الرد على قول القاديانية : (وَإِن یَكُ كَـٰذِبࣰا فَعَلَیۡهِ كَذِبُهُ).
الرد على قول القاديانية : ( وَإِن یَكُ كَـٰذِبࣰا فَعَلَیۡهِ كَذِبُهُۥ).
تستدل القاديانية بهذه الآية على أن مدعي النبوة [ إذا كان كاذبا ] فعليه كذبه، ولن يضر الأتباع أنهم اتبعوا هذا المدعي الكذاب.
وطبعا الهدف « الميكافيلي » من وراء هذا :
•طمأنة الأتباع أنه لن يضرهم شيء أمام الله يوم القيامة في أنهم اتبعوا نبي كاذب.
•دفع الشك الذي بداخلهم بهذا الاستدلال.
•المحافظة على الاتباع من خروجهم من الجماعة.
•تهوين الأمر في نفوسهم.
ومن تناقض الجماعة القاديانية أنه إذا وصل فرد من أفرادها إلى قناعة أن "غلام أحمد القادياني" كذاب دجال، وأراد الخروج من الجماعة، قالوا له : "سوف يؤاخذك الله ويحاسبك ويعاقبك". ثم يطعنون فيه ويأمرون أتباعهم بمقاطعته.
ومن تناقض الجماعة إنها تقول : "يجب الإيمان بجميع الأنبياء طبعا ومن ضمنهم -القادياني في زعمها- ومن كفر بواحد منهم فهو مؤاخذ عند الله أو كافر".
وطبعا التناقض واضح في التساهل والتهوين الأول ثم التشديد في الثاني.
تعليق : نستطيع أن نقول أن هذا الاستدلال الباطل : (( وَإِن یَكُ كَـٰذِبࣰا فَعَلَیۡهِ كَذِبُهُ )). من أخطر وأعظم وأكبر الاستدلالات الباطلة التي يترتب عليها نتائج خطيرة في الدين والدنيا والآخرة وأمام الله عز وجل.
بل إن الشيطان يتبرأ من مثل هذا ويقول فلا تلوموني ولوموا أنفسكم :
﴿وَقَالَ ٱلشَّیۡطَـٰنُ لَمَّا قُضِیَ ٱلۡأَمۡرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ ٱلۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِیَ عَلَیۡكُم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّاۤ أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَٱسۡتَجَبۡتُمۡ لِیۖ فَلَا تَلُومُونِی وَلُومُوۤا۟ أَنفُسَكُمۖ مَّاۤ أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَاۤ أَنتُم بِمُصۡرِخِیَّ إِنِّی كَفَرۡتُ بِمَاۤ أَشۡرَكۡتُمُونِ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ ٱلظَّـٰلِمِینَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِیمࣱ﴾ [إبراهيم ٢٢].
وبعد العياذ بالله الرد في نقاط :
أولا : فهذه الآية التي استدلت القاديانية بها لا تدل على مرادها و مقصودها وباطلها :
قال الحق سبحانه : ﴿وَقَالَ رَجُلࣱ مُّؤۡمِنࣱ مِّنۡ ءَالِ فِرۡعَوۡنَ یَكۡتُمُ إِیمَـٰنَهُۥۤ أَتَقۡتُلُونَ رَجُلًا أَن یَقُولَ رَبِّیَ ٱللَّهُ وَقَدۡ جَاۤءَكُم بِٱلۡبَیِّنَـٰتِ مِن رَّبِّكُمۡۖ وَإِن یَكُ كَـٰذِبࣰا فَعَلَیۡهِ كَذِبُهُۥۖ وَإِن یَكُ صَادِقࣰا یُصِبۡكُم بَعۡضُ ٱلَّذِی یَعِدُكُمۡۖ إِنَّ ٱللَّهَ لَا یَهۡدِی مَنۡ هُوَ مُسۡرِفࣱ كَذَّابࣱ﴾ [غافر ٢٨].
والعياذ بالله فإن قصد الرجل المؤمن ليس آمنوا بموسى -عليه السلام- "وَإِن یَكُ كَـٰذِبࣰا فَعَلَیۡهِ كَذِبُهُ". ولن يضركم شيء إن كان كاذبا.
بل قصد أنه من العقل والحكمة ألا تؤذوه واتركوه وما يدعو، فإنه إن كان كاذبا فلن يضركم كذبه، وعليه كذبه والله لا يهدي المسرف الكذاب، وإن كان صادقا فإنه يتوعدكم بالعذاب. راجع التفاسير
ثم حذر قومه : (یَـٰقَوۡمِ لَكُمُ ٱلۡمُلۡكُ ٱلۡیَوۡمَ ظَـٰهِرِینَ فِی ٱلۡأَرۡضِ فَمَن یَنصُرُنَا مِنۢ بَأۡسِ ٱللَّهِ إِن جَاۤءَنَاۚ). [غافر ٢٩].
وكان رأي بعض كفار قريش شبيه هذا : أن دعوا محمدا، فإن ظهر على العرب فعزه عز لكم، وإن لم يظهر كفتكم العرب إياه.
وفي مثل هذا المعنى قال نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- : « " يَا وَيْحَ قُرَيْشٍ، لَقَدْ أَكَلَتْهُمُ الْحَرْبُ، مَاذَا عَلَيْهِمْ لَوْ خَلَّوْا بَيْنِي وَبَيْنَ سَائِرِ النَّاسِ، فَإِنْ أَصَابُونِي كَانَ الَّذِي أَرَادُوا، وَإِنْ أَظْهَرَنِي اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَخَلُوا فِي الْإِسْلَامِ وَهُمْ وَافِرُونَ ». [مسند أحمد].
الخلاصة : أنه رأي حكيم.
لا كما تقول القاديانية -عليها من الله ما تستحق- : إن آمنتم بنبي كاذب فعليه كذبه ولن يضركم عند الله أنه كاذب.
ثانيا : لقد جاءت الأدلة على أن التابع مؤاخذ عند الله كما هو حال المتبوع :
((إِذۡ تَبَرَّأَ ٱلَّذِينَ ٱتُّبِعُواْ مِنَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ ٱلۡعَذَابَ وَتَقَطَّعَتۡ بِهِمُ ٱلۡأَسۡبَابُ • وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ لَوۡ أَنَّ لَنَا كَرَّةٗ فَنَتَبَرَّأَ مِنۡهُمۡ كَمَا تَبَرَّءُواْ مِنَّاۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡ حَسَرَٰتٍ عَلَيۡهِمۡۖ وَمَا هُم بِخَٰرِجِينَ مِنَ ٱلنَّارِ)). [البقرة ١٦٦-١٦٧].
((كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ • فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ وَذَٰلِكَ جَزَٰٓؤُاْ ٱلظَّٰلِمِينَ)). [الحشر ١٦-١٧].
ثم لاحظ : أن الأمر -والعياذ بالله- مترتب عليه نار جهنم.
ثالثا : إن العبد مؤاخذ -والعياذ بالله- بالمعاصي، وصاحبها حكمه أنه مسلم رغم معصيته وهو ليس بكافر وهو تحت المشيئة، كما جاءت النصوص بذلك منها :
﴿وَمَن یَقۡتُلۡ مُؤۡمِنࣰا مُّتَعَمِّدࣰا فَجَزَاۤؤُهُۥ جَهَنَّمُ خَـٰلِدࣰا فِیهَا وَغَضِبَ ٱللَّهُ عَلَیۡهِ وَلَعَنَهُۥ وَأَعَدَّ لَهُۥ عَذَابًا عَظِیمࣰا﴾). [النساء ٩٣].
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : تَخَلَّفَ عَنَّا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفْرَةٍ سَافَرْنَاهَا، فَأَدْرَكَنَا وَقَدْ أَرْهَقَتْنَا الصَّلَاةُ وَنَحْنُ نَتَوَضَّأُ، فَجَعَلْنَا نَمْسَحُ عَلَى أَرْجُلِنَا، فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ : " « وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ ». مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا. [البخاري].
فإذا كان المسلم العابد مؤاخذ على عدم إسباغ الوضوء ! فما بالك بمن يكفر باتباع مدع للنبوة كاذب ودجال، جاء بما كفره أهل الإسلام عليه !!!
رابعا : أن المسلم التابع مأمور بمخالفة من يتبعه إذا أمر بمعصية :
« السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ حَقٌّ مَا لَمْ يُؤْمَرْ بِالْمَعْصِيَةِ، فَإِذَا أُمِرَ بِمَعْصِيَةٍ فَلَا سَمْعَ وَلَا طَاعَةَ ». [البخاري].
فما بالك : إذا كانت المسألة مسألة نبي كاذب، وكفر، ونار، وعذاب،-والعياذ بالله اللطيف الرحيم- يقول للناس : أنا نبي ومسيح ومهدي ومجدد ويوحى إلي من الله.
هذا يكذب على الله، أتأمنه أن لا يكذب عليك !!!
ونقول للقاديانيين : انتم عندما تقولون :
أشهد أن لا إله إلا الله.
وأشهد أن محمدا رسول الله.
فأنتم تشهدون على صدق محمد -عليه الصلاة والسلام- أنه نبي من الله.
وهكذا الأمر عندما تقولون : غلام أحمد القادياني نبي، فإنكم تشهدون على صدقه.
بمعنى آخر : شهادة كاذبة، أو شهادة باطلة، أو شهادة زور.
فلا تلوموا إلا أنفسكم على هذه الشهادة.
وأخيرا نقول للقاديانيين: راجعوا الاستدلالات التي تستدل القاديانية بها، فكثير منها تحريفات تخالف مراد الله ورسوله.
نسأل الله الهداية والعافية لنا ولكم.
هذا والله أعلم.
والحمد لله رب العالمين.
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين.
كتبه : أبو عبيدة العجاوي.