العُرْي في أحلام الميرزا.. لماذا كان يرى الناس عراةً

العُرْي في أحلام الميرزا.. لماذا كان يرى الناس عراةً

العُرْي في أحلام الميرزا.. لماذا كان يرى الناس عراةً

معلوم أنّ المرء يرى في رؤاه ما يناسبه، أو ما يراه نهارا.

يقول الميرزا:

"في هذه الليلة كأني على مكان محمد حسين بتالوي، وإنا صلّينا، وظننتُ أني إمامٌ وأخطأتُ في جهر الفاتحة... ثم إذا فرغنا من الصلاة كنتُ جالسا على مقابلة محمد حسين على فراش، وأظن أنه كان في هذا الوقت أسودَ اللون كالعريان، وكان لونه مائلا إلى السواد، فأخذني الحياء أن أنظر إليه". (التذكرة، ص 268)

وبعد أربعة أشهر من زواج محمدي بيغم التي كان قد طلب يدها مستغلا حاجة أهلها، فرفَضَته:

"رأيت اليوم في الرؤيا "محمدي (بيغم)"- التي هناك نبوءة عنها- بأنها جالسة مع بعض الناس في نُزُل القرية، مقصوصةَ شعر الرأس، عاريةَ الجسد، وكريهةَ المنظر جدًا، فقلت لها ثلاث مرات: إن تأويل قصّ شعر رأسك هو موتُ زوجك. ووضعتُ يديّ على رأسها، ثم قمتُ بهذا التأويل في المنام. وفي الليلة نفسها رأت أمُّ محمود في الرؤيا أن نكاحي من "محمدي (بيغم)" قد تَمَّ، وأن في يدها ورقة مكتوب فيها الصداق، وأنه جيءَ بالحلوى، وهي واقفة في الرؤيا بالقرب مني". (التذكرة، ص 203)

أما سبب أحلام الميرزا بالعري فهي أنه كانت خادمة مغفّلة (وصفها بأنها نصف مجنونة) تستحمّ في طرف غرفته عارية، كما يظهر من رواية في صفحة 38-39 من كتاب "ذكرِ حبيب" لمفتي محمد صادق، المقرّب جدا من الميرزا وآله.

وقد ذكر هذه الرواية من باب مدح الميرزا لا ذمّه، حيث علَّق عليها بقوله أن المرأة كانت ترى أنّ "الميرزا معتاد على غض البصر... لذا لم يكن أي ضرورة لأي حجاب عنه." (ذكرِ حبيب، ص 39)

قبول مفتي محمد صادق بأن تستحمّ خادمة في نفس الغرفة التي يتواجد فيها الميرزا يؤكد أنّ هذه الجماعة تُرَبّي على العَمى، وإلا متى جاز لمن يَغُضّ البصر أن يكون في غرفة تستحّم فيها امرأةٌ عاريةً؟!

الذي يعنينا هنا هو أنّ اعتياد الميرزا على رؤية هذه الخادمة تستحمّ أمامه عاريةً هو الذي جعله يرى محمد حسين ومحمدي بيغم، على الأقل، عاريين. واستحمام المرأة عاريةً أمام غريب يدلّ على أنها تعيش في بيئة منحطة وفي بيت منحطّ عديم الأخلاق، وإلا لعرفَتْ مدى قُبح فِعلتها مهما كانت ساذجة وبلهاء، بل لما خطر ببالها أن تفعل ذلك. أما أنْ لا ينتبه الميرزا لها وهي تستحمّ في نفس الغرفة، فينطبق عليه مقولة: "شو عرّفك إنها كذبة؟ قال: من عظمها".

#هاني_طاهر 23 ديسمبر2017