إجماع الأمّة على ختم النبوّة

إجماع الأمّة على ختم النبوّة

إجماع الأمّة على ختم النبوّة

الكاتب : أبو عبيدة العجاوي

 قد أجمعت الأمّة الإسلاميّة من لدن الصحابة، والتابعين ومن جاء بعدهم إلى يومنا هذا، على أنّ نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، هو خاتم الأنبياء، بمعنى أنّه آخرهم، وأسوق لك هنا ــ أخي القارئ ــ بعض أقوال الصحابة والتابعين والعلماء في تأكيد هذه الخاتميّة.

 قال عمر بن الخطّاب - رضي الله عنه - : "إنّ أناسا كانوا يؤخذون بالوحي في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنّ الوحي قد انقطع". البخاري رقم 2641

 وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - : "فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء، وإنّ مسجده آخر المساجد". مسلم رقم 1394

وقالت أمّ أيمن - رضي الله عنها - : "أبكي أنّ الوحي قد انقطع من السماء". مسلم رقم 2454

 وقال ابن أبي أوفى - رضي الله عنه - لما سئل عن إبراهيم ابن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - : "مات صغيرا، ولو قضي أن يكون بعد محمّد صلى الله عليه وسلم نبي عاش ابنه، ولكن لا نبي بعده". البخاري رقم 6194

 وقال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله - ،في خطبته بعد توليه الخلافة : "أيها الناس: أنّه لا كتاب بعد القرآن ولا نبيّ بعد محمّد ـ عليه السلام ـ وإنّي لست بقاض ولكن منفذ، وإنّي لست بمبتدع ولكني متّبع". البداية والنهاية ج9 ص 224

 وقال أبو حنيفة - رحمه الله - وقد تنبأ رجل في زمانه وطلب الإمهال حتى يأتي بالعلامات على نبوته:"من طلب منه علامة فقد كفر لقوله صلى الله عليه وسلم : " لا نبي بعدي ". مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة ‘ الموفق أحمد مكي ج1 ص 161

  وقال الطحاوي - رحمه الله - : "وأنّه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء وسيد المرسلين وكل دعوى بعده فغي وهوى". شرح العقيدة الطحاوية  لابن ابي العز الحنفي ص 166

 وقال المتريدي - رحمه الله - :"ثم من حكم الله أن يختم بمحمد صلى الله عليه وسلم النبوّة وأن لا يرسل إلى أمته بعده رسولا". التوحيد  للمتريدي ص 198

 وقال مقاتل - رحمه الله - :"وخاتم النبيّين يعني آخر النبيّين لا نبي بعد محمّد صلى الله عليه وسلم ولو كان لمحمد ولدا لكان نبيا رسولا". تفسير مقاتل بن سليمان ج 3 ص 498

 وقال  الطبري - رحمه الله - : "يقول تعالى ذكره ما كان أيها الناس محمّد أبا زيد بن حارثة ولا أبا أحد من رجالكم الذين لم يلده محمّد عليه نكاح زوجته بعد فراقه إياها ولكنه رسول الله وخاتم النبيّين الذي ختم النبوّة فطبع فلا تفتح لأحد بعده إلى قيام الساعة وكان الله بكل شيء من أعمالكم ومقالكم وغير ذلك علم لا يخفى عليه شيء " وذكر عن قتاده قوله "وخاتم النبيّين" أي آخرهم". جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري ج20 ص 278

 وقال عبد القاهر البغدادي - رحمه الله - : "وإن أقروا بالقرآن ففيه أن محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم النبيّين . وقد تواترت الأخبار عنه بقوله " لا نبي بعدي " ومن رد حجة القرآن والسنة فهو الكافر". أصول الدين لعبد القاهر البغدادي ص 163

 وقال ابن حزم الأندلسي - رحمه الله - : "وإنّ الوحي قد إنقطع منذ مات النبيّ برهان ذلك أن الوحي لا يكون إلا إلى نبيّ وقد قال عز وجل:"ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيّين". المحلى لابن حزم الأندلسي ج1 ص 46

 وقال القاضي عياض - رحمه الله - : "أخبر صلى الله عليه وسلم أنّه خاتم النبيّين لا نبي بعده وأخبر عن الله تعالى أنّه خاتم النبيّين وأنّه أرسل كافة للناس وأجمعت الأمة على حمل هذا الكلام على ظاهره وأن مفهومه المراد منه دون تأويل ولا تخصيص". الشفا في تعريف حقوق المصطفى للقاضي عياض ج 2 ص 285

وقال الزمخشري - رحمه الله - :"وخاتم النبيّين يعني أنّه لو كان له ولد بالغ مبلغ الرجال لكان نبيا ولم يكن هو خاتم الأنبياء". الكشاف ‘ للزمخشري ج3 ص 544

 وقال الثعلبي النيسابوري - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين أي آخرهم ختم الله به النبوّة فلا نبي بعده ولو كان لمحمد ابن لكان نبيا". الكشف والبيان للثعلبي ج8 ص 50

وقال الماوردي - رحمه الله - : "{وَلكِن رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّنَ} يعني آخرهم". النكت والعيون للماوردي ج4 ص 409

 وقال ابن عطيّة الأندلسيّ - رحمه الله - : "وهذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاه على العموم التام مقتضية نصا أنّه لا نبي بعده ". المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيزلابن عطية ج4 ص 388

 وقال الكرماني - رحمه الله - : "وأفاد أيضا أنّه خاتم النبيّين، ولو كان له ابن كبير لاقتضى بمنصبه عليه السلام أن يكون الابن نبيا ، فلم يكن حينئذ خاتم النبيّين". غرائب التفسير وعجائب التأويل للكرماني ج2 ص 917

 وقال البغوي - رحمه الله - : "ختم الله به النبوّة وقرأ عاصم "خاتم" بفتح التاء على الاسم أي آخرهم وقرأ الآخرون بكسر التاء على الفاعل ‘ لأنه ختم النبيّين فهو خاتمهم وقال ابن عباس :" يريد ـ أي الله عز وجل ـ لو لم أختم به النبيّين لجعلت له ابنا يكون بعده نبيّا". معالم التنزيل للبغوي ج6 ص 358

 وقال الفخر الرازي - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين وذلك لأن النبيّ الذي يكون بعده نبي إن ترك شيئا من النصيحة والبيان يستدركه من يأتي بعده وأما من لا نبي بعده يكون أشفق على أمته وأهدى لهم وأجدى إذ هو كوالد الولد ليس له غيره من أحد قوله :"وكان الله بكل شيء عليما" يعني علمه بكل شيء دخل فيه أن لا نبي بعده فعلم أن من الحكمة إكمال شرع محمّد صلى الله عليه وسلم بتزوجه بزوجة دعيه تكميلا للشرع". التفسير الكبير للرازي ج 25 ص 171

 وقال ابن الجوزيّ - رحمه الله -: "ومن قرأ "خاتم" بكسر التاء فمعناه وختم النبيّين ومن فتحها فالمعنى آخر النبيّين". زاد المسيرلابن الجوزي ج3 ص 470

 وقال القرطبي - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين قال ابن عطية :" هذه الألفاظ عند جماعة علماء الأمة خلفا وسلفا متلقاه بالقبول على العموم التام مقتضية نصا أنّه لا نبي بعده صلى الله عليه وسلم ". الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج14 ص 196

 وقال البيضاوي - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين وآخرهم الذين ختمهم أو ختموا به على قراءة عاصم بالفتح". أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي ج4 ص 233

 وقال النسفيّ - رحمه الله - : "بفتح التاء عاصم بمعنى الطابع آي آخرهم يعني لا ينبأ أحد بعده". مدارك التنزيل للنسفي ج3 ص 34

 وقال الخازن - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين ختم الله به النبوّة فلا نبوّة بعده، أي ولا معه ". لباب التأويل في معاني التنزيل للخازن ج3 ص 429

 وقال القمي النيسابوريّ - رحمه الله - :"وكان الله بكلّ شيء عليما، ومن جملة معلوماته أنّه لا نبيّ بعد محمّد صلى الله عليه وسلم". تفسر غرائب القرآن ورغائب الفرقان للقمي ج5 ص 463

 وقال ابن حيّان - رحمه الله - : "وقرأ الجمهور خاتم بكسر التاء بمعنى أنّه ختمهم أي جاء آخرهم". البحر المحيط في التفسيرلابن حيان ج8 ص 485

 وقال الغزاليّ - رحمه الله -: "إنّ الأمّة فهمت بالإجماع من هذا اللفظ ـ أي لا نبيّ بعدي ـ ومن قرائن أحواله أنّهأفهم عدم مجيء نبيّ بعده أبدا، وعدم رسول أبدا وأنّه ليس فيه تأويل ولا تخصيص، فمنكر هذا لا يكون إلا منكر الإجماع". الإقتصاد في الإعتقاد للغزالي ص 137

 وقال شيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله - : "ولمّا كان محمّد، رسولا إلى جميع الثقلين جِنَّهم وإنسهم عربهم وعجمهم، وهو خاتم الأنبياء لا نبيّ بعده". الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لشيخ الإسلام ابن تيمية ج5 ص 405

 وقال ابن أبي العز الحنفيّ - رحمه الله - : "لمّا ثبت أنّه خاتم النبيّين علم أنّ من ادّعى النبوّة بعده فهو كاذب". شرح العقيدة الطحاوية لابن ابي العز الحنفي ص 166

 وقال ابن كثير - رحمه الله - : "فهذه الآية نصّ في أنّه لا نبيّ بعده، وإذا كان لا نبيّ بعده فلا رسول بعده بالطريق الأولى والأحرى، لأنّ مقام الرسالة أخصّ من مقام النبوّة، فإنّ كلّ رسول نبيّ ولا ينعكس، وبذلك وردت الأحاديث المتواترة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،من حديث جماعة من الصحابة رضي الله عنهم". تفسير القرآن العظيم لابن كثير ج6 ص 428

 وقال السيّوطي والمحلّيّ - رحمهما الله - : "وكان الله بكل شيء عليما، منه بأنّ لا نبي بعده". تفسير الجلالين للسيوطي والمحلي ص 556

 وقال ابن نجيم - رحمه الله - : "إذا لم يعرف أنّ محمدا آخر الأنبياء فليس بمسلم لأنّه من الضروريّات". الأشباه والنظائر لابن نجيم ص 161

 وقال الملّا علي القاري - رحمه الله - : "ودعوى النبوّة بعد نبيّنا صلى الله عليه وسلم، كفر بالإجماع". منح الروض الأزهر في شرح الفقه الأكبر للملا علي القاري ص 451

 وقال الخطيب الشربينيّ - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين أي آخرهم الذي ختم، لأنّ رسالته عامة، ومعها إعجاز القرآن فلا حاجة مع ذلك إلى استنباء ولا إرسال". السراج المنير للشربيني ج3 ص 252

وقال أبو السعود - رحمه الله - : "وخاتم النبيّين أي كان آخرهم الذين ختموا به". إرشاد العقل السليم لأبو السعود ج7 ص 106


وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.