القادياني والقاديانية والمسيح الدجال

القادياني والقاديانية والمسيح الدجال

القادياني والقاديانية والمسيح الدجال

الكاتب: أبو عبيدة العجاوي

بسم الله، وأعوذ بالله مما يتعوذ بالله منه، والحمد لله الحميد المجيد ذو الأفضال والرحمات والنعم والمنن والعطاء والكرم، نسأله عظيم كرمه وفضله ونعمه وأعطياته، والصلاة والسلام على النبي المصطفى:

الدجال عند القاديانية هم قساوسة النصارى

يقول القاديانيون: "إن الدجال هي فرقة عظيمة غاوية مغوية خادعة، وهم قسوس النصارى وفلاسفتهم الذين انتشروا في مشارق الأرض ومغاربها وغطوا وجه التوحيد بحجاب التثليث". (القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ١٤٠)

عندما ظهر القادياني وأدعى المزاعم الكبيرة العظيمة بدأ الناس يسألون متعجبين: أين المسيح الدجال؟! أين يأجوج ومأجوج؟! أين يملأ الأرض قسطا وعدلا؟! أين يفيض المال؟! أين هلاك الملل؟!...إلخ أسئلة كثيرة حاول القادياني وجماعته إيجاد الإجابات عليها كذبا ودجلا وتحريفا وباطنية.

ولا زلت أقول أن إبطال باطل القاديانية في معتقدها في الدجال من خلال أثبات أنه رجل كاف، ويغني عن نقل كل هرائها وترهاتها وردها، لكن القاديانية تخدع بسطاء الناس، ممن ليس لديهم علم، فتستدل بما تشاء، وتقتطع ما تشاء من نصوص، وتهيئ عقولهم للباطنية وصرف النصوص عن ظواهرها… والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي الأعلى العظيم.

والحقيقة أيضا البحث في هذا الموضوع ممتع لمن يبحث عن دجل الدجالين، فينظر في الأدلة وفي أقوال القادياني والقاديانية وتناقضهم، فيتعجب أين يوصل الكذب والدجال بعض الناس، من أجل هذه الدنيا الفانية. بسم الله نعوذ بالله من الدنيا وفتنها والفتن أجمعين.

ولعل ما نكتبه يفيد بإذن الله من قد يخدعون بدجل القاديانية أو غيرها ممن هم على شاكلتها.

ولتسهيل إبطال عقيدة القاديانية في المسيح الدجال سوف أجعل بتوفيق الله لما جمعت في نقاط، كما أفعل غالبا حتى يسهل ذلك على القارئ والباحث ومن يطلب الحق من القاديانيين.

وجعلته في قسمين: 

القسم الأول: الردود على القاديانية في أن الدجال هم قساوسة.

القسم الثاني: إبطال ورد الهرائيات القاديانية حول الدجال.

وأشير أنتي لا أقصد الإحصاء، وإنما ما ييسر الله لنا من جمع النصوص، وما يوفقنا الله إليه من ردود، فإن عقيدة القاديانية في الدجال وإبطالها يكتب فيها كتاب.

فأقول بعد بسم الله وأعوذ بالله أولا وآخرا… 

الردود على القاديانية:

((١)) إن جوابنا الأول في كل النصوص التي  حرف القاديانيون معانيها والمراد منها:

١- أن تأتوا لنا بأقوال للنبي صلى الله عليه وسلم فسر كما فسرتم؟!

٢- هاتوا لنا أقوال للصحابة رضي الله عنهم فسروا بما فسرتم؟!

٣- هاتوا لنا بأقول التابعين وأتباع التابعين أيضا؟!

٤- أنتم تؤمنون بالمجددين هاتوا لنا أسماء مجددين فسروا بنفس تفسيركم؟!

وإلا فيستطيع أي إنسان أن يزعم ما شاء، وأن يأتي بتفسيرات وتحريفات وصرف للنصوص عن ظواهرها حسب هواه.

((٢)) قول القاديانية: أن الدجال هم قساوسة النصارى باطل للأسباب التالية:

الدجال يظهر أو يخرج، بينما قساوسة النصارى موجودون ولم يكونوا مختفين حتى يظهروا أو يخرجوا. وهم موجودون في بلاد كثيرة.

إن كان المقصود مجيء القساوسة مع الحملات العسكرية أو الإستعمارية، فهذا متحقق سابقا إن في الحملات الصليبية على المشرق أو في الأندلس.

إن الحملات العسكرية والاستعمارية ذات الطابع الدنيوي و الديني والتي كانت مصحوبة برجال الدين النصراني بدأت بعد سقوط الأندلس بإسبانيا والبرتغال، ثم تبعتهم باقي الدول الأوروبية. وما سبق قبل ظهور القادياني بـ ٤٠٠ سنة تقريبا.

القادياني بما أنه حكم أن رجال الدين النصراني هم الدجال، حكم أن ظهور الدجال في المشرق أي في بلاد الهند! ولا ميزة لمشرق على مغرب ولا لشمال على جنوب في هذا الخصوص، فقد وصلت الحملات الأوروبية العسكرية والتنصيرية إلى كل القارات آسيا وأفريقيا وأستراليا وجزر جنوب شرق آسيا والأمريكيتين!

وهناك سؤال مهم: متى ظهر أو خرج الدجال -أي قساوسة النصارى- حتى يقال أنهم مقدمة لظهور القادياني، والقاديانيون يخلطون بين يأجوج ومأجوج والدجال أو يميزون بينهما، فالقادياني يقول في (إزالة الأوهام ٥٢٣) أن ذلك كان عام ١٨٥٧م أي حين ثار المسلمون على الإنجليز! وهذا التاريخ لا خصوصية فيه، إذ كان الإنجليز قد سيطروا على البلاد الهندية قبل هذا التاريخ، وكان قساوسة النصارى ينشطون في بلاد الهند قبل هذا التاريخ، وهذا التاريخ هو مجرد ثورة للمسلمين على الإنجليز بعد أن سيطروا على البلاد. وهذا التاريخ لا خصوصية فيه أيضا لا قبل القادياني ولا بعد ظهور القادياني ولا بعد هلاكه. ثم القادياني يصف ثورة المسلمين السابقة بالمفسدة، فتصور أن من تصدى لظهور الدجال هو المفسد عند القادياني، لا  أن المفسد هم يأجوج ومأجوج والدجال. 

يحدث القادياني عن عمالة والده وخيانته للإسلام والمسلمين: "وكان يعطى كرسيا في بلاط الحاكم. وكان شاكرا مخلصا وناصحا أمينا للحكومة البريطانية. وقد اشترى في أيام مفسدة عام ١٨٥٧م خمسين حصانا ممتازا من جيبه الخاص، وقدمها للحكومة مساعدة منه مع خمسين فارسا من خيرة الشباب". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٦٦)

ويقول القادياني: "وجب على كل مسلم ومسلمة شكر هذه الدولة، فإنها تحفظ نفوسنا وأعراضنا وأموالنا بالسياسة والنصفة. وحرام على كل مؤمن أن يقاومها بنية الجهاد، وما هو جهاد بل هو أقبح أقسام الفساد". (مواهب الرحمن ٣٥)

فالقادياني ليس ضد الدجال ويأجوج ومأجوج بل هو معهم.

ثم انظر إلى نفاق القاديانية! يقول القاديانيون في كتاب (الجماعة الإسلامية الأحمدية، عقائد، مفاهيم، نبذة تعريفية) صفحة ١٢٧: "أما علامة ظهور الدجال الذي وصفه الرسول صلى الله الله عليه وسلم في أحاديث عديدة، فهو ليس بحاجة إلى بحث عميق، فإن نظرة متأنية تؤكد أنهم هؤلاء الشعوب المسيحية الغربية وخصوصا قسسهم القادمون معهم لتنصير المسلمين، ليجعلوا بلادهم سهلة طيعة للإستعمار".

ثم اختراع تواريخ كيفما كان وحسب الهوى يستطيعه كل واحد، ولمدعي أن يدعي أن ظهور الدجال كان عام ١٩٢٤م وذلك عندما سقطت الخلافة العثمانية، ثم يدعي المهدوية والإدعاءات المختلفة.

((٣)) إن القادياني حدد أن ظهور الدجال من المشرق أي من بلاد الهند:

"وقد أشير في بعض الأحاديث أن المسيح الموعود والدجّال المعهود يظهران في بعض البلاد المشرقية، يعني في ملك الهند، ثم يُسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق، فهذا معنى القول الذي جاء في حديث مسلم أن عيسى ينـزل عند منارة دمشق، فإن النـزيل هو المسافر الوارد من مُلك آخر. وفي الحديث.. يعني لفظ المشرق.. إشارة إلى أنه يسير إلى مدينة دمشق من بعض البلاد المشرقية وهو مُلك الهند. وقد أُلقِيَ في قلبي أن قول: عيسى عند المنارة دمشق، إشارةٌ إلى زمان ظهوره، فإن أعداد حروفه تدل على السنة الهجرية التي بعثني الله فيه. واختار ذكر لفظ المنارة إشارةً إلى أن أرض دمشق تنير وتشرق بدعوات المسيح الموعود بعدما أظلمت بأنواع البدعات، وأنت تعلم أن أرض دمشق كانت منبع فتنن المتنصرين". (حمامة البشرى ٧٢)

"إن الجملة الواردة في حديث مسلم بأن المسيح سينزل عند المنارة شرقي دمشق لا تدل على أن المسيح الموعود سيقيم فيها، بل يبدو على أقصى تقدير أن دعوته ستصل إلى دمشق في زمن ما، وذلك إذا أريد من كلمة دمشق مدينة دمشق حقيقة، وإذا فهم ذلك فما الحرج في ذلك؟ فالآن تمد السكة الحديدية من دمشق إلى مكة المعظمة، وكل إنسان يمكن أن يصل إلى دمشق خلال عشرين يوما، والتزيل هو المسافر في اللغة العربية، إلا أنه من المحتم أن هذا الحديث يعني حصرا أن المسيح الموعود القادم سيظهر شرقي دمشق. وإن قاديان تقع شرقي دمشق، وإن المراد من الحديث أنه كما سيظهر الدجال في الشرق سيظهر المسيح الموعود كذلك في الشرق حصرا". (التحفة الغولروية ١٣١)

"لذا لا بد من الإيمان بأن المسيح الموعود والمهدي والدجال كل هؤلاء الثلاثة سيظهرون في المشرق حصرا وهي بلاد الهند". (التحفة الغولروية ١٣٣)

ويكذب القادياني أن الأحاديث تدل على ظهور المسيح الدجال من المشرق من بلاد فارس و العراق:

«يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ». (مسند الإمام أحمد)

«الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا : خُرَاسَانُ. يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ». (سنن الترمذي)

«غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا». (صحيح مسلم)

وإن كان الدجال يفسد في بلاد العالم، إلا أن هناك أدلة عديدة أن أحداث المهدي والمسيح عليه السلام والمسيح الدجال في بلاد الشام المباركة وبها يهلك الدجال، مما يدل على أن القادياني هو مجرد دجال الهند:

 «إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ». (صحيح مسلم)

«يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، هِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ». (صحيح مسلم)

«لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ : لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ». (صحيح مسلم)

((٤)) إن المسيح الدجال ليس قساوسة النصارى، بل هو رجل يهودي، وهذا عليه أدلة عديدة:

لكن نقول لتوضيح أمر غاية في الأهمية قبل ذكر الأدلة، إن اليهود وعدوا بمجيء المسيح وهو عيسى بن مريم عليه السلام فكذبوه وأنكروه، واليهود لحد الآن منذ ٢٠٠٠ سنة لازالوا ينتظرون مجيء المسيح. والخلاصة: أن المسيح عندهم لم يأت بعد، وهم ينتظرونه، ومنتظرهم هذا هو المسيح الدجال.

وقد ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه (الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح) فقال رحمه الله تعالى:

"وكما أن اليهود يتأولون البشارة بالمسيح على أنه ليس هو عيسى بن مريم بل هو آخر ينتظرونه وهم في الحقيقة إنما ينتظرون المسيح الدجال، فإنه هو الذي يتبعه اليهود ويخرج معه سبعون ألف مطيلس من يهود أصبهان ويقتلهم المسلمون معه حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي تعال فاقتلوه".

وكرر رحمه الله ذلك عدة مرات.

أما الأدلة:

«يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا، عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ». (صحيح مسلم)

«يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ، مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفًا مِنَ الْيَهُودِ عَلَيْهِمُ السِّيجَانُ». (مسند الإمام أحمد)

ولم نسمع أن الدجال -أي قساوسة النصارى- في بلاد الهند، أتبعهم سبعون ألفأ من اليهود عليهم الطيالسة.

«فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَيُقَالُ لَهُ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ. فَيَقُولُ : لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ. فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ ". قَالَ : " فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ، كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ، فَيَقْتُلُهُ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي : يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ. فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ». (مسند الإمام أحمد)

وهذا لم يحدث أيضا.

والعلم عند الله، إن لم يكن المسيح الدجال يهودي، فهو إما مجهول النسب، أو ينسب نفسه لليهود وينسبه اليهود لهم، فهم إنما ينتظرون يهوديا.

 وإن القادياني  لما أراد نفي أن يكون "المسيح الدجال" من اليهود، استدل بأن اليهود كتبت عليهم الذلة، فلا يكون لهم ملك إلى الأبد، فقال : 

"إن اليهود يعيشون دائما تحت ملك من الملوك صاغرين مقهورين ولا يكون لهم ملك إلى الأبد، كيف يخرج منهم الدجال ويملك الأرض كلها" (حمامة البشرى ٢٩)

"وكيف يمكن أن يحدث الدجال من قوم اليهود وقد ضربت الذلّة والمسكنة عليهم إلى يوم القيامة، فهم لا يملكون الأمر أبدا ولا يغلبون". (التبليغ ٤٩)

وقد كذبه الله قضاء وقدرا فقام لليهود ملك عام ١٩٤٨م فالمفروض أن حجة القادياني بطلت وثبت فسادها، فبدلا من ذلك يقول القاديانيون:  "وستظل مملكة إسرائيل خربة من بعثة المسيح الأول حتى بعثة المسيح الثاني، حيث ستنشأ دولتهم من جديد. ونشوء دولتهم من جديد علامة على المجيء الثاني للمسيح، أي علامة على بعثة القادياني". أنظر مقالة للقاديانية: (ثلاثون دليلا على صدق المسيح الموعود)

فسبحان الله أنظر كيف يحولون أدلة الكذب إلى أدلة صدق!!!

((٥)) الدجال عند القاديانية هم قساوسة النصارى، والمعنى أنهم جماعة من الناس، وهذا باطل لأن النصوص أكدت على أن الدجال رجل يظهر في آخر الزمان له صفات رجل:

«إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَلَّا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ،  أَفْحَجُ ،  جَعْدٌ ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا  جَحْرَاءَ ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ». (سنن أبي داود)

«غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ ، وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ ، فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ عَيْنُهُ طَافِئَةٌ كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ». (صحيح مسلم)

«إِنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ أَلَا إِنَّ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ أَعْوَرُ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ وَأَرَانِي اللَّيْلَةَ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فِي الْمَنَامِ فَإِذَا رَجُلٌ آدَمُ كَأَحْسَنِ مَا يُرَى مِنْ أُدْمِ الرِّجَالِ تَضْرِبُ لِمَّتُهُ بَيْنَ مَنْكِبَيْهِ رَجِلُ الشَّعَرِ يَقْطُرُ رَأْسُهُ مَاءً وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلَيْنِ وَهُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ، فَقَالُوا : هَذَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ثُمَّ رَأَيْتُ رَجُلًا وَرَاءَهُ جَعْدًا قَطِطًا أَعْوَرَ الْعَيْنِ الْيُمْنَى كَأَشْبَهِ مَنْ رَأَيْتُ بِابْنِ قَطَنٍ وَاضِعًا يَدَيْهِ عَلَى مَنْكِبَيْ رَجُلٍ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ، قَالُوا : الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ». (صحيح البخاري)

«مَا بُعِثَ نَبِيٌّ إِلَّا أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الْأَعْوَرَ الْكَذَّابَ، أَلَا إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ كَافِرٌ». (صحيح البخاري)

أنظر كيف وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بأنه: رجل، شاب، يشبه رجل وهو ابن قطن.

وأنظر الصفات التي تدل على رجل: قصير، أفحج، جعد، أعور، مطموس العين، مكتوب بين عينيه كافر.

((٦)) ومن الأدلة أن الدجال رجل قصة ابن صياد:

«عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّ عُمَرَ انْطَلَقَ فِي رَهْطٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ، حَتَّى وَجَدُوهُ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ، وَقَدْ قَارَبَ يَوْمَئِذٍ ابْنُ صَيَّادٍ يَحْتَلِمُ، فَلَمْ يَشْعُرْ بِشَيْءٍ حَتَّى ضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ظَهْرَهُ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ " فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ. فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ ؟ قَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ". قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَاذَا تَرَى ؟ " قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ : يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " خُلِطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ ". قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا ". قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ : هُوَ الدُّخُّ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اخْسَأْ، فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ ". قَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي فِيهِ أَضْرِبْ عُنُقَهُ. قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ ". 

قَالَ ابْنُ عُمَرَ : انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ يَأْتِيَانِ النَّخْلَ الَّذِي فِيهِ ابْنُ صَيَّادٍ، حَتَّى إِذَا دَخَلَ النَّخْلَ طَفِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ ابْنَ صَيَّادٍ أَنْ يَسْمَعَ مِنِ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ، وَابْنُ صَيَّادٍ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشِهِ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا رَمْزَةٌ، فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ، فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ : أَيْ صَافِ. وَهُوَ اسْمُهُ، فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ ". 

وَقَالَ سَالِمٌ : قَالَ ابْنُ عُمَرَ : ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ، فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ : " إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ : تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ». (صحيح البخاري)

وفائدة قصة ابن صياد أن النبي صلى الله عليه وسلم حاول التثبت إن كان هو المسيح الدجال، وابن صياد رجل! في الماضي كنت أتحير لماذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحاول التثبت من كون ابن صياد هو المسيح الدجال! ثم لما قدر الله لنا الرد على القاديانية علمت فائدة ذلك والحمد والشكر لله.

ثم إن لفظة (المسيح) لفظة تدل على رجل، فعندما يذكر القاديانيون نبيهم المزعوم يقولون: المسيح الموعود، ولو كان المسيح الدجال عبارة عن جماعة وهم قساوسة النصارى لجاءت النصوص بلفظة (المسحاء الدجالون) أو (المتمسحين الكذبة) أو (العور الدجالون) ثم لوضحت النصوص أن المقصود هم قساوسة النصارى بشكل واضح صريح، أما مزاعم القاديانية فهي تحريفات باطنية مخترعة متناقضة تخالف النصوص.

بينما النصوص الإسلامية عبرت عنه بألفاظ رجل : المسيح الدجال، المسيح الكذاب، الأعور الكذاب، الدجال الأعور الكذاب، الدجال، الدجال الكذاب، الدجال أعور، مسيح الدجال.

((٧)) حديث النواس بن سمعان الطويل في [صحيح مسلم] يتحدث عن ظهور الدجال وقتله قبل ظهور يأجوج ومأجوج، ثم يهلك الله يأجوج ومأجوج: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }". … وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

لكن الأمر مختلف عند القادياني والقاديانية:

-يأجوج ومأجوج هم الإنجليز، والدجال هم قساوسة النصارى موجودون وخرجوا في نفس الوقت.

-يأجوج ومأجوج والدجال موجودون إلى يومنا هذا.

((٨)) هناك جملة من الأحاديث نذكر بعضها لا يمكن إنزالها على تفسير القاديانية للدجال بمعنى قساوسة النصارى، أو لا تنطبق، أو لم تحدث ولم تقع، أو لا تتوافق مع معتقدات القاديانيين:

«لَيْسَ مِنْ بَلَدٍ إِلَّا سَيَطَؤُهُ الدَّجَّالُ، إِلَّا مَكَّةَ وَالْمَدِينَةَ، لَيْسَ لَهُ مِنْ نِقَابِهَا نَقْبٌ إِلَّا عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ صَافِّينَ يَحْرُسُونَهَا، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ بِأَهْلِهَا ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ فَيُخْرِجُ اللَّهُ كُلَّ كَافِرٍ وَمُنَافِقٍ». (صحيح البخاري)

«يَأْتِي الدَّجَّالُ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ نِقَابَ الْمَدِينَةِ بَعْضَ السِّبَاخِ الَّتِي بِالْمَدِينَةِ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِ يَوْمَئِذٍ رَجُلٌ هُوَ خَيْرُ النَّاسِ، أَوْ مِنْ خَيْرِ النَّاسِ، فَيَقُولُ : أَشْهَدُ أَنَّكَ الدَّجَّالُ الَّذِي حَدَّثَنَا عَنْكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثَهُ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَرَأَيْتَ إِنْ قَتَلْتُ هَذَا ثُمَّ أَحْيَيْتُهُ، هَلْ تَشُكُّونَ فِي الْأَمْرِ ؟ فَيَقُولُونَ : لَا. فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، فَيَقُولُ حِينَ يُحْيِيهِ : وَاللَّهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَشَدَّ بَصِيرَةً مِنِّي الْيَوْمَ. فَيَقُولُ الدَّجَّالُ : أَقْتُلُهُ فَلَا أُسَلَّطُ عَلَيْهِ». (صحيح البخاري)

«قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ». (صحيح مسلم)

«أَلَا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا عَنِ الدَّجَّالِ مَا حَدَّثَ بِهِ نَبِيٌّ قَوْمَهُ ؟ إِنَّهُ أَعْوَرُ، وَإِنَّهُ يَجِيءُ مَعَهُ بِمِثَالِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَالَّتِي يَقُولُ : إِنَّهَا الْجَنَّةُ، هِيَ النَّارُ، وَإِنِّي أُنْذِرُكُمْ كَمَا أَنْذَرَ بِهِ نُوحٌ قَوْمَهُ». (صحيح البخاري)

«ثَلَاثٌ إِذَا خَرَجْنَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا، وَالدَّجَّالُ، وَدَابَّةُ الْأَرْضِ». (صحيح مسلم)

«فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ». (صحيح مسلم)

«يَأْتِي الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، وَهِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ». (مسند الإمام أحمد)

«تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللَّهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللَّهُ». (صحيح مسلم)

حديث تميم الداري الطويل الذي رواه عنه النبي صلى الله عليه وسلم، قال فاطمة بنت قيس رضي الله عنها: "سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي - مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُنَادِي : الصَّلَاةَ جَامِعَةً. فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَكُنْتُ فِي صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِي تَلِي ظُهُورَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ : " لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلَّاهُ ". ثُمَّ قَالَ : " أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ : " إِنِّي وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لِأَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كَانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ، فَبَايَعَ، وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِي حَدِيثًا وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ ؛ حَدَّثَنِي أَنَّهُ رَكِبَ فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْرًا فِي الْبَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَئُوا إِلَى جَزِيرَةٍ فِي الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِي أَقْرُبِ السَّفِينَةِ ، فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا : وَيْلَكِ، مَا أَنْتِ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ . قَالُوا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ قَالَتْ : أَيُّهَا الْقَوْمُ، انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ، فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ. قَالَ : لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا مِنْهَا ؛ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً. قَالَ : فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ. قُلْنَا : وَيْلَكَ، مَا أَنْتَ ؟ قَالَ : قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ ؟ قَالُوا : نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ رَكِبْنَا فِي سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ ، فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِي أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ، كَثِيرُ الشَّعَرِ، لَا يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا : وَيْلَكِ، مَا أَنْتِ. فَقَالَتْ : أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قُلْنَا : وَمَا الْجَسَّاسَةُ ؟ قَالَتِ : اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِي الدَّيْرِ ؛ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالْأَشْوَاقِ. فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعًا وَفَزِعْنَا مِنْهَا، وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً. فَقَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ. قُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ : أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا، هَلْ يُثْمِرُ ؟ قُلْنَا لَهُ : نَعَمْ. قَالَ : أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لَا تُثْمِرَ. قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ. قُلْنَا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ : هَلْ فِيهَا مَاءٌ ؟ قَالُوا : هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ. قَالَ : أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ. قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ عَيْنِ زُغَرَ. قَالُوا : عَنْ أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ ؟ قَالَ : هَلْ فِي الْعَيْنِ مَاءٌ ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ ؟ قُلْنَا لَهُ : نَعَمْ، هِيَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا. قَالَ : أَخْبِرُونِي عَنْ نَبِيِّ الْأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ ؟ قَالُوا : قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ. قَالَ : أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ. قَالَ : كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ. قَالَ لَهُمْ : قَدْ كَانَ ذَلِكَ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ. قَالَ : أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي ؛ إِنِّي أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ، فَأَسِيرَ فِي الْأَرْضِ، فَلَا أَدَعَ قَرْيَةً إِلَّا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ، فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً - أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا - اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا ". قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِي الْمِنْبَرِ : " هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ، هَذِهِ طَيْبَةُ - يَعْنِي الْمَدِينَةَ - أَلَا هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ ؟ - فَقَالَ النَّاسُ : نَعَمْ - فَإِنَّهُ أَعْجَبَنِي حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ، وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ، أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ. لَا، بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ ". وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ. قَالَتْ : فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. (صحيح مسلم)

((٩)) قبل أن يستقر رأي القادياني على أن الدجال هم قساوسة النصارى قال أقوالا متناقضة في الدجال:

(١) الدجال هو ابن صياد: "وقد ثبت مما ورد في صحيح البخاري، وصحيح مسلم بوجه خاص، أن ابن صياد هو الدجال المعهود، بل كان الصحابة يقولون حالفين بالله إنه هو الدجال المعهود، فأي شك بقي في كونه الدجال المعهود؟".  (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٢٤)

(٢) مجيء الدجال في آخر الزمان فكرة باطلة: "والآن، وقد ثبت بصورة قاطعة ويقينية لا مجال للشك فيها في أن ابن صياد هو الدجال المعهود، فهناك سؤال يفرض نفسه ما دام الدجال قد ولد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم ومات في المدينة، فمن الذي سيقتل على يد المسيح عليه السلام الذي يقال عنه إن الغاية المتوخاة من مجيئه هي قتل الدجال، لأن الدجال لم يعد موجودا أصلا حتى يقتله المسيح؟ علما أن هذه المهمة هي من أبرز المهام التي وكلت إلى المسيح. لا نستطيع أن نرد على هذا السؤال بحال من الأحوال إلا أن نقول إن فكرة مجيء الدجال المعهود في الزمن الأخير باطلة تماما". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٣٣)

(٣) قال ما يفهم منه أن الإنجليز هم الدجال: "نعم إنا نرى أن القرآن قد ذكر صريحا فئة مفسدة في الدين، وذكر أن في آخر الزمان يكون قوما مكارين مفسدين، ينسلون من كل حدب، ويهيجون الفتن في الأرض كأمواج البحار، فتلك هي الفئة التي سميت في الأحاديث دجالا". (حمامة البشرى ٧٥)

(٤) ثم نفى ذلك: "فاعلم أننا لا نسمي الدولة البريطانية دجالا معهودا". (نور الحق ٣٤)

(٥) ثم الدجال هم قساوسة النصارى: "وقالوا إن المسيح الموعود لا يجيء إلا في وقت خروج الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج وما نرى أحدا منهم خارجا، فكيف يجوز أن يستقدم المسيح وهم يستأخرون؟ أما الجواب، فاعلموا.. أرشدكم الله تعالى.. إن هذان لاسمان القوم تفرق شعبهم في زماننا هذا آخر الزمان وهم في وصف متشاركون. وهم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم، والدجال فيهم فَيجُ قسيسين ودعاة الإنجيل الذين يخلطون الباطل بالحق ويدجلون. وأعتدت لهم الهند متكأ، وحقت كلمة نبينا صلى الله عليه وسلم أنهم يخرجون من بلاد المشرق، فهم من مشرق الهند خارجون ولو كان الدجال غير ما قلنا، وكذلك كان قوم يأجوج ومأجوج غير هذا القوم، للزم الاختلاف والتناقض في كلام نبي الله صلى الله عليه وسلم. وأيم الله إن كلام نبينا منزه عن ذلك، ولكنكم أنتم عن الحق مبعدون. ألا تقرؤون في أصح الكتب بعد كتاب الله أن المسيح يكسر الصليب؟ ففي هذا إشارة بينة إلى أن المسيح يأتي في وقت قوم يعظمون الصليب.. ألا تفهمون؟ وقد تبين أنهم أعداء الحق، وفي أهوائهم يعمهون. وقد تبين أنهم ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ومن كل حدب ينسلون. وقد تبينت خياناتهم في الدين وفتنتهم في الشريعة، وفي كل ما يصنعون". (التبليغ ٥٣)

والقادياني والقاديانيون يخلطون بين الإنجليز والقساوسة -أي يأجوج ومأجوج والدجال- متى شاءوا ويفرقون بينهم متى أرادوا، يقول القادياني: "لقد ورد في الحديث الشريف عن الدجال: "لا يدان لأحد بقتالهم". لا نستطيع أن نقاوم هذا الدجال بالأسباب الأرضية لأنه يملك أسبابا دنيوية كثيرة". (الملفوظات ج٨ ص٢٧١)

((١٠)) موضوع قتل الدجال.

قبل أن يتحدد موقف القادياني من الدجال جيدا كتب: "ثم يقول صلى الله عليه وسلم: إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ (وهو قرية من قرى بيت المقدس) فَيَقْتُلُهُ. هذا الحديث أورده الإمام مسلم في صحيحه، ولكن قد تركه رئيس المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري معتبرا إياه ضعيفا". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٢٣)

لاحظوا أنه كتب بين قوسين: (وهو قرية من قرى بيت المقدس).

وما سبق إلزام أنه أثبت القتل بباب لد في فلسطين.

فإما أن القادياني كذاب، أو متناقض، أو ليس نبيا معصوما يتكلم بوحي! وللقاديانيين أن يختاروا ما يشاؤون.

أما فيما بعد فقد علم القادياني و القاديانيون المراد من قتل الدجال! حيث يقول القادياني:

"أول بلدة بايعَني الناس فيها اسمها "لُدْهيانه"، وهي أوّل أرض قامت الأشرار فيها للإهانة، فلما كانت بيعة المخلصين حربةً لقتل الدجّال اللعين، بإشاعة الحق المبين، أُشِيرَ في الحديث أن المسيح يقتل الدجّال على باب اللُّدّ بالضربة الواحدة. فاللُّدّ ملخّص من لفظ "لُدْهيانه" كما لا يخفى على ذوي الفطنة". (الهدى والتبصرة لمن يرى ٧٦)

"أما النبوءة أنه سيقتل الدجال، فمعناها أن فتنة الدجال سوف تواجه انحطاطا وزوالا ويوما فيوما وتتراجع تلقائيا بسبب ظهور المسيح، وتنقلب قلوب العقلاء إلى التوحيد". (حقيقة الوحي ٢٩٥)

يقول القاديانيون: " وحيث أن الدجال قد ظهر، فلا بد أن يأتي المسيح الموعود لقتله. والحقيقة أن المسيح هو نفسه المهدي، وأن القتل هو القتل الفكري لا المادي، لأن مهمة الأنبياء دينية خلقية إصلاحية، لا سياسية ولا عسكرية".  (الجماعة الإسلامية الأحمدية، عقائد، مفاهيم، نبذة تعريفية ١٢٧)

قلت: أعوذ بالله ما أجرأ القادياني و القاديانيون على الكذب على الله جل في علاه ورسوله عليه الصلاة والسلام.

ويرد عليهم:

[١] الافتراء أن معنى قتل الدجال -القساوسة- بالحجة أو فكريا، ليس مختصا بالقادياني فعلماء المسلمين إلى يومنا هذا غالبون بالحجة. هذا مع العلم أن كلام القادياني ليس فيه حجج بل مجرد هراء وسخافات، وإن حاججهم بشيء فقد سبقه غيره به، ولا يوجد له تميز في هذا الموضوع.

[٢] إن تراجع النصرانية أو دور القساوسة ليس سببه ظهور القادياني، بل الإلحاد و اللادينية والأفكار البشرية البعيدة عن الدين، ومع ذلك لازال كثير من النصارى مؤمنون بدينهم ولم يسمعوا بالقادياني أصلا، فضلا أن يؤمنوا به وبتوحيده المزعوم.

[٣] أما قول القاديانية: "وأن القتل هو القتل الفكري لا المادي، لأن مهمة الأنبياء دينية خلقية إصلاحية، لا سياسية ولا عسكرية".

فيكذبهم قول الله ذو العزة والجلال والعظمة والكبرياء: ﴿فَهَزَمُوهُم بِإِذۡنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُۥدُ جَالُوتَ وَءَاتَىٰهُ ٱللَّهُ ٱلۡمُلۡكَ وَٱلۡحِكۡمَةَ وَعَلَّمَهُۥ مِمَّا یَشَاۤءُ﴾ (البقرة ٢٥١)

فقد قاتل داود عليه السلام وقتل جالوت ثم جعله الله ملكا، وهذه مهام عسكرية وسياسية.

[٤] أما زعم القادياني أن المقصود بباب لد أنه لدهيانة في الهند فيكذبه:

عن عَائِشَةَ قَالَتْ : دَخَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَبْكِي، فَقَالَ لِي : " مَا يُبْكِيكِ ؟ ". قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتُ الدَّجَّالَ فَبَكَيْتُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ وَأَنَا حَيٌّ كَفَيْتُكُمُوهُ، وَإِنْ يَخْرُجِ الدَّجَّالُ بَعْدِي فَإِنَّ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، وَإِنَّهُ يَخْرُجُ فِي يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ فَيَنْزِلَ نَاحِيَتَهَا، وَلَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكَانِ، حَتَّى الشَّامَ، مَدِينَةً بِفِلَسْطِينَ بِبَابِ لُدٍّ ". وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ مَرَّةً : " حَتَّى يَأْتِيَ فِلَسْطِينَ بَابَ لُدٍّ، فَيَنْزِلَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَمْكُثَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً إِمَامًا عَدْلًا، وَحَكَمًا مُقْسِطًا ". (مسند الإمام أحمد)

«يَأْتِي الْمَسِيحُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ، هِمَّتُهُ الْمَدِينَةُ حَتَّى يَنْزِلَ دُبُرَ أُحُدٍ، ثُمَّ تَصْرِفُ الْمَلَائِكَةُ وَجْهَهُ قِبَلَ الشَّامِ، وَهُنَالِكَ يَهْلِكُ». (صحيح مسلم)

كما أن حديث صحيح مسلم السابق: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ".

يبين أن نهاية المسيح الدجال في بلاد الشام فينزل عليه السلام شرقي دمشق ثم يدركه بباب لد فيقتله، نعوذ بالله من فتنته، وعصمنا الله وإياكم من المسيح الدجال، وحفظنا الله وإياكم من فتنة المسيح الدجال.

[٥] إن النصوص أثبتت القتل المادي وبيد المسيح عليه السلام: 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ، أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ. فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لَا وَاللَّهِ، لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا. فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللَّهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا، فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمُ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ. فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللَّهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ ". (صحيح مسلم)

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ : أَنَا رَبُّكُمْ. وَهُوَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر مُهَجَّاةٌ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ، إِلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ ؛ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ، إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ ؛ نَهَرٌ يَقُولُ : الْجَنَّةُ، وَنَهَرٌ يَقُولُ : النَّارُ. فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الْجَنَّةُ ". قَالَ : " وَيَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، وَيَقْتُلُ نَفْسًا، ثُمَّ يُحْيِيهَا، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ ؟ " قَالَ : " فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ، وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ ؟ فَيَقُولُونَ : هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ. فَيَنْطَلِقُونَ، فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَيُقَالُ لَهُ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ. فَيَقُولُ : لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ. فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ ". قَالَ : " فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ، كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ، فَيَقْتُلُهُ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي : يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ. فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ ". (مسند الإمام أحمد)

كما أن النصوص أثبتت أن المسيح عليه السلام يحارب ويقاتل:

«لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ». (سنن أبي داود)

وهنا نرد على بعض هراء القاديانية:

يقول القاديانيون: إن المسلمين ينتظرون مهديا دمويا ومسيحا سفاكا.

والجواب:

قلنا لهم: إن غلامكم القادياني من الممكن عنده مجيء مسحاء ذوي شوكة وليس مسيحا واحدا:

"أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا، وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥)

بل هو يبشر بظهور مسيح من هذا النوع:

"وكشف على أيضا أن من المقدّر أن ينتشر الفساد والشرك والظلم في العالم ثانية بعد انقضاء فترة الخير والصلاح وغلبة التوحيد، فيأكل البعض بعضا كالديدان ويسود الجهل، ويبدأ الناس في عبادة المسيح ثانية، وتنتشر جهالة اتخاذ المخلوق إلها على نطاق واسع وستنتشر كل هذه المفاسد في الدنيا في الفترة الأخيرة من هذا الزمن الأخير على يد الديانة المسيحية، وعندها تهيج روحانية المسيح هيجانا مرة ثالثة، وتقتضي نزولها نزولاً جلاليا، فتنزل في صورة مثيل له قاهر، وينتهي ذلك الزمن، وعندها تكون النهاية ويطوى بساط العالم". (التذكرة ٢١٧)

وقلنا لهم: إن القادياني قد أيد حرب بريطانيا -المحسنة والعادلة- في جنوب أفريقيا، وهي من أسوأ ما عرفته البشرية في العصر الحديث على صعيد الدموية والسفك للدماء، والسرقة ونهب الثروات، والظلم والاستعباد والعنصرية… وقد دعى كل مسلم للدعاء أن تنتصر بريطانيا، ودعى لجمع التبرعات للحكومة البريطانية. أنظر (وقائع جلسة الدعاء) صفحة ٤٧١ وما بعدها.

وقلنا لهم: إن القادياني كان يمدح والده وأخوه الميرزا قادر لقتالهم مع الإنجليز ضد المسلمين:

"اشترى في أيام مفسدة عام ١٨٥٧م -أي ثورة المسلمين- خمسين حصانا ممتازا من جيبه الخاص، وقدمها للحكومة مساعدة منه مع خمسين من خيرة الشباب، لذا كان يحظى بقبول عام عند الحكومة". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٦٦)

"وبعد وفاة والدي، ظل أخي الأكبر ميرزا غلام قادر مشغولا في إسداء الخدمات للحكومة، وحين اندلعت معركة بين الثوار وجيش الحكومة الإنجليزية عند ممر "تِمون" شارك في المعركة في صف الحكومة الإنجليزية". (البراءة ٦)

"وأتقدم فعلا باستغاثة مهمة هي أني تلقيت أخبارا متواترة أن بعض الحساد سيئي الباطن الذين بسبب الاختلاف في العقيدة أو لسبب آخر يبغضونني ويعادونني أو الذين هم أعداء أصدقائي، لذا هناك خطر أن ينشأ سوء الظن لدى الحكومة السامية نتيجة الأعمال المفتراه اليومية، فتضيع جميع التضحيات الممتدة على خمسين سنة لوالدي المرحوم مرزا غلام مرتضى وشقيقي مرزا غلام قادر المرحوم المذكورة في الرسائل الحكومية وكتاب السير ليبل غريفن "تاريخ  زعماء البنجاب"، وتضيع وتتبخر بالإضافة إلى ذلك جميع الخدمات التي أسديتها بالقلم منذ ١٨ عاما وهي تتبين من مؤلفاتي، وأن يتكدر خاطر الحكومة الإنجليزية لا سمح الله تجاه عائلة وفية قديمة وناصحة".  (البراءة ٣٦٩)

فعند القادياني الجهاد من أجل الدين ممنوع، بينما القتال من أجل بريطانيا مسموح! لأنه من واجبات الإخلاص للحكومة البريطانية وشكرها ومواساتها بلا منة عليها!

يقول القادياني والقاديانيون: إن المقصود بقتل الدجل بحربة هي حربة سماوية: "فقد نزل المسيح للقضاء على صفة الدجال بحربة سماوية، ما اخترعها صناع من الدنيا، بل هي حربة سماوية كما يتبين من الأحاديث الصحيحة". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٧٧)

والجواب: 

أنتم ما فسرتم الحربة بالسماوية إلا فرارا من ظاهر النص، وهذا دأبكم: سماوية وروحانية ومجازية واستعارة ورؤى ومنامات وكشوف!

ثم أين بينت الأحاديث الصحيحة أن الحربة سماوية؟!

ثم هل الحربة السماوية يكون منها: "فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ". !

كما أن من يقتل الدجال فكريا أو بالحجة هو بحاجة إلى قلم وحبر سماوي! أو لسان سماوي روحاني؟!

وإن قال القاديانيين: من في هذا الزمان يقتل بحربة؟!

فالجواب:

|١| وهل سبق أن قاتل أحد فكريا وبالحجة بحربة سماوية؟! هاتوا برهانكم!

|٢| إن الذي يملك مدفعا أو بندقية لا يعني أنه لا يقتل بالخنجر والسكين!

|٣| أنتم تحاولون إنزال النصوص على القادياني وهي ليست له، ولم تحدث بعد، وهي لازلت في علم الغيب، ثم هل تستطيعون الجزم أن البشر في المستقبل لن تعود في حروبها للخيول والسيوف والسهام والحراب!

((١١)) ويحب القاديانيون الحديث عن حمار الدجال كثيرا، لدرجة أن هذا الحمار أهم من الدجال نفسه:

«يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنَ الدِّينِ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ، فَلَهُ أَرْبَعُونَ لَيْلَةً يَسِيحُهَا فِي الْأَرْضِ، الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالشَّهْرِ، وَالْيَوْمُ مِنْهَا كَالْجُمُعَةِ، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ هَذِهِ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ : أَنَا رَبُّكُمْ. وَهُوَ أَعْوَرُ، وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ - ك ف ر مُهَجَّاةٌ - يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ، كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ، يَرِدُ كُلَّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ، إِلَّا الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ ؛ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ عَلَيْهِ، وَقَامَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَبْوَابِهَا، وَمَعَهُ جِبَالٌ مِنْ خُبْزٍ، وَالنَّاسُ فِي جَهْدٍ، إِلَّا مَنْ تَبِعَهُ، وَمَعَهُ نَهْرَانِ، أَنَا أَعْلَمُ بِهِمَا مِنْهُ ؛ نَهَرٌ يَقُولُ : الْجَنَّةُ، وَنَهَرٌ يَقُولُ : النَّارُ. فَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ الْجَنَّةَ فَهُوَ النَّارُ، وَمَنْ أُدْخِلَ الَّذِي يُسَمِّيهِ النَّارَ فَهُوَ الْجَنَّةُ ". قَالَ : " وَيَبْعَثُ اللَّهُ مَعَهُ شَيَاطِينَ تُكَلِّمُ النَّاسَ، وَمَعَهُ فِتْنَةٌ عَظِيمَةٌ، يَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، وَيَقْتُلُ نَفْسًا، ثُمَّ يُحْيِيهَا، فِيمَا يَرَى النَّاسُ، لَا يُسَلَّطُ عَلَى غَيْرِهَا مِنَ النَّاسِ، وَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ، هَلْ يَفْعَلُ مِثْلَ هَذَا إِلَّا الرَّبُّ ؟ " قَالَ : " فَيَفِرُّ الْمُسْلِمُونَ إِلَى جَبَلِ الدُّخَانِ بِالشَّامِ، فَيَأْتِيهِمْ فَيُحَاصِرُهُمْ، فَيَشْتَدُّ حِصَارُهُمْ، وَيُجْهِدُهُمْ جَهْدًا شَدِيدًا، ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ، فَيُنَادِي مِنَ السَّحَرِ، فَيَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ ؟ فَيَقُولُونَ : هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ. فَيَنْطَلِقُونَ، فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، فَتُقَامُ الصَّلَاةُ، فَيُقَالُ لَهُ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ. فَيَقُولُ : لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ فَلْيُصَلِّ بِكُمْ. فَإِذَا صَلَّى صَلَاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ ". قَالَ : " فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ، كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَيَمْشِي إِلَيْهِ، فَيَقْتُلُهُ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي : يَا رُوحَ اللَّهِ، هَذَا يَهُودِيٌّ. فَلَا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلَّا قَتَلَهُ». (مسند الإمام أحمد)

هذا الحديث ضعفه الألباني رحمه الله وصححه غيره.

يقول القاديانيون:

"لا بأس لو تحدثنا عن حمار الدجال في هذه العجالة، فقد جاء في أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نبوءات تتعلق بوسيلة النقل التي سيستخدمها الدجال عند ظهوره، وقد أطلق على هذه الوسيلة اسم "حمار الدجال"، وبين أن المسيح الدجال يأتي على هذا الحمار الهائل الذي يأكل النار في أحشائه وله فتحة يُخرج منها النار والدخان وينطلق في سرعة هائلة براً وبحراً وجواً، لونه أقمر شديد البياض، أهلب لا شعر له، وطول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعاً، وعرض ما بين أذنيه سبعون ذراعاً، وما بين حافره إلى حافره مسيرة يوم وليلة. تطوى له الأرض منهلاً منهلاً، يسبق الشمس إلى مغيبها. طوله في الأرض ستون خطوة، ولونه أحمر، طعامه الحجارة والنار، لا يدرى قبله من دبره يتقدمه جبل من دخان يخوض البحر لا يغرق ولا يبلغ الماء حقويه، وسرعته كالغيث إذا استدبرته الريح. له سروج وفروج ودوي يملأ ما بين الخافقين، ويدعو الناس للركوب فيه. هذا هو حمار الدجال في نبوءات سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فهل يبقى شك في أن هذه النبوءات متعلقة بوسائل النقل التي تستخدم فيها النار، والتي هي من مخترعات الدجال ويأجوج ومأجوج الذين معظم أعمالهم بالأجيج أي النار، والذين أتوا من كل حدب ينسلون؟ فإذا تبين أن حمار الدجال هو وسائل النقل الحديثة، من طائرة وسفينة وقطار وسيارة وما إلى ذلك، فهل تصعب معرفة صاحب هذا الحمار؟ إنه هذه الشعوب المسيحية الغربية المستعمرة، التي حذرنا من فتنتها نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأمرنا بقراءة فواتح سورة الكهف للنجاة من فتنها، وهذه الفواتح تتحدث بوضوح عن الذين قالوا اتخذ الله ولدا. وإذا أخذ أحدهم النبوءات المتعلقة بهذا الحمار على ظاهرها، فماذا سيقول عن الدجال نفسه الذي يركب هذا الحمار الذي يبدو خافيا حسب الفهم السطحي له ؟ وإذا ثبت تحقق ظهور الدجال إحدى علامات ظهور الإمام المهدي". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٢٨)

قلت: ولماذا عجالة هم صنفوا الكتاب السابق في ٣٠٠ صفحة! ثم حشروا في الفقرة السابقة تفاصيل كثيرة بشكل مرسل.

وفي كتاب (الوحي، العقلانية، المعرفة والحق ٦٢٥) لخليفة القاديانية الرابع ذكر تفاصيلا كثيرة عن حمار الدجال لا وجود لها.

وفي كتاب (الدجال يجتاح العالم ٣٩) لمحمد منير أدلبي ذكر بعض الأحاديث التي لا تصح في حمار الدجال.

أقول: هم يتحدثون عن تفاصيل هي كذب ودجل. وهم يحاولون الظهور بمظهر الجماعة التي تتحدث عن العلم والعقلانية من خلال القول أن وسائل المواصلات الحديثة هي حمار الدجال.

ونجيب على هراءهم السابق في نقاط:

أولا: كما قلت سابقا هم يفرقون بين الدجال ويأجوج ومأجوج متى شاءوا ويجمعون بينهما متى شاءوا، أما وسائل المواصلات الحديثة من قطارات وطائرات وسفن، هي من صناعة يأجوج ومأجوج، وليست من صناعة قساوسة النصارى أو رجال الدين النصراني، فالمفروض أن يقولوا حمير يأجوج ومأجوج.

ثانيا: المواصلات السابقة لم تعد مختصة بيأجوج ومأجوج أو الغربيين الأوروبين، فقد أصبحت وسيلة مواصلات عالمية، ولا علاقة لرجال الدين النصراني بهذه المواصلات.

ثالثا: هلك القادياني عام ١٩٠٨م وفي ذلك الزمان كانت محاولات الطيران في بداياتها، لذلك إعتبر القادياني أن القطار هو حمار الدجال: "عرض سؤال شخص: ما دام القطار حمار الدجال فلماذا نركبه؟ فقال -القادياني- الاستفادة من صنعة الكفار ليست ممنوعة". (الملفوظات ج٩ ص١٢٤) بينما القاديانيون اليوم يركزون على الطائرات كحمار للدجال!

رابعا: هناك أمم اليوم ليست نصرانية تصنع الطائرات والقطارات والسفن كاليابان والصين، ولم تعد هذه الصناعات تدل على دين صنعيها.

خامسا: هم يتحدثون عن هذا "الحمار المزعوم" على أنه شيء كبير وهو لا ينطبق على السيارة والدراجة النارية.

سادسا: قالوا: أن هذا "الحمار" يستخدم فيه النار! على إعتبار أن يأجوج من الأجيج أي النار! ويفسد قولهم السابق أنه في هذا الزمان بعض هذه الصناعات لا تتحرك بالنار بل بالكهرباء والطاقة الشمسية وما شابه ذلك.

سابعا: إذا كان الأجيج يدل على يأجوج ومأجوج أي الأمم النصرانية الأوروبية، فهذا لا ينطبق على الصينيين واليابانيين، وهذا الأجيج أي استخدام النار صار عالمي لا يدل على قوم بعينهم.

ثامنا: هل هناك فرق بين الحصان والحمار؟ الجواب: نعم! وهناك فرق بين القطار والسفينة والطائرة! فلا يمكن إعتبار وسائل المواصلات هذه شيئا واحدا وهو حمار الدجال.

أخيرا: هجمة الأمم الأوروبية النصرانية الإستعمارية على العالم بدأت قبل هذه المخترعات والصناعات بـ أكثر من ٣٠٠ سنة. والمعنى: إن كانت هذه الصناعات علامة الدجال و يأجوج ومأجوج فكيف سبقوا علامتهم التي تدل عليهم بـ أكثر من ٣٠٠ سنة.

إبطال ورد الهرائيات القاديانية:

ملخص هرائيات القاديانية حول أحاديث الدجال -وبالله سبحانه نستعيذ-:

١. التحريفات الباطنية.

٢. إتباع المتشابهات.

٣. محاولة معارضة نصوص بنصوص.

٤. الزعم أن بعض الأحاديث موضوعة دون حجج مما يحتج بها أهل العلم والحديث.

٥. إنكار آيات الله الخارقة للمعتاد.

٦. رد النصوص بحجة أنها غير معقولة أو خرافات.

⟨⟨١⟩⟩ قالوا: "ما جاء في الأحاديث عن الدجال مع اختلافات وتناقضات، فظن الجمهور أن تلك الأخبار والآثار محمولة على ظواهرها، والحق أنهم ما أصابوا في ذلك، وإن هي إلا مجازات واستعارات وتمثيلات، وبعضها موضوع، ودليله أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة حسبوا أن ابن الصياد هو الدجال المعهود". (القول الصريح ١٠٧)

والجواب:

١- أما التناقضات فقد أثبتنا فيما سبق شيئا من تناقض القادياني والقاديانية، فهم ونبيهم المتناقضون لا المسلمون.

٢- أما الأحاديث الموضوع فهي مردودة عند المسلمين، والقادياتيون معرفون بالإستدلال بالموضوعات والأحاديث الضعيفة، مثل حديث الخسوف والكسوف، وحديث موت المسيح وأنه عاش ١٢٠ سنه، وأحاديث حمار الدجال.

٣- أما قولهم: فظن الجمهور… فهذا اعتراف منهم أنهم خالفوا سلف الأمة وخلفها! ونحن نطالبهم بتفسيرات للنبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والمجددين فسروا كما فسروا! فإن لم يجدوا فهم بذلك  يزعمون أنهم عرفوا الحق الذي لم يعرفه غيرهم!

٤- إن قولهم: أن نصوص الدجال ليست على ظواهرها وهي مجازات واستعارات وتمثيلات، وبالتالي: هي طلاسم -والعياذ بالله تعالى- عندهم، وهم وحدهم عرفوا الحق والمراد ولم يعرفه غيرهم. فكيف للمسلمين أن يصدقوا تفسيراتهم وقد ثبت لهم بالأدلة الكثيرة كذبهم وكذب نبيهم.

٥- هم ونبيهم يصروفون النصوص عن ظواهرها بلا وجه حق، وبلا قرينة صارفة قوية حق، والسبب في صرفهم لظواهر النصوص أن النصوص ضدهم ولا تنطبق على نبيهم، وبالتالي: الأمر مجرد تحريف. بل هم ونبيهم يخالفون أقواله التالية:

"من المسلم به أن النصوص تحمل على ظواهرها". (فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤١٧)

"والعبارة تجدر أن تحمل على ظاهرها قبل وجود قرينة، وإلا عد تحريفا كتحريف اليهود". (التحفة الغولروية ٨٨)

"فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تفسر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينة صارفة، ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسر خلافا للظاهر". (التحفة الغولروية ٨٨)

٦- هم يقولون عن الأخبار الغيبية التي أخبر بها الله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام: "هذه نبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها". 

بالإضافة إلى أن قولهم لا أدلة عليه، يفسد قولهم السابق:

أن كثيرا من الأخبار المستقبلية هي على ظاهرها -وبالله نعوذ-: ظهور الربا، وظهور الزنى، فشو التجارة، التطاول في البنيان، كثرة القنل، ضياع الأمانة، كثرة الزلازل، قطع الأرحام، شهادة الزور، عدم المبالاة في أخذ المال من حلال أو حرام، المعازف، شرب الخمر، سلام الخاصة… إلخ. وهي كثيرة وعلى ظاهرها والعياذ بالله الحفيظ المثبت على دينه.

أنهم يأخذون بظواهر كثير من نصوص النبوءات السابقة كـ التطاول في البنيان، وكثرة الزلازل، بل والضعيفة والموضوعة منها كـ الخسوف والكسوف.

أنهم يأخذون بتنبؤات القادياني في ٩٩٪ منها على ظاهرها كـ : الموت، وولادة الولد، والزواج، وطول العمر أو قصره… ثم ما لم ينطبق ويتحقق يلجأون فيه للتحريف والتأويل كما يفعلون مع النصوص الإسلامية.

٧- إن الأخبار المستقبلية عبارة عن علامات ظاهرة غالبا، إن شاهدها الناس علموا أنها حق: مثل: صفات المسيح الدجال، وظهور الربا، وفشو التجارة، وتطاول الناس في البنيان… إلى غير ذلك. و ٩٩٪ من الناس لا تفهم لغة الطلاسم والألغاز.

فلو أن شخصا قال لآخر: سوف أرسل لك فلان، وقابله عند المنارة شرقي دمشق، وهو يلبس ثوبين أصفرين.

لم يفهم من ذلك: أن يقابله في قاديان، وأن فلان هذا مصاب بدوار الرأس وكثرة التبول.

ثم هذه الاستعارات والمجازات والتمثيلات المزعومة المفتراه يمكن معارضتها بتفسيرات أخرى باطنية معارضة، فكيف يمكن الحكم على صواب ما لا دليل واضح قوي عليه، وما هو من الطلاسم والألغاز والتفسيرات المختلقة.

بل أكثر من ذلك فإن القادياني عندما كان يفسر تحريفا وباطنية كان يقول أحيانا وربما هناك معنى آخر! 

وبخصوص الدجال جاء في (الملفوظات ج٦ ص٢٣٨) تحت عنوان: "يمكن أن يكون الدجال شخصا واحدا أيضا" : 

"قال أخونا المحترم الخواجه كمال الدين بأن ما قال حضرته عن الدجال صحيح وحق تماما، ولكن خطرت بالي يوما فكرة أنه قد مضى شخص واحد أيضا كان دجالا، والدجال الموجود حاليا إنما هو ظله وأثره، لأن المسيحية الحالية ليست بالتي علمها المسيح الناصري عليه السلام بل هي مذهب بولص الذي أحل كل حرام، وأبدع بدعة الكفارة وما شابهها، وكانت له عين واحدة فملامحه التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن أن يكون قد أريها في الكشف والمعلوم أن أتباعه هم الذين اكتشفوا كل هذه الاكتشافات الجديدة التي يمكن عزوها إلى صفة الدجال وأعماله. فقال -القادياني-: نعم، هذا أيضا ممكن".

لذلك تراهم يتخبطون في مثل هذه التحريفات على أقوال! ثم الواحد منهم يبدأ يفكر في موضوع ولا تدري ماذا يوحي له شيطانه، فيظن أنه اكتشف الكنز، والسر الذي خفي على كل لبيب، ثم يصبح دينا!

بل أكثر من ذلك وأكبر وأعظم، فإن القادياني وقع في تناقضات كثيرة في هذه التفسيرات والتحريفات والباطنيات! فتصور وتعجب أنه في معنى معلوم واضح وضوح الشمس وهو معنى (مدينة دمشق) في نزول المسيح عليه السلام قال أقوالا وتفسيرات متناقضه وكل تفسير يضرب غيره بالشلوت. أنظر مقالي: (دجال قاديان وحديث النزول شرقي دمشق) 

وأضافة لما سبق بعد أن تناقضوا في التفسيرات الباطنية، أهملوا ذكر بعض الأقوال، وتمسكوا بالبعض الآخر، فإن عرضت الأقوال الأخرى التي أهملوها وقعوا في الحرج الشديد، ثم صار الموضوع (شبهات وردود) هذا إذا ردوا.

٨- هم في تفسيراتهم وتحريفاتهم خالفوا ما تدل عليه اللغة العربية، وما يفهمه العربي من المعاني! فالعربي يفهم معنى الأعور، والمعاجم العربية بينت معنى المهرودتين، ثم المسلمون عربهم وعجمهم من أهل العلم أو العقل يفهمون بلا شك معنى نزول الغيث وإحياء الموتى… إلخ.

٩- إن ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في المسيح الدجال وما نقله الصحابة رضي الله عنهم عنه بلغ التواتر، وإن مما يكذب تفسيرات القاديانية الباطنية وتحريفاتها أن النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذكر المسيح الدجال وأوصافه وعلاماته وما يكون منه، وبين ووضح وفصل، وكان يسأل عن المسيح الدجال ويجيب، وكان يعلمهم التعوذ من المسيح الدجال، وذلك لخوفه على أمته صلوات ربي وسلامه عليه من المسيح الدجال وفتنته: 

«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ». (صحيح البخاري)

«إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنِ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَلَّا تَعْقِلُوا، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ، أَفْحَجُ ، جَعْدٌ ، أَعْوَرُ، مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلَا جَحْرَاءَ ، فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ». (سنن أبي داود)

«إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ، وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ، لَقَدْ أَنْذَرَ نُوحٌ قَوْمَهُ، وَلَكِنِّي أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ : تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ، وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ». (صحيح البخاري)

«قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ». (صحيح مسلم)

لاحظ: أن النبي كان يُسأل فيجيب، ولم يذكر أي شيء من تحريفات القاديانية وتفسيراتها الباطنية.

وبينما نجد أن النبي صلوات الله وسلامه عليه أكثر من تفاصيل الدجال وعلاماته، نجد أن القاديانية أكثرت من ذكر التحريفات، مما يدل على أنها تعاملت مع نصوص وعلامات وتفاصيل كثيرة وحصل التصادم بينها وبين ما يقول نبينا صلى الله عليه وسلم.

نعوذ بالله واسمه الأعظم من الدجل والكذب والباطل والافتراء والبهتان والزور والتحريف وأهل ما سبق.

١٠- لقد أكثرت القاديانية كثيرا جدا من التأويلات والتحريفات والمجاز وصرف النصوص عن ظواهرها واختلاق القصص والتفسيرات، وغالت وبالغت وتوسعت، حتى صار نصف دينها قائم على ذلك، حتى صار الأمر عبارة عن مهزلة يضحك منها الناس، بل ويخجل بعض القاديانيين منها.

وأليكم بعض هذه المهازل في موضوع المسيح الدجال:

[١] معنى أعور العين: "يكون أعمى في الأمور الدينية من حيث الروحانية ولا يتفكر في عقباه". (القول الصريح ١١٩)

وهذا الكذب يعرفه العربي الجاهل.

[٢] معنى مكتوب بين عينه كافر: "هي استعارة تومئ إلى أن الدجال يلبس الحق بالباطل ويزخرف القول في أعين الناس ويأتي بعقائد فاسدة وخيالات باطلة التي تنزع الإيمان من جذور القلوب، ويظهر على الخلق أنه على الحق وما هو على الحق، ولا يكون له دليل حقيقي على صدقه بل يكون كفره أمرًا بواحا كأنما تتجلى سمة الكفر على جبينه ويدرى على الفور أنه كافر؛ كأن لفظ الكافر مكتوب بين عينيه ويقرأه كل مؤمن قارئ أو غير قارئ لأن المؤمن الراسخ في إيمانه يستطيع أن يفرق بين الكفر والإيمان ويتفرس بنور القلب في الأمور الدقيقة ويأمن العقائد المضلة، فلا تزل قدمه". (القول الصريح ١٢٣)

ويبطل هذا التفسير أن النبي صلى الله عليه وسلم زاد الأمر تفسيرا عندما قال: 

«مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ ". ثُمَّ تَهَجَّاهَا : " ك ف ر، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُسْلِمٍ». (صحيح مسلم)

«مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ، يَقْرَؤُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٍ وَغَيْرِ كَاتِبٍ». (صحيح مسلم)

«إِنَّ بَيْنَ عَيْنَيْهِ مَكْتُوبٌ : ك ف ر - أَيْ : كَافِرٌ - يَقْرَؤُهَا الْمُؤْمِنُ ؛ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ». (مسند الإمام أحمد)

[٣] معنى يأمر السماء فتمطر: "هذا مجاز يشير إلى أن الدجال يحفر الترع من الأنهار ويذهب بها إلى القفار والأرض الخربة ويعمرها، ويستفيد منها كثيرا ويخرج كنوزها التي كانت مدفونة فيها من قبل، والمعنى الثاني لنسبة إنزال الغيث إلى الدجال أنه سيخترع الوسائل التي تؤدي إلى إنزال المطر الاصطناعي الذي قد ترى أحيانًا مظاهره عند التجارب العلمية في بعض البلاد، لأن المطر الحقيقي لا ينزله إلا الله". (القول الصريح ١٢٥)

طبعا هم يقصدون الإستعمار والأوروبيين النصارى.

ويفسد قول القاديانية:

*أن إنزال المطر شيء، وحفر الترع شيء آخر، فلا يقال لمن حفر أنه أنزل المطر.

*أن من يثبت إنزال المطر الاصطناعي لغير الدجال، وعن طريق التجارب العلمية، هو يكذب نفسه بنفسه في إنكاره إنزال الدجال للمطر.

*ثم ما هو الفرق بين المطر الاصطناعي، والمطر الحقيقي، هل هذا ماء وذاك ليس بماء، أما إذا كان الفرق أن المطر الحقيقي ينزله الله فمطر الدجال والمطر الاصطناعي والمطر الحقيقي كل ينزله الله بأمر الله وإذنه. وعبارة اصطناعي مجرد لفظة زائدة. ثم لماذا لا تصطلحون على أن إنزال المسيح الدجال المطر حسب تفسير المسلمين اصطناعي.

ونحن هنا لا نريد الرد على مسألة المطر الاصطناعي، من حيث عدم قدرة البشر على تشكيل السحاب، ومتى ينزل المطر، وأين ينزل، وما هو مقداره… إلخ والحمد لله الذي أنطق أهل الباطل بالباطل، لأن ذلك يفيدنا في الرد على القاديانية كما سيأتي.

أما قول القاديانية الأخير: بخصوص ابن صياد، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب إلا إذا أخبره الله العليم بشيء منه، وقد حاول التثبت باجتهاد منه صلى الله عليه وسلم إن كان المسيح الدجال هو ابن صياد، وحديث ابن صياد ضد القاديانية لأنها يتحدث عن رجل.

وقد أثبت القاديانيون ما قلنا سابقا: "ومن البديهي أن الأنبياء بأنفسهم لا يعلمون الغيب إلا بعدما يظهرهم الله عليه، وبقدر ما ينبئهم". (القول الصريح ١١٣)

⟨⟨٢⟩⟩ استدلوا بقوله صلى الله عليه وسلم: «أَرَأَيْتَكُمْ لَيْلَتَكُمْ هَذِهِ، فَإِنَّ رَأْسَ مِائَةِ سَنَةٍ مِنْهَا لَا يَبْقَى مِمَّنْ هُوَ عَلَى ظَهْرِ الْأَرْضِ أَحَدٌ». (صحيح البخاري)

أنه لو أن المسيح الدجال لا زال حيا حسب ما جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، فإن هذا الدجال قد مات. أنظر: (القول الصريح ١١٧)

والجواب: 

من المعلوم أن هناك في النصوص عموم وخصوص، والعام لا يشمل ما دل عليه الخاص وثبت، كما أن النص على ما أراد الله جل وعلا أو رسوله عليه الصلاة والسلام.

قال اللطيف العفو المعافي: ﴿تُدَمِّرُ كُلَّ شَیۡءِۭ بِأَمۡرِ رَبِّهَا فَأَصۡبَحُوا۟ لَا یُرَىٰۤ إِلَّا مَسَـٰكِنُهُمۡۚ كَذَ ٰ⁠لِكَ نَجۡزِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡمُجۡرِمِینَ﴾ (الأحقاف ٢٥)

فهل وقع الدمار على كل شيء، أم ما قصد الله وأراد.

ولقد دلت النصوص الخاصة على حياة إبليس، ويأجوج ومأجوج، والمسيح الدجال إلى يومنا هذا.

﴿قَالَ أَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ • قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ﴾ (الأعراف ١٤-١٥)

﴿حَتَّىٰۤ إِذَا فُتِحَتۡ یَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَب یَنسِلُونَ﴾ (الأنبياء ٩٦)

ثم لو فرضنا -جدلا- أن المسيح الدجال ليس حيا الآن، فهذا لا يفيد القاديانيين! لأنه لا يثبت منه أن الدجال هم رجال الدين النصراني. والأدلة كثيرة في رد هذا المعتقد.

وزيادة نقول: رجال الدين النصراني بدأت فتنتهم في بلاد الهند قبل القادياني وفي زمانه وبعده وهم موجودون إلى يومنا هذا.

وهم موجودون منذ ٢٠٠٠ سنة في مختلف البلاد ويقول الغلام القادياني أن وجودهم يكون إلى قيام الساعة.

فلا يمكن أن يقال أنهم هم الدجال، فلم يكون مختفين حتى يظهروا، وهم باقون حسب زعم القادياني.

⟨⟨٣⟩⟩ يقول القاديانيون: إن بعض نصوص الدجال غير معقولة وخرافات -والعياذ بالله تعالى-.

والجواب:

كيف قبلت عقولكم نص الغلام القادياني التالي: "إنه تعالى كان قد سماني مريم في الجزء الثالث من "البراهين الأحمدية" فلم أزل اتربى وأنمو في الخفاء لمدة حولين في حالتي المريمية كما هو واضح من "البراهين الأحمدية"، ثم بعد انقضاء عامين-كما هو مذكور في الجزء الرابع من "البراهين الأحمدية" الصفحة ٤٩٦- نُفخت في روح عيسى كما نفخت في مريم، ووصفت حاملا على سبيل الاستعارة، وأخيرا بعد عدة أشهر -لا تتجاوز عشرة- جُعلت عيسى بن مريم من خلال الإلهام المسجل في آخر "البراهين الأحمدية".. أي الجزء الرابع منه وفي الصفحة ٥٥٦، فصرت ابن مريم على هذا النحو". (سفينة نوح ٧١)

فالقادياني من خلال هراءه السابق -استعاره- يريد منا أن نصدقه أنه صار ابن مريم، وما سبق يضحك منه الأطفال!

هل هذا هو فهمكم التجديدي والعقلاني يا قاديانية؟! 

لا بأس نحن أصحاب فهم تقليدي، وسوف نصدمكم بنصوص للغلام القادياني فاق قول أصحاب الفهم التقليدي! يقول القادياني: 

"أما بعض الحيوانات فأعمارها طويلة جدا مثل السلحفاة، إذ يبلغ عمرها إلى خمسة آلاف سنة… إن عمر الحيات أيضا طويل وقد يبلغ إلى ألف عام". (الملفوظات ج٣ ص١٧٤)

"ونؤمن بأنه حتى لو نام أحد إلى مئتي ألف عام، فضلا عن مئة عام، فلا حرج في ذلك". (الملفوظات ج١ ص٥١٧)

لا بأس أيها القادياني لقد ربوك على أقوال ومعتقدات، لكن أقوال نبيك القادياني تشعرك بالمرارة، -أسأل الله لي ولك الهداية وإتباع الحق- وعليك أن تقبل وتقر حقيقة أنهم خدعوك وكذبوا عليك.

⟨⟨٤⟩⟩ قال القاديانيون كما في (القول الصريح ١٢٥) : "لا يقدر إنسان ضعيف على إنزال الغيث من السماء لأنه مختص بذات الله تعالى والإسلام لا يجيز مثل هذه الأمور لغير الله لأنها تزري بتوحيد الله، فكيف يسوغ للدجال أن يفعل ذلك؟… واستدلوا بأدلة منها:

﴿إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ﴾ (لقمان ٣٤)

ونحن لا نخالف قول القاديانية في قولهم السابق لكن نقول:

أولا: إن المسلمين وكثير من الكفار يعلمون أن إنزال الغيث من إختصاص الرب تبارك وتعالى، لكن المسيح الدجال فتنة من الفتن التي قدرها الله ودلت النصوص على أنه فتنة بل أعظم فتنة.

ثانيا: إن الرب تبارك وتعالى حذرنا من فتنه حتى لا نصدقه فيما يأتي به من دجل، وهذا ابتلاء ينجح فيه من عصمهم الله -نسأل الله أن يعصمنا والمسلمين منه- ويثبتوا على توحيد الله الذي عرفوه. ومثال ذلك ما تعرض له كثير من المسلمين في محاكم التفتيش رفضوا الباطل لأنهم عرفوا التوحيد. أسأل الله العفو والعافية والمعافاة والسلامة في ديننا ودنيانا وبعد موتنا وفي آخرتنا.

ثالثا: إن إنزال الغيث سواء كان بسبب: صلاة استسقاء، أو إجابة دعاء، أو إعجاز خارق للعادة، أو بفتنة الدجال ودجله، أو أيا كان وصفه، الفاعل الحقيقي له هو الله والقادر عليه وحده ويكون بأمره وإذنه وقدرته.

رابعا: من تناقض القاديانيين أنهم ينكرون علينا في هذا الموضوع، وهم قد زعموا إنزال المطر الاصطناعي: "والمعنى الثاني لنسبة إنزال الغيث إلى الدجال أنه سيخترع الوسائل التي تؤدي إلى إنزال المطر الاصطناعي الذي قد ترى أحيانًا مظاهره عند التجارب العلمية في بعض البلاد، لأن المطر الحقيقي لا ينزله إلا الله". (القول الصريح ١٢٥)

⟨⟨٥⟩⟩ أنظر (القول الصريح ١٢٦) في محاولة من القاديانيين لمعارضة الحديث التالي:

" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ، فَيَتَوَجَّهُ قِبَلَهُ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، فَتَلْقَاهُ الْمَسَالِحُ ؛ مَسَالِحُ الدَّجَّالِ، فَيَقُولُونَ لَهُ : أَيْنَ تَعْمِدُ ؟ فَيَقُولُ : أَعْمِدُ إِلَى هَذَا الَّذِي خَرَجَ. قَالَ : فَيَقُولُونَ لَهُ : أَوَمَا تُؤْمِنُ بِرَبِّنَا ؟ فَيَقُولُ : مَا بِرَبِّنَا خَفَاءٌ. فَيَقُولُونَ : اقْتُلُوهُ. فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكُمْ رَبُّكُمْ أَنْ تَقْتُلُوا أَحَدًا دُونَهُ ؟ قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ بِهِ إِلَى الدَّجَّالِ، فَإِذَا رَآهُ الْمُؤْمِنُ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، هَذَا الدَّجَّالُ الَّذِي ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ : فَيَأْمُرُ الدَّجَّالُ بِهِ فَيُشَبَّحُ، فَيَقُولُ : خُذُوهُ، وَشُجُّوهُ. فَيُوسَعُ ظَهْرُهُ وَبَطْنُهُ ضَرْبًا، قَالَ : فَيَقُولُ : أَوَمَا تُؤْمِنُ بِي ؟ قَالَ : فَيَقُولُ : أَنْتَ الْمَسِيحُ الْكَذَّابُ. قَالَ : فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُؤْشَرُ بِالْمِئْشَارِ مِنْ مَفْرِقِهِ حَتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رِجْلَيْهِ، قَالَ : ثُمَّ يَمْشِي الدَّجَّالُ بَيْنَ الْقِطْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : قُمْ. فَيَسْتَوِي قَائِمًا، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ لَهُ : أَتُؤْمِنُ بِي ؟ فَيَقُولُ : مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إِلَّا بَصِيرَةً. قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَا يَفْعَلُ بَعْدِي بِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ. قَالَ : فَيَأْخُذُهُ الدَّجَّالُ لِيَذْبَحَهُ، فَيُجْعَلَ مَا بَيْنَ رَقَبَتِهِ إِلَى تَرْقُوَتِهِ نُحَاسًا، فَلَا يَسْتَطِيعُ إِلَيْهِ سَبِيلًا، قَالَ : فَيَأْخُذُ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ، فَيَقْذِفُ بِهِ، فَيَحْسِبُ النَّاسُ أَنَّمَا قَذَفَهُ إِلَى النَّارِ، وَإِنَّمَا أُلْقِيَ فِي الْجَنَّةِ ". فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " هَذَا أَعْظَمُ النَّاسِ شَهَادَةً عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِينَ ". (صحيح مسلم)

قالوا: "اعلم أن الإحياء والإماتة في يد الله تعالى، ولا يستطيع أحد من دون الله أن يحيي أو يميت. والذي يموت لا يرد إلى هذه الدنيا مرة ثانية فكيف يميت الدجال رجلا شابا ثم يحييه ثانية!". ثم أخذوا يستدلون على أن الله هو المحيي والمميت وأن من يموت لا يرجع. واستدلوا بهذا الحديث على أن من يموت لا يرجع:

جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : لَمَّا قُتِلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ حَرَامٍ يَوْمَ أُحُدٍ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " يَا جَابِرُ، أَلَا أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لِأَبِيكَ ؟ ". وَقَالَ يَحْيَى فِي حَدِيثِهِ : فَقَالَ : " يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا ؟ ". قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، اسْتُشْهِدَ أَبِي، وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا. قَالَ : " أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ ؟ ". قَالَ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا ، فَقَالَ : يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ : يَا رَبِّ، تُحْيِينِي فَأُقْتَلُ فِيكَ ثَانِيَةً. فَقَالَ الرَّبُّ سُبْحَانَهُ : إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يَرْجِعُونَ. قَالَ : يَا رَبِّ فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي. قَالَ : فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } ". (سنن ابن ماجة)

والجواب:

أولا: المسلمون يؤمنون أن الله يحيي ويميت وأن ذلك من اختصاص الله سبحانه وتصرفه في ملكه وسلطانه، لكن دلت النصوص أيضا على أن الله قد يجعل لنبي آية خارقة للعادة أو كرامة لولي خارقة للعادة، وسواء من حدثت له هذه الخارقة نبي أو ولي فإن الفاعل الحق لها هو الله، والحديث السابق فيه كرامة لذلك الرجل المؤمن. والآيات والأحاديث في المعجزات والكرامات معروفة معلومة.

قال الرب تبارك وتعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِىَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) (الرعد ٣٨)

قال ابن كثير رحمة الله عليه في (تفسير القرآن العظيم) : "وَقَوْلُهُ: ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ﴾ أَيْ: لَمْ يَكُنْ يَأْتِي قومَه بِخَارِقٍ إِلَّا إِذَا أُذِنَ لَهُ فِيهِ، لَيْسَ ذَلِكَ إِلَيْهِ، بَلْ إِلَى اللَّهِ، عَزَّ وَجَلَّ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ".

ثانيا: أما قول القاديانيين أن من يموت لا يرجع فهذا من حيث المعتاد، وقد جاءت النصوص تدل على إحياء الأموت كآية خارقة للعادة:

﴿وَرَسُولًا إِلَىٰ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ أَنِّى قَدْ جِئْتُكُم بِـَٔايَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّىٓ أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ ٱلطِّينِ كَهَيْـَٔةِ ٱلطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًۢا بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُبْرِئُ ٱلْأَكْمَهَ وَٱلْأَبْرَصَ وَأُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِى ذَٰلِكَ لَءَايَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران ٤٩)

﴿أَوْ كَٱلَّذِى مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِىَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْىِۦ هَٰذِهِ ٱللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا فَأَمَاتَهُ ٱللَّهُ مِا۟ئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُۥ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَل لَّبِثْتَ مِا۟ئَةَ عَامٍ فَٱنظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ وَٱنظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ وَلِنَجْعَلَكَ ءَايَةً لِّلنَّاسِ وَٱنظُرْ إِلَى ٱلْعِظَامِ كَيْفَ نُنشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُۥ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ﴾ (البقرة ٢٥٩)

﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَٰهِۦمُ رَبِّ أَرِنِى كَيْفَ تُحْىِ ٱلْمَوْتَىٰ قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَىٰ وَلَٰكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِى قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِّنَ ٱلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ ٱجْعَلْ عَلَىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِّنْهُنَّ جُزْءًا ثُمَّ ٱدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْيًا وَٱعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ (البقرة ٢٦٠)

ثالثا: العجيب أن غلام أحمد القادياني من أقواله أن من يموت لا يرحع، ثم هو يقول خرافات تناقض قوله:

"فمثلا من خواص الذبابة وبعض الحشرات الأخرى أنها إذا ماتت ولم تفترق أعضائها كثيرا، بل كانت على هيئتها الأصلية ووضعها السابق، ولم تتعرض للعفونة، بل كانت ما زالت حديثة الموت إذا لم يمض على الموت أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات كحال الذبابة الميتة في الماء على سبيل المثال، فإنها تطير حية لو وريت تحت ملح مسحوق ووضع عليها رماد أيضا بالقدر نفسه ". (البراهين الأحمدية  الأجزاء الأربعة ١٦٧)

"وكذلك الإماتة التي كانت لساعة أو ساعتين ثم أحيي الميت، فليست إماتة حقيقية بل آية من آيات الله تعالى، ولا يعلم حقيقته إلا هو". (حمامة البشرى ١٠٥)

" إن عودة الأموات حديثي الوفاة إلى الحياة لبضع دقائق أو سويعات نتيجة عملية التركيز ليس مما يخالف سنن الكون. فما دمنا نرى بأم أعيننا أن بعض الحيوانات تعود إلى الحياة بعد الممات باستخدام دواء فلماذا يستصعب ذلك في حالة الإنسان ويعد بعيدا عن القياس ؟ ". (أسئلة ثلاثة لمسيحي والرد عليها ٤٤٢)

"ولقد لوحظ من أسرار قدرة الله أنه إذا ضرب سنجاب بالعصا أو الحجر ومات كليا في الظاهر وكان حديث الممات ودفن رأسه في الروث لعاد إلى الحياة بعد بضع دقائق وهرب. كذلك إذا ماتت الذبابة في الماء تعود إلى الحياة ثانية وتطير". (ينبوع المعرفة ١٦٣)

"انظروا ما أغرب الصنائع التي أوجدها الصنّاع الأوروبيون المعاصرون! فقد أوجدوا للعميان بالولادة أداة ليبصروا بها. وما زالوا يخترعون شيئا جديدا في كل يوم جديد حتى اخترعوا وسيلة لنفخ الروح في حيوانات ميتة نوعا ما، بمعنى أنه إذا مات حيوان دون أن تتضرر أعضاؤه الرئيسة ولم تمض على موته فترة طويلة فيُحيونه من جديد نتيجة تدبيرهم، مع أن تلك الحياة لا تكون حياة حقيقية، ولكن لا شك في قيامهم بالعجائب على أية حال. وهذه الظاهرة منتشرة في أميركا على نطاق واسع في هذه الأيام. فهل يمكن تسميتهم آلهة بسبب هذه الصناعات؟". (نسيم الدعوة ٨٠)

رابعا: قال القاديانيون في تفسير كرامة ذلك الرجل المؤمن: "فأمر قتل ذلك الشاب المؤمن ليس بمحمول على ظاهره، ويجوز أن يقال في معناه أن الدجال لكونه عدوا لدودا للإسلام يبذل كل جهده لكي يمحوه من على وجه الأرض، ويبيد ذلك المترعرع الجميل حتى يزعم في نفسه أنه قتله، ولكن الله يحفظه كأنه يحييه مرة ثانية".

قلت: يا سبحان الله عرفتم تفسير النص ولم تعرفوا من هو ذلك الرجل المؤمن! فالمفروض أن تعرفوا من هو ذلك الرجل حتى تأكدوا للناس صحة تفسيركم الذي خالفتم به أمة الإسلام وأن ذلك ما حدث مع ذلك الرجل، ومن لا يعرف ذلك الرجل بطل تفسيره المخالف للأمة!

هذا والله تعالى أعلم.

اللهم إنا نعوذ بك من المسيح الدجال وفتنته.

وأسال الله لي ولكم أن يعصمنا من الدجال وفتنته وما يأتي به.

وأسأل الله أن يحفظنا والمسلمين منه.

ربنا ونعوذ بك منه ومما أنت به عليم.

وأسأل الله أن ينصرنا عليه والمسلمين إن أدركناه.

اللهم اقبضنا سالمين غانمين معافين غير مفتونين ولا خزايا ولا مكروبين.

ربنا نسألك الهدى والحق وثبتنا على الهدى والحق والدين.

اللهم آمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.


۞۞۞۞۞۞