الغلام القادياني والوحي السريع

الغلام القادياني والوحي السريع

الغلام القادياني والوحي السريع

1- 

كانون الأول 1883

أُوحيتْ إليّ في هذا الأسبوع كلماتٌ باللغة الإنجليزية وغيرِها... وهي: 

"پريشن، عمر، براطوس أو پلاطوس."

 لعلّها "براطوس أو پلاطوس"، إذ لم تتّضح لي لسرعة الوحي. 

أما "عمر" فهي كلمة عربية.

 والمطلوب منكم هنا بيان معنى: "براطوس، وپريشن"، وبأيّ لغة هما؟ 

ثم أُوحيتْ إلي كلمتان أخريان هما:

"هو شَعْنا. نَعْسا".

 ولا أدري بأي لغة هما. 

أما الكلمات الإنجليزية فهي فيما يلي، ولكن هناك جملة عربية قبلها هي:

"يا داودُ عامِلْ بالناس رفقًا وإحسانًا."

"You must do what I told you."

أي: عليك أن تفعل ما قلت لك.

"تم کو وہ کرنا چاہیئے جو میں نے فرمایا ہے۔" (أردية)

أي: عليك أن تفعل ما قلت لك.

وهذه الجملة الأردية أيضًا وحي. 

ثم هناك وحي آخر بالإنجليزية، ولكن ترجمته ليستْ وحيًا... ولا أعرف صحة تقديم الجمل وتأخيرها، وقد تتقدم الجمل وتتأخر في بعض الإلهامات... وهي:

"Though all men should be angry but God is with you   .

He shall help you.

Words of God not can exchange." 

أي: لو سخط عليك جميع الناس، فإن الله سيكون معك. إنه سينصرك. لا تبديل لكلمات الله. 

ثم كانت هناك إلهامات أخرى بالإنجليزية أتذكر منها بعضها، وهي:

"I shall help you."

أي: سأنصرك.

وبعد هذا ما يلي:

"You have to go Amritsar."

أي: لا بد لك من الذهاب إلى أمرتسر.

ثم هناك جملة لا أعرف معناها، وهي:

"He halts in the Zilla Peshawar." 

أي: إنه يقيم في محافظة بشاور. (رسالة يوم 12/12/1883 إلى مير عباس علي شاه، رسائل أحمدية، مجلد 1، ص 68-69)

وكتبوا في الحاشية: قال المسيح الموعود: لما كان هذا الوحي بلغة أجنبية، ولما كان الوحي الإلهي ينزل بسرعة نوعًا ما، فهناك احتمال أني لم أستطع ضبط نطق بعض الكلمات. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 317، الحاشية). التذكرة 112

2- 

1883

 ثم قال الله تعالى بعد ذلك:

"هو شعنا، نعسا".

 لعلهما جملتان عِبْريّتان، ولكن معناهما لم ينكشف عليّ حتى الآن. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 664، الحاشية في الحاشية 4)

 ثم أوحيتْ إليّ جملتان بالإنجليزية ولا أعلم مدى صحة كلماتهما لسرعة الوحي وهما: 

"I love you. I shall give you a large party of Islam."

أي: إني أحبُّك. سأهَبُ لك جماعةً كبيرة من أهل الإسلام. (البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 662-664، الحاشية في الحاشية 4، وانظر أيضًا البراهين الأحمدية، الجزء الخامس، الخزائن الروحانية، مجلد 21، ص 105) التذكرة 96

3- 

… "قُلْ إنّ هدى الله هو الهدى، وإنّ معي ربي سيهدينِ. رب اغفِرْ وارحمْ من السماء. ربِّ إني مغلوبٌ فانتصرْ. إيلي إيلي لما سبقتَني. إيلي آوس."

...الجملة الأخيرة من هذا الوحي، أعني: "إيلي آوس". ظلّتْ غير واضحة لي لسرعة نزول الوحي، ولم ينكشف عليّ معناها. والله أعلم بالصواب... أيضا 87

(البراهين الأحمدية، الجزء الرابع، الخزائن الروحانية، مجلد 1، ص 608-623، الحاشية في الحاشية 3)

4-

 24/9/1906

(ألف): "موت، تیراں ماہ حال کو۔" (أردية)

أي: الموت في الثالث عشر من هذا الشهر.  

المراد من الثالث عشر من هذا الشهر هو 13 من شعبان على الأغلب. والله أعلم. لا أدري ما إذا كان المراد هو 13 من شهر شعبان الجاري أم 13 من شعبان آخر. ولا أعلم جزمًا من يخص هذا الإلهامُ، لذا فإني حزين. ستَرَنا الله بفضله. آمين. ("بدر"، مجلد 2، عدد 39، يوم 27/9/1906، ص 3، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 33، يوم 24/9/1906، ص 1)

(ب) وقال المسيح الموعود بعدها: 

أحيانًا لا يمكن حفظ كلمات الإلهام بالتمام والكمال لسرعة نزوله، فلا أذكر ما إذا كان اللفظ 13 أو 23 أو 30. ("بدر"، مجلد 2، عدد 43، يوم 25/10/1906، ص 4) أيضا 719

5-

 18/2/1903

قال المسيح الموعود

أصابتني أمس 18/2 نوبة المرض فجأة، وبردتْ أطرافي، فتلقيت وأنا في هذه الحالة إلهامًا نسيتُ جزءً منه. لقد نزل الإلهام بسرعة البرق، فلم أستطع حفظ الجزء الباقي. والإلهام هو:

 "ويُبقيك."

وقد فهَّمني الله تعالى معناه أيضًا عند نزوله وهو:

"تا  بدیرترا خواہد داشت۔"

أي: سيُبقيك طويلاً. ("الحكم"، مجلد 7، عدد 7، يوم 21/2/1903، ص 16، و"بدر"، مجلد 2، عدد 6، يوم 27/2/1903، ص 47) أيضا 479

6-

19/3/1903

قال المسيح الموعود

رأيت اليوم حلمًا كمشهد يمرّ من أمام العين بسرعة. رأيت أن في يديّ رأسَيْ جاموسينِ ذَكرينِ قد فُصلا عن جسديهما، رأس في يد وآخر في يد أخرى. ("بدر"، مجلد 2، عدد 10، يوم 3/4/1903، ص 81) أيضا ٤٨٤

التعليق:

(1)القادياني يزعم أنه نبي محمدي وأنه مسيح محمدي! فمن المفترض -جدلا- أن لا يخالف وحيه وحي محمد صلى الله عليه وسلم! ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الوحي كان ينزل عليه بسرعة والعياذ بالله.

(2)إن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم يخالف الوحي القادياني المكذوب على الله جل في علاه:

﴿إِنَّا سَنُلۡقِی عَلَیۡكَ قَوۡلࣰا ثَقِیلًا﴾ المزمل 5

قال ابن كثير رحمه الله: "وَقَوْلُهُ: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا﴾ قَالَ الْحَسَنُ، وَقَتَادَةُ: أَيِ الْعَمَلُ بِهِ. وَقِيلَ: ثقيلٌ وَقْتَ نُزُولِهِ؛ مِنْ عَظَمَتِهِ". تفسير ابن كثير

وعَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَأَل رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَحْيَانًا يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ ، وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي ، وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ ، وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِي الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ " ، قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ ، وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا . صحيح البخاري

وعن زَيْدَ بْنَ ثَابِت أَخْبَرَهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَمْلَى عَلَيْهِ لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ سورة النساء آية 95 وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ سورة النساء آية 95 ، قَالَ : فَجَاءَهُ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ وَهُوَ يُمِلُّهَا عَلَيَّ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَوْ أَسْتَطِيعُ الْجِهَادَ لَجَاهَدْتُ ، وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَفَخِذُهُ عَلَى فَخِذِي ، فَثَقُلَتْ عَلَيَّ حَتَّى خِفْتُ أَنَّ تَرُضَّ فَخِذِي ، ثُمَّ سُرِّيَ عَنْهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ سورة النساء آية 95 " . المصدر السابق

وعَنْ عَائِشَةَ ، أَنَّهَا قَالَتْ : " إِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ ، فَتَضْرِبُ بِجِرَانِهَا " . مسند الإمام أحمد

فهذا الوحي القادياني السريع يتنافى مع الوحي المحمدي الموصوف بأنه ثقيل، ولا يمكن أن يكون الوحي الثقيل سريعا!

ثم إن وصف الوحي بأنه ثقيل هو صف لائق بالله العظيم وكلامه العظيم وأنه يتلقى كلاما عظيما-سبحان الله في عظمته-، بخلاف الوحي السريع الذي يبعث على الضحك والعياذ بالله سبحانه.

(3)إن الرب تبارك وتعالى قال لنبيه عليه الصلاة والسلام: ﴿لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦۤ ۝١٦ إِنَّ عَلَیۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ ۝١٧ فَإِذَا قَرَأۡنَـٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ ۝١٨ ثُمَّ إِنَّ عَلَیۡنَا بَیَانَهُۥ ۝١٩﴾ القيامة 16-19

قال ابن كثير عليه رحمة الله: "هَذَا تَعْلِيمٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لِرَسُولِهِ ﷺ فِي كَيْفِيَّةِ تَلَقِّيهِ الْوَحْيِ مِنَ الْمَلَكِ، فَإِنَّهُ كَانَ يُبَادِرُ إِلَى أَخْذِهِ، وَيُسَابِقُ الْمَلَكَ فِي قِرَاءَتِهِ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا جَاءَهُ الْمَلَكُ بِالْوَحْيِ أَنْ يَسْتَمِعَ لَهُ، وَتَكَفَّلَ لَهُ أَنْ يَجْمَعَهُ فِي صَدْرِهِ، وَأَنْ يُيَسِّرَهُ لِأَدَائِهِ عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي أَلْقَاهُ إِلَيْهِ، وَأَنْ يُبَيِّنَهُ لَهُ وَيُفَسِّرَهُ وَيُوَضِّحَهُ. فَالْحَالَةُ(١) الْأُولَى جَمْعُهُ فِي صَدْرِهِ، وَالثَّانِيَةُ تِلَاوَتُهُ، وَالثَّالِثَةُ تَفْسِيرُهُ وَإِيضَاحُ مَعْنَاهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ﴾ أَيْ: بِالْقُرْآنِ، كَمَا قَالَ: ﴿وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ [طه: ١١٤] . ثُمَّ قَالَ: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ﴾ أَيْ: فِي صَدْرِكَ، ﴿وَقُرْآنَهُ﴾ أَيْ: أَنْ تَقْرَأَهُ، ﴿فَإِذَا قَرَأْنَاهُ﴾ أَيْ: إِذَا تَلَاهُ عَلَيْكَ الْمَلَكُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ﴿فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ﴾ أَيْ: فَاسْتَمَعْ لَهُ، ثُمَّ اقْرَأْهُ كَمَا أَقْرَأَكَ، ﴿ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ﴾ أَيْ: بَعْدَ حِفْظِهِ وَتِلَاوَتِهِ نُبَيِّنُهُ لَكَ وَنُوَضِّحُهُ، وَنُلْهِمُكَ مَعْنَاهُ عَلَى مَا أَرَدْنَا وَشَرَعْنَا". تفسير ابن كثير

قلت: إذا كان هذا أمر الله جل جلاله لنبيه صلى الله عليه وسلم، فبطل كذب الغلام القادياني في سرعة الوحي. 

(4)ثم  لماذا كان الوحي سريعا؟ هل من أوحى للقادياني كان مستعجلا؟ أم عنده أشغال أخرى؟ ما هو مبرر السرعة في الوحي؟! هذا الوحي بالتأكيد يليق بشيطان.

(5)المشكلة الكبيرة -المهمة- أن هذا "الوحي السريع" ترتب عليه أمور خطيرة: عدم فهم لبعض الوحي، ونسيان بعضه، وعدم ضبط نطق بعض الكلمات.

وقال الله تبارك وتعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام أيضا:﴿ سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰۤ ۝٦ إِلَّا مَا شَاۤءَ ٱللَّهُۚ إِنَّهُۥ یَعۡلَمُ ٱلۡجَهۡرَ وَمَا یَخۡفَىٰ ۝٧ ﴾ الأعلى 6-7

وقال سبحانه عز وجل: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾ الحجر 9

وهذا الوحي القادياني السريع الذي ترتب عليه ما ترتب مشكوك فيه وبه نقص وتحريف.

أرجو أيها القادياني أن لا تقول لي: أن ما نقلناه سابقا لا يخالف القرآن هدانا الله وإياك!

أبو عبيدة العجاوي