الطفل الأربعيني
الطفل الأربعيني
إذا يُتِّمَ الطفلُ شعر بحزن لفقدان مصدر رعايته ومصدر دخله ومصدر قوته وغير ذلك. أما إذا توفي والد رجل في الأربعين فلن يحزن لهذا السبب، ولن يقول: مَن يضع اللهاية في فمي بعد اليوم!!
حكاية الميرزا مختلفة، حيث يقول وهو في الـ 41 من عمره (حسب زعم جماعته الكاذبة القائلة بولادته عام 1835): "حين تلقّيت الوحي... عن وفاة والدي المرحوم، خطر ببالي بمقتضى البشرية أن بعض موارد الدخل ترتبط بحياة والدي، ولا نعرف لأية ابتلاءات سنتعرّض بعد وفاته. (كتاب البراءة)
انظروا أين ذهب وهلُه!! كان لديه زوجة مهجورة، وابنان في حدود 15 سنة، ومع ذلك يفكّر كيف يدبّر نفسه وقد انقطع راتب والده التقاعدي!!
بين سطور الميرزا نجد كوارثه غير المسبوقة. أليس من معجزاته أنّ أوّل ما يخطر بباله عند وفاة أبيه راتبه التقاعدي؟! هل يخطر ذلك ببال أي رجل لديه مسحة من رجولة وشهامة؟ كان لوالده أراضٍ شاسعة، وكان يمكنه أن يعمل فيها أو أن يأتي لها بالعمال، بل كان أخوه يمكنه أن يفعل ذلك، وقد فعل، لذا لا داعي أن يخطر بباله المال، مهما كان توكله على الله صفرا. ولكن شاء الله أن يتفوّق الميرزا في كل سلبية.
وقد بينا في المقال السابق أنه: "كان يتعرض دومًا لسخط والده"، وليس أحيانا.
وكان والده يطلب منه الشيء مرارا، لا مرة واحدة. وكان يزعم أنه مريض بسبب شدة كسله، ولم يكن أبوه يصدّقه، بل يعرف ألاعيبه هذه، فيقول: ذات مرة كان المفوَّض قادمًا إلى قاديان في زيارة فطلب مني والدي مرارًا أن أخرج لاستقباله إلى مسافة ميلين أو ثلاثة أميال فهو واجب. لكن طبعي كره ذلك كما كنت مريضًا أيضًا فلم أقدر على الخروج معه، فهذا الأمر أيضًا جلب عليَّ سخطه". (كتاب البراءة)
أليس هذا هو مسيح الكسل والتواكل وانعدام التوكّل على الله ومسيح العقوق ومخترع التبريرات التي يكذّبها أبوه؟
[#هاني_طاهر]