القادياني مهدي المغارة
القادياني مهدي المغارة
كتبه :فؤاد
Anti_ahmadiyya@yahoo.com تطوُّر مفاهيم أم تلوُّن حرباء! يلاحظ المتتبع لتطور ادعاءات الميرزا غلام أحمد القادياني نبي الطائفة القاديانية أنه كان في البداية يُضَّعِّف الأحاديث و الآثار التي كان يبرزها خصومه، لكنه مع ذلك كان لا يلبث لاحقاً أن يؤول ذاك الحديث أو الأثر الذي حكم هو سابقاً بضعفه أو سخافته. و بهذا ينقلب الأثر الضعيف إلى حجة دامغة للميرزا بعد أن كان حجة عليه، فتأويل ذلك الأثر سينطبق على الميرزا نفسه حسب تأويله الباطني له. لا عيب طبعاً في هذا التكتيك حسب الفلسفة القاديانية فهذا يندرج تحت خاصية رائعة للقاديانية تدعى " تطور المفاهيم"! و الأمثلة على ما ذكرته آنفاً كثيرة يصعب حصرها، و سأكتفي في هذا المقال بأمثلة على تضعيف الميرزا لكل الأحاديث التي تشير إلى ظهور المهدي و مع ذلك ظل يدعي المهدوية، كما و أكد الميرزا في البداية عدم صحة الأحاديث التي تقول بأن المهدي سيكون من بني فاطمة و أنكر على الشيعة الإمامية الذين ينتظرون خروج الصبي الذي اختفى في المغارة، لكن لما رأى الميرزا إصرار خصومه على آرائهم تدرج معهم إلى أن ادعى في النهاية بأنه مهدي المغارة و بأنه فعليا من بني فاطمة و بهذا تنطبق عليه آل آثار أهل السنة و الشيعة في نفس الوقت. و سألخص هنا تدرج أقوال الميرزا و تخبطه في ادعاءاته بهذا الصدد في كتاباته العربية، و أحب في البداية أن أذكركم بكلام الميرزا عن كتاباته العربية حيث قال: ((إن جميع مؤلفاتي بالعربية هي من نوع الإلهام لأنني كتبتها بتأييد خاص من الله، فإنني أحياناً لا أعرف معنى بعض الكلمات و الفقرات التي أكتبها حتى أنظر إلى القاموس ثم أفهم المعنى)) الرواية رقم 104 من آتاب "سيرة المهدي" الذي ألفه ابن ميرزا غلام الملقب بقمر الأنبياء.
الميرزا يقول بأن أحاديث المهدي كلها ضعيفة كتب الميرزا في كتابه "حمامة البشرى" سنة 1894 م صفحة 314 ما يلي )):و أما أحاديث مجيء المهدي فأنت تعلم أنها كلها ضعيفة مجروحة)). ثم يضيف في الصفحة التالية مؤكداً ((فالحاصل أن هذه الأحاديث آلها لا تخلو من المعارضات و التناقضات فاعتزل كلها)).
و مع أنه صرح بأن كل أحاديث المهدي الموعود ضعيفة إلا أنه لم يمانع أن يكون هو المهدي الموعود! و الآن تعالوا بنا لنرى كيف استخدم الميرزا تلك الآثار التي قال بأنها آلها ضعيفة و ذلك ليؤكد بأنها تبشر بمهدويته هو بالذات دون غيره. حضرة الميرزا البنجابي من أبناء فارس! في البداية قال الميرزا أنه من المعروف بأن عائلته ذات أصل مغولي، لكنه ادعى لاحقاً بأن الله سبحانه أخبره أنه من أصل فارسي و أنه ليس من المغول. حيث كتب الميرزا سنة 1893 م في كتابه "مرآة كمالات الإسلام" ص 499 ما يلي: ((فاعلموا أيدكم الله أن آبائي كانوا الفارسيين أصلاً)).
بمعادلة بسيطة: (فارسي= المهدي) و عندما صار الميرزا فارسياً بالإلهام و ليس مغولياً أو بنجابياً فإنه حسب رأيه صار هو المهدي الموعود و ذلك لوجود حديث يشير برأيه إلى فضل أهل فارس و إلى المهدي الذي سيعيد الإيمان المفقود في آخر الزمان ! ولفظ الحديث الذي رواه البخاري و مسلم و أحمد هو كالتالي:: ((عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة "وآخرين منهم لما يلحقوا بهم" قال: قلت من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي، وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان ثم قال "لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال من هؤلاء)) و الحديث كما ترون لا يشير إلى مهدي و لا غيره، و لا يشير إلى استعادة الإيمان الذي ضاع كما ادعى الميرزا. و كيف يضيع الإيمان و يموت الإسلام و قد تعهد الله سبحانه بحفظ دينه و بأن الأمة الإسلامية كانت خير أمة أخرجت للناس؟ فكل ما في الحديث هو أن أقواماً آخرين سيلحقون بركب الإيمان الذي بدأ بالعرب. و لنقرأ سوياً الآيات من سورة الجمعة التي جاء الحديث ليفسرها.. قال تعالى: (( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ( 1) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِهِ وَيُزَكيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ( 2) وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ( 3))) – سورة الجمعة. فالآيات الكريمة تبين بأن أقواما آخرين سيلحقون بركب الإيمان الذي بدأ بالأميين، و الحديث الشريف يبين بأن هؤلاء الأقوام هم الأعاجم من أمثال سلمان الفارسي رضي الله عنه. أما الميرزا فاختار أن يتحول إلى فارسي بالإلهام ليصبح بذلك المهدي الموعود الذي يبشر به الحديث حسب زعمه! و ليؤكد للناس بأنه فارسي الأصل كان لا بد له من استقبال وحي مقدس من إلهه يلاش ليؤكد قوميته الجديدة. و لنقرأ الوحي المعجز الذي ادعاه الميرزا عام 1893 م ليؤكد عرقه الجديد: ((خذوا التوحيد التوحيد يا أبناء الفارس)) كتاب تحفة بغداد ص 25
معادلة قاديانية أبسط: (فارسي= قرشي و لما اعترض البعض بأن الخلافة الإسلامية قرشية و بأن المهدي لا بد أن يكون من قريش فإن الميرزا غلام حل هذا الإشكال القومي ببساطة حيث كتب في كتابه "سر الخلافة" سنة 1894 م (( و في كتاب التيسير عن أبي هريرة "من أسلم من بني فارس فهو قرشي" و أنا من الفارس كما أنبأني ربي))
ما هو رأي الخليفة القادياني الرابع؟ لكن الخليفة القادياني السابق رد على اعتراضات المعارضين و أكد بأن الميرزا بادعائه أنه من أبناء فارس لم يكن يشير إلى الحديث الذي يوضح فضل أهل فارس، فنص الحديث حسب رأي الخليفة القادياني أيضاً لا يشير قط إلى فضل أهل فارس. و لنقرأ سوية ما قاله الخليفة الملهم في خطبته العصماء التي ألقاها بتاريخ 29 آذار 1985 م حيث قال:
((الجزء الأول من اعتراضهم هو أنه من المحتمل أن يكون سيدنا الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام قد أعلن كونه إيراني الأصل لجعله مصداقاً لحديث أشاد النبي "ص" فيه بدور المسلمين الإيرانيين في نشر الإسلام)). ثم يضيف الخليفة القادياني الرابع قائلاً: ((فبما أنهم لم يجرؤوا على بيان نص الحديث فقدموا كلام الرسول بلف و دوران قصداً منهم و كأنه صلى الله عليه و سلم أشاد بدور الإيرانيين لذلك حاول سيدنا الإمام المهدي و المسيح الموعود عليه السلام حسب زعمهم أن يجعل نفسه مصداقاً لهذه الإشادة)) فالخليفة القادياني الرابع يرى بأننا محرفون بارعون نتقول على الغلام المسكين، فالحديث لا يشير أبداً إلى فضل أهل فارس أو أن أحدهم سيسترجع الإسلام الضائع. حسناً يبدو اتهامه منطقياً لمن لم يقرأ كتب الميرزا غلام! و الآن تعالوا نقرأ عينة من كتابات الميرزا القادياني بهذا الصدد. الخليفة لا يعرف سر الخلافة! لنقرأ سوية ما كتبه الميرزا غلام أحمد القادياني سنة 1894 م ، و سترون أين وصلت وقاحة القاديانيين في الرد على معارضيهم! فخليفتهم الملهم لم يتورع عن وصف المعارضين بالمحرفين و الكذابين مع أن الميرزا غلام وضح فهمه الأعوج للحديث في كتاباته بحيث لا يدع مجالا للشك. ترى هل كان الخليفة القادياني الملهم جاهلا بكتابات الغلام آما هو حال معظم منظري الأحمدية الجدد؟ يقول ميرزا غلام أحمد القادياني في كتابه "سر الخلافة" ص 386 :سئل رسول الله "ص" عن حقيقة الآخرين فوضع يده على كتف سلمان كالموالين المحبين، و قال لو كان الإيمان معلقا بالثريا أي ذاهبا من الدنيا لناله رجل من فارس. و هذه إشارة من خير البرية إلى آخر الأئمة و إشارة إلى أن الإمام الذي يخرج في آخر الزمان و يرد إلى الأرض أنوار الإيمان يكون من أبناء فارس بحكم الله الرحمن. فتفكروا و تدبروا هذا حديث لا يبلغ مقامه حديث آخر و قد ذكره البخاري في الصحيح بكمال التصريح. و إذا ثبت أن الإمام الآتي في آخر الزمان هو الفارسي لا غيره من نوع الإنسان فما بقي لرجل آخر موضع قدم ))
بالمناسبة هل لاحظتم أن الوثيقة المصورة تظهر كيف استخدم الغلام كلمة خاتم مع جمع العقلاء لتفيد معنى آخرهم؟ فقد قال في الصفحة 385 "فهذه إشارة إلى خاتم الأئمة" و أضاف في الصفحة التالية قائلاً " هذه إشارة من خير البرية إلى آخر الأئمة". و هذا مثال من أمثلة كثيرة على استعمال الميرزا لكلمة خاتم مع جمع العقلاء لتعني "آخرهم"، أما القاديانيون اليوم فيصرون على أن كلمة خاتم مع جمع العقلاء لا يمكن أن تعني آخرهم! لنقرأ سوية ما كتبوه في موقعهم الرسمي على الإنترنت:
قلت: صحيح أنه "إذا لم تستح فاصنع ما شئت."
الخليفة الملهم يجهل الوحي المقدس أيضاً!
أجل فالخليفة القادياني الملهم – حاله حال كل من عرفتهم من القاديانيين - كان يجهل أو يتجاهل نص الوحي الذي ادعاه الميرزا. فقد ورد ذكر جزء من الحديث " لو كان الإيمان عند الثريا" في الوحي الذي ادعاه الميرزا غلام، و مع هذا فإن الخليفة القادياني نفي أن يكون الميرزا أراد الإستفادة من ذاك الحديث حين ادعى بأنه فارسي. أنظروا إلى الوحي الذي ادعاه الميرزا في كتابه "تحفة بغداد" سنة 1893 م الصفحة 27 حيث شوه الوحي القادياني المعجز نص الحديث ليصبح كالتالي: ((و لو كان الإيمان معلقاً بالثريا لناله رجل من أبناء الفارس، يكاد زيته يضيء و لو لم تمسسه نار))
الغلام يؤكد أن المهدي ليس من بني فاطمة: ادعى الميرزا غلام أن الأحاديث التي تقول بأن المهدي من بني فاطمة لا أصل لها و بأنها كلها وهم؛ يقول الميرزا في كتابه "سر الخلافة" ص 384 ((تزعمون أن المهدي الموعود و الإمام المسعود يخرج من بني فاطمة لإطفاء فتن حاطمة و لا يكون من قوم آخرين، فاعلموا أن هذا وهم لا أصل له))
و مع أن الميرزا نفى صحة أحاديث المهدي كلها و نفى أن المهدي من بني فاطمة إلا أنه ظل يصر على أنه هو المهدي. كتب الميرزا سنة 1902 م : (إني أنا المهدي الذي هو المسيح المنتظر الموعود و ما جاء فيه أنه من بني الفاطمة، فاتقوا الله و الساعة الحاطمة)) – الخطبة الإلهامية ص 241
الغلام من أهل البيت في الأحلام! كتب الميرزا في كتابه "مرآة كمالات الإسلام" ص 563 ما يلي: ((و رأيت في منام آخر كأني صرت عليا بن أبي طالب و الناس يتنازعون في خلافتي و آنت فيهم كالذي يصام و يمتهن و يغشاه أدران الظنون و هو من المتبرئين. فنظر النبي صلى الله عليه و سلم إلي و كنت أخال نفسي أنني منه بمنزلة الأبناء و هو من آبائي المكرمين))
و هو من بني فاطمة في أحلام اليقظة! : و في كتاب "مرآة كمالات الإسلام" أيضا فإن الغلام يرى كشفاً و هو مستيقظ و يحس فيه بأنه يشبه الحسين و بأنه من بني فاطمة. يقول الميرزا في ص 549 ((وكنت ذات يوم فرغت من فريضة المساء و سننها و أنا مستيقظ ما أخذني نوم و لا سنة و ما كنت من النائمين، فبينما أنا كذلك إذ سمعت صوت صك الباب و إذا المدكون يأتونني متسارعين، فإذا دنوا مني عرفت أنهم خمسة مباركة أعني علياً مع ابنيه و زوجته الزهراء و سيد المرسلين – اللهم صل و سلم عليه و على آله إلى يوم الدين. و رأيت أن الزهراء وضعت رأسي على فخذها و نظرت بنظرات تحنن كنت أعرف في وجهها، ففهمت في نفسي أن لي نسبة بالحسين و مشابهة في بعض صفاته و سوانحه و الله يعلم و هو أعلم العالمين))
لا أحلام و لا ما يحزنون – الميرزا هو مهدي بني فاطمة بشحمه و لحمه : نعم! فما المانع أن يكون الميرزا الهندي المغولي الفارسي القرشي من أهل البيت أيضاً على الحقيقة و ليس المجاز بل من بني فاطمة بالتحديد. كل شيء ممكن في عُرف بني قاديان! كتب الميرزا في كتابه "ضميمة حقيقة الوحي" سنة 1907 م ما يلي: ((أخبرني ربي بأن بعض أمهاتي كنّ من بني الفاطمة و من أهل بيت النبوة، و الله جمع فيهم نسل إسحاق و إسماعيل من كمال الحكمة و المصلحة))
يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي: بالوحي الكاذب يمكن أن تنطبق كل المعايير و المواصفات على الميرزا القادياني حتى لو كانت مواصفات الجودة العالمية ISO 9000 . لكن المشكلة التي تواجه الميرزا الآن هي حديث أخرجه ابوداود و جاء فيه: ((لا تذهب أو لا تنقضي الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطيء اسمه اسمي)) و حديث آخر رواه أبو داود أيضاً و جاء فيه: ((لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا مني أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي)) ففي هذه الأحاديث واجه الميرزا مشكلتين رئيسيتين: - المشكلة الأولى هي مماثلة الاسم الأول و اسم الأب. - المشكلة الثانية هي أن الحديث يذكر أن الرجل يملك العرب. و قد تجاوز الميرزا العقبة الأولى بادعائه أن اسمه هو أحمد - مع أن اسمه الفعلي هو "غلام أحمد" أي "خادم أحمد" أو "عبد أحمد"- لكن كيف يمكن أن يتجاوز موضوع اسم والده (غلام مرتضى) فهو لا يمت بأية صلة إلى اسم(عبد الله) والد الرسول صلى الله عليه و سلم؟ كان يمكن حل المشكلة بوحي يدعي أن والد الميرزا الحقيقي اسمه عبد الله! لكن هذا قد يعني بأن غلام مرتضى ليس هو والد الميرزا الحقيقي! إذاً فالحل البديل هو التأويل الباطني، و هذا ما فعله الميرزا غلام بالضبط؛ حيث كتب في كتابه "سر الخلافة" ص 374 ما يلي: ((إن المراد من مواطأة الإسمين هو مواطأة روحانية لا جسمانية))
بالطبع أيها الناس فالمماثلة بين الأسماء روحانية! و مع أن أحداً لا يستطيع أن يفسر معنى هذا الكلام المتهافت إلا أن على القاديانيين قبوله، فالميرزا يتحدث عن الروحانيات و هي أمور لا يمكن تفسيرها أصلاً. إذاً فالنتيجة هي أن حديث(( يواطيء اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي)) ينطبق تماما على الميرزا نفسه. فقد تقَّبل القاديانيون من قبل أن يكون غلام أحمد بن شراغ بيبي (والدة الميرزا)هو نفسه عيسى بن مريم و ذلك لأن يلاش إله الميرزا على حد زعمه جعله على شكل امرأة حامل ثم انقلبت خلقتها إلى ذكر بعد عشرة أشهر (على شكل استعاري)!!؛ فما المانع إذاً في أن يكون الاسم (غلام أحمد بن غلام مرتضى)هو نفس الاسم (محمد بن عبد الله) على شكل روحاني؟ لا مانع طبعاً! لكن المشكلة الثانية لم تحل بعد، فالميرزا غلام لم يكن ملكاً على العرب، بل لم تطأ قدمه أرض العرب و لم يحج و لم يعتمر قط. لكن مشاكل بسيطة كهذه لا تقف عقبة في وجه بني قاديان فالحل السهل دائما هو الهروب و عدم مناقشة الموضوع أصلاً، و هي سنّة سنّها الميرزا غلام لعبيده و أتباعه من بعده، فالقادياني الذي لا يستطيع التزوير و ليّ أعناق النصوص عليه بالهرب و ادعاء النصر في نفس الوقت. و قد كان الميرزا يأمل أن تطأ قدمه أرض العرب، بل دعا ذاك النبي المزعوم ربه أن يرزقه زيارة أرض العرب. ففي كتابه "مرآة كمالات الإسلام" ص 421 خاطب الميرزا العرب و دعا ربه قائلاً ((فأسأل الله تعالى أن يرزقني رؤية ثراك)). فماذا كانت نتيجة دعاء ذاك النبي المزعوم يا ترى؟
المغارة استعارة! و الآن جاء دور الشيعة الإمامية، فحتى لو كان ذاك البنجابي قرشيا يتمثل بعلي بن أبي طالب في المنام و له صلة قربى بالحسين بالإلهام فإنه لا يمكن له أن يكون المهدي الموعود عند الشيعة، فالمهدي المنتظر الذي يدعو الشيعة أن يعجل فرَجَه هو ذاك الصبي الذي دخل المغارة منذ مئات السنين و سيخرج فجأة في آخر الزمان. لكن الجواب الذي غفل عنه الشيعة موجود عند الميرزا غلام! فالمغارة المذكورة في دواوين الشيعة ما هي إلا استعارة، و تلك الآثار و الخرافات ما هي إلا استعارات صحيحة تؤكد كلها أن الميرزا القادياني هو نفسه محمد بن الحسن العسكري مهدي الشيعة المنتظر، فالميرزا هو مهدي المغارة الحقيقي! يقول الغلام في كتابه "سر الخلافة" ص 375 : ((و أظن أن بعض الأئمة من أهل بيت النبوة قد ألهم من حضرة العزة أن الإمام محمد قد اختفى في الغار و سوف يخرج في آخر الزمان لقتل الكفار وإعلاء كلمة الملة و الدين، فهذا الخيال يشابه خيال صعود المسيح إلى السماء و نزوله عند تموج الفتن الصماء و السر الذي يكشف الحقيقة و يبين الطريقة هو أن هذه الكلمات و مثلها جرت على ألسنة الملهمين بطريق الاستعارات فهي مملوءة بلطائف الإشارات. فكأن القبر الذي هو بيت الأخيار بعد النقل من هذه الدار عبر عنه بالغار و عبر خروج المثيل المتحد طبعا و جوهرا بخروج الإمام من المغارة و هذا آله على سبيل الاستعارة))
فادعاء الشيعة أن الصبي المزعوم محمد بن الحسن العسكري كان قد دخل السرداب في سامراء قبل أكثر من ألف و مائة عام و سيخرج لاحقاً ما هو إلا دليل دامغ على أن الميرزا القادياني البنجابي هو نفسه المهدي العسكري المنتظر! هل للكذب القادياني حدود؟ و في الختام لنقرأ سوياً الوحي الذي ادعى الميرزا غلام استقباله من إلهه يلاش سنة 1905 م: ((إني معك يا ابن رسول الله)) – تذكرة ص 5
هل تعجبون؟ لا عجب فكل شيء ممكن إذا أراده الميرزا غلام. ألم يدّع الميرزا أن إلهه يلاش أعطاه خصائص إلهية فخاطبه بالوحي قائلاً: ((إنما أمرك إذا أردت لشيء أن تقول له آن فيكون)) – تذكرة ص 2
أستغفر الله العظيم و أعوذ بالله من الدجالين و من شياطين الإنس و الجن. و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين فؤاد العطار Anti_ahmadiyya@yahoo.com