القاديانية وموضوع صعود الجن إلى السماء ورميهم بالشهب

القاديانية وموضوع صعود الجن إلى السماء ورميهم بالشهب

القاديانية وموضوع صعود الجن إلى السماء ورميهم بالشهب

أبو عبيدة العجاوي

﴿وَأَنَّا لَمَسۡنَا ٱلسَّمَاۤءَ فَوَجَدۡنَـٰهَا مُلِئَتۡ حَرَسࣰا شَدِیدࣰا وَشُهُبࣰا ۝٨ وَأَنَّا كُنَّا نَقۡعُدُ مِنۡهَا مَقَـٰعِدَ لِلسَّمۡعِۖ فَمَن یَسۡتَمِعِ ٱلۡـَٔانَ یَجِدۡ لَهُۥ شِهَابࣰا رَّصَدࣰا ۝٩﴾ [الجن ٨-٩]

﴿إِنَّا زَیَّنَّا ٱلسَّمَاۤءَ ٱلدُّنۡیَا بِزِینَةٍ ٱلۡكَوَاكِبِ ۝٦ وَحِفۡظࣰا مِّن كُلِّ شَیۡطَـٰنࣲ مَّارِدࣲ ۝٧ لَّا یَسَّمَّعُونَ إِلَى ٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰ وَیُقۡذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبࣲ ۝٨ دُحُورࣰاۖ وَلَهُمۡ عَذَابࣱ وَاصِبٌ ۝٩ إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ ثَاقِبࣱ ۝١٠﴾ [الصافات ٦-١٠]

﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ﴾ [الملك ٥]

﴿وَلَقَدۡ جَعَلۡنَا فِی ٱلسَّمَاۤءِ بُرُوجࣰا وَزَیَّنَّـٰهَا لِلنَّـٰظِرِینَ ۝١٦ وَحَفِظۡنَـٰهَا مِن كُلِّ شَیۡطَـٰنࣲ رَّجِیمٍ ۝١٧ إِلَّا مَنِ ٱسۡتَرَقَ ٱلسَّمۡعَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ مُّبِینࣱ ۝١٨﴾ [الحجر ١٦-١٨]

ملخص كلام القاديانية حول الآيات السابقة باطني هرائي انظر [التفسير الكبير، سورة الحجر، ج٤ ص٤٢] : "المقصود السماء الروحانية لا السماء المادية، ومعنى السماء الروحانية مجالس الأنبياء، والشهاب يعني النبي الذي يأتي بالبينات الواضحة وكلام الله محفوظ في السماء أو حين ينزل على الأنبياء، لكن بعد أن ينزل هذا الكلام، فإن الشياطين من أعداء يسرقونه ويحرفونه وينسبونه لأنفسهم ويتهمون الأنبياء بالكذب".

وهذا من عادة القاديانية والقاديانيين عندما يصطدمون بنص يخالف ما يقولون يتحول التفسير: إلى باطنية، وسماوي، وروحاني، ومنامات، وكشوف… وما شابه ذلك، فيفقدون النص معناه ومضمونه والمراد منه، بسم الله عذت بالله ذو الجلال والإكرام ووجهه العظيم واسمه الأعظم وأسمائه الحسنى وصفاته العليا وكلماته التامات… والله المستعان ولا حول لنا ولا قوة لنا إلا به، لا إله إلا الله محمد رسول الله، والله أكبر، وأعظم مما يفترون، نعوذ بالله من شرور الكلام والأقوال والأعمال، وما يصنع المجرمون والأشرار، آمنا بالله ودينه وما أنزل وما أوحى ولله المنة والنعمة والفضل والرحمة والثناء ذو الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة والعزة والجلال والكمال والحمد والشكر لله رب العالمين.

رد وإبطال: 

مشكلة القاديانية عويصة مع صعود الجن إلى السماء:

(١) هم يقولون الجن بشر، فكيف للبشر الصعود؟!

(٢) هم ينكرون رفيع عيسى إلى السماء.

(٣) هم ينكرون كل شيء خارق، أو بفهمهم المريض غير معقول، أو خرافي.

أولا: والحمد لله كما أن نصوص القرآن واضحة وعديدة، فكذلك الأحاديث النبوية وأقوال الصحابة رضي الله عنهم:

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ : انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ، فَرَجَعَتِ الشَّيَاطِينُ إِلَى قَوْمِهِمْ، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ فَقَالُوا : حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ، قَالُوا : مَا حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ إِلَّا شَيْءٌ حَدَثَ، فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا مَا هَذَا الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَانْصَرَفَ أُولَئِكَ الَّذِينَ تَوَجَّهُوا نَحْوَ تِهَامَةَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهُوَ بِنَخْلَةَ عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظٍ وَهُوَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ صَلَاةَ الْفَجْرِ، فَلَمَّا سَمِعُوا الْقُرْآنَ، اسْتَمَعُوا لَهُ فَقَالُوا : هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي حَالَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ، فَهُنَالِكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ، وَقَالُوا : يَا قَوْمَنَا،  { إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا }   { يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا } ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى نَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :  { قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ } . وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ الْجِنِّ. [صحيح البخاري]

عَنْ  عَائِشَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ - وَهُوَ السَّحَابُ - فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ، فَتَسْمَعُهُ فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ". [صحيح البخاري]

عن أَبَي هُرَيْرَةَ  يَقُولُ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا  خُضْعَانًا  لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى  صَفْوَانٍ ، فَإِذَا  { فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا }  لِلَّذِي قَالَ :  { الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ، أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ ". [صحيح البخاري]

عَنْ  عَائِشَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ ". فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطَفُهَا مِنَ الْجِنِّيِّ،  فَيَقُرُّهَا  فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ". [صحيح البخاري]

عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ  قَالَ : أَخْبَرَنِي  رَجُلٌ  مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا، سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ، قَالَ : فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ، فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ بِهِ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ ". [صحيح مسلم]

عَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَتْ لِلشَّيَاطِينِ مَقَاعِدُ فِي السَّمَاءِ، فَكَانُوا يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ، وَكَانَتِ النُّجُومُ لَا تَجْرِي، وَكَانَتِ الشَّيَاطِينُ لَا تُرْمَى، قَالَ : فَإِذَا سَمِعُوا الْوَحْيَ نَزَلُوا إِلَى الْأَرْضِ، فَزَادُوا فِي الْكَلِمَةِ تِسْعًا، فَلَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، جَعَلَ الشَّيْطَانُ إِذَا قَعَدَ مَقْعَدَهُ، جَاءَهُ شِهَابٌ فَلَمْ يُخْطِهِ حَتَّى يُحْرِقَهُ، قَالَ : فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالَ : مَا هَذَا إِلَّا مِنْ حَدَثٍ حَدَثَ. قَالَ : فَبَثَّ جُنُودَهُ، قَالَ : فَإِذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْ نَخْلَةَ. قَالَ : فَرَجَعُوا إِلَى إِبْلِيسَ فَأَخْبَرُوهُ، قَالَ : فَقَالَ : هُوَ الَّذِي حَدَثَ. [مسند الإمام أحمد]

عَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ  قَالَ : كَانَ الْجِنُّ يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ، فَإِذَا سَمِعُوا الْكَلِمَةَ زَادُوا فِيهَا تِسْعًا، فَأَمَّا الْكَلِمَةُ فَتَكُونُ حَقًّا، وَأَمَّا مَا زَادُوهُ فَيَكُونُ بَاطِلًا، فَلَمَّا بُعِثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنِعُوا مَقَاعِدَهُمْ، فَذَكَرُوا ذَلِكَ لِإِبْلِيسَ وَلَمْ تَكُنِ النُّجُومُ يُرْمَى بِهَا قَبْلَ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِيسُ : مَا هَذَا إِلَّا مِنْ أَمْرٍ قَدْ حَدَثَ فِي الْأَرْضِ، فَبَعَثَ جُنُودَهُ فَوَجَدُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا يُصَلِّي بَيْنَ جَبَلَيْنِ، أُرَاهُ قَالَ بِمَكَّةَ، فَلَقُوهُ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ : هَذَا الَّذِي حَدَثَ فِي الْأَرْضِ. [سنن الترمذي]

عَنْ  سَالِمٍ ، عَنْ  أَبِيهِ ، أَنَّ غَيْلَانَ بْنَ سَلَمَةَ الثَّقَفِيَّ أَسْلَمَ وَتَحْتَهُ عَشْرُ نِسْوَةٍ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اخْتَرْ مِنْهُنَّ أَرْبَعًا ". فَلَمَّا كَانَ فِي عَهْدِ عُمَرَ طَلَّقَ نِسَاءَهُ، وَقَسَمَ مَالَهُ بَيْنَ بَنِيهِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ، فَقَالَ : إِنِّي لَأَظُنُّ الشَّيْطَانَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ السَّمْعِ سَمِعَ بِمَوْتِكَ، فَقَذَفَهُ فِي نَفْسِكَ، وَلَعَلَّكَ أَنْ لَا تَمْكُثَ إِلَّا قَلِيلًا، وَايْمُ اللَّهِ لَتُرَاجِعَنَّ نِسَاءَكَ، وَلَتَرْجِعَنَّ فِي مَالِكَ، أَوْ لَأُوَرِّثُهُنَّ مِنْكَ، وَلَآمُرَنَّ بِقَبْرِكَ فَيُرْجَمُ، كَمَا رُجِمَ قَبْرُ أَبِي رِغَالٍ. [مسند الإمام أحمد]

ثانيا: جاء أن الجن أصناف، وصنف من الجن يطير في الهواء:

عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "الْجِنُّ عَلَى ثَلَاثَةِ أَصْنَافٍ: صِنْفٌ كِلَابٌ وَحَيَّاتٌ، وَصِنْفٌ يَطِيرُونَ فِي الْهَوَاءِ، وَصِنْفٌ يَحُلُّونَ وَيَظْعَنُونَ". [صحيح ابن حبان]

ثالثا: نقول للقاديانية والقاديانيين: إذا كانت الملائكة عليها السلام تصعد إلى السماوات وتنزل، ما يمنع أن يكون هناك مخلوق اسمه "الجن" يصعد إلى ما هو أدنى وأقل، فإن كان ذلك من سنن الله في الملائكة، كان من سنن الله في الجن!

فإن قالوا: الملائكة مختلفة، وهي كبيرة الحجم، والله يخلق لها ما تتمثل به في عالم الأرض. قلنا: أيضا إن كان من سنة الله أنه يخلق للملائكة جسما في الأرض لا نراه، كان من سنة الله أنه خلق مخلوقا من الجن لا نراه، فإن جاز عندكم الأول جاز الثاني.

رابعا: من حجج القاديانية  "المثال السابق" يعبرون عنه بـ قولهم: "إنه ما من واقع إلا خلا له نظير".

فنقول: نحن في الصعود إلى السماء والنزول لنا نظائر:

صعود الملائكة ونزولها.

صعود الجن ونزولها.

رفع عيسى عليه السلام إلى السماء ونزوله في آخر الزمان.

المعراج بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى.

رفع إدريس عليه السلام.

الهبوط بآدم وحواء عليهما السلام مع إبليس إلى الأرض.

نزول المائدة من السماء على حواريي عيسى عليه السلام.

فإن قالوا: هذه لها تفسيرات مختلفة عندنا عما تفهمونه أنتم!

قلنا لهم: هاتوا لما سبق تفسير النبي عليه الصلاة والسلام والصحابة والتابعين وأتباع التابعين والمجددين، لنرى هل هي مثل قولكم أم أنها مخالفة له!

ونقول للقاديانيين عندنا أمثلة مادية: 

٭ الله خلق الطيور التي تطير في السماء ما شاء الله لها.

٭ اليوم الإنسان استطاع صناعة الطائرات والآلات التي يستطيع بها الطيران والصعود إلى ما شاء الله.

فالسنن الأرضية والآيات الخارقة في صفنا لا في صفكم، فتوبوا وعاودوا لربكم ودين الله الحق.

خامسا: القادياني أثبت الصعود والرمي السمائي بالشهب:

يقول الغلام القادياني في نص شعري يقول [سر الخلافة ١٤٠]:

فنوّرت ملةٌ كانت كمعدومٍ***ضعفاً ورجمت ذراري الجان بالشهبِ

ويقول أيضا: 

«والآن يجب أن يكون معلوما أن العرب بسبب الأفكار التي انتشرت فيهم من كهانهم كانوا يعتقدون بشدة أنه عندما تسقط الشهب بكثرة يولد شخص عظيم. وخاصة أن كهانهم الذين كانوا يُخبرون بأنباء الغيب كانوا ينشئون نوعا من العلاقة بالأرواح الخبيثة ويعتقدون بشدة ويقين بأن كثرة الشهب أي سقوطها بكثرة هائلة وغير عادية يدل على أن نبيا سيولد في الدنيا عن قريب. وحدث أن سقطت الشهب في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة هائلة كما شهد الله تعالى في سورة الجن على هذا الحادث بلسان الجن فقال: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا) ملئت حرسا: أي مليئة بالملائكة والشهب، وكنا نقعد من قبل في المرصاد في السماء لسماع الأمور الغيبية، أما الآن فحين نجلس للغرض نفسه نجد شهابا في المرصاد لنا يسقط علينا. وهناك أحاديث كثيرة تؤيد هذه الآيات. فقد أورد سقطت الشهب ليلة من الإمام البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم في مصنفاتهم أحاديث تقول إن الشهب تسقط لردع الشياطين». [مرآة كمالات الإسلام ٤٦٣]

«أما كيف تهرب الشياطين بسقوط الشهب، فإن سره يُكشف عند التأمل في السلسلة الروحانية؛ وهو أن بين الشياطين والملائكة عداوة طبعية. فالملائكة عند إطلاقهم الشهب - التي يلقون عليها تأثير حرارة النجوم - ينشرون في الجو قوتهم الروحانية، وكلما تحرك شهاب رافقه نور ملائكي، لأنه يأتي نائلا البركة من يد الملائكة، وفيه قوة لحرق الشيطان. فلا يمكن الاعتراض أنه ما دامت الجنة قد خلقت من النار فأي ضرر يصيبها من النار ؟ لأن الحقيقة أن تضرر الجنّة برمي الشهب ليس سببه النار المادية، بل النور الملائكي الذي يرافق الشهب، وهو محرق للشياطين بطبيعته». [ مرآة كمالات الإسلام ٤٧٣]

"وإن قلتم إن يأجوج ومأجوج من الجنة وليسوا أناسا فهذا حمق أكبر لأنه إذا كانوا من الجنة، فكيف كان ممكنا أن يعرقلهم جدار بناه الإسكندر؟ ما دامت الجنة يصلون إلى السماء كما يتبين من الآية:﴿فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ ثَاقِبࣱ﴾ أفلم يكونوا قادرين على التسلق على جدار الإسكندر؟". [ينبوع المعرفة ٧٩]

«فقام هذا الفتى وسقط على أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم كسقوط الشهب على الشياطين». [التبليغ ١٤٨]


✹✹✹✹✹✹