العداء والبراء عند الأحمدية ومؤسسها

العداء والبراء عند الأحمدية ومؤسسها

العداء والبراء عند الأحمدية ومؤسسها

عديدة هي الأفكار التي ذكرناها على الفضائية الأحمدية مما تخالف ما قاله مؤسس هذه الجماعة. لقد ذكرنا مرارا أن الإسلام لا يأمرنا بمعاداة الناس لمجرد الخلاف الديني والفكري والشخصي، بل يأمرنا بمسالمة المسالم مهما اختلف معنا في ذلك، ويأمرنا بمحاربة المحارب مهما اتفق معنا فكرا. 

بيد أن بعض الأحمديين ومؤسس جماعتهم ليسوا كذلك. وحين بدأت أعرف أنني أُحسِّن صورة مشوَّهة قررتُ أن أضع أحدا لذلك. 

يعلم الناسُ اليوم في العالم كله كيف يواجه بعض الأحمديين فيديوهاتي، فما من تهمة إلا واتُّهمتُ بها، وما من عداء إلا صبّوه ضدّي، ويكررون أكاذيب من غير أن يسمعوا الردّ عليها، مع أنني لا ألقي لهم بغير الثمر الطازج المقشَّر. 

لكن المثل الأهم من ذلك هو براءة مؤسس الأحمدية من ابنه البكر لمجرد اعتراضه على زواج أبيه من امرأة لا تريده، ولا يقبل أهلها أن يزوجوه بها؛ ففي الإعلان التالي يُظهر مؤسس الأحمدية عمليا ونظريا البراء المؤسَّس على الاختلاف في رأي شخصي في أمر اجتماعي يومي. وفيما يلي إعلانه: 

بسم الله الرحمن الرحيم نحمده ونصلي

(لَا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللهُ سَمِيعًا عَلِيمًا(

الإعلان لنصرة الدين وقطع العلاقات مع معارضي الدين من الأقارب

على ملة إبراهيم حنيفا

لعل القراء يذكرون أني نشرت نتيجة نشوء خصومة دينية وعند المطالبة بآية، إعلانا بأمر من الله وإلهامه عن الابنة الكبرى لأحد أقاربي، ميرزا أحمد بيك ابن ميرزا غامان بيك الهوشياربوري، قلت فيه بأنه مقدّر ومقرَّر عند الله تعالى أن تُنكح هذه الفتاة لي سواء أكانت بِكرا أم أن يعيدها الله إليَّ بعد ترمُّلها، وتفصيل ذلك موجود في الإعلان المذكور. أما السبب وراء هذا الإعلان فهو أن ابني سلطان أحمد الذي يشغل منصب نائب المفوض في لاهور، وعمته التي تبنَّته بدآ تلك المعارضة وأخذا هذا الأمر كله بيدهما وقررا أن يُعقد يوم العيد أو بعده قِران الفتاة المذكورة مع شخص.... ومع أنني نصحت سلطان أحمد كثيرا وبعثت إليه برسائل للتأكيد على أن يتنحى هو وأمّه عن هذا الأمر وإلا سأقطع علاقتي معكما ولن يكون لكما أيّ حق قط، إلا أنه لم يتحمل حتى عناء الرد على الرسالة بل أظهر براءته التامة مني. والله لو أصابني منهما جرح سيفٍ بتّار لصبرت عليه، ولكنهما آذياني كثيرا بالمواجهة الدينية نتيجة العداوة في الدين، وكسرا فؤادي لدرجة لا يسعني بيانه، وأرادا قصدا منهما أن أُهان. لقد ارتكب سلطان أحمد ذنبينِ كبيرينِ: 

أولا: عادى دين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأراد أن يتعرض الإسلام لهجمات الأعداء جميعا. ووضع من عنده أساسا، ظنا بي، بأنه سيثبت كذبي وبذلك سيُساء إلى الدين وينتصر الأعداء. ولم يقصّر بحسب زعمه في إطلاق سيف العداوة، ولم يُدرك لغباوته أن الله القدير والغيور مؤيد هذا الدين ومؤيدي أيضا، ولن يضيع عبده أبدا. لو سعى العالم كله لإبادتي لأدركني ربي بيد رحمته لأنني منه وهو مني. (إعلان في 2/6/1891)

أقول: ابنه لم يعادِ دين الله، بل يريد أن يشارك في عقد زواج هذه الفتاة القريبة له والتي لا تريد أن تتزوج بأبيه. 

ويتابع المؤسس قائلا في إعلانه للناس كافةً: 

ثانيا: لقد اعتبرني سلطان أحمد -وأنا أبوه- شيئا محتقرا جدا وشدّ مئزره لمعارضتي وأبلغ المعارضة كمالها قولا وفعلا. وأعان معارضيّ في الدين وأباح الإهانة للإسلام قلبا وقالبا. فلما جمع في شخصه كِلا الذنبينِ، أي قطع علاقته مع ربه ومع والده، وكذلك فعلت والدتاه ولـمّا قطعوا كل صلة بي؛ فلا أريد أن تبقى لهم أية صلة بي. وأخاف أن يكون في البقاء على العلاقة مع الأعداء في الدين مثلهم معصية. لذا أبيّن اليوم بتاريخ 2/5/1891م للعوام والخواص بواسطة هذا الإعلان أنه إن لم يرتدع هؤلاء القوم عن إرادتهم هذه ولم يمتنعوا عن إجراءات القِران التي يقومون بها بأيديهم ولم يكفّوا شخصا اختاروه لهذا القران بل عُقد القران فأتبرأ من سلطان أحمد وسيُعتبر محروما من الإرث من يوم النكاح وسيقع مني على أمه الطلاق في اليوم نفسه. وكذلك إن لم يطلّق أخوه فضل أحمد -وهو زوج بنت أخت ميرزا أحمد بيك، والد تلك الفتاة- زوجه في اليوم نفسه بعد اطلاعه على القِران فسأتبرأ منه أيضا وسيكون محروما من الإرث. ولن يبقى لهم جميعا أيّ حقٍّ عليّ في المستقبل. وبعد هذا القِران ستنقطع كافة علاقات القرابة والمواساة ولن نشارك في العسر واليسر والفرح والترح والزواج أو المأتم لأنهم هم الذين قطعوا العلاقات ورضوا بقطعها. وأيّ نوع من العلاقة معهم محرّم قطعا الآن وينافي الغيرة الإيمانية بل هو فعل الديوثين. والمؤمن لا يكون ديّوثا. 

"إن لم يكن في الأقارب الأمانةُ والتقوى فإن قطع صلة الرحم مع القربى أفضل من مودتهم." 

والسلام على من اتبع الهدى. 

المعلن: مرزا غلام أحمد، 2/6/1891م

#هاني_طاهر 2016-09-14