الرد على استدلال القاديانية : وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا…
الرد على استدلال القاديانية : وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا…
استدلت القاديانية على نفي المعجزات "الخارقة للعادة" بقوله - تبارك وتعالى وتقدس وتنزه - :
{ وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا * أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا }. (الإسراء ٩٠- ٩٣).
قالت القاديانية : هذه الآيات صريحة بعدم إمكانية صعود بشر إلى السماء " بجسده "، وهذا دليل على عدم وجود المعجزات "الخارقة للعادة".
والجواب من وجوه :
أولا : هذه الآيات هي عبارة عن ( إخبار ) بما طلبه مشركو قريش من النبي - عليه الصلاة والسلام - ولا تفيد المنع من المعجزات "الخارقة للعادة" ولا نفيها، مثل قوله - تعالى - عما طلبه الكفار :
{ وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ }. (يونس ١٥).
{ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ ۚ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ }. (الأنعام ٣٧).
فهذه الآيات وما سبق من ( إخبار ) عما طلبه الكفار، لا ينفي وجود المعجزات الخارقة للعادة، والأدلة على هذا كثيرة، فمن ذلك : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما طلب مشركو قريش منه ما طلبوا ؟! لم يقل لهم : " هذه طلبات خارقة للعادة، وإن الله لا يخرق سننه وقوانينه في هذا الكون ". بل أمره " الله " أن يجيب : { قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا }. بمعنى : أنه كبشر لا يستطيع ذلك إلا بإذن الله.
وهذا أيضا ما قاله في سورة يونس، وأمر أن يقوله : { قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي }.
ثم أمره " الله " أن يجيب كما في سورة الأنعام : { قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَىٰ أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً }.
فإن قالت القاديانية : إن الله قادر على أن يخرق قوانينه وسننه في الكون، ولكنه لا يفعل - سبحانه و عياذا به -.
فنقول لها : بل إن الله - جلت عظمته وقدرته - يفعل، كما في معجزات الأنبياء - عليهم السلام - وكما في قصة "انشقاق القمر" : " عَنْ أَنَسٍ : سَأَلَ أَهْلُ مَكَّةَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةً، فَانْشَقَّ الْقَمَرُ بِمَكَّةَ مَرَّتَيْنِ، فَقَالَ : { اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ } { وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ }. ". (مسند أحمد). لاحظ أنهم هنا طلبوا آية كما جاء في ( الإخبار ) فكان أن حقق الله لنبيه - عليه الصلاة والسلام - آية انشقاق القمر.
وقد أثبت الغلام القادياني في (ينبوع المعرفة ٢١٦). انشقاق القمر كآية خارقة للعادة بوضوح : " أما الإعتراض على شق القمر فقد كتبت من قبل أنه معجزة ذُكرت أمام آلاف الكفار العرب، فلو كان هذا الأمر خلافا للواقع لكان من حقهم أن يعترضوا ويقولوا بأن هذه المعجزة لم تظهر، وخاصة حين قيل في آية تذكر شق القمر بأن الكفار رأوا هذه المعجزة وقالوا إنه سحر مستمر بلغ عنان السماء كما يقول الله تعالى : { ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ * وَإِن يَرَوۡاْ ءَايَةٗ يُعۡرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ }. من الواضح أنه لو لم ينشق القمر لكان من حقهم أن يقولوا بأننا ما رأينا آية، وما سميناها سحرا. فمن هنا يتبين أن أمرا ما كان قد ظهر حتما وسمي " شق القمر ".
ونحن نسأل القاديانية : إن الله خلق آدم وحواء - عليهما السلام - بلا أب ولا أم، فهل من سنن الله أن يخلق الله البشر بلا أب ولا أم ؟! أم خص الله آدم وزوجه بذلك !
وولادة عيسى - عليه السلام - من أم بلا أب لهو معجزة خارقة للعادة ! فإن من سنن الله أن البشر يخلقون من أب وأم.
ملاحظة: القادياني والقاديانية يتخبطون و متناقضون في أن آدم عليه السلام أول البشر، وفي ولادة عيسى عليه السلام بلا أب.
ثانيا : من الطلبات التي طلبوها من النبي - صلى الله عليه وسلم - : { أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ }. وهذا الطلب ليس خارقا للعادة، وهو أمر ممكن للبشر !
وإن القاديانية أخذت من الآيات موضوع الصعود إلى السماء كي تثبت عدم وجود المعجزات الخارقة للعادة، وسبحان الله الذي يجعل على لسان أهل الباطل ما يبطل باطلهم.
بالإضافة إلى علمنا وإيماننا واعتقادنا أن بعض ما طلبوه حققه الله لنبيه - عليه الصلاة والسلام - من إنزال القرآن عليه، وكذلك العروج به إلى السماوات العليا.
ثالثا : إن طلب أهل مكة من النبي - صلى الله عليه وسلم - معجزات خارقة للعادة، لهو دليل على أنهم يقرون أن هناك معجزات لله خارقة للعادة، لا كما تصور القاديانية من خلال استدلالها بطلبات كفار قريش !
فإن قال قائل ما هو الدليل ؟ فنقول قول - العظيم القدير - :
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ }. (الفيل).
لقد علم ورأى أهل مكة، ما فعل « الله » بأبرهة وجيشه وأصحاب الفيل، رأوا الطير الأبابيل، وحجارة السجيل، ولقد اشتهر الأمر في جزيرة العرب، حتى أنهم كانوا يؤرخون تواريخهم بعام الفيل ! فسبحان الله الولي المولى النصير.
عن قيس بن مخرمة قال : " وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ، فَنَحْنُ لِدَانِ وُلِدْنَا مَوْلِدًا وَاحِدًا ". (مسند أحمد).
وهذه القاديانية التي تنفي المعجزات وتزعم العقلانية والعلم، نبيها القادياني قال العجائب من التخاريف والهراء والأباطيل فمن ذلك:
١-ولادة فأرة من تراب يابس: "كما شاهد بعضهم أن فأرة ولدت من تراب يابس حيث كان نصف جسمه من تراب والنصف الآخر صار فأرة". (الكحل لعيون الآرية ٥٣).
٢-طريقة لإحياء الذباب والحشرات الميتة: " فمثلا من خواص الذبابة وبعض الحشرات الأخرى أنها إذا ماتت ولم تفترق أعضائها كثيرا، بل كانت على هيئتها الأصلية ووضعها السابق، ولم تتعرض للعفونة، بل كانت ما زالت حديثة الموت إذا لم يمض على الموت أكثر من ساعتين أو ثلاث ساعات، كحال الذبابة الميتة في الماء على سبيل المثال، فإنها تطير حية لو وريت تحت ملح مسحوق ووضع عليها رماد أيضا بالقدر نفسه ". (البراهين الأحمدية ١٦٧).
كتبه: أبوعبيدة العجاوي.