القاديانية وموضوع السحر
القاديانية وموضوع السحر
كتبه: أبو عبيدة العجاوي
بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء، ذو العرش المجيد الفعال لما يريد، وأعوذ بالله ووجهه ذو الجلال والإكرام، وأتعوذ بكلماته التامات، سبحانه الملك العظيم العزيز الكبير، القوي المتين الغالب، والحمد لله ذو العزة والقدرة له أسماء الجلال وصفات العظمة والكمال، بيده الخير وهو على ما يشاء قدير، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، واشهد أن محمدا رسول الله وخاتم النبيين، صلوات ربي وسلامه على عبده ورسوله الأمين:
قال ابن قدامة رحمة الله تعالى عليه في تعريف السحر: "هو عُقَدٌ ورُقًى وكَلَامٌ يَتَكَلَّمُ به، أو يَكْتُبُه، أو يَعْمَلُ شيئًا يُؤَثِّرُ في بَدَنِ المسْحُورِ، أو قَلْبِه، أو عَقْلِه، من غيرِ مُباشَرَةٍ له. وله حَقيقةٌ، فمنه ما يَقْتُلُ، وما يُمْرِضُ، وما يأخذُ الرجلَ عن امرأتِه فيَمْنَعُه وَطْأَها، ومنه ما يُفَرِّقُ بينَ المرءِ وزوجِه، وما يُبَغِّضُ أحدَهما إلى الآخَرِ، أو يُحَبِّبُ بين الاثْنَيْنِ". [المغني لابن قدامة]
وقال القرطبي عليه رحمة الله: "ذَهَبَ أَهْلُ السُّنَّةِ إِلَى أَنَّ السِّحْرَ ثَابِتٌ وَلَهُ حَقِيقَةٌ". [تفسير القرطبي]
أما القاديانيون فيعتقدون أن السحر عبارة عن شعوذات وحيل وتخييل وخداع ولا حقيقة له.
وهم بذلك يخالفون النص القرآني والنص النبوي والواقع والحقيقة.
-وبالله نعوذ- كما ضموا "الجن" إلى جملة الخرافات بزعمهم، فكذلك الأمر بالنسبة "للسحر"، وكما فقد مفهوم الجن مدلوله القرآني والنبوي عندهم، فكذلك الأمر بالنسبة للسحر.
وفي هذا المقال سنذكر في نقاط فساد قولهم بعد بسم الله وأعوذ بالله…
⟨⟨١⟩⟩ ثبت من كتاب الله العظيم وجود السحر وأنه علاقة بين إنسان وشيطان:
‹{وَٱتَّبَعُوا۟ مَا تَتْلُوا۟ ٱلشَّيَٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَٰنُ وَلَٰكِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ كَفَرُوا۟ يُعَلِّمُونَ ٱلنَّاسَ ٱلسِّحْرَ وَمَآ أُنزِلَ عَلَى ٱلْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَٰرُوتَ وَمَٰرُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّىٰ يَقُولَآ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِۦ بَيْنَ ٱلْمَرْءِ وَزَوْجِهِۦ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِۦ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا۟ لَمَنِ ٱشْتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِى ٱلْءَاخِرَةِ مِنْ خَلَٰقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا۟ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا۟ يَعْلَمُونَ}› [البقرة ١٠٢]
قال ابن القيم رحمه الله: "فكون السحر من عمل الشيطان شاهده قوله تعالى:{وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمانَ وَمَا كَفَرَ سُليمْاَنُ وَلكِنَّ الشّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمونَ النَّاسَ السِّحْرَ}". [إغاثة اللهفان لابن القيم]
ومن هذه الآية استنتج العلماء رحمهم الله كفر الساحر و السحرة.
قال شيخ الإسلام: "وَقَدْ عُلِمَ أَنَّهُ مُحَرَّمٌ بِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ وَإِجْمَاعِ الْأُمَّةِ؛ بَلْ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّ السَّاحِرَ كَافِرٌ يَجِبُ قَتْلُهُ. وَقَدْ ثَبَتَ قَتْلُ السَّاحِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ وَعُثْمَانَ بْنِ عفان وَحَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَجُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرُوِيَ ذَلِكَ مَرْفُوعًا عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} . وَقَالَ تَعَالَى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} فَبَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّ طُلَّابَ السِّحْرِ يَعْلَمُونَ أَنَّ صَاحِبَهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ: أَيْ مِنْ نَصِيبٍ وَلَكِنْ يَطْلُبُونَ بِهِ الدُّنْيَا: مِنْ الرِّئَاسَةِ وَالْمَالِ. {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا} لَحَصَلَ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ مَا هُوَ خَيْرٌ لَهُمْ مِمَّا يَطْلُبُونَهُ. وَلِهَذَا تَجِدُ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي السِّحْرِ وَدَعْوَةِ الْكَوَاكِبِ وَتَسْبِيحَاتِهَا فَيُخَاطِبُونَهَا يَسْجُدُونَ لَهَا إنَّمَا مَطْلُوبُ أَحَدِهِمْ الْمَالُ وَالرِّئَاسَةُ فَيَكْفُرُ وَيُشْرِكُ بِاَللَّهِ؛ لِأَجْلِ مَا يَتَوَهَّمُهُ مِنْ حُصُولِ رِئَاسَةٍ وَمَالٍ وَلَا يَحْصُلُ لَهُ إلَّا مَا يَضُرُّهُ وَلَا يَنْفَعُهُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ اسْتِقْرَاءُ أَحْوَالِ الْعَالَمِ. وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ عَدَّ مِنْ الْكَبَائِرِ الْإِشْرَاكَ بِاَللَّهِ وَالسِّحْرَ وَقَتْلَ النَّفْسِ وَالرِّبَا وَالْفِرَارَ مِنْ الزَّحْفِ وَقَذْفَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ السِّحْرِ. وَأَصْنَافُهُ مُتَنَوِّعَةٌ". [مجموع الفتاوى لابن تيمية]
وهو يضر بإذن الله، ويتعلمه أهل الباطل، وبه يفرقون بين المرء وزوجه، وهو علم لا ينفع.
⟨⟨٢⟩⟩ إن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ». [صحيح البخاري]
ومعنى الموبقات المهلكات، وفائدة هذا النص الذي رواه البخاري وغيره، أن السحر جاء مباشرة بعد الشرك بالله جل وعلا، وقدم على قتل النفس وغيره من الكبائر.
فلو كان السحر مجرد خدع وحيل، لكان شره وذنبه أقل بكثير من الربا وأكل مال اليتيم، بل الحيل والخداع قد لا تصل إلى مستوى كبيرة من كبائر الذنوب.
⟨⟨٣⟩⟩ ثبت من الأحاديث أن هناك بعض الإنس لهم علاقة بالجن:
عن أَبَي هُرَيْرَةَ يَقُولُ : إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ، كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ ، فَإِذَا { فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا } لِلَّذِي قَالَ : { الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ } ، فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُ السَّمْعِ وَمُسْتَرِقُ السَّمْعِ هَكَذَا بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ - وَوَصَفَ سُفْيَانُ بِكَفِّهِ، فَحَرَفَهَا، وَبَدَّدَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ - فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ، فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، ثُمَّ يُلْقِيهَا الْآخَرُ إِلَى مَنْ تَحْتَهُ، حَتَّى يُلْقِيَهَا عَلَى لِسَانِ السَّاحِرِ، أَوِ الْكَاهِنِ، فَرُبَّمَا أَدْرَكَ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا، وَرُبَّمَا أَلْقَاهَا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكَهُ فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ، فَيُقَالُ : أَلَيْسَ قَدْ قَالَ لَنَا يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا ؟ فَيُصَدَّقُ بِتِلْكَ الْكَلِمَةِ الَّتِي سَمِعَ مِنَ السَّمَاءِ ". [صحيح البخاري]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاسٌ عَنِ الْكُهَّانِ، فَقَالَ : " لَيْسَ بِشَيْءٍ ". فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّهُمْ يُحَدِّثُونَا أَحْيَانًا بِشَيْءٍ فَيَكُونُ حَقًّا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تِلْكَ الْكَلِمَةُ مِنَ الْحَقِّ، يَخْطَفُهَا مِنَ الْجِنِّيِّ، فَيَقُرُّهَا فِي أُذُنِ وَلِيِّهِ، فَيَخْلِطُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ ". [صحيح البخاري]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَنْزِلُ فِي الْعَنَانِ - وَهُوَ السَّحَابُ - فَتَذْكُرُ الْأَمْرَ قُضِيَ فِي السَّمَاءِ، فَتَسْتَرِقُ الشَّيَاطِينُ السَّمْعَ، فَتَسْمَعُهُ فَتُوحِيهِ إِلَى الْكُهَّانِ، فَيَكْذِبُونَ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ ". [صحيح البخاري]
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ قَالَ : أَخْبَرَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّهُمْ بَيْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ لَيْلَةً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، رُمِيَ بِنَجْمٍ فَاسْتَنَارَ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَاذَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، إِذَا رُمِيَ بِمِثْلِ هَذَا ؟ " قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، كُنَّا نَقُولُ وُلِدَ اللَّيْلَةَ رَجُلٌ عَظِيمٌ، وَمَاتَ رَجُلٌ عَظِيمٌ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَإِنَّهَا لَا يُرْمَى بِهَا لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنْ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ إِذَا قَضَى أَمْرًا، سَبَّحَ حَمَلَةُ الْعَرْشِ، ثُمَّ سَبَّحَ أَهْلُ السَّمَاءِ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، حَتَّى يَبْلُغَ التَّسْبِيحُ أَهْلَ هَذِهِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا، ثُمَّ قَالَ الَّذِينَ يَلُونَ حَمَلَةَ الْعَرْشِ لِحَمَلَةِ الْعَرْشِ : مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ فَيُخْبِرُونَهُمْ مَاذَا قَالَ، قَالَ : فَيَسْتَخْبِرُ بَعْضُ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ بَعْضًا، حَتَّى يَبْلُغَ الْخَبَرُ هَذِهِ السَّمَاءَ الدُّنْيَا، فَتَخْطَفُ الْجِنُّ السَّمْعَ، فَيَقْذِفُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ، وَيُرْمَوْنَ بِهِ، فَمَا جَاءُوا بِهِ عَلَى وَجْهِهِ فَهُوَ حَقٌّ، وَلَكِنَّهُمْ يَقْرِفُونَ فِيهِ وَيَزِيدُونَ ". [صحيح مسلم]
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : مَا سَمِعْتُ عُمَرَ لِشَيْءٍ قَطُّ يَقُولُ : إِنِّي لَأَظُنُّهُ كَذَا. إِلَّا كَانَ كَمَا يَظُنُّ، بَيْنَمَا عُمَرُ جَالِسٌ إِذْ مَرَّ بِهِ رَجُلٌ جَمِيلٌ، فَقَالَ : لَقَدْ أَخْطَأَ ظَنِّي، أَوْ إِنَّ هَذَا عَلَى دِينِهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، أَوْ لَقَدْ كَانَ كَاهِنَهُمْ، عَلَيَّ الرَّجُلَ. فَدُعِيَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ ذَلِكَ، فَقَالَ : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ اسْتُقْبِلَ بِهِ رَجُلٌ مُسْلِمٌ. قَالَ : فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلَّا مَا أَخْبَرْتَنِي. قَالَ : كُنْتُ كَاهِنَهُمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ. قَالَ فَمَا أَعْجَبُ مَا جَاءَتْكَ بِهِ جِنِّيَّتُكَ. قَالَ : بَيْنَمَا أَنَا يَوْمًا فِي السُّوقِ جَاءَتْنِي أَعْرِفُ فِيهَا الْفَزَعَ، فَقَالَتْ : أَلَمْ تَرَ الْجِنَّ وَإِبْلَاسَهَا وَيَأْسَهَا مِنْ بَعْدِ إِنْكَاسِهَا، وَلُحُوقَهَا بِالْقِلَاصِ وَأَحْلَاسِهَا ؟ قَالَ عُمَرُ : صَدَقَ بَيْنَمَا أَنَا عِنْدَ آلِهَتِهِمْ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ بِعِجْلٍ، فَذَبَحَهُ، فَصَرَخَ بِهِ صَارِخٌ لَمْ أَسْمَعْ صَارِخًا قَطُّ أَشَدَّ صَوْتًا مِنْهُ يَقُولُ : يَا جَلِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ. فَوَثَبَ الْقَوْمُ، قُلْتُ : لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَعْلَمَ مَا وَرَاءَ هَذَا. ثُمَّ نَادَى : يَا جَلِيحْ أَمْرٌ نَجِيحْ رَجُلٌ فَصِيحْ يَقُولُ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ. فَقُمْتُ فَمَا نَشِبْنَا أَنْ قِيلَ : هَذَا نَبِيٌّ. [صحيح البخاري]
⟨⟨٤⟩⟩ ما يقال في السحر من تأثير - بإذن الله - يقال في العين والحسد:
محاولة إنكار القاديانية لحقيقة السحر، وأنه علاقة بين إنسي وجني، وأنه يضر بإذن الله، مجرد هوى من أهواء القاديانية وضلالاتها، ومحاولة الظهور بمظهر العقلانية ورفض الخرافات ثم ضم أشياء ثابتة لقائمة الخرافات فمردود، وإلا فقد ثبت في الإسلام أن للعين تأثير بإذن الله كما للسحر تأثير، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«الْعَيْنُ حَقٌّ». [صحيح مسلم]
«الْعَيْنُ حَقٌّ، وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ، وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا». [صحيح مسلم]
أعاذني الله وإياكم… التعوذ بالله من الحسد والعين يدل على أن له تأثير وضر بإذن الله:
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ ؛ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ ". [سنن ابن ماجة]
عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّهَا قَالَتْ : كَانَ إِذَا اشْتَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَاهُ جِبْرِيلُ، قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ، وَمِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ". [صحيح مسلم]
عَنْ عَائِشَةَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اشْتَكَى رَقَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَقَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ دَاءٍ يَشْفِيكَ، مِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي عَيْنٍ". [مسند الإمام أحمد]
عن عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ يَقُولُ : أَتَى جَبْرَائِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ، فَقَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ حَسَدِ حَاسِدٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ". [سنن ابن ماجة]
عن عُبَادَةَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَاهُ وَهُوَ يُرْعِدُ، فَقَالَ : " بِاسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ كُلِّ حَسَدِ حَاسِدٍ وَكُلِّ عَيْنٍ، وَاسْمُ اللَّهِ يَشْفِيكَ". [مسند الإمام أحمد]
وكذلك عندما يأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم:
‹{قُلۡ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلۡفَلَقِ مِن شَرِّ مَا خَلَقَ وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ وَمِن شَرِّ ٱلنَّفَّـٰثَـٰتِ فِی ٱلۡعُقَدِ وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}› [الفلق ١-٥]
فإنه يأمره بالإستعاذة من شيء له حقيقة ويؤثر بإذنه تعالى.
فالنفاثات في العقد عن السواحر.
وعن أَبُي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " اقْرَءُوا الْقُرْآنَ ؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقْرَءُوا الزَّهْرَاوَيْنِ : الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ ؛ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ ، أَوْ كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا. اقْرَءُوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ ؛ فَإِنَّ أَخْذَهَا بَرَكَةٌ، وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ، وَلَا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ ". قَالَ مُعَاوِيَةُ : بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ : السَّحَرَةُ". [صحيح مسلم]
ومن الممكن أن يأتي شخص يدعي العقلانية والعلم ونبذ الخرافات ويقول للقاديانيين: أنتم تؤمنون بخرافات مثل العين والحسد.
فبالله نعوذ من قلة العقل والدين.
وبالله نعوذ من الخبث والخبائث والخبيثات والخبيثين.
ونعوذ بوجه الله رب العالمين.
⟨⟨٥⟩⟩ القاديانية وغيرها ينكرون حقيقة السحر، وأنه مجرد خداع وتخييل مستدلين بأدلة منها:
قوله سبحانه: ‹{قَالَ بَلۡ أَلۡقُوا۟ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِیُّهُمۡ یُخَیَّلُ إِلَیۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ}› [طه ٦٦]
والمعنى عندهم: أن السحرة يستخدمون خفة الحركة وخدع حركية لا يعلمها كثير من الناس.
وهذا ليس بصحيح، فمن يستخدمون خفة الحركة بعضهم قد لا يكونون سحرة، وإنما هم ماهرون في الخدع التي تخدع البصر.
أما في قصة موسى عليه السلام والسحرة، فالسحر هنا هو سحر أعين الناس بحيث يرون أشياء غير حقيقية، كما رأوا الحبال والعصي تسعى كأنها أفاعي، وهذا من أنواع السحر، وهو تخيل أشياء خلاف حقيقتها بسحر عيون الناس: ‹{قَالَ أَلۡقُوا۟ۖ فَلَمَّاۤ أَلۡقَوۡا۟ سَحَرُوۤا۟ أَعۡیُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَاۤءُو بِسِحۡرٍ عَظِیمࣲ}› [الأعراف ١١٦]
والسحر أنواع، فمنه ما يرى الإنسان شيء خلاف الحقيقة، ومنه ما يؤثر في البدن فلا يقدر على المعاشرة، ومنه ما يفرق بين الأزواج، ومنه ما يصيب الإنسان بمرض، -أعاذنا الله وإياكم من كل مكروه-.
الخلاصة: أن السحرة سحروا أعين الناس، فخيل للناس أنها أفاع تسعى، بينما موسى عليه السلام ألقى عصاه -فبإذن الله- تحولت إلى حية تسعى حقيقة، فلما رأى السحرة ذلك أيقنوا أنهم رأوا عصا تحولت إلى حية حقيقة، وأنه أعجاز وليس بسحر كسحرهم : ‹{فَأُلْقِىَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوٓا۟ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ}› [طه ٧٠]
⟨⟨٦⟩⟩ من خبث القاديانية:
أنها في الوقت الذي تنكر فيه حقيقة السحر وأنه مجرد تخييل وخداع لا حقيقة له، تحاول الظهور بمظهر المدافع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتظهر الحمية في ذلك وكوسيلة من الوسائل لجلب الأتباع، فتنفي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد سحر.
وهي تستدل بأدلة منها :
‹{وَقَالَ ٱلظَّٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا}› [الفرقان ٨]
وهذا الآية هي من جملة الإتهامات التي كان يتعرض النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأنبياء عليهم السلام: ‹{وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَىٰ تِسْعَ ءَايَٰتٍۭ بَيِّنَٰتٍ فَسْـَٔلْ بَنِىٓ إِسْرَٰٓءِيلَ إِذْ جَآءَهُمْ فَقَالَ لَهُۥ فِرْعَوْنُ إِنِّى لَأَظُنُّكَ يَٰمُوسَىٰ مَسْحُورًا}› [الإسراء ١٠١]
وهذه الإتهامات منهم متناقضة، فلهم إتهامات أنهم سحرة:
‹{كَذَ ٰلِكَ مَاۤ أَتَى ٱلَّذِینَ مِن قَبۡلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا۟ سَاحِرٌ أَوۡ مَجۡنُونٌ}› [الذاريات ٥٢]
‹{قَالُوۤا۟ إِنۡ هَـٰذَ ٰنِ لَسَـٰحِرَ ٰنِ یُرِیدَانِ أَن یُخۡرِجَاكُم مِّنۡ أَرۡضِكُم بِسِحۡرِهِمَا وَیَذۡهَبَا بِطَرِیقَتِكُمُ ٱلۡمُثۡلَىٰ}› [طه ٦٣]
فهذه الآية: ‹{وَقَالَ ٱلظَّٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا}› [الفرقان ٨] هي خبر ما أتهمه به المشركون عليه الصلاة والسلام وأيضا مثل:‹{إِنۡ هَـٰذَاۤ إِلَّا قَوۡلُ ٱلۡبَشَرِ}› [المدثر ٢٥] ‹{وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ}› [الحاقة ٤١]
ومثل قوله سبحانه وتعالى إخبارا عن الكفار وأهل الكتاب:
‹{وَقَالُوا۟ لَن تَمَسَّنَا ٱلنَّارُ إِلَّآ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ ٱللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ عَهْدَهُۥٓ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}› [البقرة ٨٠]
‹{وَقَالُوا۟ لَن یَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَـٰرَىٰۗ تِلۡكَ أَمَانِیُّهُمۡۗ قُلۡ هَاتُوا۟ بُرۡهَـٰنَكُمۡ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ}› [البقرة ١١١]
فهذا آيات تخبر بما قال الكفرة.
فهذه الأخبار لا تدل على نفي الشيء مطلقا، أو لا تدل على عدم الحدوث والوقوع، قال الحق سبحانه مخبرا بقول المشركين:
‹{وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا • أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا • أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا • أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا}› [الإسراء ٩٠-٩٣]
ومع ذلك عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء كما في قصة الإسراء والمعراج ورأى من آيات ربه الكبرى، كذلك فإن الله أنزل الكتب.
كذلك فإن الله فجر الماء لموسى عليه السلام: ‹{وَإِذِ ٱسۡتَسۡقَىٰ مُوسَىٰ لِقَوۡمِهِۦ فَقُلۡنَا ٱضۡرِب بِّعَصَاكَ ٱلۡحَجَرَۖ فَٱنفَجَرَتۡ مِنۡهُ ٱثۡنَتَا عَشۡرَةَ عَیۡنࣰاۖ قَدۡ عَلِمَ كُلُّ أُنَاس مَّشۡرَبَهُمۡۖ كُلُوا۟ وَٱشۡرَبُوا۟ مِن رِّزۡقِ ٱللَّهِ وَلَا تَعۡثَوۡا۟ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُفۡسِدِینَ}› [البقرة ٦٠]
كما كان لسليمان عليه السلام قصر من زجاج: ‹{قِيلَ لَهَا ٱدْخُلِى ٱلصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُۥ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّى ظَلَمْتُ نَفْسِى وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَٰنَ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَٰلَمِينَ}› [النمل ٤٤]
كذلك قال الحق -سبحانه والعياذ به- مخبرا عن قول الكفار: ‹{وَإِذۡ قَالُوا۟ ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلۡحَقَّ مِنۡ عِندِكَ فَأَمۡطِرۡ عَلَیۡنَا حِجَارَةࣰ مِّنَ ٱلسَّمَاۤءِ أَوِ ٱئۡتِنَا بِعَذَابٍ أَلِیمࣲ}› [الأنفال ٣٢]
ومع ذلك كان من الله سابقا:
‹{فَلَمَّا جَاۤءَ أَمۡرُنَا جَعَلۡنَا عَـٰلِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهَا حِجَارَةࣰ مِّن سِجِّیل مَّنضُود}› [هود ٨٢]
‹{فَجَعَلۡنَا عَـٰلِیَهَا سَافِلَهَا وَأَمۡطَرۡنَا عَلَیۡهِمۡ حِجَارَة مِّن سِجِّیلٍ}› [الحجر ٧٤]
وهذه الآية لا تنفي أن يقع السحر على نبي من الإنبياء عليهم السلام أعني: ‹{وَقَالَ ٱلظَّـٰلِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلا مَّسۡحُورًا}› [الفرقان ٨]
فقد سحرت عين موسى عليه السلام: ‹{قَالَ بَلۡ أَلۡقُوا۟ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِیُّهُمۡ یُخَیَّلُ إِلَیۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ}› [طه ٦٦]
واستدلوا لنفي سحر النبي صلوات الله وسلامه عليه بقول الحق سبحانه: ‹{وَٱللَّهُ یَعۡصِمُكَ مِنَ ٱلنَّاسِۗ}› [المائدة ٦٧]
وهذه الآية لا تنفي إمكانية السحر، ولا تعني نفي حدوث شيء من الأذى للنبي، -والعياذ بالله وعفوه ومعافاته- فمعلوم أن الأنبياء عليهم السلام أشد ابتلاء:.عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ النَّاسِ أَشَدُّ بَلَاءً ؟ قَالَ : " الْأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الْأَمْثَلُ فَالْأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلَاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ". [سنن الترمذي]
فرغم عصمة الله لنبيه عليه الصلاة والسلام وقع له بعض الابتلاءات مثل السحر.
كذلك فإن نبي الله صلى الله عليه وسلم ألقي عليه سلا الجزور: عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قُرَيْشٍ، وَنُحِرَتْ جَزُورٌ بِنَاحِيَةِ مَكَّةَ، فَأَرْسَلُوا فَجَاءُوا مِنْ سَلَاهَا وَطَرَحُوهُ عَلَيْهِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ فَأَلْقَتْهُ عَنْهُ، فَقَالَ : " اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ، اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ ". لِأَبِي جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ، وَعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُبَيِّ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَلَقَدْ رَأَيْتُهُمْ فِي قَلِيبِ بَدْرٍ قَتْلَى". [صحيح البخاري]
فتخيل هذا المشهد الذي تعرض له صلوات ربي وسلامه عليه!
ويوم أحد : عن سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ يُسْأَلُ عَنْ جُرْحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ، فَقَالَ : جُرِحَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَتِ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأْسِهِ، فَكَانَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَغْسِلُ الدَّمَ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَسْكُبُ عَلَيْهَا بِالْمِجَنِّ، فَلَمَّا رَأَتْ فَاطِمَةُ أَنَّ الْمَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثْرَةً، أَخَذَتْ قِطْعَةَ حَصِيرٍ فَأَحْرَقَتْهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلْصَقَتْهُ بِالْجُرْحِ، فَاسْتَمْسَكَ الدَّمُ". [صحيح مسلم]
كذلك فإن الله إختار بعض الأنبياء عليهم السلام شهداء.
جاء في قصة سحر النبي صلى الله عليه وسلم:
عَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ حَتَّى كَانَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ صَنَعَ شَيْئًا وَلَمْ يَصْنَعْهُ". [صحيح البخاري]
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُحِرَ، حَتَّى كَانَ يَرَى أَنَّهُ يَأْتِي النِّسَاءَ وَلَا يَأْتِيهِنَّ - قَالَ سُفْيَانُ : وَهَذَا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ إِذَا كَانَ كَذَا - فَقَالَ : " يَا عَائِشَةُ، أَعَلِمْتِ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ؟ أَتَانِي رَجُلَانِ ؛ فَقَعَدَ أَحَدُهُمَا عِنْدَ رَأْسِي، وَالْآخَرُ عِنْدَ رِجْلَيَّ، فَقَالَ الَّذِي عِنْدَ رَأْسِي لِلْآخَرِ : مَا بَالُ الرَّجُلِ ؟ قَالَ : مَطْبُوبٌ . قَالَ : وَمَنْ طَبَّهُ ؟ قَالَ : لَبِيدُ بْنُ أَعْصَمَ - رَجُلٌ مِنْ بَنِي زُرَيْقٍ، حَلِيفٌ لِيَهُودَ، كَانَ مُنَافِقًا - قَالَ : وَفِيمَ ؟ قَالَ : فِي مُشْطٍ وَمُشَاقَةٍ . قَالَ : وَأَيْنَ ؟ قَالَ : فِي جُفِّ طَلْعَةٍ ذَكَرٍ، تَحْتَ رَعُوفَةٍ فِي بِئْرِ ذَرْوَانَ ". قَالَتْ : فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبِئْرَ حَتَّى اسْتَخْرَجَهُ، فَقَالَ : " هَذِهِ الْبِئْرُ الَّتِي أُرِيتُهَا، وَكَأَنَّ مَاءَهَا نُقَاعَةُ الْحِنَّاءِ، وَكَأَنَّ نَخْلَهَا رُءُوسُ الشَّيَاطِينِ ". قَالَ : فَاسْتُخْرِجَ، قَالَتْ : فَقُلْتُ : أَفَلَا ؟ أَيْ : تَنَشَّرْتَ ، فَقَالَ : " أَمَا وَاللَّهِ فَقَدْ شَفَانِي، وَأَكْرَهُ أَنْ أُثِيرَ عَلَى أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ شَرًّا ". [صحيح البخاري]
قال القاديانيون: إن النسيان، ولا يدري هل فعل كذا أو لا، يطعن في وحي النبي صلى الله عليه وسلم.
والجواب:
[١] هل يمرض الأنبياء عليهم السلام؟ الجواب عند القاديانية: نعم. فمن الممكن لكافر أن يقول: لعل وحيه هذا فيه كذا وكذا… بسبب مرضه. وبالتالي يطعن بوحيه بسبب المرض! وقد كان القادياني مريض بصفة دائمة!
[٢] يا قاديانية إن غلامكم القادياني كان ينسى وحيه كثيرا، وفي وحيه حذف ونقصان! أنظر مقالي: [القادياني نبي مزعوم ولكن ينسى ما يوحى إليه]
[٣] إذا مرض نبي أو سحر، فهذا شيء يصيب الإنسان للحظة، أو يوم، أو أيام، وهذا لا يطعن في سنوات كثيرة قضاها يدعوا إلى الله تعالى ودينه.
فما سبق ردود ملزمة للقاديانية.
وفي قصة موسى عليه السلام قال الله سبحانه عز وجل: ‹{قَالُواْ يَٰمُوسَىٰٓ إِمَّآ أَن تُلۡقِيَ وَإِمَّآ أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنۡ أَلۡقَىٰ • قَالَ بَلۡ أَلۡقُواْۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِيُّهُمۡ يُخَيَّلُ إِلَيۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ • فَأَوۡجَسَ فِي نَفۡسِهِۦ خِيفَةٗ مُّوسَىٰ • قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ • وَأَلۡقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلۡقَفۡ مَا صَنَعُوٓاْۖ إِنَّمَا صَنَعُواْ كَيۡدُ سَٰحِرٖۖ وَلَا يُفۡلِحُ ٱلسَّاحِرُ حَيۡثُ أَتَىٰ • فَأُلۡقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّدٗا قَالُوٓاْ ءَامَنَّا بِرَبِّ هَٰرُونَ وَمُوسَىٰ}› [طه ٦٥-٧٠]
فانظر كيف خاطب الرب موسى عليه السلام، حين خيل إليه من سحرهم أنها تسعى، فأوحى إليه: ‹{قُلۡنَا لَا تَخَفۡ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡأَعۡلَىٰ…
فغلب وحي الله السحر! وغلبت معجزة الله سحر السحرة! والله القوي المتين الغالب.
الخلاصة: لم يؤثر السحر على الوحي، والحمد لله رب العالمين.
لذلك، خبر سحر النبي صلى الله عليه وسلم، هذا لن يؤثر على الوحي، بل الأمر شبهات من في قلوبهم زيغ وهوى ومرض عياذا بالله.
⟨⟨٧⟩⟩ الغلام القادياني كان يؤمن بوجود الجن -الشبحية-:
« إن حضرة الله تعالى حضرةٌ عجيبةٌ، وفي أفعال الله أسرارٌ غريبةٌ، لا يبلغ فهم الإنسان إلى دقائقها أصلا. فمن تلك الأسرار تمثُّل الملائكة والجنِّ ». [التبليغ ٤٢]
« الأمور التي ليست مذكورة في القرآن الكريم مفصلا ولكنها لا تعارضه بل إذا تأمل فيها الإنسان لوحدها مطابقة له تماما مثل قوم يأجوج ومأجوج الذي ذكر إجمالا في القرآن الكريم، بل ذكر أيضا بأنهم سيسيطرون على الأرض كلها في الزمن الأخير كما يقول :﴿حَتَّىٰۤ إِذَا فُتِحَتۡ یَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبࣲ یَنسِلُونَ﴾ أما الظن أن يأجوج ومأجوج ليسوا من بني آدم بل هم خلق آخر فليس إلا جهلا لأن القرآن الكريم ذكر المخلوقات -العاقلة الذين يستخدمون العقل والفهم ويستحقون الثواب أو العذاب- على نوعين فقط: (۱) البشر، الذين هم أولاد آدم عليه السلام (۲) الجنة. لقد سميت فئة الناس بــ معشر الإنس" وسميت فئة الجنة بـ "معشر الجن"... وإن قلتم إن يأجوج ومأجوج من الجنة وليسوا أناسا فهذا حمق أكبر لأنه إذا كانوا من الجنة، فكيف كان ممكنا أن يعرقلهم جدار بناه الإسكندر؟ ما دامت الجنة يصلون إلى السماء كما يتبين من الآية:﴿فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابࣱ ثَاقِبࣱ﴾ أفلم يكونوا قادرين على التسلق على جدار الإسكندر؟ وإن قلتم بأنهم نوع من السباع التي لا تعقل، قلت: لماذا إذا وعد في القرآن والأحاديث بإنزال العذاب عليهم، لأن العذاب ينزل نتيجة الذنوب فقط؟ كذلك إن خوضهم الحروب وغلبتهم على الجميع وإطلاق السهام إلى السماء في نهاية المطاف يدل بوضوح على أنهم ذوو العقول بل يفوقون الجميع من حيث العقل الدنيوي ». [ينبوع المعرفة ٧٩]
« بعض الناس لا يؤمنون بوجود الله مع أنهم يُدعون مسلمين، وقد ارتدى البعض لباس أتباع مذهب الطبيعة والفلسفة وأنكروا قدرات الله الخارقة للعادة. ويعيشون عيش التحرر وعدم الإلتزام تماما، يسخرون من الصلاة والصيام والحج والزكاة ويستهزئون بالجنة والنار. وينكرون الملائكة والجِنّ نهائيا ». [ينبوع المعرفة ٣٠٤]
«وأبدوا رأيا ثالثا أنه قد ألّف بمساعدة الجن وليس ذلك من فعل البشر. ولقد رد الله تعالى على ذلك ردا مفحما حتى عجزوا عن أن ينبسوا تجاهه ببنت شفة كما في قوله تعالى: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ) وقوله: (قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).. أي أن القرآن الكريم يشمل كل نوع من أمور الغيب، وبيان هذا القدر من الغيب ليس يوسع الجنّ...» [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ١٧٤]
"﴿وَإِن كُنتُمۡ فِی رَیۡبࣲ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُوا۟ بِسُورَةࣲ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُوا۟ شُهَدَاۤءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ * فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُوا۟ وَلَن تَفۡعَلُوا۟ فَٱتَّقُوا۟ ٱلنَّارَ ٱلَّتِی وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَـٰفِرِینَ) أي إذا كنتم تزعمون أنه افترى هذا القرآن من عنده، أوتعلمه من الجن، أو كان نوعا من السحر أو الشعر، أو ينتابكم شك من أي نوع آخر فأتوا بسورة من مثله". [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٢٨٠]
« فلو كانت هذه الأمور - أعني نزول الملائكة، وتوسيع قبور المؤمنين ووجود الجنات فيها، وقعود الموتى في القبور أحياء، وغيرها التي يوجد ذكرها في القرآن والأحاديث - من الأمور الحقيقية الحسية التي هي من هذا العالم لا من عالم المثال... لرأيناه كما ترى أشياء أخرى التي توجد في هذه الدنيا وأنت تعلم أن أحدا منا لا يرى هذه الواقعات بعين يرى بما أشياء هذا العالم، فإنا نرى أشجار هذا العالم وبساتينها عن بعيد، ونرى ثمراتها معلقة بأغصانها، ولكنا إذا كشفنا قبر شهيد من الشهداء فلا نجد فيها أثرا منها، وقد آمنا بأن قبورهم أودعت لفائف النعيم، وضحت بالطيب العميم، وسبق إليها شرب من تسليم، وأريج نسيم وفيها روضة من روضات الجنة، وكأس من كأس اللبن ،والخمر ولكنا ما شاهدنا شيئا منها بأعيننا، ولا تحسسناه بحاسة أخرى، فلم نجد بدا من تأويل، فقلنا إن هذه الأمور كلها.. أعني نزول الملائكة ونزول الجنة وغيرها.. متشابهة يشابه بعضها بعضا، ولا شك أن لها حقيقة واحدة من غير اختلاف وتفاوت، ولا شك أن هذه الواقعات كلها منسلكة في سلك واحد فتبصر ». [حمامة البشرى ١٤٢]
«ولقد ورد في الكتاب المقدس أنه في إحدى المرات تلقى أربع مئة نبي وحيا شيطانيا، فقد تنبأوا بانتصار ملك من الملوك بواسطة هذا الوحي بينما لم يكن ذلك إلا شعوذة الجني الأبيض. ولكن هذا الملك قتل في الحرب قتلة موغلة في الذل وتلقى هزيمة نكراء. فلم تتحقق نبوءة أربع مئة نبي، ولكن نبيًا منهم تلقى إلهاما بواسطة جبريل فتنباً أن الملك سيُقتل وستأكل الكلاب من لحمه وسيتلقى هزيمة نكراء،فتحققت نبوءته». [ضرورة الإمام ٢٧]
«يعرف الوحي الحق من خلال قوته الاقتدارية، لأن الله وحده يملك القوة الاقتدارية، ولا يتمتع بها الشيطان والجن وغيرهما. وبواسطة وحي إمام الزمان تثبت صحة إلهامات الآخرين». [ضرورة الإمام ٣٥]
«ولكن في بعض الأحيان أختار بعض القسوة على غرار الكبار في السن عند تأديبهم للصغار مقابل بذاءة لسانك، وذلك لتخرج كليا تلك المادة الخبيثة التي ترسخت في قلبك وتلبستك كالجن نتيجة تصورك الباطل لمشيختك» [مرآة كمالات الإسلام ١٨٣]
«والآن يجب أن يكون معلوما أن العرب بسبب الأفكار التي انتشرت فيهم من كهانهم كانوا يعتقدون بشدة أنه عندما تسقط الشهب بكثرة يولد شخص عظيم. وخاصة أن كهانهم الذين كانوا يُخبرون بأنباء الغيب كانوا ينشئون نوعا من العلاقة بالأرواح الخبيثة ويعتقدون بشدة ويقين بأن كثرة الشهب أي سقوطها بكثرة هائلة وغير عادية يدل على أن نبيا سيولد في الدنيا عن قريب. وحدث أن سقطت الشهب في زمن بعثة النبي صلى الله عليه وسلم بكثرة هائلة كما شهد الله تعالى في سورة الجن على هذا الحادث بلسان الجن فقال: (وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ ۖ فَمَن يَسْتَمِعِ الْآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَابًا رَّصَدًا) ملئت حرسا: أي مليئة بالملائكة والشهب، وكنا نقعد من قبل في المرصاد في السماء لسماع الأمور الغيبية، أما الآن فحين نجلس للغرض نفسه نجد شهابا في المرصاد لنا يسقط علينا. وهناك أحاديث كثيرة تؤيد هذه الآيات. فقد أورد سقطت الشهب ليلة من الإمام البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجة وغيرهم في مصنفاتهم أحاديث تقول إن الشهب تسقط لردع الشياطين». [مرآة كمالات الإسلام ٤٦٣]
«ونقل حديث آخر عن عثمان عفان يتلخص في أن عشرين ملاكا يلازمون الإنسان لأداء مهمات مختلفة، وأن إبليس يترصد للإضرار في النهار ويترصد أبناؤه للغرض نفسه ليلا. وقد أورد الإمام أحمد رحمة الله عليه الحديث الثاني: "حدثنا أسود بن عامر حدثنا سفيان حدثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن ابن مسعود: قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا وإياك يا رسول الله؟ قال وإياي لكن والله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير". انفرد بإخراجه مسلم. فمن هذا الحديث يتبين بكل وضوح أنه كما وكل بالإنسان الداعي إلى الشر الذي يرافقه دائما، كذلك قد وكل الداعي إلى الخير أيضا بكل بشر لا يهجره في حال من الأحوال، بل هو قرينه ورفيقه دائما. ولو وكل الله تعالى بالإنسان داعيا إلى الشر فقط دون توكيل الداعي إلى الخير لوصم ذلك عدل الله ورحمه بأنه عز وجل وكل الشيطان قرينًا ورفيقا دائما لفتنة الإنسان الضعيف الذي ترافقه النفس الأمارة سلفا بحيث يجري منه مجرى الدم ويدخل في قلبه ليترك فيه نجاسة الظلمة ويثير الشر ويخلق الوساوس، ولم يوكل به أي رفيق لدعوته إلى الحسنة حتى يدخل هو الآخر قلبه ويجري في الدم لكي تتساوى كلتا الكفتين. ولكن لما ثبت من آيات القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة أنه كما وكل الله تعالى الشيطان قرينا دائما ليدعو إلى الشر كذلك وكل ذلك الرحيم والكريم من ناحية ثانية روح القدس بالإنسان قرينا للأبد لدعوته إلى الحسنات». [مرآة كمالات الإسلام ٧٢]
«إن مطالعة النواميس الطبيعية كشفت لنا بالقطع واليقين أت تلك العوامل المساعدة موجودة في الخارج وإن لم نعلم كنهها وكيفيتها، ولكنه معلوم يقينا أنهما ليست الله مباشرة ولا هي قوانا ولا ملكاتنا، بل هو خلق آخر غير هذا وذاك، ويملك كيانا مستقلا. وعندما نسمي أحدهما الداعي إلى الخير فسندعوه روح القدس أو جبريل، وحين نسمي غيره داعيا إلى الشر نسميه شيطانا وإبليس أيضا. ليس ضروريا أن نري روح القدس أو الشيطان عيانا لكل قلب مظلم، وإن كان العارفون يرونهما إذ يمكن رؤيتهما في الكشوف» [مرآة كمالات الإسلام ٧٥]
«ولكن الأسف على الذين أنكروا وجود الملائكة والشياطين متأثرين بظلمة الفلسفة الباطلة، وبذلك أنكروا البينات والنصوص القرآنية الصريحة، وسقطوا لغبائهم في هوة الإلحاد. فليكن واضحا هنا أن هذه المسألة من المسائل التي لإثباتها أفردني الله تعالى في استنباط الحقائق من القرآن الكريم فالحمد لله على ذلك». [مرآة كمالات الإسلام ٧٥]
«ووجد الكفار وغيرهم من المعارضين فرصة سانحة للاعتراض على الإسلام ليقولوا أية قسوة قلبية هذه وكم هو بعيد عن الرحم أن يوكل الله تعالى الشيطان وذريته بإغواء الإنسان إلى الأبد، ويجعلهم قرناء ومصاحبين له لكي يستأصلوا إيمانه، وليجروا في كل حين وآن في كيانه ومجرى دمه وقلبه وذهنه وفي كل جزء من جسده، وفي عينيه وأذنيه ويوسوسوا له، وألا يعطي الإنسان ولو قرينا واحدا ليهديه ويبقى معه دائما». [ مرآة كمالات الإسلام ٧٧]
«أما كيف تهرب الشياطين بسقوط الشهب، فإن سره يُكشف عند التأمل في السلسلة الروحانية؛ وهو أن بين الشياطين والملائكة عداوة طبعية. فالملائكة عند إطلاقهم الشهب - التي يلقون عليها تأثير حرارة النجوم - ينشرون في الجو قوتهم الروحانية، وكلما تحرك شهاب رافقه نور ملائكي، لأنه يأتي نائلا البركة من يد الملائكة، وفيه قوة لحرق الشيطان. فلا يمكن الاعتراض أنه ما دامت الجنة قد خلقت من النار فأي ضرر يصيبها من النار ؟ لأن الحقيقة أن تضرر الجنّة برمي الشهب ليس سببه النار المادية، بل النور الملائكي الذي يرافق الشهب، وهو محرق للشياطين بطبيعته». [ مرآة كمالات الإسلام ٤٧٣]
«إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ * فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ». أي أن هذا القرآن كلام جاء به الرسول.. أي نزل عليه وحيا وليس بكلام شاعر، لكنكم لا تعرفونه لأنكم لم تُعطوا إلا النزر اليسير من فراسة الإيمان، كما أنه ليس بكلام كاهن أي ليس كلام من له علاقة بالجن». [أربعين ٥٦]
«فقام هذا الفتى وسقط على أعداء الرسول صلى الله عليه وسلم كسقوط الشهب على الشياطين». [التبليغ ١٤٨]
«لأن الأجيج هو لهيب النار، وإن خلق الشيطان أيضا من النار كما يتبين من الآية: (خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ)» [التحفة الغولروية ٢٣٠]
«فقد أشار الله سبحانه وتعالى إلى هذا القدم للعالم عينه في قوله في القرآن الكريم بأنه خلق الجان قبل آدم». [القول الحق ١٩٣]
«وما من شك في أن الشيطان ليس كأناس عاديين بل يكون مخلوقا عجيب الشكل وغريبه، يصيب الناظرين إليه بتعجب». [القول الحق ٢٠٠]
«إن تعليم الإسلام يثبت أن الشياطين أيضا يؤمنون، فقد قال سيدنا ومولانا النبي صلى الله عليه وسلم بأن شيطانه قد أسلم. باختصار، إن مع كل إنسان شيطانا، وإن شيطان الإنسان المطهر والمقرب يسلم» [المقارنة بين الأديان ١٤]
وفي نص شعري يقول [سر الخلافة ١٤٠]:
فنوّرت ملةٌ كانت كمعدومٍ ضعفاً ورجمت ذراري الجان بالشهبِ
"طرح سؤال عن وجود الجن وجلب الأشياء وأكلها بواسطتها فقال -القادياني-: نؤمن بوجودها، وإن كنا لا نعرف حقيقتها، وما حاجتنا إلى الجن أصلا في عبادتنا وحياتنا الاجتماعية و تمدننا وسياستنا وغيرها؟". [الملفوظات ج٣ ص٣٩٦]
"عندما يخطو الإنسان في السلوك تصيبه آلاف البلايا كأن الجِنة والغيلان هاجمته، لكنه حين يقرر عدم التراجع ويجود بنفسه فيزهذا السبيل، لا تتم تلك الهجمة". [الملفوظات ج٤ ص٢٦٩]
"أربعة أمور واضحة ومهمة في الدنيا تجدر بالقبول وهي: الملائكة، روح الإنسان وبقائها بعد الممات، ووجود الجن ووجود الله سبحانه وتعالى. لقد أنكر الناس الجن أولا ثم أنكروا الملائكة، فقد أنكروا اثنين وآمنوا بوجود الله سبحانه وتعالى وروح الإنسان، أي يأخذون بعضا ويتركون بعضا، ﴿أَفَتُؤۡمِنُونَ بِبَعۡضِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَتَكۡفُرُونَ بِبَعۡضࣲۚ﴾ ثم تقدم الملحدون أكثر وأنكروا كل شيء". [الملفوظات ج٦ ص٢٤٨]
"فلما كان الطاعون حامي الوطيس في لاهور أيام موت "إلهي بخش"، ثم اشترك هو في جنازة شخص مات بالطاعون وغشي عليه هناك، فهل طرأت عليه هذه الحالة نتيجة سحر أطلقه عليه جان". [حقيقة الوحي ٥٠٨]
⟨⟨٨⟩⟩ الغلام القادياني كان مؤمنا بوجود الشياطين -الشبحية-:
"ثم قال الله تعالى: ﴿مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ﴾ أي عليكم أن تستعيذوا بالله من شر الخناس الذي يوسوس. والخناس تطلق في العربية على الحية التي يقال لها في العبرية "نخاش"، ذلك لأن الحية ارتكبت السيئة في أول الأمر أيضا. لم يذكر الله تعالى هنا "إبليس" أو "الشيطان"، لكي يتذكر الإنسان ابتلاء واجهه في البداية، وكيف أغوى الشيطان أبويه، إذ لم يسم الشيطان عندئذ إلا خناسا". [الملفوظات ج١ ص٤٦١]
"وهذا هو معنى: ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ﴾ أي كان إبليس وحده من قوم الجن ولم يكن من الملائكة. فالملائكة جنس طيب والشيطان على حدة. فسر الملائكة وإبليس خفي وكتوم لدرجة أننا لا نجد بدأ من القول: "آمنا وصدقنا" إن الله سبحانه وتعالى لم يرزق إبليس اقتدارا وتوفيقا إلا أنه يوسوس. فكما أن الملائكة يقصدون أن يتطهر الإنسان، وتكون أخلاقه رائعة، وبالمقابل يريد الشيطان أن يكون الإنسان خبيثا قذرا نجسا". [الملفوظات ج٥ ص١٣٤]
"هناك أربعة أشياء ليس في وسع الإنسان أن يتوصل إلى كنهها وسرها. أولها الله سبحانه وتعالى والثاني الروح، والثالث الملائكة، والرابع إبليس. فالذي يؤمن بالله سبحانه وتعالى من هذه الأربعة ويؤمن بصفات ألوهيته، فيجب عليه أن يؤمن بوجود الثلاثة الباقية أيضا أي الروح والملائكة وإبليس". [الملفوظات ج٥ ص١٣٥]
"حتى إنكم تزعمون أن أحدا لم يكن محفوظا من مس الشيطان عند ولادته وكانت هذه العصمة السامية من نصيب عيسى بن مريم وحده. تدبروا قليلا إلام تؤدي كل هذه الأمور؟ فهل يقبل القرآن الكريم مثل هذه الخصائص بحق عيسى عليه السلام؟ فهو قد أعطى جميع الأنبياء والرسل نصيبا من العصمة من مس الشيطان على سواء حين قال: ﴿إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنٌ﴾". [أيام الصلح ١٩٧]
"ما بقي فيهم علم كتاب الله الفرقان، ولا تقوى القلوب وحلاوة الإيمان. وتباعدوا من أعمال البر وأفعال الرشد والصلاح، وانتقلوا من سبل الفلاح إلى طرق الطلاح. وعاد جمرهم رمادا، وصلاحهم فسادا. بعدوا عن الخير والخير بعد منهم كالأضداد، وصاروا لإبليس كالمقرنين في الأصفاد". [إعجاز المسيح ١٢]
"اعلم يا طالب العرفان، أنه من أحل نفسه محل تلاوة الفاتحة والفرقان، فعليه أن يستعيذ من الشيطان كما جاء في القرآن، فإن الشيطان قد يدخل حمى الحضرة كالسارقين، ويدخل الحرم العاصم للمعصومين، فأراد الله أن ينجي عباده من صول الخنّاس عند قراءة الفاتحة وكلام رب الناس، ويدفعه بحربة منه ويضع الفأس في الرأس، ويخلص الغافلين من النعاس؛ فعلم كلمة منه لطرد الشيطان المدحور إلى يوم النشور. وكان سرّ هذا الأمر المستور، أن الشيطان قد عادى الإنسان من الدهور، وكان يريد إهلاكه من طريق الإخفاء والدُّمُور، وكان أحب الأشياء إليه تدمير الإنسان، ولذلك ألزم نفسه أن تصغي إلى كل أمر ينزل من الرحمن لدعوة الناس إلى الجنان، ويبذل جهده للإضلال والافتنان. فقدر الله له الخيبة والقوارع ببعث الأنبياء، وما قتله بل أنظره إلى يوم تبعث فيه الموتى بإذن الله ذي العزة والعلاء. وبشر بقتله في قوله: ﴿الشَّيْطَانِ الرَّجيمِ﴾، فتلك هي الكلمة التي تُقرأ قبل قوله: ﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾". [إعجاز المسيح ٤٣]
"وقل لهم ادعوا الله قائلين: نعوذ بالله من شر الشيطان الوسواس الذي يثير الوساوس في قلوب الناس، ويريد أن يصرفهم عن الدين أحيانا بنفسه وأحيانا أخرى عن طريق أحد الناس، نعوذ بالله الذي هو رب الناس والذي هو ملك الناس وهو إله الناس". [التحفة الغولروية ١٨٢]
"﴿مِن شَرِّ ٱلۡوَسۡوَاسِ ٱلۡخَنَّاسِ﴾: أي يجب أن تستعيذوا بالله من شر الخناس الذي يوسوس. الخناس تطلق على الحية في العربية، وفي العبرية يطلق عليها: "نخاش" لأنها هي التي ارتكبت السيئة بداية. ولم يقل الله تعالى هنا "إبليس" أو الشيطان، وذلك لكي يتذكر الإنسان ابتلاء واجهه في البداية، وكيف أغوى الشيطان أبويه وقد سمي حينذاك خناسا". [وقائع جلسة الدعاء ٤٦٨]
"فكلتا هاتين القوتين موجودتان في الإنسان، وسمت الشريعة الإسلامية قوة الحسنة "لمة الملك" وسمت قوة الشر "لمة الشيطان". الفلاسفة يعتقدون فقط بأن هاتين القوتين موجودتان في الإنسان حتما ولكن الله الذي يُظهر الأسرار الخافية وينبئ بالأمور العميقة والخافية قد عد كلتا القوتين مخلوقا. الذي يلقي الحسنة في القلب سماه ملاكا و روح القدس، والذي يلقي السيئة سماه الشيطان وإبليس. ولقد أقر العقلاء القدامى والفلاسفة أن مسألة الإلقاء ليست واهية أو لاغية. لا شك أن الإلقاء في قلب الإنسان نوعان: إلقاء السيئة وإلقاء الحسنة. والمعلوم أنه لا يمكن أن يكون كلا الإلقاءين جزءا من خلق الإنسان لأنهما متعارضان ولا خيار للإنسان فيهما فثبت أن كلا هذين الإلقاءين يأتي من الخارج وعليهما يتوقف اكتمال الإنسان. والغريب في الأمر أن كتب الهندوس أيضا تعترف بكيلا الوجودين أي الملاك والشيطان كما يعترف بهما علماء الزرادشتية أيضا. بل كل الكتب التي جاءت في الدنيا من الله تعالى تقر بكلا هذين الوجودين. والاعتراض في هذه الحالة ليس إلا عنادا محضا وجهلا وغباوة". [ينبوع المعرفة ٢٧٤]
"تلقيت من الله إلهاما: إنهم ما صنعوا هو كيد ساحر، ولا يفلح الساحر حيث أتى، أنت مني بمنزلة النجم الثاقب. أي أن الجلسة التي اقترحها الآريون هي كمكر المكارين ويخفى وراءها شر وسوء نية. ولكن أين يفر المكار من يدي؟ سأقبض عليه حيثما ذهب ولن يتخلص من بطشي. وأنت مني بمنزلة نجم يسقط على الشيطان". [ينبوع المعرفة ٧]
"الآن غلبني نعاس خفيف وتلقيت إلهاما نصه: أنت مني بمنزلة النجم الثاقب". أي أنت مني بمنزلة النجم الذي يهاجم الشيطان بالقوة والضوء. و الساعة الآن هي الخامسة والنصف صباحا من يوم الاثنين في ٢/١٢/١٩٠٧م". [ينبوع المعرفة ٣٩١]
"أليس هذا الوقت وقت رحم الله العباد، ووقت دفع الشر وتدارك عطش الأكباد بالعهاد؟ أليس سيل الشر قد بلغ انتهاءه، وذيل الجهل طول أرجاءه، وفسد الملك كله وشكر إبليس جهلاءه؟ فاشكروا الله الذي تذكركم وتذكر دينكم وما أضاعه". [الخطبة الإلهامية ٢٤]
"ولا شك ولا شبهة أن إنظار الشيطان كان إلى آخر الزمان، كما يُفهم من القرآن، أعني لفظ "الإنظار" الذي جاء في الفرقان، فإن الله خاطبه وقال: ﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ • إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ﴾، يعني يوم البعث الذي يبعث الناس فيه بعد موت الضلالة بإذن الله الحي القيوم". [الخطبة الإلهامية ١٠١]
"وكان هذا الفتح واجبا لآدم بما أزله الشيطان في حلية الثعبان، وألقاه في مغارة الهوان وهدم، بعدما أعزه الله وأكرم. وما قصد إبليس إلا قتله وإهلاكه واستيصاله، وأراد أن يعدمه وذريته وآله، فكُكتب عليه حكم القتل من ديوان قضاء الحضرة بعد أيام المهلة، وإليه أشار سبحانه في قوله: (إلى يوم يبعثون) كما يعلمه المتدبرون. وما عني بهذا القول بعث الأموات، بل أريد فيه بعث الضالين بعد الضلالات". [الخطبة الإلهامية ١٠٢]
"كان الله قد قدَّر من الأزل أن تقع الحرب الشديد مرتين بين الشيطان والإنسان، مرة في أول الزمن ومرة في آخر الزمان. فلما جاء وعد أولاهما أغوى الشيطان الذي هو ثعبان قديم حواء، وأخرج آدم من الجنة ونال إبليس مرادا شاء. وكان من الغالبين. ولما جاء وعد الآخرة أراد الله أن يرد لآدم الكرة على إبليس وفوجِه ويقتل هذا الدجّال بحربة منه، فخلق المسيح الموعود الذي هو آدم بمعنى، ليدمر هذا الثعبان ويتبر ما علا تتبيرا، فكان مجيء المسيح واجبا ليكون الفتح لأدم في آخر الأمر، وكان وعدا مفعولا. وقد أشار الله سبحانه إلى هذا الفتح العظيم وقتل الدجال القديم الذي هو الشيطان في قوله: (قال إنك من المنتظرين)، يعني لا يقع أمر استيصالك التام وتتبير ما علوت من أنواع الشرك والكفر والفسق إلا في آخر الزمن ووقت المسيح الإمام. فافهم إن كنت من العاقلين". [الخطبة الإلهامية ٨٤]
"وقد سماني آدم في الإلهام حيث قال: أردت أن استخلف فخلقت آدم، لأنه كان أني أيضا سأتعرض لاعتراض "أتجعل فيها من يفسد فيها". فمن قباني فهو ملك وليس إنسانا والذي يتكبر قهو إبليس وليس بشرا". [السراج المنير ١٠٦]
"وما من شك في أن الشيطان ليس كأناس عاديين بل يكون مخلوقا عجيب الشكل وغريبه، يصيب الناظرين إليه بتعجب". [المقارنة بين الأديان ٢٠]
"إن علماء السوء ما يخرجون من هو أضر على الناس من السم، ومن كل بلاء يوجد على وجه الأرضين، فإن السموم إذا أضرت فلا تضر إلا والأجسام، وأما كلامهم فيضر الأرواح ويهلك العوام، بل ضررهم أشد وأكثر من إبليس اللعين". [باقة من بستان المهدي ٩٨]
"إذا قال قائل: إذا كان الشيطان موقنا بوجود الله ووحدانيته فلماذا يعصيه إذن؟ والجواب: هو أن عصيانه ليس مثل عصيان الإنسان بل إنه مجبول على هذه العادة من أجل اختبار الإنسان. وهذا سر لم يُبر الإنسان بتفاصيله. أما طبيعة الإنسان في معظم الحالات هي أنه ينال الهداية بمعرفة الله الكاملة كما يقول الله تعالى: (إِنَّمَا یَخۡشَى ٱللَّهَ مِنۡ عِبَادِهِ ٱلۡعُلَمَـٰۤؤُا۟ۗ) أما الذين يملكون فطرة شيطانية فهم خارجون عن دائرة هذا القانون". [حقيقة الوحي ١٠٦]
"يعرف الوحي الحق من خلال قوته الإقتدارية، لأن الله وحده يملك القوة الإقتدارية، ولا يتمتع بها الشيطان أو الجن وغيرهما. و بواسطة وحي إمام الزمان تثبت صحة إلهامات الآخرين". [ضرورة الإمام ٣٥]
"وإن أبرز وأكبر علامة على كون إلهام كل من ميان محيي الدين ومياه عبد الحق من الشيطان، هي أن القرآن الكريم يكذب أفكارهما ويقاومهما بسيف مسلمول. فقد تبين من هنا على وجه اليقين أن إبليس المكار قد تدخل في استخارتهما بسبب تلاؤمه الداخلي معهما، وعلمهما خلاف تعليم القرآن الكريم". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٤٦٨]
"فهو لم يأت من الله وإنما هو من الشيطان، لأن الشيط هو الهلاك، ومن لم يرد أن يجذب إليه الينبوع الحقيقي لتخضير بستانه الروحاني ولم يجعل ساقيه الاستغفار فياضة من هذا الينبوع فهو شيطان أعني هالك". [نور القرآن ٣٥]
"يثبت من القرآن الكريم أن الولادة نوعان. أحدهما بمس روح القدس والآخر بمس الشيطان. إن أولاد جميع الصلحاء والأتقياء يولدون بمس روح القدس. أما الأولاد الذين يولدون نتيجة السيئة فبمس الشيطان. فقد ولد جميع الأنبياء بمس روح القدس". [ما هو الفرق بين الأحمدي وغير الأحمدي ٢٧٨]
"وأتى الإبليس من بين أيدي الناس، ومن خلفهم وعن شمائلهم، و أبسلوا بما كسبوا، وما عصم من فتنة الله إلا من رحم". [التبليغ ٥٥]
⟨⟨٩⟩⟩ خطأ قادياني باطل:
يقول المتنبئ القادياني:
"إن تحويل العصا إلى حية ليست بآية مميزة، فقد حولها موسى كما حولها السحرة أيضا، ولا يفتأ بعض الناس يحولونها إلى حية، ولكننا لم نعرف إلى الآن بماذا تتميز حية المعجزة عن حية السحر". [الآية السماوية ١١٦]
"إنني أستغرب بشدة كيف تأثرت بكتابات مثل هذا الشخص. إن هؤلاء القوم سباقون على السحرة الذين حولوا الحبال إلى ثعابين أمام النبي موسى عليه السلام. ولكن لما كان موسى نبي الله فقد ابتلعت عصاه تلك الثعابين كلها". [ينبوع المسيحية ١٥٧]
أقول: لا يستطيع لا الساحر -الذي يتعاون مع الجن-، ولا المشعوذ صاحب الحيل والخداع والخفة، أن يحول العصي والحبال إلى حيات وثعابين، هذا لا يقدر عليه إلا الله وحده.
فموسى عليه السلام تحولت عصاه إلى حية وثعبان حقيقة بقدرة الله.
أما سحرة فرعون فإنهم سحروا أعين الناس بسحر التخييل، فرأوى الحبال والعصي كأنها ثعابين تسعى، لكن العصي والحبال لم تتحول إلى حيات، كما قال تعالى:
‹{قَالَ أَلۡقُوا۟ۖ فَلَمَّاۤ أَلۡقَوۡا۟ سَحَرُوۤا۟ أَعۡیُنَ ٱلنَّاسِ وَٱسۡتَرۡهَبُوهُمۡ وَجَاۤءُو بِسِحۡرٍ عَظِیم}› [الأعراف ١١٦]
‹{قَالَ بَلۡ أَلۡقُوا۟ۖ فَإِذَا حِبَالُهُمۡ وَعِصِیُّهُمۡ یُخَیَّلُ إِلَیۡهِ مِن سِحۡرِهِمۡ أَنَّهَا تَسۡعَىٰ}› [طه ٦٦]
⟨⟨١٠⟩⟩ سؤال يا قاديانية:
"قال يهودي لشخص آخر سأعلمك السحر بشرط أن لا تعمل خيرا قط. فلما انقضى الأجل ولم يتعلم السحر قال له اليهودي من المؤكد أنك عملت عملاً حسنا في هذه الأيام، ولذلك لم تتعلم السحر فقال لم أعمل أي عمل حسن سوى أني أزلت الشوك من الطريق. فقال له: هذا الذي يسببه لم تتعلم السحر. فقال له الرجل: الحمد لله على أنه قد أنقذني من ذنب كبير نتيجة حسنة بسيطة". [الملفوظات ج٥ ص١٧٩]
"سأل شخص أنه يريد الانتقال إلى بيت يقول الناس إن فيه جنة وبه تأثير السحر. فقال -القادياني- الجِنة والشيطان لا يقرب المؤمن". [الملفوظات ج٧ ص٨٤]
"سأل شخص -القادياني- : ما رأيكم في سحر أطلقه الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم.فقال في الجواب:
السحر أيضا من الشيطان، فلا يليق بالرسل والأنبياء أن يؤثر فيهم، بل السحر يهرب منهم كما يقول الله تعالى: (لَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى)، لقد أطلق السحر على موسى أيضا، فهل كان موسى الغالب في نهاية المطاف أم لا؟ ليس صحيحا قط بأن السحر غلب مقابل النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يسعنا أن نقبل ذلك بأي حال. إن قبول كل ما جاء في صحيح البخاري ومسلم مغمضي العين ينافي مسلكنا. ولا يقبل العقل أيضا أن ينطلي السحر على نبي عظيم الشأن. لا يصح بحال من الأحوال القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم فقد ذاكرته، والعياذ بالله، بتأثير السحر أو حدث كذا وكذا. يبدو أن أحد الخبثاء افترى وخلط هذه الأمور من عنده. مع أننا نحترم الأحاديث ولكن لا نستطيع أن نقبل حديثا يناقض القرآن الكريم ويناقض عصمة النبي صلى الله عليه وسلم. كانت تلك الفترة لجمع الأحاديث، ومع أنهم دونوها بحذر شديد ولكنهم ما استطاعوا أن يأخذوا الحيطة الكاملة بعين الاعتبار. كانت تلك المرحلة لجمع الأحاديث أما الآن فهي مرحلة التأمل والتدبر فيها. إن جمع آثار النبي صلى الله عليه وسلم عمل ثواب عظيم ولكن المبدأ العام هو أن الذين يجمعونها لا يستطيعون أن يتأملوا جيدا. فلكل واحد الخيار أن يتأمل ويتدبر جيدا وليقبل ما هو جدير بالقبول ويترك ما هو جدير بالترك.
إن القول بأن السحر انطلى على النبي صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - يضيع الإيمان. يقول الله تعالى : (إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا)، أي أن القائلين بمثل هذه الأقوال ظالمون وليسوا بمسلمين فالقول بوقوع السحر على النبي صلى الله عليه وسلم هو قول عديمي الإيمان والظالمين. ألا يفكرون أنه إذا كان هذا هو حال النبي صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - فما بالك بالأمة؛ إنها ستغرق لا محالة. لا أدري ماذا حدث لهؤلاء القوم إذ يقولون مثل هذه الأقوال بحق نبي معصوم ظل جميع الأنبياء يحسبونه بريئا من مس الشيطان". [الملفوظات ج٩ ص٢٩٨]
إذا كان السحر عبارة عن شعوذة وحيل وخداع، لماذا لم يبين ذلك في النصوص السابقة، بل تكلم كما يتكلم المسلمون العاديون؟؟؟!!!
⟨⟨١١⟩⟩ القادياني يقول بالحيل والشعوذات والتنويم المغناطيسي بل وينسبها للأنبياء عليهم السلام:
"فلا غرابة أن يعلم الله المسيح عليه السلام من الناحية العقلية أن ألعوبة من الطين يمكن أن تطير أو تمشي بأقدامها مثل طير بالضغط على زر أو النفخ فيها". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٠٦]
"ومن الثابت المتحقق على وجه القطعية واليقين أن المسيح ابن مريم عليه السلام كان ماهرا في عمل الترب بإذن من الله وأمره مثل النبي إليسع، وإن كان أقل درجة من درجة اليسع الكاملة. إذ أن جثة اليسع أيضا قد أظهرت معجزة، حيث عادت الحياة إلى ميت بلمس عظام جثته". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٧٠]
"واعلموا أن ما ورد في القرآن الكريم أن أربعة من الطير جعلت أجزاء ووضعت على أربعة جبال منفصلة ثم أتت عندما نوديت ففي ذلك أيضا إشارة إلى علم الترب، لأن تجارب هذا العلم توحي أن الإنسان يملك قوة مغناطيسية قادرة على جذب جميع كائنات الأرض إلى نفسه. ويمكن أن تتطور قوة الإنسان المغناطيسية لدرجة يتمكن بواسطتها من جذب طير أو دابة إلى نفسه، وذلك بمجرد التركيز عليها ". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٥٤٢]
"والبعض الآخر يقدرون على أن يلقوا تأثيرهم في قلوب الآخرين بقوة العمل نفسه، كما يؤثر بعضهم في الجمادات، فتنشأ الحركة فيها. ففي هذه الأيام الراهنة نرى كثيرا من الناس متمرسين في هذه الأمور. فمنهم وعلى سبيل المثال من يستطيع أن يحرك وبقوة نتيجة علم الترب رأسا مبتورة لشاة أو غيرها، فتراه يرقص، وبعضهم من يعثرون على السارق بتحريك الإبريق، وذلك على إثر قيامهم بأعمال الشعوذة. فكل هذه الأمور فروع من علم الترب في الحقيقة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٥٤١]
ختاما: القاديانية تركز كثيرا على أنكار مواضيع كحقيقة الجن -المخلوق المكلف- وحقيقة السحر، والنسخ في القرآن وغير ذلك..!
مع أنك إن قرأت كتب الغلام القادياني لا تجد له شرح وبيان وتأصيل ورد معتقد المسلمين في الجن والشياطين! بل يتحدث عنهما كما هو معتقد المسلمين في الأعم الأغلب.
ولو قرأت كتب القادياني لا تجد شرحا لا ولا تفصيلا في رد معتقد المسلمين في السحر.
ولو قرأت له فهو يثبت النسخ في القرآن.
لا تجد له ما سبق، مع أنه تحدث كثيرا عن مواضيع مثل: الزواج من محمدي بيجوم، والمسيح الدجال، ويأجوج ومأجوج، وعن الحيض والخراء والإسهال والتبول والقذارة والنجاسة والمراحيض.
بسم الله ونعوذ بالله من السحر والسواحر والسحرة.
بسم الله وأعوذ بالله من كل ساحر وساحرة.
بسم الله ونعوذ بالله من العين والحسد.
بسم الله أعوذ بالله من أهل العين وأهل الحسد.
بسم الله ونعوذ به من كل سحر وحسد وعين.
والله أكبر.
لا إله إلا الله محمد رسول الله.
والحمد لله رب العالمين.
۞۞۞۞۞۞