القاديانية وظاهر النص والتأويل والتحريف

القاديانية وظاهر النص والتأويل والتحريف

القاديانية وظاهر النص والتأويل والتحريف

الكاتب: أبو عبيدة العجاوي

بسم الله نعوذ بالله من تحريف المحرفين، والباطنية والباطنيين، وغلو المغالين، والجهل والجاهلين، والشر والأشرار والخبث والخبثاء والشياطين، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين:

إن القاديانية -والعياذ بالله- هدفها من التأويل تحريف مراد الله جل جلاله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم، وليس العدول عن ظاهر النص لوجود قرينة أو قرآئن، ويمكن إعتبارها من الفرق الباطنية أو نصف باطنية، وهدفها من التأويل إنزال النصوص على غلامها القادياني، أو نصرة عقائدها وبدعها، وهي تأخذ البدعة من البدع أو الضلالة، ثم تتوسع بها كثيرا، وفي موضوعنا هذا "التأويل" أو "التحريف" توسعت القاديانية كثيرا فـ :

★ شمل نصوص المعجزات.

★ وبعض القصص القرآنية.

★ وشمل كثيرا من نصوص أخبار الزمان وعلامات الساعة.

★ الآيات المتعلقة بالجن المخلوق المكلف.

★ الجنة والنار.

★ بعض أقوال القادياني ووحيه المفترى على الله.

★ وبشكل عام أي نص يتعارض مع باطلها و ضلالاتها.

وهذا الموضوع "التأويل والتحريف" مهم جدا في موضوع القاديانية، لأن نصف دين القاديانية قائم عليه! 

ونحن هنا -بعون الله وتوفيقه وفضله- لن نتحدث في تفاصيل تأويلات القاديانية وتحريفاتها فهي كثيرة جدا، وإنما عن نسف وإبطال أصل ومبدأ التأويل والتحريف عندها، فإذا سقط هذا الأصل والمبدأ سقطت كل تأويلاتها وتحريفاتها، فنسأل الله الفتح والتوفيق والإعانة والهداية ما حيينا، ولله النعمة والمنة والفضل والرحمة والثناء والحمد والشكر لله رب العالمين.

فإذا حصل بينك وبين القاديانيين حوار أو نقاش أو جدال فأعرض عليهم النقاط التالية أو استعن بها، وسيقعون في إشكالات وورطات ولله الحمد :

|[1]| مبدأ ومنهج هام، لا يقبل من القادياني والقاديانية تفسيرا أو تحريفا أو تأويلا، مبني على رأيهم وأهوائهم، لم يقل به غيرهم من السابقين الممدوحين. ويلزمون بما قال القادياني:

"وأنت تعلم أن الأدلة عند الحنفيين لإثبات ادعاء المدّعين أربعة أنواع كما لا يخفى على المتفقهين.  الأول: قطعيّ الثبوت والدلالة وليس فيها شيء من الضعف والكلالة، كالآيات القرآنية الصريحة، والأحاديث المتواترة الصحيحة، بشرط كونها مستغنية من تأويلات المؤوّلين، ومنَزّهة عن تعارض وتناقض يوجب الضعف عند المحققين. الثاني: قطعي الثبوت ظني الدلالة، كالآيات والأحاديث المؤوَّلة مع تحقُّق الصحّة والأصالة. الثالث: ظنّيّ الثبوت قطعيّ الدلالة، كالأخبار الآحاد الصريحة مع قلّة القوّة وشيء من الكلالة. الرابع: ظنّيّ الثبوت والدلالة، كالأخبار الآحاد المحتملة المعاني والمشتبهة. ولا يخفى أن الدليل القاطع القوي هو النوع الأول من الدلائل، ولا يمكن مِن دونه اطمينان السائل. فإنّ الظنَّ لا يُغْني مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا، ولا سبيل له إلى يقين أصلاً. ولم أزل أرقُب رجلا يدّعي اليقين في هذا الميدان، وأتشوّف إلى خبره في أهل العدوان، فما قام أحد إلى هذا الزمان، بل فرّوا مني كالجبان". [إتمام الحجة، باقة من بستان المهدي 67]

وحتى إن كنت تؤمن بحجية خبر الآحاد في العقيدة، فطالب القاديانيين بما طالب الغلام القادياني خصومه زاعما أنهم فروا منه وهو: (الدليل قطعي الثبوت والدلالة كالآيات القرآنية الصريحة، والأحاديث المتواترة الصحيحة، بلا تأويل أو تحريف).

وإلا يكون الأمر:

"وتعلمون أنه من فسّر القرآن برأيه وأصاب فقد أخطأ، ثم تتبعون أهواءكم ولا تتقون مَن ذرأ وبرأ، وتتكلمون كالمجترئين". [إتمام الحجة، باقة من بستان المهدي 67]

"ومَن فسّر القرآن برأيه فهو ليس بمؤمن بل هو أخ الشيطان، فأي حجة أوضحُ من هذا إن كانوا مؤمنين؟ ولو جاز صرفُ ألفاظ تحكُّمًا من المعاني المرادة المتواترة، لارتفع الأمان عن اللغة والشرع بالكلية، وفسدت العقائد كلها، ونزلت آفات على الملّة والدين. وكل ما وقع في كلام العرب من ألفاظ وجب علينا أن لا ننحت معانيها من عند أنفسنا، ولا نقدِّم الأقلّ على الأكثر إلا عند قرينة يوجب تقديمه عند أهل المعرفة، وكذلك كانت سُنن المجتهدين".  [إتمام الحجة، باقة من بستان المهدي 52]

"وأنت تعلم أن حقيقة الظلم وضع الشيء في غير موضعه عمدًا وبالإرادة لينتقب وجه المحجة ويُسدّ طريق الاستفادة ويلتبس الأمر على السالكين. فالظالم هو الذي يحل محل المحرفين ويبدل العبارات كالخائنين، ويجترئ على الزيادة في موضع التقليل والتقليل في موضع الزيادة كيفا وكما، أو ينقل الكلمات من معنى إلى معنى ظلما وزوراً من غير وجود قرينة صارفة إليه، ثم يأخذ يدعو الناس إلى مفترياته كالخادعين. وما معنى الدجل والدجالة إلا هذا، فليفكر من كان من المفكرين". [نور الحق 47]

"كما يعلم الجميع أن الشخص الفصيح هو الذي يستطيع أن يبين مراده وما في ضميره بكل وضوح". [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة 513]

"فلينصف كل عادل، هل من علامات الكلام الفصيح أن يضمر في قلبه شيئا ويخرج من فمه شيء آخر؟". [البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة 514]

[ملاحظة: هم لا يلتزمون -سواء القادياني أو القاديانية- بما يقولون، فهم يستدلون بالظنيات والأحاديث الضعيفة والموضوعية والآراء البدعية، بل والقاديانية لا تلتزم بما يقول نبيها المزعوم]

|[2]| كثير من تحريفات القاديانيين مخالفة للغة العربية فيلزمون بأدلة اللغة العربية، بما قال السابقون، لا بما يؤولون ويحرفون، وحسب ما قال الغلام في النصوص السابقة.

|[3]| في بعض المواضيع مثل "المعجزات" و "النسخ في القرآن" و "الجن" وغيرها… فإن بعض أقوال الغلام القادياني تفسد على القاديانيين تحريفاتهم، وعليك بما كتبته -العبد الفقير- بهذا الخصوص وما كتبه غيري.

|[4]| في موضوع المعجزات فإن أصل إنكارها من القرآن عند القاديانية باطل بوضوح:

فهم يستدلون على إنكار آيات الله الخارقة للعادة بقوله سبحانه وتعالى: «﴿وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ ٱللَّهِ تَبۡدِیلࣰا﴾». [الأحزاب ٦٢] وقد ورد هذا النص في مواضع عديدة، كلها تتحدث عن سنة الله في الأمم الماضية، لا عن القوانين والسنن الأرضية التي جعلها الرب تبارك وتعالى، مثل الليل والنهار، وطلوع الشمس من المشرق، والحمل والولادة نتيجة المعاشرة…إلخ.

أما دليلهم الثاني فهو قوله تعالى:

«﴿وَقَالُواْ لَن نُّؤۡمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفۡجُرَ لَنَا مِنَ ٱلۡأَرۡضِ يَنۢبُوعًا • أَوۡ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٞ مِّن نَّخِيلٖ وَعِنَبٖ فَتُفَجِّرَ ٱلۡأَنۡهَٰرَ خِلَٰلَهَا تَفۡجِيرًا • أَوۡ تُسۡقِطَ ٱلسَّمَآءَ كَمَا زَعَمۡتَ عَلَيۡنَا كِسَفًا أَوۡ تَأۡتِيَ بِٱللَّهِ وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةِ قَبِيلًا • أَوۡ يَكُونَ لَكَ بَيۡتٞ مِّن زُخۡرُفٍ أَوۡ تَرۡقَىٰ فِي ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤۡمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيۡنَا كِتَٰبٗا نَّقۡرَؤُهُۥۗ قُلۡ سُبۡحَانَ رَبِّي هَلۡ كُنتُ إِلَّا بَشَرٗا رَّسُولٗا﴾» [الإسراء 90-93]

فهي تستدل بهذه الآيات على عدم إمكانية صعود بشر إلى السماء، وبالتالي لا وجود للمعجزات الخارقة للعادة!

ويبطل قولها أن من طلبات الكفار: (أو يكون لك بيت من زخرف) وهو أمر ليس بخارق للعادة.

|[5]| الغلام القادياني لأنه صاحب هوى ودجل، نفس حججه التي يحتج بها على خصومه، تنقلب عليه فيما بعد، أو في مواضع أخرى وتنقلب على جماعته. يقول الغلام القادياني [التحفة الغولروية 88]

"والعبارة تجدر أن تحمل على ظاهرها قبل وجود قرينة، وإلا عُد تحريفا كتحريف اليهود".

"فمن حق جميع النصوص الحديثية والقرآنية أن تفسر نظرا لظاهر الكلمات ويُحكم عليها بحسب الظاهر إلا أن تنشأ قرينة صارفة ودون القرينة الصارفة القوية يجب أن لا تفسر خلافا للظاهر".

فأي تحريف من تحريفاتهم الباطلة، يطالبون بالقرينة أو القرآئن الصارفة القوية.

|[6]| يقول الغلام القادياني:

"والقسم يدل على أن الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء، وإلا فأي فائدة كانت في ذكر القسم؟ فتدبر كالمفتشين المحققين". [حمامة البشرى 28] 

والنص السابق للغلام القادياني يفسد عليه وعلى جماعته تحريف وتأويل الأحاديث المتعلقة بعيسى ونزوله عليه السلام إذ ورد فيها قسم النبي صلى الله عليه وسلم.

فبالتالي يكون نزول عيسى عليه السلام من السماء على ظاهره، كما أن كل ما ورد من علامات تكون على ظاهرها.

أنظر:

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضَ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهُ أَحَدٌ». [صحيح البخاري]

«وَاللَّهِ لَيَنْزِلَنَّ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، فَلَيَكْسِرَنَّ الصَّلِيبَ، وَلَيَقْتُلَنَّ الْخِنْزِيرَ، وَلَيَضَعَنَّ الْجِزْيَةَ، وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ ، فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا ، وَلَتَذْهَبَنَّ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَالتَّحَاسُدُ، وَلَيَدْعُوَنَّ إِلَى الْمَالِ فَلَا يَقْبَلُهُ أَحَدٌ». [صحيح مسلم]

«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا». [صحيح مسلم]

|[7]| في موضوع علامات الساعة وأخبار آخر الزمان يقول القاديانيون: [هذه نبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها].

فيرد على  قولهم هذا:

1- هاتوا أدلة واضحة قاطعة على زعمكم هذا؟

2- يواجهون ويلزمون بأن تنبؤات الغلام القادياني في الغالب على ظاهرها: الخسوف والكسوف، الزلازل، الأمراض، ولادة ولد، موت فلان، الزواج من فلانة…إلخ.

3- يواجهون ويلزمون بنصوص كثيرة لعلامات الساعة على ظاهرة: فشو التجارة، التطاول في البنيان، ضياع الأمانة، الزنا، شرب الخمر… إلخ. 

|[8]| للإستدلال على تحريفاتهم، يُطالبون بأقوال للنبي صلى الله عليه وسلم، والصحابة رضي الله عنهم، والتابعين وأتباع التابعين رحمهم الله فسروا بنفس تفسيرهم أو تحريفهم أو ما يعتقدون، إذا كانوا هم الإسلام الحقيقي أو الإسلام الأصيل.

|[9]| هم يؤمنون بأن الله جعل المجددين في الأمة، ونبيهم القادياني أحد هؤلاء المجددين، فيطالبون بذكر أقوال للمجددين قالوا بنفس قولهم أو تحريفهم.

|[10]| إذا عرضوا عليك دليلا من الكتاب والسنة أو قولا لعالم، فلا تتعجل في الرد، فإن كان الدليل آية قرآنية فانظر إلى سياقها وإلى تفسير العلماء لها فالسياق كثيرا ما يكذبهم، وإن كان الدليل حديثا فتأكد من صحته وانظر إلى نص الحديث كاملا، لأنهم كثيرا ما يستدلون بمقطع من حديث فإذا قرأت الحديث كاملا تكتشف أن نفس الحديث يكذبهم، وتأكد من كلام العالم فأحيانا مراده شيء مخالف لمراد القاديانية.

|[11]| هناك تأويلات، الغلام القادياني متناقض فيها، فمرة يؤول النص بكذا وكذا، ثم تجد له نصا آخر بتأويل مختلف، وهذا التناقض يفسد تأويلاته وحجة عليه وعلى جماعته، كمان أن هناك تناقض بين تأويلات الغلام القادياني وبين تأويلات ابنه بشير الدين محمود -الذي يسمونه المصلح الموعود-، وغالبا يأخذون بتأويل الابن ويلقون قول الأب جانبا، والمفروض أن الغلام معصوم وحكم عدل وحرم آمن، وربما تجد تناقضا في تأويل شيء بين الغلام وبين شيوخ القاديانية، فيحتج عليهم أن تأويلاتهم متناقضة وبالتالي كل تأويلاتهم وتحريفاتهم باطلة.

|[12]| بشكل عام هناك تناقضات قاديانية كثيرة، والتناقض دليل كذب وبطلان، فيضرب باطل لهم بباطل آخر. والنتيجة: «﴿فَبُهِتَ ٱلَّذِی كَفَرَۗ وَٱللَّهُ لَا یَهۡدِی ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّـٰلِمِینَ﴾». [البقرة ٢٥٨] والحمد لله رب العالمين.

وفي الختام: أنت تتعامل مع قوم أهل دجل، فكما أنهم يحاولون التملص من أدلة الكتاب والسنة بالتأويلات والتحريفات، فكذلك الأمر بالنسبة لأقوال الغلام القادياني، وهم ليس هدفهم طلب الحق، بل جلب الأتباع، فإن كان بعض الناس يقنعهم شيء أقنعوهم به، وإن كان بعض الناس يقنعهم شيء آخر معاكس يحاولون إقناعهم به.

بسم الله أعوذ بالله من التحريف والمحرفين.

بسم الله أعوذ بالله من الباطنية والباطنيين.

هذا والحمد والشكر لله رب العالمين.

والصلاة والسلام على محمد والمرسلين.

۞۞۞۞۞۞