القاديانية ويأجوج ومأجوج

القاديانية ويأجوج ومأجوج

القاديانية ويأجوج ومأجوج

الكاتب: أبو عبيدة العجاوي

بسم الله وأعوذ بالله الهادي والواقي والكافي والميسر والمسهل والمدبر والموفق والمعين، والحمد والشكر لله العظيم، والصلاة والسلام على رسوله الكريم:

«{ وَيَسۡـَٔلُونَكَ عَن ذِي ٱلۡقَرۡنَيۡنِۖ قُلۡ سَأَتۡلُواْ عَلَيۡكُم مِّنۡهُ ذِكۡرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُۥ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَءَاتَيۡنَٰهُ مِن كُلِّ شَيۡءٖ سَبَبٗا (84) فَأَتۡبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَغۡرِبَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَغۡرُبُ فِي عَيۡنٍ حَمِئَةٖ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوۡمٗاۖ قُلۡنَا يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِمَّآ أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّآ أَن تَتَّخِذَ فِيهِمۡ حُسۡنٗا (86) قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوۡفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابٗا نُّكۡرٗا (87) وَأَمَّا مَنۡ ءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحٗا فَلَهُۥ جَزَآءً ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَسَنَقُولُ لَهُۥ مِنۡ أَمۡرِنَا يُسۡرٗا (88) ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا (90) كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا (91) ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا (93) قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا (94) قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا (95) ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا (96) فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا (97) قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا (98) }». [سورة الكهف 83-98]

«{حَتَّىٰۤ إِذَا فُتِحَتۡ یَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبࣲ یَنسِلُونَ}». [الأنبياء ٩٦]

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ : " مَا شَأْنُكُمْ ؟ " قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًى ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ، لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ. فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ، فَيُقْبِلُ، وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ، فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ، حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ ، حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ".

[وفي رواية]: "لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، ثُمَّ يَسِيرُونَ حتَّى يَنْتَهُوا إلى جَبَلِ الخَمَرِ -وَهو جَبَلُ بَيْتِ المَقْدِسِ- فيَقولونَ: لقَدْ قَتَلْنَا مَن في الأرْضِ، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَن في السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بنُشَّابِهِمْ إلى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللَّهُ عليهم نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا".

[وفي رِوَايَة]: "فإنِّي قدْ أَنْزَلْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَيْ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ". [صحيح مسلم]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ، وَمَأْجُوجَ ". [صحيح البخاري]

عَنْ زَيْنَبَ بْنَةِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا، يَقُولُ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ". وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بْنَةُ جَحْشٍ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ". [صحيح البخاري]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : يَا آدَمُ. فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ. فَيَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ . قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَعِنْدَهُ يَشِيبُ الصَّغِيرُ { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَأَيُّنَا ذَلِكَ الْوَاحِدُ ؟ قَالَ : " أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَمِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ ". ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ : " أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ : " أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". فَكَبَّرْنَا، فَقَالَ : " مَا أَنْتُمْ فِي النَّاسِ إِلَّا كَالشَّعَرَةِ السَّوْدَاءِ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَبْيَضَ، أَوْ كَشَعَرَةٍ بَيْضَاءَ فِي جِلْدِ ثَوْرٍ أَسْوَدَ ". [صحيح البخاري]

عن النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ ". [سنن ابن ماجة]

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، فَيَخْرُجُونَ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } ،فَيَعُمُّونَ الْأَرْضَ، وَيَنْحَازُ مِنْهُمُ الْمُسْلِمُونَ، حَتَّى تَصِيرَ بَقِيَّةُ الْمُسْلِمِينَ فِي مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ مَوَاشِيَهُمْ حَتَّى إِنَّهُمْ لَيَمُرُّونَ بِالنَّهَرِ، فَيَشْرَبُونَهُ حَتَّى مَا يَذَرُونَ فِيهِ شَيْئًا، فَيَمُرُّ آخِرُهُمْ عَلَى أَثَرِهِمْ، فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ : لَقَدْ كَانَ بِهَذَا الْمَكَانِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيَظْهَرُونَ عَلَى الْأَرْضِ، فَيَقُولُ قَائِلُهُمْ : هَؤُلَاءِ أَهْلُ الْأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ، وَلَنُنَازِلَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ. حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيَهُزُّ حَرْبَتَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدَّمِ، فَيَقُولُونَ : قَدْ قَتَلْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ دَوَابَّ كَنَغَفِ الْجَرَادِ، فَتَأْخُذُ بِأَعْنَاقِهِمْ فَيَمُوتُونَ مَوْتَ الْجَرَادِ، يَرْكَبُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا، فَيُصْبِحُ الْمُسْلِمُونَ لَا يَسْمَعُونَ لَهُمْ حِسًّا، فَيَقُولُونَ : مَنْ رَجُلٌ يَشْرِي نَفْسَهُ، وَيَنْظُرُ مَا فَعَلُوا ؟ فَيَنْزِلُ مِنْهُمْ رَجُلٌ قَدْ وَطَّنَ نَفْسَهُ عَلَى أَنْ يَقْتُلُوهُ، فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى فَيُنَادِيهِمْ : أَلَا أَبْشِرُوا فَقَدْ هَلَكَ عَدُوُّكُمْ. فَيَخْرُجُ النَّاسُ وَيَخْلُونَ سَبِيلَ مَوَاشِيهِمْ فَمَا يَكُونُ لَهُمْ رَعْيٌ إِلَّا لُحُومُهُمْ، فَتَشْكَرُ عَلَيْهَا كَأَحْسَنِ مَا شَكِرَتْ مِنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُّ ". [سنن ابن ماجة]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : "إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ يَحْفِرُونَ كُلَّ يَوْمٍ، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ : ارْجِعُوا فَسَنَحْفِرُهُ غَدًا. فَيُعِيدُهُ اللَّهُ أَشَدَّ مَا كَانَ، حَتَّى إِذَا بَلَغَتْ مُدَّتُهُمْ، وَأَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَبْعَثَهُمْ عَلَى النَّاسِ حَفَرُوا، حَتَّى إِذَا كَادُوا يَرَوْنَ شُعَاعَ الشَّمْسِ قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ : ارْجِعُوا فَسَتَحْفِرُونَهُ غَدًا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَاسْتَثْنَوْا، فَيَعُودُونَ إِلَيْهِ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ، فَيَحْفِرُونَهُ وَيَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ، فَيَنْشَفُونَ الْمَاءَ، وَيَتَحَصَّنُ النَّاسُ مِنْهُمْ فِي حُصُونِهِمْ، فَيَرْمُونَ بِسِهَامِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَتَرْجِعُ عَلَيْهَا الدَّمُ الَّذِي اجْفَظَّ، فَيَقُولُونَ : قَهَرْنَا أَهْلَ الْأَرْضِ، وَعَلَوْنَا أَهْلَ السَّمَاءِ. فَيَبْعَثُ اللَّهُ نَغَفًا فِي أَقْفَائِهِمْ فَيَقْتُلُهُمْ بِهَا ". قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنَّ دَوَابَّ الْأَرْضِ لَتَسْمَنُ وَتَشْكَرُ شَكَرًا مِنْ لُحُومِهِمْ ". [سنن ابن ماجة]

إن القاديانيين حفظوا ما لقنتهم جماعتهم القاديانية: أن يأجوج ومأجوج هم الروس والإنجليز والأمم النصرانية الأوروبية، وأن الدجال هم قساوسة النصارى.

ذلك أن غلام قاديان عندما أدعى المسيحية والمهدوية، إصطدم بعلامات آخر الزمان: أين يأجوج ومأجوج؟ أين يملأ الأرض قسطا وعدلا؟ أين؟…إلخ.

أقول للقاديانيين: إذا دخلنا في تفاصيل معتقدكم في يأجوج ومأجوج سيتبين لكم بجلاء أن معتقدكم مجرد هراء.

فبسم الله -أولاً وآخراً- نبدأ…

نقض عقيدة القاديانية في يأجوج ومأجوج:

⟨⟨١⟩⟩ القاديانيون في عقولهم مرض، وحالهم: هذا معقول وهذا غير معقول! وبناء على هذا المرض في عقولهم يردون مراد الله جل جلاله ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام تحريفا وباطنية إلى مراد آخر، وهنا هم وقعوا في أمور وجرائم شنيعة وقبيحة جدا والعياذ بالله: كذبوا الله ورسوله، وكذبوا على الله ورسوله، وحرفوا المعنى والمراد، وفسروا برأيهم وهواهم.

فنقول إسلاميا هناك مخلوقين حياتهم ثابتة إلى يومنا هذا، ثم مقدر لهم الموت فيما بعد:

★ الملائكة عليها السلام التي تنزل من السماء إلى الأرض وتصعد.

★ إبليس الذي عصى واستكبر.

★ عيسى بن مريم عليه السلام.

★ المسيح الدجال.

★ يأجوج ومأجوج.

فإن قال القاديانيون: ما سبق غير معقول! قلنا لهم: نبيكم وغلامكم يقول:

"كما قد ثبت بالمشاهدة أن بعضهم عاشوا في العصر الحالي أكثر من ٣٠٠ عام، وهذا العمر خارق للعادة. كما أن قوة الذاكرة أو قوة البصر لبعضهم تبلغ الكمال بحيث لا نظير لها. يكون الناس من هذا القبيل نادري الوجود جدا، بحيث يظهر أحدهم بعد مئات السنين بل آلاف السنين". [الكحل لعيون الآرية ٥١]

"وفقا للأسلوب الآخر المشار إليه آنفا، نفسير "أمات" بمعنى "أنام"، ونؤمن بأنه حتى ولو نام أحد إلى مئتي ألف عام، فضلاً عن مئة عام، فلا حرج في ذلك، ولكن الروح التي يمسكها ملك الموت لا تعود إلى الدنيا ثانية والروح تقبض في النوم أيضا، ولكن لا يمسكها ولا يأخذها ملك الموت معه. ولا يصح الاعتراض أبدا على النوم لمدة طويلة، فقد وردت في كتب الهندوس أساليب كثيرة لحبس النفس، وحبس النفس مرحلة من مراحل المجاهدات الجوغية الهندوسية التي تسمى عندهم "جوغ أبهياس". وقبل مدة وجيزة نشرت الجرائد خبر اكتشاف كوخ قديم لناسك هندوسي في مكان خلال أعمال الحفر لمد السكة الحديدية. كذلك نشر في الجرائد أن شابا ظل نائما عشرين عاما، فليس غريبا أن يظل أحد نائما لمئة عام أيضا". [الملفوظات ج١ ص٥١٧]

"إن عمر الإنسان قصير، أما بعض الحيوانات فأعمارها طويلة جدا مثل السلحفاة، إذ يبلغ عمرها إلى خمسة آلاف سنة، لذلك تسمي بالعربية "غيلم" لأنها تبقى شابة دائما. إن عمر الحيات أيضا طويل وقد يبلغ إلى ألف عام". [الملفوظات ج٣ ص١٧٤]

"سأل أحد نوحا عليه السلام: لقد عشت في الدنيا قرابة ألف عام فأخبرنا ماذا رأيت هنالك؟ قال نوح عليه السلام: يبدو لي كأني دخلت من باب وخرجت من باب آخر. فالعمر بحد ذاته لا يهم سواء أكان قصيرا أم طويلا، بل يجب أن تكون العاقبة حسنة".  [الملفوظات ج٣ ص٣٤٤]

فأنتم تنكرون أن يعيش أهل الكهف ٣٠٠ سنة نائمين! وتنكرون عمر نوح عليه السلام! فيلزمكم تكذيب نبيكم المزعوم، وأنه يقول ما هو غير معقول في عقولكم.

⟨⟨٢⟩⟩ إن القول أن يأجوج ومأجوج هم الأمم الأوروبية النصرانية والدجال قساوستهم، وهم علامة ظهور المسيح الموعود -أي القادياني-، هو دجل وحماقة، فهم موجودون قبل ظهور القادياني وبعد موته إلى يومنا هذا، ولم يكونوا مختفين حتى يقال أنهم ظهروا في زمان القادياني، فوجودهم لا يشكل علامة، بل الحق هو العكس اختفائهم وظهور الإسلام وهلاك الملل بعد ظهور المسيح عيسى عليه السلام:

﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة ٣٣]

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ". [سنن أبي داود]

لقد ظهر القادياني ومات وهلك، ووجوده وعدمه سواء.

⟨⟨٣⟩⟩ القاديانيون يفرقون بين يأجوج ومأجوج وبين الدجال، فيأجوج ومأجوج هم الإنجليز والروس والأمم الأوروبية النصرانية، والمسيح الدجال هم قساوسة النصارى.

لكن إن عدت لكتب القادياني والقاديانية تجد أنهم يفرقون أحيانا، وأحيانا لا يفرقون بينهما:

يقول القاديانيون: "وقصارى القول أن ليس ثمة اختلاف بين ما يُنذر القرآن الحكيم وبين ما تصفه الأحاديث النبوية، فالفتنة المسيحية التي تكاد السماوات يتفطرن منها إلخ، وفتنة الدجال الأعور وفتنة يأجوج ومأجوج ليست إلا شيئا واحدا في اعتقادنا. وإنما سميت الفتنة المعهودة فتنة الدجال من أجل أن القائمين بها يتوسلون بالتدجيل والتمويه والمكر والحيلة في جميع أعمالهم، وفتنة يأجوج ومأجوج باعتبار قوميتهم، وفتنة المسيحية نظرا إلى ديانتهم". [القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح ١٤٢]

ويقول القادياني: "نعم إنا نرى أن القرآن قد ذكر صريحا فئة مفسدة في الدين، وذكر أن في آخر الزمان يكون قوما مكارين مفسدين، ينسلون من كل حدب، ويهيجون الفتن في الأرض كأمواج البحار، فتلك هي الفئة التي سميت في الأحاديث دجالا". [حمامة البشرى ٧٥]

"وقالوا إن المسيح الموعود لا يجيء إلا في وقت خروج الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج وما نرى أحدا منهم خارجا، فكيف يجوز أن يستقدم المسيح وهم يستأخرون؟ أما الجواب، فاعلموا.. أرشدكم الله تعالى.. إن هذان لاسمان القوم تفرق شعبهم في زماننا هذا آخر الزمان وهم في وصف متشاركون. وهم قوم الروس وقوم البراطنة وإخوانهم، والدجال فيهم فَيجُ قسيسين ودعاة الإنجيل الذين يخلطون الباطل بالحق ويدجلون. وأعتدت لهم الهند متكأ، وحقت كلمة نبينا صلى الله عليه وسلم أنهم يخرجون من بلاد المشرق، فهم من مشرق الهند خارجون ولو كان الدجال غير ما قلنا، وكذلك كان قوم يأجوج ومأجوج غير هذا القوم، للزم الاختلاف والتناقض في كلام نبي الله صلى الله عليه وسلم. وأيم الله إن كلام نبينا منزه عن ذلك، ولكنكم أنتم عن الحق مبعدون. ألا تقرؤون في أصح الكتب بعد كتاب الله أن المسيح يكسر الصليب؟ ففي هذا إشارة بينة إلى أن المسيح يأتي في وقت قوم يعظمون الصليب.. ألا تفهمون؟ وقد تبين أنهم أعداء الحق، وفي أهوائهم يعمهون. وقد تبين أنهم ملكوا مشارق الأرض ومغاربها ومن كل حدب ينسلون. وقد تبينت خياناتهم في الدين وفتنتهم في الشريعة، وفي كل ما يصنعون". [التبليغ 53]

"فحاصل البيان أن المهدي الذي هو مجدد الصلاح عند طوفان الطلاح، ومبلغ أحكام ربِّ الناس إلى حد الإبساس، سُمي مهديا موعودًا وإماما معهوداً وخليفة الله رب العالمين. والسر الكاشف في هذا الباب أن الله قد وعد في الكتاب أن في آخر الأيام تنزل مصائب على الإسلام، ويخرج قوم مفسدون ومن كل حدب ينسلون، فأشار في قوله: ﴿مِّن كُلِّ حَدَبࣲ﴾ أنهم يملكون كل خصب وجدب، ويحيطون على كل البلدان والديار، ويُفسدون فسادا عاما في جميع الأقطار، وفي جميع قبائل الأخبار والأشرار، ويضلون الناس بأنواع الحيل وغوائل الزخرفة، ويلوثون عرض الإسلام بأصناف الافتراء والتهمة، ويظهر من كل طرف ظلمة على ظلمة، ويكاد الإسلام أن يزهق بتبعة، ويزيد الضلال والزور والاحتيال، ويرحل الإيمان وتبقى الدعاوي والدلال، حتى يخفى على الناس الصراط المستقيم، ويشتبه عليهم المهيع القديم. لا ينتهجون محجة الاهتداء، وتزلّ أقدامهم وتغلب سلسلة الأهواء، ويكون المسلمون كثير التفرقة والعناد، ومنتشرين كانتشار الجراد، لا تبقى معهم أنوار الإيمان وآثار العرفان، بل أكثرهم ينخرطون في سلك البهائم أو الذياب أو الثعبان، ويكونون عن الدين غافلين. وكل ذلك يكون من أثر يأجوج ومأجوج، ويشابه الناس العضو المفلوج كأنهم كانوا ميتون". [سر الخلافة 61]

ثم نفى القادياني ما سبق بقوله: "فاعلم أننا لا نسمي الدولة البريطانية دجالا معهودا". [نور الحق ٣٤]

لاحظ أن القادياني يذم يأجوج ومأجوج وهم الإنجليز عنده، ثم إذا تحدث عن الإنجليز يمدحم ويؤيدهم ويدعو لطاعتهم ويواليهم.

⟨⟨٤⟩⟩ القادياني يحاول التمييز بين يأجوج ومأجوج الذين هم الإنجليز وهؤلاء محسنون عادلون، بينما هو يعادي الدجال الذين هم القساوسة المنصرين، بينما الحقيقة أن المنصرين كانوا ينالون دعما ومساعدة من الحكومة الإنجليزية، أي أن يأجوج ومأجوج كان يدعم الدجال، وهذا ذكره الداعي القادياني جلال الدين شمس في مقدمة [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام] فقال: 

"تقدم المسيحية في الهند

يعود هذا الكلام إلى زمن كانت المسيحية فيه قد وطدت لمراكزها في جميع أنحاء الهند، وفتحت المدارس والكليات، وكانت تنشر الكتب والنشرات والكتيبات بعشرات الملايين وتوزعها مجانا، وكانت أصوات "ربنا المسيح، ربنا المسيح" تصعد من كل حدب وصوب. وكان يسوع المسيح يقدم كنبي حي إلى الأبد، وأنه يحتل عرش القدسية، وسينزل من السماء في الزمن الأخير بجلال، وسيحكم الأمم كلها، وتنقاد له الأقوام كلها. وكان كبار مسؤولي الحكومة الإنجليزية أيضا يدعمون المسيحية في نشر دعوتها، وينظرون إلى مساعي القساوسة بنظرة الاستحسان، وكانوا يقولون: نظرا إلى تقدم المسيحية فإن الهند كلها ستسقط في حضنها في بضع سنين. لقد وضع أحد حكام البنجاب - واسمه تشارلز ايجي سن - حجر الأساس لمركز المسيحية وكنيستها في "بتاله" بتاريخ ٢١ تشرين الثاني عام ۱۸۸۳ م، ثم قال في عام ١٨٨٨م في خطابه في اجتماع للقساوسة ترأسه أسقف المنطقة: "إن المسيحية تنتشر في الهند بسرعة أكبر بكثير من تزايد عدد السكان فيها. ولقد بلغ عدد المسيحيين الهنود فيها مليون مسيحي تقريبا". 

ثم أشاد بخدمات الدعاة المسيحيين واعترف بفضلهم، وذكر حكام البنجاب وكبار مسؤوليه الآخرين الذين شجعوا القساوسة فقال: 

كانوا أناسا ينظر الناس إليهم نظرة الاحترام والتوقير. فهناك أسماء مثل لارنس منتغمري وايد، ورد ميكلورد، ورينل، وتيلر، وهم معروفون في كل بيت في هذا الإقليم، بل بعضهم معروفون خارج هذا الإقليم أيضا كأوروبا مثلاً. فعلينا أن نتذكر أن أيام تقسيم المناطق من حيث الحدود قد ولّت، وقد وصلت السلطنة الإنجليزية إلى حدودها الطبيعية في المناطق البحرية والجبلية. ولكن لا حدود لملكوت إلهنا ومسيحه من حيث الوقت والمقام، بل كان من الواجب أن يقام ملكوت الإله حيثما توجد أرواح إنسانية في العالم. والمقدر لهذا الملكوت أن يكون عالميا، لأنه ملكوت البر والأمن". 

وقد اعتبرت الهند، كما قال " روبرت كلارك"، قاعدة طبيعية لنشر دعوة المسيحية في آسيا الوسطى. (The Missions p٢٤٥). 

كان الإنجليز يظنون أن انتشار المسيحية في الهند ضروري لتوطيد دعائم الحكومة واستحكامها. ولهذا السبب؛ فقد استأذن "السير روبرت منتغمري" - الحاكم الثاني في إقليم البنجاب لتشييد ١٥ كنيسة على نفقة الحكومة. وقال اللورد لورنس" ذات مرة: 

"لا يمكن أن يكون شيء أكثر توطيدا لدعائم سلطنتنا من أن ننشر المسيحية في الهند. (حياة اللورد لورنس؛ المجلد ۲ ص ۳۱۳)

لقد ورد في ٧١٦-Cambridge short history of India p٧١٥:

"لقد أعطى الله تعالى الهند بمشيئته إلى أيدي بريطانيا لتنصير أهلها."

 وقال حاكم آخر لإقليم البنجاب اسمه "ميكورتهـ ينانغ" في خطابه: 

"لقد نشأت مساعي تجديد أغلى شيء في الأديان الشرقية نتيجة اليقين بأن هناك ذاتا أعلى من محمد وبوذا والهندوس والتثليث وغورونانك. فهل ستبقون جانبا ولن تساهموا في هذا الفتح؟ ... نحن نعرف أن هناك شيئا واحدا في الدنيا يطمئن الروح الإنسانية، وهو حب الله بواسطة يسوع المسيح... إن إهمالنا المراكز التبشيرية بمنزلة إلحاق ضرر فادح بأنفسنا" (The missions p٢٤٥)

والذين كانوا يتنصرون كانوا يعطون وظائف جذابة، فمثلا نال كل من المتنصر "عبد الله آتهم" والقسيس "صفدر علي" منصب المفوض. وقد عُرض المنصب نفسه على القسيس عماد الدين أيضا ولكنه فضل البقاء قسيسا.

باختصار شديد قد نُشرت شبكة القساوسة في البنجاب كله، فكان الدعاة المسيحيون يبلغون المسيحية علنا في المدن والبلدان والقرى، وقد عين الدعاة رسميا في المستشفيات. وكانت الطبيبات المسيحيات يبلغن المسيحية إلى البيوت بحجة العلاج. كان السلاح الماضي في يد القساوسة لتنصير المسلمين من حيث المعتقدات قولهم بأن يسوع المسيح موجود في السماء حيا، وهو الذي سينزل في جلال في الزمن الأخير لتحرير الدنيا ونجاة العالم، وأن بقية الأنبياء كلهم من فيهم محمد - قد ماتوا جميعا، فلا يستطيعون أن ينقذوا أحدا، فهل من العقل والفطنة في شيء أتباع الأموات بترك الأحياء؟ وكان هذا اعتقاد المسلمين بالضبط أيضا في المسيح الناصري عليه السلام، فكانوا يعتبرونه خالق الطيور ومحيي الأموات، والعالم بالغيب، والحائز على حياة غير عادية، والموجود في السماء مصداقا للتعبير القائل: "الآن كما كان". وكانوا ينتظرون نزوله من السماء في جلال، وكانوا يعتبرونه بمنزلة علاج الجميع أسقامهم، وبأن تقدمهم الديني والدنيوي منوط به وحده. لذا فإن بعضا من الزعماء المسلمين المثقفين أيضا كانوا يزعمون أن المسيحية ستكون هي الديانة العالمية في المستقبل، وكانوا قد يئسوا تماما من نشأة الإسلام الثانية".

قلت: أعوذ بالله رب الفلق من شر ما خلق وأعوذ بالله رب السماوات والأرض ومن فيهن… المسلمون منذ أكثر 1400عام يعتقدون أن عيسى عليه السلام رفع إلى السماء، وأنه سينزل في آخر الزمان، وأنه أحيى الأموات بإذن الله… ومع ذلك لم يتنصرروا بسبب هذه المعتقدات! فنعوذ بالله من حق يراد به باطل ومن باطل يراد به باطل…

⟨⟨٥⟩⟩ إن الرب تبارك وتعالى قال: (قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ). فهم مفسدون، وحسب النصوص فإن يأجوج ومأجوج أعداء المسيح النازل، وأنه يتوجه إلى الله فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم ويتم القضاء عليهم. لكن الأمر مختلف بالنسبة للغلام القادياني بصفته المهدي والمسيح الموعود، فهو يرى أن يأجوج ومأجوج -أي الإنجليز- محسنون عادلون تجب طاعتهم وشكرهم، بل الفساد هو جهادهم وقتالهم:

"بل الدولة البريطانية محسنة إلى المسلمين، والملكة المكرمة التي نحن رعايا لها يرجح الإسلام في باطنها على ملل أخرى". [حمامة البشرى 78]

"فإن نصيحتي لجماعتي هي أن يدخلوا حكم الإنجليز في إطار "أولي الأمر" ويظلوا مطيعين لهم بصدق القلب". [ضرورة الامام 36]

"وجب على كل مسلم ومسلمة شكر هذه الحكومة، فإنها تحفظ نفوسنا وأعراضنا وأموالنا بالسياسة والنصفة. وحرام على كل مؤمن أن يقاومها بنية الجهاد، وما هو جهاد بل هو أقبح أقسام الفساد". [مواهب الرحمن 35]

بل إن يأجوج ومأجوج هو من يحمي المسيح الموعود والمهدي -أي القادياني-:

"ولولا خوف سيف الدولة البريطانية مزقونا كل ممزق، ولكن هذه الدولة القاهرة السائسة المباركة لنا -جزاها الله منا خير الجزاء- تؤوي الضعفاء تحت جناح التحنن والتراحم". [نور الحق 3]

"ولولا خوف سيف الدولة البرطانية، لقتلوني بالسيوف والأسنة، ولكن الله منعهم بتوسط هذه الدولة المحسنة، فنشكر الله ونشكر هذه الدولة التي جعلها الله سببا لنجاتنا من أيدي الظالمين". [باقة من بستان المهدي -حقيقة المهدي 236]

⟨⟨٦⟩⟩ القادياني حدد أن يأجوج ومأجوج هم الإنجليز والروس:

"أما يأجوج ومأجوج، فقد ثبت أنهما قومان حازا على التقدم والازدهار في الدنيا، أحدهما الإنجليز والآخر الروس". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام 394]

ثم ضم إليهم بقية الأوروبيين النصارى:

"ثم بين أن زمن ظهور المسيح القادم هو زمن خروج يأجوج ومأجوج، وهم المسيحيون الأوروبيون". [أيام الصلح 208]


لكن القادياني يقول في مدح الملكة فكتوريا -زعيمة الدجال ويأجوج ومأجوج-:

"اللهم بارك لنا وجودها وجودها، واحفظ مُلكها من مكائد الروس ومما يصنعون". [مرآة كمالات الإسلام 297]

"فاشكروا لها أيها المسلمون، وادعوا الله أن يديم عز هذه المليكة الكريمة، وينصرها على الروس المنحوس". [مرآة كمالات الإسلام 300]

فالقادياني بصفته المسيح النازل بدلا من أن يدعو على يأجوج ومأجوج يدعو لهم ويدعو لزعيمتهم.

والقادياني مع بريطانيا ضد روسيا، أي أنه مع يأجوج ضد مأجوج! أو أن القادياني مع بريطانيا اليأجوجية ضد كل الأوروبين المأجوجيين!

⟨⟨٧⟩⟩ الغلام القادياني يسلم أن يأجوج ومأجوج يموتون بدعاء المسيح بدود في رقابهم: "ويقولون إن المسيح لا يحاربهم بل يدعو عليهم، فيموتون كلهم بدعائه بدود تتولد في رقابهم، وهذا أيضا حق وليس عندنا إلا التسليم". 

ثم يضيف: "ولكنهم أخطأوا فيما قالوا إن يأجوج ومأجوج يموتون في زمن عيسى كلهم، فإن يأجوج ومأجوج هم النصارى من الروس والأقوام البريطانية، وقد أخبر الله تعالى عن وجود النصارى واليهود إلى يوم القيامة". [حمامة البشرى 36]

فالمفروض حسب قول القادياني أن يموت (بعض) يأجوج ومأجوج بدعاء القادياني، وهذا لم يحدث!

يقول القاديانيون: إن تفسير "فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ" أي أن معارضي الغلام القادياني يهلكون بالدمامل في رقابهم وقد تحقق ذلك بمرض الطاعون الذي تفشى في زمن الغلام القادياني.

وهذا التفسير مردود ذلك أن المفروض -حسب الحديث- أن يهلك بسببه يأجوج ومأجوج، أو حسب قول القادياني بعض من يأجوج ومأجوج، والطاعون الذي وقع في البنجاب أصاب المسلمين وأصحاب الملل الأخرى وهلك به بعض القاديانيين، ولم يهلك هذا الطاعون يأجوج ومأجوج، وهم البريطانيون والروس والأمم الأوروبية عند القاديانيين.

⟨⟨٨⟩⟩ يحتج القاديانيون بقوله صلى الله عليه وسلم: "إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ" على عدم قتال يأجوج ومأجوج وجهادهم -أي الإنجليز والروس والأمم الأوروبية-.

أي أنهم يحتجون بالنص السابق بأنه لا قدرة ولا طاقة لقتال المستعمرين الأوروبيين، وهذا هو الاستسلام والخنوع والخضوع والخيانة الذي يدعو لها القادياني وجماعته.

[ملاحظة: قالوا ذلك أيام كان المقاتلون يقاتلون بالبندقية القديمة والمدافع البدائية قبل صناعة الطائرات والدبابات والأسلحة الحديثة المتطورة في يومنا هذا]

والردود عليهم:

أولا: النص السابق هو خاص بـ "يأجوج ومأجوج" -حسب معتقد المسلمين- فلا قدرة ولا طاقة عليهم والله متكفل بهم فـ : "فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ" لا أن الجهاد قد ألغي وتوقف بالكلية بسبب بظهور يأجوج ومأجوج -أي الأوروبين- كما يقول القادياني.

فإن قال القاديانيون: نحن نؤمن بالجهاد الدفاعي -وهذه الخرابيط-.

قلنا لهم: أنتم دجالون كذابون منافقون! فإمامكم القادياني ألغى الجهاد بالكلية وهو فقط تخصصه بـ الحجة والقلم.

وقلنا لهم: كيف تجاهدون دفاعيا وأنتم تعتقدون بخصوص يأجوج ومأجوج أنه: "لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ". ولا زال يأجوج ومأجوج إلى يومنا هذا موجودون حسب معتقدكم، فالجهاد متوقف عندكم حتى دفاعيا.

ثانيا: قبل زمن القادياني وفي زمانه وبعد هلاكه، تم استعمار العالم الإسلامي باستثناء أفغانستان وبعض أجزاء تركيا والجزيرة العربية، فطبيعي أن يجاهد من يستطيع من المسلمين هؤلاء المستعمرين، وهذا ما حدث في الهند وأفغانستان والقوقاز والتركستان وليبيا والجزائر والمغرب وغيرها… وهو جهاد دفاعي، وهو شيء طبيعي فعالم كامل وأمة كاملة مستعمرة! لا أن يقال لهم حسب معتقد القاديانية الباطل هؤلاء المستعمرون هم يأجوج ومأجوج وهؤلاء: "لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ". وقد جمعت القاديانية بهذا الزعم الخيانة الدينية والدنيوية.

ثالثا: لقد ادعى القادياني أنه هو المسيح النازل والمهدي وحرم على أتباعه حتى تعلم أحكام الجهاد، مع أن ما ثبت أن المسيح عيسى عليه السلام يقاتل ويجاهد بنفسه كما مر في الأحاديث السابقة:

"إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ".

"فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ ".

والجهاد ماض إلى يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم:

" لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ ". [سنن أبي داود]

فإن قال القاديانيون -والعياذ بالله-: أنتم تؤمنون بمهدي دموي ومسيح سفاك. 

قلنا لهم: إن غلامكم القادياني من الممكن عنده مجيء مسحاء ذوي شوكة وليس مسيحا واحدا:

"أنني ما ادعيت قط أني أنا المسيح الموعود الوحيد فقط ولن يأتي مسيح في المستقبل، بل أؤمن وأقول مرارا وتكرارا بأنه يمكن أن يأتي أكثر من عشرة آلاف مسيح دع عنك مسيحا واحدا، ومن الممكن أن يأتي بعضهم بشوكة وجلال ظاهري أيضا، وممكن أيضا أن ينزل بداية في دمشق". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٦٥]

بل هو يبشر بظهور مسيح من هذا النوع:

"وكشف على أيضا أن من المقدّر أن ينتشر الفساد والشرك والظلم في العالم ثانية بعد انقضاء فترة الخير والصلاح وغلبة التوحيد، فيأكل البعض بعضا كالديدان ويسود الجهل، ويبدأ الناس في عبادة المسيح ثانية، وتنتشر جهالة اتخاذ المخلوق إلها على نطاق واسع وستنتشر كل هذه المفاسد في الدنيا في الفترة الأخيرة من هذا الزمن الأخير على يد الديانة المسيحية، وعندها تهيج روحانية المسيح هيجانا مرة ثالثة، وتقتضي نزولها نزولاً جلاليا، فتنزل في صورة مثيل له قاهر، وينتهي ذلك الزمن، وعندها تكون النهاية ويطوى بساط العالم". [التذكرة ٢١٧]

قلت: وكأن الدولة البريطانية الحبيبة والمحسنة والعادلة والتي يدعو القادياني المسلمين لطاعتها -حتى في مكة والمدينة- حكمت العالم بالزهور والورود لا بالدموية والسفك والقتل والنهب.

رابعا: هذا الزعم أن يأجوج ومأجوج أي الأوروبيين لا يدان لأحد بقتالهم باطل، فقد هزمهم المسلمون في بلاد عديدة: هزم نابليون في مصر وبلاد الشام، وهزموا في أفغانستان، وفي الجزائر وغيرها من البلاد… وهزم غير المسلمين هذا اليأجوج و المأجوج فقد هزمت فرنسا ثم أمريكا في فيتنام. وهؤلاء الأوروبيين -أي يأجوج ومأجوج- هزموا بعضهم البعض في مواطن عديدة.

اذا نقول هؤلاء الأوروبيين لا ينطبق عليهم حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ".

⟨⟨٩⟩⟩ القول أن يأجوج ومأجوج هم المستعمرون الأوروبيون النصارى باطل، لأن ظهورهم سبق ظهور القادياني بـ ٤٠٠ سنة تقريبا بعد سقوط الأندلس، لقد بدأ الاستعمار بإسبانيا والبرتغال ثم بقية الأوروبيين. 

⟨⟨١٠⟩⟩ من عجائب القادياني والقاديانيين أنهم يقتطعون مقطعا من نص يدل على شيء ما، ليجعلوه يدل على شيء آخر مخالف تماما، يقول القادياني في [الملفوظات ج٢ ص٢٣٠]: "لقد عشنا بسبب هذا الجدار كالمحاصرين قرابة سنة ونصف لانسداد طريقنا. وقد أنبأ النبي صلى الله عليه وسلم بخبر هذه المحاصرة، وهذا الخبر موجود في الحديث".

وكتبوا في الحاشية: "وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ" (مسلم، كتاب الفتن، باب ذكر الدجال)".

فتخيل أن حديث النواس بن سمعان الطويل، الذي يحتوي أحداث ووقائع وتفاصيل كثيرة والتي لا تنطبق على القادياني، والذي يتحدث فيه عن عيسى بن مريم عليه السلام والمسيح الدجال ويأجوج ومأجوج أخذوا منه المقطع السابق ليدل على القادياني.

والمشكلة: أنه لا يتطابق مع القادياني والقاديانية فالنص المقتطع: "وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ" أي: من يأجوج ومأجوج والمفروض أنهم الإنجليز والأوروبيين. لكن القادياني يتحدث عن جدار بناه جيرانه سد عليه الطريق.

⟨⟨١١⟩⟩ حديث النواس بن سمعان الطويل في صحيح مسلم يتحدث عن ظهور الدجال وقتله قبل ظهور يأجوج ومأجوج، ثم يهلك الله يأجوج ومأجوج: "إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }". … وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ.

لاحظ:

-خروج المسيح الدجال وقتله، قبل خروج يأجوج ومأجوج.

-ثم هلاك يأجوج ومأجوج بقدرة الله.

لكن الأمر مختلف عند القادياني والقاديانية:

-يأجوج ومأجوج أي الإنجليز، والدجال وهم قساوسة النصارى موجودون وخرجوا في نفس الوقت.

-يأجوج ومأجوج والدجال موجودون إلى يومنا هذا.

قد تقول أخي المسلم متعجبا: كيف هذا؟!

فأقول: القوم يفسرون النصوص تحريفا وباطنية. فقتل الدجال عند القادياني هو قتله بالحجة. أما يأجوج ومأجوج فهؤلاء هم الأمم النصرانية الأوروبية وهؤلاء عنده موجودون إلى يوم القيامة.

طبعا: هو لم يقتل أحدا بالحجة لا نصارى ولا غيرهم، ولم يقتل بعضا من يأجوج ومأجوج.

الخلاصة: فتنة المسيح الدجال، فتنة مستقلة عن يأجوج ومأجوج، فالدجال يظهر أولا ثم يقتل، ثم يظهر يأجوج ومأجوج ثم يهلكون. بينما القاديانية: تجعل الدول الأوروبية النصرانية يأجوج ومأجوج على إعتبار القوة والقومية والدولة، والدجال منهم هم قساوسة النصارى على إعتبار الدين.

⟨⟨١٢⟩⟩ الآيات القرآنية تتحدث أن يأجوج ومأجوج في الشرق: (حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا (90) كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا (91) ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا (93) قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا)

وبريطانيا والأوروبين في الغرب.

فإن قال القاديانيون: إن الإستعمار البريطاني والمنصرين غزوا البلاد الشرقية كالهند، فبالتالي: ظهروا في الشرق.

فردنا عليهم: إن بريطانيا كما كان لها مستعمرات في الشرق كالهند، فلها مستعمرات في الغرب كأمريكا الشمالية، وفي الجنوب كإفريقيا، وكان يطلق عليها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، فمستعمراتها في الشرق والغرب والشمال والجنوب.

وغيرها من الدول الأوروبية كانت تستعمر بلادا في الشرق والغرب والشمال والجنوب.

فإذا علم هذا فهم في الشرق والغرب والشمال والجنوب، وظهروا في الشرق والغرب، فلا اختصاص لهم في الشرق.

⟨⟨١٣⟩⟩ في كتاب [ينبوع المعرفة] صفحة ٧٨ وما بعدها من صفحات نقتبس أقوالا للقادياني:

"﴿وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ یَوۡمَىِٕذࣲ یَمُوجُ فِی بَعۡضࣲۖ وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَـٰهُمۡ جَمۡعࣰا﴾ أي في الزمن الأخير الذي هو زمن يأجوج ومأجوج يخوض الناس في خصومات وحروب دينية، ويهاجم قوم قوما آخرين هجمات دينية كما يقع موج البحر على موج آخر. وستنشب حروب أخرى أيضا، وبذلك ستنتشر في العالم فرقة عظيمة ويحدث في الناس تفرقة وبغض وضغينة كبيرة. وعندما تبلغ هذه الأمور ذروتها سينفخ الله في صوره من السماء، أي سيبلغ بواسطة المسيح الموعود الذي هو صوره صوتا إلى الدنيا يجتمع بسماعه ذوو الفطرة السليمة على دين واحد وتتلاشى الفرقة وتصبح أمم العالم المختلفة أمة واحدة".[ينبوع المعرفة ٧٨] 

"فلما ثبت أن هذه الأمم هي يأجوج ومأجوج فقد تحقق تلقائيا أن المسيح الموعود سيظهر في عصر يأجوج ومأجوج كما يقول القرآن الكريم بعد ذكر غلبتهم وقوتهم: (وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَـٰهُمۡ جَمۡعࣰا﴾. أي ستحدث في الناس فرقة وتشتت كبير في زمن يأجوج ومأجوج، وسيصول دين على دين آخر وقوم على قوم آخرين، عندها سيرسل الله تعالى لإزالة تلك الفرقة صوته المهيب إلى الناس دون تدخل أيدي البشر بل بآيات سماوية فقط وذلك بواسطة مرسل منه يكون في حكم الصور. وسيكون في هذا الصوت جذب قوي وبذلك سيجمع الله تعالى الناس المتفرقين على دين واحد". [ينبوع المعرفة ٨٢]

"ولأن زمن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ممتد إلى يوم القيامة، ولأنه خاتم الأنبياء، لذا لم يرد الله أن تبلغ الوحدة بين الأمم كمالها في حياته صلى الله عليه وسلم لأن ذلك يدل على نهاية عصره. بمعنى أنه كان من شأن ذلك أن يثير شبهة وكأن زمنه قد انتهى عند تلك النقطة إذ إن مهمته الأخيرة قد تمت في ذلك الزمن. لذا أجل الله تعالى إكمال مهمة كون الأمم كأمة واحدة وعلى دين واحد إلى فترة أخيرة من زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو زمن قرب القيامة ولإكمال هذه المهمة عين نائبا له من الأمة نفسها، وقد سمي باسم المسيح الموعود، وهو الذي اسمه خاتم الخلفاء. إذا، إن النبي هو في صدر العصر المحمدي وفي آخره المسيح الموعود، و كان ضروريا ألا تنقطع سلسلة العالم ما لم يبعث هو لأن خدمة تحقيق الوحدة بين الأمم أنيطت بزمن ذلك النائب للنبي صلى الله عليه وسلم وإلى ذلك تشير الآية: (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِ) .... أي ليرزقه غلبة عالمية. ولأن الغلبة العالمية لم تتحقق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ناحية ثانية لا يمكن أن تبطل النبوءة الإلهية لذا فقد اتفق جميع المتقدمين الذين سبقونا فيما يتعلق بهذه الآية أن هذه الغلبة سوف تتحقق في زمن المسيح الموعود". [ينبوع المعرفة ٨٥]

وما سبق من اقتباسات يحتوي على إشكاليات قاديانية عديدة:

أولا: القادياني يبشر بحروب دينية في زمن يأجوج ومأجوج، وقد هاجم ما جاء عند أهل الكتاب عن المسيح عليه السلام:

"فلم يتنبأ ذلك الإنسان الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع... فأتسائل : ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا سمى ذلك الإسرائيلي السفيه - العياذ بالله - هذه الأمور العادية نبوءة !". [عاقبة آتهم ١٧٦]

"ما أهمية النبوءات التي تقول بأن الزلازل ستحدث وتكثر الوفيات وتندلع الحروب وتكون المجاعات؟ ومما يؤسف له أكثر هو أنه لم تتحقق من نبوءات المسيح عليه السلام بقدر ما ثبت بطلائها". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١١٩]

ثانيا: وما سبق يتناقض مع قول القادياني والقاديانيين أن القادياني (يضع الحرب) أي تتوقف الحروب الدينية حسب قولهم.

"لماذا لا يفكرون أن النبي صلى الله عليه وسلم قال بحق المسيح الموعود قبل ثلاثة عشر قرنا بأنه سوف يضع الحرب".. مما يعني أن المسيح الموعود سينهي الحروب ببعثته، وإلى ذلك تشير الآية القرآنية (حَتَّىٰ تَضَعَ ٱلۡحَرۡبُ أَوۡزَارَهَا).. أي قاتلوا حتى يأتي زمن المسيح. وعبارة: "تضع الحرب أوزارها" موجودة في صحيح البخاري". [الحكومة الإنجليزية والجهاد ٨]

"يحدث معي مرارًا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يخبرني بشيء وأنا أسمع كلامه بدون أن أرى صورته. وهذه الحالة تكون ما بين الكشف والإلهام. قال صلى الله عليه وسلم البارحة عن المسيح الموعود: "يضع الحرب، ويصالح الناس". أي أنه يلغى الحرب والقتال من جهة، ومن جهة أخرى يتمكن من إحلال السلام داخل الأمة. وكأن للمسيح الموعود آيتين: أولاً: الآية الخارجية بأنه لا تكون هناك حرب، وثانيا: الآية الداخلية بأنه يرسي الصلح داخل الأمة". [التذكرة ٣٩٣]

نعوذ بالله من الكذب على الله جل جلاله ورسوله عليه الصلاة والسلام.

طبعا لم تنتهي الحروب الدينية وغير الدينية حتى بعد هلاك القادياني وقعت حروب دينية في الهند وفلسطين وسريلانكا وإيرلندا الشمالية وغيرها.

هذا فضلا أن القادياني لا يملك الأسباب المادية لإيقاف الحروب، ولا الأسباب السماوية فهو لم يستطع تحقيق ما هو أدنى من إيقاف الحروب، وهو تنبؤه -كذبا على الله- بالزواج من إمرأة رفضه أهلها وهي محمدي بيجوم طوال ٢٠ عاما إلى أن هلك، فأنى لمثله أن يوقف حروبا.

كما أنه لم يرسي الصلح داخل الأمة.

ثالثا: حسب قول القادياني أنه يضع الحرب، وهو ضد الحروب الدينية، لكنه مع الحروب الدنيوية لنهب الثروات، فهو مع يأجوج البريطانيين، ضد مأجوج الهولنديين في جنوب إفريقيا، يقول القادياني:

"ففي هذه الأيام تخوض حكومتنا مواجهة مع سلطنة ديمقراطية صغيرة اسمها "ترانسفال". هذه الدولة ليست أكبر من البنجاب. ومن حمقها المحض أنها بدأت مواجهة سلطنة كبيرة جدا. أما الآن وقد بدأت المواجهة فعلى كل مسلم أن يدعو لانتصار الإنجليز. ما لنا ولترانسفال بل علينا أن نكون ناصحين لمن أحسن إلينا آلاف الإحسانات. إن للجار على الجار حقوقا كبيرة بحيث يضطرب المرء لدى السماع عن معاناته. ألا تحزن قلوبنا حين نقرأ عن مصائب جنود الحكومة الإنجليزية الأوفياء. إن الذي لا يشعر بآلام الحكومة كما يشعر بآلامه قلبه مسود بحسب رأيي". [وقائع جلسة الدعاء ٤٧١]

"لذا على أفراد جماعتنا حيثما كانوا. أن يتبرعوا بقدر استطاعتهم وتوفيقهم لجرحى الحكومة البريطانية الذين جرحوا في حرب ترانسفال فتطلع أفراد الجماعة بواسطة هذا الإعلان أن يجهزوا في كل مدينة قائمة مكتملة ويجمعوا التبرعات ويرسلوها قبل أول مارس / آذار إلى السيد ميرزا خدا بخش في قاديان لأنه مكلف بهذه المهمة. عندما تصله نقودكم مع القوائم ستسجل التبرعات في التقرير الذي سبق ذكره قبل قليل. فعلى جماعتنا أن يتموا هذا سريعا نظرا إلى أهميته". [وقائع جلسة الدعاء ٤٧٤]

رابعا: لم يتحقق قول القادياني: 

"يجتمع بسماعه ذوو الفطرة السليمة على دين واحد وتتلاشى الفرقة وتصبح أمم العالم المختلفة أمة واحدة".

"سيجمع الله تعالى الناس المتفرقين على دين واحد".

خامسا: وهذه النقطة مهمة، إذا سألت القاديانيين: أين الغلبة التي حققها نبيكم المزعوم؟ وأين تصبح الأمم أمة واحدة وملة واحدة؟ يقولون مستدلين بهذه الآية:

﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِۦ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾ [الصف ٩]

يقولون: هل حدث هذا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم؟

بمعنى: أنهم يؤخرون تحقق هذه الآية إلى زمن مستقبلي سيحدث فيما بعد، بعد هلاك القادياني الذي مضى عليه أكثر من قرن.

المشكلة عندهم وليست عندنا، فالنصوص الإسلامية والعلماء والمفسرون عليهم رحمة الله يقولون: إن تحقق هذه الآية يكون بعد نزول المسيح عيسى بن مريم عليه السلام.

المشكلة عندهم لأن غلامهم القادياني يقول:

"ولأن زمن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم ممتد إلى يوم القيامة، ولأنه خاتم الأنبياء، لذا لم يرد الله أن تبلغ الوحدة بين الأمم كمالها في حياته صلى الله عليه وسلم لأن ذلك يدل على نهاية عصره. بمعنى أنه كان من شأن ذلك أن يثير شبهة وكأن زمنه قد انتهى عند تلك النقطة إذ إن مهمته الأخيرة قد تمت في ذلك الزمن. لذا أجل الله تعالى إكمال مهمة كون الأمم كأمة واحدة وعلى دين واحد إلى فترة أخيرة من زمن النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي هو زمن قرب القيامة ولإكمال هذه المهمة عين نائبا له من الأمة نفسها، وقد سمي باسم المسيح الموعود، وهو الذي اسمه خاتم الخلفاء. إذا، إن النبي هو في صدر العصر المحمدي وفي آخره المسيح الموعود، و كان ضروريا ألا تنقطع سلسلة العالم ما لم يبعث هو لأن خدمة تحقيق الوحدة بين الأمم أنيطت بزمن ذلك النائب للنبي صلى الله عليه وسلم وإلى ذلك تشير الآية: (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِ) .... أي ليرزقه غلبة عالمية. ولأن الغلبة العالمية لم تتحقق في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ومن ناحية ثانية لا يمكن أن تبطل النبوءة الإلهية لذا فقد اتفق جميع المتقدمين الذين سبقونا فيما يتعلق بهذه الآية أن هذه الغلبة سوف تتحقق في زمن المسيح الموعود". [ينبوع المعرفة ٨٥]

لاحظوا أنه استدل بالآية السابقة على تحققها في زمانه، ووافق المتقدمين أنها في زمن المسيح.

لا تتعجب فالغلام القادياني يقول الشيء وما يناقضه ويخالفه. كما أنك لو عرضت شيء على بعض أتباع القادياني والقاديانية فأول شيء يفكرون فيه: كيف نرد على هذه الشبهة؟ والإتيان بجواب كيفما كان. 

⟨⟨١٤⟩⟩ إن يأجوج ومأجوج هم أمم قبل الإسلام وقبل النصرانية، ولا يمكن أن يقال أن المستعمرين الأوروبيين النصارى هم يأجوج ومأجوج.

هنا نورد ردا للغلام القادياني يقول فيه:

« الأمور التي ليست مذكورة في القرآن الكريم مفصلا ولكنها لا تعارضه بل إذا تأمل فيها الإنسان لوحدها مطابقة له تماما مثل قوم يأجوج ومأجوج الذي ذكر إجمالا في القرآن الكريم، بل ذكر أيضا بأنهم سيسيطرون على الأرض كلها في الزمن الأخير كما يقول :﴿حَتَّىٰۤ إِذَا فُتِحَتۡ یَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبࣲ یَنسِلُونَ﴾ أما الظن أن يأجوج ومأجوج ليسوا من بني آدم بل هم خلق آخر فليس إلا جهلا لأن القرآن الكريم ذكر المخلوقات -العاقلة الذين يستخدمون العقل والفهم ويستحقون الثواب أو العذاب- على نوعين فقط: (۱) البشر، الذين هم أولاد آدم عليه السلام (۲) الجنة. لقد سميت فئة الناس بــ معشر الإنس" وسميت فئة الجنة بـ "معشر الجن"... وإن قلتم إن يأجوج ومأجوج من الجنة وليسوا أناسا فهذا حمق أكبر لأنه إذا كانوا من الجنة، فكيف كان ممكنا أن يعرقلهم جدار بناه الإسكندر؟ ما دامت الجنة يصلون إلى السماء كما يتبين من الآية:﴿فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ ثَاقِبࣱ﴾ أفلم يكونوا قادرين على التسلق على جدار الإسكندر؟ وإن قلتم بأنهم نوع من السباع التي لا تعقل، قلت: لماذا إذا وعد في القرآن والأحاديث بإنزال العذاب عليهم، لأن العذاب ينزل نتيجة الذنوب فقط؟ كذلك إن خوضهم الحروب وغلبتهم على الجميع وإطلاق السهام إلى السماء في نهاية المطاف يدل بوضوح على أنهم ذوو العقول بل يفوقون الجميع من حيث العقل الدنيوي ». [ينبوع المعرفة 79]

هنا نجد القادياني يجعل ذو القرنين هو الإسكندر المقدوني.

مع أنه يقول في [الملفوظات ج١٠ ص١٨٠] أنه شخص آخر وليس الإسكندر، مع أن خليفته الأول نور الدين مرة يقول: أنه ملك من ملوك فارس اسمه كيقباد. ومرة يقول: اسمه كورش أو خورس. انظر: [التفسير الكبير ج٤ ص٧٤٥] أما عند الخليفة الثاني بشير الدين محمود فهو كورش.

قد تقول -أخي المسلم-: إذا كانت قصة يأجوج ومأجوج وذو القرنين حدثت في الماضي، وهم يقرون بذلك، فكيف يقول هؤلاء القوم أن يأجوج ومأجوج هم الروس والإنجليز والأمم الأوروبية النصرانية!

والجواب: إن القاديانية يحتالون على النصوص بتأويلات وتحريفات وبدع عقائدية، ومن هذه البدع العقائدية نظرية المثيل و البروز و الظلية و المظهر.

والمعنى -والعياذ بالله-: أن النبي من الأنبياء عليهم السلام الذي مضوا إلى ربهم، أو شخص ما، فقد يأتي بعدهم شخص هو مثيلا وظلا وبروزا لهم.

وهذه المصطلحات لا وجود لها لا في كتاب الله جل في علاه ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهي -وعياذا بالله- وسيلة زنديق، القادياني الزنديق يريد أن يجعل له مكانة ومقاما عاليا، فقال مثلا: أنا مثيل المسيح.

والقادياني ظهر في بلاد الهند وفي هذه البلاد تجد من يقدسون الأشخاص، بل ويروى أن بعض المسلمين -هدانا الله وإياهم- يبالغون ويغالون في مشايخهم. نعوذ بالله من الغلو والغلاة والمغالاة.

يقول القادياني: 

"ومن عجائب الله التي فزت بها أني لقيت يسوع المسيح مرارا في اليقظة التي تسمى اليقظة الكشفية وتكلمت معه واستكشفته عن دعواه الحقيقية وتعليمه وإنه لمن الأمور العظيمة الجديرة بالاهتمام أنني قد وجدت يسوع المسيح عليه السلام مشمئزاً جداً من بعض العقائد كالكفارة والثالوث والبنوة وكأنها افتراء عظيم افتري عليه وشهادة الكشف هذه ليست عديمة الجدوى بل إنني على يقين أن أي طالب حق لو أقام عندي بحسن النية فترة من الزمن وأراد لقاء المسيح عليه السلام في الكشف فسوف يلقاه ببركة دعائي وعنايتي، بل سيراه ويكلمه أيضا، ويأخذ منه الشهادة على دعواه الحقيقية، لأنني ذلك الإنسان الذي تعيش في جسمه روح يسوع المسيح على سبيل البروز". [التذكرة ٢٥١]

"لقد أخبرني الله تعالى في عالم الكشف مرارًا أن شخصاً باسم كرشنا الذي كان في الشعب الآري، كان من عباد الله المصطفين ومن أنبياء عصره، فكلمة "أوتار" التي توجد عند الهندوس ترادف النبي في الواقع. كما توجد في كتب الهندوس نبوءة أيضا بأن "أوتار" على سيرة كرشنا سيأتي في الزمن الأخير، وسيكون بروزا له، وقد كشف على أنني أنا هو. إن أبرز صفات کرشنا اثنتان إحداهما أنه "رودر" أي قاتل السباع والخنازير، أي بالدلائل والآيات، والثانية "كوبال" أي راعي البقر، أي معين الصالحين بأنفاسه، وكلتا الصفتين هما من صفات المسيح الموعود، وقد زودني الله تعالى بكلتيهما". [التذكرة ٣٨٩]

"يا أحمد جعلت مرسلا". أي: كما أنك استحققت اسم أحمد على سبيل الظلية، مع أن اسمك هو غلام أحمد، كذلك استحققت أن تسمى "نبياً" على سبيل الظلية والبروزية لأن "أحمد" كان نبيا، وانفكاك النبوة عنه محال". [التذكرة ٥١٠]

"لقد سماني الله "الرسل" في هذا الوحي، ذلك أن الله تعالى قد جعلني مظهراً لجميع الأنبياء كما كتبت في "البراهين الأحمدية"، وناداني بأسماء الأنبياء كلهم، فأنا آدم، وأنا شيث، وأنا نوح، وأنا إبراهيم، وأنا إسحاق، وأنا إسماعيل، وأنا يعقوب، وأنا يوسف، وأنا موسى، وأنا داود، وأنا عيسى، وأنا المظهر الأتم لاسم النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنا محمد وأحمد بصورة ظلية ومجازية". [التذكرة ٦٨٧]

فواضح مما سبق أنه يريد أن يجلب لنفسه المسلمين والهندوس والنصارى من خلال ما سبق، وأن يجعل له شأناً عظيما من خلال الكذب على الله. أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، وأعوذ بالله من شرار الخلق والضلال والجهال.

مما سبق قد يظهر شخص سابق في صورة شخص لاحق عند القادياني والقاديانية، كما أنهم يفسرون أي نص بحسب هواهم وما يشاءون وبالله نعوذ.

لذلك ذو القرنين هو القادياني، أي ذو القرنين الثاني، وقصة يأجوج ومأجوج تتكرر في زمن القادياني.

"لما كان هذا العصر هو عصر انكشاف الحقائق، لذا يكشف الله تعالى علي حقائق القرآن الكريم ومعارفه. عندما أمعنت النظر في قصة ذي القرنين أفهمت أن في البيان عن ذي القرنين ذكر المسيح الموعود حصرا. لقد سماه الله تعالى ذا القرنين لأن المسيح الموعود سيشهد قرنين اثنين لذا سيطلق عليه "ذو القرنين"، ولأني شهدت القرنين الثالث عشر والرابع عشر كليهما، وكذلك شهدت قرنين عند الهندوس،.وعند المسيحيين أيضا؛ لذلك سميت ذا القرنين. وفي القصة نفسها بين الله تعالى أن ذا القرنين وجد ثلاثة أقوام. أولا، قوما قريبين من مغرب الشمس وفي عين حمئة والمراد منهم القوم المسيحيون الذين غربت شمسهم أي لم تعد عندهم الشريعة الحقة، وماتت روحانيتهم وفترت لديهم حرارة الإيمان فهم منغمسون في الوحل. والقوم الثاني هم القريبون من الشمس حيث الحر محرق، وهذه حالة المسلمين الراهنة، بمعنى أن الشمس أي الشريعة الحقة موجودة عندهم ولكنهم لا يستفيدون منها لأن الاستفادة تتم بالحكمة. لنأخذ خبز الخبز مثلا؛ فمعلوم أنه يخبز على النار ولكن يستحيل خبزه ما لم يهياً نظام وتدبير مناسب، كذلك الاستفادة من الشريعة الحقة تقتضي الحكمة. فمع أن الشمس وضوءها كانا قريبين من المسلمين لكنهم لم يستفيدوا منهما ولم يستخدموهما بصورة مفيدة ولم ينالوا نصيبا من جلال الله وعظمته. والقوم الثالث هم الذين التمسوا من ذي القرنين أن ينقذهم من يأجوج ومأجوج. وهؤلاء قومنا الذين جاؤوا المسيح الموعود وأرادوا الاستفادة منه. باختصار، إن هذه القصص اتخذت اليوم صبغة عملية ونؤمن أن هذه القصة وقعت من قبل أيضا بأسلوب من الأساليب. ولكن الحق أن في هذه القصة بيان عن المستقبل أيضا بصورة النبوءة التي تحققت في العصر الراهن". [الملفوظات ج٣ ص٣٥]

ويقول بشير الدين محمود وهو ابن القادياني وخليفته الثاني في [التفسير الكبير ج٤ ص٧٧١]:

"وأرى من المناسب أن أذكر في هذا المقام الأنباء المذكورة في التوراة عن مصير يأجوج ومأجوج ورد في رؤيا يوحنا اللاهوتي: ثم من تحت الألف السنة يحرر الشيطان من سجنه، ويخرج ليضل الأمم الذين في أربع زوايا الأرض جوج وماجوج، ليجمعهم للحرب (رؤيا يوحنا اللاهوتي ٧:٢٠ و ٨). علما أن المراد من الألف السنة هنا ألف سنة من العام الهجري، أي أن الشيطان سيتحرر من سجنه بعد ألف سنة من ظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وهكذا وقع، فإن الشعوب الغربية ثبتت أقدامها في الهند سنة ١٦١١ الميلادية، وكانت هذه بداية عهد ازدهار يأجوج (الموسوعة البريطانية مجلد ١١ كلمة India) وإذا قرأنا معا ما ورد في رؤيا يوحنا اللاهوتي هذه وما ورد في رؤيا حزقيال الواردة في حزقيال ۳۸ و ۳۹ تبين لنا أن رقيهم كان سيبدأ في القرن السادس عشر، وأما غلبتهم على العالم كله واستيلاؤهم على جميع البلاد فيكون في الزمن الأخير. ولقد سبق أن أشرت إلى أنه كان من المقدر أن يظهر في آخر الزمان مثيل لذي القرنين في ظروف مشابهة لظروفه، لأن القرآن الكريم قد ذكر هذه الواقعة كنبأ غيبي أيضًا سيتحقق في المستقبل ومن أراد التفصيل فعليه مراجعة كتاب مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية المسمى بـ "البراهين الأحمدية" الجزء الخامس من۹۰ - ٩٢ الطبعة الأولى".

لاحظ التاريخ الذي ذكره ١٦١١م، ثم قوله: "وكانت هذه بداية عهد ازدهار يأجوج". أي قبل ظهور القادياني بأكثر من قرنين ونصف، والمعنى أن يأجوج ومأجوج ظهروا قبل القادياني بكثير.

ثم لاحظ أن يأجوج ومأجوج ظهروا قبله بقرنين ونصف، ثم هلك القادياني قبل أكثر من قرن، ويأجوج ومأجوج لا زالوا موجودين إلى يومنا هذا.

ولساخر أن يسخر -والعياذ بالله سبحانه- فيقول: القاديانيون ينكرون النسخ في القرآن، ويرون الاعتقاد به شيئا عظيما. ثم يقولون بنسخ الأشخاص على سبيل الظلية والبروز، ويؤمنون بنسخ القصص السابقة على سبيل المثلية والتكرار.

تعالى الله سبحانه عما يقولون، نعوذ بالله من قوم مجرمين، نعوذ بالله ثم نعوذ بالله ثم نعوذ بالله.

لقد ذكر الرب قصة يأجوج ومأجوج وذو القرنين في الماضي البعيد! فما علاقة القادياني بهذه القصة؟ وكيف يجعل يأجوج ومأجوج الذين هم قبل النصرانية، هم النصارى والأوروبيين؟ إنه الهوى ومن أضل ممن اتبع هواه، نعوذ بالله من الهوى وأهل الهوى، ونعوذ بالله من أمراض العقول والقلوب.

قال الرب تبارك وتعالى: (فَإِن لَّمۡ یَسۡتَجِیبُوا۟ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا یَتَّبِعُونَ أَهۡوَاۤءَهُمۡۚ وَمَنۡ أَضَلُّ مِمَّنِ ٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ بِغَیۡرِ هُدى مِّنَ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ). [القصص ٥٠]

قال الطبري رحمه الله في تفسيره: "يقول تعالى ذكره: "وَمَنْ أَضَلُّ" عن طريق الرشاد، وسبيل السداد ممن اتبع هوى نفسه بغير بيان من عند الله، وعهد من الله، ويترك عهد الله الذي عهده إلى خلقه في وحيه وتنزيله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ يقول تعالى ذكره: إن الله لا يوفق لإصابة الحقّ وسبيل الرشد القوم الذين خالفوا أمر الله وتركوا طاعته، وكذّبوا رسوله، وبدّلوا عهده، واتبعوا أهواء أنفسهم إيثارا منهم لطاعة الشيطان على طاعة ربهم".

وقال ابن كثير عليه رحمة الله في تفسيره: "قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ أَيْ: فَإِنْ لَمْ يُجِيبُوكَ عَمَّا قُلْتَ لَهُمْ وَلَمْ يَتَّبِعُوا الْحَقَّ ﴿فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ﴾ أَيْ: بِلَا دَلِيلٍ وَلَا حُجَّةٍ ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ﴾ أَيْ: بِغَيْرِ حُجَّةٍ مَأْخُوذَةٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ، ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾".

وقال القرطبي رحمه الله تعالى: "قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ﴾ يا محمد أن يَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ (فَاعْلَمْ أَنَّما يَتَّبِعُونَ أَهْواءَهُمْ) أَيْ آرَاءَ قُلُوبِهِمْ وَمَا يَسْتَحْسِنُونَهُ وَيُحَبِّبُهُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ، وَإِنَّهُ لَا حُجَّةَ لَهُمْ. (وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ) أَيْ لَا أَحَدَ أَضَلُّ مِنْهُ (إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)".

وبعد بسم الله أعوذ بالله رب الفلق من شر ما خلق… وبعد بسم الله أعوذ بالله رب السماوات والأرض ومن فيهن… ألخص كلاما طويلا قاله القادياني من كتاب [التحفة الغولروية ٢٦٣ وما بعدها] بخصوص البروز وظهور يأجوج ومأجوج وهو كتاب مليء بالضلالات والكفريات حيث يقول القادياني قبحه الله وقبح ما قال:

•خلق الله كل شيء بطراز يدل على توحيده، فخلق كل شيء كروي كالكواكب وقطرات الماء… ولو كان -والعياذ بالله سبحانه- تثليث لكانت جميع العناصر والأجرام ثلاثية الأطراف.

•الرجعة البروزية اثنان بروز الأشقياء والسعداء، لذلك اجتماع الناس على ملة واحدة هو اعتقاد خاطئ. -وهذا يتناقض مع ما قال في كتب أخرى أنه بظهوره يجتمع الناس على ملة واحدة-.

•لكي يوضح ما سبق رسم دائرة فأول هذه الدائرة تمثل بداية خلق بني آدم، ونهايتها تمثل نهاية خلق بني آدم، ثم آخر نقطة من إلتقاء نهاية الدائرة مع بدايتها أقرب للبداية، ثم تبدأ الرجعة البروزية.

•الرجعة البروزية تبدأ بظهور يأجوج ومأجوج.

•حرف معنى قول الله سبحانه وتعالى والعياذ بالله: ﴿وَحَرَٰمٌ عَلَىٰ قَرۡيَةٍ أَهۡلَكۡنَٰهَآ أَنَّهُمۡ لَا يَرۡجِعُونَ (95) حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ (96) وَٱقۡتَرَبَ ٱلۡوَعۡدُ ٱلۡحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَٰخِصَةٌ أَبۡصَٰرُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَٰوَيۡلَنَا قَدۡ كُنَّا فِي غَفۡلَةٖ مِّنۡ هَٰذَا بَلۡ كُنَّا ظَٰلِمِينَ) [الأنبياء ٩٥-٩٧] فقال: "أي أن الذين أهلكناهم قد حرمنا عليهم العودة إلى هذا العالم. حتى تأتي أيام يستولي فيها يأجوج ومأجوج على الأرض وتتحقق لهم الغلبة".

خلاصة ما سبق: هو بعد التشبيه والتمثيل -والعياذ بالله سبحانه- يقول أن بداية خلق بني آدم ونهاية خلق بني آدم عبارة عن دائرة أو شكل كروي، فعندما تلتقي نهاية الدائرة مع بدايتها يبدأ الرجوع البروزي بظهور يأجوج ومأجوج وتعود دورة السعداء والأشقياء.

وما سبق لا يقوله مسلم، بل زنديق خبيث.

أقول للقاديانيين:

-هل هذا هو التنزيه الذي تزعمونه؟!

-هل عودة عيسى عليه السلام بنزوله من السماء شرك؟! بينما الرجوع البروزي توحيد؟!

-هل عودة الموتى للحياة كما كان يفعل عيسى بإذن الله، والذي مرة على القرية فأماته الله ١٠٠ عام ثم بعثه، وطيور إبراهيم… غير معقول؟! بينما الدائرة والرجعة البروزية معقولة؟!

-هل صعود إنسان إلى السماء أو نزوله منها أو إحياء من مات بإذن الله ليس من سنن الله؟! بينما الرجعة البروزية من سنن الله؟!

-هل قصة يأجوج ومأجوج وقصة المسيح الدجال -حسب معتقد المسلمين- تعد على الألوهية وخرافات؟! بينما الدائرة البروزية ليس فيها تعد على الألوهية وليست خرافة؟!

وأكتفي بهذا القدر فقد طال المقال كثيرا، مع أن هناك ما يمكن أن يضاف على القاديانية في موضوع يأجوج ومأجوج، ولقد حرصت على الرد عليهم في هذا المقال من خلال كتبهم وأقوال نبيهم المزعوم وأقوالهم وما يلزمهم، ولم أتعرض كثيرا لتفاصيل ما جاء في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة بيأجوج ومأجوج، فتفاصيل ما جاء في الكتاب والسنة حول يأجوج ومأجوج تخالف حال القادياني وتخالف ما تقوله القاديانية، وهي وحدها كافية في تكذيب القادياني والقاديانية، بل حديث النواس بن سمعان رضي الله عنه الطويل وحده كاف في تكذيب القادياني والقاديانية في مواضيع عديدة، وإن أضفت ما قالوا حول حديث النواس، زاد ظهور كذبهم أكثر من الحديث نفسه!!! فسبحان الله الذي يكذبهم ويجعل كذبهم عليهم!!!  هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين. 

بسم الله أعوذ بالله مما يتعوذ منه…

بسم الله أعوذ بالله مما يستعاذ به منه…

بسم الله أعوذ بالله من أي شيء وكل شيء…

بسم الله أعوذ بالله ذو الجلال والإكرام المعيذ المستعاذ به…

والحمد لله رب العالمين.


۞۞۞۞۞۞