القاديانية والدجال ويأجوج ومأجوج

القاديانية والدجال ويأجوج ومأجوج

القاديانية والدجال ويأجوج ومأجوج


كتبه: أبوعبيدة العجاوي

يقول القادياني : " إن بعضا من غير المنصفين الذين لا يخافون الله يشيعون لخداع عباد الله افتراءات لا أصل لها قط، هادفين بذلك ليحطوا من شأن إعلاني بكوني المسيح الموعود، فيقولون مثلا : لقد سبق أن ادعى فلان أيضا في زمن خلا أنه هو المهدي أو المسيح الموعود ! ويقصدون من وراء ذلك أن يستخفوا باعلاني ويحطوا من شأنه في أعين الناس. ولكن لو كانت فيهم شائبة من الصدق والعدل لتفكروا في مدى قيمة الادعاء الذي لا يدعمه دليل ! ". (ترياق القلوب ٢٢٣). 

يدعي القادياني أن ادعائه يدعمه الدليل ! بل هو وجماعته الأدلة تكذبهم ! فلا تنطبق على القادياني النصوص الخاصة بالمهدي ! ولا تنطبق عليه النصوص المتعلقة بالمسيح النازل في آخر الزمان ! وكذلك لا تنطبق عليه النصوص الخاصة بالمسيح الدجال ! ولا النصوص المتعلقة بيأجوج ومأجوج ! وما فائدة النصوص التي تتضمن علامات ووقائع وأحداث إذا حرفت معانيها ! كما تفعل القاديانية !. 

صدق أو لا تصدق : من معجزات القادياني ظهور الدجال ويأجوج ومأجوج، وهم شيء واحد، وهم عند القادياني والقاديانية الإنجليز والمنصرون !

وصدق أو لا تصدق : أن القادياني كان يدعو لطاعة هذا الدجال، ويمدحه، ويحتمي به، مع التناقض " كالعادة ".

إذا قيل لك : أن المسيح عيسى - عليه السلام - قد نزل أو ظهر ! فإن أول ما يقفز في ذهنك : أين المسيح الدجال ؟ أين يأجوج ومأجوج ؟. 

ويحلو للقاديانية حذف كلمة "المسيح" والاكتفاء بكلمة "الدجال".

والسبب : أن كلمة "المسيح" تدل على شخص، بينما اكتفائها بكلمة "الدجال" يخدم مقصودها، لأنها تقول أن (الدجال) فئة أو جماعة !

 هذا مع أنها عندما تذكر مزعومها القادياني تقول : " المسيح الموعود " !!! 

ولقد ذكرت في كتابي " البراهين الإسلامية " وأظهرت في نقضي على القاديانية أن "المسيح الدجال" : ( شخص و رجل ). كما هو واضح الدلالة - إلا عند ادعياء العقلانية والتعقل - و كما هو معلوم لدى المسلمين من أحاديث النبي - عليه الصلاة والسلام -، ولله المنة والنعمة والفضل والرحمة والحمد والشكر.

والحديث في هذا الموضوع طويل، وليس كل شيء من ترهات القاديانية يستحق أن نرد عليه، و إثبات أن "المسيح الدجال" رجل، يجعل كل كلام القاديانية بخصوص الدجال ( فئة وجماعة ) مجرد هراء وكلام بلا قيمة، كالذي يقول لك : إن الديك أرنب. ثم يبدأ يسرد أدلته وكلاما كثيرا فارغا. وإنما هنا أريد أن أبطل - بفضل الله - هذه "الآية المزعومة" في سياق آخر، والله الهادي والفتاح و الموفق والمعين. 

إن من العجب العجاب أن القاديانية تقول في كتاب ( الجماعة -الإسلامية- الأحمدية عقائد، مفاهيم، ونبذة تعريفية ) أقوالا يعلم المطلع على هذه "النحلة" أنها كذب وزور وخداع.

وهو كتاب دعائي تعريفي، تريد من خلاله إصطياد البسطاء والجهال بحالها وحال القادياني، - نسأل الله أن يحفظنا وعباده المؤمنين بحفظه وهدايته وتثبيته - .

في هذا الكتاب تقول القاديانية أقوالا كثيرة.

ولا أريد ملئ هذا المبحث بكثرة الإقتباسات من الكتاب المذكور وإطالته، لذلك أشرت إليه فعد إليه إن شئت للتأكد من صحة ما أقول، ونسأل الله قصده والإخلاص له والله الهادي إلى سبيله.

ذكرت القاديانية في هذا الكتاب :

١- أن المسلمين في الهند كانوا يتعرضون للاضطهاد والمجازر من قبل السيخ والهندوس، فلما احتل الإنجليز بلاد الهند، كان الأمن والسلام والإحسان والحرية الدينية.

والرد على هذا : ربما من تدليس القاديانية وكذبها أن هذا ربما وقع في وقت متأخر، ذلك أن المسلمين عانوا من الإنجليز كما السيخ والهندوس، وأوقع الإنجليز المجازر بحق المسلمين، ووقعت المجاعات بسبب الإنجليز، وأجبر المسلمون على العمل عند الإنجليز بإستغلال، وسلب الإنجليز حكم بلاد الهند من المسلمين، وقاموا بدعم التنصير والمنصرين في حملتهم لإخراج المسلمين من دينهم، و قمعوا بشدة ثورة المسلمين عام ١٨٥٧م ، وتحالف الإنجليز مع السيخ ضد المسلمين، وقتل الإنجليز أولاد الحاكم المسلم بأبشع طريقة، وسعى الإنجليز إلى والوقيعة بين المسلمين والهندوس والسيخ على القاعدة المعروفة " فرق تسد ". ولما عجز الإنجليز عن هزيمة المجاهد محمد بن عرفان الشهيد، سلحوا بعض القبائل من المسلمين نتيجة " للخلافات " فتم لهم القضاء على حركته الجهادية - رحمه الله -، وتاريخ الإنجليز في الهند والصين من أقبح ما كان في تاريخ الاستعمار الإنجليزي.

٢- قالت القاديانية : أن القادياني مدح الإنجليز، وكذلك فعل بعض مشايخ المسلمين، ببعض ما عند الإنجليز من أمور، محاولة إظهار مشايخ المسلمين وكأنهم عملاء الإنجليز، وأن القادياني عدو الإنجليز، بزعمها أنه أثبت أنهم الدجال، وأن الإنجليز كانوا يرونه عدوا وخطرا عليهم وأنه شخص مخيف و يراقبونه وجماعته بسبب التصدي للمنصرين، وأن الإنجليز كانوا يكرهون القادياني بسبب ادعاءه "المهدوية" ودفاعه عن الإسلام وهجومه على العقائد النصرانية الباطلة، وأن القادياني بكل شجاعة دعى ملكة الإنجليز  "فكتوريا" للإسلام - أي إسلام - !!!

وأي مطلع على هذه "النحلة" يدرك أن هذا هراء وافتراء وخداع وتدليس وفيه من الأكاذيب ما فيه، ومحاولة لخلط الأمور والاستشهاد بمقالات كتبتها بعض الصحف ! 

ونحن نحسن الظن على الأقل ببعض المشايخ والعلماء، وليس عيبا مدح شيء عند العدو مطلوب شرعا ونفتقده، هذا إن كان الأمر صوابا، أما إن كان خلافا للصواب، فهناك فرق بين شيخ أخطأ في التقييم والرأي وبين القاديانية وكفرياتها، هذا مع العلم أن واقع المسلمين في ذلك العصر : ضعف وجهل وهزيمة وصدمة حضارية.

وفي ذلك العصر في الهند وغيرها من بلاد الإسلام كان لمشايخ الصوفية تأثير اجتماعي وديني ويتبعهم العوام فيما أصابوا وفيما أخطأوا، ومعلوم حال بعض أهل التصوف وانحرافهم، والبعض منهم جاهد الاستعمار وقاومه، وبعضهم كان على علاقة به، وبعضهم لا حيلة له أمام قهر المستعمر، وبعض المشايخ والكتاب نتيجة التغريب والغزو الفكري لهم أقوال باطلة مثل تأويل المعجزات لتتطابق مع العلم الحديث والسنن الطبيعية، وبعضهم لم يكن مصيبا في الرد على بعض شبهات الكفار، وكل يؤخذ منه ويرد، واليوم والحمد لله على فضله كثير من مجتمعات المسلمين ابتعدت عن أهل التصوف نتيجة تلقيها لبعض العلوم الدينية والدنيوية، وتغيرت أوضاع المجتمعات الإسلامية العصرية، والشكر لله على نعمته أن الكثير من المسلمين اليوم نبذوا الأفكار الغربية،  وعلى أية حال مزاعم القاديانية في مدح بعض المشايخ للإنجليز - سواء أصابوا أو أخطأوا - لا يبرر كفرها وولائها لهم، وعند المسلمين كل ما خالف الشرع مردود، سواء كان اجتهادا خاطئا من عالم كبير، أو حال صاحبه بينه العلماء.

كما قلت : أن هذا الكتاب للقاديانية كتاب دعائي لا ينطلي إلى على البسطاء وغير المطلعين من المسلمين. - نسأل الله أن يعلمنا ويعلمهم وأن يفقهنا ويفقههم -.

تقول القاديانية : أن المسيح الدجال هم الإنجليز.

وتقول القاديانية في كتابها الدعائي : أن القادياني عدو الإنجليز.

وتقول القاديانية : فتنة الدجال ويأجوج ومأجوج شيء واحد.

والرد على القاديانية سيكون في هذا الشأن :

القادياني متناقض "كالعادة" في تحديد من هو المسيح الدجال.

فهو يقول : " فاعلم أننا لا نسمي الدولة البريطانية دجالا معهودا ". (نور الحق ٣٤).

ويقول في موضع آخر : " وقت خروج الدجال، وخروج يأجوج ومأجوج… وهم قوم الروس و البراطنة وإخوانهم ". (التبليغ ٥٣).

ويقول : " يأجوج ومأجوج، فقد ثبت أنهما قومان حازا على التقدم والازدهار في الدنيا، أحدهما الإنجليز والآخر الروس ". (إزالة الأوهام ٣٩٤).

ونحن لا ندري لماذا الإنجليز والروس تحديدا :

-هل لأن اسم "يأجوج ومأجوج" مكون من كلمتين ! يأجوج : هم الإنجليز، ومأجوج : هم الروس. 

-أم بسبب العداء بين الإمبراطوريتين. 

-أم لأنهم نصارى.

-وإذا كان الأمر لأنهم نصارى ! والإنجليز بروتستانت ! ماذا بخصوص الأمريكان ؟ وإذا كان الروس أرثوذوكس ! ماذا بخصوص اليونانيين ؟ ثم ماذا عن الكاثوليك ؟

ثم عدل القادياني موضوع يأجوج ومأجوج فضم إليه المزيد :

" زمن ظهور المسيح القادم هو زمن خروج يأجوج ومأجوج، وهم المسيحيون الأوروبيون ". (أيام الصلح ٢٠٨).

" المراد من يأجوج ومأجوج هم الأقوام المسيحية الأوروبية ". (ينبوع المعرفة ٧٨).

إذ القادياني في البدايات - أو من يكتب له - كان يظن أن النصارى هم الإنجليز والروس وكان يظن أن أوروبا عبارة عن بريطانيا وروسيا : "  والحال نفسه فيما يتعلق بالإنجيل، إذ لا نرى بلدا انتشر فيه التوحيد بواسطته، بل إن المؤمنين بالإنجيل لا يحسبون الموحّد ناجيا أصلا. والقساوسة يدفعون أهل التوحيد إلى نار حالكة الظلام حيث البكاء وصرير الأسنان. ولن ينجو من تلك النار الحالكة، بحسب زعمهم، إلا من اعتقد بحلول الموت والمصيبة والجوع والعطش والألم والمعاناة بالإله وبتجسده وحلوله، وإلا فلا مجال للنجاة. وكأن تلك الجنة الافتراضية سوف توزَّع بالتساوي على قومين أوروبيين عظيمين فقط؛ أي الإنجليز والروس ". (البراهين الأحمدية ٩١).

مع أن هذه الزيادة ناقصة ! أين نصارى آسيا وأفريقيا ؟!

المفروض من خلال النصوص أن يأجوج ومأجوج أعداء للقادياني بصفته المسيح والمهدي، وأعداء للمسلمين، إلا أننا نجد أن القادياني ينحاز مع الإنجليز ضد الروس : " اللهم بارك لنا وجودها وجودها، واحفظ ملكها من مكائد الروس ومما يصنعون ". (مرآة كمالات الإسلام ٢٩٧).

" وأدعو الله أن يديم عز هذه المليكة الكريمة، وينصرها على الروس المنحوس ". (المصدر السابق ٣٠٠).

بمعنى أن القادياني مع يأجوج ضد مأجوج. 

ولا ندري لو كان الروس يحتلون الهند هل سيقف مع مأجوج ضد يأجوج !

إذا ظهر الدجال ! ماذا نفعل ؟ كيف يقتله المسيح الموعود ؟  : " إن المسيح الموعود سيهدم عقيدة الصليب، فلن تنمو بعدها في الدنيا ". (حقيقة الوحي ٢٩٥).

كيف ؟ يجيب القادياني : " هلاكهم بالبينة، ولا شك أن من هلك بالبينة فقد هلك ". (حمامة البشرى ٩٢).

أقول : مساكين الذين يصدقون مثل هذا الكلام ! أي استخفاف بالعقول هذا ! { فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ }. (الزخرف٥٤).

-النصارى موجودون في كل بقاع العالم، ولهم قوميات شتى و دول !  وإذا كانوا هم الدجال ! هل اختفوا قرونا حتى ظهروا زمن القادياني ! وسوف نجاري القاديانيين في أن المقصود ظهور الاستعمار ! فماذا عن حروب الروم والفرنجة والإسبان والحملات الصليبية ؟! 

-وردا على كلام القادياني، لم تهدم عقيدة الصليب ولا زال أتباعها موجودون.

-ثم من هلك بالبينة فقد هلك ! هذا ممكن يقوله ابن تيمية وابن القيم وديدات - رحمهم الله - ولم يقولوا هكذا قول ! وإن كانت الجماعة القاديانية من ستقوم بمهمة الإهلاك بالحجة ! يمكن لأي فرقة أن تزعم هذا كالمعتزلة وغيرها ولم تقله ! وإذا كان الإهلاك بالحجة والبينة إهلاكا ! "الكتاب والسنة" أولى من ينسب لهما ذلك ! فما حال المسلمين إلا أنهم يحتجون بهما، وحينها يخرج الرجال كشيخ الإسلام بن تيمية، أو تخرج الفرق كالمعتزلة، ويخرج القادياني وتخرج جماعته، ولقائل أن يقول الإهلاك : بعدم قبول المناظرة، أو عرض أدلته، أو سماع أو معرفة أدلة خصمه، فقد هلك ! فكلام القادياني لا تقوله الأطفال ! ثم الهلاك الديني أو الدنيوي أو أيا كان ليس بحاجة لحجة ! يكفي أنه كافر بدين الله فهو من الهالكين، سواء سمع الحجة أو لم يسمعها ! ولو فرضنا -جدلا- أن الإهلاك إهلاك بالبينة، فهذا موجود في فجر الإسلام، وقبل القادياني، وبعده، فبالتالي : لم يأت القادياني وجماعته بشيء معدوم !!! والله إنه ليُستحى أن يرد على هكذا هراء.

هذا مع العلم أن النصارى منذ فجر الإسلام إلى يومنا هذا يسلمون جماعات وأفراد ولله الحمد ! وكأن القاديانية غير موجودة ! ووجودها وعدمه سواء في هذا الشأن ! 

-هل المسلمون يترقبون أن يظهر المهدي وبعده المسيح حتى تكون المهمة الإهلاك بالحجة ! لماذا لم يقم عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بهذه المهمة بدلا من محاربة الروم والضرب بالسيوف  ؟! 

تلخيص حال القاديانية : يا قوم ظهر الدجال ! يا قوم ظهر الدجال ! سائل يسأل : ما العمل ؟ الجواب : عليكم أن تؤمنوا بالقادياني نبيا و مهديا ومسيحا ! يسأل : ماذا بعد ؟ ها نحن نواجه الدجال ونتصدى له ! يسأل : ماذا تعملون ؟ ها نحن نترجم القرآن - تحريف المعاني - للإنجليزية لدعوة النصارى ونرد على شبهات النصارى ! و نهلكهم بالحجة !

هذا مع أن تركيز القاديانية الأكبر والأعظم على المسلمين وأهل السنة.

لقد سمعت كلمة من أحد المسلمين مرة لا زلت أتذكرها : " إذا كان الدجاجلة الصغار يضللون ملايين الناس ! فما هو الحال مع الدجال الأكبر المسيح الدجال ! ".

المشكلة : أن القاديانية تخاطب المسلمين بعقلية القرون الوسطى، كثير من النصارى اليوم لا تهمهم النصرانية، أو هم لادينيين، أو تهمهم دنياهم. 

والمشكلة : أن من يقرأ كتب القادياني وينظر في مشايخ القاديانية، يجد أنهم أكثر ذكاء منه قليلا، وأعلم منه قليلا، وهم يتبعون من هو أقل منهم، فبينما القادياني يلقي بالكلام يمينا وشمالا، تجد أن من قدم لكتاب التبليغ للقادياني تحت عنوان " كلمة الناشر " : " ويبين - أي القادياني - أن الدجال هم قسس النصارى، وأن يأجوج ومأجوج هم الأمم الغربية ". 

تابع القادياني المضلل - البرمجة في عقله -  :

الدجال هم هم قسس النصارى : هؤلاء يقتلون بالحجة، ومن قتل بالحجة فقد قتل.

يأجوج ومأجوج هم الأمم الغربية : الجهاد دفاعي فقط، ولا جهاد دفاعي أيضا، هؤلاء لا يدان لأحد بقتالهم. 

مع أني عندما كنت أتابع القاديانيين، اهتمامهم منصب على المسلمين، و قسس النصارى مجرد فزاعة. 

وبعد قرنين من الفشل الذريع والمريع و الفضيع، لقسس النصارى مع المسلمين، تركوا مهمة إخراج المسلمين من دينهم لغيرهم، مثل : القاديانية، والملحدين، وأهل الدنيا، وغيرهم. 

يقال : انشغل العالم الفلاني بالسنة، وانشغل فلان بالعقيدة، وآخر بالتفسير.   

والعياذ بالله أما القادياني وأتباعه منذ قرن ونصف مشغولون بقضايا : غلام أحمد هو نبي، عيسى مات، احذروا الدجال أي القسس، يأجوج ومأجوج، والتفسيرات الجديدة المبتدعة. 

القادياني والإنجليز :

المفروض حسب الأحاديث أن الدجال عدو المسلمين، وأن الدجال عدو للقادياني بصفته مسيح ومهدي، لكن الموضع مقلوب عند القادياني والقاديانية.

يقول القادياني ذاكرا خدمات والده لهم وولائه، واصفا ثورة المسلمين عليهم بالمفسدة : " اشترى في أيام مفسدة ١٨٥٧م خمسين حصانا ممتازا من جيبه الخاص، وقدمها للحكومة مساعدة منه، مع خمسين من خيرة الشباب والفرسان، لذا كان يحظى بقبول عام لدى الحكومة ". (إزالة أوهام - فتح الاسلام ١٦٦).

ويقول القادياني : " وجب على كل مسلم ومسلمة شكر هذه الدولة، فإنها تحفظ نفوسنا وأعراضنا وأموالنا بالسياسة والنصفة. وحرام على كل مؤمن أن يقاومها بنية الجهاد، وما هو جهاد بل أقبح أقسام الفساد ". (مواهب الرحمن ٣٥).

أما بخصوص القسس والمنصرين والعداوة وما إلى ذلك، يقول القادياني : " الدولة البريطانية محسنة للمسلمين، والملكة المكرمة التي نحن من رعاياها، يرجح الإسلام في باطنها على ملل أخرى ". (حمامة البشرى ٧٨). 

وللعلم : فإن هذه الملكة من أخطر ملوك بريطانيا، ودام ملكها وقتا طويلا، وفي عصرها توسع الاستعمار في بلاد المسلمين.

وللعلم : فإن منصب الملك أو الملكة في بريطانيا، يعتبر أيضا رئيسا للكنيسة الإنجليزية البروتستانتية ! كما هو الحال أن بابا "الفاتيكان" هو رئيس الكنيسة الكاثوليكية.

فإن قالت القاديانية : إن ملكة بريطانيا هي ملكة "دنيوية" لا ملكة "دينية". !

فيرد عليها :

أولا : من قال أن باباوات الفاتيكان، ليسوا دنيويين، فقد كانت لهم سلطات دنيوية على الملوك والرعايا، ومخالفات "الباباوات" لدينهم النصراني هي نفس مخالفات الملوك.

ثانيا : أن سبب ترأس الملك في بريطانيا للكنيسة البروتستانتية، أن كثيرا من ملوك أوروبا لم يكونوا راضين وسعيدين بسلطان البابا عليهم، فلما ظهر "المذهب البروتستانتي" وانتشر في بريطانيا وأراد " الملك البريطاني " التخلص من رئاسة البابا، ترأس هو الكنيسة الإنجليزية البروتستانتية. 

وللعلم : فإن القادياني والقاديانية يحاولون ويحبون الظهور أمام المسلمين، وأمام أتباعهم المضللين، أنهم يتصدون للمنصرين ويردون على شبهاتهم، ويبطلون عقائدهم الفاسدة، مع أن الشيخ "ديدات" - رحمه الله - جهوده خلال حياته كفرد، أعظم بكثير من ترهات القادياني والقاديانية مع المنصرين، مع أن عمر الجماعة القاديانية، يقترب من قرن ونصف.  

ورحم الله العالم المجاهد "رحمت الله الهندي" صاحب كتاب "إظهار الحق" :

-الذي جاهد المناصرين بحججه، قبل القادياني وجماعته.

-وجاهد الإنجليز بسيفه، وقاد المجاهدين عام ١٨٥٧م.

ومن السابقين شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرهم رحمهم الله.. ونحن نتحدث عن أفراد.

هذا مع أننا لا نوافق القاديانية في كثير من ردودها على النصارى. 

لا مثل القادياني العميل ووالده العميل، الموالين للكفرة بإعترافه هو.

ولا كذلك الذي يحرم جهاد من دخلوا غاصبين لديار المسلمين.

ولا كذلك الذي يصف جهاد المسلمين بالفساد والمفسدة.

ولا كذلك الذي كلامه يضرب بعضه بعضا ! وجماعته التي لم ترفع للجهاد سيفا، ولا دفاعيا كما تزعم.

ولا كذلك الذي يدعي العداء للنصارى والمنصرين ويمدح زعيمة المنصرين. 

ترى هل المنصرون كانوا يستطيعون فعل شيء، لولا سيف الدولة البريطانية ! ومن هي على رأس هذه الدولة !

أي عدو للإنجليز هذا ! وأي ظهور للمسيح الدجال ويأجوج ومأجوج ! وأي قسس وتنصير ! وأي إسلام !!!

والنصارى والمنصرين والإنجليز : وجدوا صعوبة شديدة جدا في تنصير المسلمين ولم يفلحوا - ولله الحمد - بخلاف بعض الوثنيين، فوجدوا حلا وهو إخراج المسلمين من دينهم بدلا من - اعتناق النصرانية - بنشر اللادينية، والإلحاد، ودعم غلاة الصوفية المخرفين المشبوهين، وكذلك القاديانية، للسيطرة على المسلمين، والتقليل من خطرهم، واضعافهم، وجعل الفتنة بينهم، وإنشاء طبقات بين المسلمين عقولهم غربية، وهذا تثبته المخططات من الأقوال والأعمال :

جاء في تقرير الآباء المبشرين، الموجود في مكتبة الدائرة الهندية في لندن، والذي جاء استجابة لطلب الحكومة الإنجليزية سنة ١٨٦٩م فيما يجب عمله في الهند لضمان سير الأمور لصالحهم وكان مما ورد في هذا التقرير :

" إن الأكثرية من أهل البلاد الهندية يتبعون اتباعا أعمى شيوخ الطرق الصوفية الذين هم زعمائهم الروحيون، فإذا ما استطعنا في هذه المرحلة أن نوجد لهم شخصا مستعدا أن يدعي أنه نبي ظلي فإن أعدادا كبيرة من الشعب سوف تجتمع حوله، ولكن من الصعب جدا إقناع شخص من عامة المسلمين بهذه المهمة، فإذا حلت هذه القضية فإن نبوءة مثل هذا الرجل سوف تزدهر في ظل رعاية الحكومة، لقد سبق أن سيطرنا على الحكومات الوطنية بإتباع سياسة طلب العون من الخونة، وكانت تلك مرحلة أخرى، لأن الخونة في ذلك الوقت كانوا خونة من الناحية العسكرية، ولكننا الآن وبعد أن سيطرنا على كل بقعة في البلاد علينا أن نتخذ تدابيرا تخلق اضطرابا داخليا في البلاد ".

وقد ظهر القادياني بعد ذلك بثمان سنوات.

ويقول المنصر صمويل زويمر بعد خبرة وتجربة في العالم الإسلامي : 

" مهمة التبشير التي ندبتكم لها الدول المسيحية في البلاد الإسلامية ليست في إدخال المسلمين في المسيحية، فإن في هذا هداية لهم وتكريماً، وإنما مهمتكم هي أن تخرجوا المسلم من الإسلام؛ ليصبح مخلوقاً لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها… إنكم أعددتم نَشْئاً لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن يعرفها، وأخرجتم المسلم من الإسلام، ولم تدخلوه في المسيحية، وبالتالي فقد جاء النشء طبقاً لما أراده الاستعمار لا يهتمُّ بعظائم الأمور، ويحب الراحة والكسل، فإذا تعلم فللشهرة، وإذا تبوَّأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهرة يجود بكل شيء".

ومن المفيد أن تقرأ كتاب " الغارة على العالم الإسلامي ". وفقني الله وإياك.

والباحثون في القاديانية يدركون أن القاديانية وصفة تبشيرية من نوع آخر.

ولله الحمد بعد جهود التنصير طوال قرون وعقود النتيجة مقارنة مع المؤسسات، والتعب، والجهد، والدعم، والمال، والاستعمار، هي - نصف صفر - ولله الشكر.

والقاديانية بعد قرن ونصف وإن لم يكن هناك احصائيات دقيقة، إلا أن عددهم يقدر بين ٥ ملايين إلى ١٠ ملايين غالبيتهم في الهند وباكستان، وهذا العدد القليل أيضا في غالبيته نتيجة التناسل طوال أكثر من قرن. 

المهم : لا يمكن التفريق بين التنصير، وبين الإستعمار وخاصة الإنجليزي، كما تحاول القاديانية تصوير ذلك للبسطاء، ولكي تفهم ذلك أن أهل السياسة والاستعمار العقيدة الدينية أو الفكرية أيا كانت، إذا كانت تخدم الإستعمار ليست مطلوبة فقط، بل إن كانت مفيدة يلهثون كالكلاب في دعمها، وكل يدعم الآخر ويقدم الخدمات، ومن يريد النفوذ يبحث عن زعيم ديني له أتباع كثيرون يتحالف معه بسبب تأثيره على أتباعه، بل كان الإستعمار يصنع الشخصيات الدينية والسياسية ليكون لها جماهير، ليسيطر على الجماهير من خلال الرؤوس والشخصيات، وما سبق في الهند واضح أكثر للباحث والدارس.

والناظر في التاريخ - نسأل الله الثبات والتثبيت - : يجد عجز النصارى وعجز الوثنيين عن إقناع المسلمين بدينهم، فهو واضح التهافت للعامي البسيط، ولكن أصحاب المقالات المكفرة، وجدوا لهم حظا من المسلمين، لأنهم يلبسون عليهم الحق بالباطل، ويتبعهم خلق من الناس ثم يتناسلون فيكثرون، فيولد من يولد وهو يعتقد أن هذا هو الإسلام، وإن الحق في كتاب الله وسنة رسول الله، والمنهج الحق عرض كل قول على كتاب الله وعلى سنة رسول الله فإن خالفهما رُد. وعلى المسلم أن يبحث ويتعلم ولا يسلم عقله لفلان وعلان من الناس، فإن أهل الحق يخطئون ويقع منهم ما يقع، فما بالك بأصحاب المقالات الباطلة، وخاصة الأعجمي الذي لا يعرف اللغة العربية عليه أن يبحث ويتعلم، لأن بعض الأعاجم ممن لا يعلمون اللغة العربية ولا يتلقون علوم الدين قد يخدعون ويضللون وتستغل طيبتهم وحسن ظنهم بالناس. - نسأل الله أن يهدينا للحق والصواب -، وليس بالضرورة أن من يتبع جهة عندها مقالات مما سبق، أنه خارج من الإسلام لأنه أصلا يجهل تلك المقالات، ويصلي ويصوم و ملتزم بأحكام الإسلام. 

وفي العصر الحديث : وجد الملحدون واللادينيون حظا لهم بين المسلمين، وهذا له أسباب أن شبهات النصارى والمستشرقين وإن لم يجد العامي المسلم إجابة لها لجهله وقلة اطلاعه، فهذا لا يعني اقتناعه بدين النصارى، فبالتالي : هذا يمكن إخراجه من الإسلام بأفكار دنيوية : العلمانية والعصبيات الجاهلية القومية والوطنية والحزبية والحصول على المنافع الدنيوية… وحتى هؤلاء الذين أصبحوا أتباعا لهذه الأفكار أو ينسبون أنفسهم لها ليس بالضرورة أنهم خرجوا من الإسلام هذا أولا ، أما ثانيا الحكومات التي خلفت الاستعمار في الدول الوطنية ساهمت في تجهيل المسلمين بدينهم عبر التغريب، أو المناهج التعليمية، أو قلة الإهتمام بالموضوع الديني، وحتى هذه الدول قد لوحظ عليها في العقود الأخيرة بعد الصحوة الإسلامية أنها جعلت مساحة دينية وأشرفت على التعليم الديني والبرامج الدينية، حتى لا يتوجه الناس لجهات معادية لتلك الدول، والشريحة المنسلخة من الإسلام بشكل كامل قليلة في المجتمعات الإسلامية ولله الحمد، ونادرا ما تقابل من العوام من يعادي دينه بصراحة ووضوح، بل الذي لا يصلي محب للإسلام يتمنى من الله لو يوفقه للصلاة والإلتزام بدينه، وكثير ممن يمضون سنوات كثيرة من عمرهم بلا إلتزام نلاحظ أنهم في مرحلة ما يصلح الله أحوالهم، لأنهم سيتزوجون وسيكون لهم أولاد، وهم يخافون عليهم ويريدون لهم التدين والإلتزام بالأخلاق ويخافون عليهم من الإنحراف، أو يجد الواحد نفسه قد اقترب أجله فيعود إلى الله في آخر حياته، وحتى الفئة المنسلخة من الدين بالكامل غالبتها لا تجاهر بذلك، لأنها ستفقد ثقة الناس، وحتى هؤلاء نسلهم قد لا يكونون مثلهم ويكون متدينا ، وهم لا يؤثرون على أبنائهم في توجههم وإلتزامهم الديني وبالتالي المجتمع مجتمع مسلم والمحيط له تأثير، ثم الله أعلم بعباده.  

ثم إن القادياني والقاديانية يقولون : أن المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج شيء واحد، وهم البريطانيون والروس.

وهذا باطل بأدلة الكتاب والسنة، فمن أدلة الكتاب :

في قصة ذي القرنين ذكر - العليم الحكيم - بعد أن ذكر بلوغ ذو القرنين مغرب الشمس، أنه بلغ مطلع الشمس إلى أن بلغ قوم ياجوج وماجوج : { حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ مَطۡلِعَ ٱلشَّمۡسِ وَجَدَهَا تَطۡلُعُ عَلَىٰ قَوۡمٖ لَّمۡ نَجۡعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتۡرٗا كَذَٰلِكَۖ وَقَدۡ أَحَطۡنَا بِمَا لَدَيۡهِ خُبۡرٗا ثُمَّ أَتۡبَعَ سَبَبًا حَتَّىٰٓ إِذَا بَلَغَ بَيۡنَ ٱلسَّدَّيۡنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوۡمٗا لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا قَالُواْ يَٰذَا ٱلۡقَرۡنَيۡنِ إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَهَلۡ نَجۡعَلُ لَكَ خَرۡجًا عَلَىٰٓ أَن تَجۡعَلَ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَهُمۡ سَدّٗا قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيۡرٞ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجۡعَلۡ بَيۡنَكُمۡ وَبَيۡنَهُمۡ رَدۡمًا ءَاتُونِي زُبَرَ ٱلۡحَدِيدِۖ حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ قَالَ ٱنفُخُواْۖ حَتَّىٰٓ إِذَا جَعَلَهُۥ نَارٗا قَالَ ءَاتُونِيٓ أُفۡرِغۡ عَلَيۡهِ قِطۡرٗا فَمَا ٱسۡطَٰعُوٓاْ أَن يَظۡهَرُوهُ وَمَا ٱسۡتَطَٰعُواْ لَهُۥ نَقۡبٗا قَالَ هَٰذَا رَحۡمَةٞ مِّن رَّبِّيۖ فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ رَبِّي جَعَلَهُۥ دَكَّآءَۖ وَكَانَ وَعۡدُ رَبِّي حَقّٗا }. (الكهف ٩٠-٩٨).

أولا : إن الدولة البريطانية في الغرب، ويأجوج ومأجوج في المشرق.

ثانيا : إن قالت القاديانية : إن الاستعمار البريطاني غزى المشرق فبالتالي ظهر في الشرق ، فهذا لا يفيدها بشيء، لأسباب :

١- إن الدولة البريطانية وكذلك الروس أمة حديثة التشكل، بينما يأجوج ومأجوج أمة قديمة من الخلق.

٢- أن القاديانية تزعم أن الدجال هي بريطانيا، وخاصة القسس والمنصرون، بينما ذو القرنين ويأجوج ومأجوج، قبل الاسلام المحمدي وقبل النصرانية.

ثالثا : إن الله - تعالى - قال في القوم : { لَّا يَكَادُونَ يَفۡقَهُونَ قَوۡلٗا }. فهل البريطانيون والروس لا يكادون يفقهون قولا ؟!.

رابعا : أن الرب - تبارك وتعالى - ذكر ( السدين ) وذكر بناء ذو القرنين ( سدا ) ثم ذكر - رب العزة - ( دكه ) إذا جاء الوعد، وكل هذا الذي ذكر، بالإضافة إلى ما سبق، غير متوفر في الإنجليز ! فضلا أن موقع هذا السد غير معروف لحد الآن رغم الإمكانات المادية !

وأكد - رب العزة - في (سورة الأنبياء ٩٦). : { حَتَّىٰٓ إِذَا فُتِحَتۡ يَأۡجُوجُ وَمَأۡجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٖ يَنسِلُونَ }. أن هذا السد سيفتح ! وأنهم من كل مرتفع ينسلون بسرعة وكثرة.

وهذا غير متوفر في الإنجليز والروس.

خامسا : الآيات ذكرت أن { إِنَّ يَأۡجُوجَ وَمَأۡجُوجَ مُفۡسِدُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ }. وإن القادياني يقول : أن بريطانيا دولة محسنة وليست مفسدة، ومن يقاوم هذه الدولة هو المفسد.

سادسا : ثم أن الآيات لم تذكر لا صراحة ولا دلالة، أن ياجوج وماجوج والمسيح الدجال شيء واحد ! ولا أي شيء من هذا القبيل ! وهو أمر ظاهر ومعلوم ! بل الأدلة ثابتة أن المسيح الدجال شيء ! ويأجوج ومأجوج شيء آخر !.

ومن أدلة السنة : 

أولا : قال - صلى الله عليه وسلم - : " فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ". (البخاري). وهذا يطابق ما ذكرنا من آيات أن هناك سدا وسيفتح، وهذا لا ينطبق على الإنجليز والمنصرين.

ثانيا : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  : 

" يَقُولُ اللَّهُ : يَا آدَمُ. فَيَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ ". قَالَ : " يَقُولُ : أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ . قَالَ : وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ. فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سَكْرَى وَمَا هُمْ بِسَكْرَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ". فَاشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ ؟ قَالَ : " أَبْشِرُوا، فَإِنَّ مِنْ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ أَلْفٌ، وَمِنْكُمْ رَجُلٌ ". ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ ". قَالَ : فَحَمِدْنَا اللَّهَ، وَكَبَّرْنَا، ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسِي فِي يَدِهِ، إِنِّي لَأَطْمَعُ أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، إِنَّ مَثَلَكُمْ فِي الْأُمَمِ كَمَثَلِ الشَّعَرَةِ الْبَيْضَاءِ فِي جِلْدِ الثَّوْرِ الْأَسْوَدِ ". (البخاري).

وهذا يدل على كثرة يأجوج ومأجوج كما ذكر في القرآن، وهذا لا ينطبق أيضا على الإنجليز والروس.

ثالثا : يأجوج ومأجوج في خطورتهم لا مقارنة بينهم وبين المنصرين - أعمالهم لا تكاد تجد لها نتيجة - لكن يأجوج ومأجوج 

عَنْ زَيْنَبَ بْنَةِ جَحْشٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُنَّ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا فَزِعًا، يَقُولُ : " لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ، فُتِحَ الْيَوْمَ مِنْ رَدْمِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مِثْلُ هَذِهِ ". وَحَلَّقَ بِإِصْبَعِهِ الْإِبْهَامِ وَالَّتِي تَلِيهَا، قَالَتْ زَيْنَبُ بْنَةُ جَحْشٍ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَهْلِكُ وَفِينَا الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، إِذَا كَثُرَ الْخَبَثُ ". (البخاري).

وأما الإستعمار الإنجليزي - رغم ما فعل - فليس خطرا عند القاديانية، والحكومة الإنجليزية محسنة، بل هي أفضل من دولة الإسلام.

رابعا :  قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " سَيُوقِدُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ قِسِيِّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَنُشَّابِهِمْ وَأَتْرِسَتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ ". (ابن ماجة).

أين هذا الحديث من الإنجليز والروس ؟!

أين هذا القول من "حمار الدجال" ؟! الذي تركز عليه القاديانية وهو عندها طائرة تطير في السماء، إلا إذا استخدم شيء من هذا وقودا للطائرات، لكن هناك إشكال - على طريقة القاديانية - أن الوقود اليوم متطور.

خامسا : في حديث طويل مهم :

عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ : " مَا شَأْنُكُمْ ؟ " قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًى ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ، لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ. فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ، فَيُقْبِلُ، وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ، فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ، حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ ، حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ".

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، قَالَ ابْنُ حُجْرٍ : دَخَلَ حَدِيثُ أَحَدِهِمَا فِي حَدِيثِ الْآخَرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، بِهَذَا الْإِسْنَادِ، نَحْوَ مَا ذَكَرْنَا، وَزَادَ بَعْدَ قَوْلِهِ : " - لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ - ثُمَّ يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَلِ الْخَمَرِ، وَهُوَ جَبَلُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيَقُولُونَ : لَقَدْ قَتَلْنَا مَنْ فِي الْأَرْضِ، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَنْ فِي السَّمَاءِ. فَيَرْمُونَ بِنُشَّابِهِمْ إِلَى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا ". وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ حُجْرٍ : " فَإِنِّي قَدْ أَنْزَلْتُ عِبَادًا لِي لَا يَدَيْ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ". (مسلم).

أين هذا الحديث من الإنجليز والمنصرين ؟! وإنه من عجائب العصر والزمان أن نرد شبهة أو باطل من هذا القبيل، فكلا الموضوعين مختلفين كاختلاف موضوع "القمح والشعير" عن موضوع "الأفلام والمسلسلات" !.

كأمثلة :

فأولا : ذكر الحديث أن المسيح الدجال رجل مع الوصف : " إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ ".

ثانيا : ذكر الحديث في الدجال :  " قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ".

هذا النص لا تستطيع أن تطبقه على الإنجليز ولا المنصرين لا فلكيا ولا ضوئيا.

ثالثا : ذكر هذا الحديث قتل عيسى - عليه السلام - للمسيح الدجال : " فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ " ثم بعد قتل المسيح الدجال يكون ظهور يأجوج ومأجوج : " إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ }. ".

وهذا يدل على أن المسيح الدجال ويأجوج ومأجوج ليسا شيئا واحدا، وخروج يأجوج ومأجوج يكون بعد قتل المسيح الدجال.

هذا بالإضافة أن القادياني لم يقتل لا الإنجليز ولا المنصرين.

وهذا الحديث فيه تفاصيل كثيرة لا تنطبق لا على القادياني ولا على القاديانية ولا على المنصرين والإنجليز، ولو حاولت جاهدا لا ظاهريا ولا باطنيا والحال : كأنك تشرح عن كيفية خروج الجمل من ثقب إبرة.

إن قال بعض القاديانيين هذا الحديث لا يعقل وهو خرافات - عياذا بالله -.

فنقول لهم : إن القاديانية تستدل بهذا الحديث لكن بالشكل التالي :

١- " وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ… فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ… ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ…  فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ ".

تقول القادياني : وهذا دليل على أن القادياني نبي، وقد ذكر فيه عيسى "نبي" أربع مرات ! وهكذا أثبتت أن القادياني مسيح نبي !

٢- " إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ". 

قالت القاديانية : وهذا دليل على عدم جهاد الإنجليز وقتالهم.

مع أن هناك إشكال - على طريقة القاديانية - :

•أن الإنجليز هزموا في أفغانستان مرتين أو ثلاث مرات.

•وقد ضم القادياني الروس أيضا إلى الإنجليز في أنهم الدجال وقد هزموا أيضا في أفغانستان.

•ثم ضم القادياني والقاديانية الأمم الأوروبية والغربية إلى الدجال ويأجوج ومأجوج ! وهذه الأمم هزمت عدة مرات ! وفي صراعها مع بعضها هزمت بعضها بعضا ! وفي صراعها مع الأمم الأخرى هزم من هزم منها ! فهذا الكلام باطل تاريخيا وواقعيا ! فمثلا :

١- أهل الإسلام : هُزم الروس على يد الدولة العثمانية عدة مرات، و هُزمت روسيا في القوقاز عدة مرات، و هُزم نابليون في مصر وبلاد الشام، و هُزمت بريطانيا في حملتها الأولى على مصر، ثم بعد ٨٠ سنة تقريبا احتلت مصر، وهَزم المهدي السوداني بريطانيا في السودان ثم مات وهزم اتباعه، و هزم الإسبان في المغرب عدة مرات ثم كان لهم احتلال المغرب.  

٢- وهزمت الدول الأوروبية والغربية عدة مرات : فقد هَزمت فيتنام الشيوعية فرنسا، ثم هَزمت أمريكا.

٣- وفي صراع الأمم الأوروبية والغربية مع بعضها، كانت تهزم بعضها بعضا، وتنتصر على بعضها بعضا : فهزم نابليون دولا أوروبية ثم هزم على يد روسيا، ثم عاد نابليون ثم انتصر الإنجليز على نابليون، و انتصرت الولايات الأمريكية الناشئة على بريطانيا، وانتصرت بروسيا أيام المستشار بسمارك على فرنسا وتم توحيد ألمانيا، وهزم الحلفاء الأوروبيين ألمانيا وحلفائها في الحربين العالميتين الأولى والثانية والقائمة طويلة… !!!

وهكذا الحروب سجال - عياذا بالله النصير الولي المولى -.

أما ما تقوله لنا القاديانية : هؤلاء الدجال ويأجوج ومأجوج، ولا يدان لأحد بقتالهم، وكأن التاريخ توقف عندهم !!!

ثم الإستعمار عمره ٥٠٠ عام وبدأ بعد سقوط الأندلس، وبدأ على يد إسبانيا والبرتغال، ثم تبعتهم هولندا، ثم فرنسا وبريطانيا، ثم باقي الدول الأوروبية والغربية، ثم ختم بأمريكا، وخلال هذه القرون الخمسة هُزم الدجال ويأجوج ومأجوج - المزعومين - كثيرا، وهَزموا بعضهم بعضا. 

فإن قالت القاديانية : هذا الحديث لا يؤخذ على ظاهره !

فنقول : يلزمكم عدم الأخذ بظاهر : ( عيسى اربع مرات ) و ( لا يدان لأحد بقتالهم ). أيضا !

هذا مع إيماننا أن كثير من نصوص الأخبار المستقبلية الغيبية تأويلها عندما تقع وعلمها عند الله :

١- لأننا لا نعلم ماذا سيحدث بعد سنوات وعقود وقرون، ولا ندري كيف سيكون الحال والحياة والدنيا والناس.

٢- أن هناك نصوصا عامة تفسيرها محتمل، وتفسر بشكل اجتهادي يحتمل الخطأ والصواب، و علمها عند الله، كقوله - صلى الله عليه وسلم - عن المهدي : ( يصلحه الله في ليلة ). فهذا النص تأويله عندما يقع.

٣- أنه كما لا يقاس عصرنا، على عصر الصحابة - رضي الله عنهم - ، فلا يقاس عصرنا على عصر غيبي مستقبلي لا نعلمه.

٤- إن كان ظاهر بعض الأحاديث ( كالإبل والغنم والخيول ) غريب عن عصرنا فيرد عليه : أن الكثير من البشر في قارات الأرض، لازالت تعتمد على الأنعام والحيوانات والخيول، رغم وجود الطائرات والقطارات والسيارات، وهي لا غنى عنها أكلا، ولبنا، وصناعة، وتجارة… وقال - صلى الله عليه وسلم - : " الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". (البخاري).

٥- إن قال قائل : عصرنا فيه تقدم مادي ؟ وبعض النصوص تظهر شيء آخر، فيجاب عليه : نحن لا نعلم ما يكون في المستقبل : هل سيبقى هذا التقدم، أو سيزداد، أو سيتغير إلى أكثر تقدما، أو سيتراجع ! أضف لهذا : أن أوروبا كانت متقدمة زمن اليونان والإمبراطورية الرومانية ثم كان التراجع، ودخلت أوروبا في ظلمات حسب ما يقولون. فالله أعلم.

ويقول بعض الباحثين : إن الدراسات حول الأهرامات في مصر، تدل أن بناتها كان عندهم تكنولوجيا وعلوم لا نعرفها، و يؤرخون لذلك قبل ١٠٠٠٠ عام أي قبل الفراعنة، والله العليم أعلم. 

ومشكلة القادياني أنه ادعى مقاما ليس له، فاصطدم بنصوص ليست له، ولا تنطبق عليه، وليست لعصره وزمانه، فأجهد القادياني نفسه وكذلك جماعته في تأويل نصوص هي بالأساس مستقبلية ولم تحدث بعد. - فسبحان الله ولا إله إلا الله -. 

فإن قالت القاديانية : هذه الخوارق للدجال  لا تعطى لكافر ؟!

والجواب :

١- ما الفارق عندكم في إنكارها ! أنتم تنكرونها مع الأنبياء - عليهم السلام - !

٢- بل هي ثابتة مع المسيح الدجال بالنصوص الكثيرة، وجاء في قصة السامري والعجل وهو كافر :

{ قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِّنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَٰلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي }. (طه ٩٦).

قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسيره : " ( قال بصرت بما لم يبصروا به ) أي : رأيت جبريل حين جاء لهلاك فرعون ، ( فقبضت قبضة من أثر الرسول ) أي : من أثر فرسه . وهذا هو المشهور عند كثير من المفسرين أو أكثرهم ".

ورؤية جبريل - عليه السلام - أو الملائكة - عليهم السلام - ليست أمرا معتادا، فهي تنزل إلى الأرض وتصعد إلى السماء، وتدخل البيوت، وتشهد الفجر، وتطوف على حلق الذكر… ولا نراها.

٣- رأيت بعض المعاصرين يستدل على أن السامري هو المسيح الدجال، مستدلين أن رؤية السامري للملك شبيهة برؤية المسيح الدجال الملائكة على أبواب المدينة يحرسونها : 

" أنَّ رسولَ اللَّهِ صلّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِه وسلَّمَ خطبَ النّاسَ فقالَ يومُ الخلاصِ وما يومُ الخلاصِ ثلاثَ مرّاتٍ فقيلَ يا رسولَ اللَّهِ ما يومُ الخلاصِ فقالَ يجيءُ الدَّجّالُ فيصعَدُ أُحُدًا فيطَّلِعُ فينظرُ إلى المدينةِ فيقولُ لأصحابِهِ ألا ترونَ إلى هذا القصرِ الأبيضِ هذا مسجدُ أحمدَ ثمَّ يأتي المدينةَ فيجِدُ بكلِّ ثُقبٍ من ثِقابِها ملكًا مصلتًا فيأتي سَبخَةَ الجُرفِ فيضرِبُ رواقَهُ ثمَّ ترتَجِفُ المدينةُ ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقٌ ولا منافِقةٌ ولا فاسقٌ ولا فاسِقةٌ إلّا خرجَ إليهِ فتخلُصُ المدينةُ وذلكَ يومُ الخلاصِ ". (الصحيح المسند للوادعي).

ويستدلون متأولين قوله - تعالى - : { قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لَا مِسَاسَ ۖ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَّن تُخْلَفَهُ ۖ وَانظُرْ إِلَىٰ إِلَٰهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا ۖ لَّنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا }. (طه ٩٧).

وأن الدجال له موعد علمه عند الله، وهو محبوس في جزيرة كما جاء في الحديث :

" سَمِعْتُ نِدَاءَ المُنَادِي -مُنَادِي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يُنَادِي: الصَّلَاةَ جَامِعَةً، فَخَرَجْتُ إلى المَسْجِدِ، فَصَلَّيْتُ مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَكُنْتُ في صَفِّ النِّسَاءِ الَّتي تَلِي ظُهُورَ القَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَاتَهُ جَلَسَ علَى المِنْبَرِ وَهو يَضْحَكُ، فَقالَ: لِيَلْزَمْ كُلُّ إنْسَانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قالَ: أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ؟ قالوا: اللَّهُ وَرَسولُهُ أَعْلَمُ، قالَ: إنِّي وَاللَّهِ ما جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلَا لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ كانَ رَجُلًا نَصْرَانِيًّا، فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحدَّثَني حَدِيثًا وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عن مَسِيحِ الدَّجَّالِ. حدَّثَني أنَّهُ رَكِبَ في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مع ثَلَاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بهِمِ المَوْجُ شَهْرًا في البَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَؤُوا إلى جَزِيرَةٍ في البَحْرِ حتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينَةِ، فَدَخَلُوا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يَدْرُونَ ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ؛ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقالوا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قالوا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: أَيُّهَا القَوْمُ، انْطَلِقُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، قالَ: لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلًا فَرِقْنَا منها أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً، قالَ: فَانْطَلَقْنَا سِرَاعًا حتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فيه أَعْظَمُ إنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقًا، وَأَشَدُّهُ وِثَاقًا، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إلى عُنُقِهِ، ما بيْنَ رُكْبَتَيْهِ إلى كَعْبَيْهِ بالحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ! ما أَنْتَ؟ قالَ: قدْ قَدَرْتُمْ علَى خَبَرِي، فأخْبِرُونِي ما أَنْتُمْ؟ قالوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ العَرَبِ رَكِبْنَا في سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا البَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ، فَلَعِبَ بنَا المَوْجُ شَهْرًا، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إلى جَزِيرَتِكَ هذِه، فَجَلَسْنَا في أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ، لا يُدْرَى ما قُبُلُهُ مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ! ما أَنْتِ؟ فَقالَتْ: أَنَا الجَسَّاسَةُ، قُلْنَا: وَما الجَسَّاسَةُ؟ قالَتْ: اعْمِدُوا إلى هذا الرَّجُلِ في الدَّيْرِ؛ فإنَّه إلى خَبَرِكُمْ بالأشْوَاقِ، فأقْبَلْنَا إلَيْكَ سِرَاعًا، وَفَزِعْنَا منها، وَلَمْ نَأْمَن أَنْ تَكُونَ شيطَانَةً. فَقالَ: أَخْبِرُونِي عن نَخْلِ بَيْسَانَ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: أَسْأَلُكُمْ عن نَخْلِهَا؛ هلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّه يُوشِكُ أَنْ لا تُثْمِرَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ، قُلْنَا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قالوا: هي كَثِيرَةُ المَاءِ، قالَ: أَمَا إنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ، قالَ: أَخْبِرُونِي عن عَيْنِ زُغَرَ، قالوا: عن أَيِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قالَ: هلْ في العَيْنِ مَاءٌ؟ وَهلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بمَاءِ العَيْنِ؟ قُلْنَا له: نَعَمْ، هي كَثِيرَةُ المَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِن مَائِهَا، قالَ: أَخْبِرُونِي عن نَبِيِّ الأُمِّيِّينَ ما فَعَلَ؟ قالوا: قدْ خَرَجَ مِن مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ، قالَ: أَقَاتَلَهُ العَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: كيفَ صَنَعَ بهِمْ؟ فأخْبَرْنَاهُ أنَّهُ قدْ ظَهَرَ علَى مَن يَلِيهِ مِنَ العَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قالَ لهمْ: قدْ كانَ ذلكَ؟ قُلْنَا: نَعَمْ، قالَ: أَمَا إنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لهمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وإنِّي مُخْبِرُكُمْ عَنِّي؛ إنِّي أَنَا المَسِيحُ، وإنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لي في الخُرُوجِ، فأخْرُجَ، فأسِيرَ في الأرْضِ فلا أَدَعَ قَرْيَةً إلَّا هَبَطْتُهَا في أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، غيرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ؛ فَهُما مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّما أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً -أَوْ وَاحِدًا- منهما اسْتَقْبَلَنِي مَلَكٌ بيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا، يَصُدُّنِي عَنْهَا، وإنَّ علَى كُلِّ نَقْبٍ منها مَلَائِكَةً يَحْرُسُونَهَا. قالَتْ: قالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَطَعَنَ بمِخْصَرَتِهِ في المِنْبَرِ: هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ، هذِه طَيْبَةُ -يَعْنِي المَدِينَةَ- أَلَا هلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذلكَ؟ فَقالَ النَّاسُ: نَعَمْ. فإنَّه أَعْجَبَنِي حَديثُ تَمِيمٍ؛ أنَّهُ وَافَقَ الَّذي كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عنْه، وَعَنِ المَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلَا إنَّه في بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ اليَمَنِ، لا، بَلْ مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هُوَ، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، مِن قِبَلِ المَشْرِقِ ما هو، وَأَوْمَأَ بيَدِهِ إلى المَشْرِقِ، قالَتْ: فَحَفِظْتُ هذا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ". (مسلم).

والله أعلم إن كان هذا صحيحا أو هو اجتهاد وتأويل خاطئ.

٤- كان القادياني عندما يقال إليه أن الأحاديث لا تنطبق عليك، فيقول إن عدم فهمها فتنة.

 ونحن نقول أن فتنة الدجال هي أعظم فتنة كما قال - عليه الصلاة والسلام - :

" مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ أَمْرٌ أَكْبَرُ مِنَ الدَّجَّالِ ". (مسند أحمد).

٥- ثم هؤلاء القاديانية لا يدركون أن المؤمن - نسأل الله التثبيت والثبات - عندما يرى ما يرى من المسيح الدجال - وما أهونه على الله - فيعلمون صدق الله - جل وعلا - ورسوله - عليه الصلاة والسلام - فيما أخبرنا، وعندما يرون ما يرون إذا كان هذا الدجال يظهر منه هذا، فسبحان الله الذي جعل الآيات للأنبياء - عليهم السلام - هذا مع علمنا أن كثير من مشايخ القاديانية كغيرهم.. يعلمون الحق ويسيرون مسير الباطل، نعوذ بالله من فتنة المال، وفتنة المنصب، وفتنة الشهوة، وفتنة الشهرة، وفتنة التعصب للباطل، وجميع الفتن.

ثم ذكرت المعجزات والخوارق لعيسى - عليه السلام - بعد نزوله، ولم نرى شيء منها للقادياني، فماذا تقول في معجزة ؟! جعلها دوارا في الأعلى وبولا في الأسفل ! 

ثم لماذا يجمع القادياني المال ثم يبني منارة لم تكتمل إلا بعد هلاكه ! ليخدع الناس أنها المنارة البيضاء ! لماذا لم يؤولها مثلا : أنها عبارة عن النور الروحاني الذي يشع من رأسه. فإن قلت : هذه سخرية ! أقول : هي أهون من الدوار والبول !.

٦- لما أراد  القادياني نفي أن يكون " المسيح الدجال " من اليهود، استدل بأن اليهود كتبت عليهم الذلة، فلا يكون لهم ملك إلى الأبد، فقال : " إن اليهود يعيشون دائما تحت ملك من الملوك صاغرين مقهورين ولا يكون لهم ملك إلى الأبد، كيف يخرج منهم الدجال ويملك الأرض كلها ". (حمامة البشرى ٢٩).

فقدر الله أن تقوم لليهود دولة في فلسطين عام ١٩٤٨م ! فأبطل الله تنبؤه ! وأبطل الله حجته في المسيح الدجال ! والعياذ بالله رب العالمين.

فالمفروض هنا أن الله " بقدره ومشيئته " أبطل حجة القادياني !!! 

والنتيجة : ثبت بطلان احتجاج القادياني في نفيه أن يكون المسيح الدجال من اليهود.

لكن دجل القاديانية ليس له حدود !

٧- ثم يا أخي : لا تتعجب أنك لا ترى معجزات كما ذكرت لرسول الله محمد والأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، بيننا وبين محمد ١٤٠٠ سنة، وبين نبينا ونبي الله عيسى ٦٠٠ سنة، وهذه السنوات في عمر البشر قليلة، ستُرى الآيات عندما ينزل عيسى - عليه السلام - بإذن الله ومشيئته وأمره، وسيحدث بها من يعيش بعد عيسى - عليه السلام - بإذنه تعالى.

ثم إن في خلق السماوات والأرض وما فيهن من مخلوقات أعظم معجزة وآية للناظرين و المتدبرين، وهي أعظم من عصى موسى أو طير عيسى أو نملة سليمان - عليهم السلام -.

وهذا القادياني جاهل والقاديانية من أجهل الناس، لقد وعد اليهود بمجيء مسيح وهو عيسى - عليه السلام - فكفروا به ولم يؤمنوا، ولا زالوا لليوم منذ ٢٠٠٠ عام - نعوذ بالله من ضلال يستمر قرونا - ينتظرون مجيء مسيح، وهو المسيح الدجال، وهذا ثابت بالنص، والواقع يشهد بذلك، وعندما ظهرت الماسونية والصهيونية واليهودية العالمية وصهاينة النصارى أخذوا يحضرن لمجيئه - خيبهم الله وخيب ضلالهم وسعيهم -.

لا تستهن بالدجال وفتنته عندما يظهر، أنه أعظم فتنة وأكبر فتنة، تخيل عندما يظهر ويرى الناس دجله، اليهود : إنه مسيحنا ! والنصارى : إنه مسيحنا ! والوثنين والمنافقين يتبعونه ! وحتى من يعلمون دجله يتبعونه، وإذا كان دجال صغير يخدع الملايين ! ماذا تقول في المسيح الدجال !!!

هذا الوثني أو الدنيوي الذي لا يعرف من الدنيا سوى الأكل والشرب والنوم، تخيل عندما يرى ما يرى من المسيح الدجال !!!

ربما الملحد يصير مؤمنا ! لكن بمن !!!

وكثير من الأديان والفرق تنتظر منتظرا ! فالله العليم أعلم.

و نقول : قال - صلوات الله وسلامه عليه - : " إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلَاءِ بِوَجْهٍ ". (البخاري).

أعوذ بالله من ذو الوجهين.

واستعيذ بالله من شر الناس وذوي الوجوه.

ونتعوذ بالله أن نكون منهم.

اللهم نعوذ بك من شر ما خلقت. 

وهذا الحديث ينطبق على القاديانية :

١- إن خاطبت البريطانيين قالت : خدماتنا لكم جليلة. وإن خاطبت المسلمين قالت : كانت بريطانيا تعتبر القادياني عدوا لها وتراقبه هو وجماعته.

٢- إن خاطبت المسلمين قالت : الدجال ويأجوج ومأجوج هم البريطانيين و المنصرون خاصة وتظهر العداوة والتصدي لهم. وإن خاطبت الغربيين و النصارى قالت : نحن معتدلون والمحبة للجميع ولا كراهية لأحد.

٣- إن خاطبت اليهود في فلسطين قدمت نفسها : بأنها مثال للتعايش مع اليهود وما يسمى بدولة إسرائيل. وإن خاطبت المسلمين والعرب قالت : نحن مظلومون وبينما فر بعض الفلسطينيين من أرضهم وديارهم، صمد القاديانيون في أرضهم وبلادهم ولم يفروا.

٤- وإن خاطبت العرب خاطبتهم بما يتوافق مع العرب. وإن خاطبت العجم خاطبت بما يتوافق معهم.

وفي آخر نقطة أذكر قبل سنوات كثيرة، كان كثير من كتب القادياني غير متوفرة باللغة العربية، وكانت القاديانية تكذب وتنفي أشياء كثيرة ؟ ولما تواصلنا مع بعض المسلمين العجم، ثم بعدها ترجمت القاديانية كتب القادياني، ايقنا حجم الكذب.

وكمثال : كنا إذا اقتبسنا نصا للقادياني من كتاب " القاديانية لإحسان إلهي ظهير ". أو غيره من الكتب، ووضعناه أمام فرد من أفراد القاديانية ! يكون الجواب : هذا الكتاب كذب، ومؤلفه - عليه رحمة الله -  يكذب، كما أن النص المذكور موجود في كتاب لم يترجم للعربية بعد، وترجمة غيرنا لا نثق بها، ولا يحتج بها علينا.

ثم ترجمت القاديانية كثير من كتبها للغة العربية - تحت ضغط القاديانيين العرب ومطالبتهم بذلك - وكانت الصدمة لكثير من القاديانيين العرب، تماما كما أنت تستغرب من تضارب أقوال القادياني والقاديانية وتصدم وأنت تقرأ هذا "المُؤلف" وغيره.. من شدة التضارب والتناقض والاختلاف والفساد !!!  نسأل الله الهادي الهداية لنا ولهم ولك.

[ هذا مع أن الاختلاف والتناقض والتضارب والكذب… أشد مما تتخيل ! إن درست وجمعت و بحثت ودققت في نصوص الكتاب والسنة، وأقوال القادياني، وأقوال خلفائه، وأقوال مشايخ القاديانية وما تتبناه الجماعة. والقاديانية بحاجة لبحوث في مواضيع عديدة، وسبحان الله ناصر دينه وملته ولله الشكر ولله الحمد. وإنني هنا أستغل هذا، واقترح مواضيع للبحث في القاديانية كأمثلة لعل الله يوفق من يشاء لذلك :

•القادياني والقاديانية وكتاب الله أو : التفسير، النسخ، التأويل… 

•القادياني والقاديانية والسنة النبوية.

•القادياني والقاديانية واللغة العربية.

•القادياني والشعر العربي. 

•القادياني والقاديانية والأسماء والصفات.

•القادياني والقاديانية والجن.

•القادياني والقاديانية والملائكة.

•القادياني والقاديانية والأنبياء.

•القادياني والقاديانية والوحي.

•القادياني والقاديانية وأخبار آخر الزمان.

•وغير ذلك من مواضيع.

وستجد إن شاء الله من النصوص ما لا يخطر ببالك - وفقني الله وإياك - ولا تستصغر بحثا عبارة عن ٤٠ أو ٥٠ صفحة ].

ثم اليوم عند المقارنة نجد أنه - رحمه الله - توافقت نقوله مع ترجمات القاديانية.

وإن قالت القاديانية : إن الكاتب قال أن عندنا كتاب اسمه "الكتاب المبين" غير القرآن، ولا يوجد عندنا كتاب بهذا المسمى.

فنحن لا نعلم إن أخطأ والخطأ وارد عند البشر، أو أن هناك شيء لا نعلمه، وكانت القاديانية تستغل هذا الموضوع.

ومع ذلك فإن "كتاب تذكرة" كما تعرفه القاديانية : " مجموعة الوحي المقدس والرؤى والكشوف ". طبعا لغلام أحمد القادياني.

سؤال : القرآن ما هو ؟ الجواب : وحي الله لمحمد صلى الله عليه وسلم.

سؤال : كتاب تذكرة ما هو ؟ الجواب : مجموعة الوحي المقدس والرؤى والكشوف لغلام أحمد القادياني. 

فإن قالت القاديانية : كتاب تذكرة لا يتعبد بتلاوته في الصلاة.

فيقال لها : الحديث النبوي والقدسي : وحي من الله ولا يتعبد به في الصلاة.

فبالتالي : نفي كتاب اسمه "الكتاب المبين" مع وجود كتاب "التذكرة" نفي مسمى لمضمون واحد.

ومع ذلك نقول والحق يقال : أن بعض المعلومات عن القاديانية - غير صحيحة - كانت منتشرة على الإنترنت والمنتديات "نسخ لصق" دون دراية وتثبت. فاستغلت القاديانية ذلك تقول لأتباعها : إنهم يكذبون علينا ! واليوم الحمد لله والشكر لله هناك بحوث وكتب ومقالات موثقة بالمصادر والصور.

هناك نقطة مهمة للغاية وهي جد متعلقة ببحثنا هذا حول المعجزات، وسنن الله الأرضية والطبيعية : 

إن قول القاديانية : أن الدجال ويأجوج ومأجوج هم الأمم الأوروبية، وهؤلاء لا يدان لأحد بقتالهم.

هذا الكلام باطل من وجوه :

أولا : صحيح أن الحديث النبوي ذكر بخصوص يأجوج ومأجوج أنه لا يدان لأحد بقتالهم. لكن في النهاية يتوجه عيسى - عليه السلام - إلى الله ويقتلهم الله - عز وجل - وينتهي موضوع يأجوج ومأجوج وينتهي موضوع أنه لا يدان لأحد بقتالهم. لا أن يستمر الأمر من زمن القادياني إلى يومنا قرنا وثلثا.

ثانيا : إن القادياني قال : أن يأجوج ومأجوج سوف يقتلهم الله بدعاء المسيح الموعود، وهذا لم يتحقق للقادياني، بل من تناقضه أنه يدعو الله لبريطانيا.

ثالثا : إن القول أن يأجوج ومأجوج هم الروس، أو البريطانيين، أو الأمم الأوروبية، غباء وجهل وسخافة، وكأن التاريخ توقف عند هؤلاء، الدنيا متقلبة ولا يدوم حالها وهذا ما حدث، فقد قامت في روسيا وآسيا وشرق أوروبا إمبراطورية شيوعية إلحادية ثم انهارت، واليوم يوجد قطب جديد في العالم هي روسيا والصين و من يتحالف معهما كوريا وإيران وغيرهم… 

رابعا : قالت القاديانية : يأجوج ومأجوج هم الأمم الغربية وهؤلاء لا يدان لأحد بقتالهم ". وقالت القاديانية : " الخوارق المعجزة لا تعطى لكافر، فكيف تعطى الخوارق للمسيح الدجال ؟ ". 

نقول : ( لا يدان لأحد بقتالهم ) أمر خارق أعطي لكفار، لأن من سنن الله نشوء أمم وإنهيار أمم، وانتصار أمم وهزيمة أمم. وهذا من تناقضات القاديانية الكثيرة.

خامسا : وهو أهم شيء، نسأل القاديانية : هل ( لا يدان لأحد بقتالهم ) أمر خارق للعادة ؟ إن أجابت : بنعم. فقد أبطلت عقيدتها في نفي المعجزات الخارقة للعادة  ! وإن أجابت : بلا. فقد أبطلت عقيدتها أن القادياني مسيح موعود ومهدي ! و أبطلت عقيدتها في الدجال ويأجوج ومأجوج ! وأبطلت عقيدتها في عدم قتالهم وجهادهم ! وأبطلت دينها الباطل كله !.    

صياغة السؤال بطريقة أخرى لأن - الفهم صعب - عند بعض القاديانيين العقلانيين : هل من سنن الله ( لا يدان لأحد بقتالهم ) ؟ إن أجبتم : بنعم. فهذا باطل شرعا وعقلا وواقعا وتاريخا. وإن أجبتم : بلا. فقد أثبتم آيات الله الخارقة للعادة.

وقد تفر القاديانية من الإجابة عن السؤال الخامس ! وقد تفر من عدم هلاك يأجوج ومأجوج على يد القادياني أو دعائه !  بالقول : إن الله وعد بانتصار ملة الإسلام على كل الملل، وهذا لم يحدث بعد : 

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }. (الصف ٩).

ونحن نعلم تفسير هذه الآية عندنا كما قال الطبري - رحمه الله - في تفسيره : " وقوله: ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) يقول : ليظهر دينه الحقّ الذي أرسل به رسوله على كلّ دين سواه، وذلك عند نـزول عيسى ابن مريم، وحين تصير الملة واحدة، فلا يكون دين غير الإسلام ".

والقادياني بصفته مسيحا موعودا لم يهلك الممل كلها، والأمر عنده وعند القاديانية : " إهلاك بالحجة ومن هلك بالحجة فقد هلك ".

عمليا لم يحقق شيئا !!!

والقاديانية تعتبر أنها مستمرة في عملية الإهلاك بالحجة.

نسأل الله هلاك القاديانية.

ونسأل الله أن يهلك القاديانية كما أهلك غيرها. 

النتيجة باختصار : أن القاديانية تعتبر أنها الإسلام الصحيح، وأنها مستمرة بوصفها جماعة على الحق - والعياذ بالله - في الإهلاك بالحجة.

وهذا منتهى السخف والحماقة والجهل، فإن من سنن الله : { وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الْأَرْضُ }. (البقرة ٢٥١).

فكما تكون المدافعة بالحجة، تكون المدافعة بالسيف، ولذلك شرع الله الجهاد.

ومن سنن الله : { وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }. (آل عمران ١٤٠).

وهكذا هي الدنيا يوم لهؤلاء، ويوم لهؤلاء. ولم يتوقف التاريخ عند سليمان وذو القرنين - عليهما السلام - حتى يتوقف عند الأمم الغربية والأوروبية، بحجة أنهم يأجوج ومأجوج ولا يدان لأحد بقتالهم.

أما قول القاديانية : أن المسيح الموعود يضع الحرب ! 

فالجواب :

١- كيف من هو حاله مثل حال القادياني وخلفائه أن يضعوا حربا، والقاديانية عبارة عن جماعة دينية يرأسها خليفة لا علاقة له بالأمور الدنيوية والسياسية والإقتصادية.. ومجرد الدعاء والتوجه إلى الله إن منع حربا، لا يمنع أخرى ! ولذلك حمل النبي - صلى الله عليه وسلم - السيف، ولم ينتصر بالدعاء وحده، وكما يرد كيد أعداء الله بالدعاء، يرد بالسيف. وها هي الأمم المتحدة ومجلس أمنها لم تستطع منع الحروب، لأن ذلك مخالف لسنة الله في الصراع والتدافع بين الناس.

٢- كنا نسأل القاديانيين : أين الحرب التي وضعها القادياني ؟! والحروب كانت في زمانه وبعده وإلى يومنا هذا ؟! فكانوا يقولون : المقصود وضع الحروب الدينية - دبر لك أي جواب -.

وهذا سخف وحماقة وقلة عقل، الحروب هي الحروب، سواء كانت أسبابها دينية أو دنيوية، والنتيجة سواء : قتل ودماء. ويقاتل المقاتلون وكثير منهم كاره للقتال، لكنه أمر جعله الله بين البشر لا يمكن وقفه، وله حكم في ذلك سبحانه العليم الحكيم.

والكثير من الناس يعلمون حتى الحروب التي دوافعها دنيوية خالصة وشخصية بحتة، يستغل فيها الدين، لأن الدين عامل محرك للإفراد للقتال، من قال أن باباوات الفاتيكان كانوا وهم يحرضون الناس على الحروب ملتزمين بدينهم، أو ليس لهم أهداف دنيوية، ومن قال أن ملوك إسبانيا الذين قتلوا المسلمين باسم الدين و أنشأوا محاكم التفتيش، كانوا ملتزمين بدينهم أو ليس عندهم أطماع دنيوية، ومن قال أن بعض أمراء المسلمين الذين حرضوا المسلمين على الجهاد ليس عندهم أي مطلب دنيوي، بل الحفاظ على الملك في حد ذاته مطلب ديني ودنيوي، بل وشرع - الرب - لنا الغنائم وشرع الرب حق، والغنائم مطالب دنيوية، والناس كما عندها مطالب دينية مثل حرية العبادة، عندها مطالب دنيوية، المال والأكل والشرب والمسكن والملبس والأمن…

ثم الحروب الدينية لم تتوقف إلى يومنا هذا، بل وفي قلب أوروبا حدث ذلك في إيرلندا الشمالية، وفي البوسنة والهرسك، ويحدث في فلسطين وسوريا وغيرها…

ثم لما واجهنا القاديانيين بهذا : قالوا هذه حروب ليست دينية !

ما أجهل هؤلاء الناس ! الفهم صعب عند بعضهم، فتضطر للحديث بأمور من يسمعها أو يقرأها يقول : كيف يرد على مثل هذه السخافات ! لو ضربنا مثالا : اليهود الصهاينة يريدون إقامة هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى المبارك. السؤال : أليس هذا سيشعل حرب دينية ؟!

والحقيقة : حتى الحروب الدينية الخالصة، لا يمكن فصل المسائل الدنيوية عنها، بالتالي : المقاتل يأخذ سلاح من قتله أو هزمه، والمقاتل : بحاجة للأكل والشرب ولو من فم عدوه،  ومن يسيطر على أرض لا بد من إدارتها دنيويا.

ولا يمكن فصل الدين عن الدنيا ولا الدنيا عن الدين.

حتى الملحد هو عمليا عنده عقيدة تفسر له كثير من المسائل والقضايا.

٣- لو فرضنا جدلا أن الحروب الدينية اليوم توقفت، من يضمن أنها لن تكون في المستقبل !

وهي لم تتوقف وهي كائنة.   

فلا القاديانية تفقه سنن الله الطبيعية المعتادة ! ولا هي تفقه سنن الله الخارقة للعادة ! مع أن الأمر معلوم، لكن : نعوذ بالله ممن يضللون الناس، فالله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

ثم بعض الناس لا يدركون بعض الأمور والمسائل - علمنا الله وإياكم وفقهنا وإياكم -، كثير ممن حكموا بلاد الله عبر العصور والأزمان والتاريخ إلا من رحم الله - يسيطر الحكم والسلطان عليهم والشهوات - ويصطدم بدين الشعوب التي يحكمها، وهذا لا يريحه ولا يعجبه فمثلا :

عند النصارى كان يصطدم الحاكم مع الكنيسة ودين الناس، يريد أن يطلق، أو يتزوج من أكثر من واحدة، أو يتصادم مع بابا الفاتيكان، فكان كثير من الحكام يتمنون لو يتخلصون من سلطان الدين عليهم، أو سلطان البابا عليهم، وكثير منهم كان يظهر التدين - نفاقا أو مضطرا أو مصلحة - مع أنه غير ملتزم بالدين وتصرفاته تدل على ذلك، ثم انتصرت اللادينية على الدولة عند الأوروبين، واليوم إن خالف الحاكم الدين الجواب سهل : الدولة علمانية، وفصل الدين عن الدولة، وهذا مريح بالنسبة لهم.

هذا مع العلم أن النصارى يلاحظ عليهم التساهل في الدين حتى عند المتدينين منهم، ويلاحظ التشدد عن المتدينين من اليهود، والمسلمون وسط والحمد لله. 

ومع أن بريطانيا كانت علمانية كانت تدعم المنصرين في الهند ومستعمراتها، وكانت فرنسا تدعم التنصير في الجزائر ومستعمراتها.

فالمسألة من ناحية قاديانية : لا تبرأ بريطانيا كما يصور القادياني والقاديانية.

وهذه حال الدنيا هناك من يجتهد في إتباع الدين، وهناك الدين عنده حسب المصلحة والمنفعة. 

هذا ويلاحظ أن عامة الناس في تدينهم - سواء من دينه حق أو باطل - رغم جهلهم بدينهم، وقلة بحثهم، وضعف اطلاعهم، وعدم نظرهم في الأدلة، وضعف التزامهم بدينهم، و اقتصارهم على ما يهمهم من مسائل حياتهم كجواب سؤال أو فتوى، هم أصدق من بعض زعمائهم الدينيين و الدنيويين : لأن هؤلاء بعضهم عرف الحق، وأصر على دينه الباطل، ولأنه خبر الحياة، وبحث في الأدلة والكتب، وبعضهم ممن دينهم حق - الله أعلم بقلوبهم وخفاياهم - لكنه افتتن، هؤلاء الزعماء : تفتنهم السلطة، والزعامة الدينية، والشهوة، والمال، والمنصب، والاتباع، والطاعة لهم، وما شابه ذلك.. نعوذ بالله رب العالمين المثبت على الدين.

وأحيانا كنت أقول في نفسي : هذا الذي حظه من الدين صلاة وصيام وشيء من المعلومات الدينية الضرورية، اراحه الله وعافاه، لا كحال من علم وفقه، ثم كانت بدعته مكفرة، ولله في خلقه شؤون.

وإن كنت تتعجب أن الله قضى أن تحرف أديان الأنبياء - عليهم السلام - والكتب السماوية، فانظر إلى الإسلام، كتاب الله محفوظ بين أيدينا، وسنة رسول الله - عليه الصلاة والسلام - كذلك، ثم يأتي من يحرفون معنى مراد الله ومراد رسوله، ويأتون بعقائد وأقوال غاية في الكفر والخطورة والضلال، ثم يقولون بعدها : نحن نتبع القرآن وهو المقدم عندنا، كحال القاديانية، ومنكري السنة، والرافضة وغيرهم.

والتحريف عند أهل الكتاب تحريف شديد، تحريف نص الكتاب، ثم تحريف معنى النص المحرف. أي أن أهل الكتاب عندهم التحريف نصا ومعنى.

وقال الحق - سبحانه - : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }. (الحجر ٩).

فأهل الهوى والبدع والفرق الضالة في الإسلام، لا مفر لا يستطيعون إنكار آية واحدة، حتى الروافض القائلين بتحريف القرآن - عياذا بالله - هذا القول غير مقبول عند أكثر عامة الشيعة، قهرهم الله بهذا الآية شرعا وتقديرا، الحل عندهم تحريف معاني الآيات القرآنية.

أما في غير القرآن :

-القادياني يقول ما يقول فيصبح هذا دين عند أتباعه. 

-يُكذب على آل بيت رسول الله - عليه الصلاة والسلام - فيصبح هذا دين محرف عند الرافضة.

-إنكار السنة النبوية فيصبح هذا دين منكري السنة المحرف.

بل حتى البشر يحرفون كلام البشر، فنحن نأتي بأقوال القادياني وأئمة الشيعة، ومشايخ الإسلام، فيبدأ المبتدع يؤول الكلام ويحرف.  

ولو التمس لبعض المسلمين تأويل أو عذر، فلا يلتمس عذر في نصوص معلومة من الدين بالضرورة، واضحة الدلالة، لا شك فيها، وبما أننا نتحدث عن القاديانية، كنت أسمع القاديانيين يقولون : إقرأوا تفسيراتنا : جديدة، وعقلانية، بضاعتنا جميلة - نعوذ بالله من الجهل وقلة العقل - فانظر إلى هذا كمثال :

يقول سبحانه - الحق - : { وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ ۚ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ ۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا }. (النساء ١٥٧).

ثم بعد ١٤٠٠ سنة يكتشف القادياني والقاديانية : أن المسيح - عليه السلام - والعياذ بالله، صلب لكنه لم يمت على الصليب، أغمي عليه، فظنوا أنه مات، لكنه نجا وعاش وذهب للهند، و قبره في كشمير.

هذا تكذيب صريح لكلام الله - والعياذ بالله - وأي شيء أعظم من هذا.

ولو كُذب إنسان، أو حرف كلامه، أو حرف مراد كلامه، لغضب لذلك، فكيف بغضب الله والعياذ بالله سبحانه.

القسيس أو المنصر يأتي للمسلم يقول - نعوذ بالله من الكفر - : " المسيح هو الرب، والرب ثلاثة، والرب صلب ".

فالمسلم العامي البسيط : يفر، وينفر من هذا الكلام، ولا يطيق سماعه، وبدنه ينتفض، ويشعر بالخوف، وواضح عند المسلم أن وصف الله بهذا قول كبير عظيم مخيف ظاهر بطلانه.

ثم تأتي القاديانية بآية قرآنية - تحرف معنى كلام الله فيها - فتلتقط فردا هنا وفردا هناك، ثم تقول القاديانية لك : نحن ننصر الإسلام ونتبع القرآن ونحارب ونقاوم قساوسة النصارى.

طبعا قسيس مثل - زويمر - حاله : نحن تعبنا كثيرا، فأكملي المسيرة عنا يا قاديانية. 

وقد نقلت بعضا من فتاوى العلماء ومؤسسات الإفتاء في كفر القادياني والقاديانية، انظر ( البراهين الإسلامية ) أو ابحث في الإنترنت في تكفير القاديانية.

ونقلت بعض النصوص للقاديانية في تكفيرها المسلمين، لكن القاديانية في العلن تنكر أنها تكفر المسلمين.

والحقيقة أسباب تكفير القاديانية كثيرة جدا، أكثر مما تجد في الفتوى المختصرة للعلماء، بل في تكفير القاديانية يؤلف بحث أو كتاب. 

وهذا الدجال و اليأجوج و المأجوج الذي تقدمه لك القاديانية على أنه قسس النصارى والدول الأوروبية والغربية :

بالنسبة للمنصرين لم يفلحوا مع المسلمين منذ قرنين وأكثر، بل ومنذ فجر الإسلام إلى سقوط الأندلس إلى يومنا، ولله الشكر والحمد.

أما بالنسبة للدول الغربية فخطرها من ناحيتين، العسكرية ولعل الله يفرج على أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - و ينصرها نصرا عزيزا مؤزرا، نسأل الله ذلك، اللهم آمين.

والخطر الثاني : هو المكر، و الخبث، والنقاق، والميكافيلية، والبراغماتية.

فالدول الغربية و غالبية شعوبها تخلت عن النصرانية لكن الدول الغربية :

-طوال أكثر من قرنين كانت تدعم التنصير في بلاد المسلمين.

-دعمت جماعات خارجة عن الإسلام كالقاديانية، وبعض الفرق الصوفية المشبوهة المغالية  والغارقة في الضلال والخرافة والشرك والعقائد الكفرية.

-دعمت جماعات وحكومات لادينية وقهرت المسلمين بهم.

-وهي تدعم بشكل أو بآخر السيف الذي حمله الرافضة على المسلمين اليوم وهو يخدمها.

-أسست أجهزة مخابراتها بعض الجماعات المنتسبة للمسلمين وأهل السنة، التي تغالي في القتل، والتصرفات المخالفة للشريعة، والمخالفة للحكمة، والسياسة والتدبير، والسماحة واللين، وهي تفيدها كفزاعة، وفي تشويه الإسلام، وإيقاع الضرر بالمسلمين، وفي إحداث إضرابات في هذا البلد أو ذاك… مع ظننا جهل كثير من أتباعها بذلك، وأقل ما يقال في بعضها حتى لا نكون ظالمين، تركت هذه الدول لها مجال الحركة حتى تحقق هذه الدول ما تريد، أو هم يخدمون أعداء المسلمين بجهل منهم وقلة وعي، وثبت أن هذه التصرفات ضررها أكثر من نفعها، وتأذى المسلمون منها أكثر مما تأذى أعداء المسلمين.

أما المنصرون فهؤلاء يستطيعون أن يأتوا إلى قارة مثل أفريقيا و يقنعوا بعض الوثنيين بدينهم، الدولة الغربية تسرق بلادهم، وخيراتهم، وتستعبدهم، وتتسلط عليهم، ثم ترسل هؤلاء المنصرين إلى الأفارقة الوثنين ليقولوا لهم : " المسيح جاء يخلصكم ". وهذا هو دين المحبة والسلام، وهذا الكتاب كلمة الله، أي الكتاب المقدس عندهم، تعالوا نطعمكم، ونعلمكم، ونساعدكم، فيظن المسكين الجاهل أن هناك رحماء هبطوا من السماء، وما هو إلا شياطين أرسلوا شياطين أو جهال بثوب الرحمة، وهم سبب مشاكلهم الدنيوية، وأضافوا لهم مشاكل في عقيدتهم وعقولهم وتفكيرهم.

بل نجد أن بعض الوثنيين أرحم من النصارى والغربيين، مثل كفار قريش زمن النبي - عليه الصلاة والسلام - ووثنيي الهنود الحمر وأفريقيا وغيرهم.  

والنصارى والمؤسسات النصرانية والجماعات النصرانية رضيت بسلطة رجال لادينيين وغير ملتزمين بالدين النصراني، بينما نجد جماعات يهودية ومتدينين يهود، يرفضون الصهيونية، أو وجود وإقامة دولة إسرائيل، لأنه حسب معتقدهم إقامة دولة لليهود مرتبط بمجيء المسيح المنتظر - المسيح الدجال - ولم يأت بعد حسب معتقدهم ، وبعض اليهود يرون أن الصهيونية ودولة إسرائيل تخالف الدين اليهودي والصهيونية حركة علمانية تستغل اليهود والدين اليهودي براغماتيا و ميكافيليا، وبعض اليهود يرفضون الخدمة في الجيش الإسرائيلي ليس لسبب - فلسطيني من قتل وظلم واحتلال - بل لأنهم يرون أن الجيش الإسرائيلي يخالف التوراة والدين اليهودي، وفي الفترة الأخيرة ظهرت عند اليهود تيارات الصهيونية الدينية، وربما هي مقبولة لكثير من اليهود أكثر من الصهيونية العلمانية، ومع ذلك هي ميكافيلية براغماتية الطابع.  

وتتغنى لك الدول الغربية : بالديمقراطية، والحرية، وحقوق الإنسان، والسلام… وفي بلاد كبلاد الإسلام، والعرب، وإفريقيا… نشكوا إلى الله ظلمها وظلم من تسلطهم علينا.

وإن كان بعض هؤلاء المتسلطين ليسوا عملاء للغرب، فهم نتاج فكرهم الغربي والفلسفي، والإلحادي اللاديني، ومثال : لقد خرجت الشيوعية من قلب أوروبا فكريا، ثم حكمت في روسيا وبعض بلاد آسيا وأفريقيا.

عياذا بالله رب الفلق من شر ما خلق. 

المنصر إن أتى لمسلم يقول له : هل هناك هدهد يتكلم ؟ هل هناك نملة تتكلم ؟ - مع أن في كتاب النصارى حمار يتكلم مع نبي، لكنه يعلم أن المسلم العامي لا يعلم ذلك، والأمر شبيه ما أنقل لك من كلام القادياني، يقولون شيء وكتابهم المقدس يبطل قولهم - إلى آخره… من التشكيك والشبهات، لكن كل هذه الشبهات، حتى لو لم يجد العامي المسلم لها جوابا، هذا لا يعني أن المسلم سيقتنع بدين النصارى !

أعداء الإسلام بعد الفشل العسكري والعقائدي، درسوا تاريخ المسلمين عبر ١٤٠٠ سنة و استخلصوا النتائج وعلموا ما يؤثر في المسلمين :

•الفرقة والاختلاف والعداوة والبغضاء والعصبيات.

•البدع العقائدية والجماعات الضالة.

•الصراع على الملك، والاقتتال الداخلي، والفتن والاضطرابات والحروب.

•تسليط بعض المسلمين على المسلمين.

نسأل الله أن يرد كيد أعداء الإسلام والمسلمين بما شاء وكيف شاء…

وأن يجعل كيد أعداء الإسلام والمسلمين وتدبيرهم ومكرهم عليهم…

آمين آمين آمين والشكر والحمد لله والصلاة والسلام على من لا نبي بعده…

في الماضي : من كان يسمع الشبهات من المستشرقين والمنصرين، اليوم يسمع الكثير منها :

♦من القاديانية.

♦من الملحدين.

♦من العلمانيين.

♦من منكري السنة.

♦شخص يقدم نفسه أنه مسلم : شيخ، أو مفكر، أو باحث.

وهؤلاء يجدون بعض الجهال هنا وهناك من يتقبل كلامهم، لاحظ أن نفس الكلام لم يقبل من المنصرين، فلماذا يتعب المنصرون أنفسهم.

الدول الغربية والاستعمارية : أتعبنا بعض المسلمين الذين يحاربوننا باسم الجهاد، أو يحرضون العامة علينا، أو يهددون مصالحنا الإستعمارية، نكتفي أن يخرج المسلمون من دينهم - عياذا بالله -، ثم فليكونوا قاديانيين، أو ملحدين، أو رافضة، المهم أخرجوهم من دينهم نرتاح منهم.

وحتى هذا المطلب - ولله الحمد - غير مجد ولم يلق نجاحا إلا جزئيا وبشكل بسيط مقارنة مع الجهد والدعم و….

والذي يضمن لهم بقاء قوتهم : تجريد المسلمين من عوامل القوة، و تفرقهم، واختلافهم، وتقسيمهم في دويلات وتقسيمهم وتفريقهم داخل هذه الدويلات، وابقائهم يعانون من دوام الفتن والاضطرابات والمشاكل وعدم الراحة.

وهذه الجملة التي قالها القادياني : إن راحتنا لا تكمن في راحة العالم، هي مبدأ المستعمرين الغربيين والصهاينة.

سأضرب لك مثالا واحدا توضيحيا : سقط النظام الحاكم في الصومال منذ أكثر من ثلاثين عاما وتشتت وتفرقت البلاد، وهذا لا يسمح أن يحدث في أوروبا وأمريكا، وإن حدثت مشكلة عندهم، يسارعون لحلها، وإن طالت قليلا رغم أنفهم يدعونها حتى يأتي الوقت المناسب لحلها، لكن مبدئيا هم لا يسمحون، لأنهم خبروا وجربوا وذاقوا الويلات عبر عقود طويلة، لكن في بلادنا الإسلامية هم يفعلون هذا بأدواتهم التي يشتمونها إعلاميا، من أجل الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

- أخي المسلم - هذه الحدود الجغرافية التي تقسم العالم الإسلامي، هذه كانت صالحة بعد الحرب العالمية الثانية، أما اليوم لم تعد صالحة، ويريدون إعادة تقسيم هذه الدول كل دولة تقسم إلى ثلاثة وأربع أقسام وأكثر، حتى يسيطروا علينا أكثر فأكثر، فالدول عندما تقسم : تخسر موارد وثروات، قد تخسر منافذ بحرية، تخسر جزء كبيرا من شعبها… فتضعف سياسيا واقتصاديا وعسكريا وتصبح تحت أمرهم أكثر فأكثر، وهم جشعون ومصاصي دماء وكلما أخذوا يريدون أكثر، هذه فرنسا تعيش على حساب كثير من الدول الإفريقية نفوذا وسرقة و نهبا ومصائب… وهي رمز للحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.

بل إن الغرب يريد إقامة نظام عالمي جديد غير الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية، لكن فاتهم القطار والحمد لله رب العالمين، كثير من الدول لا تسمح بهذا ليس فقط الدول الإسلامية الضعيفة، بل بلاد مثل روسيا والصين والهند وغيرها… أي بلد وأي نظام يسمح أن تصبح بلاده أقساما وأجزاء، ثم يصير دمية لا يملك أن يفعل شيئا سوى تنفيذ الأوامر ! حتى أهل الباطل هم في صراع مع بعضهم !

في ختام هذا المبحث : كلنا سوف نلقى الله - عز وجل - ونموت، فإن كنا في الدنيا ضعفاء، أو أذلة، أو فقراء، - نسأل الله القوة والعزة والغنى به - المهم أن نخرج من الدنيا بديننا، لا مقارنة بين الجنة والدنيا، من يذق نعيم الجنة، هذه الدنيا تصبح في نظره لا شيء، الجنة هي الوطن، وطنيتنا جنة الله !!! وهذه الدنيا يعطيها الله للمؤمن ويعطيها للكافر ! نسأل الله نعيم الدنيا والآخرة.  

اللهم ثبتنا بك على دينك العظيم يا عظيم.

ونعوذ بالله من الدجال ودجلة و شره وفتنته وما الله به عليم.

ربنا نعوذ بك من يأجوج ومأجوج.

ونعوذ بك من خروجهم.

هذا والحمد لله رب العالمين.