التنبه لمسائل متعلقة بالقاديانية
التنبه لمسائل متعلقة بالقاديانية
لقد لفت انتباهي بعض المسائل قد تغيب من تفكير بعض الباحثين في القاديانية، ولو تنبه إليها المسلم فهي مفيدة في إخراس القاديانية، ورد أباطيلها، وأكاذيبها، وتدليسها، وخداعها، وسأذكر أمثلة على ما أقول :
المثال الأول : إن تحدثت مع القاديانيين عن الجهاد، فسيقولون لك : نحن نؤمن بالجهاد الدفاعي فقط.
•ويغيب عن بال الكثيرين أن القادياني دعوته دعوة بلا سيف، يعني لا جهاد طلب ولا جهاد دفاعي، مثل قوله :
" لقد خفّف االله شدة الجهاد (أي الحروب الدينية) تدريجا، إذ كان في زمن موسى عليه السلام شدة متناهية بحيث لم يكن الإيمانُ ينقذ من الهلاك وكان الرضع يقتلون، أما في زمن نبينا صلى الله عليه وسلم فقد حرم قتلُ الأولاد والشيوخ والنساء كما قُبل من بعض الأمم أن تنجو من المؤاخذة بدفع الجزية دون أن تسلم، ثم في زمن المسيح الموعود قد أوقف الأمر بالجهاد كليا ". [ أربعين ١٢٢ ].
•ويغيب عن بعض المسلمين أن يرد عليهم أن " الجهاد الدفاعي " معطل عند القاديانية، لأن " يأجوج ومأجوج " - أي الدول الغربية والأوروبية عند القاديانية - وهؤلاء حسب معتقد القاديانية ( لا يدان لأحد بقتالهم ). يعني لا يوجد جهاد دفاعي.
•ويغيب عن بال الكثير أن هذا " اليأجوج والمأجوج " الذي تقدمه القاديانية ! هزم في أفغانستان وفي فيتنام ! وهذا " اليأجوج والمأجوج " هزم بعضه بعضا، و كأمثلة : هزمت الولايات المتحدة المملكة البريطانية، وهزم التحالف الأوروبي نابليون، وهزمت ألمانيا فرنسا أيام المستشار الألماني بسمارك، وهُزمت ألمانيا في الحربين العالميتين…
بإختصار : الاستعمار بدأ بعد سقوط الأندلس، بدأته إسبانيا والبرتغال، ثم لحقت بهم هولندا، ثم بريطانيا وفرنسا، ثم لحقت بهم الدول الأوروبية، وختم بأمريكا.
وخلال هذه القرون ٥٠٠ عام هزم هذا اليأجوج والمأجوج على يد المسلمين وغيرهم…، وهزم هذا اليأجوج بعضه بعضا… والأمثلة على هذا كثيرة.
المثال الثاني : القاديانية تفسر " يأجوج ومأجوج " أنهم الروس والبريطانيين والدول الأوروبية.
ويغيب عن بال الكثيرين أن قصة " يأجوج ومأجوج " في سورة الكهف، هي قبل النصرانية وقبل الإسلام المحمدي، وقبل نشوء الدول الأوروبية الحديثة.
المثال الثالث : القاديانية تفسر " الدجال " أنهم قساوسة النصارى والمنصرين.
•ويغيب عن بال البعض أن قساوسة النصارى قبل الإسلام وبعده.
•ويغيب على بال البعض سؤال حول ظهور " الدجال " - وهم المناصرون حسب قول القاديانية - هل المنصرون كانوا مختفين ثم ظهروا زمن القادياني ؟ النصارى وقسس النصارى في بلاد كثيرة، بل وقاموا بتنصير شعوب مثل الشعب الروسي وبعض الوثنيين في أوروبا.
•عندما يقول القاديانيون : أن الدجال هم قسس النصارى ظهروا مع الإستعمار ! طيب : ماذا عن الحروب في الأندلس مع النصارى ! وماذا عن الحروب الصليبية ! لماذا قساوسة النصارى هنا ليسوا هم الدجال أيضا !.
المعنى : هذا الدجال الذي يقدمونه موجود قبل القادياني وبعده وإلى اليوم، ولم يختف حتى يكون له ظهور.
المثال الرابع : إن تحدثت مع القاديانيين عن عمالة القادياني للإنجليز، فسيقولون لك : لقد عانى المسلمون في الهند من السيخ والهندوس، فلما جاءت الدولة البريطانية أحسنت للمسلمين، وجعلت الحرية الدينية، وجعلت الأمن والأمان، فلذلك شكرها القادياني.
•ويغيب عن الكثيرين أن القادياني ليس فقط يشكر بريطانيا على الأمن والحرية الدينية في الهند ! بل هو يدعو كل المسلمين في العالم لطاعة بريطانيا وعدم رفع السيف ضد بريطانيا ( حتى في مكة والمدينة ) ومن الأمثلة على هذا، قوله :
" وما صدر مني من الخدمة للحكومة الإنجليزية أني طبعت قرابة خمسين ألف نسخة لشتى الكتب والكتيبات والإعلانات ووزعتها في هذا البلد والبلاد الإسلامية الأخرى، وقلت فيها بأن الحكومة الإنجليزية محسنة إلينا نحن المسلمين لذا من واجب كل مسلم أن يطيعها بالإخلاص ويشكرها بصدق القلب ويدعو لها. وقد ألّفت هذه الكتب بلغات مختلفة أي بالأردية والفارسية والعربية ونشرا في جميع البلاد الإسلامية حتى انتشرت على نطاق واسع في مدينتين إسلاميتين مقدستين أيضا أي مكة المكرمة والمدينة المنورة. كذلك نشرا قدر الإمكان في القسطنطينية، عاصمة المملكة العثمانية، وبلاد الشام ومصر وكابول وفي مدن مختلفة في أفغانستان. وكانت النتيجة أن تخلّى مئات آلاف الناس عن أفكار الجهاد الخاطئة التي كانت راسخة في قلوبهم بسبب تعليم المشايخ عديمي الفهم. لقد صدرت مني هذه الخدمة بحيث أفتخر بأنه لم يستطع أحد من المسلمين من الهند البريطانية أن يأتي بنظيرها. ولا أمن على الحكومة المحسنة بهذه الخدمة التي أسديتها إلى ٢٢ عاما لأني معترف بأننا وأجدادنا نجونا بمجيء هذه الحكومة المباركة من أَتون حديدي مشتعل. لذا أدعو رافعا يدي مع أقاربي جميعا قائلا: رب أَطل لنا بقاء هذه الملكة المباركة قيصرة الهند، دام ملكها، واجعل ظل نصرتك حليفا لها في كل خطواتها، وأطل أيام مجدها كثيرا ". [ نجم القيصرة ٧ ].
•ويغيب عن بال الكثيرين أن القاديانية قاتلت مع الإستعمار البريطاني في حروب استعمارية مثل احتلال العراق في الحرب العالمية الأولى ضد الدولة العثمانية ! فأين الجهاد الدفاعي هنا !.
•أن القادياني والقاديانية كانوا يعتبرون انتصار الدولة البريطانية وضمها لأراضي المسلمين انتصارا لهم ولدعوتهم القاديانية، لأنهم : ( لا يستطيعون الدعوة لضلالاتهم ) في بلد إسلامي.
المثال الخامس : ورد عند ظهور المسيح أنه يسلم كل من في الأرض، ويظهر الإسلام على كل الملل.
•القاديانية تقول : أنها - الإسلام الحقيقي - ! أين هي مما سبق ذكره بعد أكثر من قرن ؟! والقاديانية عبارة عن آلاف هنا وهناك ! وأفراد هنا وهناك !.
•والقاديانية في أحد أقوالها : ( الهلاك لكل الملل ) هو الهلاك بالحجة ! فقولوا لنا : كيف هلكت هذه الملل بالحجة القاديانية ! المسلمون موجودون ! وكل ملل الكفر موجودة ! الذي حدث أنه ظهرت فرقة جديدة هي القاديانية !!!
•لو قلنا للمسلمين وباقي الكفار ! القادياني والقاديانية ( أهلكوكم بالحجة ) فجوابهم - طبعا بعد الضحك والسخرية - يكون :
*كثير منا لم يسمع بالقادياني أصلا.
*نحن لا ندري ما هي أقوالكم و حججكم.
*كثير من كتبكم غير مترجمة للغتنا حتى نقرأها ونهلك بحججها.
هذه بعض المسائل - وهي أساسية وجوهرية - في دعوة القاديانية مثل : الجهاد، وبريطانيا، والدجال، ويأجوج ومأجوج، والدعوة والحجة.
وإلا فهناك مسائل كثيرة لا ننتبه لها.
هذا وسبحان الله العليم.
والحمد لله رب العالمين.
كتبه : أبو عبيدة العجاوي