الأحمدية بين التحريف والتزييف!
الأحمدية بين التحريف والتزييف!
(مقال شامل وجامع فقط للأحمدي الشجاع الذي لا يقبل شهادة الزور)
أخي الأحمدي، كنتُ مخدوعا بالجماعة فقرأتُ بحيادية واعدا الله أن أتبع الحق حيثما أجده، والحمد لله أنقذني بفضله. أرجو أن تتشجع وتقرأ هذا المقال دون تعصّب لتكون على بينة من أمرك، ولا تخش في الله لومة لائم، فالحق أولى وأحقّ أن يتّبع. والله ولي التوفيق.
أقدم ملخصا لأهم المقالات المتعلقة بالتحريف والتزييف والحذف والإضافة عند الأحمدية، والتي نرجو من كل أحمدي مخلص أن يطّلع عليها ويحاول جاهدا أن يدافع عمن يراه مسيحا موعودا وحكما عدلا، ففيها من الحقائق الدامغة التي تؤكد ثبوت التحريف والتزييف عند الأحمدية.
(التذكرة) هو اسم الكتاب الذي يضمّ وحي الميرزا مؤسس الأحمدية، والذي قال الميرزا عمّن يُخفي شيئا منه إنه لئيم.
حذف كلمة "العاهرة" بشأن زوجة إمام الدين من التذكرة
يقول الميرزا: رأيتُ في صباح يوم الاثنين أن زوجة إمام الدين العاهرة قد وقَعَتْ.
(التذكرة، الطبعة الثالثة بالأردو، بتاريخ 15 يناير 1906، نقلا عن دفتر إلهامات الميرزا ص 62)
هذه الرؤيا وهذا القذف للمحصنات لم يكن في الطبعة الأولى ولا الثانية من التذكرة، وإنما سبب ذلك أنّ دفتر إلهامات الميرزا كان مفقودا، ولم يعثروا عليه إلا بعد نشر الطبعة الثانية، فأضافوا محتوياته للطبعة الثالثة. (التذكرة العربية، ص خ)
أما كوارث الميرزا وجماعته الأحمدية في هذه الحكاية فهي كالتالي:
1. قذف الميرزا المحصنات، والذي حكمه 80 جلدة حسب الآية القرآنية من سورة النور: {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
2. حقد الميرزا على ابن عمه المدعو إمام الدين وابنه سلطان، لأنّ ابن الميرزا سلطان تزوَّج من ابنة هذه "العاهرة"، والميرزا كان قد تبرأ من ابنه هذا بسبب مشاركته في عرس محمدي بيغم، فطعن بسبب حقده هذا بوالدة زوجة ابنه!
3. الجماعة الأحمدية حذفت هذا الكلام المخزي في الطبعة الرابعة وما بعدها، لأنّ حفيدة هذه "العاهرة" صارت زوجة للخليفة الرابع، وهو الذي جُهّزت الطبعة الرابعة من التذكرة في زمنه ولكنها نُشرت بعد وفاته بقليل.
4. يقول الميرزا في كتابه (الاستفتاء): وإن إخفاء الإلهام معصية عندي ومن سير اللئام. ويقول: ولا يُخفي حقًّا إلا الذي ختم عليه الشقاء. فهذه شهادة منه على جماعته من بعده، أنها لئيمة وشقية إذ حذفَتْ وحيَه!
5. هذا المثال دليل واضح على أن الخليفة يحذف ما يشاء من وحي الميرزا. وهذه وحدها تُسقط الأحمدية عن آخرها وتقطع وتين مؤسسها.
تحريف آخر، تُرى مَن المسؤول عن هذا التحريف؟
كتب الميرزا للدكتور عبد الحكيم عام 1906: "لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخَذ عند الله تعالى". (التذكرة)
هذه العبارة واضحة جدا بالأردو، حيث تقول: "خدا تعالى نے ميرے پر ظاہر كيا ہي كہ ہر إيك شخص جس كو ميري دعوت بهنچي ہے، اور اس نے مجهي قبول نهين كيا وه مسلمان نهيں ہے. اور خدا كي نزديك قابل مؤاخذہ ہے". (التذكرة الأردية، ط4، ص 519)
هذه العبارة لا يمكن أن يخطئ في ترجمتها أحد.
مدير المكتب العربي المركزي ومعرّب التذكرة ترجمها كما يلي:
لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فهو عرضة للمؤاخذة عند الله تعالى، وإنْ كان من المسلمين. (الطبعة العربية الأولى للتذكرة، عام 2013)
هذا التحريف يستحيل أن يكون سهوا. واسألوا من لديه أدنى معرفة بالأردو، بل إنّ من لا يعرف من الأردو حرفا يستطيع أن يعرف ذلك، حيث نلاحظ أن عبارة: " وهو مؤاخَذ عند الله تعالى" وقعت في الأخير منفصلة، وهي: "اور خدا كي نزديك قابل مؤاخذہ ہے".
وحيث أننا نعرف مترجم التذكرة جيدا ونعلم يقينا أنه يستحيل أن يخطئ مثل هذا الخطأ، كما ومعروف عنه أنه يستحيل أن يتخذ أي قرار من دون العودة إلى الخليفة، فنستنتج جازمين أنّ هذا التحريف قد تمّ بموافقة خليفة الأحمديين بعد طرح هذا الاقتراح عليه. ويمكن لأي أحمدي يريد معرفة الحقيقة أن يسأل المترجم ومدير المكتب العربي عن ذلك مباشرة فعنوانه معروف للقاصي والداني.
وذكر الأستاذ هاني طاهر وهو عضو سابق في المكتب العربي وعمل عن كثب في ترجمة الكتب للعربية مع مدير المكتب العربي نفسه في أحد مقالاته التي تناولت التحريف عند الجماعة: "مما عزّز يقيني في التحريف الواقع في التذكرة هو أنّ لديّ ملفات أوّلية في ترجمة "التذكرة" لم يرد فيها هذا النصّ.. أي أن المترجم تعمّد أن يؤجل ترجمتها ريثما يسأل الخليفة مسرور أحمد عن كيفية حلّ هذا الإشكال، ويسأله عن اقتراحه بالتلاعب التحريفي للترجمة."
وأضاف الأستاذ هاني تفصيل هذا الأمر وقال: " أكاد أتذكر أنني كنتُ أقرأ في كتاب حقيقة الوحي الذي يذكر ردّا للميرزا على هذا النصّ، وعدتُ إلى التذكرة، فاكتشفتُ التناقض، ولم يخطر ببالي وقتها أنّ القضية من باب التحريف، لأني لم أكن أظنّ أنه يمكن أن يفعلوا مثل ذلك. وحين سألتهم صحّحوا الأمر على الفور. ولكن التذكرة كانت مطبوعة حينها، ويمكن لأي إنسان الآن يملك هذه النسخة أن يقرأ النصّ المحرّف في الصفحة 662".
قضية التكفير بالذات تؤرّق جماعة الأحمدية جدا، لأنها تملأ الدنيا ضجيجا محتجة على تكفير المسلمين لها. وبعد الاطلاع على حقيقة أمر هذه الجماعة، بات استنكارهم لتكفير المسلمين للأحمدية تفاهة وذلة.
أما أنه تفاهة فلأنها تستنكر تكفير مَن يكفِّرونه!! وإلا، ما قيمة تكفير الكافر؟ وهل نضيق ذرعا لو كفَّرَنا الكافرون؟
وأما أنه ذلة، فلأن الجماعة الأحمدية تستجدي الحُكم بإسلامهم ممن لا يتبعون مَن يرونه مسيحا. وهل هنالك قيمة لمن كفَر بالمسيح؟ فكيف يُطلب ذلك مِن عديم القيمة؟! هل تصدر منه شهادة على إسلام أحد؟
ولقد تم اكتشاف تحريف متعمد وخطير للنص التكفيري أعلاه من الطبعة الإنجليزية أيضا، وهو قول الميرزا:
"لقد كشف الله عليّ أن كلّ من بلغتْه دعوتي ولم يصدّقني فليس بمسلم، وهو مؤاخَذ عند الله تعالى". (التذكرة العربية، ص 662)
وهذا رابط الطبعة الإنجليزية التي حذفوه منها.
https://www.alislam.org/library/books/Tadhkirah.pdf
وتجدون أدناه الوحي الذي يسبق الوحي المحذوف، والوحي الذي يليه. أما النص التكفيري فلقد حذفوه كليا! فلا مجال أمام مماحك أن يكذّب ذلك.
وهذا يؤكد أن الجماعة الأحمدية تسعى لإظهار صورة الميرزا على غير ما هي عليه، وهي جماعة تحريفية وتكفيرية أيضا.
أجماعة نفاق وتحريف؟
يقول خليفتهم الثاني محمود ابن الميرزا:
"لقد قال المسيح الموعود: " جو وصیۃ نہیں کرتا وہ منافق ہے". أي أنّ من لم يشترك في نظام الوصية فهو منافق. (منهاج الطالبين، أنوار العلوم 9، 166)
نظام الوصية في الجماعة يقتضي على كل موص أن يتبرع بما لا يقل عن 10% من دخله وأملاكه للجماعة، وقد تصل النسبة حتى 30%. ( إذا كان له بيتا، فعليه إما أن يكتب للجماعة 10% منه فعليا، وعادة تنصح الجماعة وتحثّ على أن يقدّر الموصي قيمة البيت، ويدفعها نقدا في حياته - إما على دفعات شهرية أو دفعة واحدة – وأن لا يترك الأمر لورثته، لأن ما يحصل عادة أن الورثة لا يعبئون بالجماعة ولا يقبلون باستمرار الدفع).
ولكن المترجم - النزيه - ترجمه كما يلي: "من لا يشترك في نظام الوصية ففيه نفاق".(منهاج الطالبين ص 25)
أيها الناس، شتّان بين "منافق"، وبين "فيه نفاق".
هذا مثال واضح على التحريف، لذا لا بد من متابعة الترجمة وملاحقة التحريف أينما كان.
ثم تابع خليفتهم الثاني يقول: "وحدد مقدار تبرع الوصية بالعُشر، وذلك علاوة على التبرع العادي الذي يقوم به حينا بعد آخر". (منهاج الطالبين ص 25)
أي أنّ أيّ أحمديّ لا يتبرع بأكثر من 10% من دخله فهو منافق.
والآن، اسألوا الأحمديين عن تبرعاتهم، هل تزيد عن 10% من الدخل؟
ليس 10% من المتبقي أو التوفير، ولا 10% مما حال عليه العام (الحوْل) بعد امتلاك النصاب، بل 10% من الدخل الكلي، فمن كان راتبه ألف دولار، فعليه أن يدفع 100 منها قبل أن يدفع أجرة البيت إن كانت 500 مثلا أو قبل أن يدفع مصاريفه الشهرية من كهرباء وماء وضريبة البلدية.. أي أنّ عليه أن يدفع 100، فيبقى 900، فيدفع منها 500 أجرةً للبيت، فيبقى معه 400. ولا يجوز له أن يدفع 10% مما تبقى من الراتب، فلا يجوز له أن يدفع الـ 500 أجرة البيت أولا، و 100 فواتير ثانيا، ثم يدفع 10% من الـ 400 الباقية، لأنه في هذه الحالة سيدفع 40 فقط. وهذا لا يرضاه مؤسس الأحمدية ولا جماعته من بعده. باختصار، مَن لا يفعل مثل ذلك، فهو منافق، ومن يسكتُ على هذا المنكر وهذا النفاق فليس بناصح ولا أمين.
ربما يمكنني هنا وفي هذا السياق أن أذكر شهادة أحد مسؤولي المال في جماعة الكبابير الذي أكد لي منذ مدة بأن عدد مَن يدفعون النسبة الصحيحة من دخلهم كتبرعات للجماعة في جماعة الكبابير لا يتعدى الـ 10 أشخاص في كل الكبابير!!! وذكر لي على سبيل المثال عدد من الأشخاص المعروفة ظروفهم جيدا بأن حياتهم كريمة وفوق المستوى، بأنهم لا يتبرعون بأكثر من 150 شيكل (ما قيمته 40 دولار أمريكي تقريبا) ولديهم عمل ثابت وبيوت يؤجرونها بمبالغ باهظة وسيارات جديدة! وذكر لي كذلك بعض من يعملون في مكانين أو عملين مختلفين، فيقدمون للجماعة العمل الذي يتقاضى فيه الدخل القليل ليدفع تبرعات أقل ولا يخبر أو يعترف لنظام الجماعة بدخله الثاني المرتفع!
وأذكر هنا أيضا حال الأحمديين في بريطانيا، فالحكومة هنا تعطي محدودي الدخل أو العاطلين عن العمل مبلغا شهريا حسب ظروفهم وعدد أولادهم – وهي في الأصل معونة حتى يتمكن الأهل من الاهتمام بتربية أولادهم حسب المعايير المعهودة في بريطانيا، فماذا تفعل الجماعة الأحمدية في صدد هؤلاء؟
إنها تُلزمهم بدفع 10% من هذه المعونات الحكومية للجماعة، ويدفعونها مُكرَهين. أما إذا أراد الأحمدي الحصول على أية ورقة رسمية من الجماعة للزواج مثلا، فيماطلون ولا يعطونها لمن لم يسدد جميع تبرعاته أولا.
ثبوت التحريف المتعمّد.. قصة الكوليرا
هذه المرة لن يجرؤ أحمدي على محاولة الترقيع هنا، فالجريمة أكبر مِن أنْ يماحك فيها أحد، ولن تنفع فيها شهادةُ زور، ولا بيعُ ضمير؛ فلقد حذفوا تماما رواية مير ناصر عن الميرزا حين قال له: لقد أُصبت بالكوليرا.
وفيما يلي ترجمةَ النصّ حسب الطبعة القديمة:
عندما كان (الميرزا) يخرج في سفر مع أهله كان يصطحبني أيضا.. فلما سافر إلى لاهور كنت برفقته، ولما توفي كنتُ بحضرته. وقد كنتُ معه لما خرج للتنَزُّه مساء اليوم الذي سبق وفاته.
لقد ساء حالي عندئذ، وكانت فاجعتي به لا تطاق، لم يعلم مدى حزني سوى الله.. لما اشتد حاله ليلا... أيقظوني.. وصلت عنده، ورأيته، فخاطبني قائلا:
"مير صاحب، لقد أُصِبْتُ بوباء الكوليرا". وبعد ذلك لا أظنّ أنه نطق بأية كلمة واضحة، وظل هكذا حتى مات بعد الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي. (حياة ناصر، ص 14)
أما في الطبعة الجديدة فقد حذفوا العبارة الأساسية غير مبالين بسُخف الفقرة التي صارت هكذا:
"لما اشتد حاله ليلا.. كنت نائما في نفس المكان فأيقظوني.. وصلتُ عنده، ورأيت حاله، وتوفي في الساعة العاشرة من صباح اليوم التالي". (حياة ناصر، ص 14، الطبعة الجديدة المحرّفة)
لقد حذفوا عبارة:
"فخاطبني قائلا: "مير صاحب، لقد أُصِبْتُ بوباء الكوليرا". وبعد ذلك لا أظنّ أنه نطق بأية كلمة واضحة".
كل هذه الكلمات حذفوها، وجعلوا العبارة أنه حضر عنده، ثم مات في اليوم التالي!!!
مَن لديه مثل هذه الجرأة على حذف كلام الناس فلا ثقة به البتة.
خذوا مثالا آخر يُظهر حجم التزييف الأحمدي في قصة مباهلة ضياء الحقّ،
حيث كتب الأستاذ هاني:
بعد أن رحل خليفةُ الأحمديين الرابع مِن باكستان ساعيا لِلُّجوء عند يأجوج ومأجوج، وبعد أن فبرك حكايةَ سَعْيِ الحكومة لاعتقاله لتبرير لجوئه، وبعد أن بدأ يشعر بالخيبة بسبب إلحاح جماعته عليه أنهم لا يرون تحقُّق أيّ إنجاز مما ظلّ الميرزا ومَن بعده يعِدون به، كما لا يرون أيّ أمَل في حرب عالمية تريحهم مِن القَلق والأرَق، لجأ إلى حيلة استعراضية في الدعوة إلى مباهلة.
وقد عدّدَ في هذه المباهلة تهما سخيفة ضد الأحمدية، مثل الزعم أنهم يقولون إنّ الميرزا هو أبو الله، ثم دعا بالدعاء التالي في يونيو 1988:
"نتضرع إليك ربنا ونبتهل أن تنزل على الفريق الكاذب المفتري منا غضبك وقهرك في حدود سنة واحدة، وتكتب لهم الخزي والذلة والهوان.. وتأخذهم بعذاب أليم وتسحقهم بعقاب شديد.. وتنزل عليهم المصائب تلو المصائب، وتسلط عليهم الآفات تلو الآفات..." (كتاب دعوة المباهلة)
فالفريق الذي يفتري هذه الأكاذيب يجب أن يحلّ به ما يلي حسب هذا الدعاء:
1. الخزي والذلة والهوان.
2. عذاب أليم وسحقهم بعقاب شديد.
3. تنزل عليهم المصائب تلو المصائب، وتسلط عليهم الآفات تلو الآفات. وكل ذلك في سنة واحدة، أي حتى يونيو 1989..
ثم بعد شهرين من هذا نَسَخَ هذا الدعاء، وقال في خطبة 12 أغسطس 1988 مخاطبا جماعته:
1. فانظروا إلى فداحة جهلي وخطأي...
2. ادعوا الله تعالى اللهم ارحم هؤلاء القوم لكي يؤمنوا. وليس أن تدعوا اللهم أَرِ أمرًا كذا أو كذا فيؤمنون. [أي أنه ضدّ الدعاء بدمار أحد]
3. فالدعاء الذي طلبته منكم في المرة الماضية اعتبروه منسوخا، إذ لا معنى له. إنما الدعاء الوحيد هو أن تدعوا اللهم أنت مالك القلوب، أنت القادر القوي، أنت الرحيم.
4. أَرِنا يا الله مرة أخرى معجزةً تغيّر قلوب هؤلاء المعارضين فيؤمنون. فإننا لا نفرح بعذابهم، وإنما نفرح بهدايتهم. (خطبة 12 أغسطس 1988)
وبعد خمسة أيام من هذه الخطبة قُتل الرئيس الباكستاني ضياء الحقّ بتفجير طائرته، ولا ريب أنّ تفجيرَ طائرةِ أحدٍ ليس خزيا له ولا مهانة، خصوصا إذا شُيِّعَ في جنازة مهيبة ودخل تاريخَ البلد مِن أوسع أبوابه، مهما كثُر منتقدوه، وهذا الذي حصل مع ضياء الحقّ، فلم يعُد هنالك أي مجال للقول إنّ مقتله كان وِفق توصيف المباهلة، فكيف إذا أضفنا لذلك أن تفجيرَ طائرةٍ ليس آفة تلو آفة، بل قتْلٌ لحظي لا يشعر به المرء؟! وكيف إذا كانت المباهلة تخصُّ المشايخ أساسا، لا ضياء ولا غيره.
ومع هذا كله زعموا أنّ المباهلة قد تحققت لصالحهم، وأنّ تفجير الطائرة كان تحققا واضحا كالشمس للمباهلة.
وحيث إنّ هذا لن يصدّقه أحد من دون تزييف، فقد قالوا: إنّ الخليفة الرابع أعلن في خطبته للجمعة يوم 12/8/1988: "إن الله تعالى قد كشف لي البارحةَ في الرؤيا أن رحى القدر قد أخذت تدور، وأنه تعالى سوف يمزق هذا الطاغية إربًا، ويجعله هباء منثورًا. فكونوا على يقين أن عقابه قريب، ولن تستطيع قوة في الدنيا إنقاذَه منه أبدًا." (مجلة التقوى عدد اليوبيل، ابريل 2009)
والحقّ أنه لم يَرِدْ في هذه الخطبة أي حرف مما زعموا، بل ورد عكس ذلك، وهو إلغاء أدعية هلاك المشايخ، إلا أنه ورد في الخطبة التي سبقتها، أي الخطبة المنسوخة، قول الخليفة أنّ "رحى الله أخذتْ تدور...." وليس فيها أي ذِكر لضياء الحقّ ولا لغيره، ولا لهباء ولا لمنثور.
كما زعموا أنّ خليفتهم كان قد قال في خطبة 10 يونيو: "كونوا على يقين أن الله - سبحانه وتعالى - سيبطش بضياء الحقّ حتمًا". (مجلة التقوى، ابريل 2009)
مع أنّ الصحيح أنه قال عكس ذلك بعد ثلاثة أسابيع من ذلك:
"أنصح الرئيس ضياء الحق أن يفكر مليا قبل قبول هذه المباهلة، وأنصحه بتقوى الله.. أنصحه بذلك لأني حين استمعتُ لخطابه في 25 يونيو فهمتُ منه أنه يخاف الله ويغلِّب التقوى." (خطبة 1 يوليو 1988)
أما الذي حدث فهو أنّ الأحمدية ظلّت تتعرض للمهانة حتى صارت مضرب المثل في الكذب، وعاش خليفتها 11 سنة أخرى لتبدأ مباهلة حقيقية مع إلياس ستّار مزَّقت هذا الخليفة معنويا وماديا، فعاش بعدها مكتئبا ومات مكتئبا. ومن الهوان أنه غالى في الكذب حين زعم أن بيعات عام واحد فقط كانت 81 مليون بيعة. فهذه هي الحقيقة التي نشاهدها يوميا، ونشهد على كذب الأحمديين، وعلى سكوتهم عن المنكر، وعلى بلادتهم وانعدام مسؤوليتهم.
بعد أن نشرتُ عشرات الأدلة على كذب الميرزا تواصل معي عدد من الأحمديين وسألوني: "نعلم أنك تأتي بالأدلة الواضحة، ولكن ماذا عن مباهلة ضياء الحق؟!"
بالنسبة إليهم فإنّ مقتل ضياء الحقّ معجزة عظيمة لم يسمعوا بمثلها في حياتهم. وهذا يبيّن حجم التزييف الأحمدي الذي يجعل من الكذب معجزة عُظمى.
ومن تحريفاتهم كذلك ما افتروه في قصة ثناء الله، حيث نسبت الجماعة الأحمدية إلى مؤسسها الميرزا أنه قال عن ثناء الله الأمرتسري أنه "قد اقتَرَحَ معيارًا مختلفًا تمامًا بأن الكاذب يعيش أطولَ من الصادق.. كما حدث في حالة مسيلمة الكذاب والنبي الأكرم صلى الله عليه وسلم". (إعلان أكتوبر1907م) (شبهات وردود)
والحقيقة أنّ هذا كذب مجرد، فلم يقل الميرزا مثل ذلك، وليس له أي إعلان في ذلك الوقت وقد اعترف الأحمديون لاحقا بذلك مضطرين، ولكنهم كذبوا كذبة أخرى، حيث زعموا أنه سهو، ثم أتوا بعبارة أخرى من مجلة الحكم زاعمين أنها هي المقصودة، مع أنه ليس لها أيّ علاقة.
وهناك أمثلة تحريفية يمكن اعتبارها من باب "تقويل" مسيحهم الموعود وحكمهم العدل بما لم يقل به أو "تصويب" كلامه لمصلحة ولـي ّعنق كلام المؤسس لما تراه الجماعة حصرا، لا ما يراه أو يقصده مؤسس الجماعة.
من تحريفات التراجم العربية لكتب الميرزا:
إضافة كلمة "العدواني" لكلمة الجهاد أحيانا، وإضافة كلمة "المستقلة" للنبوة أحيانا وخاصة في النصوص التي نفى فيها الميرزا عن نفسه أن يكون نبيا على وجه الحقيقة، مع أنها ليست في النصّ الأصلي.. وهذا نوع آخر من التحريف، أين الأمانة؟
في الأمثلة أعلاه التي أخذتها من بعض مقالات سابقة للأستاذ هاني بتصرّف، تشكّل لدينا دليل قاطع على أنّ الجماعة الأحمدية تحترف الكذب والتزييف والتحريف، ولا زالت تعمل على إخفاء هذه الحقائق عن الأحمدي البسي. فأن يحذفوا النصوص بهذه الصورة وبهذا الحجم يعني أنّ هذه هي سُنَّتهم، وأنه يمكن أن يكونوا قد حذفوا نصوصا قبل ذلك، فلم تعد هنالك ثقة بأي نصّ لديهم.
بالله عليكم يا أهل الحق، كيف يمكن الوثوق بهكذا جماعة؟ واعتبارها جماعة الفرقة الناجية المتوقف عليها نهوض الأمة المسلمة في هذا الزمن، كيف وقد ثبت عليها التحريف والتزييف بشكل قاطع؟
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه، آمين
والله من وراء القصد.
#عكرمة_نجمي