إهانات الميرزا العديدة في قصة مقتل ليكهرام
إهانات الميرزا العديدة في قصة مقتل ليكهرام
الهوان الأول:
أن ليكهرام "ذليل جاهل شديد الغباء والحمق"، ومن يهتمّ بمثل هذا الذليل الجاهل الموغل في الغباء فهو مثله.
يقول الميرزا قبل مقتل ليكهرام:
"لقد سبق أنْ قدَّم الآريون الهندوس لمواجهة الإسلام شخصًا ذليلاً جاهلا شديد الغباء والحمق، واسمه ليكهرام". (منن الرحمن)
ثم يتابع الميرزا مشيرا إلى ليكهرام وأمثاله: "ولن يقدر أي من أصحاب السير الفاجرة والطبع النجس والأخلاق الرذيلة والجهل الشديد والغباء البالغ أن يتكلم في هذا المجال." (منن الرحمن)
فهذه الضجةُ الكبرى لم تكن إلا عن " ذليل جاهل شديد الغباء والحمق"!!! وسحقا لمن يضيّع عمره في ملاحقة ذليل جاهل شديد الغباء والحمق!
......................................................
الهوان الثاني:
الكذبات الكثيرة في هذه النبوءة
1: الكذبة الأولى: زَعْمُ الميرزا أنّه قد تنبأ بقتل ليكهرام بالسكين
والحقيقة أنها نبوءة بالعذاب لا بالقتل، والقتل لا يُسمّى عذابا؛ فالقتل قتلٌ، والعذاب عذاب، وهذا نصُّ النبوءة:
"إْن لم ينـزل على هذا الشخص خلال ستة أعوام من اليوم، عذابٌ خارقٌ للعادة يختلف عن المعاناة العادية ويضم في طياته هيبة إلهية، فاعلموا أني لست من الله ". (إعلان في 20/2/1893م، الإعلانات، ج1)
ولكنه بعد مقتله زعم أنّها كانت نبوءة بالقتل، وحين اعتُرض عليه أنه لم تكن كذلك، قال للمعترِض:
لعنة الله على الكاذبين! تعالَ واقرأ كتبنا أمام أعيننا التي وردت فيها هذه النبوءة في مواضع عدة، وإنْ لم يثبت التصريح فسوف أُقدم لك في الجلسة نفسها مائتي روبية جائزة. (أيام الصلح)
وهذا إصرار على الكذب، وإلا كان عليه أن يذكر هذا التصريح بدلا من التبجّح بعَرْض الأموال.
بل إنه بعد سنوات زعم أنه كان قد تنبأ بقتله بالسكين، أي أن النبوءة لم تكن مجرد قتْل، بل بيّنَتْ طريقةَ القتل، فقال:
"تنبأت أن ليكهرام سيُقتَل بالسكين إلى ستة أعوام". (نزول المسيح، ص 168)
وهذا كذب مستطير.
أما إذا احتجّ ببيت الشعر القائل: "خف سيف محمد البتار"، فنردّ كما يلي:
1: لم يكن هذا البيت ولا القصيدة التي ورد فيها يتحدث عن ليكهرام أساسا، بل ورد في قصيدة بالفارسية سبقت نبوءة مقتل ليكرام.
2: هذا البيت ليس نبوءة، بل تحذير وتخويف وتنبيه عام، ولا يخصّ أحدا.
3: نصّ النبوءة واضح في إعلان 1893، وهو "عذابٌ خارقٌ للعادة يختلف عن المعاناة العادية ويضم في طياته هيبة إلهية"! والقتلُ لا يُسمى عذابا، بل يسمى قتلا. فلا نقول للمحكوم عليه بالإعدام مثلا: "حُكم عليه بالعذاب"، ومن قال ذلك فهو كاذب. العذاب يعني عدم الموت وعدم القتل. والعذاب يقتضي أن يكون طويلَ المدة. والقتل يتنافى مع ذلك، فثبت أن النبوءة عكسية، وأنّ الكذب مستطير.
4: هناك نصّ آخر للنبوءة يتحدّث عن مجرد موت، فيقول الميرزا: "فدعوتُ عليه، فبشّرني ربي بموته في ستّ سنة". (كرامات الصادقين، ص 103)
فالقتل تحقق عكسي لنبوءة الموت.
5: حين نُشِرت نبوءة عذاب ليكهرام اعترض الناس عليها قائلين إنها عديمة القيمة ما دامت تتحدث عن مرض، وهذا دليل على أنها ليست نبوءة بالقتل، فقولُ الناس وردُّ الميرزا عليهم دليل على ذلك، حيث قال: "لقد أقررتُ سابقاً وأكرر إقراري أنه لو كان مآل هذه النبوءة -كما يزعم المعترضون - الإصابة بالحمى العادية أو بعض الآلام أو الكوليرا العادية، ثم استُعيدت الصحة بعدها، لما اعتُبر ذلك نبوءة، ولثبت أنه ليس إلا مكرا ودجلا، لأنه لا يسلم أحد من أمراض مثلها، فإننا جميعا نمرض بين حين وآخر. وحينئذ أستحق حتما العقاب الذي ذكرتُه. ولكن إذا تحققت النبوءة بشكل ظهرت فيه بكل وضوح وجلاء آثار العذاب الإلهي، فافهموا أنها من عند الله تعالى. والحق أن عظمة النبوءة وهيبتها الذاتية ليست بحاجة إلى تعيين الأيام أو الموعد بل يكفي تحديد الزمن لنزول العذاب. ثم لو ظهرت النبوءة بهيبة عظيمة في الحقيقة لجذبت القلوب إلى نفسها تلقائيا". (بركات الدعاء)، فواضح من ردّ الميرزا أنها عذاب سماوي.. أي مرض رهيب، لا اغتيال غدّار.
6: رأى الميرزا ملاكا مرعبا قد سأله: "أين ليكهرام؟" وأين فلان [نسي الميرزا فلانا] وسأل عن مكانه. (بركات الدعاء)، وقال الميرزا: "وحينئذ فهمت أن هذا الرجل قد أُسندت إليه مهمة عقاب ليكهرام والشخص الآخر". (بركات الدعاء)
فالنبوءة نبوءة عقاب، لا قتل.
الكذبة الثانية: نبوءة "البراهين" عن قتل ليكهرام
يقول الميرزا بعيد مقتل ليكرام:
"نشرتُ هذه النبوءة في كتابي البراهين الأحمدية بوضوح كبير قبل سبعةَ عشرَ عاما من شهر مارس/آذار 1897 الذي قُتل فيه ليكهرام. ولعل ليكهرام في زمن تأليف البراهين كان ابن 12 أو 13 عاما. (الاستفتاء الأردو)
الميرزا يقصد بالنصّ الواضح وضوحا كبيرا على مقتل ليكهرام هو وحيٌ يقول:
يَنْصُرُكَ اللهُ مِنْ عِنْدِه، يَنْصُرُكَ رِجَالٌ نُّوحِي إلَيْهِمْ مِّنَ السَّمَاءِ. (البراهين)
وكأنّ القاتل الغدار قد أوحى الله إليه بهذه الفِعلة الخسيسة؟! فالميرزا لم يكذب هنا فحسب، بل أساء إلى الله تعالى.
الكذبة الثالثة: فبركة رؤيا بعد سنوات
في عام 1903 فبرك الميرزا الرؤيا التالية وزعم أنه تلقاها قبيل مقتل ليكهرام، فقال:
رأيت ذات مرة بشأن ليكهرام هذا أن هناك رمحًا يلمع رأسه، ورأس ليكهرام مرمي على الأرض، فغرزتُ الرمح في رأسه، وقيل: لن يعود هذا إلى قاديان ثانية. (كان ليكهرام في قاديان في تلك الأيام، وكانت هذه الرؤيا قبل مقتله بشهر). (التذكرة نقلا عن "بدر"، 16/1/1903)
ودليل أنها كذب هو عدمُ ذكرها بعيد مقتل ليكهرام، فلو كان تلقى هذا الوحي قبل مقتله بشهر لملأ الدنيا به فور مقتله، لكنه لم يفبركه إلا بعد ست سنوات.
الكذبة الرابعة: سبب النبوءة.
فقد زعم الميرزا أنّ سبب النبوءة شتمُ هذا الهندوسي الإسلامَ، مع أنّ الصحيح هو أنّ الميرزا أراد التنبؤ لمجرد التنبؤ.. أو حسب قوله: أنه يتلقى إلهامات وسيذكرها إلا إذا رفض صاحبها ذلك.. فيقول في إعلان عام 1886 عن كتاب السراج المنير أنه "يشمل نبوءات عظيمة لم تتحقق بعد. وهي ثلاثة أنواع. أولا: نبوءات تتعلق بشخصي... نبوءات تتعلق ببعض الإخوة أو بأي شخص معين أو ببني البشر بوجه عام.... نبوءات تتعلق بزعماء الأديان الأخرى أو وُعّاظها أو أفرادها. وفي هذا القسم اخترتُ على سبيل المثال بعض الأشخاص فقط من الآريين وبعضا من الهندوس من قاديان الذين توجد الأنباء المختلفة عنهم لأنه لوحظ فيهم نشاط جديد وإنكار شديد في هذه الأيام.... وسننشر في مكان مناسب من الكتيب بإذن الله بشارات عن ذلك أيضا (إذا تلقيناها). ولأن أمر النبوءات ليس في يد الإنسان حتى تكون مبنية على البشارات دائما لذا أقول بكل تواضع لجميع الموافقين والمعارضين بأنهم إن وجدوا نبوءة عنهم تشق عليهم (مثل الخبر عن الموت أو عن مصيبة أخرى) فليعذروني، وخاصة أولئك الذين يتعذر عليهم إحسان الظن بسبب الاختلاف والمغايرة الدينية ولكونهم غير عارفين بالأسرار مثل منشي "اِندِرْ مَنْ" المراد آبادي، والبانديت ليكهرام الفشاوري وغيرهما الذين قد أكتب في هذا الكتاب شيئا عن قضائهم وقدرهم مع ذكر الموعد والتاريخ... لو أُخبرتُ إلهامًا بأمر شاقٍّ أو نبوءة مهيبة عن شخص فسأنشرها مضطرا في كتابي بطبيعة مثقلة بالحزن... ومع كل ذلك لو شقّت نبوءة على أحد فهو مجاز أن يخبرني خطيا في غضون أسبوعين... حتى لا تُنشر في الكتاب نبوءة يهابونها، وألا نُطلعهم عليها باعتبارها مؤلمة لهم، وألا نخبر أحدا بموعد تحققها. (إعلان 1 مارس 1886)
نلحظ من هذا الإعلان أن ليكهرام لم يكن يسبّ الرسول صلى الله عليه وسلم، أو على الأقل لم تكن النبوءة بسبب ذلك.
كل ما في الأمر أنّ الميرزا يريد أن يتنبأ، ولأنّ بعض النبوءات قد تكون عن موت وعذاب فأراد أن يبرئ نفسه من أي إشكال، أو قلْ إن شئتَ: أراد أن يستعرض عضلاته ليغطّي على عار إخلاف الوعد في قصة البراهين وفي أكل أموال الناس بالباطل.
.......................................................
الهوان الثالث:
التحقق العكسي للنبوءة وإغلاق منافذ الكذب الميرزائي
كان الميرزا قد تنبأ بموت عبد الله آتهم وزوج محمدي بيغم، فلم يمُت أي منهما، فزعم أنهما خافا من النبوءة. أما ليكهرام فقد قُتل قتلا، فبطُلت نبوءة الميرزا جذريا، ولم يجد فرصة ليزعم أنّ ليكهرام تاب.. والقتلُ يتضمن الموت الفوري أو في ساعات، أما النبوءة فواضح أنها تتحدث عن عذاب إلهي، والعذاب يتضمن الزمن الطويل، كأن يظلّ يصرخ أشهرا أو سنوات، كما تحقق ذلك في عبد الكريم السيالكوتي المعاون الأول للميرزا، وكما تحقق للميرزا نفسه الذي ظلّ يعاني يوميا، بل في كل لحظة، حيث قال شقيق زوجته:
"مرض الميرزا بالإسهال لسنوات قبل وفاته.. ولوحظ مرارا أنه كان يشعر بضعف شديد بعد قضاء حاجته". (سيرة المهدي، رواية 379)
فهو مسهول طوال اليوم، وهو يشعر بضعف شديد طوال اليوم.. هذا عدا عن أمراضه الأخرى.. وهذا كله يؤكد أنه لم يكن مؤلف كتبه، وإلا هل يؤلفها وهو في الحمام ويشعر بضعف شديد؟ ومن هو الذي يؤلف الكتب وهو مسهول لسنوات؟ وهذا يفسّر التناقض الكبير في كتبه.
.........................................
الهوان الرابع: الإكثار من الحديث عن هذا الشخص وعن مقتله، وعن التلذّذ بوصف طعنه، وها يعني ما يلي:
1: أنّ كتب الميرزا لا قيمة لها، وأنّ تركيزها على هذه القضايا، لا على القضايا الإسلامية والخلافات في التفاسير والعقائد والأحكام والروايات.
2: أنّها تربي على الدموية والكراهية وتمني الشرّ للعالم، خصوصا أنها تحوز نصيب الأسد في كتب الميرزا.
#هاني_طاهر 4 مايو 2018