الغلام القادياني وتعديه على الذات الإلهية

الغلام القادياني وتعديه على الذات الإلهية

الغلام القادياني وتعديه على الذات الإلهية

الكاتب: أبو عبيدة العجاوي

بسم الله وأعوذ بالله، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، نستغفره ونتوب إليه، رب اشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واحلل عقدة من لساني، يفقهوا قولي، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد بن عبد الله:

«﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ﴾» [الشورى 11]

«﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ • ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ • لَمۡ یَلِدۡ وَلَمۡ یُولَدۡ • وَلَمۡ یَكُن لَّهُۥ كُفُوًا أَحَدُۢ﴾» [الإخلاص]

فالله سبحانه أحد في ذاته، وأحد في صفاته، لا تشبه صفاته صفات مخلوقاته.

من يعرف ما هو الإسلام، وما هو الإيمان بالله، وما هو توحيد الله، وما هو تنزيه الله، وما يليق بذات الله -تقدست أسمائه وصفاته-، وما لا يليق، وما وصف الله به نفسه، وما نفاه عن نفسه، وما ثبت من صفات وما لم يثبت، وما هو المعتقد في باب الأسماء والصفات عند أهل السنة والجماعة وأهل إثبات الصفات، ومن درس شيئا من علوم الدين، يعلم بطلان أقوال غلام أحمد القادياني التالية، وقد ذكرت بعضها سابقا، وإن النفس لتشعر بالرهبة من نقل هذه الأقول وقبحها وبالله تتعوذ، وإنما قصدنا إظهار الباطل، بسم الله نعوذ بالله رب الفلق من شر ما خلق، وبسم الله نعوذ بالله من شرور النيات والأهواء والأقوال والأعمال وشرار خلق الله، والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.

صحيح أن هناك نصوص لغلام أحمد القادياني ينزه الله فيها، لكن هناك نصوص بالعكس أيضا، وهو إنسان كثير التناقض في كتبه وما ينقل عنه، لدرجة أنك -في هذا الموضوع- في الموضع الواحد تراه ينزه الله ثم ينتقل للتشبيه والتمثيل. وهو يطلق على الله ذو الجلال والإكرام تشبيهات وتمثيلات المخلوقات وإن زعم في بعضها معنا آخر، نحن نتحدث عن الله - الملك العظيم - فالعبد يختار لفظا مناسبا -إلا إذا أخطأ-، وليت القادياني أخطأ في كلمة أو جملة، بل هو نبي ومعصوم عند الطائفة القاديانية وحكم عدل. وسأوضح لك كيف أن بعض هذه العبارات الإنسان المخلوق لا يقبلها إن قيلت له أو عنه، ثم زعم أنه قصد شيئا آخر:

♦لو أن إنسانا كان في حضرة ملك من ملوك الدنيا وقال له: أنت تأتي كاللصوص. ترى ماذا يكون من هذا الملك؟!

♦تخيل لو أنك في مجلس ملك من ملوك الدنيا وقال أحدهم: أنت ملكنا عاج. فقال له الملك: ما معنى عاج؟ فقال له: لا أدرى. ماذا تكون ردة فعل هذا الملك؟!

♦هل من الممكن أن يخاطب قادياني خليفته أمام الناس: يا حضرة الشخبوط اللخبوط البحلوص الخربوش. ثم إن اعترض عليه أجاب: نزل علي وحي بذاك، أو رأيت رؤيا!

فهذا القادياني يتحدث عن ملك الملوك سبحانه والواحد الأحد الذي لا يشبه بمخلوقاته، وهذا القادياني يشبهه بمخلوقات: الصاعقة، البرق، الأخطبوط… والعياذ بالله سبحانه. وهذه النصوص المتنوعة: 

1-فيها التشبيه، والتمثيل، وما لا يليق، وما لم يثبت من صفات، والبدع والإحداث، والشرك والكفر، وما يفهم منها الحلول والإتحاد ووحدة الوجود.

2-تخالف معتقد المسلمين.

3-وتخالف المعلن من معتقدات القاديانية.

وبعد الله أعلم: هناك نصوص متعلقة بالألوهية ربما لو طال بالقادياني عمر لكان ادعى -والعياذ بالله-، وقد يستدل على هذا الرأي أن القادياني نفى أشياء ثم إدعاها فيما بعد، فقد أنكر أحاديث المهدي ثم ادعى المهدوية، وأنكر إدعاء النبوة ثم إدعاها. وقد يستدل على هذا الرأي بتناقضات القادياني الكثيرة جدا. وعلى كل حال القادياني يدعي أن هناك من تتجلى فيه صفات الله -والعياذ بالله الواحد الأحد- ولقد رأيت من القاديانيين من يقول في خليفتهم: "تجلت فيه صفات الله". قبحهم الله وقبح قولهم.  والقادياني له نصوص كثيرة في المظهر والبروز والظلية: بمعنى أن محمد عليه الصلاة والسلام ظهر في شخص الغلام، بل والأنبياء عليهم السلام، بل والذات الإلهية والعياذ بالله رب العالمين. وفي نفس الوقت القادياني والقاديانية هم ضد الإتحاد والحلول ووحدة الوجود والتناسخ.

ويبدو لي والله العليم أعلم أن القاديانية فيما بعد شعرت أن أمثال هكذا دعاوى للقادياني لا تجلب الزبائن، فلجأت إلى العصرانية والعلمية والعقلانية والظهور بمظهر آخر جديد، وتجاهلت الأقوال القاديانية السابقة، والدليل على ما نقول أننا كنا نسمع من القاديانيين أقوالا كثيرة ثم لما ترجمت كتب الغلام القادياني وجدنا له أقوالا معاكسة ومختلفة في مواضيع كثيرة. المهم: أن غلام أحمد القادياني يزعم أنه نبي محمدي متبع لمحمد صلى الله عليه وسلم -وعياذا بالله-! فالمفروض أن لا يخالف كتاب محمد ولا سنة محمد عليه الصلاة والسلام! لولا أن أساس الدعوى باطلة، فتفرع عنها أباطيل!

وبعد سبحان الله والعياذ بالله من الكذب على الله سبحانه و والكذب على نبيه صلى الله عليه وسلم:

(1) "سأل النبي صلى الله عليه وسلم في أيام وفاته عائشة رضي الله عنها: هل في البيت شيء. قيل: هناك دينار واحد. قال صلى الله عليه وسلم: ليس من شيمة المتحد مع ربه المتفاني فيه تعالى  أن يحتفظ عنده بشيء". [الملفوظات ج1 ص28]

(2) "قلبي يرتجف عند تذكر دعاء الإنسان المضطرب في الحرم ". [التذكرة ص 428]

(3)"إنّ الله يتجلّى بألبسة جديدة". [التبليغ 31]

(4)"ولكنّ الله سيأتي كرجل متخفّ كطارق ليل". [الوصية 18]

(5)"أنّه سبحانه وتعالى يقول: إنّي سوف آتي متخفيا كاللصوص". [التجليات الإلهية 2]

(6)"فمشى ربي كخفير أمامي". [مواهب الرحمن 17]

(7)"ولكنّ الله ظلّ ساكنا صامتا، وصار مثل كنز مخفيّ". [حقيقة الوحي 138]

(8)"ويري الله لهم عجائب الأمور ويري قوته كأسد هب من رقاده". [حقيقة الوحي 27]

(9)"يمكننا أن نفترض - على سبيل التخيّل - أنّ قيّوم العالمين هو الوجود الأعظم الذي له أعضاء من أيد وأرجل تخرج على حدّ الإحصاء والطول والعرض، وأنّ لهذا الوجود الأعظم أذرعا كما تكون للأخطبوط". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام 98]

(10)"والمراد منه أنّ نفس الإنسان أيضا قد خلقت لتعمل عمل ناقة الله، ليركبها الله سبحانه وتعالى بتجليه الظاهر في حال فنائها في الله، كما يركب أحدكم ناقة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام 93]

(11)"بأنّ الله تعالى ببالغ رحمته، يعامل الإنسان الصالح معاملة الأصدقاء". [سفينة نوح 30]

(12)"بل سيزيلها إله السماء بيده، وسينزل كالبرق، ويأتي كالطوفان، وسيهلك الدنيا كعاصفة عاتية؛ لأنّ وقت حلول غضبه قد آتى". [حقيقة الوحي 294]

(13)"عندما ينزل الله عليه كصاعقة، ويحيطه بغضبه كما يحيط الطوفان". [حقيقة الوحي 58]

(14)"إنّي أنا الصاعقة". [مواهب الرحمن 100]

(15)"هو ساطع في الشمس، وأنواره تلمع في القمر، ولكن لا يمكن القول أنه شمس أو قمر". [حقيقة الوحي 575]

(16)"فانظر إلى الملائكة.. كيف جعلهم الله كجوارحه، وجعلهم وسائط قدره في الأمور وكنفيكونيته في كل أمر". [حمامة البشرى 135]

(17)"بل أشار في كثير من مقامات كتابه المحكم إلى أن نزول الملائكة وصعودهم كنزوله تعالى وصعوده". [حمامة البشرى 143]

(18)"إنني إمام الزمان، وإن الله تعالى قائم لتأييدي كالسيف البتار". [التذكرة 325]

(19) "عند كتابة هذا الموضوع خاطبَني الله تعالى وقال: "یلاش خدا کا ہی نام ہے." (أردية) أي: "يلاش" إنما هو اسم لله تعالى. هذا اسم جديد ذُكر في الوحي إذ لم أجده حتى اليوم على هذا النحو لا في القرآن ولا في الحديث ولا في أي قاموس. ومعناه الذي كُشف عليَّ هو: "يا لا شريكَ". وقد ذُكر هذا الاسم في الوحي لبيان أن لا أحد من البشر مخصوص بصفة محمودة أو اسم أو فعل محمود بحيث لا يوجد في غيره، ومن أجل ذلك تتجلى صفات كل نبي ومعجزاته على سبيل الظلّيّة في خواصّ أمّته الذين لهم مناسبة فطرية معه، وذلك لكي لا يظن جهلاء أمته منخدعين بخصوصية فيه بأنه "لا شريكَ له". فتسميةُ أيِّ نبيٍّ باسم "يَلاشَ" كُفْرٌ شديد. (التحفة الغولروية، الخزائن الروحانية، مجلد 17، ص 203-204، الحاشية)". [التذكرة 388]

(20) (أ): "إني أنا الصاعِقة."("بدر"، مجلد1، عدد 11، يوم 9/1/1903، ص 86، و"الحكم"، مجلد 7، عدد 1، يوم 10/1/1903، ص 2) (ب): قال المولوي عبد الكريم: هذا اسم جديد لله تعالى لم نسمعه من قبل! فقال -أي القادياني-: أجلْ، وتُماثِله الإلهاماتُ النازلة بشأن الطاعون مثل "أفطرُ وأصوم". فيا لها من كلمات لطيفة، فكأن الله تعالى يقول: سأتصرف بطريقتين، أفطر فترة: أي لا أعاقب، وأصوم فترة. وهذا ما نشاهده بالضبط منذ بضع سنوات، ففي الأيام التي يشتد فيها الحر والبرد يختفي الطاعون، وكأنها فترة "أصوم"، ولكنه يشتدّ في شهور 2 و3 و10 وغيرها، وكأنها فترة "أفطر". ومن قبيل هذ الوحي اللطيف: "إني أنا الصاعقة."("بدر"، مجلد1، عدد 11، يوم 9/1/1903، ص 86) [التذكرة 463]

(21)"ثم أُلْهمتُ: "قُلْ عندي شهادةٌ من الله فهل أنتم مؤمنون. إنّ معي ربي سيهدينِ. ربِّ اغفرْ وارحمْ من السماء. ربُّنا عاجٍ. ربِّ السجنُ أحبُّ إلي مما يدعونني إليه. ربِّ نَجِّني من غمّي. إيلي إيلي لما سبقتني؟" أي:.... إن تأييد الله لي، وإظهارَه إياي على أسرار الغيب، وإِنباءَه إياي بأخبار المستقبل قبل وقوعها، واستجابتَه لأدعيتي، ووحيَه إليّ بلغات مختلفة، وتعليمَه إياي المعارفَ والحقائق الإلهية، لشهادةٌ من الله بحقي يجب على المؤمن قبولها... لم ينكشف عليّ معنى: "ربُّنا عاجٍ". [التذكرة 96]

(22) "الله سبحانه وتعالى قد خلق كل شيء يدل على توحيده. ولهذا السبب قد خلق الله الحكيم جميع العناصر والأجرام الفلكية كروية، لأن الشيء المدور لا يكون له أي جهة وضلع، وهذا يتناسب مع الوحدة. فلو كان في الذات الإلهية تثليث لخلقت جميع العناصر والأجرام الفلكية ثلاثية الأطراف". [التحفة الغولروية 266]

(23) " أنت مني بمنزلة توحيدي وتفريدي، أنت مني بمنزلة عرشي، أنت مني بمنزلة ولدي، أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق. إني مع الروح معك ومع أهلك. آثرتك واخترتك. أنت وجيه في حضرتي، اخترتك لنفسي ". [التذكرة 556]

(24) "كل بركة من محمد صلى الله عليه وسلم. فتبارك من علم وتعلم". [التذكرة 242]

(25) "إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون". الشرح: إن ما تريده يتحقق للتو بأمرك". [التذكرة 557]

(26)"ولكونه فانيا في الله يصبح لسانه لسان الله دائما، ويده يد الله". [حقيقة الوحي 25]

(27)"قيل للمسيح الموعود ذات مرة ورد في وحيك: القرآن كتاب الله وكلمات خرجت من فوهي، فإلى من يعود ضمير المتكلم في "فوهي"، وكلمات فم من هي ؟ فأجاب : إنها كلمات فم الله تعالى". [التذكرة ص 94]

(28)"من أسماء الله تعالى "الملِهم" و "منزل الوحي" أيضا". [ينبوع المعرفة ورسالة الصلح 75]

(29)"الغيب اسم لله، وهذا الغيب يشمل الجنة والنار وحضر الأجساد وغيرها من الأمور التي لا تزال في حجب الغيب". [الملفوظات ج8 ص133]

(30)"ليس المعصوم اسما لله لأن المعصوم هو من كان له عاصم، وإن اسم الله هو العاصم". [الملفوظات ج3 ص16]

(31)"وفي المنام ألقى الله تعالى في قلبي دعاء: رب كل شيء خادمك، رب فاحفظني وانصرني وارحمني. وألقي في قلبي أن هذا هو الاسم الأعظم". [الملفوظات ج3 ص425]

(32)"يا قمر، يا شمس، أنت مني وأنا منك. لقد سماني الله تعالى في هذا الوحي بالقمر المرة الأولى، وسمى نفسه شمساً، ومعناه أن نور القمر كما هو مقتبس ومستمد من الشمس كذلك فإن نوري مستمد ومقتبس من الله تعالى، ثم في المرة الثانية سمى الله نفسه قمراً وسماني شمساً، وتفسير ذلك أنه تعالى سيظهر نوره الجلالي بواسطتي، لقد كان تعالى خفيا وسيظهر الآن على يدي، وكان العالم غافلاً عن لمعانه، لكن لمعانه الجلالي سينتشر الآن بواسطتي في كل جهات العالم". [التذكرة 637]

(33)"والله تعالى يُري كل شخص وجهه بحسب قدرته الفطرية، فيصغر هذا الوجه مرة ويكبر أخرى بسبب النقص أو الازدياد في القوى الفطرية. فمثلا إن وجها كبيرا يبدو صغيرا في مرآة مقعرة والوجه نفسه يبدو كبيرا في مرآة محدبة. ولكن سواء أكانت المرآة مقعرة أو محدبة فإنها تري كافة ملامح الوجه. والفرق الوحيد هو أن المرآة الصغيرة لا تستطيع أن تري أبعاد الوجه كاملة. فكما يحدث النقص أو الزيادة في حالة المرآة المقعرة أو المحدبة كذلك تحدث التغييرات في الله تعالى - مع كونه قديما غير متبدّل - بحسب قدرة (الاستقبال) لدى مختلف الناس". [حقيقة الوحي 33]

(34)"ولد صالح كريم ذكي مبارك. مَظهرُ الحق والعلاء، كأن الله نزل من السماء". [التذكرة 183]

(35)"بل القرآن الكريم يبيّن أن الملائكة يشابهون بصفاتهم صفاتِ الله تعالى كما قال:﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفا صَفا﴾ فانظر.. رزقك الله دقائق المعرفة.. أنه تعالى كيف أشار في هذه الآية إلى أن مجيئه ومجيء الملائكة ونزوله ونزول الملائكة متحد في الحقيقة والكيفية". [حمامة البشرى 133]

(36)"ولا حاجة إلى أن نذكّرك ما ثبت من نزول الله تعالى من العرش في الثلث الآخر من الليل فإنك تعرفه، ومع ذلك ما أظن أن تحمل ذلك النـزول على النـزول الجسماني وتعتقد أن الله تعالى إذا ما نزل إلى السماء الدنيا فبقِي العرش خاليا من وجوده. فاعلم أن نزول الملائكة كمثل نزول الله كما تشير إليه الآيات المتقدمة".  [حمامة البشرى 133]

(37)"لقد جعل الله تعالى في وضع العالم دليلاً على التوحيد، إذ توجد الكروية في وضع العالم، فالماء والنجوم والنار وما إلى ذلك من أشياء كلها كروية الشكل. ولأن الكروية فيها الوحدة إذ لا تكون فيها الجهات، فوضع العالم هذا دليل على توحيد البارى تعالى انظروا إلى قطرة الماء وكذلك إلى الأجرام والنار، فهي كلها كروية الأشكال. لو قال أحد نظرًا إلى شكل النار البادي للأنظار إنها ليست كروية الشكل فإنه مخطئ، لأن من المسلم به أن شعلة النار تكون كروية الشكل في الأصل، ولكن الهواء ينشرها هكذا". [الملفوظات ج2 ص 349]

(38)"وحاصل قولنا أن الملائكة قد خُلقوا حاملين للقدرة الأبدية الإلهية، منـزّهين عن التعب واللغب والمشقة، ولا يجوز عليهم مشقة السفر وتعبُ طيّ المراحل، والوصول إلى المنازل والمقاصد بشق الأنفس وصرف الأوقات، فإنهم بمنـزلة جوارح الله لإتمام أغراضه بمجرد إرادته من غير مكث، فلو كان نزولهم وصعودهم على طرزِ صعود الإنسان ونزوله، لاختل نظام ملكوت السماوات وفسد كل ما فيهما، ولعادَ كل هذا النقص إلى الله الذي أقامهم مقامه في المهمات الربوبية والخالقية وغيرهما، فإنهم مدبّرات أمره، والحافظون من لدنه على كل شيء، وإنما أمرهم إذا أرادوا شيئا فيكون الشيء المقصود من غير توقف". [حمامة البشرى 138]

(39)"وأنت تعلم أن الله تعالى ما قال في كتابه إن الملائكة يشابهون الناس في صعودهم ونزولهم، بل أشار في كثير من مقامات كتابه المحكم إلى أن نزول الملائكة وصعودهم كنـزوله تعالى وصعوده. ولا يخفى عليك أن الله تعالى ينـزل في الثلث الأخير من الليل إلى السماء الدنيا، فلا يقال إن العرش يبقى خاليًا عند نزوله. وكذلك أشار الله في كتابه إلى نزوله في ظُلل من الغمام مع الملائكة المقربين". [حمامة البشرى 143]

(40)"بل جعل الله نزول الملائكة كنـزول نفسه، وجعَل مجيئهم كمجيء ذاته. ألا تنظر إلى هذه الآية.. أعني قوله تعالى: ﴿وَجَاۤءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّا صَفا﴾، وقوله: ﴿هَلۡ یَنظُرُونَ إِلَّاۤ أَن یَأۡتِیَهُمُ ٱللَّهُ فِی ظُلَل مِّنَ ٱلۡغَمَامِ وَٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ وَقُضِیَ ٱلۡأَمۡرُۚ وَإِلَى ٱللَّهِ تُرۡجَعُ ٱلۡأُمُورُ﴾ . وههنا نكتة أخرى.. وهي أن الله إذا نزل إلى الأرض مع ملائكته فلا بد من أن ينـزل الملائكة كلهم، فإن الملائكة جند الله فلا يجوز أن يتخلف أحد منهم عند نزول رب العرش إلى الأرض، فإذا تقرر هذا فيلزم منه أن تبقى كل سماء من العرش إلى السماء الدنيا خالية عند نزول الله تعالى على الأرض، ليس فيها رب رحيم رب العرش ولا ملَكٌ من الملائكة، واللازم باطل فالملزوم مثله كما لا يخفى على المتفكرين". [حمامة البشرى 145]

(41)"أنت مني بمنزلة سمعي" [التذكرة 806]

(42)"أنت مني بمنزلة روحي" [التذكرة 799]

(43)"أنت مني بمنزلة أولادي" [التذكرة 405]

(44)"أنت مني بمنزلة ولدي" [التذكرة 556]

(45)"أنت مني بمنزلة توحيدي و تفريدي" [التذكرة 14] 

(46)"أنت مني بمنزلة بروزي" [التذكرة 658]

(47)"أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق،. وجدتك ما وجدتك. أنت مخلوق من مائنا القديم وهم من الفشل". [التذكرة 209]

(48)"أنت مني وكأنني قد ظهرت، أي أن ظهورك هو عين ظهوري". [التذكرة 658]

(49)"يا أحمد، يتم اسمك ولا يتم اسمي". [التذكرة 49]

(50)"أنت اسمي الأعلى". [التذكرة 337]

(51)"أصلي وأصوم، أسهر وأنام، وأجعل لك أنوار القدوم، وأعطيك ما يدوم". [التذكرة 476]

(52)"إني مع الرسول أجيب، أخطي وأصيب، إني مع الرسول محيط". [التذكرة 478]

(53)"أنت مني وأنا منك، ظهورك ظهوري". [التذكرة 752]

(54)"أتذكر أنني رأيت ذات مرة في عالم الكشف أني كتبتُ بيـدي بعض الأحكام من القضاء والقدر باعتبار أن هذا ما سيقع في المستقبل، ثم عرضتُها على الله القدير جلّ شأنه ليوقّع عليها (علمًا أنه يحدث في المكاشفات والرؤى الصالحة في أحيان كثيرة أن بعض الصفات الإلهية الجمالية أو الجلالية تتمثّل لصاحب الكشف على صورة إنسان، فيظنّ على سبيل المجاز أنه الله القادرُ المطلَقُ القدرةِ. وهذا الأمر شائع ومتعارف ومعلوم الحقيقة عند ذوي الخبرة بعالم الكشف، ولا يسع أحدًا منهم إنكاره). باختصار، إن تلك الصفة الإلهية الجماليّة بدتْ في الكشف لقوّتي المتخيلة على أنها الله تعالى المطلق القدرة، فعرضتُ كتابَ القضاء والقدر على الله الذي ليس كمثله شيء، حيث كان متمثلاً على صورة حاكم، فغمَس قلمه في المحبرة ذات الحبر الأحمر ورَشَّ الحبر إلي أولاً، ثم وقّع على ذلك الكتاب بما تبقى برأس القلم من الحبر. وعندها زالت عني الحالة الكشفية، وفتحت عيني ونظرت إلى ما حولي، رأيت قطرات الحبر الأحمر تقع على ثيابي نديّةً. وقد وقعت قطرتان أو ثلاث من ذلك الحبر على طربوش شخص باسم عبد الله القاطن في "سنور" بولاية "بتياله" حيث كان عندها جالسًا بالقرب مني. فذلك الحبر الأحمر الذي كان أمرًا كشفيًا قد تجسّد وصار مرئيًا. وهناك مكاشفات أخرى عديدة قد شاهدتها غير أن ذكرها يسبّب الإطالة. [التذكرة 125]

(55)"إن الله إذا أراد شيئا من نظام الخير جعلي من تجلياته الذاتية بمنزلة مشيّته وعلمه وجوارحه وتوحيده وتفريده، لإتمام مراده وتكميل مواعيده، كما جرت عادته بالأبدال والأقطاب والصديقين. فرأيت أن روحه أحاط علي واستوى على جسمي، ولفني في ضمن وجوده حتى ما بقي مني ذرة وكنت من الغائبين. ونظرت إلى جسدي فإذا جوارحي جوارحه، وعيني عينه، وأذني أذنه، ولساني لسانه. أخذني ربي واستوفاني وأكد الاستيفاء حتى كنت من الفانين. ووجدت قدرته وقوته تفور في نفسي، وألوهيته تتموج في روحي، وضربت حول قلبي سرادقات الحضرة، ودقق نفسي سلطان الجبروت، فما بقيت وما بقي إرادتي ولا مناي، وانهدمت عمارة نفسي كلها، وتراءت عمارات رب العالمين. وانمحت أطلال وجودي، وعفت بقايا أنانيتي، وما بقيت ذرة من هويتي، والألوهية غلبت على غلبة شديدة تامة، وحذبتُ إليها من شعر رأسي إلى أظفار أرجلي، فكنت لُبا بلا قشور، ودُهناً بغير ثُفل وبذور، وبُوعِد بيني وبين نفسي، فكنت كشيء لا يُرى، أو كقطرة رجعت إلى البحر، فستره البحر بردائه وكان تحت أمواج اليم كالمستورين. 

فكنت في هذه الحالة لا أدري ما كنتُ من قبل وما كان وجودي، وكانت الألوهية نفذت في عروقي وأوتاري وأجزاء أعصابي، ورأيت وجودي كالمنهوبين. وكان الله استخدم جميع جوارحي، وملكها بقوة لا يمكن زيادة عليها، فكنت من أخذه وتناوله كأني لم أكن من الكائنين. وكنت أتيقن أن جوارحي لیست جوارحي، بل جوارح الله تعالى، وكنت أتخيل أن انعدمت بكل وجودي وانسخلت من كل هويتي، والآن لا منازع ولا شريك ولا قابض يزاحم. دخل ربي على وجودي، وكان كل غضبي وحلمي، وحلوي ومري، وحركتي وسكوني لــــــه ومنه، وصرت من نفسي كالخالين". [التبليغ 119]

(56)"ويدنيني بحضرته بلطفٍ…ويسقيني مدام الاتحادِ". [باقة من بستان المهدي-تحفة بغداد 19]

(57)"الحق أن مثل علاقة المخلوقات والعوالم مع الله عز وجل كمثل علاقة الجسم مع الروح، فكما أن جميع أعضاء الجسم تتبع مشيئة الروح وتميل حيثما مالت؛ كذلك الحال بالنسبة إلى العلاقة بين الله وخلقه. لا أقول في حق الله سبحانه وتعالى واجب الوجود كما قال صاحب كتاب "فصوص الحكم" : "حلق الأشياء وهو عينها"، بل أقول: "خلق الأشياء وهو كعينها. هذا العالم كصرح ممرد من قوارير، وماء الطاقة العظمى يجري تحتها ويفعل ما يريد. يخيل في عيون قاصرة كأنها هو. يحسبون الشمس والقمر والنجوم مؤثرات بذاتها؛ ولا مؤثر إلا هو." 

لقد كشف على الحكيمُ مُطلقُ الحكمة هذا السر المكنون؛ أن هذا العالم كله مع جميع أجزائه؛ ليس قائما بنفسه بل هو كالأعضاء من أجل تنفيذ أفعال الله، علة العلل وإراداته، ويستمد القوة كل حين من ذلك الروح الأعظم. كما أن جميع قوى الجسم قائمة بسبب الروح فيه، كذلك إن بعض الأشياء في هذا العالم - الذي هو بمنزلة الأعضاء لذلك الروح الأعظم - إنما هي بمنزلة نور وجهه سبحانه وتعالى وتفيد كالنور ظاهراً أو باطنا بحسب مشيئته سبحانه وتعالى. و بعض هذه الأشياء هي بمنزلة يديه، وبعضها بمنزلة قدميه، وبعضها بمنزلة نَفَسِه.

باختصار، إن مكونات هذا العالم هي بمنزلة الجسم بالنسبة إلى الله تعالى، وكل ما لهذا الجسم من رونق وبهاء ورشاقة وحياة؛ إنما هو بسبب ذلك الروح الأعظم الذي هو قيومه. وكلما حدثت في ذلك القيوم حركة إرادية؟ نشأت الحركة في أعضاء هذا الجسم كلها أو بعضها حسبما يقتضيه ذلك القيوم.

لتصوير البيان المذكور أعلاه يمكننا أن نفترض على سبيل التخيل أن قيوم العالمين هو الوجود الأعظم الذي له أعضاء من أيد وأرجل تخرج عــن حــد الإحصاء والطول والعرض، وأن لهذا الوجود الأعظم أذرعا – كما تكون للأخطبوط - تصل إلى أنحاء صفحة الوجود كله وتعمل عمل الجاذبية، وهذه الأعضاء هي نفسها التي تسمى العالم. وكلما تحرك قيوم العالم جزئيا أو كليا؛ فلا بد من أن تتحرك أعضاء هذا العالم أيضا، وسوف ينفذ جميع إراداته من خلال هذه الأعضاء وليس بطريق آخر. فهذا هو المثال سهل الفهم لهذا الأمر الروحاني. وأما ما قيل إن كل جزئية من المخلوقات تابعة لمشيئة الله وتحقق أهدافه الخفية من خلال خدماتها الخفية، وتفنى في سبيل مرضاته سبحانه وتعالى بطاعته الكاملة؛ فإن هذه الطاعة ليست من قبيل الطاعة التي تأتي نتيجة السلطة والإكراه؛ بل الحق أن كل شيء يُجذب إلى الله تعالى جذبًا مغناطيسيا، ويبدو أن كل ذرة خاضعة له سبحانه وتعالى بطبعها خضوع الجوارح المختلفة للجسم. فالحق كل الحق أن العالم كل بمنزلة الجوارح لذلك الوجود الأعظم". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام 97]

(58)"رأيتُني في المنام عينَ اللهِ، وتيقنتُ أنني هو، ولم يبق لي إرادة ولا خطرة ولا عمل من جهة نفسي، وصِرت كإناءٍ منثلم بل كشيء تأبَّطَه شيءٌ آخر وأخفاه في نفسه حتى ما بقي منه أثر ولا رائحة وصار كالمفقودين.

وأعني بعين الله رجوعَ الظلِّ إلى أصله وغيبوبتَه فيه، كما يجري مِثلُ هذه الحالات في بعض الأوقات على المحبّين. وتفصيل ذلك أن الله إذا أراد شيئًا من نظام الخير جعلني مِن تجلياته الذاتية بمنـزلة مشيّته وعلمه وجوارحه وتوحيده وتفريده، لإتمام مراده وتكميل مواعيده، كما جرت عادته بالأبدال والأقطاب والصدّيقين.

فرأيتُ أن روحه أحاط عليّ واستوى على جسمي، ولَفَّني في ضمن وجوده، حتى ما بقي مني ذرة، وكنتُ من الغائبين. ونظرتُ إلى جسدي فإذا جوارحي جوارحه، وعيني عينه، وأذني أذنه، ولساني لسانه. أخذني ربي واستوفاني وأكّد الاستيفاءَ حتى كنت من الفانين. ووجدتُ قدرتَه وقوتَه تفور في نفسي، وألوهيتَه تتموج في روحي، وضُرِبتْ حول قلبي سرادقات الحضرة، ودقق نفسي سلطانُ الجبروت، فما بقيتُ وما بقي إرادتي ولا مُناي، وانهدمت عمارة نفسي كلها، وتراءت عمارات رب العالمين. وانمحت أطلال وجودي، وعفت بقايا أنانيتي، وما بقيت ذرة من هويتي، والألوهية غلبت عليّ غلبة شديدةً تامةً، وجُذِبتُ إليها من شعر رأسي إلى أظفار أرجلي، فكنت لُبًّا بلا قشور، ودُهنًا بغير ثُفْل وبذور، وبُوعِدَ بيني وبين نفسي، فكنت كشيء لا يُرى، أو كقطرة رجعت إلى البحر، فستره البحر بردائه وكان تحت أمواج اليم كالمستورين.

فكنت في هذه الحالة لا أدري ما كنتُ من قبل وما كان وجودي، وكانت الألوهية نفذت في عروقي وأوتاري وأجزاء أعصابي، ورأيت وجودي كالمنهوبين. وكان الله استخدم جميع جوارحي، وملَكها بقوة لا يمكن زيادة عليها، فكنت مِن أخْذه وتناوُله كأني لم أكن من الكائنين. وكنت أتيقن أن جوارحي ليست جوارحي، بل جوارح الله تعالى، وكنت أتخيل أني انعدمت بكل وجودي، وانسخلت من كل هويتي، والآن لا منازع ولا شريك ولا قابض يزاحم. دخل ربي على وجودي، وكان كل غضبي وحلمي، وحلوي ومرّي، وحركتي وسكوني له ومنه، وصرت من نفسي كالخالين

وبينما أنا في هذه الحالة كنت أقول: إنا نريد نظامًا جديدًا، سماءً جديدة وأرضًا جديدة. فخلقتُ السماوات والأرض أولا بصورة إجمالية لا تفريق فيها ولا ترتيب، ثم فرقتها ورتّبتها بوضع هو مراد الحق، وكنت أجد نفسي على خلقها كالقادرين. ثم خلقت السماء الدنيا وقلت: "إنا زَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح.". ثم قلت: الآن نخلق الإنسان من سلالة من طين. ثم انحدرتُ من الكشف إلى الإلهام فجرى على لساني: "أردتُ أن أستخلف فخلَقتُ آدم، إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وكنا كذلك خالقين". [التذكرة 194]

(59)"رأيت الله تعالى مرة في الكشف متمثلا على صورة إنسان، وقد طوقني بيديه وقال: لو صرت لي، لصار العالم كله لك". [التذكرة 490]

(60)"ولقد رأيت أنا أيضا الله تعالى على صورة والدي". [التذكرة 429]

(61)"إن تلك الصفة الإلهية الجمالية بدت في الكشف لقوتي المتخيلة على أنها الله تعالى المطلق القدرة، فعرضتُ كتاب القضاء والقدر على الله الذي ليس كمثله شيء، حيث كان سبحانه وتعالى متمثلاً على صورة حاكم، فغمس قلمه في المحبرة ذات الحبر الأحمر ورش الحبر إلي أولاً، ثم وقع على ذلك الكتاب". [التذكرة 127]

(62)"رأيتُ أنني في محكمة الله تعالى أنتظر رفع قضيتي، فجاء الجواب: "اصبر سنفرغ يا مرزا ." ثم رأيت ذات مرة أنني ذهبت إلى المحكمة وأن الله تعالى جالس على كرسي العدل على صورة قاض، وهناك ملف في يد كاتب المحكمة يعرضه عليه. فقال القاضي برؤية الملف: هل المرزا حاضر ؟ فأمعنت النظر فوجدت أن هناك كرسيا فارغا بالقرب من الله تعالى، فأشار تعالى إلي بالجلوس عليه، ثم استيقظت". [التذكرة 128]

(63)"وفي نفسي تحققت الأقاويل، وبي أبطلت الأباطيل، وأنا الواصف والموصوف، وأنا ساق الله المكشوف، وأنا قدم الرسول التي تحشر عليها الأموات". [لجنة النور 79]

(64)"إنا بشرك بغلام مَظهَرِ الحق والعلى، كأن الله نزل من السماء". [الاستفتاء 110]

(65)"لنحيينك حياة طيبة، ثمانين حولا أو قريبا من ذلك، وترى نسلا بعيدا. مظهر الحق والعلاء، كأن الله نزل من السماء". [التذكرة 398]

(66)"ليس الخير في أن يحارب أحد مظهر الله". [التذكرة 678]

(67)"أردت أن أستخلف، فخلقت آدم أي أنت. نزل الله في باطنك. وما كان الله ليتركك حتى يميز الخبيث من الطيب. كنتُ كنزا مخفيا فأردت أن أعرف. أنت الواسطة بيني وبين الخلق". [التذكرة 313]

(68)"وأنت مني فكأنني تجليت بنفسي، أي أن ظهورك هو عين ظهوري". [التجليات الإلهية 14]

(69)"إن أكبر علامة لعلاقة أحد مع الله تعالى هي أن تتولد فيه الصفات الإلهية". [حقيقة الوحي 23]

(70)"حين ينزل الوحي على نفس زكية ونقية من كل الشوائب فإن نوره يظهر بصورة تفوق العادة، وتنعكس فيها (أي النفس) الصفات الإلهية بصورة كاملة، ويظهر وجه الله الأحد كاملا". [حقيقة الوحي 31]

(71)"والإيمان بالله لا يكمل دون الإيمان برسله. والسبب في ذلك أنهم مظاهر صفاته". [حقيقة الوحي 153]

(72)"فثبت من هذه الآية أن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أفعال الله تعالى. فلما كانت أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله بمنزلة أقوال الله وأفعاله، فما النتيجة إلا أنه صلى الله عليه وسلم هو المظهر الأتم لذات البارئ تعالى". [عصمة الأنبياء 129]

(73)"في بعض الأزمان يتجلى اسم الله "المضل"، وفي بعض الأزمان يتجلى اسمه "الهادي". [الملفوظات ج5 ص226]

(74)"محمد صلى الله عليه وسلم مظهر الرحمانية والرحيمية. إن محمدا صلى الله عليه وسلم هو المظهر التام للرحمانية، لأن معنى محمد هو من حمد كثيرا، ومعنى الرحمن من يعطي بدون عمل وبدون التفريق بين المؤمن والكافر، ولا شك أن من يعطي بدون عمل وسؤال يحمد حتما. فاسم محمد هو تجل للرحمانية، واسم أحمد هو ظهور للرحيمية، لأن معنى الرحيم من لا يضيع عمل عامل وجهد مجتهد. ومعنى أحمد من يحمد كثيرا، ومن المعروف أن من يتقن العمل يكون مسرورا وينال جزاء جهده ويحمد، ومن هذا المنطلق فإن اسم أحمد ظهور للرحيمية. فمحمد يعني الرحمن، وأحمد يعني الرحيم. فرسول الله صلى الله عليه وسلم كأنما هو مظهر لهاتين الصفتين الإلهيتين العظيمتين الرحمانية والرحيمية". [الملفوظات ج2 ص21]

(75)"ثم قال: (بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ)، فجعله رحمانًا ورحيمًا كما لا يخفى على الفهيم، وحمِده وعزا إليه خُلُقًا عظيمًا من التفخيم والتكريم، كما جاء في القرآن الكريم. وإنْ سألتَ ما خُلقه العظيم فنقول إنه رحمن ورحيم، ومُنِحَ هو - عليه الصلاة - هذين النورَين وآدمُ بين الماء والطين، وكان هو نبيًّا وما كان لآدمَ أثرٌ من الوجود ولا من الأديم. وكان الله نورًا فقضى أن يخلق نورًا فخلق محمدًا الذي هو كدُرٍّ يتيم، وأشركَ اسمَيه في صفتَيه ففاق كلَّ مَن أتى اللهَ بقلب سليم، وإنهما يتلألآن في تعليم القرآن الحكيم. وإنّ نبيّنا مركَّبٌ مِن نورِ موسى ونورِ عيسى كما هو مركَّب من صفتَي ربنا الأعلى، فاقتضى التركيب أن يُعطى له هذا المقام الغريب، فلأجل ذلك سمّاه الله محمّدًا وأحمد، فإنه ورث نور الجلال والجمال وبه تفرّدَ، وإنه أُعطِيَ شأن المحبوبين وجَنان المحِبِّين، كما هو من صفتَي رب العالمين، فهو خير المحمودين وخير الحامدين. وأشركه الله في صفتيه، وأعطاه حظًّا كثيرًا من رحمتَيه، وسقاه من عينيه، وخلَقه بيديه، فصار كقارورة فيها راح، أو كمشكاة فيها مصباح". [إعجاز المسيح 59]

(76)"فحاصلُ ما أُبصِرُ وأَرى أن نبيَّنا خيرَ الورَى، قد ورث صفتَي ربِّنا الأعلى. ثم ورث الصحابة الحقيقةَ المحمدية الجلالية كما عرفتَ فيما مضى". [إعجاز المسيح 74]

(77)"وأُعطيتُ صفةَ الإفناء والإحياء من الربّ الفعّال". [الخطبة الإلهامية 21]

(78)"ثم بعدها تلقيت الوحي التالي: "رب سلطني على النار" بمعنى أن تكون نار العذاب خاضعه لحكمي، فمن أردت تعذيبه يحل به العذاب، ومن أردت العفو عنه يبقى محفوظا من العذاب". [التذكرة 661]

(79)"أنك أنت هو في حلل البروز، وهذا هو الوعد الحق الذي كان كالسر المرموز". [التذكرة 285]

(80)"أي لا أحَدَ شريكٌ لله لا في ذاته ولا في صفاته تعالى، فلا تضربوا لله الأمثال من مخلوقاته. إنما الطريق الوسط هو اعتبار ذات الله بين التشبيه والتنزيه". [فلسفة تعاليم الإسلام 97]

أخيرا: لا تتوقع أنك عندما تعرض أمثال هذه النصوص على قادياني معاند مكابر مصر على الباطل أنه سيبقى صامتا و يسلم لك أن نبيه مشبه وومثل ومجسم ويتعدى على الذات الإلهية فـ :

*بعض هذه النصوص أضافوا لها كلاما لرد الشبهة.

*وبعضها أضافوا لها كلاما في وقت لاحق.

*وبعضها يؤلونها بطريقة باطنية، ويتجاهلون البعض الآخر.

*وبعضها يجيبون عليها كيفما كان وبأي جواب.

فمثلا "أفطر وأصوم" قد يستدلون بحديث: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ : يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلَانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ ؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. قَالَ : يَا رَبِّ، وَكَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهُ اسْتَطْعَمَكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي ؟ يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. قَالَ : يَا رَبِّ، كَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ ؟ قَالَ : اسْتَسْقَاكَ عَبْدِي فُلَانٌ فَلَمْ تَسْقِهِ، أَمَا إِنَّكَ لَوْ سَقَيْتَهُ وَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي». [صحيح مسلم]

فاعرف كيف تجيبهم: فمثلا في الحديث السابق بين الله أن الذي مرض عبده وبين المقصد، بينما هم يقولون: أفطر وأصوم، بمعنى أعذب أو أمهل. وواضح أن لا علاقة لغوية هنا وإنما تأويل باطني.

فإن أصروا! قل لهم: أنتم تصرون على المعنى اللغوي: التوفي أي الموت. بينما نحن نقول من معاني التوفي لغة القبض، أي قبض الله عيسى عليه السلام بالرفع إلى السماء، وعندنا قرائن من القرآن والسنة واللغة على أن التوفي يأتي بمعان أخرى غير الموت، وكذلك الرفع إلى السماء والنزول منها، فما هي قرينتكم أو قرائنكم على أن معنى "أصوم وأفطر" يأتي بمعنى أعذب وأمهل؟!

وقل لهم غلامكم القادياني يقول: "من المؤسف أن هؤلاء الناس لا يدرون أن الادعاء بلا دليل ثم الإتيان بكلام هراء بناء على الإدعاء نفسه وتسميته دليلا ليس من شيمة العاقلين". [ينبوع المعرفة ورسالة الصلح 68]

فإن قالوا: هذا الكلام قاله ردا على الهندوس. فقل لهم: هل قال غلامكم هذا القول وهو لا يؤمن به؟! هل أقواله ليست وحيا يوحى؟! هل أقواله لا قيمة علمية لها؟! نحن نطالبكم بما قال نبيكم؟! وزيادة نقول لكم: إن نبيكم يزعم أنه نبي محمدي وتابع لكتاب محمد وسنة محمد عليه الصلاة والسلام فهاتوا دليلكم من الكتاب والسنة أن "أفطر وأصوم" يأتي بمعنى أعذب وأمهل؟!

لكن مع ذلك، ما نقلناه لك من نصوص للقادياني، هناك نصوص قبيحة جدا يضيقون ذرعا بها.

وسبحان الله رب العالمين. والعياذ بالله رب العالمين. والحمد لله رب العالمين. 

سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

۞۞۞۞۞۞