القاديانية والتشبيه والتجسيم
القاديانية والتشبيه والتجسيم
محمد رشاد وزيري
لقد عاش ميرزا غلام احمد القادياني يتاجر بالأباطيل، والتأويلات الفاسدة، والنبوءات الكاذبة ..وكل امرئ لا يعصمه دين قويم، ولا خلق شريف، ولا عقل صحيح، يستطيع أن يدعي ما يشاء
و عقيدة الغلام الفاسدة في عمومها اشتملت علي الشرك والالحاد و التناسخ والحلول والتشبيه والتجسيم وذلك عندما وصف الله تعالى بالتوقيع والكتابة ، أو أنه مثل الأخطبوط ، أو أن له ولدًا ، او افعاله تشبه افعال البشر
التناسخ والحلول :
يعتقد الغلام بأن روح ابراهيم "عليه السلام" حلت في شخصية سيدنا محمد ﷺ
"إن مراتب الوجود دائرة، وقد ولد إبراهيم بعادته وفطرته ومشابهته القلبية بعد وفاته بنحو ألفي سنة وخمسين، في بيت عبد الله بن عبد المطلب وسمي بمحمد صلى الله عليه وسلم" ( ترياق القلوب ص 155) .
وقال أيضاً: "وتحل الحقيقة المحمدية وتتجلى في متبع كامل" ... ( يقصد نفسه ) .
ويقول عن حلول شخصية المسيح ابن مريم في شخصه : "إن الله أرسل رجلاً كان أنموذجاً لروحانية عيسى، وقد ظهر في مظهره وسمي المسيح الموعود؛ لأن الحقيقة العيسوية قد حلت فيه. ومعنى ذلك أن الحقيقة العيسوية قد اتحدت به"
( آئينة كمالات إسلام ص346 )
الأدهى والأمرُّ من ذلك أنه ادعى حلول الله عز وجل فيه، حيث قال: "إن الله أُنْزِل فيَّ وأنا واسطة بينه وبين المخلوقات كلها" ( كتاب البرية ص 75 للغلام ) .
الميرزا يقول كلام يفهم منه أنه يؤله نفسه ويرى أنه شريك لله في أعماله فهو مظهر الله وانه يحيي ويميت..
يقول الغلام : "وإني جئت من الحضرة الرفيعة العالية ، ليُريَ بي ربي من بعض صفاته الجلالية والجمالية فجعلني مَظهر المسيح عيسى ابن مريم وجعلني مَظهر النبي المهدي أحمد ....فجئت في الحُلتين المهزودتين المُصَبّغتين بصبغ الجلال وصبغ الجمال ، وأُعطيتُ صفة الإفناء والإحياء من الرب الفعال " (الخطبة الإلهامية) .
التشبيه والتجسيم :
للقادياني أقوالاً كفرية في وصف الله تعالى؛ مما يعد استهانة بعظمة الله التي تمثل شكلا من اشكال الالحاد فهو يزعم أن الله قال عن نفسه جل وعلا: بأنه يصلي ويصوم وكونه عز وجل يلحقه النوم والصحو، والخطأ والصواب، وغير ذلك من صفات النقص التي تحل بالبشر
قال القادياني: "قال لي الله: إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام" ( البشر للقادياني 2/ 97 ) . لمن يصلي ويصوم ربنا عز وجل!!
وقال أيضاً: "قال الله: إني مع الرسول أجيب؛ أخطئ وأصيب، إني مع الرسول محيط" ( البشر للقادياني 2/ ص 79)
زعم أنه رأى في الكشف أنه قدم أوراقاً كثيرة إلى الله تعالى ليوقع عليها ..فوقع الله عليها بحبر أحمر يقول الغلام :" إني رأيت في الكشف بأني قدمت أوراقًا كثيرة إلى الله تعالى ليوقع عليها ويصدق الطلبات التي اقترحتها ، فرأيت أن الله وقع على الأوراق بحبر أحمر ، وكان عندي وقت الكشف رجل من مريدي يقال له عبد الله ، ثم نفض الرب القلم ، وسقطت منه قطرات الحبر الأحمر على أثوابي وأثواب مريدي عبد الله ، ولما انتهى الكشف رأيت بالفعل أن أثوابي ، وأثواب عبد الله لطخت بهذه الحمرة ، مع أنه لم يكن عندي شيء من اللون الأحمر ، إلى الآن هذه الأثواب موجودة عند مريدي عبد الله " ( حقيقة الوحي ، للغلام ، ص 255 )
و معنى أن يأتي الله لينفذ أوامر الميرزا ويوقع له على الأوراق أنه فقد صفة الألوهية والعظمة عند تنفيذه لأوامر البشر .
وفي صراحة تامة يصرح الغلام بأن الله له فم-تعالى الله عن قوله- ينفخ به الصور تأييداً لدعوته المشئومة، حيث قال:
"ستؤسس جماعة وينفخ الله الصور بفمه لتأييدها، وينجذب إلى هذا الصوت كل سعيد ولا يبقى إلا الأشقياء الذين حقت عليهم الضلالة وخلقوا ليملئوا جهنم"( براهين أحمدية 5/ 82 ) .
و شبه الله بإنسان له قصر، فيه باب يمنع الداخلين إلا بإذنه. قال في ضميمة الوحي: "ولا يوصل إلى قصر الله وبابه إلا هذا الدين الأجلى" ( ضميمة الوحي ص19 ) .
و من صفات الله تعالى عند الغلام القادياني أنه يصلي ويصوم ، وهو يظل على الأرض لا يفارقها إلى يوم القيامة ، وهو يفعل ذلك على سبيل المساندة والمعية للرسول ، يقول الغلام حاكيًا قول الإله :" ... إني مع الرسول أقوم أفطر وأصوم ، ولن أبرح الأرض إلى الوقت المعلوم " ( حقيقة الوحي ، للغلام ، هامش ص 92) .
الغلام يصور إلهه بالأخطبوط كثير الأيدي والأرجل والأعضاء
يقول الغلام :" نستطيع أن نفرض لتصوير وجود الله بأن له أيادي وأرجلاً كثيرة ، وأعضاءه بكثرة لا تعد ولا تحصى ، وفي ضخامة لا نهاية لطولها وعرضها ، وهو الله تعالى كمثل الأخطبوط ، وله عروق كثيرة تمتد إلى أنحاء العالم وأطرافه " ( توضيح مرام ، للغلام ، ص 90.) .
ثم ادعى الولد لله -تعالى الله عن أقواله الكفرية علواً كبيراً
فقال: "إن الله ألهمه: أنت مني بمنزلة أولادي" (رسالة الأربعين ص 23 رقم 4.) .
ثم ادعي انه ابن الله فخاطبه الله مرة بقوله: "اسمع يا ولدي" (البشرى 1/49)
وقال له: "يا شمس يا قمر "(حقيقة الوحي ص 73)
ايضاً :" أنت من مائنا وهم من فشل" (إنجاح آثم ص 55 للغلام أحمد،) .
" أنت مني وأنا منك ظهورك ظهوري" ( التذكرة ، للغلام ، ص 700 ) .
ويزعم الغلام أن هذا التصريح ليس من عنده بل إن الله يخاطبه بذلك في وحيه إليه ، فيزعم أن الله يقول له : " كنت كنزًا ، فأحببت أن أعرف ، يا قمر يا شمس أنت مني وأنا منك " ( كتاب حقيقة الوحي للقادياني ، ص 77 ) .
ويخاطبه كذلك قائلاً له:" يا أحمدي أنت مرادي ومعي ، أنت وجيه في حضرتي اخترتك لنفسي وسرك سري ، وأنت معي وأنا معك ، وأنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق ، إذا غضبتَ غضبتُ، وكل ما أحببتَ أحببتُ " ( مواهب الرحمن ، ص 100)
و قال الميرزا غلام أحمد القادياني أنه رأى الله سبحانه في اليقظة متمثلاً بالبشر،
يقول الميرزا ((لقد رأيت الله متمثلاً في الشكل الإنساني، فقال الله تعالى لي واضعاً يده على رقبتي: "لو كنتَ لي لكان العالم لك")) – مجلة التقوى الأحمدية شباط 2002.
ثم ويبلغ منتهى التشبيه والتجسيم حين يقول :
"رأيت في إحدى مناماتي أنني أنا نفسي الله. و كنت متأكداً أنني أنا هو. و أنه لم يبق من مشيئتي و إرادتي و افعالي البشرية شيء. و كأنني أصبحت مثل المنخل أو كأن كياني اندمج داخل كيان آخر بحيث يختفي الكيان الأول داخل الكيان الجديد و لا يبقى للكيان الأول أي أثر أبداً. و في هذه المرحلة رأيت أن روح الله المقدسة قد دخلت في كياني وصار الله يسيطر على جسدي و اندمج كياني مع كيان الله حتى لم يبق مني جزيء بشري واحد.
ثم نظرت إلى جسدي فرأيت أن جوارحي صارت هي جوارح الله. عيناي صارت عينيه و أذناي صارت أذنيه و لساني صار لسانه. ثم ضمني الله إليه بحيث اندمجت كلياً معه و بحيث صارت قوته و سيطرته تجري في جسدي. و صارت ألوهيته تعصف في كياني. و صارت هالات الوقار و الشرف التي تخصه تحيط بأرجاء قلبي. و صار مالك الملك في خلفية روحي بحيث لم يبق شيء مني و لم يبق شيء من مشاعري بالمرة.
ثم بدأ كياني بالإنهيار و بدأ كيان رب العالمين بالظهور بدلاً عنه. و صارت الألوهية تسيطر علي بقوة و صرت أنجذب نحوها من شعر رأسي إلى أظافر أقدامي. ثم أصبحت جوهراً بحيث لم يبق لي جلد. ثم أصبحت زيتاً لا يحتوي أية شوائب. ثم حصل انفصال بيني و بين روحي. ثم أصبحت كشيء غير مرئي أو كنقطة ماء اندمجت في نهر. و النهر ابتلعها في كتلة مياهه. في هذه المرحلة لم أكن أعلم ماذا كنت قبل هذا و ماذا كان كياني من قبل. و صار اللاهوت يتقطر في عروقي و عضلاتي و أصبحت غير واع تماماً عن نفسي. الرب المقدس صار يتحكم بجوارحي و أخذني بقوة عظيمة لا يمكن تجاوزها. و بسبب ضمه لي لم يكن بالإستطاعة إفنائي. و في ذلك الوقت احسست بأن أعضائي لم تعد لي بل صارت هي نفسها أعضاء الرب المقدس. و ظننت أنني غبت عن الوجود و خرجت كلياً من كياني البشري. و الآن لم يعد هناك شريك أو مانع يشكل عائقاً لي. الرب المقدس دخل في كياني و في بطشي و رحمتي. قسوتي و رأفتي. حركتي و سكوني. كلها أصبحت لله.
في هذه المرحلة أصبحت أقول : نحن نريد أن نخلق نظاماً جديداً و سماء جديدة و أرضاً جديدة. ثم بدأت بخلق السماء ثم الأرض بشكل جديد كلياً بدون ترتيب أو نظام. ثم و بالنزول عند رغبة الرب قمت بخلق نظام و ترتيب للكون. و رأيت بأن لي القدرة على خلق النظام. ثم قمت بخلق السماء الدنيا و قلت : و لقد زينا السماء الدنيا بمصابيح ثم قلت: إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِن طِينٍ . ثم انتقلت حالتي من رؤيا إلى وحي. و ظهرت الكلمات على لساني : إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً. و أنا أريد أن أخلق آدم. لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ." ( كتاب البرية ص 102-103)