القادياني والقاديانية ودابة الأرض…

القادياني والقاديانية ودابة الأرض…

القادياني والقاديانية ودابة الأرض…

كتبه: أبو عبيدة العجاوي

بسم الله أتعوذ بالله والحمد لله اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد:

قال الله سبحانه وتعالى:

﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَیۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَاۤبَّة مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا لَا یُوقِنُونَ﴾ [النمل ٨٢]

وجاء في كتب الحديث:

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ ". [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي سَرِيحَةَ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غُرْفَةٍ وَنَحْنُ أَسْفَلَ مِنْهُ، فَاطَّلَعَ إِلَيْنَا، فَقَالَ : " مَا تَذْكُرُونَ ؟ " قُلْنَا : السَّاعَةَ. قَالَ : " إِنَّ السَّاعَةَ لَا تَكُونُ حَتَّى تَكُونَ عَشْرُ آيَاتٍ : خَسْفٌ بِالْمَشْرِقِ، وَخَسْفٌ بِالْمَغْرِبِ، وَخَسْفٌ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَالدُّخَانُ، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَنَارٌ تَخْرُجُ مِنْ قُعْرَةِ عَدَنٍ تَرْحَلُ النَّاسَ ". [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتًّا : الدَّجَّالَ، وَالدُّخَانَ، وَدَابَّةَ الْأَرْضِ، وَطُلُوعَ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ ". [صحيح مسلم]

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : حَفِظْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا لَمْ أَنْسَهُ بَعْدُ ؛ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ أَوَّلَ الْآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَخُرُوجُ الدَّابَّةِ عَلَى النَّاسِ ضُحًى، وَأَيُّهُمَا مَا كَانَتْ قَبْلَ صَاحِبَتِهَا فَالْأُخْرَى عَلَى إِثْرِهَا قَرِيبًا ". [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، يَرْفَعُهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ : " تَخْرُجُ الدَّابَّةُ، فَتَسِمُ النَّاسَ عَلَى خَرَاطِيمِهِمْ، ثُمَّ يُغْمَرُونَ فِيكُمْ حَتَّى يَشْتَرِيَ الرَّجُلُ الْبَعِيرَ، فَيَقُولُ : مِمَّنِ اشْتَرَيْتَهُ ؟ فَيَقُولُ : اشْتَرَيْتُهُ مِنْ أَحَدِ الْمُخَطَّمِينَ ". وَقَالَ يُونُسُ - يَعْنِي ابْنَ مُحَمَّدٍ - : ثُمَّ يُعَمَّرُونَ فِيكُمْ. وَلَمْ يَشُكَّ، قَالَ : فَرَفَعَهُ. [مسند الإمام أحمد]

ونؤكد على أمور:

[١] إن أخبار آخر الزمان وأشراط الساعة، هي أخبار غيبية أخبر الله جل جلاله بها ورسوله عليها الصلاة والسلام، وكما هي غيبية في أصلها، فقد يتعلق بها غيبيات: إن في وقت حدوثها، أو مكان حصولها، أو كيفيتها، أو شخوصها، أو بعض تفاصيلها، أو ما لم يتم الإخبار به.

فمثلا إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن خروج ثلاثين دجالا يزعمون النبوة، دون تفاصيل، أحدهم غلام أحمد القادياني في الهند، ومن قرأ سيرته، وأحواله، وكتبه، وما نقل عنه، وما كتبه العلماء والمشايخ، عرف التفاصيل.

[٢] إن غلام أحمد القادياني لما ادعى المسيحية والمهدوية إصطدم بعلامات الساعة وأخبار آخر الزمان، فراح هو وجماعته يؤولونها -تحريفا وباطنية- من أجل إنزالها على مقاس القادياني، وهي ليست له ولا تدل عليه، فقالوا أشياء سخيفة ومضحكة وباطلة.

وحالهم حال من يريد أن يلبس رجلا عمره ٣٠ سنة بنطال طفل عمره ٣ سنوات فعبثا يحاولون.

[٣] إن المسلمين يؤمنون بأخبار الساعة وآخر الزمان، وما جاء فيها، وإن جهلوا الوقت والمكان والتفاصيل والكيفية…، فمثلا هم يؤمنون أن عيسى عليه السلام يكسر الصليب ويقتل الخنزير، لكن كيف؟ هذا تأويله الحق عندما يقع، ولا يضر جهل التفاصيل، أو الكيفية، أو ما لم يتم الإخبار به في إيمانهم ومعتقداتهم، وتأويله الحق عندما يقع.

لكن القاديانية لما اعتقدت أن غلام أحمد القادياني هو المسيح والمهدي، صارت تفسيراتها لأخبار آخر الزمان دينا وعقيدة عند أتباعها، فكسر الصليب معناه كسره بالحجة، وهذا غباء وحماقة! فكثير من المسلمين خلال ١٤٠٠ سنة حاججوا النصارى بحجج حق أقوى من حجج القادياني، فلا ميزة له، وإن سألت القاديانيين كيف كسر الصليب؟ يقولون: كسره عندما أثبت أن عيسى عليه السلام -والعياذ بالله- علق على الصليب فظنوا أنه مات، ثم رحل إلى بلاد الهند وعاش ١٢٠ سنة، ومات موتا طبيعيا وقبره موجود في كشمير، ولم يرفع إلى السماء بجسده العنصري. وبهذا الكفر والدجل والهراء كُسر الصليب عندهم. نعوذ بالله العظيم ووجهه الكريم من شرور النيات والأقوال والأعمال والمعتقدات. 

وهذه الدابة لم يرد في شأنها تفاصيل كثيرة مرفوعة، قال أبو العباس القرطبي رحمه الله تعالى:

"وأما الدابة فهي التي قال الله فيها: ﴿وَإِذَا وَقَعَ القَولُ عَلَيهِم أَخرَجنَا لَهُم دَابَّةً مِنَ الأَرضِ تُكَلِّمُهُم﴾ ذكر أهل التفسير أنها خلق عظيم تخرج من صدع من الصفا لا يفوتها أحد، تسم المؤمن فينير وجهه، ويُكتب بين عينيه مؤمن، وتسم الكافر فيسود وجهه ويكتب بين عينيه كافر. وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن هذه الدابة هي الجساسة المذكورة في الحديث بعد هذا، وعن ابن عباس: أنها الثعبان الذي كان ببئر الكعبة، فاختطفته العقاب، وقد اختلف في صورتها، وفي أي موضع تخرج منه على أقوال كثيرة، وليس في شيء من ذلك خبر صحيح مرفوع". [المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم]

والقاديانيون يأتون بتفاسير غربية عجيبة ابتدعوها والحجة آرائهم ومعقولاتهم وسنن الله وما شابه ذلك… لكن الحقيقة أن مقصدهم إنزال النصوص على غلامهم أو الإتيان بتفسيرات تتوافق مع ما يعتقدون. 

ما هي دابة الأرض عند القاديانية؟

يقول القاديانيين: "المراد من دابة الأرض هم علماء السوء الذين يشهدون بأقوالهم أن الرسول حق والقرآن حق ثم يعملون الخبائث ويبيحون الحرام ويتبعون الدجال". [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٨٨]

قلت: هذا ليس غريبا فإن القاديانيين يرون أن عدوهم الأول العلماء والمشايخ، لا الدجال ولا يأجوج ومأجوج ولا أعداء الإسلام، ذلك أنهم يفسدون على القادياني والقاديانية دنياهم وتحريفاتهم وأباطيلهم والحمد لله رب العالمين.

والمعنى الهرائي الثاني عندهم: "والمعنى الثاني وباء الطاعون… فلا مانع أن يكون هذا الحيوان من نوع الحشرات". [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ٩٠]

قلت: لاحظ أن كلا التفسيرين لا علاقة لكل منهما بالآخر!

ونلخص الردود على القاديانية بالتالي:

أولا: دابة الأرض ليست شيئا عجيبا في معتقد المسلمين وإيمانهم ولها نظائر:

{١} الطير الأبابيل:

﴿أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ • أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ • وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ • تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ • فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ﴾ [الفيل ١-٥]

{٢} ناقة صالح:

﴿وَإِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَٰلِحًا قَالَ يَٰقَوْمِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُۥ قَدْ جَآءَتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَٰذِهِۦ نَاقَةُ ٱللَّهِ لَكُمْ ءَايَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِىٓ أَرْضِ ٱللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوٓءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الأعراف ٧٣]

{٣} البراق:

"وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ - الْبُرَاقُ - فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ، حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا". [صحيح البخاري]

{٤} الجساسة: 

"إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ، فَبَايَعَ، وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ ؛ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا : وَيْلَكِ، مَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ . قَالُوا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟…". [صحيح مسلم]

ومشكلة القاديانية أنها لما أنكرت الآيات الإعجازية راحت تأول و تحرف كل نص فيه إعجاز رباني غير معتاد، لدرجة أنك تستطيع أن تجمع كل هذا النصوص وتحريفها وتجعلها في كتاب.

فإذا كان ما سبق غير معقول عندكم يا قاديانية! فهل هذه القصص لغلامكم معقولة:

"ولقد لوحظ من أسرار قدرة الله أنه إذا ضرب سنجاب بالعصا أو الحجر ومات كليا في الظاهر وكان حديث الممات ودفن رأسه في الروث لعاد إلى الحياة بعد بضع دقائق وهرب. كذلك إذا ماتت الذبابة في الماء تعود إلى الحياة ثانية وتطير". [ينبوع المعرفة ١٦٣]

"كما شاهد بعضهم أن فأرة ولدت من تراب يابس حيث كان نصف جسمه من تراب والنصف الآخر صار فأرة". [الكحل لعيون الآرية ٥٣]

"فلماذا لا تُقبل أيضا كرامة السيد عبد القادر الجيلاني الشائعة بين الناس حيث أنه انتشل من البحر سفينة غرقت قبل ١٢ عاما مع ركابها الذين كانوا في موكب زواج فأخرجها وكافة ركابها أحياء ؟! وكانت الطبول لدى معهم ويُعزف على آلات الموسيقى؟ كذلك تروى له كرامة أخرى أن ملك الموت قبض روح أحد مريديه دون إذنه فطار عبد القادر الجيلاني وراء الملاك وأمسك به في السماء وضرب على ساقه بالعصا وكسر العظم وحرر جميع الأرواح التي كان قد قبضها في ذلك اليوم فأحييت كلها. ذهب الملاك إلى الله باكيا شاكيا فقال الله له: إن عبد القادر يحتل مقام المحبوبية فلا يجوز التدخل في أي عمل من أعماله، فلو أحيا جميع الأموات السابقين كان له الحق في ذلك. فلما لم تقبل مثل هذه الكرامات المعروفة التي ما كان في قبولها غضاضة". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٤٧]

واللافت في الموضوع أن المسيح الناصري عليه السلام تكلم في المهد، أما هذا الولد فقد تكلم مرتين في بطن أمه -يقصد ولده-". [ترياق القلوب ١١٩]

ثانيا: إن كان المقصود بـ "تكلمهم" الكلام فإن قصة هدهد سليمان معروفة، وإن كان المقصود "تجرحهم" فكثير من الدواب قادرة على ذلك. 

ثالثا: -فرضا وجدلا- لو كانت دابة الأرض شيء معتاد لا إعجاز خارق فيه، فإن الله الذي بيده كل شيء أمر حوت يونس عليه السلام، وأمر غراب ابن آدم عليه السلام، فـ القاديانية تتكلف في التحريفات والباطنيات لهوى عندها، وقصة الحوت والغراب الإخبار بهما ليس عبثا والعياذ بالله سبحانه. 

رابعا: جاء في الأحاديث علامات إذا ظهرن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل منها دابة الأرض والدجال، وظهور الدابة عند القاديانية -سواء علماء السوء أو الطاعون- لم يغلق باب التوبة أو الإيمان، بل الأمر معكوس مقلوب عندها، فباب الإيمان بالقادياني قد فتح، والمفروض حسب الأحاديث أن يغلق. 

خامسا: كلا المعنيين باطل -سواء علماء السوء أو الطاعون- ذلك أن علماء السوء موجودون قبل القادياني وبعده، وكذلك الأمر بالنسبة للطاعون فقد كان موجودا قبل القادياني واستمر بعد القادياني، فلا يوجد في كلا المعنيين شيء خاص حتى يقال أن تفسير القادياني والقاديانية يعتبر علامة.

سادسا: من تكذيب الله قدريا للقادياني أن كثيرا من الأوبئة والأمراض تم مكافحتها كالطاعون، وهو اعتبره علامة على ظهوره، وما أن هلك القادياني حتى تراجع الطاعون وغيره من الأمراض بشكل ملحوظ، والقادياني كان يتوقع استمرار الطاعون لسنوات طويلة، والقاديانيون يعتبرون كل المصائب والكوارث في العالم بسبب عدم الإيمان بنبيهم المزعوم، فانظر كيف كذب الله من يكذب على الله والعياذ بالله سبحانه، هذا مع العلم أنه لا توجد علامة حقيقية أو معجزة تستطيع أن تقول أنها بسبب ظهور القادياني كمدع النبوة، فمثلا شق البحر لموسى عليه السلام علامة مميزة له بأن ضرب البحر بعصاه، وشيء غير عادي بأن شق الله له البحر كآية خارقة للمعتاد، بينما الطاعون كان له وجود في بلاد الهند قبل أن يزعم القادياني أنه متعلق به، وإنما القادياني وجماعته مجرد يستغلون الأحداث والوقائع للدعوة لأنفسهم بعد أن تقع، فإن تنبأ القادياني بشيء قبل أن يقع كذبه الله قدريا، -ولقد كتبنا عن ذلك في مواضع أخرى حول الطاعون وغيره ولا داعي للتكرار- ولله عجائب في تكذيب القادياني:

-فإن تنبأ بشيء كذبه الله، فإن أخذ يماكر ويخادع ويبرر كذبه سبحانه أيضا.

-إن قال أشياء عديدة وهو لا يلقي لها بالا كذبه رب العزة والجلال.

-إن تحدث عن أمور مستقبلية كان التكذيب من الله الواحد القهار.

-إن احتج بشيء لرد شيء كان الله له بالمرصاد وكذبه.

-إن قال في الماضي أقوالا جعله الله يكذب نفسه بنفسه في المستقبل.

-بعد هلاك القادياني قالت وتبنت القاديانية أقوال وتفسيرات وعقائد مخالفة له. والنتيجة: هم يكذبونه وهو يكذبهم. مع العلم أن صاحب المخالفة هو ابن القادياني بشير الدين محمود وهو يوحى إليه أيضا!

فليس موضوع الطاعون شيئا فريدا، بل هو من جملة العجائب الكثيرة جدا، فسبحان الله الواحد القهار لا يماكر ولا يخادع ولا يحتال عليه، وسبحان الله كذب على الله فأبى الله إلا أن يكذبه، ونحن لا نقول ما سبق إلا بناء على أدلة، فإن قصص تنبؤات القادياني من عجائب القصص والنوادر والفكاهات، فارجع إلى من كتب عنها، ثم الله العليم أعلم.

سابعا: إن تفسير "تكلمهم" بمعنيين الكلام أو الجرح لا تناقض فيه، ذلك أن الكلمة تحتمل المعنيين، بينما تفسير القاديانية لدابة الأرض -سواء العلماء أو الطاعون- فيه تناقض، إذ لا علاقة لكل منهما بالآخر، بل إن الدجال القادياني متناقض في تفسير دابة الأرض:

١/ علماء السوء:

"إن المراد من دابة الأرض علماء السوء الذين يشهدون بأقوالهم أن الرسول حق والقرآن حق، ثم يعملون الخبائث ويخدمون الدجّال، كأن وجودهم من الجزئين.. جزء مع الإسلام وجزء مع الكفر، أقوالهم كأقوال المؤمنين، وأفعالهم كأفعال الكافرين". [حمامة البشرى ١٧٩]

٢/ أهل علم الكلام والفلسفة:

"وأمّا دابة الأرض؛ فليس المراد أنها حيوان لا يعقل، بل هي الإنسان بحسب قول سيدنا علي رضي الله عنه والمراد من دابة الأرض هنا طائفة من الناس الذين ليس فيهم روح سماوية، ولكنهم يُفحمون منكري الإسلام بالعلوم والفنون الأرضية، ويبذلون علم الكلام وأساليب المناظرة في سبيل تأييد الدين، ويؤدون خدمة الشريعة الغراء قلبا وروحا. ولكنهم ما داموا أناسا ماديين حقيقةً وليسوا سماويين ولا يملكون روحا سماوية كاملة، فيُدعَون دابة الأرض. وما داموا غير حائزين على التزكية الكاملة والوفاء الكامل، فإن وجوههم وجوه الناس، أما بعض أعضائهم فتشبه أعضاء الدواب. وهذا ما أشار إليه الله جلّ شأنه في قوله: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ}، أي حين يحلّ العذاب بالكفار ويقترب أجلهم المقدَّر، عندها نُخرج من الأرض فئةً؛ هي دابة الأرض، وهي فئة المتكلِّمين الذين سيهاجمون جميع الأديان الباطلة تأييدا للإسلام، أي أنهم سيكونون علماء في الظاهر، وذوي كعب عالٍ في علم الكلام والفلسفة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٣٩٥]

٣/ عامة المسلمين:

"ولكن جماعتنا تحتل مكانة خاصة، فلا تحسبوها مثل عامة المسلمين. إن هؤلاء المسلمين هم دابة الأرض". [الملفوظات ج٢ ص ٥٣٣]

٤/ دودة الطاعون:

"المراد من دابة الأرض، هي تلك الدودة أيضا، التي كان مقدرا لها أن تخرج من الأرض في زمن المسيح الموعود وتدمِّر الدنيا بسبب سوء أعمال أهلها". [نزول المسيح ٣٩]

ثامنا: هناك تناقض أيضا، فالقادياني مرة يعتبر الدابة إنسانا، ومرة حيوانا!:

"وأمّا دابة الأرض؛ فليس المراد أنها حيوان لا يعقل، بل هي الإنسان بحسب قول سيدنا علي رضي الله عنه". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٣٩٥]

"لقد أيدت البحوث الحديثة فكرة دابة الأرض كثيرا، وكشفت معانيها بأنها دودة فقط، وهي دقيقة جدا". [الملفوظات ج٣ ص٢٦٨]

تاسعا: لقد أطلق القادياني على العلماء اسم الدابة، وهو القائل: 

"كما من المعلوم أن إطلاق كلمة "الدابة" على إنسان مسبة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٢٩]

لكن القادياني يصف نفسه بـ دودة الأرض:

"إنني دودة الأرض ولست من بني آدم، ومحل كراهية الناس و عار على البشرية". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ١١٩]

فإن قال القاديانيون: هذا من تواضعه!

فنقول: إن القادياني استخدم كلمة "دودة" و "دودة الأرض" للذم:

"ثابت من القرآن أنه ما لم تتولد الروحانية في الإنسان يكون دودة الأرض". [الملفوظات ج٣ ص٢٤١]

"لأن القلوب تقسو نتيجة الذنوب ويصبح الإنسان كدودة الأرض". [الملفوظات ج٦ ص١٩٦]

"التحضر عندهم يعني أن يصبح المرء دودة الأرض وينسى الله ويعكف على عبادة الأسباب الظاهرية". [الملفوظات ج٧ ص١٨٠]

 ولا تبغ حرزات النفوس وهتكهم   وهل أنت إلا دودة يا مزور [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٣٢٤]

أقول: إذا كان علماء السوء، أو خصوم القادياني، أو العصاة ومن ليس فيهم روحانية، دابة الأرض و دودة الأرض، ثم هو نفسه - أي القادياني- يصف نفسه بأنه دودة الأرض فلم يعد هناك فرق.

أيضا: القادياني ليس متواضعا، فهو يفضل نفسه على الأنبياء عليهم السلام والصحابة رضي الله عنهم! وفي كتبه يمدح نفسه كثيرا، ويعلي من شأن نفسه، وأن له منزلة لا يعلمها الخلق.

عاشرا: القادياني أوقع جماعته في إشكال عندما قال أن مادة الطاعون والجرب واحدة.

يقول القاديانيون: "ولا شك أننا نعرف اليوم أن الطاعون يصيب الإنسان بوخز من حشرة البرغوث فتنتقل إلى جسمه جراثيم المرض". [الجن بين الحقيقة والخرافة ١٢٣]

يقول القادياني: "لقد علمت بوسيلة روحانية أن مادة هذا المرض ومادة الجرب واحدة، وظني أن هذا الأمر صحيح غالبا، لأن في مرض الجرب أي الحكة تنفع الأدوية التي فيها شيء من الزئبق أو الكبريت، ويُعتقد أن هذه الأدوية قد تكون ناجعة في هذا المرض أيضا، فما دامت مادة كلا المرضين واحدة فليس من المستبعد أن يخف هذا المرض بظهور مرض الجرب. هذا سر القواعد الروحانية، وقد انتفعت منه، فلو توجه إليه المجربون ونشروا في بلد سكانه مهددون بخطر الطاعون مرض الجرب على سبيل الوقاية، كما يفعل أصحاب التطعيم وقاية من شتى الأمراض، فأرى أن مادة الطاعون ستزول بهذه الطريقة ويُحفظ الناس منه". [التذكرة ٣١٨]

يقول الدكتور إبراهيم بدوي [وهو طبيب استشاري مسالك بولية، وهو باحث متخصص في الفرقة القاديانية الأحمدية، وله كتاب من عدة أجزاء باسم "حقيقة الطائفة الأحمدية القاديانية"] في مقالة له رقم و عنوان على مدونته [مقال ٦٦ الجرب والطاعون] :

"سلسلة المخالفات العلمية في وحي و كلام الميرزا المتنبئ يا أتباع الميرزا غلام القادياني: في كتاب التذكرة النسخة العربية ص 318 تجدون نبيكم يقول: إن مادة (يقصد الميكروب المسبب ) مرض الجرب و مرض الطاعون واحدة، و لذلك فالعلاج الوقائي للطاعون، هو الجرب، و يشرح أنه إذا أردنا منع انتشار الطاعون في بلد محتمل ان يصاب بالطاعون؛ فلننشر فيها الجرب اولا ، فلا ينتشر الطاعون به .!!! 

فهناك مشكلتان في كلام الميرزا الاولى رئيسية و الاخرى فرعية.  الاعتراض الرئيسي هو في قوله إن مادة الجرب و الطاعون واحدة، و هذا جهل شديد و مخالفة علمية لأن المسبب للجرب هو حشرة بينما ميكروب الطاعون بكتيريا. 

و الاعتراض الفرعي على كلام الدجال في العلاج الوقائي و هي مسألة غير مثبتة علميا.  

و قد اعترض البعض على كلامي بأني لست طبيبا لأناقش مثل الإدعاء و أن كلام الميرزا كان مجرد فكرة و ليس وحيا، فلمَ نحاسبه؟ 

و أحب أن أقرر التالي:  

أولا: أنا طبيب و إستشاري مسالك بولية. 

ثانيا : كنت مديرا للحجر الصحي و الطب الوقائي و مرض الجرب و الطاعون تحديدا من أخص اعمالي في هذه الفترة.  

ثالثا: الميرزا في أكثر من مناسبة قال أن ما يكتبه و بخاصة العربي والأوردو مصطبغ بصبغة الوحي وأن الله لا يتركه على خطأ طرفة عين و انه لا ينطق بغير الانطاق و لا يفهم بغير الإفهام و قال الميرزا في اول الفقرة الخاصة بهذا الموضوع: "لقد علمت بوسيلة روحانية" انتهى النقل  فما هي الوسيلة الروحانية إن لم تكن الوحي ؟ فالعلم إما بالتعلم و الاكتساب و لا يكون روحانيا. وإما من الله تعالى. وإما من الشيطان. 

رابعا: قال في آخر النص : "لأن هذه الفكرة نشأت في قلبي بقوة لم استطع ان اقاومها". انتهى النقل

فما القوة التي تستطيع أن تسيطر على نبي و تجعله لا يستطيع المقاومة فيكتب معلومة طبية فاضحة ؟ ان لم تكن من الله فمن أين ؟ أكيد من شيطانه يلاش العاج كما هو يسمي من يوحي إليه ، فان كان الميرزا يقرر كما في كتاب حقيقة الوحي أن الشيطان قد يوحي بالصدق، و أقول للميرزا وأتباعه: لقد أوحى الشيطان للميرزا بالكذب كمثل بقية وحيه له . 

و اليوم 6/9/2019 اضيف نصا من كلام الميرزا في كتابه حقيقة الوحي لسنة 1905 و المنشور في 1907  الصفحة التاسعة يثبت فيه أن للإنسان قوى عقلية و قوى روحانية، و أن القوى الروحانية تعتمد على صفاء و نقاء القلب، فإذا كان قلب نبي يتلقى معلومة روحانية خاطئة فاضحة فهذا لا يعني إلا أن قلب وروح هذا المدعي للنبوءة متصل بالأوهام و الخرافات و لا علاقة له بالله العلي القدير العليم .  و الله اعلى و اعلم د.ابراهيم بدوي  16-3-2016".

حادي عشر: كما أن القادياني أوقع جماعته في إشكال آخر، فهو أخذ معنى الدابة بمعنى الدودة من قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا قَضَیۡنَا عَلَیۡهِ ٱلۡمَوۡتَ مَا دَلَّهُمۡ عَلَىٰ مَوۡتِهِۦۤ إِلَّا دَاۤبَّةُ ٱلۡأَرۡضِ تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُۥۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ ٱلۡجِنُّ أَن لَّوۡ كَانُوا۟ یَعۡلَمُونَ ٱلۡغَیۡبَ مَا لَبِثُوا۟ فِی ٱلۡعَذَابِ ٱلۡمُهِینِ﴾ [سبأ ١٤]

وتفسير دابة الأرض عند المسلمين الأرضة التي كانت تأكل منسأته عليه السلام، بينما تفسير دابة الأرض في الآية هو ابن سليمان عند الجماعة القاديانية.

والإشكال: أنه فسر الآية بنفس تفسير المسلمين، كما أنه يتناقض مع جماعته في تفسير دابة الأرض.

ويعلق المهندس هاني طاهر على ذلك في [ثمار الميرزا الخبيثة ١٢]:

"ثمار الميرزا الخبيثة.. تميم ١٢.. دابة الأرض

دابة الأرض الواردة في هذه الآية: ﴿فَلَمَّا قَضَیۡنَا عَلَیۡهِ ٱلۡمَوۡتَ مَا دَلَّهُمۡ عَلَىٰ مَوۡتِهِۦۤ إِلَّا دَاۤبَّةُ ٱلۡأَرۡضِ تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُ﴾ [سبأ ١٤] تعني عند الأحمدية ابن سليمان، ولا تعني الدودة.

أما الميرزا فيقول:

البحوث الحديثة أيدت دابة الأرض كثيرا وكشفت معانيها بأنها دودة فقط، وهي دقيقة جدا كما جاء في قصة سليمان عليه السلام: (تَأۡكُلُ مِنسَأَتَهُ﴾. كانت دقيقة فظلت تأكل المنسأة داخليا دون أن يُعلم عنها. (ملفوظات ٤، نقلا عن البدر ١٩/١٠/١٩٠٢)"

أي أن الميرزا يفسرها بالدودة أو السوس الذي ينخر الخشب.

يقول تميم: "الميرزا لم يفعل شيئا سوى أنه استفاد معنى الدودة من القصة لإثبات أن دابة الأرض تعني دودة، ولم يفسر الآية ويبين ما المقصود".

أي أن الميرزا الذي يقول: إن دابة الأرض، أي الدودة، كانت دقيقة فظلت تأكل المنسأة داخليا دون أن يعلم عنها.. هذا الميرزا لا يؤمن أن دابة الأرض دودة!!!! بل كل ما قاله إنما لتبيان معنى كلمة!!

أي أن الميرزا كان يعلم أن دابة الأرض تعني ابن سليمان، لكنه لم يتطرق إلى ذلك، لأن قضيته هنا لغوية، لا أكثر.

أدلة كذب تميم:

١: سياق كلام الميرزا هو الاستدلال على أن دابة الأرض الواردة في هذه الآية: ﴿وَإِذَا وَقَعَ ٱلۡقَوۡلُ عَلَیۡهِمۡ أَخۡرَجۡنَا لَهُمۡ دَاۤبَّةࣰ مِّنَ ٱلۡأَرۡضِ تُكَلِّمُهُمۡ أَنَّ ٱلنَّاسَ كَانُوا۟ بِـَٔایَـٰتِنَا لَا یُوقِنُونَ﴾ [النمل ٨٢] هي حشرة الطاعون.. فقد تابع الميرزا يقول:

كذلك المراد من {تكلمهم} [النمل ٨٣] هو الطاعون لأنه ورد في آية أخرى من القرآن الكريم: ﴿وَإِن مِّن قَرۡیَةٍ إِلَّا نَحۡنُ مُهۡلِكُوهَا قَبۡلَ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ أَوۡ مُعَذِّبُوهَا عَذَابࣰا شَدِیدࣰا﴾ [الإسراء ٥٨]

٢: لو كان الميرزا يعلم تفسيرها كما تراه الأحمدية، فما كان له أن يتغافل عنه.. ولو تغافل عنه لكان خائنا ومستهترا.

٣: يقول الميرزا في موضع آخر مؤكدا على تفسيرها بالدودة:

"القرينة الثانية هي أن القرآن يفسر بعضه بعضا، ونرى أنه كلما وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم مضافة، أُريد منها ذلك الكائن دائما. ومثال ذلك الآية: {فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ}.. أي حين قُدّر على سليمان الموتُ لم يُطلِع الجِنَّةَ على موته إلا دابةُ الأرض التي كانت تأكل عصاه. 

لاحِظوا، لقد أُطلِقت الدودة هنا على دابة الأرض. فأي شهادة أكبر على كشف المعنى الحقيقي لدابة الأرض من أن القرآن الكريم بنفسه قد بيّن في مكان آخر أن المراد من دابة الأرض هو الدودة. وإن استنتاج معنى مخالفا للقرآن الكريم إنما هو التحريف والإلحاد والدجل بعينه. (نزول المسيح)".

وبهذا ثبت تعمد تميم الكذب بأدلة ثلاث.

وأخيرا: كذبة قاديانية

"الكذبة 887: افتراؤه على بعض الصحابة أنهم زعموا أنّ عليا هو دابة الأرض

يقول المرزا: 

حتى إن بعض الصحابة زعموا أن دابة الأرض عليٌّ - رضي الله عنه - ، فقيل له إن الناس يظنون أنك أنت دابّة الأرض، فقال ألا تعلمون أنه إنسان ومعه لوازم بعض الحيوانات، ولها وبر وريش، وشيء فيه كالطير، وشيء فيه كالسباع، وشيء فيه كالبهائم، وهو يسعى كمثل فرس ضليع ثلاث مرة ولم يخرج إلا أقلّ من ثلثيه، وما أنا إلا إنسان بحتٌ ليس على جلدي وبر ولا ريش.. فكيف أكون دابّة الأرض؟ (حمامة البشرى)

قلتُ: كذب المرزا، فليس بعض الصحابة من هرأ بذلك، بل بعض الناس.. فعليّ عاصَر كثيرا من الناس ممن لم يكونوا صحابة.. ففي تفسير ابن أبي حاتم: 

17353- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثنا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، ثنا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَيْسَرَةَ، عَنِ النَّزَّالِ بْنِ سَبْرَةَ، قَالَ: قِيلَ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:"إِنَّ نَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّكَ دَابَّةُ الأَرْضِ، فَقَالَ عَلِيُّ: وَاللَّهِ إِنَّ لِدَابَّةِ الأَرْضِ رِيشًا وَزْغُبًا وَمَا لِيَ رِيشٌ وَلا زُغْبٌ، وَإِنَّ لَهَا لَحَافِرًا وَمَا لِي مِنْ حَافِرٍ، وَإِنَّهَا لِتَخْرُجُ حَضَرَ الْفَرَسِ الْجَوَادِ ثَلاثًا وَمَا خَرَجَ ثُلُثَاهَا". (تفسير ابن أبي حاتم، 11/203)

ثم هل الصحابة أغبياء حتى يظنوا عليّا هو الدابة؟ ما المشترك بين عليّ ودابة الأرض؟! لكنّ المرزا يسعى للتشتيت لتمرير هرائه. 

ثم إنّ الرواية تقول: "إنّ ناسا"، أما المرزا فجعلها: " إن الناس".. والفرق هائل.. لكننا لا نعدّها كذبة، لأنها من باب البلاهة والجهل اللغوي وعدم التمييز بين الناس، و ناس، لجهله بأهمية الـ التعريف. 

 21 سبتمبر 2021". [ألف كذبة مرزائية، هاني طاهر ص ٦٨٢]


۞۞۞۞۞۞