القاديانية والاستدلال الإلزامي

القاديانية والاستدلال الإلزامي

القاديانية والاستدلال الإلزامي

مع إيماننا : أن أقوال "القادياني" هي أقوال دعي دجال، وأقوال جماعته أقوال جماعة منحرفة وضالة وكافرة، إلا أننا في الرد عليها لابد من الاستشهاد بأقوال "زعيمها" لما لها من الأثر والأهمية.

وصدق - رب العزة - القائل في كتابه - الكريم - : { وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا }». (النساء ٨٢).

إن الاستدلال ببعض أقوال القادياني و القاديانية هو استدلال بكلام "مطاطي" محتمل، و كثير منها هو أشبه بمن يرمي أقولا متعددة مختلفة و متناقضة ! وأقوال بكل اتجاه ! والحال : فاختر منها ما تشاء !!!

إن هناك أقوالا كثيرة للقادياني والقاديانية يضرب بعضها بعضا، و يفسد بعضها بعضا، - سبحان الله - فسهل أن تجد شيئا وعكسه، أو شيئا وضده، أو ما يناقضه، أو ما هو كالمطاط، لذلك فكن "يقظا" إنك إذا استشهدت أمام القاديانية بنص من نصوصها، أنك ستجد نصا غيره أو ضده، وقد يكون لذلك أسباب، فمن ذلك : 

١- أن القادياني طوال أكثر من عقدين ظل ينكر إدعاء النبوة، ثم قبل هلاكه بسبع سنوات ادعى "مقام النبوة"، لذلك ستجد له أقوالا : ينكر فيها إدعاء النبوة، أو أنه نبي مجازا، أو يثبت ادعاء النبوة بكل صراحة ووضوح، فلا تستغرب ذلك !

٢- مثلا ستجد أن الجماعة القاديانية تشنع على "أهل السنة والجماعة" في موضوع "إثبات الأسماء والصفات" وتتهمهم بالتجسيم والتشبيه وتدعي لنفسها "التنزيه" على طريقة "المعطلة"، لكن إن عدت إلى كتب "القادياني" ستجد هذا الرجل : مرة يثبت الصفات على طريقة أهل السنة، ومرة غارق في التشبيه والتمثيل والتجسيم، ومرة يصف الله - سبحانه - بأوصاف غير لائقة ! لذلك ستجد هذا وذاك ! وربما سبب ذلك عدم اهتمام القاديانية بهذا الموضوع في بداياتها.

٣- أن القادياني تجده لسنوات يتبنى قولا ورأيا وعقيدة، وتجد له أقوالا في هذا، ثم فجأة لا ندري ماذا أوحى له شيطانه - والعياذ بالله - فيقول قولا مخالفا تماما لما كان يقول به سابقا، مثل موضوع آدم - عليه السلام - وعمر الدنيا .

٤- أن القادياني قد يقول كلاما فلا تدري على أي محمل أو وجه تأخذه، ويحيطه بالتمويهات والتلبيسات والإحتمالات،  ومن الأمثلة على هذا : أنه يقول أن صعود النبي إلى السماء في حادثة الإسراء والمعراج صعود روحاني وبجسده وهو يقظان، إلا أنه بقي على سريره، فلا تستطيع أن تخرج بحكم هل هو منام، أو صعود بجسده، فالكلام محتمل ومطاطي ! ثم تجد له فيما بعد نفي الصعود إلى السماء ! و الجماعة القاديانية تتبنى أن الإسراء والمعراج رؤية منامية !

٥- أن القادياني في بدايات دعوته كان يقول أقوالا، ثم مضت السنوات فقال كلاما آخر، فبدأ إما هو أو جماعته يقولون أقوالا ترقيعية لما قال سابقا ! ومن ذلك ما ذكر في "البراهين الأحمدية" من حياة عيسى ونزوله من السماء - عليه السلام -، فإنه لما أدعى "المسيحية" وقع في مطب ما قال سابقا ! ولما ادعى "المهدوية" وقع في مطب ما قال سابقا.

٦- أن القادياني بسبب جهله وشيطانه، - عياذا بالله - قد يحتج بشيء لنفي شيء آخر، ثم يأتي بأقوال أخرى جديدة فيما بعد، فيقع في مطب ذلك الشيء الذي احتج به لنفي آخر، مثل حياة موسى - عليه السلام - في ورود حياته، بخلاف المسيح - عليه السلام - في عدم ورود حياته - حسب زعمه -، وفي مثل هكذا نصوص تزعم القاديانية أن القادياني قال ذلك على سبيل الإلزام ! ولا إلزام مزعوم في هكذا نصوص ! وإنما هو يوقع نفسه في تناقض ويوقع جماعته في إشكالات.

٧- أنك تجد القادياني يقول بشيء، والجماعة القاديانية تتبنى شيئا آخر، مثل موضوع الخضر - عليه السلام - فيقع الاختلاف والتناقض.

٨- أن القاديانية تمارس الكذب والتدليس على المسلم العامي البسيط ! فمثلا : إن أرادت القاديانية أن تقنعه بموت عيسى - عليه السلام - استدلت له بالحديث الضعيف في أن عيسى عاش ١٢٠ عاما وهذا الحديث باطل، ويبطل عقيدة القاديانية في عمر "نبيها القادياني"، لكنها تعلم أن المسلم العامي البسيط لن ينتبه لذلك، والحمد لله أن هذا الأمر أصبح مكشوفا.

٩- جرأة القاديانية على الاستدلالات الباطلة - والعياذ بالله - التي قد تصطدم مع الكتاب والسنة، ومع أقوال غلام أحمد القادياني.

١٠- أن القاديانية لها خطابات بحسب الذين تخاطبهم : دينهم، لغتهم، جنسيتهم، بلدانهم، علمهم وجهلهم، فبالتالي تقع في التناقضات.

١١- أن القادياني يقول أقوالا ومن الواضح أنه لا يعي ما يقول، مثل أن عدد معجزاته أكثر من مليون معجزة، ثم فيما بعد يأتي برقم آخر ينقص الرقم الأول والمفروض أن تزيد لا أن تنقص ! وكذلك جماعته وخلفائه يقولون أقوالا - سواء بوعي أو بغير وعي - تناقض أقوالهم قول القادياني، مثل موضوع اللبنة.

وما شابه ما ذكر سابقا لا يؤخذ على قاعدة : "أن الكاتب كلامه يفسر بعضه بعضا" وذلك لأسباب منها : 

١- التناقض الواضح البين في أقوال القادياني.

٢- التناقض في أقوال القادياني و أقوال جماعته القاديانية.

٣- الفترات الزمنية : الأقوال السابقة واللاحقة.

٤-التدليس والكذب في أقوال القاديانية.

ولقد ذكرت الكثير من هذا في كتابي "البراهين الإسلامية في نقض عقائد الفرقة الأحمدية القاديانية" بالشواهد والأدلة، والاقتباسات. ولله الحمد والشكر والثناء والفضل والرحمة والنعمة والمنة.  

ونحن عندما نستدل بنصوص القادياني والقاديانية، فهذا لا يعني أننا نثق بكلامهم، أو ترجماتهم، أو قصصهم، وإنما نلزمهم بما في كتبهم. 

أبوعبيدة العجاوي