القاديانية موضوع القرين والرد عليها

القاديانية موضوع القرين والرد عليها

القاديانية موضوع القرين والرد عليها

أبو عبيدة العجاوي

﴿وَمَن یَعۡشُ عَن ذِكۡرِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ نُقَیِّضۡ لَهُۥ شَیۡطَـٰنࣰا فَهُوَ لَهُۥ قَرِینࣱ﴾ [الزخرف ٣٦]

﴿حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَنَا قَالَ یَـٰلَیۡتَ بَیۡنِی وَبَیۡنَكَ بُعۡدَ ٱلۡمَشۡرِقَیۡنِ فَبِئۡسَ ٱلۡقَرِینُ﴾ [الزخرف ٣٨]

﴿وَٱلَّذِینَ یُنفِقُونَ أَمۡوَ ٰ⁠لَهُمۡ رِئَاۤءَ ٱلنَّاسِ وَلَا یُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَلَا بِٱلۡیَوۡمِ ٱلۡـَٔاخِرِۗ وَمَن یَكُنِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَهُۥ قَرِینࣰا فَسَاۤءَ قَرِینࣰا﴾ [النساء ٣٨]

﴿قَالَ قَرِینُهُۥ رَبَّنَا مَاۤ أَطۡغَیۡتُهُۥ وَلَـٰكِن كَانَ فِی ضَلَـٰلِۭ بَعِیدࣲ﴾ [ق ٢٧]

﴿وَقَیَّضۡنَا لَهُمۡ قُرَنَاۤءَ فَزَیَّنُوا۟ لَهُم مَّا بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَمَا خَلۡفَهُمۡ وَحَقَّ عَلَیۡهِمُ ٱلۡقَوۡلُ فِیۤ أُمَمࣲ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهِم مِّنَ ٱلۡجِنِّ وَٱلۡإِنسِۖ إِنَّهُمۡ كَانُوا۟ خَـٰسِرِینَ﴾ [فصلت ٢٥]

وغيرها من الآيات..

قالت القاديانية: "القرين يحمل على التأثيرات الشيطانية التي تلازم كل إنسان إنما هي مستترة في باطنه، إن الغرائز من فطرة الإنسان التي تفعل فعلها فيه دون أن ينتبه لها عادة وتفعل فعلها من داخله". [الجن بين الحقيقة والخرافة]

 رد وإبطال: 

أولا: القاديانية جعلت القرين عبارة عن شيء داخلي في الإنسان، بينما قصد رب العزة المصاحب من الجن، انظر في التفاسير والمعاجم. ويفسد قول القاديانية أن القرين يتحدث ويكلم الرب تبارك وتعالى كما في سورة ق.

ثانيا: الأحاديث النبوية المحمدية وضحت المقصود والتي نقلها الصحابة رضي الله عنهم:

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ ". قَالُوا : وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " وَإِيَّايَ، إِلَّا أَنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ ". 

وفي رواية: " وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ، وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ". [صحيح مسلم]

عَائِشَةَ  زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدَّثَتْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلًا، قَالَتْ : فَغِرْتُ عَلَيْهِ، فَجَاءَ فَرَأَى مَا أَصْنَعُ، فَقَالَ : " مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ، أَغِرْتِ ؟ " فَقُلْتُ : وَمَا لِي لَا يَغَارُ مِثْلِي عَلَى مِثْلِكَ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ ؟ " قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَوَمَعِيَ شَيْطَانٌ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". قُلْتُ : وَمَعَ كُلِّ إِنْسَانٍ ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". قُلْتُ : وَمَعَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، وَلَكِنْ رَبِّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتَّى أَسْلَمَ ". [صحيح مسلم]

عَنْ  عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي فَلَا يَدَعْ أَحَدًا يَمُرُّ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَإِنْ أَبَى فَلْيُقَاتِلْهُ ؛ فَإِنَّ مَعَهُ  الْقَرِينَ  ". [صحيح مسلم]

عَنِ  ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَيْسَ مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ قَرِينُهُ مِنَ الشَّيَاطِينِ ". قَالُوا : وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " نَعَمْ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ، فَأَسْلَمَ ". [مسند الإمام أحمد]

ثالثا: القاديانية تؤمن بتأثير الملائكة عليها السلام على البشر: 

"مع أن ليلة القدر ليلة مباركة بحسب معتقد المسلمين الظاهري، إلا أن الحقيقة التي كشفها الله علي هي أن المراد من ليلة القدر - إضافة إلى معناها المسلّم به عند الأمة الإسلامية - زمن تنتشر فيه الظلمة في الدنيا ويسود الظلام كل طرف وصوب، وتقتضي تلك الظلمة طبعا نزول نور من السماء، فيُنزل الله تعالى ملائكة النورانيين وروح القدس إلى الأرض نزولاً يليق بعظمة الملائكة، فيتعلق روح القدس بالمجدد والمصلح الذي يؤمر بالدعوة إلى الحق ويشرف بارتداء خلعة الاجتباء والاصطفاء، أما الملائكة فيتعلقون بجميع الناس الذين هم من أهل السعادة والرشد والاستعداد ويجذبونهم إلى الخير ويوفقونهم للصالحات عندها تتمهد في الدنيا طرق السلام والسعادة بكثرة، وتستمر هذه العملية إلى أن يصل الدين الكمال المقدّر له". [التذكرة ٢٤٨]

ومن تناقض القاديانية أنها جعلت الملائكة على حقيقتها بمعنى المصاحبة الخارجية المؤثرة، ثم جعلت الجن عبارة عن المؤثر النفسي الداخلي في الإنسان.

رابعا: بل من تناقض القاديانية أن الغلام القادياني في كتبه يؤمن بالقرين حسب معتقد المسلمين:

« إن تعليم الإسلام يثبت أن الشياطين أيضا يؤمنون، فقد قال سيدنا ومولانا النبي صلى الله عليه وسلم بأن شيطانه قد أسلم. باختصار، إن مع كل إنسان شيطانا، وإن شيطان الإنسان المطهر والمقرب يسلم » [المقارنة بين الأديان ١٤]

« ونقل حديث آخر عن عثمان عفان يتلخص في أن عشرين ملاكا يلازمون الإنسان لأداء مهمات مختلفة، وأن إبليس يترصد للإضرار في النهار ويترصد أبناؤه للغرض نفسه ليلا. وقد أورد الإمام أحمد رحمة الله عليه الحديث الثاني: "حدثنا أسود بن عامر حدثنا سفيان حدثني منصور عن سالم بن أبي الجعد عن أبيه عن ابن مسعود: قال رسُول الله صلى الله عليه وسلم: "ما منكم من أحد إلا وقد وكل به قرينه من الجن وقرينه من الملائكة. قالوا وإياك يا رسول الله؟ قال وإياي لكن والله أعانني عليه فأسلم فلا يأمرني إلا بخير ». انفرد بإخراجه مسلم. فمن هذا الحديث يتبين بكل وضوح أنه كما وكل بالإنسان الداعي إلى الشر الذي يرافقه دائما، كذلك قد وكل الداعي إلى الخير أيضا بكل بشر لا يهجره في حال من الأحوال، بل هو قرينه ورفيقه دائما. ولو وكل الله تعالى بالإنسان داعيا إلى الشر فقط دون توكيل الداعي إلى الخير لوصم ذلك عدل الله ورحمه بأنه عز وجل وكل الشيطان قرينًا ورفيقا دائما لفتنة الإنسان الضعيف الذي ترافقه النفس الأمارة سلفا بحيث يجري منه مجرى الدم ويدخل في قلبه ليترك فيه نجاسة الظلمة ويثير الشر ويخلق الوساوس، ولم يوكل به أي رفيق لدعوته إلى الحسنة حتى يدخل هو الآخر قلبه ويجري في الدم لكي تتساوى كلتا الكفتين. ولكن لما ثبت من آيات القرآن الكريم والأحاديث الصحيحة أنه كما وكل الله تعالى الشيطان قرينا دائما ليدعو إلى الشر كذلك وكل ذلك الرحيم والكريم من ناحية ثانية روح القدس بالإنسان قرينا للأبد لدعوته إلى الحسنات ».  [مرآة كمالات الإسلام ٧٢]


✹✹✹✹✹✹