الأدلة اللغوية على ختم النبوة وكسر التحدي القادياني في خاتم إذا أضيفت إلى جمع العقلاء
الأدلة اللغوية على ختم النبوة وكسر التحدي القادياني في خاتم إذا أضيفت إلى جمع العقلاء
كتبه : أبو عبيدة العجاوي
أجمعت الأمّة الإسلاميّة على أنّ النبيّ محمّد - صلى الله عليه وسلم -، هو خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده، وأنّ مسألة ختم النبوّة من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة، وأنّ من يدّعي النبوّة بعد النبيّ محمّد هو كافر دجّال كذّاب، وما فهمه المسلمون من معنى خاتم النبيّين هو آخرهم مَبعثا وهذه الخاتميّة أكّد عليها علماء اللغة:
يقول ابن منظور الإفريقي:"خاتم كل شيء وخاتمته عاقبته وآخره، واختتمت الشيء نقيض افتتحته، وخاتمة السورة آخرها.. وختام القوم وخاتمتهم (بكسر التاء) وخاتمتهم (بفتح التاء) آخرهم. وعن اللحياني"محمّد صلّى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء" وعن التهذيب الخاتم والخاتم من أسماء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وفي التنزيل العزيز:"ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيّين"أي آخرهم". ( لسان العرب لابن منظور ص 1102 ).
ويقول الراغب الأصفهاني:"وتارة يعتبر منه بلوغ الآخر ومنه قيل ختمت القرآن أي انتهيت إلى آخره.. (وخاتم النبيّين) لأنّه ختم النبوّة أي تمّمها بمجيئه". ( المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني ص 189 ).
ويقول ابن فارس:"ختم وهو بلوغ آخر الشيء.. والنبيّــ صلى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء لأنّه آخرهم". ( معجم مقاييس اللغة لابن فارس ص 245 ).
ويقول مجمع اللغة العربية:"والخاتم من كل شيء آخره وفي التنزيل العزيز(ولكن رسول الله وخاتم النبيّين) والخاتمة من كل شيء عاقبته وآخره". ( المعجم الوسيط مجمع اللغة العربية ص 218 ).
لكنّ القاديانيّة تزعم أنّ خاتم إذا أضيفت إلى جمع العقلاء لا يكون معناها إلا الأفضل، وهي تستند على زعمها هذا بقول الشاعر في رثاء "أبي تمام" :
فجع القريض بخاتم الشعراء
وغدير روضتها حبيب الطائي
وتقول: إنّ خاتم الشعراء هنا تعني أفضل الشعراء، لأنّه لا يمكن القول أنّ "أبا تمّام" هو آخر الشعراء، لأنّه جاء بعده شعراء كثر، وكذلك خاتم النبيّين تعني أفضلهم .
والردّ عليها من وجوه:
أوّلا: إنّ القول أن خاتم إذا أضيفت إلى جمع العقلاء تعني الأفضل، فهذا لا دليل عليه في لسان العرب ولم يقل به أحد من علماء اللغة.
ثانيا: إنّ كلام الله تعالى قبل أن يفسّر بالشعر، يفسّر بكلام رسول الله، والصحابة والتابعين، وينظر في كلام المفسّرين، وقد فسّروا خاتم النبيّين أنّه آخرهم.
ثالثا: في قول القاديانيّة أنّ "خاتم الشعراء"، تعني أفضلهم، فهذا الكلام مردود،لأنّه لم يقل أحد أنّ "أبا تمّام" هو أفضل الشعراء، بل هناك من هو أفضل وأشعر منه.
رابعا: قصد الشاعر من قوله: "خاتم الشعراء" أنّ "أبا تمّام" هو آخر الشعراء من نوعه وطرازه، أو أنّه قصد أنّه آخرهم على سبيل المبالغة.
تحدّي قاديانيّ وجواب مفحم
يتحدّى القاديانيّون أن تفتّش الكتب والدواوين، وأن يأتي أحد بكلمة خاتم إذا أضيفت إلى جمع العقلاء يكون معناها الآخِر!
والجواب: هذا "ابن عربيّ" يقول: "وعلى قدم شيت، يكون آخر مولود يولد من هذا النوع الإنساني، وهو حامل أسراره، وليس بعده ولد في هذا النوع، فهو خاتم الأولاد". ( فصوص الحكم لإبن عربي ص 24 ).
والفضيحة القاديانيّة أنّ "القاديانيّ" استعمل كلمة خاتم بمعنى آخر في أكثر من موضع في كتبه، فيقول:"كنت خاتم الولد عند أبي فلم يولد له ابن بعدي". ( الخزائن الروحانية ج 21 ص 113 ).
ويقول في عيسى، أنّه آخر أنبياء بني إسرائيل: "بعث الله رسوله عيسى ابن مريم فيهم وجعله خاتم أنبيائهم". ( الخطبة الإلهامية للغلام القادياني ص 27 ).
ويقول أيضا: "كما كان المسيح ابن مريم خاتم الخلفاء للأمّة الإسرائيلية". ( سفينة نوح للغلام القادياني ص 26 ).