الفيل والطير الأبابيل

الفيل والطير الأبابيل

الفيل والطير الأبابيل

{ أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصۡحَٰبِ ٱلۡفِيلِ أَلَمۡ يَجۡعَلۡ كَيۡدَهُمۡ فِي تَضۡلِيلٖ وَأَرۡسَلَ عَلَيۡهِمۡ طَيۡرًا أَبَابِيلَ تَرۡمِيهِم بِحِجَارَةٖ مِّن سِجِّيلٖ فَجَعَلَهُمۡ كَعَصۡفٖ مَّأۡكُولِۭ }. (الفيل).

وقال - عليه الصلاة والسلام - : " إِنَّ اللَّهَ حَبَسَ عَنْ مَكَّةَ الْفِيلَ، وَسَلَّطَ عَلَيْهَا رَسُولَهُ وَالْمُؤْمِنِينَ ". (البخاري).

قالت القاديانية : أن أصحاب الفيل هلكوا بمرض الجدري وانتشرت جثثهم في العراء وأن الطيور اجتمعت تأكل لحم الجيف فكانت تنهش اللحم ضاربة إياه على الصخور .

والجواب نسأل الله المعافاة و العافيات :

١- تأويل وتحريف القاديانية "آية الفيل" محاولة فاشلة مثل محاولاتها الأخرى الفاشلة، فلو فرضنا -جدلا- أن أصحاب الفيل هلكوا بالجدري، فحسب هذا التفسير الأعوج يعتبر الأمر معجزة وآية خارقة للعادة، والله يصيب من يشاء بما شاء والعياذ بالله، لكن المسلم ملزم بالنص الحق على مراد الله ورسوله.

٢- ويرد على القاديانية في تفسيرها أن القوم أصابهم مرض الجدري ! إذا كان كذلك فكيف فرق المرض بين أهل مكة ولم يصبهم، بينما أصاب أبرهة وجنوده ؟!

٣- إن الله ذكر في شأن الطيور أنها ترميهم بحجارة من سجيل، وهناك فرق بين الرمي بحجارة وبين الضرب بالصخور للأكل.

٤- جاء في وصف ما حدث : " عنِ ابنِ عبّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهُما، قالَ: أقْبَلَ أصحابُ الفيلِ حتّى إذا دَنَوْا مِن مكَّةَ استقْبَلَهُم عبدُ المطَّلبِ فقالَ لملِكِهِم: ما جاءَ بكَ إلينا ما عَناكَ يا رَبَّنا، ألا بَعَثْتَ فنأتِيكَ بكُلِّ شيءٍ أرَدْتَ؟ فقالَ: أُخبِرْتُ بهذا البيتِ الَّذي لا يَدخُلُهُ أَحَدٌ إلّا آمَنَ، فجئتُ أُخيفُ أهلَهُ. فقالَ: إنّا نَأتيكَ بكُلِّ شيءٍ تُريدُ فارجِعْ. فأَبى إلّا أنْ يَدخُلَهُ، وانطَلَقَ يَسيرُ نحوَهُ، وتَخلَّفَ عبدُ المُطَّلبِ، فقامَ على جَبلٍ فقالَ: لا أشهدُ مَهلِكَ هذا البيتِ وأهلِهِ، ثُمَّ قالَ: اللَّهُمَّ إنَّ لكُلِّ إلهٍ حلالًا فامنعْ حلالَكَ لا يَغْلبنَّ مُحالُهُم مُحالَكَ اللُّهُمَّ فإنْ فعَلْتَ فأْمُرْ ما بَدا لَكَ فأَقبلَتْ مِثلُ السَّحابةِ مِن نحوِ البحرِ حتّى أظَلَّتْهُم بطيرٍ أبابيلَ الَّتي قالَ اللهُ عزَّ وجلَّ: { تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ } قالَ: فجَعَلَ الفيلُ يعُجُّ عجًّا، { فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }". (المستدرك للحاكم).

فالطيور كانت ترميهم بحجارة السجيل، لا أنهم أصبحوا جيفا فأخذت الطيور تأكل جيفهم وتضرب الجيف في الصخور وهي تأكل.

٥- ثم إن بعض الطيور عندما تعجز عن أكل شيء، تحملها وتطير عاليا ثم تلقي بها على الصخور كي تتحطم، وحسب تفسير القاديانية فلا داعي للطيور أن تنهش اللحم ضاربة إياه على الصخور، ثم لو كانت الطيور وهي تأكل تأكل وتضرب على الصخور، فهذا غير واقعي إذ الصخور تكون في مكان وقد لا تكون في مكان آخر.

وكالعادة ها هو القادياني يبطل تفسير جماعته والحمد لله رب العالمين : " إذ قال تعالى : { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ }. أي ردَّ سبحانه وتعالى مكرهم في نحورهم وأرسل عليهم طيورا صغيرة لتهلكهم، لم تحمل تلك الطيور بنادق بل طينا فقط لأن "السجيل" يُطلق على الطين. ففي هذه السورة عدّ الله تعالى رسوله صلى الله عليه وسلم الكعبةَ وأنبأ بنجاحه وتأييده ونصرته بتقديمه حادث أصحاب الفيل. أي الذين يسعون ويخططون لإفشال مهمته وأعماله يردّ الله تعالى تخطيطهم ومساعيهم في نحورهم ليدمِّرهم، دون اللجوء إلى أسباب كبيرة. فكما دَمّرت العصافيرُ أصحابَ الفيل كذلك تعمل هذه النبوءة عملها إلى يوم القيامة، بمعنى أنه كلما يطلُّ أصحاب الفيل برؤوسهم يدّبر الله تعالى لتدميرهم وإفشال مساعيهم ". (الحكم، مجلد٥، رقم ٢٦، عدد١٧/ ٧/١٩٠١م، ص٢).

كتبه : أبو عبيدة العجاوي