَلِ، وَفِرْقَةً دُونَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اشْهَدُوا ". [صحيح البخاري]
٤- نبع الماء من بين أصابعه عليه الصلاة والسلام:
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : عَطِشَ النَّاسُ يَوْمَ الْحُدَيْبِيَةِ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْهِ رَكْوَةٌ ، فَتَوَضَّأَ مِنْهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ النَّاسُ نَحْوَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا لَكُمْ ؟ " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَيْسَ عِنْدَنَا مَاءٌ نَتَوَضَّأُ بِهِ، وَلَا نَشْرَبُ، إِلَّا مَا فِي رَكْوَتِكَ. قَالَ : فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ فِي الرَّكْوَةِ، فَجَعَلَ الْمَاءُ يَفُورُ مِنْ بَيْنِ أَصَابِعِهِ كَأَمْثَالِ الْعُيُونِ. قَالَ : فَشَرِبْنَا، وَتَوَضَّأْنَا، فَقُلْتُ لِجَابِرٍ : كَمْ كُنْتُمْ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لَوْ كُنَّا مِائَةَ أَلْفٍ لَكَفَانَا، كُنَّا خَمْسَ عَشْرَةَ مِائَةً. [صحيح البخاري]
٥- حبس الشمس لنبي من الأنبياء عليهم السلام:
قال المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:
" غَزَا نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فَقَالَ لِقَوْمِهِ : لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ امْرَأَةٍ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا، وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا، وَلَا أَحَدٌ بَنَى بُيُوتًا وَلَمْ يَرْفَعْ سُقُوفَهَا، وَلَا أَحَدٌ اشْتَرَى غَنَمًا أَوْ خَلِفَاتٍ وَهُوَ يَنْتَظِرُ وِلَادَهَا. فَغَزَا فَدَنَا مِنَ الْقَرْيَةِ صَلَاةَ الْعَصْرِ أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا. فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ، فَجَمَعَ الْغَنَائِمَ، فَجَاءَتْ - يَعْنِي النَّارَ - لِتَأْكُلَهَا فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقَالَ : إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا ، فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ : فِيكُمُ الْغُلُولُ، فَلْيُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ. فَلَزِقَتْ يَدُ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ : فِيكُمُ الْغُلُولُ. فَجَاءُوا بِرَأْسٍ مِثْلِ رَأْسِ بَقَرَةٍ مِنَ الذَّهَبِ فَوَضَعُوهَا، فَجَاءَتِ النَّارُ فَأَكَلَتْهَا. ثُمَّ أَحَلَّ اللَّهُ لَنَا الْغَنَائِمَ ؛ رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا فَأَحَلَّهَا لَنَا ". [صحيح البخاري]
" إِنَّ الشَّمْسَ لَمْ تُحْبَسْ عَلَى بَشَرٍ إِلَّا لِيُوشَعَ لَيَالِيَ سَارَ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". [مسند الإمام أحمد]
ومن حجج القادياني والقاديانية: "أنه ما من واقع إلا خلا له نظير"، وما سبق نظائر لطلوع الشمس من مغربها.
فإن قال القاديانيون: إن ما سبق -والعياذ بالله سبحانه- خرافات وأمور غير معقولة! قلنا لهم: فيلزمكم إتهام نبيكم وغلامكم بالخرافة وقول ما هو غير معقول:
"وتوهب عينه قوة على الكشوف فيرى أمورا أدق وأخفى. وفي كثير من الأحيان تعرض عليه كلمات مكتوبة، ويقابل الأموات مقابلة الأحياء. وكثيرا ما تمثل أمام عينيه أشياء تبعد في الواقع مئات الأميال وكأنها تحت الأقدام". [حقيقة الوحي ٢٤]
"كذلك توهب أذنه قوة لسماع الغيبيات، ففي كثير من الأحيان يسمع صوت الملائكة ويطمئن بسماعه في حالات الاضطراب. والأغرب من ذلك أن يتناهى إليه أحيانا صوت الجماعات والنباتات والحيوانات أيضا". [حقيقة الوحي ٢٤]
"كذلك يعطى أنفه قوة شم شذى الغيب فيقدر في معظم الأحيان على شم أمور مبشرة، كما يحس رائحة كريهة لمكروه قادم". [حقيقة الوحي ٢٥]
"والنوع الثالث من أصحاب الرؤى والإلهام فيشمل الذين تكون رؤاهم وإلهاماتهم شبيهة بالمشهد المادي، حيث يرى ضوء النار كاملا في ليل حالك الظلام شديد البرودة ويمشي في ضوئها، وليس هذا فحسب، بل يدخل أيضا في محيط حرارتها ويحتمي من ضرر البرد كليا". [حقيقة الوحي ٢٥]
"فلماذا لا تُقبل أيضا كرامة السيد عبد القادر الجيلاني الشائعة بين الناس حيث أنه انتشل من البحر سفينة غرقت قبل ١٢ عاما مع ركابها الذين كانوا في موكب زواج فأخرجها وكافة ركابها أحياء ؟! وكانت الطبول لدى معهم ويُعزف على آلات الموسيقى؟ كذلك تروى له كرامة أخرى أن ملك الموت قبض روح أحد مريديه دون إذنه فطار عبد القادر الجيلاني وراء الملاك وأمسك به في السماء وضرب على ساقه بالعصا وكسر العظم وحرر جميع الأرواح التي كان قد قبضها في ذلك اليوم فأحييت كلها. ذهب الملاك إلى الله باكيا شاكيا فقال الله له: إن عبد القادر يحتل مقام المحبوبية فلا يجوز التدخل في أي عمل من أعماله، فلو أحيا جميع الأموات السابقين كان له الحق في ذلك. فلما لم تقبل مثل هذه الكرامات المعروفة التي ما كان في قبولها غضاضة". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٤٧]
"كما قد ثبت بالمشاهدة أن بعضهم عاشوا في العصر الحالي أكثر من ٣٠٠ عام، وهذا العمر خارق للعادة. كما أن قوة الذاكرة أو قوة البصر لبعضهم تبلغ الكمال بحيث لا نظير لها. يكون الناس من هذا القبيل نادري الوجود جدا، بحيث يظهر أحدهم بعد مئات السنين بل آلاف السنين". [الكحل لعيون الآرية ٥١]
وللمزيد من خرافات القادياني أنظر: [رد وإبطال معتقد القاديانية في الجن ٢٢٨]
رابعا: أما استدلال القاديانية بقوله تعالى: ﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ یَأۡتِی بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ﴾ [البقرة ٢٥٨].
فهو استدلال باطل بل يدل على خلاف باطل القاديانية قال سبحانه وتعالى:
«﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِی حَاۤجَّ إِبۡرَ ٰهِـۧمَ فِی رَبِّهِۦۤ أَنۡ ءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ إِذۡ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ رَبِّیَ ٱلَّذِی یُحۡیِۦ وَیُمِیتُ قَالَ أَنَا۠ أُحۡیِۦ وَأُمِیتُۖ قَالَ إِبۡرَ ٰهِـۧمُ فَإِنَّ ٱللَّهَ یَأۡتِی بِٱلشَّمۡسِ مِنَ ٱلۡمَشۡرِقِ فَأۡتِ بِهَا مِنَ ٱلۡمَغۡرِبِ فَبُهِتَ ٱلَّذِی كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾» [البقرة ٢٥٨]
فإن نبي الله إبراهيم عليه السلام احتج عليه بأن الله يأتي بالشمس من المشرق، فأت بها من المغرب فبهت، والآية تدل على قدرة الله على الإتيان بها من المغرب كما يأتي بها من المشرق، ومن يعقل يفهم أن الآية دلت على قدرة الله على ذلك وعجز ذلك الكافر عنه، ثم شاء الله القدير الفعال لما يريد أن يكون ذلك في آخر الزمان، والذي حبس الشمس وشق القمر يفعل ذلك إن شاء.
أما قوله تعالى: ﴿لَا ٱلشَّمۡسُ یَنۢبَغِی لَهَاۤ أَن تُدۡرِكَ ٱلۡقَمَرَ وَلَا ٱلَّیۡلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِۚ﴾ [يس ٤٠] فهو لا يعارض طلوع الشمس من مغربها، لأن الآية تتحدث عن المعتاد، لكن إن شاء الله كآيات إعجازية خارقة للمعتاد فإنه يكون له ما أراد.
ثم لاحظ أخي المسلم أن القاديانيين -والعياذ بالله- يقولون: "إن لله سنن كونية لا يغيرها". بمعنى أنه لا وجود للمعجزات الخارقة للعادة.
فتخيل ذلك الكافر لو أجاب إبراهيم عليه السلام وقال له: أنا آتي بالشمس من المشرق ولا أغير سنتي في ذلك، لكان أفحمه -حسب فهم القاديانية الباطل-، والعياذ بالله من قول قوم مجرمين!
عندما أراد القادياني ابطال عبادة الشمس قال:
"انظروا كم تتراءى الأجرام السماوية عظيمة الشأن، وقد مال بعض الجهلة إلى عبادتها نظرا إلى عظمتها ونسبوا لها صفات الله. فمثلا، الهندوس أو غيرهم من عبدة الأوثان أو النار أو الذين يعبدون الشمس ويحسبونها إلها لهم، هل يسعهم أن يقولوا بأن الشمس تطلع أو تغرب بإرادتها ؟ كلا؟ وإن قالوا ذلك لا يستطيعون أن يثبتوه. فليدعوا الشمس ألا تطلع يوما أو تغرب عند الظهيرة ليُعلم إن كان لها خيار وإرادة، إن طلوعها وغروبها في وقت محدد يوحي بجلاء أنه لا خيار لها ولا إرادة قط. لا يمكن معرفة صاحب الإرادة إلا إذا أجيب الدعاء وفعل أمر يجب فعله، ولا يفعل ما لا يجوز فعله". [الملفوظات ج٣ ص٦]
لاحظ هنا أنه طلب من هؤلاء الكفار طلبا وهو أن يدعوا الشمس أن لا تطلع يوما أو تغرب، ليُعلم إن كان لها خيار وإرادة، ولا يمكن معرفة صاحب الإرادة إلا بإجابة الدعاء فاستدل بذلك على ابطال عبادة الشمس.
والمفروض أن لا يطلب هذا الطلب من يؤمن أن الله لا يغير سننه في الكون.
أما نحن المسلمون فدليلنا قائم ولله الحمد فإن يوشع خاطب الشمس: "فَقَالَ لِلشَّمْسِ : إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا. فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ". [صحيح البخاري]
فعلم أن الله صاحب إرادة وأنه مجيب الدعاء.
وعندما يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا". [صحيح البخاري]
علم أن الله صاحب إرادة ويكون طلوع الشمس من مغربها بأمر منه عندما يأتي الوقت المعلوم عنده.
وهذا القادياني كان معروفا أنه كذاب دجال يثرثر في كل واد، حتى لدى الكفار من الهندوس والسيخ والنصارى! وهؤلاء الهندوس أو عبدة الأوثان أو عبدة الشمس لو طلبوا منه نفس الطلب (أن لا تطلع الشمس أو تغرب) بأن يدعو ربه وإلهه وهل يستجيب الله له، لعجز القادياني وأفحموه، وربما كان جوابه إن الله لا يغير سننه في الكون. ولقد حاول المسلمون والكفار أن يلاحقوه في كلامه وتنبؤاته فثبت لهم أنه دعي دجال يماكر ويخادع، ومن أمثلة ذلك قصة المصلح الموعود وعبد الله آتهم وقصة ثناء الله رحمه الله وغير ذلك… فتركوه يثرثر بما شاء، فقد وفر عليهم الجهد فهو يكذب نفسه بنفسه.
خامسا: أما استدلال القاديانية بقول الله سبحانه وتعالى: ﴿فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰاۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ ٱللَّهِ تَحۡوِیلًا﴾ [فاطر ٤٣]. فهذه الآية وغيرها من الآيات تتحدث عن (سنن الله في الأمم الماضية)، لا عن سنن الله الكونية كطلوع الشمس من المشرق والليل والنهار والقمر والنجوم، وسياق الآيات يدل على ذلك. ولقد تكلمنا عن ذلك سابقا، أنظر: [المعجزات والبينات ٥٦]
سادسا: أما تفسير القاديانية الباطني لطلوع الشمس من مغربها بأنه: "أن الله تعالى ينور البلاد الغربية بشمس الصدق ويهدي الله الغارقين في الضلالة والكفر والظلمة منذ أمد بعيد إلى الإسلام فكأنما شمس الإسلام تطلع من مغربها… وقد طلعت شمس الهداية والصدق بمجيء المسيح الموعود -أي القادياني- من مغربها لأن كثيراً من الأوروبيين قد دخلوا في الإسلام بواسطة الجماعة الأحمدية، وأرسل كثير من المبشرين من قبل الجماعة الأحمدية إلى البلاد الغربية، الذين يدعونهم إلى الإسلام الحقيقي".
ويرد عليها:
١- لقد مضى على دعوة القادياني أكثر من قرن، ولازال الغرب في كفره وشركه وضلاله وإلحاده، بل بعد القادياني إزدادت ظلمة الكفر والإلحاد والضلال في بلاد الغرب، فكأن الشمس لا تشرق ولا تغرب وكأنهم في ظلام دامس.
٢- إن عدد الغربيين الذين دخلوا في الجماعة القاديانية هم لا شيء يذكر.
٣- إن عدد من يدخلون في الإسلام من الغربيين أكثر بكثير ممن يدخلون القاديانية، ولا مقارنة.
٤- هناك من يدخلون في الإسلام في الشرق، وهناك من دخلوا في القاديانية -على قلتهم- في الشرق والغرب والشمال والجنوب، فلا ميزة للغرب على الشرق أو الشمال والجنوب، وعلى هذا المعنى: فكأن الشمس تشرق من جميع الجهات، وهذا بخلاف النص، فضلا أنه يدحض تفسير القاديانية الهرائي.
سابعا: تفسير القاديانية السابق في معنى طلوع الشمس من مغربها: بأن البلاد الغربية يدخلون القاديانية وتنور تلك البلاد بدعوة القادياني -ولم يقع هذا- يبطله تناقض القادياني:
(١) "هو الذي رد بي شمس الإسلام بعدما دنت للغروب، فكأنها طلعت من مغربها وتجلت للطالبين". [الخطبة الإلهامية ٦٨]
لاحظوا أنه هنا فسر طلوع الشمس من مغربها بأن شمس الإسلام دنت للغروب، فرد الله به شمس الإسلام، فكأن شمس الإسلام طلعت من مغربها، وهنا لا ذكر للبلاد الغربية.
(٢) "وأما طلوع الشمس من مغربها، فنؤمن به أيضا، وقد كشف علي في الرؤيا أن طلوع الشمس من المغرب يعني أن البلاد الغربية التي تسودها ظلمة الكفر والضلال من القدم ستنور بشمس الصدق والحق، وستعطى نصيبا من الإسلام. ذات مرة رأيتني في المنام على منبر في مدينة لندن أبين صدق الإسلام باللغة الإنجليزية ببيان مدعوم بالحجج القوية، وبعدها أمسكت طيورا بيضاء كثيرة كانت على أشجار صغيرة، وكانت بحجم السُّماني على وجه التقدير ففسرت الرؤيا أنه وإن لم يكتب لي شخصيا فإن كتاباتي ستنتشر بين هؤلاء القوم، وأن كثيرا من الإنجليز الصادقين سيكونون صيدا للصدق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٠٢]
ولحد الآن لم نجد كثيرا من الإنجليز صيدا للقادياني والقاديانية.
(٣) "واعلموا أني لا أنكر أن يكون لطلوع الشمس من مغربها معنى آخر أيضا، غير أنني بينت هذا المعنى المذكور بناء على كشف أكرمني الله به". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٠٢]
والمشكلة أنه قال ما سبق بعد افتراءه على الله، فمن يأتيه وحي مزعوم بالمعنى، كيف يقول لا أنكر أن يكون لطلوع الشمس معنى آخر!
هذا مع العلم أن القادياني يقول: "لا تتعجب من ذكر المنارة الشرقية، لأن شمسي ستشرق من الشرق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٩٥]
فلا ندري هل شمس القادياني تطلع من المشرق أم من المغرب!!!
وهناك نص مهم في كتاب مهم عند القاديانية [التذكرة ٥٢٧] :
نزل على القادياني وحي شيطاني يقول: "النصر والفتح والظفر خلال عشرين عاما".
وكتبوا في الحاشية: "ملحوظة من الأستاذ سيد عبد الحي : تاريخ هذا الوحي هو ١/٤ و ١٩٠٤/١/٢٧، ولو أضفنا ٢٠ عاما إلى ١٩٠٤ صار العدد هو ١٩٢٤، وعليه فإن هذا الوحي يشير إلى عام ١٩٢٤ الذي شيد فيه مسجد "الفضل" بلندن. والحق أن الفتوحات العالمية العظيمة التي بدأت الآن هي وثيقة الصلة بهذا المسجد، ومنه بدأ طلوع الشمس من مغربها، وبدأت سلسلة الفتح والظفر العالمية الحالية، وهي تعبير الرؤيا المسيح الموعود".
المشكلة فيما سبق أن طلوع الشمس من مغربها بدأ عام ١٩٢٤م، أي بعد موت القادياني بـ ١٦ سنة، فالقادياني هلك عام ١٩٠٨م.
وهذا يعني أن القادياني ظهر قبل طلوع الشمس من مغربها بـ ١٦ سنة.
ثامنا: جاء في الآية والأحاديث علامات إذا ظهرن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل: الدجال، ودابة الأرض، وطلوع الشمس من مغربها. وظهور ما سبق عند القاديانية لم يغلق باب التوبة أو الإيمان، بل الأمر معكوس مقلوب عندها، فباب الإيمان بالقادياني قد فتح، والمفروض حسب الأحاديث أن يغلق.
أما قول القاديانية بهذا الخصوص: "وأما ما ورد "فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا"، فمعناه أنه إذا دخل أهل الغرب في الإسلام أفواجا بعد أفواج و طلعت شمس الإسلام تماما على الديار الغربية، فيحرم عن الإسلام أولئك الذين تكون فطرتهم مخالفة للإسلام ولا يريدون أن يدخلوا في الإسلام فينسد عليهم باب التوبة، ولا تقبل توبتهم. وليس المراد منه أنهم يتوبون ويخضعون ويخشعون ولكن الله لا يقبل توبتهم. لأن هذا لبعيد عن الله تعالى، إنه رؤوف رحيم يقبل التوبة عن عباده ويغفر السيئات. والحق أن قلوبهم ستصير قاسية وأنهم لا يوفقون للتوبة، وهؤلاء هم الأشرار الذين تقوم الساعة عليهم".
فما قالوه لا اختصاص فيه ولا ميزة ولا علامة، فالله يقبل إيمان المؤمنين وتوبة التائبين في كل زمان ومكان، إلا المحرومين -والعياذ بالله- الذين فطرتهم مخالفة للإسلام ولا يريدون أن يدخلوا في الإسلام، ولو كان الأمر كما تقول القاديانية فلا داع لذكره في الآية القرآنية والأحاديث النبوية كعلامة.
لكن الحق أن النصوص جاءت تبين أن باب التوبة يغلق في حالتين:
الأولى: إذا حضر الموت.
«﴿إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسُّوۤءَ بِجَهَـٰلَةࣲ ثُمَّ یَتُوبُونَ مِن قَرِیب فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ یَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَیۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِیمًا حَكِیما • وَلَیۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِینَ یَعۡمَلُونَ ٱلسَّیِّـَٔاتِ حَتَّىٰۤ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّی تُبۡتُ ٱلۡـَٔـٰنَ وَلَا ٱلَّذِینَ یَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِیما)» [النساء ١٧-١٨]
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ ". [مسند الإمام أحمد]
الثانية: طلوع الشمس من مغربها، والدابة، والدجال.
«﴿هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن تَأۡتِیَهُمُ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ أَوۡ یَأۡتِیَ رَبُّكَ أَوۡ یَأۡتِیَ بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَۗ یَوۡمَ یَأۡتِی بَعۡضُ ءَایَـٰتِ رَبِّكَ لَا یَنفَعُ نَفۡسًا إِیمَـٰنُهَا لَمۡ تَكُنۡ ءَامَنَتۡ مِن قَبۡلُ أَوۡ كَسَبَتۡ فِیۤ إِیمَـٰنِهَا خَیۡرࣰاۗ قُلِ ٱنتَظِرُوۤا۟ إِنَّا مُنتَظِرُونَ﴾» [الأنعام ١٥٨]
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ". [صحيح مسلم]
ثم القادياني متناقض كالعادة:
فهو مرة يقول: "إن إغلاق باب التوبة لا يعني أن التوبة لن تقبل بحال من الأحوال. بل المراد أنه عندما يدخل أهل بلاد الغرب في الإسلام أفواجا، يحدث في الأديان انقلاب عظيم. وحين تطلع هذه الشمس في بلاد الغرب بوجه كامل، فلن يحرم من الإسلام إلا الذين سُدّ عليهم باب التوبة؛ أي الذين لا تتلاءم طبائعهم مع الإسلام قط. فإن إغلاق باب التوبة لا يعني أن الناس سيتوبون ولن تقبل توبتهم، ويبكون خشوعا وتضرعا ولكنهم سيطردون، لأن ذلك يتنافى مع رحمة الله الرحيم والكريم في هذه الدنيا، بل المعنى أن قلوهم ستصبح قاسية ولن يوفقوا للتوبة. وعلى هؤلاء الأشرار ستقوم القيامة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٠٣]
وفي نص آخر يقول: "يقول الله تعالى:﴿قُلۡ یَوۡمَ ٱلۡفَتۡحِ لَا یَنفَعُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوۤا۟ إِیمَـٰنُهُمۡ﴾ [السجدة ٢٩] من هنا تتبين حقيقة "طلوع الشمس من مغربها" أيضا. هذا لا يعني أن التوبة لن تقبل بل المراد هو أنه لن تكون لتوبتهم أهمية". [الملفوظات ج٣ ص٣٨٢]
ولا أعرف ما هو الفرق بين عدم قبول التوبة، وبين أن لا تكون لتوبتهم أهمية!
المسألة عند القادياني والقاديانية في صرف النصوص عن ظواهرها أو التفسير الباطني، هو محاولة لإنزال النص على القادياني ولا سبيل إلى ذلك إلا بما سبق.
وهذا ممكن لأي دجال أن يبتدع تفسيرا خاصة به.
هذا ونعوذ بالله من تحريف المحرفين.
ونعوذ به من دجل الدجالين.
ومن تلبيس الملبسين.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه: أبو عبيدة العجاوي
۞۞۞۞۞۞