الأفكار الأحمدية عن الدجال

الأفكار الأحمدية عن الدجال

الأفكار الأحمدية عن الدجال

أولا:

ترى الأحمدية أن الدجال هم القساوسة، وهذا غير معقول للأدلة التالية:

1: الدجال يخرج خروجا، أما القساوسة فموجودون بين الناس ولم يخرجوا إليهم من مكان ما.

2: إن كان المقصود أن الدجال موجود لكنه يخرج على الناس بفكر جديد أو بفساد جديد، فإنّ القساوسة هم هم لم يتغيّروا، فعقيدتهم هي هي منذ أكثر من 1500 سنة، وحروبهم هي هي عبر القرون، سواء في الأندلس أم في الشرق، فهي متواصلة بلا انقطاع؛ فليس ثمة فكر ولا فساد جديد، بل الحالة هي هي. أما الدجال الوارد في الروايات فيخرج فجأة. فإن قيل: كانوا صادقين فيما مضى، ثم صاروا يكذبون، قلنا: هذا باطل ومخالف للواقع، فمتى كانوا صادقين ومتى بدأوا يكذبون؟! فبطُل تفسيرهم من جذوره.

فإن قيل: كانوا لا يعادون الإسلام، ثم صاروا يعادونه، قلنا: هذا ليس دجلا، بل معاداة. ثم إن القساوسة يعادون الإسلام منذ زمن بعيد، أي منذ فتح الأندلس ثم الحروب الصليبية في الشام، فالمعاداة من أول يوم لم تتوقف.

فإن قيل: كانوا يعادون الإسلام بشرف وصدق، ثم صاروا يعادونه بكذب وافتراء، قلنا: بل معاداتهم هي هي، لأنه لو كان المرء يعادي الحقّ بصدق وشرف فلا بدّ أن يهتدي.

فإن قيل: لم يكن لديهم سفن ولا وسائل مواصلات، ثم صار لديهم، فصاروا خطيرين، قلنا: السفن لديهم منذ زمن بعيد جدا، والسفر متوفّر، والحروب قائمة.

فإن قيل: تطوّرت وسائل المواصلات، قلنا: إنها في تطوّر منذ الدهور. والدجال ليس وسيلة مواصلات أصلا، ولو كان وسيلة مواصلات لكان موجودا، ولقالت الأحاديث: سيتطوّر الدجال، لا أنه سيخرج.

ثانيا:

ترى الأحمديةُ أو عدد من الأحمديين العرب أن الدجال خرج عند فتح القسطنطينية عام 1453، وصاحب هذه الفكرة فتحي عبد السلام. وله تفسيرات في ذلك..

والمرزا نفسه يرفض هذه الفكرة، ويريحنا من عناء نقضها عقلا.

حيث يقول:

"الدجال خارج بكل قوة وشدة منذ ذلك الوقت بالتحديد الذي يُستنبَط من قوة أحرف الآية: {وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} أي عام 1857م... حين حدثت في الهند مفسدة كبيرة وتلاشت منها آثار السلطنة الإسلامية، لأنه بحسب حساب الجمل فإن مجموع حروف الآية المذكورة هو 1274. ولو نظرنا ما يقابل العام الهجري 1274 بحسب التقويم المسيحي لوجدناه عام 1857. وإن فترة ضعف الإسلام التي أشار الله تعالى إليها في الآية؛ تبدأ من عام 1857م. فيقول تعالى بأنه حين تأتي تلك الفترة سوف يُرفع القرآن الكريم من الأرض. (إزالة الأوهام، ص 522)

فالسرّ الذي كشف عنه الميرزا أنّ ثورة الهنود ضد الحكم البريطاني في عام 1857 هو ذهاب القرآن وزواله ورفعُه من الأرض.. وهو نفسه خروج الدجال.

فربطُ خروج الدجال بفتح القسطنطينية ينقضه المرزا بكلّ وضوح، ولكنّه لا يأتي بأيّ دليل على أنّ الدجال خرج في عام 1857، لأنّه لم يحدث في ذلك العام شيء تغيّر به القساوسة، بل ظلوا كما هم.

فثبت أنّ الأحمدية لا تعرف للدجال وقتا لخروجه. وإذا جهل المرء الزمن الذي تحوّل فيه القساوسة إلى الدجال، فقد جهل الدجال نفسه. وما دام القساوسة هم هم لم يتغيروا لا في عام 1453 ولا في عام 1857، فلا يصح القول إنهم هم الدجال.

ولا يجوز للأحمدي أن يذكر أنّ القساوسة هم الدجال إلا إذا أثبتَ أنهم تغيّروا تغيّرا فجائيا في عام 1857 الذي أعلنه المرزا، فإذا أثبتَ ذلك، وهو محال، فنقول له: يمكن أن يكون قولك صحيحا، فدعنا نتابع في الروايات. وإذا لم يُثبت فليصمت وليُبطل الفكرة من جذورها من دون بحث في الروايات.

ثالثا:

يرى بعضُ الأحمديين أن المرزا قال إن الدجال يخرج بالتدريج، وأنه احتاج مئات السنين حتى وصل الى ذروته.

وهذا تلفيق منهم، لأن المرزا ذكر بوضوح السنة التي خرج فيها الدجال بكل قوة وشدّة.

هاني طاهر 6 يناير 2023