البراهين والحجج الدامغة والقاطعة… في رد معتقد القاديانية في الصلب
البراهين والحجج الدامغة والقاطعة… في رد معتقد القاديانية في الصلب
كتبه: أبو عبيدة العجاوي
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين:
ملخص عقيدة القاديانيين في حادثة الصلب المزعومة للمسيح عليه السلام وهي عياذا بالله سبحانه: أن المسيح لم يرفع إلى السماء، بل إن اليهود صلبوا المسيح عليه السلام، لكنه لم يمت على الصليب، أغمي عليه فظنوا أنه مات، ثم شفي من جروحه بـ "مرهم عيسى"، وهاجر إلى بلاد الهند إذ عاش ١٢٠ سنة، ثم مات وقبره موجود في كشمير.
يقول القاديانيون:
"إن اليهود يدعون بأنهم قد قتلوا المسيح صلبا، ولكن ما قتلوه وما صلبوه وإنما خيل لهم ذلك. وهذا لأن الظروف التي حصل فيها تعليقه على الصليب لم يتسن لهم فيها أن يعلموا إن كان قد قتل حقيقة على الصليب أم لا . والذي حدث أنه لم يقتل ولم يمت مصلوبا في ذلك الوقت، ولكن الله تعالى قد هيأ له الخطة التي تضمنتها الآية السابقة. وأنه بعد ذلك بوقت طويل قد توفي وتحقق رفعه مكانة أو قربا من الله على عكس ما أراد اليهود وتحققت باقي الأنباء المتعلقة بغلبة أتباعه على اليهود". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ٩٧)
"وما قتلوه وما صلبوه وما رفع حيا بجسده إلى السماء .. بل هاجر كما هي سنة الأنبياء. وأما القول بأن عيسى اللي رفع إلى السماء حيا، وسينزل من السماء بجسده المادي في آخر الزمان مع الملائكة بكل قوة، ويغلب الناس، فهو في الحقيقة تصور باطل مأخوذ من عقيدة النصارى وليس بثابت من القرآن المجيد". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ٩٧)
"فما رفع عيسى ابن مريم إلى السماء حيا بجسده، وما أُلقي شبهه على أحد بل علق على الصليب ولكنه لم يمت عليه، وأوذي كما أوذي جميع الأنبياء، وقد تحمل عيسى ابن مريم الله الأذى لبضع ساعات لما علق على الصليب، ولما أنزل عنه كان في حالة الإغماء الشديد حتى خيل لهم أنه مات كما جاء في القرآن المجيد: ﴿وَلَـٰكِن شُبِّهَ لَهُمۡۚ) أي شبه الأمر بالقتل والصلب أو شبه المسيح المغمى عليه بالقتيل، ولكنه في الحقيقة كان في حالة إغماء كما أقر سبحانه وتعالى ذلك في قوله: (وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ)". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٠١)
"لقد رفع عيسى ابن مريم عليه السلام بنفس الطريقة التي رفع بها الأنبياء الآخرون. فقد قال الله عز وجل في شأن إدريس عليه السلام: ﴿وَرَفَعۡنَـٰهُ مَكَانًا عَلِیًّا﴾ ونفس المعنى لرفع عيسى العليا في الآية الكريمة: (إِنِّی مُتَوَفِّیكَ وَرَافِعُكَ إِلَیَّ) إذ لا يمكن أن يكون الله محدودًا في السماء حتى يُعتقد بأنه رفع عيسى إليه في السماء فليس هنالك ذكر للفظ السماء في الآية. وما تدل عليه هذه العبارة هو أن الله سوف يفشل خطة اليهود بقتل عيسى عليه السلام على الصليب ليثبتوا أنه (والعياذ بالله ملعون من الله، وسوف يرفع درجته ويجعله من المقربين. وقد رفعت روحه كما رفعت أرواح الأنبياء الآخرين. وقد رآه النبي ليلة المعراج في الموتى مع يحيى عليه السلام. (انظر صحيح البخاري، كتاب الأنبياء)". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٠١)
"وبعد واقعة الصليب هاجر عيسى ابن مريم عليه السلام من فلسطين إلى البلاد الشرقية (في العراق، إيران أفغانستان وكشمير) حيث كانت تسكن معظم القبائل الإسرائيلية المشردة التي قال عنها المسيح: "ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا، فتسمع صوتي، وتكون رعية واحدة وراع واحد. (يوحنا ١٦:١٠)". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٠١)
"وقد ورد في التاريخ أن عيسى ابن مريم عليه السلام هاجر إلى الهند وأوى فيها كما أشار الله تعالى إلى هجرته مع أمه الصديقة: (وَءَاوَیۡنَـٰهُمَاۤ إِلَىٰ رَبۡوَةࣲ ذَاتِ قَرَارࣲ وَمَعِینࣲ) وقد ذكر لنا سيدنا محمد المصطفى صلى الله عليه السلام عمر عيسى ابن مريم عليه السلام فقال: "إن عيسى ابن مريم عاش عشرين ومائة، وإني لا أراني إلا ذاهباً على رأس الستين". (كنز العمال للمتقي الهندي رقم الحديث ٣٢٢٦٢)". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٠٢)
"لقد ألف حضرة المؤسس كتابا أسماه "المسيح الناصري في الهند" بين فيه كل ما يتعلق بعيسى بن مريم عليه السلام ودلائل نجاته من الموت على الصليب وهجرته إلى بلاد المشرق وإلقائه عصا التسيار في كشمير وموته ودفنه هناك. وقد قدم دلائل على هذا الأمر من القرآن الكريم، والحديث الشريف والكتاب المقدس بعهديه، وكتب التاريخ والطب وغيرها من الكتب والآثار. كما أن وفاة المسيح عليه السلام ودلائلها كانت من المواضيع الهامة التي ناقشها حضرته في العديد من كتبه. وبعد أن قدم كل هذه الجهود في سبيل القضاء على عقيدة حياة المسيح في السماء، بين بأن من ينتظرون المسيح الله لينزل من السماء سيطول انتظارهم". (الجماعة الإسلامية الأحمدية ١٠٩)
ولقد تحدثنا في [البراهين الإسلامية] و [المعجزات والبينات] عن أدلة رفع المسيح عليه السلام ونزوله ودحض وتفنيد شبهات القاديانية ولله المنة والنعمة والفضل والرحمة والثناء والحمد والمحامد، أما هنا فسوف نتكلم فقط عن حادثة الصلب وما يتعلق بها، والنجاة المزعومة من الموت على الصليب، والوفاة في كشمير، حسب ثرثرات القادياني والقاديانية والقاديانيين.
إن القادياني والقاديانية أتوا بأقوال كثيرة متعلقة بالمسيح عيسى بن مريم عليه السلام، لمعارضة عقيدة رفع عيسى عليه السلام ونزوله في آخر الزمان، ومن ضمن هذه الأقوال حادثة الصلب والهجرة والقبر.
وسيرى القارئ -ولله الحمد- أن أقوال القادياني والقاديانية متهافتة في هذا الشأن.
وبسم الله نبدأ…
الردود على القاديانية:
أولا: إن ما سبق يخالف قول الله العليم الحكيم: «[ وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا ٱلْمَسِيحَ عِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخْتَلَفُوا۟ فِيهِ لَفِى شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِۦ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًۢا • بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَیۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیما ]» (النساء ١٥٧-١٥٨)
قال ابن كثير عليه رحمة الله:
"﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ﴾ أَيْ: رَأَوْا شَبَهَهُ فَظَنُّوهُ إِيَّاهُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ﴾ يَعْنِي بِذَلِكَ: مَنِ ادَّعَى قَتْلَهُ مِنَ الْيَهُودِ، وَمَنْ سَلَّمه مِنْ جُهَّالِ النَّصَارَى، كُلُّهُمْ فِي شَكٍّ مِنْ ذَلِكَ وَحَيْرَةٍ وَضَلَالٍ وسُعُر. وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا﴾ أَيْ: وَمَا قَتَلُوهُ مُتَيَقِّنِينَ أَنَّهُ هُوَ، بَلْ شَاكِّينَ مُتَوَهِّمِينَ. ﴿بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا﴾ أَيْ مَنِيعَ الْجَنَابِ لَا يُرَامُ جَنَابُهُ، وَلَا يُضَامُ مَنْ لَاذَ بِبَابِهِ ﴿حَكِيمًا﴾ أَيْ: فِي جَمِيعِ مَا يُقَدِّرُهُ وَيَقْضِيهِ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِي يَخْلُقُهَا وَلَهُ الْحِكْمَةُ الْبَالِغَةُ، وَالْحُجَّةُ الدَّامِغَةُ، وَالسُّلْطَانُ الْعَظِيمُ، وَالْأَمْرُ الْقَدِيمُ.
قالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَان، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ المِنْهَال بْنِ عَمْرٍو، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابن عباس قال: لَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عِيسَى إِلَى السَّمَاءِ، خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ -وَفِي الْبَيْتِ اثْنَا عَشَرَ رَجُلًا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ-يَعْنِي: فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ مِنْ عَيْنٍ فِي الْبَيْتِ، وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ مَاءً، فَقَالَ: إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يَكْفُرُ بِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِي. ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي، فَيُقْتَلُ مَكَانِي وَيَكُونَ مَعِي فِي دَرَجَتِي؟ فَقَامَ شَابٌّ مِنْ أَحْدَثِهِمْ سِنًّا، فَقَالَ لَهُ: اجْلِسْ. ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ ذَلِكَ الشَّابُّ، فَقَالَ: اجْلِسْ. ثُمَّ أَعَادَ عَلَيْهِمْ فَقَامَ الشَّابُّ فَقَالَ: أَنَا. فَقَالَ: أَنْتَ هُوَ ذَاكَ. فَأُلْقِيَ عَلَيْهِ شَبَه عِيسَى وَرُفِعَ عِيسَى مِنْ رَوْزَنَة فِي الْبَيْتِ إِلَى السَّمَاءِ. قَالَ: وَجَاءَ الطَّلَبُ مِنَ الْيَهُودِ فَأَخَذُوا الشَّبَهَ فَقَتَلُوهُ، ثُمَّ صَلَبُوهُ وَكَفَرَ بِهِ بَعْضُهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، بَعْدَ أَنْ آمَنَ بِهِ، وَافْتَرَقُوا ثَلَاثَ فِرَقٍ، فَقَالَتْ طَائِفَةٌ: كَانَ اللَّهُ فِينَا مَا شَاءَ ثُمَّ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. وَهَؤُلَاءِ الْيَعْقُوبِيَةُ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا ابْنُ اللَّهِ مَا شَاءَ، ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ النُّسْطُورِيَّةُ، وَقَالَتْ فِرْقَةٌ: كَانَ فِينَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ مَا شَاءَ، ثُمَّ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ. وَهَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ، فَتَظَاهَرَتِ الْكَافِرَتَانِ عَلَى الْمُسْلِمَةِ، فَقَتَلُوهَا، فَلَمْ يَزَلِ الْإِسْلَامُ طَامِسًا حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم.
وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ، وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَبِي كُرَيب، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، بِنَحْوِهِ وَكَذَا ذَكَرَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ: أَيُّكُمْ يُلْقَى عَلَيْهِ شَبَهِي فيقتلَ مَكَانِي، وَهُوَ رَفِيقِي فِي الْجَنَّةِ؟". (تفسير القرآن العظيم)
فانظر كيف أن الله نفى القتل ونفى الصلب، وقدم القتل على الصلب، ثم كان البديل عنهما الرفع إلى السماء.
فالقرآن ينفي القتل، وينفي التعليق على الصليب، ويثبت حدوث الرفع إلى السماء بشأن عيسى عليه السلام.
وفي قوله تعالى: ( وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا • بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَیۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیما) يقول القاديانيون: الرفع رفع المكانة. ولا يستقيم أن يقال: لم يقتل ولم يصلب بل رفع مكانته، وكأنه لم تكن له مكانة، أو لم تكن له مكانة رفيعة إلا عند حادثة الصلب.
كما لا يستقيم في قوله تعالى: ( وَمَا قَتَلُوهُ یَقِینَۢا • بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَیۡهِۚ وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِیزًا حَكِیما) أن البديل كان النجاة من الصلب ثم الهجرة إلى بلاد الهند.
أما إن قلت أن بديل القتل والصلب، (بل رفعه الله إلى السماء) فهذا يستقيم مع الآية العظيمة.
هذا بالإضافة أيضا إلى قرآئن الكتاب والسنة والآثار عن الصحابة رضي الله عنهم والتابعين رحمهم الله التي تدل عليه.
نعوذ بالله من تحريف المحرفين وجهل الجاهلين وغلو المغالين.
ثانيا: إن قول القاديانية يعني أن الصلب هو الموت على الصليب، أما التعليق على الصليب بلا موت عليه، أو أنزل حيا، فلا يسمى صلبا، يقول الغلام القادياني: "فحين يقال عادة في اللغة اليومية أن فلانا صلب أو شنق فيكون المراد حصرا أنه قد مات على الصليب، لكن إذا شنق مجرم ولم تزهق روحه أو أنزل من الصليب حيا فهل يقال بحقه أنه أعدم أو صلب ؟ كلا بل إن استخدام مثل هذه الكلمات بحقه أيضا يعد جريمة. إنما المصلوب من مات على الصليب، أما الذي لم تزهق روحه على الصليب فلا يقال له مصلوب، حتى لو كان قد علق على الصليب ثم أنزل". (الملفوظات ج٥ ص٢٩٢)
إلا أننا نجد في إستعمالات البشر أطلاق لفظ "الصلب" أو "المصلوب" على من مات على الصليب، أو صلب ثم أنزل حيا، أو قتل ثم صلب، أو صلب لكن قتل بحربة أو تكسير عظام وما شابه ذلك.
ويكذب القادياني والقاديانية ما جاء في الأحاديث التالية:
(١) قصة الغلام:
عَنْ صُهَيْبٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " كَانَ مَلِكٌ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، وَكَانَ لَهُ سَاحِرٌ، فَلَمَّا كَبِرَ قَالَ لِلْمَلِكِ : إِنِّي قَدْ كَبِرْتُ، فَابْعَثْ إِلَيَّ غُلَامًا أُعَلِّمْهُ السِّحْرَ. فَبَعَثَ إِلَيْهِ غُلَامًا يُعَلِّمُهُ، فَكَانَ فِي طَرِيقِهِ إِذَا سَلَكَ رَاهِبٌ، فَقَعَدَ إِلَيْهِ وَسَمِعَ كَلَامَهُ، فَأَعْجَبَهُ، فَكَانَ إِذَا أَتَى السَّاحِرَ مَرَّ بِالرَّاهِبِ وَقَعَدَ إِلَيْهِ، فَإِذَا أَتَى السَّاحِرَ ضَرَبَهُ، فَشَكَا ذَلِكَ إِلَى الرَّاهِبِ، فَقَالَ : إِذَا خَشِيتَ السَّاحِرَ فَقُلْ : حَبَسَنِي أَهْلِي. وَإِذَا خَشِيتَ أَهْلَكَ فَقُلْ : حَبَسَنِي السَّاحِرُ. فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ إِذْ أَتَى عَلَى دَابَّةٍ عَظِيمَةٍ قَدْ حَبَسَتِ النَّاسَ، فَقَالَ : الْيَوْمَ أَعْلَمُ آلسَّاحِرُ أَفْضَلُ أَمِ الرَّاهِبُ أَفْضَلُ ؟ فَأَخَذَ حَجَرًا، فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَمْرُ الرَّاهِبِ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ أَمْرِ السَّاحِرِ فَاقْتُلْ هَذِهِ الدَّابَّةَ، حَتَّى يَمْضِيَ النَّاسُ. فَرَمَاهَا فَقَتَلَهَا وَمَضَى النَّاسُ، فَأَتَى الرَّاهِبَ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ لَهُ الرَّاهِبُ : أَيْ بُنَيَّ، أَنْتَ الْيَوْمَ أَفْضَلُ مِنِّي، قَدْ بَلَغَ مِنْ أَمْرِكَ مَا أَرَى، وَإِنَّكَ سَتُبْتَلَى، فَإِنِ ابْتُلِيتَ فَلَا تَدُلَّ عَلَيَّ. وَكَانَ الْغُلَامُ يُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَيُدَاوِي النَّاسَ مِنْ سَائِرِ الْأَدْوَاءِ، فَسَمِعَ جَلِيسٌ لِلْمَلِكِ كَانَ قَدْ عَمِيَ، فَأَتَاهُ بِهَدَايَا كَثِيرَةٍ، فَقَالَ : مَا هَاهُنَا لَكَ أَجْمَعُ، إِنْ أَنْتَ شَفَيْتَنِي. فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا، إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ، فَإِنْ أَنْتَ آمَنْتَ بِاللَّهِ دَعَوْتُ اللَّهَ فَشَفَاكَ. فَآمَنَ بِاللَّهِ فَشَفَاهُ اللَّهُ، فَأَتَى الْمَلِكَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ كَمَا كَانَ يَجْلِسُ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَنْ رَدَّ عَلَيْكَ بَصَرَكَ ؟ قَالَ : رَبِّي. قَالَ : وَلَكَ رَبٌّ غَيْرِي ؟ قَالَ : رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الْغُلَامِ، فَجِيءَ بِالْغُلَامِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : أَيْ بُنَيَّ، قَدْ بَلَغَ مِنْ سِحْرِكَ مَا تُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ، وَتَفْعَلُ وَتَفْعَلُ. فَقَالَ : إِنِّي لَا أَشْفِي أَحَدًا إِنَّمَا يَشْفِي اللَّهُ. فَأَخَذَهُ فَلَمْ يَزَلْ يُعَذِّبُهُ حَتَّى دَلَّ عَلَى الرَّاهِبِ، فَجِيءَ بِالرَّاهِبِ، فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى فَدَعَا بِالْمِئْشَارِ ، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ، حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، ثُمَّ جِيءَ بِجَلِيسِ الْمَلِكِ، فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى، فَوَضَعَ الْمِئْشَارَ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَشَقَّهُ بِهِ، حَتَّى وَقَعَ شِقَّاهُ، ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلَامِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينِكَ. فَأَبَى، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذُرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلَّا فَاطْرَحُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ، فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ، فَسَقَطُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ، فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورٍ ، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلَّا فَاقْذِفُوهُ. فَذَهَبُوا بِهِ فَقَالَ : اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ. فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ، فَغَرِقُوا وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ، فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَقَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ، ثُمَّ ارْمِنِي، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْمًا مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبْدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قَالَ : بِاسْمِ اللَّهِ رَبِّ الْغُلَامِ. ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ، فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ، فَمَاتَ، فَقَالَ النَّاسُ : آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلَامِ. فَأُتِيَ الْمَلِكُ، فَقِيلَ لَهُ : أَرَأَيْتَ مَا كُنْتَ تَحْذَرُ، قَدْ وَاللَّهِ نَزَلَ بِكَ حَذَرُكَ، قَدْ آمَنَ النَّاسُ. فَأَمَرَ بِالْأُخْدُودِ فِي أَفْوَاهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ ، وَأَضْرَمَ النِّيرَانَ، وَقَالَ : مَنْ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ دِينِهِ فَأَحْمُوهُ فِيهَا، أَوْ قِيلَ لَهُ : اقْتَحِمْ. فَفَعَلُوا حَتَّى جَاءَتِ امْرَأَةٌ وَمَعَهَا صَبِيٌّ لَهَا، فَتَقَاعَسَتْ أَنْ تَقَعَ فِيهَا، فَقَالَ لَهَا الْغُلَامُ : يَا أُمَّهِ اصْبِرِي، فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ". (صحيح مسلم)
فانظر كيف جاء فيه تسمية التعليق صلبا.
(٢) قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ حَدِيثَهُ مِنْ فِيهِ، قَالَ : كُنْتُ رَجُلًا فَارِسِيًّا مِنْ أَهْلِ أَصْبَهَانَ، مِنْ أَهْلِ قَرْيَةٍ مِنْهَا، يُقَالُ لَهَا : جَيٌّ. وَكَانَ أَبِي دِهْقَانَ قَرْيَتِهِ، وَكُنْتُ أَحَبَّ خَلْقِ اللَّهِ إِلَيْهِ، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حُبُّهُ إِيَّايَ حَتَّى حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ ؛ كَمَا تُحْبَسُ الْجَارِيَةُ، وَأَجْهَدْتُ فِي الْمَجُوسِيَّةِ حَتَّى كُنْتُ قَطَنَ النَّارِ الَّذِي يُوقِدُهَا، لَا يَتْرُكُهَا تَخْبُو سَاعَةً، قَالَ : وَكَانَتْ لِأَبِي ضَيْعَةٌ عَظِيمَةٌ، قَالَ : فَشُغِلَ فِي بُنْيَانٍ لَهُ يَوْمًا، فَقَالَ لِي : يَا بُنَيَّ، إِنِّي قَدْ شُغِلْتُ فِي بُنْيَانٍ هَذَا الْيَوْمَ عَنْ ضَيْعَتِي، فَاذْهَبْ فَاطَّلِعْهَا. وَأَمَرَنِي فِيهَا بِبَعْضِ مَا يُرِيدُ، فَخَرَجْتُ أُرِيدُ ضَيْعَتَهُ، فَمَرَرْتُ بِكَنِيسَةٍ مِنْ كَنَائِسِ النَّصَارَى، فَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ فِيهَا وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَكُنْتُ لَا أَدْرِي مَا أَمْرُ النَّاسِ لِحَبْسِ أَبِي إِيَّايَ فِي بَيْتِهِ، فَلَمَّا مَرَرْتُ بِهِمْ وَسَمِعْتُ أَصْوَاتَهُمْ، دَخَلْتُ عَلَيْهِمْ أَنْظُرُ مَا يَصْنَعُونَ، قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبَنِي صَلَاتُهُمْ، وَرَغِبْتُ فِي أَمْرِهِمْ، وَقُلْتُ : هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدِّينِ الَّذِي نَحْنُ عَلَيْهِ. فَوَاللَّهِ مَا تَرَكْتُهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، وَتَرَكْتُ ضَيْعَةَ أَبِي وَلَمْ آتِهَا، فَقُلْتُ لَهُمْ : أَيْنَ أَصْلُ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : بِالشَّامِ. قَالَ : ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى أَبِي وَقَدْ بَعَثَ فِي طَلَبِي وَشَغَلْتُهُ عَنْ عَمَلِهِ كُلِّهِ، قَالَ : فَلَمَّا جِئْتُهُ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ، أَيْنَ كُنْتَ ؟ أَلَمْ أَكُنْ عَهِدْتُ إِلَيْكَ مَا عَهِدْتُ ؟ قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَتِ، مَرَرْتُ بِنَاسٍ يُصَلُّونَ فِي كَنِيسَةٍ لَهُمْ، فَأَعْجَبَنِي مَا رَأَيْتُ مِنْ دِينِهِمْ، فَوَاللَّهِ مَا زِلْتُ عِنْدَهُمْ حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ. قَالَ : أَيْ بُنَيَّ، لَيْسَ فِي ذَلِكَ الدِّينِ خَيْرٌ، دِينُكَ وَدِينُ آبَائِكَ خَيْرٌ مِنْهُ. قَالَ : قُلْتُ : كَلَّا وَاللَّهِ، إِنَّهُ خَيْرٌ مِنْ دِينِنَا. قَالَ : فَخَافَنِي، فَجَعَلَ فِي رِجْلَيَّ قَيْدًا ثُمَّ حَبَسَنِي فِي بَيْتِهِ، قَالَ : وَبَعَثْتُ إِلَى النَّصَارَى، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَدِمَ عَلَيْكُمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تِجَارٌ مِنَ النَّصَارَى فَأَخْبِرُونِي بِهِمْ. قَالَ : فَقَدِمَ عَلَيْهِمْ رَكْبٌ مِنَ الشَّامِ تِجَارٌ مِنَ النَّصَارَى، قَالَ : فَأَخْبَرُونِي بِهِمْ، قَالَ : فَقُلْتُ لَهُمْ : إِذَا قَضَوْا حَوَائِجَهُمْ وَأَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ فَآذِنُونِي بِهِمْ. قَالَ : فَلَمَّا أَرَادُوا الرَّجْعَةَ إِلَى بِلَادِهِمْ أَخْبَرُونِي بِهِمْ، فَأَلْقَيْتُ الْحَدِيدَ مِنْ رِجْلَيَّ، ثُمَّ خَرَجْتُ مَعَهُمْ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ، فَلَمَّا قَدِمْتُهَا قُلْتُ : مَنْ أَفْضَلُ أَهْلِ هَذَا الدِّينِ ؟ قَالُوا : الْأُسْقُفُّ فِي الْكَنِيسَةِ. قَالَ : فَجِئْتُهُ فَقُلْتُ : إِنِّي قَدْ رَغِبْتُ فِي هَذَا الدِّينِ، وَأَحْبَبْتُ أَنْ أَكُونَ مَعَكَ، أَخْدُمُكَ فِي كَنِيسَتِكَ، وَأَتَعَلَّمُ مِنْكَ، وَأُصَلِّي مَعَكَ. قَالَ : فَادْخُلْ. فَدَخَلْتُ مَعَهُ، قَالَ : فَكَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُهُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُهُمْ فِيهَا، فَإِذَا جَمَعُوا إِلَيْهِ مِنْهَا أَشْيَاءَ اكْتَنَزَهُ لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِهِ الْمَسَاكِينَ، حَتَّى جَمَعَ سَبْعَ قِلَالٍ مِنْ ذَهَبٍ وَوَرِقٍ، قَالَ : وَأَبْغَضْتُهُ بُغْضًا شَدِيدًا ؛ لِمَا رَأَيْتُهُ يَصْنَعُ، ثُمَّ مَاتَ، فَاجْتَمَعَتْ إِلَيْهِ النَّصَارَى لِيَدْفِنُوهُ، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّ هَذَا كَانَ رَجُلَ سَوْءٍ يَأْمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ وَيُرَغِّبُكُمْ فِيهَا، فَإِذَا جِئْتُمُوهُ بِهَا اكْتَنَزَهَا لِنَفْسِهِ وَلَمْ يُعْطِ الْمَسَاكِينَ مِنْهَا شَيْئًا. قَالُوا : وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَا أَدُلُّكُمْ عَلَى كَنْزِهِ. قَالُوا : فَدُلَّنَا عَلَيْهِ. قَالَ : فَأَرَيْتُهُمْ مَوْضِعَهُ، قَالَ : فَاسْتَخْرَجُوا مِنْهُ سَبْعَ قِلَالٍ مَمْلُوءَةٍ ذَهَبًا وَوَرِقًا، قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا : وَاللَّهِ لَا نَدْفِنُهُ أَبَدًا. فَصَلَبُوهُ ثُمَّ رَجَمُوهُ بِالْحِجَارَةِ، ثُمَّ جَاءُوا بِرَجُلٍ آخَرَ فَجَعَلُوهُ بِمَكَانِهِ. قَالَ : يَقُولُ سَلْمَانُ : فَمَا رَأَيْتُ رَجُلًا لَا يُصَلِّي الْخَمْسَ أُرَى أَنَّهُ أَفْضَلُ مِنْهُ، أَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا، وَلَا أَرْغَبُ فِي الْآخِرَةِ، وَلَا أَدْأَبُ لَيْلًا وَنَهَارًا مِنْهُ. قَالَ : فَأَحْبَبْتُهُ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مِنْ قَبْلِهِ، وَأَقَمْتُ مَعَهُ زَمَانًا، ثُمَّ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَكَ، وَأَحْبَبْتُكَ حُبًّا لَمْ أُحِبَّهُ مِنْ قَبْلِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مَا تَرَى مِنْ أَمْرِ اللَّهِ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَحَدًا الْيَوْمَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، لَقَدْ هَلَكَ النَّاسُ وَبَدَّلُوا، وَتَرَكُوا أَكْثَرَ مَا كَانُوا عَلَيْهِ، إِلَّا رَجُلًا بِالْمَوْصِلِ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَهُوَ عَلَى مَا كُنْتُ عَلَيْهِ، فَالْحَقْ بِهِ. قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ الْمَوْصِلِ، فَقُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَانِي عِنْدَ مَوْتِهِ أَنْ أَلْحَقَ بِكَ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّكَ عَلَى أَمْرِهِ. قَالَ : فَقَالَ لِي : أَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ خَيْرَ رَجُلٍ عَلَى أَمْرِ صَاحِبِهِ، فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ مَاتَ، فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا أَوْصَى بِي إِلَيْكَ، وَأَمَرَنِي بِاللُّحُوقِ بِكَ، وَقَدْ حَضَرَكَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَا تَرَى، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُ رَجُلًا عَلَى مِثْلِ مَا كُنَّا عَلَيْهِ إِلَّا رَجُلًا بِنَصِيبِينَ، وَهُوَ فُلَانٌ، فَالْحَقْ بِهِ. وَقَالَ : فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ نَصِيبِينَ، فَجِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي وَمَا أَمَرَنِي بِهِ صَاحِبِي، قَالَ : فَأَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى أَمْرِ صَاحِبَيْهِ، فَأَقَمْتُ مَعَ خَيْرِ رَجُلٍ، فَوَاللَّهِ مَا لَبِثَ أَنْ نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ، فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ، إِنَّ فُلَانًا كَانَ أَوْصَى بِي إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُ أَحَدًا بَقِيَ عَلَى أَمْرِنَا آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، إِلَّا رَجُلًا بِعَمُّورِيَّةَ ؛ فَإِنَّهُ عَلَى مِثْلِ مَا نَحْنُ عَلَيْهِ، فَإِنْ أَحْبَبْتَ فَأْتِهِ، قَالَ : فَإِنَّهُ عَلَى أَمْرِنَا. قَالَ : فَلَمَّا مَاتَ وَغُيِّبَ لَحِقْتُ بِصَاحِبِ عَمُّورِيَّةَ، وَأَخْبَرْتُهُ خَبَرِي، فَقَالَ : أَقِمْ عِنْدِي. فَأَقَمْتُ مَعَ رَجُلٍ عَلَى هَدْيِ أَصْحَابِهِ وَأَمْرِهِمْ، قَالَ : وَاكْتَسَبْتُ حَتَّى كَانَ لِي بَقَرَاتٌ وَغُنَيْمَةٌ، قَالَ : ثُمَّ نَزَلَ بِهِ أَمْرُ اللَّهِ، فَلَمَّا حُضِرَ قُلْتُ لَهُ : يَا فُلَانُ، إِنِّي كُنْتُ مَعَ فُلَانٍ، فَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، وَأَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَى فُلَانٍ، ثُمَّ أَوْصَى بِي فُلَانٌ إِلَيْكَ، فَإِلَى مَنْ تُوصِي بِي، وَمَا تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَيْ بُنَيَّ، وَاللَّهِ مَا أَعْلَمُهُ أَصْبَحَ عَلَى مَا كُنَّا عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ آمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَهُ، وَلَكِنَّهُ قَدْ أَظَلَّكَ زَمَانُ نَبِيٍّ، هُوَ مَبْعُوثٌ بِدِينِ إِبْرَاهِيمَ، يَخْرُجُ بِأَرْضِ الْعَرَبِ مُهَاجِرًا إِلَى أَرْضٍ بَيْنَ حَرَّتَيْنِ بَيْنَهُمَا نَخْلٌ، بِهِ عَلَامَاتٌ لَا تَخْفَى، يَأْكُلُ الْهَدِيَّةَ وَلَا يَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتَمُ النُّبُوَّةِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَلْحَقَ بِتِلْكَ الْبِلَادِ فَافْعَلْ. قَالَ : ثُمَّ مَاتَ وَغُيِّبَ، فَمَكَثْتُ بِعَمُّورِيَّةَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَمْكُثَ، ثُمَّ مَرَّ بِي نَفَرٌ مِنْ كَلْبٍ تِجَارًا، فَقُلْتُ لَهُمْ : تَحْمِلُونِي إِلَى أَرْضِ الْعَرَبِ وَأُعْطِيكُمْ بَقَرَاتِي هَذِهِ وَغُنَيْمَتِي هَذِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ. فَأَعْطَيْتُهُمُوهَا وَحَمَلُونِي، حَتَّى إِذَا قَدِمُوا بِي وَادِيَ الْقُرَى ظَلَمُونِي، فَبَاعُونِي مِنْ رَجُلٍ مِنْ يَهُودَ عَبْدًا، فَكُنْتُ عِنْدَهُ، وَرَأَيْتُ النَّخْلَ، وَرَجَوْتُ أَنْ تَكُونَ الْبَلَدَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي، وَلَمْ يَحِقَّ لِي فِي نَفْسِي، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ قَدِمَ عَلَيْهِ ابْنُ عَمٍّ لَهُ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ، فَابْتَاعَنِي مِنْهُ، فَاحْتَمَلَنِي إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللَّهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَأَيْتُهَا فَعَرَفْتُهَا بِصِفَةِ صَاحِبِي، فَأَقَمْتُ بِهَا، وَبَعَثَ اللَّهُ رَسُولَهُ، فَأَقَامَ بِمَكَّةَ مَا أَقَامَ، لَا أَسْمَعُ لَهُ بِذِكْرٍ مَعَ مَا أَنَا فِيهِ مِنْ شُغْلِ الرِّقِّ، ثُمَّ هَاجَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَفِي رَأْسِ عَذْقٍ لِسَيِّدِي أَعْمَلُ فِيهِ بَعْضَ الْعَمَلِ، وَسَيِّدِي جَالِسٌ ؛ إِذْ أَقْبَلَ ابْنُ عَمٍّ لَهُ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ : فُلَانُ، قَاتَلَ اللَّهُ بَنِي قَيْلَةَ، وَاللَّهِ إِنَّهُمُ الْآنَ لَمُجْتَمِعُونَ بِقُبَاءٍ عَلَى رَجُلٍ قَدِمَ عَلَيْهِمْ مِنْ مَكَّةَ الْيَوْمَ، يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَبِيٌّ. قَالَ : فَلَمَّا سَمِعْتُهَا أَخَذَتْنِي الْعُرَوَاءُ حَتَّى ظَنَنْتُ سَأَسْقُطُ عَلَى سَيِّدِي، قَالَ : وَنَزَلْتُ عَنِ النَّخْلَةِ، فَجَعَلْتُ أَقُولُ لِابْنِ عَمِّهِ ذَلِكَ : مَاذَا تَقُولُ ؟ مَاذَا تَقُولُ ؟ قَالَ : فَغَضِبَ سَيِّدِي، فَلَكَمَنِي لَكْمَةً شَدِيدَةً، ثُمَّ قَالَ : مَا لَكَ وَلِهَذَا، أَقْبِلْ عَلَى عَمَلِكَ. قَالَ : قُلْتُ : لَا شَيْءَ، إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَثْبِتَهُ عَمَّا قَالَ. وَقَدْ كَانَ عِنْدِي شَيْءٌ قَدْ جَمَعْتُهُ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ أَخَذْتُهُ، ثُمَّ ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِقُبَاءٍ، فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّهُ قَدْ بَلَغَنِي أَنَّكَ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَمَعَكَ أَصْحَابٌ لَكَ غُرَبَاءُ ذَوُو حَاجَةٍ، وَهَذَا شَيْءٌ كَانَ عِنْدِي لِلصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُكُمْ أَحَقَّ بِهِ مِنْ غَيْرِكُمْ. قَالَ : فَقَرَّبْتُهُ إِلَيْهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " كُلُوا ". وَأَمْسَكَ يَدَهُ فَلَمْ يَأْكُلْ، قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَذِهِ وَاحِدَةٌ. ثُمَّ انْصَرَفْتُ عَنْهُ، فَجَمَعْتُ شَيْئًا، وَتَحَوَّلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمَدِينَةِ، ثُمَّ جِئْتُهُ بِهِ، فَقُلْتُ : إِنِّي رَأَيْتُكَ لَا تَأْكُلُ الصَّدَقَةَ، وَهَذِهِ هَدِيَّةٌ أَكْرَمْتُكَ بِهَا. قَالَ : فَأَكَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ فَأَكَلُوا مَعَهُ، قَالَ : فَقُلْتُ فِي نَفْسِي : هَاتَانِ اثْنَتَانِ. ثُمَّ جِئْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِبَقِيعِ الْغَرْقَدِ، قَالَ : وَقَدْ تَبِعَ جِنَازَةً مِنْ أَصْحَابِهِ، عَلَيْهِ شَمْلَتَانِ لَهُ، وَهُوَ جَالِسٌ فِي أَصْحَابِهِ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، ثُمَّ اسْتَدَرْتُ أَنْظُرُ إِلَى ظَهْرِهِ هَلْ أَرَى الْخَاتَمَ الَّذِي وَصَفَ لِي صَاحِبِي ؟ فَلَمَّا رَآنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَدْبَرْتُهُ، عَرَفَ أَنِّي أَسْتَثْبِتُ فِي شَيْءٍ وُصِفَ لِي، قَالَ : فَأَلْقَى رِدَاءَهُ عَنْ ظَهْرِهِ، فَنَظَرْتُ إِلَى الْخَاتَمِ فَعَرَفْتُهُ، فَانْكَبَبْتُ عَلَيْهِ أُقَبِّلُهُ وَأَبْكِي، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَحَوَّلْ ". فَتَحَوَّلْتُ، فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ حَدِيثِي كَمَا حَدَّثْتُكَ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ : فَأَعْجَبَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَسْمَعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ شَغَلَ سَلْمَانَ الرِّقُّ حَتَّى فَاتَهُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدْرٌ وَأُحُدٌ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كَاتِبْ يَا سَلْمَانُ ". فَكَاتَبْتُ صَاحِبِي عَلَى ثَلَاثِمِائَةِ نَخْلَةٍ أُحْيِيهَا لَهُ بِالْفَقِيرِ، وَبِأَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ : " أَعِينُوا أَخَاكُمْ ". فَأَعَانُونِي بِالنَّخْلِ، الرَّجُلُ بِثَلَاثِينَ وَدِيَّةً، وَالرَّجُلُ بِعِشْرِينَ، وَالرَّجُلُ بِخَمْسَ عَشْرَةَ، وَالرَّجُلُ بِعَشْرٍ - يَعْنِي : الرَّجُلُ بِقَدْرِ مَا عِنْدَهُ - حَتَّى اجْتَمَعَتْ لِي ثَلَاثُمِائَةِ وَدِيَّةٍ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اذْهَبْ يَا سَلْمَانُ فَفَقِّرْ لَهَا، فَإِذَا فَرَغْتَ فَأْتِنِي أَكُونُ أَنَا أَضَعُهَا بِيَدَيَّ ". قَالَ : فَفَقَّرْتُ لَهَا، وَأَعَانَنِي أَصْحَابِي، حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْهَا جِئْتُهُ فَأَخْبَرْتُهُ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعِي إِلَيْهَا، فَجَعَلْنَا نُقَرِّبُ لَهُ الْوَدِيَّ ، وَيَضَعُهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ، مَا مَاتَتْ مِنْهَا وَدِيَّةٌ وَاحِدَةٌ، فَأَدَّيْتُ النَّخْلَ، وَبَقِيَ عَلَيَّ الْمَالُ، فَأُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ بَيْضَةِ الدَّجَاجَةِ مِنْ ذَهَبٍ مِنْ بَعْضِ الْمَغَازِي، فَقَالَ : " مَا فَعَلَ الْفَارِسِيُّ الْمُكَاتَبُ ؟ ". قَالَ : فَدُعِيتُ لَهُ، فَقَالَ : " خُذْ هَذِهِ، فَأَدِّ بِهَا مَا عَلَيْكَ يَا سَلْمَانُ ". فَقُلْتُ : وَأَيْنَ تَقَعُ هَذِهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِمَّا عَلَيَّ ؟ قَالَ : " خُذْهَا ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَيُؤَدِّي بِهَا عَنْكَ ". قَالَ : فَأَخَذْتُهَا، فَوَزَنْتُ لَهُمْ مِنْهَا - وَالَّذِي نَفْسُ سَلْمَانَ بِيَدِهِ - أَرْبَعِينَ أُوقِيَّةً، فَأَوْفَيْتُهُمْ حَقَّهُمْ وَعَتَقْتُ، فَشَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَنْدَقَ، ثُمَّ لَمْ يَفُتْنِي مَعَهُ مَشْهَدٌ". (مسند الإمام أحمد)
فانظر كيف أن الأسقف النصراني مات، ثم بعد موته صلبوه ورجموه، مع أنه لم يمت على الصليب، بل صلب بعد موته.
(٣) قصة عبد الله بن الزبير رضي الله عنه، قتله الحجاج بن يوسف الثقفي، ثم صلبه بعد قتله:
عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : لَمَّا قَتَلَ الْحَجَّاجُ، ابْنَ الزُّبَيْرِ وَصَلَبَهُ مَنْكُوسًا فَبَيْنَا هُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، إِذْ جَاءَتْ أَسْمَاءُ وَمَعَهَا أَمَةٌ تَقُودُهَا، وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهَا. فَقَالَتْ : أَيْنَ أَمِيرُكُمْ ؟ فَذَكَرَ قِصَّةً. فَقَالَتْ : كَذَبْتَ، وَلَكِنِّي أُحَدِّثُكَ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ : " يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ، الْآخِرُ مِنْهُمَا شَرٌّ مِنَ الْأَوَّلِ، وَهُوَ مُبِيرٌ ". (مسند الإمام أحمد)
ثالثا: إستعمل الفقهاء رحمهم الله الصلب، ليس بمعنى الموت على الصليب، بل بالقتل ثم الصلب، ونذكر بعض الأمثلة:
"مَن قَطَعَ الطَّريق فَقَتَلَ وَأَخَذَ المالَ قُتِلَ ثُمَّ صُلِبَ حتى يَشْتَهِر. وإن قَتَلَ ولم يَأخُذ المَالَ قُتل حتماً بلا صَلْبٍ". (عمدة الطالب للبهوتي)
"وَإِنْ قَتَلَ وَأَخَذَ مَالًا قُتِلَ ثُمَّ صُلِبَ ثَلَاثًا ثُمَّ يُنَزَّلُ، وَقِيلَ يَبْقَى حَتَّى يَسِيلَ صَدِيدُهُ، وَفِي قَوْلٍ يُصْلَبُ قَلِيلًا ثُمَّ يُنَزَّلُ فَيُقْتَلُ". (مغني المحتاج للشربيني)
"فالإمامُ مخيِّرٌ فيه، إنَّ شاء قَتَلَهُ، وإنْ شاء صَلَبَهُ، كان شاء قطعَ يَدَهُ ورِجلَهُ، وإذا أظهرَ السِّلاحَ وقَتَلَ، قُتِلَ. وإن أخذ المالَ ولم يَقتُل، قُطِعَت يدُه ورِجلُه. وإن أخذ المالَ وقتَلَ، قُتِلَ ثمّ صُلِبَ، وهذا قول قَتَادَة وعَطَاء". (المسالك ابن العربي)
"وعن الطَّحَاوِيّ: أَنه يقتل ثم يصلب توقياً عن المُثْلَة، وبه قال الشافعي وأَحمد". (فتح باب العناية لملا علي القاري)
رابعا: وحتى في مصادر غير المسلمين جاء الصلب بمعنى التعليق بعد القتل والموت:
جاء في الكتاب المقدس عند أهل الكتاب أن يشوع قبض على خمسة ملوك ضربهم ثم قتلهم ثم صلبهم: "وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس خشب، وبقوا معلقين على الخشب حتى المساء". (يشوع ٢٦:١٠ )
وجاء في (تاريخ يوسيفوس اليهودي ٢٧٤) : "وكان الروم يصلبون من يقتلونه قدام المدينة فلما نظر الخوارج ذلك أقبلوا هم أيضا يقتلون من يظفرون به من اليهود الذين يريدون أن يستأمنوا إلى الروم ويصلبونهم على سور المدينة لينظرهم الروم فقتلوا من اليهود خلقا كثيرا".
خامسا: بعد أعوذ بالله من شر كل شيء هو آخذ بناصيته، وأعوذ به مما هو به عليم، وأعوذ بالله مما يستعاذ به منه… بغض النظر أن الغلام القادياني أخذ مسألة الإغماء عن غيره ثم جعلها كالعادة وحيا له، فمن باب الإلزام والأدلة الدامغة والقاطعة نقول: إن تناقضات الغلام القادياني في "مسألة الصلب" أو "حادثة الصلب" وما يتعلق بها، تناقضات مجانين سفهاء، أو تناقضات كذاب، أو ينسى من كثرة الكذب، أو ذاكرته ضعيفة، أو يهري بما لا يدري، أو يتجاهل أقواله السابقة ويغير ويبدل، أو يتلاعب به شيطانه، أو هناك كتاب عديدون، أو يمكر الله به في أقواله وأعماله… -وقد يكون كل ما سبق وغيرها- أدلة حق وحقيقة أن مثله لا يؤخذ منه شيء، لا في هذا الموضوع ولا في غيره ولا في البطاطس والباذنجان، ولا يأخذ منه إلا الأعمى أو من يتعامى.
فهذا الذي يصفه القاديانيون "بالنبي" و "المعصوم" و "الحكم العدل" :
{١} استعمل الغلام القادياني الصلب بمعنى التعليق لا الموت على الصليب:
ففي نفس الكتاب الذي قالوا عنه أن القادياني أثبت فيه النجاة من الصلب، والهجرة إلى بلاد الهند، والدفن في كشمير، يقول القادياني:
"ولا ينخدعنّ القرّاء فيظنوا أن صليب اليهود في ذلك العصر كان مثل مشنقة اليوم التي مِن شِبه المستحيل أن ينجو أحد من الموت عليها. كلا، بل ما كان صليب اليهود في ذلك العصر يحتوي على حبل للشنق، ولم يكن المجرم يُعلّق به في الهواء بإزالة قاعدة خشبية من تحته، وإنما كان يُمَدّ على الصليب ويُدَقّ في يديه ورجليه المسامير؛ وكان من الممكن - إذا أريدَ العفوُ عنه - أن يُنـزَل من على الصليب حيًّا، بعد التسمير في أطرافه وبعد بقائه معلَّقًا عليه ليوم أو يومين، دون تحطيم عظامه، اكتفاءً بما يكون قد ذاق من العذاب. وأما إذا أرادوا قتله أبقَوه على الصليب ثلاثة أيام على الأقل، ولم يَدَعوا الطعام أو الشراب يصل إلى فمه، ثم بعد ذلك كسروا عظامه؛ وكان المجرم يلقى حتفه بعد أن يذوق كل تلك الألوان من التعذيب. ولكن الله بفضله ورحمته أنقذ المسيح عليه السلام من أن يتعرض للعذاب لهذه الدرجة التي تقضي على الحياة قضاءً نهائيًّا". (المسيح الناصري في الهند ٢٣)
"ثم ليكن معلوما أيضا أن لليهود مذهبين اثنين منذ القدم فيما يتعلق بطريقة قتل عيسى عليه السلام. تقول فرقة بأنه قتل بالسيف أولا ثم علقت جثته على الصليب أو الشجرة عبرة للآخرين، وتقول الفرقة الثانية بأنه علق على الصليب ثم قتل بعد التعليق على الصليب وهاتان الفرقتان كانتا موجودتين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا تزالان موجودتين إلى الآن. ولما كان اليهود مختلفين فيما بينهم في طريقة القتل إذ كان بعضهم يرون أنه قتل أولا ثم علق على الصليب، وكان بعضهم يرون أن الصلب سبق القتل فأراد الله أن يفند كلتا الفرقتين. فلأن الفرقة التي كانت السبب وراء نزول هذه الآية كانت تعتقد بالقتل قبل الصلب، لذا قد دحضت عقيدتهم أولا ثم فندت فكرة الصلب". (البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٣٢٧)
وفي (الملفوظات ج٧ ص٢٠١) : "اعترض شخص أن الله قال في القرآن الكريم عن عيسى عليه السلام: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ) فقد ذكر القتل هنا أولا ثم ذكر الصلب مع أن المرء يصلب أولا وتكون نتيجة الصلب هو القتل. ولكن القرآن الكريم ذكر القتل أولا على النقيض من ذلك ثم ذكر الصلب. فقال -القادياني- : أولا، إن اعتراض اليهود المذكور في القرآن الكريم هو : (إنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ) فما داموا قد قالوا كلمة "القتل" لذلك دحض الله تعالى كلمة القتل أولا. ثانيا : كانت في اليهود روايتين رائجتين. إحداهما: إننا قتلنا يسوع بالسيف. والثانية: قتلناه على الصليب. ودحض الله كلتيهما على حدة. السبب الثالث هو أنه قد ورد في كتب اليهود القديمة أن يسوع رجم أولا، ثم علق على الخشبة بعد أن مات. أي قتل أولا ثم صلب. فدحض الله كلتا الفكرتين وقال إن اليهود كاذبون، إذ لم يقتل المسيح على يدهم ولم يصلب".
{٢} كان الغلام القادياني لسنوات طويلة يعتقد برفع عيسى عليه السلام وهو المعصوم المحدث المكلم الذي يوحى إليه:
"﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ بِٱلۡهُدَىٰ وَدِینِ ٱلۡحَقِّ لِیُظۡهِرَهُۥ عَلَى ٱلدِّینِ كُلِّهِ﴾ [الصف ٩] هذه الآية تتضمن نبوءة بحق المسيح عليه السلام ماديا وسياسيا. وإن الغلبة الكاملة التي وعد بها الإسلام ستتحقق بواسطة المسيح، فعندما يأتي المسيح عليه السلام إلى الدنيا ثانية سينتشر الإسلام على يده في جميع الأقطار والأمصار". (البراهين الأحمدية الأجزاء الأربعة ٥٧٣)
هذا مع العلم أن النص السابق في كتاب وصفه القادياني أنه كتاب محكم، وكتبه مأمورا من الله بوحي منه، وافترى أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فأقره عليه!
ثم بكل سهولة - بسبب إدعاء المسيحية - تراجع عن معتقده قائلا: "إن مثل هذا التناقض كمثل الذي ورد في "البراهين الأحمدية"، حيث كتبت أن المسيح ابن مريم سوف ينزل من السماء، ثم كتبت فيما بعد أنني أنا المسيح الموعود ظهوره والسبب وراء هذا التعارض هو أنه مع أن الله تعالى قد سماني عيسى في "البراهين الأحمدية" وقال لي أيضا: إن الله ورسوله قد أخبرا بمجيئك، إلا أن طائفة من المسلمين وكنت من بينهم كانوا يعتقدون بكل شدة أن عيسى سوف ينزل من السماء، لذلك ما أردت حمل وحي الله على الظاهر بل أولته، وظللت متمسكا بعقيدة جمهور المسلمين ونشرتها في "البراهين الأحمدية". ولكن بعد ذلك نزل علي وحي من الله بهذا الشأن كالمطر قائلا: إنك أنت المسيح الموعود نزوله. كما ظهرت معه مئات الآيات، وقامت السماء والأرض كلتاهما شاهدة على صدقي، وإن آيات الله المشرقة اضطرتني إلى القناعة أنني أنا ذلك المسيح الموعود مجيئه في الزمن الأخير". (حقيقة الوحي ١٣٢)
{٣} للاستدلال على موت المسيح عليه السلام، وأنه لم يرفع إلى السماء قال القادياني:
"والحق أن لفظ التوفي إذا جاء في كلام وكان فاعله الله، والمفعول به أحد من بني آدم صريحا أو إشارة، مثلا إذا كان الكلام هكذا : توفى الله زيدا، أو توفى الله بكرا، أو توفي خالد، فلا يكون معناه في لسان العرب إلا الإماتة والإهلاك، ولن تجد ما يخالفه في كلام الله ولا في كلام رسوله ولا في كلام أحد من شعراء العرب وتوابعهم ". (حمامة البشرى ۱۳۲)
لكنه ناقض نفسه بقوله:
«قل لضيفك إني متوفيك. قل لأخيك إني متوفيك. فهذا الإلهام نزل مرارا، وله مفهومان فقط والمفهوم الأول هو: قل لمن هو محط فيضك أو لأخيك، إني سأكمل نعمتي عليك، والمفهوم الثاني: هو أني مميتك». (التذكرة ١١٠)
{٤} اعتمد القادياني على موت المسيح وأنه عاش ١٢٠ سنة على الحديث التالي:
«أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ:" إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ، قَالَ لِفَاطِمَةَ: يَا بُنَيَّةُ احْنِي عَلَيَّ ، فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ، فَنَاجَاهَا سَاعَةً، ثُمَّ انْكَشَفَتْ وَهِيَ تَبْكِي وَعَائِشَةُ حَاضِرَةٌ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَاعَةٍ: أحْنِي عَلَيَّ يَا بُنَيَّةُ ، فَأَحْنَتْ عَلَيْهِ فَنَاجَاهَا سَاعَةً ثُمَّ انْكَشَفَتْ عَنْهُ فَضَحِكَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: أَيْ بُنَيَّةُ، أَخْبِرِينِي مَاذَا نَاجَاكِ أَبُوكِ؟ فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: نَاجَانِي عَلَى حَالٍ سِرٍّ، ظَنَنْتِ أَنِّي أُخْبِرُ بِسِرِّهِ وَهُوَ حَيٌّ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى عَائِشَةَ أَنْ يَكُونَ سِرًّا دُونَهَا، فَلَمَّا قَبَضَهُ اللهُ، قَالَتْ عَائِشَةُ لِفَاطِمَةَ: يَا بُنَيَّةُ، أَلَا تُخْبِرينِي بِذَلِكَ الْخَبَرِ؟ قَالَتْ: أَمَّا الْآنَ، فَنَعَمْ، نَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الْأُولَى فَأَخْبَرَنِي أَنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُعَارِضُهُ بِالْقُرْآنِ فِي كُلِّ عَامٍ مَرَّةً، وَأَنَّهُ عَارَضَهُ بِالْقُرْآنِ الْعَامَ مَرَّتَيْنِ، وَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا عَاشَ نِصْفَ عُمَرَ الَّذِي قَبْلَهُ، وَأَنَّهُ أَخْبَرَنِي أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَاشَ عِشْرِينَ وَماِئةَ سَنَةٍ وَلَا أُرَانِي إِلَّا ذَاهِبًا عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ، فَأَبْكَانِي ذَلِكَ، وَقَالَ: يَا بُنَيَّةُ، إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ نِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ امْرَأَةٌ أَعْظَمُ رُزِّيَّةً مِنْكِ، فَلَا تَكُونِي أَدْنَى مِنِ امْرَأَةٍ صَبْرًا ، وَنَاجَانِي فِي الْمَرَّةِ الْآخِرَةِ فَأَخْبَرَنِي أَنِّي أَوَّلُ أَهْلِهِ لُحُوقًا بِهِ وَقَالَ: إِنَّكِ سَيِّدَةُ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ إِلَّا مَا كَانَ مِنَ الْبَتُولِ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ». (المعجم الكبير الطبراني)
ومن خبث القاديانية وكذبها ودجلها أنها تقتطع من الحديث السابق هذا النص فقط: "أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَاشَ عِشْرِينَ وَماِئةَ سَنَةٍ وَلَا أُرَانِي إِلَّا ذَاهِبًا عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ".
فبالإضافة إلى ضعف هذا الحديث، ومخالفته ما ثبت في الكتب والأحاديث الصحيحة، فإنه مردود متنا وهو ضد القاديانية:
١- ورد في الحديث أن عائشة رضي الله عنها قالت لفاطمة رضي الله عنها: [ أي بنية ] وفاطمة أكبر من عائشة.
٢- هذه العبارة في متن الحديث خرافية مردوده: « أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ إِلَّا عَاشَ نِصْفَ عُمَرَ الَّذِي قَبْلَهُ ».
عمر عيسى المزعوم 120 سنة ، فالذي قبله 240 سنة، فالذي قبله 480 سنة، فالذي قبله 960 سنة، فالذي قبله 1920 سنة، فالذي قبله 3840 سنة، فالذي قبله 7680 سنة ، فالذي قبله 15360 سنة …
٣- أن نبي الله يحيى بن زكريا عليهما السلام كان قبل عيسى عليه السلام ولم يعش ٢٤٠ سنة.
٤- حسب الحديث المفروض أن يعيش المتنبي القادياني ٣٠ سنة تقريبا، وقد عاش القادياني ٦٨ أو ٦٩ سنة.
والذي يجعلك تضحك! أو تقول: سبحان الله الواحد القهار الذي يجعل الكذب والباطل على لسان الدجال الكذاب…
يقول الغلام القادياني: " والعجب منهم أنهم يظنون أن الأحاديث تشهد على نزول المسيح من السماء مع أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر غير مرة عن وفاة المسيح، فقال في حديث كما جاء في الطبراني والمستدرك عن عائشة قالت قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في مرضه الذي تُوُفّيَ فيه لفاطمة: إن جبريل كان يُعارضني القرآن كل عام مرة، وإنه عارَضني بالقرآن العامَ مرتين، وأخبرَني أنه لم يكن نبي إلا عاش نصفَ الذي قبله، وأخبرني أن عيسى بن مريم عاش عشرين ومئة سنة، فلا أراني إلا ذاهبا على رأس الستين. واعلموا أيها الإخوان أن هذا الحديث صحيح ورجاله ثقات وله طرق، وهو يدل بدلالة صريحة على موت المسيح " . (حمامة البشرى٣٥)
القادياني يصحح الحديث السابق الذي يبطل نبوته و مسيحيته بقوله: "واعلموا أيها الإخوان أن هذا الحديث صحيح ورجاله ثقات وله طرق ".
ومن تناقضات الغلام القادياني أنه كتب عام ١٨٨٨م : "يتبين من بعض الإشارات في الإنجيل أن المسيح عليه السلام أيضا كان يفكر في الزواج ولكنه رُفع عن عمر صغير وإلا كان من المتأكد أنه كان سيتأسى بأسوة أبيه داود". (مجموعة الإعلانات ج١ حاشية الإعلان رقم ٤٨)
{٥} عند القادياني جميع الأنبياء عليهم السلام قد ماتوا:
"وإذا ثبت أن القرآن لا يصدِّق صعودَ عيسى بجسمه العنصري، بل يخالفه ويُبيّن وفاتَه في كثير من آياته، فتارة يقول: (يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ)، وتارة يشير إلى وفاته بقوله: (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَني كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ)، وتارة يقول: (وَمَا مُحَمَّدٌ إلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) أي ماتوا كلهم - ولو لم نختَرْ هذا المعنى في هذه الآية المؤخرة يبطُل الاستدلال المطلوب - فكيف نترك القرآن وشهاداته؟ وأيّ شهادة أكبر من شهادة الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟". (حمامة البشرى ٦٠)
لكن في نفس الوقت القادياني يرى أن موسى عليه السلام ما يزال حيا ولم يمت:
"بل حياة كليم الله ثابت بنص القرآن الكريم.. ألا تقرأ في القرآن ما قال الله تعالى عز وجل : { فلا تكن في مزيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ }. وأنت تعلم أن هذه الآية نزلت في موسى، فهي دليل صريح على حياة موسى عليه السلام، لأنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأموات لا يلاقون الأحياء ". (حمامة البشرى ٦٧)
"هذا هو موسى عليه السلام فتى الله، الذي أشار الله في كتابه إلى حياته، وفرض علينا أن نؤمن بأنه حي في السماء ولم يمت وليس من الميتين ". (نور الحق ٤٠)
وكنا عندما نعرض أقوال القادياني "في حياة موسى" على القاديانيين يصابون بالضيق والحرج.
{٥} مسألة الهجرة المزعومة:
"ولقد ثبت من الأحاديث الصحيحة أن نبيّنا صلى الله عليه وسلم قال: إن المسيح عاش مائة وخمسة وعشرين عامًا. كما تعتقد جميع الفِرق الإسلامية بأن المسيح وحده قد جمع في ذاته أمرين لم يجتمعا في نبيّ من الأنبياء، أولهما: أنه نال عمرًا مكتملاً أي عاش مائة وخمسة وعشرين عامًا؛ وثانيهما أنه قام بسياحة أكثر بلدان الدنيا، ولذلك سُمّي بـ "النبي السيّاح". والبديهي أن المسيح لو كان قد رُفع إلى السماء وعمره ثلاثة وثلاثون عامًا، فلن تصحّ إذًا رواية "مائة وخمسة وعشرين عامًا"، كما لم يكن باستطاعته أن يقوم بهذه السياحة الطويلة في حياة قصيرة: ثلاثة وثلاثين عامًا. وهذه الروايات لم ترد في كُتب الحديث القديمة الموثوق بها فحسب، بل هي شهيرة بين جميع فِرق الإسلام على شكل التواتر الذي لا يُتصور أكثر منه". (المسيح الناصري في الهند ٥٨)
"إن الهجرة من سنة كل نبي، والمسيح هو الآخر قد أشار إلى هجرته في الإنجيل حيث قال "لَيْسَ نَبِيُّ بِلا كَرَامَةٍ إلا في وطنه" (مَرْقُسَ ٦: ٤)، لكن المؤسف أن معارضينا لا يفكرون أيضا متى وإلى أين هاجر المسيح، بل ما يثير الغرابة أكثر أنهم مع إيمانهم بأن سياحة المسيح إلى بلاد مختلفة ثابتة من الأحاديث الصحيحة، وليس ذلك فحسب بل قد وصفت السياحة أحد أسباب تسميته بالمسيح، إذا قيل إنه ذهب إلى كشمير أيضا يرفضون مع أنهم آمنوا بأن المسيح سافر إلى بلاد كثيرة زمن نبوته حصراء فلماذا حرم عليه السفر إلى كشمير؟ أليس من المحتمل أن يكون قد ذهب إلى كشمير أيضا وتوفي هناك؟ ثم هناك تساؤل آخر أنه إذا ظل يسيح في الأرض دوما بعد حادثة الصلب فمتى صعد إلى السماء؟ فلا يردون على ذلك بشيء". (التحفة الغولروية ٧٦)
"ورد في معاجم اللغة العربية سبب تسمية المسيح بهذا الاسم أنه كان كثير السياحة… إذا كان عيسى المسيح قد قضى أكثر عمره في السياحة في زمن نبوته بعد الهجرة من بلد اليهود، ففي أي زمن رفع إلى السماء". (التحفة الغولروية ٧٧)
ولا ينسى القادياني نفسه:
"فلما كان اختراع القطار وتعطل الجمال هو علامة لزمن المسيح الموعود، وحيث إن من معاني المسيح كثير السياحة، فكأن الله قد جعل القطار وسيلة للسياحة من أجل المسيح وتحقق معاني اسمه، إضافة إلى جماعته التي في حكمه، لكي تتيسر لهذا المسيح خلال بضعة أشهر جميع السياحات التي قام بها المسيح السابق ببذل جهود مضنية في مائة وعشرين عاما، ومن المؤكد أنه كما يستطيع المبعوث من الله في هذا الزمن أن يتجول في جزء كبير من هذا العالم بمنتهى السرور والراحة ويعود إلى وطنه بواسطة القطار ولم تكن هذه الوسيلة مهيأة للأنبياء السابقين، لهذا يتحقق مفهوم المسيح في هذا الزمن بسرعة بما لا نظير له في أي زمن آخر". (التحفة الغولروية ١٥٩)
والآن على القاديانيين إخبارنا -مع الأدلة الصحيحة الثابتة- :
-عن سياحات المسيح الناصري في أكثر بلاد العالم؟
-عن السياحات التي قام بها الغلام القادياني في بلاد العالم؟
-أسماء جميع الفرق الإسلامية في اعتقادها أن المسيح عاش ١٢٥؟
{٦} بخصوص القبر المزعوم للمسيح عليه السلام:
في عام ١٨٩١م كتب الغلام القادياني في كتابه (إزلة الأوهام ٣٧٦) : "صحيح أن المسيح مات في وطنه "الجليل"، ولكن ليس صحيحا مطلقا أن الجسد المدفون نفسه أحي ثانية".
وفي عام ١٨٩٤ كتب الغلام القادياني في (إتمام الحجة ٨٠) أن القبر في القدس -حسب معتقد النصارى- : "والطريف أن قبر عيسى عليه السلام أيضا موجود في بلاد الشام".
ثم كتب الغلام في الصفحة التي تليها : "وإن قلتم أنه قبر مزيف فيجب إثبات التزييف، ويجب أن تثبتوا متى صدر هذا التزييف. وفي هذه الحالة لن تبقى القناعة بقبور الأنبياء الآخرين أيضا".
وكتب في الحاشية رسالة أحد أتباعه من طرابلس ليحدثه عن هذا القبر: "حين استفسرت السيد المولوي محمد السعيدي الطرابلسي الشامي - عبر البريد - عن قبر عيسى عليه السلام، قال في الرد على رسالتي ما أسجله مع الترجمة أدناه.
يا حضرة مولانا وإمامنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نسأل الله الشافي أن يشفيكم. أما ما سألتم عن قبر عيسى عليه السلام وحالات أخرى مما يتعلق به فأبينه مفصلا في حضرتكم، وهو أن عيسى عليه السلام ولد في بيت لحم وبينه وبين بلدة القدس ثلاثة أقواس وقبره في بلدة القدس وإلى الآن موجود وهنالك كنيسة وهي أكبر الكنائس من كنائس النصارى وداخلها قبر عيسى عليه السلام كما هو مشهود وفي تلك الكنيسة أيضا قبر أمه مريم ولكن كل من القبرين على حدة وكان اسم بلدة القدس في عهد بني إسرائيل يروشلم ويقال أيضا أورشليم، وسميت من بعد المسيح إيلياء، ومن بعد الفتوح الإسلامية إلى هذا الوقت اسمها القدس، والأعاجم تسميها بيت المقدس، وأما عدة أميال الفصل بينها وبين طرابلس فلا أعلمها تحقيقا… ".
ثم فجأة في عام ١٨٩٩م ألف الغلام القادياني كتابه (المسيح الناصري في الهند) -الذي طبع لأول مرة عام ١٩٠٨م بعد وفاته- أصبح قبر المسيح في كشمير حيث قال: "فسوف أُبرهن في هذا الكتاب على أن المسيح عليه السلام لم يمت على الصليب ولم يصعد إلى السماء، فلا يُرجى نزوله من السماء إلى الأرض أبدًا؛ بل تُوفّي في سرينغر بكشمير بعد أن عُمِّر مائةً وعشرين سنة، وقبرُه يوجد في حارة "خانيار" بسرينغر". (المسيح الناصري في الهند ١٤)
{٧} بخصوص هل لعيسى عليه السلام أولاد بعد نجاته وهجرته:
من أدلة الغلام القاديانية على هجرة المسيح إلى بلاد الهند بعد النجاة المزعومة من الصلب أنه مر ببلاد الأفغان، فقال الغلام القادياني: "وثمة قبيلة من الأفغان تعرف باسم "عيسى خيل"، وأي عجب في أن يكون هؤلاء من أولاد عيسى عليه السلام". (المسيح الناصري في الهند ٧٦)
لكنه في عام ١٩٠٣م كتب: "وكون عيسى من غير أب وبلا ولد دليل على ما مر بالأدلة القاطعة، وإشارة إلى قطع تلك السلسلة الإسرائيلية". (مواهب الرحمن ٦٠)
المفروض أنه في عام ١٨٩٩م أثبت النجاة والهجرة من خلال كتابه السابق، وصعب أن يعيش إنسان ١٢٠ سنة دون زواج.
فعندما أراد الاستدلال على هجرة المسيح المزعومة استدل بتلك القبيلة، وأنه لا عجب في أن تكون من نسل عيسى عليه السلام.
لكنه عندما أراد نفي نزول عيسى عليه السلام استدل بقطع السلسلة النبوية في بني إسرائيل، وبكون عيسى بلا ولد.
{٨} أما "مرهم عيسى" فهو كذبة من أكاذيب القادياني:
في إعلان للقادياني رقم ( ۱۹۳ ) بتاريخ : ۱۸۹۸/۷/۲۳م يقول القادياني : " دواء للطاعون لقد كتبت من قبل أن هناك دواء للطاعون قد أعد ببذل ألفين وخمس مئة روبية ، وإضافة إلى ذلك قد ركب مرهم عيسى" أيضا للتطبيق على الجسم خارجيا أي المرهم الذي كان قد ركب لعلاج جروح عيسى حين علقه اليهود الخبثاء على الصليب. فقد طبق هذا المرهم المبارك اربعين يوما متتالية على جروح عيسى الناتجة عن عملية الصلب. وبسببه شفاه الله تعالى وكأنه حيي من جديد. هذا المرهم مفيد للغاية في الطاعون أيضا بل يفيد في كافة أنواعه، لذا من المناسب أن يبدأ الناس باستخدام هذا المرهم فورا على إثر ظهور بوادر المرض فإنه يدفع المواد السمية وينضج البثور والنفطات ويمزقها ولا تتوجه سمومها إلى القلب ولا تنتشر في الجسم. وطريقة استخدام الدواء الذي أسميته "الترياق الإلهي…".
فهذا المرهم أراد القادياني -أو الطبيب نور الدين البهيروي الخليفة الأول- تسويقه من خلال القول أن عيسى عليه السلام شفي بسببه.
ثم انظر إلى ثمنه الكبير جدا ٢٥٠٠ روبية! مع العلم أن راتب الموظف في ذلك العصر ٨ روبيات أو ١٠ روبيات!
وننقل بعض الأكاذيب المتعلقة به من كتاب (١٠٠٠ ألف كذبة مرزائية، هاني طاهر) :
الكذبة 900: دليله القطعي السابع من الإنجيل على عدم موت المسيح على الصليب
يقول المرزا:
الكلمات الموجودة في قصص الإنجيل لتدل دلالة صريحة على أن المسيح لقي الحواريـين بهذا الجسم المادي الفاني، وقام بالسفر الطويل إلى الجليل مشيًا على الأقدام، وأرى الحواريـين جروحَه، وتعشّى وبات تلك الليلة عندهم. وسنثبت فيما بعد أنه قد عالج جروحه باستعمال مرهم خاص. (المسيح في الهند)
قلتُ: كذب المرزا، فلم يُرِ المسيحُ الحواريين جروحَه، ولم يَبِت تلك الليلة عندهم، ولم يعالج جروحَه بمرهم خاصّ ولا غير خاصّ. يقول لوقا:
{فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ:«امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا، 31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، [فواضح أنه لم يبِت عندهما].... 36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. 38فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَل. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.} (إِنْجِيلُ لُوقَا 24: 29-43)
فالجروح غير مذكورة هنا، بل التركيز على الجسد والعظم واللحم والبشرية أي أنه ليس روحا ولا شبحا ولا مجرد خيال. وإنْ كان قد أشار إلى أماكن المسامير فإنما للتأكيد أنه هو هو، لا أنها تؤلمه أو أنها تحتاج علاجا. ولو كان يتألم من الجروح لقال لهم: عليكم أن تساعدوني في العثور على أدوية لجروحي! بل لَرَكَّزوا هم أنفسهم على هذه المسألة بمجرد رؤيته، ولقالوا: أيها المسيح، عليك أن ترتاح حتى نحضّر لك الدواء للجروح ولا ترهق نفسك بالمشي، بل نحن نخدمك، وكن مطمئنا فقد ابتعدنا عن العدوّ. أو لسألوه: أما زلتَ تشعر بآلام شديدة بسبب المسامير. أو لتساءلوا: كيف استطعتَ أن تَصِلَ هنا وأنت مجروح؟ فعدمُ وجود شيء من ذلك دليل على أنّه كان في أذهان كتَبةِ الأناجيل أنّ المسيح حين قام من الموت لم يكن يشعر بأي آلام، بل كان في حالةٍ جديدة ليست بشرية أو ليست عادية على الأقلّ. فمحاولةُ استخراج فوائد مِن قصة تتناقص مع جوهرها لا بدّ أنْ يكون فشلا وهراء.
يتابع لوقا قائلا:
{44وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ. 49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».
50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. 51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ} (إِنْجِيلُ لُوقَا 24: 44-53)
فهذا الذي في ذهن لوقا؛ أنّ المسيح كان ينبغي أن يتألّم، وأن يموت، وأن ينتهي الألم، وأن يقوم من الأموات قيامةً خاليةً من الألم.. وأن تكون له قدرات هائلة.. فليس في الموضوع أدنى رائحة لإغماء أو لآلام أو لعلاج أو لضعف أو لأدوية أو لمرهم.. كل ذلك كذب مرزائي.
30 سبتمبر 2021
الكذبة 922: كذبة مرهم عيسى
يقول المرزا:
لقد وجدنا شهادة عظيمة على نجاة المسيح من الموت على الصليب، وهي تبلغ من القوّة بحيث لا مناص من قبولها، ألا وهي وَصفةٌ طِبية تُدعى "مَرهَمُ عيسى"؛ وهي مسجّلة في مئات الكتب الطبية التي بعضها من مؤلفات المسيحيـين، وبعضُها من مؤلفات اليهود والمجوس، وبعضها من مؤلفات المسلمين، غير أن معظمها قديمة العهد جدًّا. وقد أكَّد البحث على أن هذه الوصفة قد انتشرت بين ملايـين الناس في أول الأمر انتشارًا شفهيًّا، ثم بعد فترة من الزمن سجّلوها بالكتابة؛ وكان أوَّل كتاب سجّلها هو كتاب "القرابادين" الذي أُلِّف باللغة الرومية في عصر المسيح عليه السلام بعد حادث الصليب بقليل. ولقد ورد في هذا الكتاب أن هذه الوصفة (أي مرهم عيسى) قد أُعدّت لجروح عيسى عليه السلام. ثم تُرجِمَ كتاب "القرابادين" بلُغات عديدة إلى أن تمّت ترجمته إلى اللغة العربية في عصر المأمون الرشيد. ومن عجائب قدر الله تعالى أن كل طبيب حاذق، مسيحيًّا كان أو يهوديًّا أو مجوسيًّا أو مسلمًا، قد سجَّل هذه الوصفة في كتابه، وصرَّح كل واحد منهم أن هذه الوصفة قد أعدّها الحواريون من أجل عيسى عليه السلام. (المسيح في الهند)
قلتُ: حتى يكون صادقا يجب أن يكون مكتوبا في هذه الكتب ما يلي:
1: هذه وصفة مرهم عيسى، حيث تتكون من كذا وكذا.
2: هذه الوصفة أعدَّها حواريو المسيح لمعالجة جروحه.
3: هذه الجروح كانت ناتجة عن مسامير دُقَّت في يديه ورجليه.
على أنّ المرزا يُبطِل ارتباط هذه الوصفة بجروح المسامير في قوله:
"ويتبيّن بالنظر في كتب خواصّ المفردات الطبية أن هذه الوصفة مفيدة جدًّا في علاج الجروح الناتجة عن الضرب أو السقوط حيث يتوقّف باستخدامها النـزيفُ من مثل هذه الجروح فورًا" (المسيح في الهند)
لأنّ هذه الوصفة تُستخدم لإيقاف النزيف. ومعلوم أنّ المسيح لم يكن ينزف، ولو ظلّ ينزف هذه الساعات والأيام وهو في الكفن لمات حتما بسبب النزيف.. فالنزيف لا بدّ أن يكون قد توقّف، سواء على الصليب أم بُعيْد ذلك. فثبت حتما أنّ هذا الدواء لا يخصّ جروح الصلب، بل يخصّ جرحا آخر كان في حالة نزيف. وبهذا تدخل هذه النقطة في باب البلاهة أيضا. هذا كله على فرض صحة ما قاله المرزا!
9 أكتوبر 2021
الكذبة 924: زعمُه أنّ المترجمين لم يترجموا كلمة "شليخا" كي تظلّ إشارةً إلى أن الكتاب مترجَم من اليونانية
يقول المرزا:
بن قرة وحنين بن إسحاق، البارعين في اللغة اليونانية براعتَهم في الطب والعلوم الطبعية والفلسفة، عندما قاموا بتعريب القرابادين اليوناني الذي يتضمن وصفةَ "مرهم عيسى"، سجّلوا الكلمة اليونانية "شليخا" - أي اثنا عشر - كما هي دون تعريبها، كي تظلّ إشارةً إلى أن الكتاب مترجَم من اليونانية؛ فلذلك تجدون هذه الكلمة اليونانية بعينها في معظم هذه الكتب المترجَمة. (المسيح في الهند)
قلتُ: لا يساورني شكّ في أنّ البهيروي الكذاب هو مصنّف هذا الكتاب. والبهيروي أكثر كذبا من المرزا.. لذا نطالب الأحمديين أن يأتونا بما يلي حتى نشطب هذه الكذبة:
1: الفقرات التي ترجمها بن قرة وحنين بن إسحاق والتي فيها كلمة شليخا.
2: أن يؤتى بمعنى هذه الكلمة باللغة اليونانية وأنها تعني 12.
3: أن يؤتى بدليل على أنّ المترجمين يتركون الكلمة كما هي في اللغة الأصلية للتدليل على أنّ الكتاب متَرجم عن هذه اللغة.
سجلتُ هذه الكذبة لأنها لو لم تكن كذلك لنقل الأحمديون هذه الأمور في ملاحق كتاب المسيح في الهند.
10 أكتوبر 2021
{٩} إشكالات قاديانية:
من أقوال نبي القادياني الحكم العدل المعصوم:
"ثبت من الأحاديث أن عيسى عليه السلام عاش مائة وعشرين عاما، لكن كل واحد يعلم أن عمره عند التعرض لحوادث الصلب كان 33 عاما وستة أشهر". (التحفة الغولروية ٢٦٠)
"لم تمض على الإنجيل حتى ثلاثون سنة حتى حلت عبادة إنسان ضعيف محل عبادة الله تعالى، أي قد اتخذ عيسى عليه السلام إلها". (ينبوع المعرفة ورسالة الصلح ٢٤٨)
"اعلموا أن هذه الديانة التي تشاع باسم المسيحية إنما هي دين بولس وليست دين المسيح عليه السلام، إذ لم يعلم المسيح الثالوث في أي مكان قط، بل ظل يدعو ما حيي إلى الله الأحد الذي لا شريك له. ثم بعد وفاته ظل أخوه يعقوب الذي كان خليفته وكان رجلا صالحا يعلم التوحيد. وقد بدأ بولس يعارض هذا الرجل الصالح بدون داع، وأخذ يعلم الناس ما يتنافى مع عقائده الصحيحة، وتطرف بولس في عقائده أخيرا لدرجة تلفيق دين جديد، وأبعد جماعته عن العمل بالتوراة كلية، وعلم الناس أنه لا حاجة للعمل بالشريعة في الديانة المسيحية بعد فداء المسيح، وأن دم المسيح يكفي لغفران الذنوب، ولا حاجة للعمل بالتوراة. ثم أدخل نجاسة أخرى في هذا الدين إذ أحل لهم أكل لحم الخنزير، مع أن المسيح عليه السلام عده نجسًا في الإنجيل، لذلك ورد في الإنجيل قوله: "لا تطرحوا درّركم قدام الخنازير". ولما سمى المسيح عليه السلام التعليم الطاهر دررا، فثبت صراحة بهذه المقارنة أنه قد أطلق على النجس خنزيراً. والحق أن شعب اليونان كانوا يأكلون لحم الخنزيز كما يأكله كل الأوروبيين اليوم فأحل بولس لحمه لجماعته تأليفا لقلوب اليونانيين، مع أنه قد ورد في التوراة أن الخنزير حرام مطلقا، حتى إن لمسه أيضا غير جائز. خلاصة القول؛ كل المفاسد والعيوب تطرقت إلى هذا الدين بواسطة بولس. أما المسيح عليه السلام فكان إنسانا بسيطا للغاية لدرجة أنه لم يحب أن يدعوه أحد صالحا أيضا، ولكن بولس جعله إلها" (ينبوع المسيحية ١٨٨)
"يتبين من بعض الإشارات في الإنجيل أن المسيح عليه السلام أيضا كان يفكر في الزواج ولكنه رُفع عن عمر صغير وإلا كان من المتأكد أنه كان سيتأسى بأسوة أبيه داود". (مجموعة الإعلانات ج١ حاشية الإعلان رقم ٤٨)
"يقول القرآن الكريم بجلاء: إن المسيح رفع إلى السماء بعد الوفاة، لهذا فإن نزوله بروزي غير حقيقي، كما تصرح آيه (فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي) بوضوح أن وفاة عيسى عليه السلام قد وقعت لأن هذه الآية تفيد أن النصارى فسدوا بعد وفاة عيسى عليه السلام لا في حياته، فلو فرضنا جدلا أن عيسى عليه السلام لم يتوف حتى الآن لكان لزاما علينا أن نؤمن بأن المسيحيين لم يضلوا بعد، وهو باطل بالبداهة، إذ إن الآية تفيد أن المسيحيين كانوا على حق ما دام المسيح حيا. ومن هنا يستشف أن الفساد كان قد بدأ يتسرب إليهم في زمن الحواريين، فلو كان المسيحيون على حق في زمن الحواريين لما حصر الله تعالى الضلال بعد وفاة المسيح بل مدد إلى زمن ما بعد الحواريين أيضا، فنستنبط من هنا نقطة رائعة التحديد زمن فساد المسيحيين وهي أن بذرة الشرك في زمن الحواريين كانت قد بذرت فيهم. فالشرير اليهودي بولص الذي كان يلم باللغة اليونانية أيضا والذي ذكره الرومي في كتابه "المثنوي"، جاء فاختلط بالمسيحيين وادعى أنه رأى عيسى عليه السلام في الكشف فأفسد دين النصارى، فظلت فرقة من المسيحيين متمسكة بالتوحيد بينما صارت بإغوائه فرقة خبيثة تعبد ميتا، وذرياتها ظهرت في بلادنا أيضا. وفي القرن الثالث الميلادي جرى الحوار الكبير بين الفرقة المشركة والفرقة الموحدة، وكان قيصر الروم قد نظم هذا الحوار، وانعقد هذا الحوار أمام الملك بمنتهى الوقار واللباقة بقصد تقصي الحقيقة، فانتصرت الفرقة الموحدة، وفي اليوم نفسه انضم الملك - الذي كان مسيحيا - إلى الفرقة الموحدة، وبعده كان كل قيصر موحدا حتى القرن السادس. باختصار؛ إن الضلال والفساد قد ظهر - كما هو مدلول الآية بعد وفاة عيسى عليه السلام فورا". (عاقبة آتهم ٢١٠)
الإشكال الأول: إن نصوص الكتاب والسنة وأهل الكتاب تتحدث عن فترة المسيح عليه السلام في فلسطين وبلاد الشام، ولا ذكر لبلاد الهند. والنصوص السابق ذكرها تتحدث عن فترة عمر ٣٣ سنة في فلسطين وبلاد الشام، بينما هناك مدة ٩٠ سنة في بلاد الهند لا تذكرها النصوص، فلو كان كلام القادياني صحيحا لذكرت النصوص أشياء عن المسيح عليه السلام في بلاد الهند.
الإشكال الثاني: هناك ديانات معمرة في بلاد الهند كالهندوسية والبوذية، بينما لا نجد أي أتباع لعيسى عليه السلام تناقلوا تعالميه في بلاد الهند عندما رحل إليها -حسب كذب القادياني القاديانية- وتسلسلوا قرون عن قرون إلى زماننا هذا المعاصر، ولا يوجد لا صحابة ولا حواريين في بلاد الهند مع أنه قضى 90 عاما في البلاد الهندية.
الإشكال الثالث: يقول القادياني: "لم تمض على الإنجيل حتى ثلاثون سنة حتى حلت عبادة إنسان ضعيف محل عبادة الله تعالى، أي قد اتخذ عيسى عليه السلام إلها". (ينبوع المعرفة ورسالة الصلح ٢٤٨) وعلى هذا الفهم الأعوج كان المسيح في بلاد الهند يدعو إلى الله الإله الواحد الأحد الوتر الصمد، بينا في بلاد الشام وبلاد الرومان كان النصارى يتخذونه إلها ويعبدونه والعياذ بالله سبحانه.
الإشكال الرابع: القادياني يناقض نفسه فيقول: "باختصار؛ إن الضلال والفساد قد ظهر - كما هو مدلول الآية بعد وفاة عيسى عليه السلام فورا". (عاقبة آتهم ٢١٠) وعلى هذا المعنى يكون الفساد حدث بعد بولس، مع أن القادياني يثبت أن بولس هو من أفسد دين النصارى.
الإشكال الخامس: أن التواريخ تشير إلى موت بولس بين ٦٤ إلى ٦٧ ميلادية، والغلام يقول أن عيسى عاش ١٢٠ سنة، وبهذا يكون موت بولس قبل المسيح بـ ٥٣ سنة، فكيف يمكن أن يقال أن فساد دين النصارى ظهر بعد وفاة المسيح، وفي نفس الوقت من أفسد دين النصارى هو بولس الذي مات قبل المسيح.
الإشكال السادس: يقول القادياني: "اعلموا أن هذه الديانة التي تشاع باسم المسيحية إنما هي دين بولس وليست دين المسيح عليه السلام، إذ لم يعلم المسيح الثالوث في أي مكان قط، بل ظل يدعو ما حيي إلى الله الأحد الذي لا شريك له. ثم بعد وفاته ظل أخوه يعقوب الذي كان خليفته وكان رجلا صالحا يعلم التوحيد. وقد بدأ بولس يعارض هذا الرجل الصالح بدون داع". (ينبوع المسيحية ١٨٨) وهذا النص يفهم منه أن عيسى عليه السلام مات قبل بولس، ويناقض قول القادياني بحياة المسيح ١٢٠ سنة.
الإشكال السابع: كيف لمن عاش ١٢٠ سنة أن يكون رفع صغيرا؟ : "يتبين من بعض الإشارات في الإنجيل أن المسيح عليه السلام أيضا كان يفكر في الزواج ولكنه رُفع عن عمر صغير وإلا كان من المتأكد أنه كان سيتأسى بأسوة أبيه داود". (مجموعة الإعلانات ج١ حاشية الإعلان رقم ٤٨)
لقائل أن يقول: ما هذا؟! نعوذ بالله رب العالمين!
والمشكلة أن الغلام يدعي الإدعاءات العظيمة: "الوحي من الله" و "النبوة" و "العصمة" و "الحرم الآمن" و "الحكم العدل" ثم كلامه متضارب مضطرب ومتناقض جدا جدا!
{١٠} من تناقضات القادياني في الصليب:
٭ مدح أم ذم؟!
"نذكر على سبيل المثال المسيحية التي جعلت الإيمان بكفارة المسيح مدار علاج الذنب؛ فيقولون بأن لعنة مسيحهم الذي علق على الصليب بيد اليهود وصار ملعونا قد باركتهم. هذه فلسفة غريبة لا تعقل في أي زمن أو حقبة. كيف يمكن أن تكون اللعنة سببا للبركة؟ كيف يمكن أن يسبب موت أحد حياة الآخر؟ لن نرى حاجة لنختبر هذا العلاج الذي يصفه المسيحيون على محك الأدلة العقلية إن رأينا أن الذنب انعدم في العالم المسيحي على الأقل، ولكن عندما نرى أنهم يعيشون عيشا أحط من البهائم نستغرب أكثر من هذا الطريق لدرء الذنب ونضطر للقول بأنه كان من الأفضل لو لم توجد الكفارة أصلا، لأنها قد أسالت من الإباحية أنهارًا. ثم لا علاقة لها بالعفو عن الذنوب قط". (الملفوظات ج٣ ص١٤٠)
"لما كان الصليب يخص المجرمين لذا بَعُدَ من شأن النبي أن يصلب، لذا فقد ورد في التوراة أن الذي علق على الخشبة هو ملعون". (الملفوظات ج٤ ص٣٤٢)
إلا أنه يقول:
"فقد قبل المسيح أن يعلق على الصليب من أجل مصلحة الخلق… فقد أحب عليه السلام الصليب من أجل الصدق، واعتلاه كما يعتلي الفارس الشجاع فرسا مطيعا". (ترياق القلوب ٣٦٠)
٭ شجاعة وفروسية أم انتحار؟!
"فقد قبل المسيح أن يعلق على الصليب من أجل مصلحة الخلق… فقد أحب عليه السلام الصليب من أجل الصدق، واعتلاه كما يعتلي الفارس الشجاع فرسا مطيعا". (ترياق القلوب ٣٦٠)
إلا أنه يقول:
"بل الحق أن الإنتحار من أجل نجاة الآخرين ذنب بحد ذاته. وأستطيع القول حالفا بالله إن المسيح عليه السلام لم يرض بالصلب طواعية، بل فعل معه اليهود الأشرار ما شاءوا… فما أشنعها من تهمة القول بأن المسيح انتحر طوعا!". (محاضرة لاهور ٢٢)
٭ حب الصليب أم كسر الصليب:
"فقد أحب عليه السلام الصليب من أجل الصدق، واعتلاه كما يعتلي الفارس الشجاع فرسا مطيعا. فكذالك أحب أنا الصليب لمصلحة الخلق". (ترياق القلوب ٣٦٠)
إلا أنه يقول:
"الصليب أيضا أخطأ إذ غلب يسوع أولا وجعله شبه ميت، ثم غلب على أمته وجعلهم يعبدونه. لذا الصليب جدير بالكسر". (الملفوظات ج٨ ص٢٣٧)
وسبحان الله رب العالمين.
وأعوذ بالله رب العالمين.
والحمد لله رب العالمين.
۞۞۞۞۞۞