القادياني والقاديانية والزلازل

القادياني والقاديانية والزلازل

القادياني والقاديانية والزلازل

كتبه: أبوعبيدة ألعجاوي

قال - عليه الصلاة والسلام - : "  يَا ابْنَ حَوَالَةَ، إِذَا رَأَيْتَ الْخِلَافَةَ قَدْ نَزَلَتْ أَرْضَ الْمُقَدَّسَةِ فَقَدْ دَنَتِ الزَّلَازِلُ وَالْبَلَابِلُ وَالْأُمُورُ الْعِظَامُ، وَالسَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنَ النَّاسِ مِنْ يَدِي هَذِهِ مِنْ رَأْسِكَ ". (أبو داود).

في هذا الحديث : ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - علامة من العلامات وهي نزول الخلافة "بلاد الشام" وإذا نزلت الخلافة - هذه البلاد التي باركها الله - فهي علامة على الزلازل والأمور العظام، وقرب الساعة.

وهذا الحديث وإن كان يدل على صدقه - عليه الصلاة والسلام - : لم يجعله النبي وسيلة لتصديق الناس له ولدينه، فصدقه - عليه السلام - ثابت من وجوه كثيرة، وإنما أخبر به لأمر علمه عند الله من جملة الأخبار الغيبية، والله العليم أعلم. 

كذلك الأجيال اللاحقة عندما ترى الغيبيات التي أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - المستقبلية، وعلامات الساعة، فهي علامة وأدلة على صدقه وصدق نبوته - عليه الصلاة والسلام - وأن دينه حق، وقد صدق في كل ما أوحى الله إليه إلى زماننا.. فكم من أخبار غيبية وقعت واضحة بالدليل، ويُرتقب تحقق ما لم يقع بعد. 

لا كمثل القاديانية تفسر النص باطنيا للهروب من ظاهر النص الذي يبطل قولها، وإذا طابق ظاهر النص هواها أخذت به وهي - نصف باطنية -.

كذلك فإن نبينا أخبر عن غيبيات في عصور سابقة، وغيبيات تقع في زمانه، وغيبيات تقع بعده إلى قيام الساعة، وغيبيات يوم القيامة، والحياة الآخرة. 

أما القادياني : الغالبية العظمى من تنبؤاته متعلقة بزمانه تحديدا، وواضح أنه يحاول إثبات صدقه لزمانه، وهي "شخصية" لأبعد الحدود. 

كما أنه - صلى الله عليه وسلم - تلقى الوحي من الله ومن رسوله جبريل - عليه السلام -.

أما القادياني :

-زعم أنه نبي تابع، وليس مستقلا عن وحي محمد - صلى الله عليه وسلم - كحال أنبياء بني إسرائيل التابعين لموسى -عليه السلام-، مع أن الأدلة قائمة على مخالفته وحي محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا يستطيع القادياني الدعوة لنفسه إلا من خلال دين محمد - عليه الصلاة والسلام -.

-وهذه التابعية مخالفة لحديث النبي - عليه الصلاة والسلام - : " كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ ". قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ ". (البخاري).

استنتاج سهل بسيط : نبي تلو نبي في بني إسرائيل، لا نبي بعد محمد، يكون خلفاء كثر في أمة محمد، أمة محمد ١٣٠٠ سنة.

فجأة ظهر متنبي يزعم أنه نبي محمدي، ثم أغلقت القاديانية النبوة بعده، وكان بعده خلفاء كلما هلك خليفة جاء آخر، وهذا الخليفة مجرد زعيم فرقة لا خليفة بالمعنى الشرعي.

وعمل مقارنة - ولا مقارنة - بين سيرة محمد - عليه الصلاة والسلام - وسيرة غلام أحمد القادياني، فلا هو محمدي ولا حتى موسوي ولا عيسوي ! بل تجد أن الرجل "ميكافيلي" بصبغة دينية ! 

-ومن ينظر في استشهادات القادياني والقاديانية لوحي الإسلام الكتاب والسنة، واستشهادهم بالكتاب المقدس لليهود والنصارى، يلاحظ أنهم يتعاملون معهما بنفس المنطق والطريقة تقريبا - وإن زعموا غير ذلك - وهذا بخلاف أهل الإسلام.

ما معنى أن تأخذ كلمة من حديث، أو تأخذ جملة، وتترك باقي الحديث ! 

حتى تفسير الآيات مخالفة للأحاديث الصحيحة الثابتة ! فأين المحمدية !

فإن قالوا - وهم نصف منكري سنة - قضية السند والرواة وأن تدوين الحديث كان بعد قرن من الزمان، فالجرح في القادياني أشد وأعظم وأكثر من أبي جهل وأبي لهب، وإن نحيناه جانبا، فلا تسأل عن صحابة القادياني، وإن نحيناهم جانبا، للتابعين وأتباع التابعين حيث الجرح والتعديل : فنحن نعلم مشايخ القاديانية و جهلهم وكذبهم وتدليسهم وتحريفهم للكلام، ومخالفتهم حتى للقادياني نفسه، فلا يؤخذ الدين من أمثال هؤلاء.

وهم مع نصوص الكتاب والسنة انتقائيون بما يخدم دعوة القادياني والقادياني، سواء آمنوا بالنص وتفسيره الصحيح أم لم يؤمنوا، وهم يزعمون أنهم الإسلام الصحيح ! إذا معنى هذا أن إسلامنا محرف - والعياذ بالله - فالمسألة مجرد توظيف الكتاب والسنة لخدمة دعوتهم، - بسم الله نعوذ بالله رب الفلق من شر ما خلق -. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

كثرة الزلازل من علامات الساعة : قال - عليه الصلاة والسلام - : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ، وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ، وَهُوَ الْقَتْلُ الْقَتْلُ، حَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ الْمَالُ فَيَفِيضَ ". (البخاري).

عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ : ذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ". قَالُوا : وَفِي نَجْدِنَا. قَالَ : " اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَأْمِنَا، اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي يَمَنِنَا ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَفِي نَجْدِنَا. فَأَظُنُّهُ قَالَ فِي الثَّالِثَةِ : " هُنَاكَ الزَّلَازِلُ وَالْفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ ". (البخاري).

أما القادياني والقاديانية : فقد استخدموا هذا الموضوع كوسيلة من الوسائل لنصرة بدعتهم و باطلهم.

يقول الأستاذ الشيخ إحسان إلهي ظهير - عليه رحمة الله - : " وأما إخباره عن الزلزلة فكما يلي : وقع في الهند زلزال شديد بتاريخ ٤ أبريل سنة ( ١٩٠٥م ) قلب الأرض على وجهها، وأباد الناس، ودمر المساكن، وخرب العمائر، وحصل من النقص والخسارة في الأرواح والأموال ما لا يعد ولا يحصى، وسمي هذا الزلزال « زلزال كانكرة » فأراد المتنبي القادياني الكذاب أن ينتهز فرصة لتنبؤاته عن الزلازل، لأنه عادة تعقب الزلزلة الشديدة زلازل أخرى، فأعلن بعد أربعة أيام من هذا الزلزال بتاريخ ٨ أبريل ( ١٩٠٥ ) : أوحي إلي اليوم في الساعة الثالثة من الليل أنه يقع زلزلة شديدة، زلزلة الساعة، إن الله يظهر آياته الجديدة.. ومتى تقع هذه الزلزلة فلا أدري، بعد أيام، بعد أسابيع، أو بعد أشهر، أو بعد سنوات قليلة ". (القاديانية).

ويقول - رحمه الله - : " وأما زلزلة ٥ أبريل ( ١٩٠٥ ) فلم يدع غلام أحمد أنه تنبأ عنها، ولا أحد من مريديه يستطيع أن يثبت بأنه أخبر عن وقوعها، فهذه هي الحقائق عن الأخبار التي يطبل بها القاديانية ". (القاديانية). 

وبالنظر إلى إعلانات القادياني، فما أن وقع الزلزال حتى خرجت الإعلانات من القادياني مستغلا الحدث، ويحذر من زلزلة أخرى قادمة، مدعيا أنه تنبأ به سابقا، ونكتفي ببعض الإعلانات، وعناوين هذه الإعلانات ومطالعها :

١- فبعد أن وقع الزلزال أصدر  : 

(٢٦٥)

 بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده ونصلي على رسوله الكريم 

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ." الدعوة "السماء تنـزِّل الآيات وتنادي الأرض: الوقتَ الوقتَ، وتحققت وعود الأنبياء والمرسلين إلامَ تحاربون الله وتستخدمون السيوف والسهام، فيا أسود الباطن خف غضب رب العالمين".

٢- ثم أصدر نبوءته أن هناك زلزلة أخرى قادمة :

(٢٥٩) لقد أمر حضرته  أمر مؤكدا أنه حيثما وصل هذا الإعلان يجب على الإخوة أن يسعوا لطباعته ونشره في العالم قدر الإمكان. (عبد الكريم) 

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ." الإنذار (اقرأوا بإمعان فإنه وحي الله تعالى) لقد نزل عليّ الليلة قرابة الساعة الثالثة وحي الله المقدس وأكتبه فيما يلي:  آية جديدة، هزة آية جديدة، زلزلة الساعة، قوا أنفسكم، إن الله مع الأبرار. دنا منك الفضل، جاء الحق وزهق الباطل.

 الترجمة مع الشرح: أي سيُري الله آية جديدة، تصيب الخلق هزة نتيجة هذه الآية. وستكون زلزلة القيامة. (لم أُخبَر هل المراد من الزلزلة هو الزلزال أو مصيبة شديدة أخرى تحل بالعالم يمكن اعتبارها قيامة.

٣- ثم أصدر إعلانا :

(٢٦٧) 

بسم الله الرحمن الرحيم  

نحمده ونصلي على رسوله الكريم  النداء من وحي السماء،  أي نبأ عن زلزال عظيم مرة ثانية بوحي من الله 

"أيها الراقدون استيقظوا سريعا فإن هذا ليس وقت النوم، والقلب مضطرب مما أخبر به وحي الله الحق. أرى الأرض مقلوبة رأسا على عقب بسبب الزلزال، الوقت قريب والسيل موشك أن مولاي الكريم موجود على سبل الأبرار، ولاخوف ولا حزن على البار وإن كانت الزوبعة شديدة لا يسع سفينة أن تنقذ من هذا السيل، فقد انقرضت الحيل كلها ولم يبق إلى سند الله التواب." (ترجمة أبيات أردية) لقد أنبأني الله تعالى في ٩/٤/١٩٠٥م مرة أخرى بزلزال شديد يكون نموذجا للقيامة ومذهلا. فلما أطلعني ذلك العليم المطلق مرتين على حادث سيحدث في المستقبل لذلك إنني متأكد من أن هذا الحادث العظيم الذي سيُذكّر يوم الحشر ليس ببعيد. لقد قال لي الله  أيضا بأن هذين الزلزالين آيتان لإظهار صدقك مثل الآيات التي أظهرها موسى أمام فرعون ومثل الآية التي أراها نوح قومَه. وليكن معلوما أن الآيات لن تنقطع على هاتين الآيتين بل ستظل الآيات تظهر واحدة تلو الأخرى حتى تفتح عين الإنسان ويقول مذهولا ما الذي سيحدث؟ كل يوم سيأتي أقسى وأسوأ من سابقه. يقول الله تعالى سأُري أمورا محيِّرة ولن أتوقف ما لم يصلح الناس أنفسهم.

٤- وأصدر إعلانا رابعا :

(٢٦٨) 

"جاء نذير في الدنيا، فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله، ويُظهر صدقه بصولٍ قويٍّ شديدٍ صول بعد صولٍ."

 بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي على رسوله الكريم النبأ عن الزلزال للمرة الثالثة 

" لقد أخبرني الله تعالى اليوم بتاريخ ٢٩/٤/١٩٠٥م مرة ثانية عن زلزال شديد، فأُطلع العالم إطلاعا عاما لمواساة الخلق حيث قد تقرر في السماء بأن آفة شديدة ومدمرة دمارا شاملا ستحل بالعالم التي سماها الله تعالى الزلزال مرارا. ولكن لا أدري هل قريبة هي أم سيُجلّيها الله تعالى بعد بضعة أيام ولكن يُفهم من الإخبار مرارا وتكرارا أنها ليست ببعيدة. هذا وحي الله ونبأه الذي هو عالم الأسرار ".

فماذا حدث ؟ وماذا تتوقع ! مات القادياني صاحب تنبؤات الزلزلة، والتي لم تقع !!!

ثم جاءت القاديانية وجعلت الزلازل دليلا على صدق مزعومها القادياني كما هو على موقعها على "الشبكة العنكبوتية" :

" من علامات الزمن الأخير الذي يظهر فيه المسيح الموعود عليه السلام كثرة الزلازل وشدتها، فقد قال الله تعالى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ... (البخاري). وكان المسيح الموعود قد تنبأ بكثرة الزلازل في حياته وبعد وفاته. وإن نظرةً سريعة على خرائط الزلازل ترينا أنه منذ القرن التاسع عشر أخذت الزلازل تكثر جدًّا؛ ففي حين لم يكن يحدث إلا زلزال واحد خلال مائة سنة أو خمسين في القرون السالفة، صارت الزلازل المدمرة تحدث كل سنة أو كل عدد من السنوات بعد ذلك ".

   

وهذه باقة من أقوال نبي القاديانية في الزلازل :

قال القادياني في حق المسيح - عليه السلام - : " فلم يتنبأ ذلك الإنسان الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع… فأتسائل : ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمى ذلك الإسرائيلي السفيه - العياذ بالله - هذه الأمور العادية نبوءة ! ". (عاقبة آتهم ١٧٦).

وقال - بالله نعوذ - : " ما أهمية النبوءات التي تقول بأن الزلازل ستحدث وتكثر الوفيات وتندلع الحروب وتكون المجاعات؟ ومما يؤسف له أكثر هو أنه لم تتحقق من نبوءات المسيح عليه السلام بقدر ما ثبت بطلانها ". (إزالة أوهام ١١٩).

ويقول القادياني المنجم : " إن هذه الأخبار كلها تحالفها قدرة الله تعالى وعظمته، وليست من قبيل إخبار المنجمين بحدوث الزلازل والمجاعة، وغزو قوم قوما آخرين، وانتشار الأوبئة وكثرة الأموات وما إلى ذلك ". (البراهين الأجزاء الأربعة ٢٨٩).

وسبحان الله العليم في علمه إنه بكل شيء عليم.

والحمد لله رب العالمين.