القاديانية و موضوع تلبس الجن للإنس 

القاديانية و موضوع تلبس الجن للإنس 

القاديانية و موضوع تلبس الجن للإنس 

أبو عبيدة العجاوي

إذا كانت القاديانية تنكر وجود الجن من الأصل، فهي تنكر تلبس الجن أو الشيطان للإنسان، وتتهم المسلمين بالخرافة، وتبدأ تذكر بعض القصص، لصرف الناس عن الإعتقاد الصحيح، أما تلبس الجني للإنسي فقد قامت عليه:

أولا: أدلة الكتاب والسنة:

﴿ٱلَّذِینَ یَأۡكُلُونَ ٱلرِّبَوٰا۟ لَا یَقُومُونَ إِلَّا كَمَا یَقُومُ ٱلَّذِی یَتَخَبَّطُهُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ مِنَ ٱلۡمَسِّۚ﴾ [البقرة ٢٧٥]

عَنْ  صَفِيَّةَ بْنَةِ حُيَيٍّ ، قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُعْتَكِفًا فَأَتَيْتُهُ أَزُورُهُ لَيْلًا، فَحَدَّثْتُهُ، ثُمَّ قُمْتُ  فَانْقَلَبْتُ ، فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي - وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي دَارِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ - فَمَرَّ رَجُلَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَلَمَّا رَأَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " عَلَى  رِسْلِكُمَا ، إِنَّهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ ". فَقَالَا : سُبْحَانَ اللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " إِنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الْإِنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وَإِنِّي خَشِيتُ أَنْ يَقْذِفَ فِي قُلُوبِكُمَا سُوءًا "، أَوْ قَالَ : " شَيْئًا ". [صحيح البخاري]

عَنْ  عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ  قَالَ : لَمَّا اسْتَعْمَلَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الطَّائِفِ، جَعَلَ يَعْرِضُ لِي شَيْءٌ فِي صَلَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ رَحَلْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : " ابْنُ أَبِي الْعَاصِ ؟ " قُلْتُ : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : " مَا جَاءَ بِكَ ؟ " قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَرَضَ لِي شَيْءٌ فِي صَلَوَاتِي، حَتَّى مَا أَدْرِي مَا أُصَلِّي. قَالَ : " ذَاكَ الشَّيْطَانُ،  ادْنُهْ  ". فَدَنَوْتُ مِنْهُ، فَجَلَسْتُ عَلَى صُدُورِ قَدَمَيَّ، قَالَ : فَضَرَبَ صَدْرِي بِيَدِهِ، وَتَفَلَ فِي فَمِي وَقَالَ : " اخْرُجْ عَدُوَّ اللَّهِ ". فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قَالَ : " الْحَقْ بِعَمَلِكَ ". قَالَ : فَقَالَ عُثْمَانُ : فَلَعَمْرِي مَا أَحْسَبُهُ خَالَطَنِي بَعْدُ. [سنن ابن ماجة]

عَنِ  ابْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنْ  أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَضَعْ يَدَهُ عَلَى فِيهِ ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَدْخُلُ مَعَ التَّثَاؤُبِ ". [مسند الإمام أحمد]

ثانيا: غلام القاديانية أثبت التلبس:

«ولكن في بعض الأحيان أختار بعض القسوة على غرار الكبار في السن عند تأديبهم للصغار مقابل بذاءة لسانك، وذلك لتخرج كليا تلك المادة الخبيثة التي ترسخت في قلبك وتلبستك كالجن نتيجة تصورك الباطل لمشيختك» [مرآة كمالات الإسلام ١٨٣]

وزيادة نقول: المضحك والعجيب أنه في الوقت الذي تنكر فيه القاديانية وجود الجن والشياطين، القادياني يقول أن وجود الملائكة والشياطين من المسائل التي أفرده ربه من أجل إثباتها:

«ولكن الأسف على الذين أنكروا وجود الملائكة والشياطين متأثرين بظلمة الفلسفة الباطلة، وبذلك أنكروا البينات والنصوص القرآنية الصريحة، وسقطوا لغبائهم في هوة الإلحاد. فليكن واضحا هنا أن هذه المسألة من المسائل التي لإثباتها أفردني الله تعالى في استنباط الحقائق من القرآن الكريم فالحمد لله على ذلك». [مرآة كمالات الإسلام ٧٥]

ثالثا: إن الوقائع والقصص والمحسوس من تجارب البشر تؤكد أن الجان أو الشيطان يتلبس الإنسان.

أما إنكار ذلك بحجة أنه لا يرى ولا يحس هو بشخصه فليس دليلا، فإنعدام الرؤية ليست دليلا، فكم من مخلوقات في اليابسة والبحار لا نعلم عنها شيئا. ونحن آمنا بالملائكة عليها السلام ولا نراها.

أما لماذا يخلق الله مخلوقا يضر الإنسان مثل الشيطان؟ فنقول:

الأمر الأول: شاء الله: ﴿إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمۡ عَدُوࣱّ فَٱتَّخِذُوهُ عَدُوًّاۚ إِنَّمَا یَدۡعُوا۟ حِزۡبَهُۥ لِیَكُونُوا۟ مِنۡ أَصۡحَـٰبِ ٱلسَّعِیرِ﴾ [فاطر ٦] فأمرنا ربنا باتخاذه عدو، ولا غرابة فالبشر يعادون بعضهم ويضرون بعضهم.

الأمر الثاني: إن الله -ونعوذ به الحفيظ المعافي- خلق مخلوقات كثيرة يمكن أن تضر الإنسان، الوحوش والسباع والحيات والعقارب والحشرات.. فنسأل الله السلام والسلامة وأن يعافينا ما حيينا.

الأمر الثالث: الجنة هي الوطن الحقيقي، وفيها يكون الخلود، -نسأل الله الفردوس الأعلى مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين- الدنيا ليست الجنة، وهي صغيرة وحقيرة وفانية، وحال المؤمن فيها:

 عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَنْكِبِي، فَقَالَ : " كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ". وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ : إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرِ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ. [صحيح البخاري]

اللهم نعوذ بك من مس الجن. ونعوذ بك من تلبس الجن. ونعوذ بك أن يحضرون، اللهم ربنا نتعوذ بك وباسمك ووجهك وكلماتك من الجن والشياطين وإبليس وجنوده وأتباعه وأشياعه وأن يحضرون.


✹✹✹✹✹✹