القاديانية وحديث الخسوف والكسوف

القاديانية وحديث الخسوف والكسوف

القاديانية وحديث الخسوف والكسوف 


كتبه : أبو عبيدة العجاوي

تقول القاديانية : " لقد حدّد رسول الله صلى الله عليه وسلم علامةً معينة لظهور الإمام المهدي ليس في مقدور أحد من البشر أن يختلقها أو أن يتحكم فيها أو أن يبطلها. فقد جاء في سنن الدار قطني حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ، تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِى النِّصْفِ مِنْهُ، وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ". (سنن الدارقطني، كتاب العيدين، باب صفة صلاة الخسوف والكسوف وهيئتهما ).

أولا : هذا الحديث ليس من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - بل هو من قول محمد بن علي الباقر، فبالتالي هي تكذب على الناس.

ثانيا : إن قال القادياني : إن قول الباقر هذا سمعه من أبيه وأجداده، قلنا له ها هو سند الحديث : حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَصْطَخْرِيُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَوْفَلٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ يَعِيشَ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شَمِرٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ: " إِنَّ لِمَهْدِينَا آيَتَيْنِ لَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي النِّصْفِ مِنْهُ وَلَمْ تَكُونَا مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ". (الدارقطني).

ليس فيه ذكر لسماعه من آبائه وأجداده، إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فهناك انقطاع.

ثالثا : حتى الزعم أنه سمعه من آبائه لا يفيد، لأن الحديث موضوع وفيه رافضيان كذابان هما عمر بن شمر وجابر الجعفي.

رابعا : إن قال القادياني : إن الحديث طابق الواقع، فبالتالي هو صحيح !

فالجواب : هذا المنهج باطل ومردود، فإن قبول الأخبار وردها، يعتمد على صدق الراوي وعدالته والثقة به وضبطه للخبر، لا على عامل المصادفة في أن الخبر المكذوب طابق حدثا قدره الله، فيبقى الكذب كذبا وإن صادف قدرا لله، ولقد ذكرنا أن في الحديث رافضيان كذابان.

ومع ذلك فإن الحديث لم يطابق الواقع، ولا الواقع طابق الحديث ! فإن الحديث يقول  : 

" تَنْكَسِفُ الْقَمَرُ لأَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ ".

" وَتَنْكَسِفُ الشَّمْسُ فِي النِّصْفِ مِنْهُ ".

وها هي القاديانية على موقعها على "الشبكة العنكبوتية" تقول عن كسوف القمر  : 

وفي مساء يوم الخميس الموافق ٢١ مارس (آذار) عام ١٨٩٤ الميلادي، وهو مساء الليلة الثالثة عشرة من رمضان المبارك عام ١٣١١ الهجري، وقع خسوف القمر.

لاحظ : مساء الليلة الثالثة عشر من رمضان، بينما الحديث يقول : أول ليلة من رمضان.

وقالت القاديانية في موقعها على "الشبكة العنكبوتية" : أن كسوف الشمس وقع في الثامن والعشرين من رمضان ٦ نيسان ( أبريل ).

لاحظ : كسوف الشمس ٢٨ من رمضان، بينما الحديث يقول : في النصف منه. 

فلا الواقع ينطبق على الحديث، ولا الحديث ينطبق على الواقع !!!

خامسا : إن القاديانية تقول في أحاديث آخر الزمان : ( أنها نبوءات، والنبوءات - حسب زعمها - لا تؤخذ على ظاهرها ) فلماذا أخذت بظاهر هذا الحديث مع عدم مطابقته للواقع !!! 

سادسا : ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديث صحيح رواه البخاري ومسلم وغيرهما : " إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا فَصَلُّوا ". (البخاري).

وذلك أن ابن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مات، فقال الناس في ذلك، فأخبر النبي - عليه الصلاة والسلام - أن الشمس والقمر لا يخسفان لموت أحد أو حياته، فهذا الحديث ينسف احتجاج القاديانية بالخسوف والكسوف، ولله النعمة والمنة والفضل والرحمة والثناء والحمد والشكر…

سابعا : إن الكسوف والخسوف آيتان من آيات الله (غير الخارقة للعادة) وهما حدثين عاديين وطبيعيين، واعتاد الناس عليهما : كالليل والنهار، وطلوع الشمس وغروبها، والصيف والشتاء… بخلاف انفلاق البحر لموسى - عليه السلام - وانشقاق القمر، وطلوع الشمس من المغرب !.

والحمد لله رب العالمين.