الإسراء والمعراج
الاسراء والمعراج
{ سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ }. (الإسراء ١).
والقاديانية تنكر الصعود إلى السماء مستدلة على عدم إمكانية الصعود إلى السماء بقوله - تعالى - : { أَوْ تَرْقَىٰ فِى ٱلسَّمَآءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَٰبًا نَّقْرَؤُهُۥ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّى هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا }. (الإسراء ٩٣).
وقالت القاديانية في موضوع الإسراء والمعراج : أنه كان روحا ورؤيا منامية.
الأدلة على الصعود إلى السماء :
أولا : صعود الجن إلى السماء :
{ وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَٰهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَٰعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ ٱلْءَانَ يَجِدْ لَهُۥ شِهَابًا رَّصَدًا }. (الجن ٨-٩).
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : " كَانَ الْجِنُّ يَصْعَدُونَ إِلَى السَّمَاءِ يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ ". (الترمذي).
وعنه - رضي الله عنه - : " كَانَتْ لِلشَّيَاطِينِ مَقَاعِدُ فِي السَّمَاءِ، فَكَانُوا يَسْتَمِعُونَ الْوَحْيَ ". (مسند أحمد).
وإستدلالنا بالجن هنا له معنى آخر غير إمكانية الصعود إلى السماء، وهو أن القاديانية تعتبر الجن بشرا.
ثانيا : رفع إدريس - عليه السلام - إلى السماء :
قال - تعالى - عن نبيه إدريس : { وَرَفَعْنَٰهُ مَكَانًا عَلِيًّا }. (مريم ٥٧).
وفي حديث الإسراء قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " فَفُتِحَ لَنَا، فَإِذَا أَنَا بِإِدْرِيسَ، فَرَحَّبَ، وَدَعَا لِي بِخَيْرٍ. قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا }. ثُمَّ عَرَجَ بِنَا إِلَى السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ ". (مسلم).
وعن قتادة في قوله : " { وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا } قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ ، أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَمَّا عُرِجَ بِي رَأَيْتُ إِدْرِيسَ فِي السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ ". (الترمذي).
ثالثا : الصحابي عامر بن فهيرة - رضي الله عنه - :
عن عروة بن الزبير : " لَمَّا قُتِلَ الَّذِينَ بِبِئْرِ مَعُونَةَ، وَأُسِرَ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ الضَّمْرِيُّ قَالَ لَهُ عَامِرُ بْنُ الطُّفَيْلِ : مَنْ هَذَا ؟ فَأَشَارَ إِلَى قَتِيلٍ، فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ أُمَيَّةَ : هَذَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ. فَقَالَ : لَقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدَمَا قُتِلَ رُفِعَ إِلَى السَّمَاءِ حَتَّى إِنِّي لَأَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْأَرْضِ، ثُمَّ وُضِعَ ". (البخاري).
ومعراج النبي - عليه الصلاة والسلام - من أدلة الصعود، وكذلك رفع عيسى - عليه السلام - مع علمنا أن الملائكة - عليها السلام - تصعد وتنزل، هذا بالإضافة إلى أن البشر اليوم يصعدون إلى السماء بالحد الذي قدر الله لهم.
الرد على قول القاديانية في أن الإسراء والمعراج رؤيا منامية :
استدلت القاديانية على أن حادثة الإسراء رؤيا منامية بقوله - سبحانه - : { وَمَا جَعَلْنَا ٱلرُّءْيَا ٱلَّتِىٓ أَرَيْنَٰكَ إِلَّا فِتْنَةً لِّلنَّاسِ }. (الإسراء ٦٠).
والجواب بحمد الله :
أن ابن عباس فسر هذه الرؤيا بأنها رويا "عين" فعن ابن عباس - رضي الله عنها - : " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ }، قَالَ : هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُرِيَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ بِهِ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". (البخاري).
واستدلت القاديانية بحديث : " بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ ". (البخاري). على أن حادثة الإسراء رؤيا منامية.
والجواب ولله الشكر :
إن هذه العبارة لا تدل على أن الحادثة كانت مناما، بل تدل على حال النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما جاءه جبريل - عليه السلام - ليسرى به، أنه كان ( بين النائم واليقظان )، وليس فيها ما يدل على أنها رؤيا منامية، مثل قول القائل مثلا : ( رأيت فيما يرى النائم )، كما أن الرواية بتمامها تدل على اليقظة :
" بَيْنَا أَنَا عِنْدَ الْبَيْتِ بَيْنَ النَّائِمِ وَالْيَقْظَانِ - وَذَكَرَ بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ - فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا، فَشُقَّ مِنَ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ، ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ، ثُمَّ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا. وَأُتِيتُ بِدَابَّةٍ أَبْيَضَ دُونَ الْبَغْلِ وَفَوْقَ الْحِمَارِ - الْبُرَاقُ - فَانْطَلَقْتُ مَعَ جِبْرِيلَ، حَتَّى أَتَيْنَا السَّمَاءَ الدُّنْيَا، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : مَنْ مَعَكَ ؟ قِيلَ : مُحَمَّدٌ. قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى آدَمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّانِيَةَ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : مَنْ مَعَكَ ؟ قَالَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ : أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى عِيسَى، وَيَحْيَى، فَقَالَا : مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الثَّالِثَةَ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قِيلَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : مَنْ مَعَكَ ؟ قِيلَ : مُحَمَّدٌ. قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ يُوسُفَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، قَالَ : مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الرَّابِعَةَ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قِيلَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : مَنْ مَعَكَ ؟ قِيلَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قِيلَ : نَعَمْ. قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى إِدْرِيسَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ : مَرْحَبًا مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ الْخَامِسَةَ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : وَمَنْ مَعَكَ ؟ قِيلَ : مُحَمَّدٌ. قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ. قِيلَ : مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْنَا عَلَى هَارُونَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَأَتَيْنَا عَلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قِيلَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : مَنْ مَعَكَ ؟ قِيلَ : مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ مَرْحَبًا بِهِ، وَلَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى مُوسَى فَسَلَّمْتُ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ مِنْ أَخٍ وَنَبِيٍّ. فَلَمَّا جَاوَزْتُ بَكَى، فَقِيلَ : مَا أَبْكَاكَ ؟ قَالَ : يَا رَبِّ، هَذَا الْغُلَامُ الَّذِي بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَفْضَلُ مِمَّا يَدْخُلُ مِنْ أُمَّتِي. فَأَتَيْنَا السَّمَاءَ السَّابِعَةَ، قِيلَ : مَنْ هَذَا ؟ قِيلَ : جِبْرِيلُ. قِيلَ : مَنْ مَعَكَ ؟ قِيلَ : مُحَمَّدٌ. قِيلَ : وَقَدْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ ؟ مَرْحَبًا بِهِ، وَنِعْمَ الْمَجِيءُ جَاءَ. فَأَتَيْتُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ مِنِ ابْنٍ وَنَبِيٍّ. فَرُفِعَ لِيَ الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ : هَذَا الْبَيْتُ الْمَعْمُورُ، يُصَلِّي فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ، إِذَا خَرَجُوا لَمْ يَعُودُوا إِلَيْهِ آخِرَ مَا عَلَيْهِمْ. وَرُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ الْمُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا كَأَنَّهُ قِلَالُ هَجَرَ، وَوَرَقُهَا كَأَنَّهُ آذَانُ الْفُيُولِ، فِي أَصْلِهَا أَرْبَعَةُ أَنْهَارٍ ؛ نَهْرَانِ بَاطِنَانِ، وَنَهْرَانِ ظَاهِرَانِ. فَسَأَلْتُ جِبْرِيلَ، فَقَالَ : أَمَّا الْبَاطِنَانِ فَفِي الْجَنَّةِ، وَأَمَّا الظَّاهِرَانِ النِّيلُ وَالْفُرَاتُ. ثُمَّ فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً، فَأَقْبَلْتُ حَتَّى جِئْتُ مُوسَى، فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : فُرِضَتْ عَلَيَّ خَمْسُونَ صَلَاةً. قَالَ : أَنَا أَعْلَمُ بِالنَّاسِ مِنْكَ، عَالَجْتُ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَشَدَّ الْمُعَالَجَةِ، وَإِنَّ أُمَّتَكَ لَا تُطِيقُ، فَارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَسَلْهُ. فَرَجَعْتُ فَسَأَلْتُهُ، فَجَعَلَهَا أَرْبَعِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، ثُمَّ ثَلَاثِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عِشْرِينَ، ثُمَّ مِثْلَهُ، فَجَعَلَ عَشْرًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ مِثْلَهُ، فَجَعَلَهَا خَمْسًا، فَأَتَيْتُ مُوسَى فَقَالَ : مَا صَنَعْتَ ؟ قُلْتُ : جَعَلَهَا خَمْسًا. فَقَالَ مِثْلَهُ. قُلْتُ : سَلَّمْتُ بِخَيْرٍ. فَنُودِيَ : إِنِّي قَدْ أَمْضَيْتُ فَرِيضَتِي، وَخَفَّفْتُ عَنْ عِبَادِي، وَأَجْزِي الْحَسَنَةَ عَشْرًا ". (البخاري).
واستدلت القاديانية على أنها رؤيا منامية بأحاديث أخرى فيها إنقطاع، مروية عن عائشة ومعاوية - رضي الله عنهما - :
قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: وَحَدَّثَنِي بَعْضُ آلِ أَبِي بَكْرٍ: أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَقُولُ: " مَا فُقِدَ جَسَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَكِنَّ اللَّهَ أَسْرَى بِرُوحِهِ ". (سيرة ابن هشام).
فهذا الحديث لا إسناد له، وقوله : (حدثني بعض آل أبي بكر) لا نعرف من حدثه، هل هو ثقة أم لا، وهل أدرك عائشة أم لا.
حَدَّثَنَا ابْنُ حُمَيْدٍ، قَالَ: ثنا سَلَمَةُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، قَالَ: ثني يَعْقُوبُ بْنُ عُتْبَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ الْأَخْنَسِ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ، كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ مَسْرَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " كَانَتْ رُؤْيَا مِنَ اللَّهِ صَادِقَةً ". (تفسير الطبري).
ويعقوب بن عتبة لم يدرك معاوية.
ثانيا : إن القاديانية في حادثة الإسراء والمعراج تجمع بين "الرؤيا" وبين "الإسراء بالروح"، مع أن هناك فارق بين الاثنين.
وبالنسبة للقاديانية أن يقال : إن حادثة الإسراء كانت رؤية منامية، أو أنها إسراء بالروح دون الجسد، كلاهما مناسب لها.
أما أن يقال : أن الإسراء كان يقظة بالروح والجسد فهنا المشكلة بالنسبة للقاديانية، لأن فيها إثبات المعجزات. والأمر الثاني : إثبات الرفع إلى السماء الذي تنكره بشدة، لأنه يتناقض مع عقيدتها في عيسى - عليه السلام - ورفعه ونزوله.
ثالثا : إن إنكار القاديانية معراج رسولنا - صلى الله عليه وسلم - كمعجزة في اليقظة، نابع من إنكارها رفع المسيح - عليه السلام - إلى السماء. لأنه سيقال لها : تنكرون الرفع وقد عرج برسول الله ؟! فأنكرت معجزة المعراج في اليقظة، ورفع إدريس - عليه السلام -، وأنكرت أي صعود للسماء.
إثبات أن الإسراء والمعراج كانا بالروح والجسد كاعجاز خارق للعادة :
أولا : ( التسبيح )، ويدل على أمر عظيم، ولو كانت حادثة الإسراء والمعراج مناما، لم يكن هذا بالشيء الكبير، كما هو الحال في الإسراء بالروح والجسد، كشيء عظيم كبير خارق للعادة، فصعود نبي إلى السماوات معجزة عظيمة وتكريم عظيم.
ثانيا : أن الله - سبحانه وتعالى - قال : { أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ }. والعبد روح وجسد.
ثالثا : { أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا }. فتحديد الليل في القصة ينفي أنها رؤيا منامية، فالإسراء معناه : السير ليلا، ومن يسافر فيقول : سافرت ليلا أو مشيت ليلا فبالتأكيد هو لا يقصد مناما، وقد قال ربنا - سبحانه - في اسراء باليقظة في قصة لوط - عليه السلام - : { قَالُوا۟ یَـٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن یَصِلُوۤا۟ إِلَیۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعࣲ مِّنَ ٱلَّیۡلِ }. (هود ٨١). فكان الإسراء هنا سير بالليل يقظة. والأهل : روح وجسد. فلم يكن هنا لا مناما ولا روحا، بل حقيقة ويقظة. ونفس الأمر في قصة موسى - عليه السلام - : { وَأَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ مُوسَىٰۤ أَنۡ أَسۡرِ بِعِبَادِیۤ إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ }. (الشعراء ٥٢). كان الإسراء بالعباد بأجسادهم وأرواحهم ليلا.
رابعا : أن أحاديث الإسراء والمعراج ذكرت دابة وهي البراق : " ثُمَّ أُتِيتُ بِدَابَّةٍ دُونَ الْبَغْلِ، وَفَوْقَ الْحِمَارِ أَبْيَضَ يَضَعُ خَطْوَهُ عِنْدَ أَقْصَى طَرْفِهِ، فَحُمِلْتُ عَلَيْهِ فَانْطَلَقَ بِي جِبْرِيلُ حَتَّى أَتَى السَّمَاءَ الدُّنْيَا ". (البخاري).
والرؤيا المنامية والروح لا يحتاجان للدابة، بخلاف الجسد.
خامسا : هناك تفاصيل ذكرتها الأحاديث لا داعي لها لو كان الأمر مجرد رؤيا منامية، مثل فتح أبواب كل سماء، ومثل وصف بيت المقدس لكفار قريش.
سادسا : إن الإسراء من المسجد الحرام تحديدا كما ذكر في الكتاب والسنة، إلى المسجد الأقصى تحديدا، ثم العروج إلى السماء، وتحديد الصلوات الخمس في السماء، فيه دلالات أعظم من مجرد رؤيا منامية.
سابعا : إن توقيت حادثة الإسراء والمعراج جاء بعد أن توفيت زوجة النبي خديجة - رضي الله عنها - وعمه أبو طالب، وبعد أن اشتد الأمر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن يجد هذا وحال النبي الله أعلم به، ثم إذا بالله يسري به ويعرج به مع رسوله جبريل - عليه السلام - فيرى ملك الله وقدرته وعظمته في السماوات، وما يدل هذا على معان للتسلية و الصبر والتثبيت …، أمور أكبر وأعظم من مجرد رؤية منامية.
ثامنا : لو كانت حادثة الإسراء والمعراج رؤيا منامية، لما كذب كفار قريش النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنما تكذيبهم أساسه أن النبي - عليه الصلاة والسلام - أسري به إلى بيت المقدس ثم أصبح بين ظهرانيهم ! فلو أن القصة عبارة عن منام لكان الأمر عاديا.
عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : " قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِي، وَأَصْبَحْتُ بِمَكَّةَ، فَظِعْتُ بِأَمْرِي، وَعَرَفْتُ أَنَّ النَّاسَ مُكَذِّبِيَّ ". فَقَعَدَ مُعْتَزِلًا حَزِينًا. قَالَ : فَمَرَّ عَدُوُّ اللَّهِ أَبُو جَهْلٍ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَيْهِ، فَقَالَ لَهُ كَالْمُسْتَهْزِئِ : هَلْ كَانَ مِنْ شَيْءٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ". قَالَ : مَا هُوَ ؟ قَالَ : " إِنَّهُ أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ ". قَالَ : إِلَى أَيْنَ ؟ قَالَ : " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". قَالَ : ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". قَالَ : فَلَمْ يُرِهِ أَنَّهُ يُكَذِّبُهُ مَخَافَةَ أَنْ يَجْحَدَهُ الْحَدِيثَ إِذَا دَعَا قَوْمَهُ إِلَيْهِ، قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ قَوْمَكَ، تُحَدِّثُهُمْ مَا حَدَّثْتَنِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " نَعَمْ ". فَقَالَ : هَيَا مَعْشَرَ بَنِي كَعْبِ بْنِ لُؤَيٍّ. قَالَ : فَانْتَفَضَتْ إِلَيْهِ الْمَجَالِسُ، وَجَاءُوا حَتَّى جَلَسُوا إِلَيْهِمَا. قَالَ : حَدِّثْ قَوْمَكَ بِمَا حَدَّثْتَنِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنِّي أُسْرِيَ بِيَ اللَّيْلَةَ ". قَالُوا : إِلَى أَيْنَ ؟ قُلْتُ : " إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ ". قَالُوا : ثُمَّ أَصْبَحْتَ بَيْنَ ظَهْرَانَيْنَا ؟ قَالَ : " نَعَمْ ". قَالَ : فَمِنْ بَيْنِ مُصَفِّقٍ، وَمِنْ بَيْنِ وَاضِعٍ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مُتَعَجِّبًا لِلْكَذِبِ زَعَمَ، قَالُوا : وَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ لَنَا الْمَسْجِدَ ؟ - وَفِي الْقَوْمِ مَنْ قَدْ سَافَرَ إِلَى ذَلِكَ الْبَلَدِ وَرَأَى الْمَسْجِدَ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " فَذَهَبْتُ أَنْعَتُ، فَمَا زِلْتُ أَنْعَتُ حَتَّى الْتَبَسَ عَلَيَّ بَعْضُ النَّعْتِ "، قَالَ : " فَجِيءَ بِالْمَسْجِدِ وَأَنَا أَنْظُرُ، حَتَّى وُضِعَ دُونَ دَارِ عِقَالٍ - أَوْ عَقِيلٍ - فَنَعَتُّهُ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ "، قَالَ : " وَكَانَ مَعَ هَذَا نَعْتٌ لَمْ أَحْفَظْهُ "، قَالَ : " فَقَالَ الْقَوْمُ : أَمَّا النَّعْتُ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ أَصَابَ ". (مسند أحمد).
وقال - عليه الصلاة والسلام - : " لَمَّا كَذَّبَنِي قُرَيْشٌ قُمْتُ فِي الْحِجْرِ، فَجَلَّى اللَّهُ لِي بَيْتَ الْمَقْدِسِ، فَطَفِقْتُ أُخْبِرُهُمْ عَنْ آيَاتِهِ وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَيْهِ ". (البخاري).
تاسعا : قد تقول القاديانية : اختلف الناس في الإسراء والمعراج، وقال البعض مثل قولنا أنها رؤيا منامية، فيقال : هناك فرق بين من اجتهد فأخطأ، وفرق بين الذي عنده هوى في نفسه، وعلى أساسه يأتي بكل نصوص المعجزات فيؤول ويحرف، هروبا من إثبات المعجزات الخارقة للعادة، ومن اجتهد في قول فأخطأ وخالف الأدلة، يترك قوله ويتبع قول صاحب الدليل، وهنا لا بد من الإشارة إلي شيء مهم : القاديانية في محاولة لتشكيك المسلمين بعقائدهم تذكر الأقوال المختلفة حتى يقتنع الجاهل بضلالها، هادفة من وراء ذلك إلى هدم المعتقد - وهذا منهج خطير - قد يخدع به بعض الجهال، ويرد عليه :
١- لا زال العلماء منذ الصحابة - رضي الله عنهم - إلى يومنا هذا، يذكرون القولين والثلاثة والأربعة، ثم يصوبون قولا من الأقوال.
٢- أن الإختلاف في مسائل لا يبطل أصل الشيء. فمثلا : القاديانية من شبهاتها في إنكار النسخ في القرآن، أن البعض اختلف في بعض الآيات أهي منسوخة أم لا ! وهذا الإختلاف لا يبطل أن أصل النسخ ثابت. ومثلا : الاختلاف في رفع المسيح : رفع حيا، أو رفع نائما، هذا لا يبطل أصل الرفع إلى السماء. ولا زال المسلمون يثبتون العقائد والأحكام ثم يختلفون في التفاصيل نتيجة اجتهادهم وأدلتهم واختلاف أفهامهم…
٣- أن المنهج السليم النظر في أدلة كل قول، ومن قوله تؤيده الأدلة القوية يأخذ بقوله.
٤- ثم القادياني والقاديانية في تفسيراتهم يذكرون أقوالا مختلفة ومتناقضة، وهذا كثير في كتب القادياني، وفي التفسير الكبير لإبن القادياني بشير الدين محمود، ومع ذلك لا يبطلون أصل الشيء سواء كان عقيدة، أو حيا شيطانيا للقادياني، والقوم هذا حالهم "ميكافيلية" في الإستدلال بالباطل تجر عليهم التناقض والاختلاف، والغاية عندهم جلب الأتباع، ثم لا يهم ما الذي يقنعهم حتى لو كان شيء يهدم معتقد القاديانية والتابع يجهل ذلك، مثل حديث أن عيسى عاش ١٢٠ سنة، ثم إذا كان الخصوم قل من يبحث منهم في تضارب الأدلة و اختلافها وتناقضها وإفساد بعضها للبعض الآخر، فهل هذا التابع الذي لا يميز الطبيخ من البطيخ سيبحث فيها إلا من شاء الله له ذلك، وهم يظنون أن كثرة الكتب واختلاف اللغات تعيق الباحثين في استخراج كثرة الأقوال المتضاربة والمتناقضة والتي يفسد بعضها بعضا، وها هي اليوم - ولله الحمد والشكر - تخضع كتبهم لمجهر الباحثين، ولولا أنه لا يلتفت لهم لقلة شأنهم وتهافت دعوتهم، لكانت الأبحاث فيهم كثيرة جدا بلغات مختلفة.
عاشرا : في الرد على القاديانية أن الإسراء والمعراج أو المعجزات غير معقولة، نقول : كان الإسراء من مكة إلى القدس والرجوع في بعض من الليل، في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمرا غير معقول وغير ممكن، وفي زماننا أصبح هذا الأمر معقولا و ممكنا ! وكان الصعود إلى السماء غير معقول وغير ممكن ! أما في عصرنا فأصبح معقولا و ممكنا بشكل جزئي.
وأخيرا : يقول غلام أحمد القادياني : " وأما معراج رسولنا - صلى الله عليه وسلم - فكان أمرا إعجازيا من عالم اليقظة الروحانية اللطيفة الكاملة، فقد عرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بجسمه إلى السماء وهو يقظان لا شك في ذلك ولا ريب، ومع ذلك ما فقد جسمه من السرير". (حمامة البشرى ٦٥).
وواضح أن هذا الكلام محاط بالتلبيسات ويحمل على أكثر من محمل :
١-فمن الممكن أن يقال : كان إعجازا بالجسد في اليقظة.
٢-ومن الممكن أن يقال : أنه كشف في اليقظة.
٣- ومن الممكن أن يقال : أنه منام في السرير.
فكان يكفيه أن يقول باختصار أن الأمر عبارة عن "رؤيا منامية".
والقادياني في بداية دعوته ليس كالقادياني في آخر دعوته :
-ففي بداية دعوته كان يموه ويلبس، بينما في آخر دعوته أخذ يصرح بأمور ما كان يصرح بها سابقا، لخوفه من رد فعل الناس.
-وفي بداية دعوته كان يجهل أنه عندما يقول بعقيدة ما، سيقع في مطبات، وهو إنسان جاهل لدرجة أنه لما ادعى المهدوية، كان لا يعلم أن المهدي من آل بين النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه فاطمي، وشيئا فشيئا أخذ الجاهل يتعلم بعض الأمور من المطبات والإشكالات والجهليات.
-وفي بداية دعوته عندما صار يقول قولا، كان لا بد له من لوازم، فمثلا : من ينكر رفع عيسى إلى السماء ماذا سيقول في معراج النبي - عليه الصلاة والسلام -، وماذا : سيقول : في رفع إدريس - عليه الصلاة والسلام - فيبدأ يقول شيئا فتنهال الاعتراضات والردود على أقواله، وبدأ هو أو المحيطون به يبحثون في الكتب وإيجاد ردود على كل مسألة.
-لدرجة أنه في بداية دعوته قال أقوالا ناقضها تماما وكليا فيما بعد، فصنع عند جماعته إلى اليوم إشكالات ضخمة يعانون منها ومن الرد عليها وتأويلها، فالجماعة تقول شيئا وتتبناه وهو يقول شيئا آخر، وهو عندهم الحكم العدل - وبالله نعوذ -.
وعلى العموم القاديانية كفرقة رغم مرور أكثر من قرن لا زالت في طور التشكل، فلم تتشكل نهائيا كما هو الحال عند أهل السنة والجماعة في الرسوخ، ومرت بمراحل كما هو حال الرافضة وغيرهم، ويمكن أن نقول أن القاديانية ككل مرت بثلاث مراحل :
١- مرحلة التشكل زمن القادياني.
٢- مرحلة التشكل بعد القادياني زمن خليفته الأول وخليفته الثاني ابنه بشير الدين محمود.
٢-مرحلة ما بعد الخليفة الثاني إلى اليوم.
وحتى أوضح ما معنى التشكل : مثلا كان الصحابة يؤمنون بما في كتاب الله وما يبلغهم عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيتعلمون منه - عليه الصلاة والسلام - و يتفقهون، ويسألون، ويفسر لهم، ويزيل عنهم شبهة، وفي أواخر عهد الصحابة بدأت تظهر الفرق والمقالات كالخوارج والقدرية… ثم في عهد التابعين وأتباع التابعين وبعدهم صار الأمر يزداد، وبدأت تظهر المسائل والعلماء والفقهاء يبحثون ويجيبون ويردون على المخالفين وأصحاب البدع والأهواء والشبهات، فمثلا الصحابة تعلموا من رسول الله ومن مثله في البشر معلم والله العليم علمه، لكن لم يدركوا - رضي الله عنهم - شبهات الجهمية والمعتزلة مثلا والرافضة وبدع الصوفية والفلسفة وعلم الكلام.. والعلماء ورثة الأنبياء - عليهم السلام - والناس بحاجة للتعليم والتوضيح والشرح والتفسير.. بل العالم يقضي عمره في التعلم، وعامة الناس عندما تعرض عليهم هذه المسائل والشبهات لا يعلمون ويبحثون عن اجابة، بمعنى آخر هناك تراث لأهل السنة منذ ١٤٠٠ عام موجود لمن يطلب العلم، ومع ذلك إلى اليوم عندما تظهر بدعة جديدة تجد العلماء يردون عليها كحال القاديانية، وهذا لا يعني مثلا أن " عقيدة ختم النبوة " وأنه لا نبي بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، شيء جديد، بل هي ثابتة ومعلومة ومن ضروريات الدين، لكن ظهر القادياني والقاديانية وكانت الشبهات وكانت الردود عليها، وفي عصر القاديانية أيضا عندما ظهرت العلمانية ورد عليها المسلمون، لا يعني أن الخليفة والخلافة والحكم بما أنزل الله شيء جديد غير معلوم، فكان الرد عليها، بل عودة الناس اليوم للدين من اسبابه هذه العلمانية، التي فرضت نفسها قهرا، - نسأل الله فضله ورحمته - الجاهل يتعلم، وطالب العلم يتفقه، ومن عنده شبهة يجاب عليها، وهذا هو الإسلام تراث عمره أربعة عشر قرنا فلله الحمد والمنة والنعمة.
كما أن القاديانية صنعت لنفسها مشاكل وتناقضات طوال أكثر من قرن، فهي تهون من الاستدلال الشرعي ولا تخاف الله في الاستدلال والتحريف والتأويل الباطل، مما جعل أقوالها يضرب بعضها بعضا و يفسد بعضها بعضا.
ونعوذ بالله من شياطين الانس والجن.
والله العليم أعلم والحمد لله رب العالمين.
كتبه:أبوعبيدة العجاوي.