إبليس أو الشيطان والقاديانية والقاديانيين والردود عليهم

إبليس أو الشيطان والقاديانية والقاديانيين والردود عليهم

إبليس أو الشيطان والقاديانية والقاديانيين والردود عليهم

أبو عبيدة العجاوي

عقيدة القاديانية في الجن عقيدة "بشيرية" وليست عقيدة "غلامية"، بمعنى أنها عقيدة بشير الدين محمود وهو ابن الغلام القادياني وخليفته الثاني، يقول بشير الدين محمود:

(١) "والسبب الثاني لإنكار الحق ورفضه مذكور في قول الله تعالى: ﴿استكبر﴾. أي رفض إبليس طاعة آدم لأنه ظن أنه من الكبراء، وأنه لو أطاع آدم لفقد مكانته بين القوم، كما قال الله على لسان إبليس وهو يبرر عدم طاعته لآدم: ﴿أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ﴾ أي أن آدم طيني الطبع إذ يمكن تشكيله في كل القوالب كالعبيد، وأنا ناري الطبع ومتحرر المزاج، فأنى لي أن أطيع هذا الذي طبعه كطبع العبيد". [التفسير الكبير ج١ ص٤٩٣]

(٢) "يمكن أن نفهم من هذه المعاني أن إبليس إما لقب أطلق على كائن روحاني يحمل هذه الصفات، أو أطلق على إنسان -أيا كان اسمه- استحق هذا اللقب نظرا إلى حالة قلبه، فأطلقه عليه القرآن". [التفسير الكبير ج١ ص٤٩٥]

(٣) "حيثما تحدث القرآن الكريم عن آدم وإنكار السجود له ذكر اسم إبليس، وحيثما تحدث عن إغواء آدم ذكر اسم الشيطان في كل موضع بدون استثناء. وهذا الفرق يكشف جليا أن القرآن الكريم يفرق بين استعمال كلمتي إبليس والشيطان فرقا واضحا. وهذا يدل على أن إبليس الذي رفض السجود لآدم هو غير الشيطان الذي حاول إيذاء آدم وإغواءه". [التفسير الكبير ج١ ص٤٩٥-٤٩٦]

الملاحظ أن بشير الدين محمود بعد أن قال ما سبق تدليسا وكذبا ناقض نفسه فقال:

(٤) "نرى أن الله تعالى قد حذر آدم عليه السلام تحذيرا صريحا بألا يستمع لإبليس فهو عدو له، ومع ذلك انخدع منه، وهو أمر لا يستوعبه عقل. نقرأ في القرآن الكريم قول الله تعالى: ﴿فَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوࣱّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا یُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰۤ﴾ أي بعد إنكار إبليس لآدم، قلنا لآدم إن هذا عدو لك ولزوجك أو أصحابك، فحذار أن يخرجكما من الجنة فتقع في الشقاء… ويمكن التوفيق بين الأمرين باعتبار الشيطان الذي خدع آدم غير إبليس الذي حذر الله منه آدم. لقد انخدع آدم من الشيطان ولم يعرف أنه من أنصار إبليس وأظلاله، فلم يأخذ منه الحذر كما ينبغي فوقع في الخطأ". [التفسير الكبير ج١ ص٤٩٦]

وكان قال قبلها:

(٥) "تكشف دراسة القرآن الكريم أن اسم إبليس ورد في أحد عشر موضعا: (1) الآية التي هي قيد التفسير، (۲) سورة الأعراف، (٣و٤) مرتين في سورة الحجر، (٥) سورة الإسراء، (٦) سورة الكهف، (٧) سورة طه، (۸) سورة الشعراء، (۹) سورة سبأ، (۱۰ و ۱۱) سورة ص. في كل هذه المواضع ذكر إبليس في سياق إنكار السجود لآدم إلا في موضعين، وهما سورتا الشعراء وسبأ، ففي سورة الشعراء يخبر الله تعالى أن أتباع إبليس يدخلون النار، وأما في سورة سبأ فيخبر الله تعالى أن إبليس صدق ظنه.في قوم سبأ، أي أهم صاروا فريسة له". [التفسير الكبير ج١ ص٤٩٥]

ثم عاد وناقض نفسه مجددا:

(٦) "باختصار، قد أطلق القرآن الكريم لفظ الشيطان على الأرواح الخبيثة التي توسوس في قلوب الناس، وكذلك على بعض البشر أيضا، ولكن اسم إبليس لم يُطلق في القرآن الكريم إلا على الكائن الذي رفض السجود لآدم. فالمراد من إبليس تلك الروح الخبيثة التي هي ضد الملائكة وتوسوس في القلوب، أما الشيطان فيطلق على إبليس وكذلك على أظلاله من البشر الذين يعملون مثل عمله. والجدير بالذكر هنا أن الله تعالى قد ذكر إبليس باسمين: إبليس والشيطان، وقد ذكرنا عند شرح الكلمات أن معنى إبليس اليائس الحيران، وأن معنى الشيطان البعيد عن الحق، أو الذي يُبعد الآخرين عن الحق ويحترق حسدا". [التفسير الكبير ج١ ص٤٩٧-٤٩٨]

خلاصة ما سبق بشير الدين محمود يقول:

-١- إن إبليس الذي أمر بالسجود لآدم غير الشيطان.

-٢- إبليس هو جن بمعنى إنسان ذو طبع ناري.

-٣- الشيطان كان إنسان من جنود إبليس.

لكنه بعد أن كذب ودلس ناقض نفسه:

-فهو ميز وفرق بين إبليس والشيطان ثم عاد وجمع بينهما.

-ثم ذكر آيات في سورتي الشعراء وسبأ هي بخلاف ما كان يقول.

فهو يكذب ويدلس ويضع كذبه وتدليسه وتناقضه في نفس الصفحات. بالإضافة إلى أنه يتلاعب بالكلام.

وكتابه "التفسير الكبير" هو مثال لتحريف مراد الله والعياذ بالله سبحانه، والحق أن يسمى بـ "التحريف الكبير" أو "الكذب الكبير"، ربنا نعوذ بك من شياطين الإنس، ونعوذ بك من شياطين الجن. ونعوذ بك من تحريف المحرفين وأقوالهم وكذبهم عليك، ونعوذ بك من شر الأشرار ومن كل شر وضر، ونعوذ بك من كل شيء أنت به عليم، أعوذ بالله مما يتعوذ منه، اللهم بك أتعوذ مما يتعوذ بك منه، بسم الله و أتعوذ بالله من أي شيء وكل شيء، بسم الله أعوذ بالله ووجه العظيم واسمه الأعظم رب السماوات والأرض ومن فيهن، بسم الله وأعوذ بالله بسم الله وأعوذ بالله بسم الله وأعوذ بالله… اللهم إنما نقلنا عنهم ونبرأ إليك مما يقولون وكفرهم وشركهم و كذبهم وتحريفهم.

والله إن العباد لتخاف من الكذب على المخلوق، فكيف بالكذب على الله الخالق!

رد وإبطال عقيدة القاديانية في إبليس:

أولا: هم يميزون بين إبليس والشيطان متى شاءوا ويجمعون بينهما متى شاءوا كما مر سابقا، وهذا دليل على الضلال والهوى والتلاعب بالنصوص والعياذ بالله سبحانه.

ثانيا: الاقتباس رقم (٤) يكشف كذب بشير الدين وهو دليل عليه لا دليل له، فقال ما لا يملك دليلا عليه، وتلاعب بكلام الله ووحيه والعياذ بالله سبحانه: "ويمكن التوفيق بين الأمرين باعتبار الشيطان الذي خدع آدم غير إبليس الذي حذر الله منه آدم. لقد انخدع آدم من الشيطان ولم يعرف أنه من أنصار إبليس و أظلاله، فلم يأخذ منه الحذر كما ينبغي فوقع في الخطأ".

فإن الله رب العظمة والكبرياء بعد أن قال: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ ۝١١٦ فَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ إِنَّ هَـٰذَا عَدُوࣱّ لَّكَ وَلِزَوۡجِكَ فَلَا یُخۡرِجَنَّكُمَا مِنَ ٱلۡجَنَّةِ فَتَشۡقَىٰۤ ۝١١٧ إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِیهَا وَلَا تَعۡرَىٰ ۝١١٨ وَأَنَّكَ لَا تَظۡمَؤُا۟ فِیهَا وَلَا تَضۡحَىٰ ۝١١٩﴾ [طه ١١٦-١١٩]

قال بعدها مباشرة: ﴿فَوَسۡوَسَ إِلَیۡهِ ٱلشَّیۡطَـٰنُ قَالَ یَـٰۤـَٔادَمُ هَلۡ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلۡخُلۡدِ وَمُلۡكࣲ لَّا یَبۡلَىٰ ۝١٢٠ فَأَكَلَا مِنۡهَا فَبَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَ ٰ⁠ تُهُمَا وَطَفِقَا یَخۡصِفَانِ عَلَیۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۚ وَعَصَىٰۤ ءَادَمُ رَبَّهُۥ فَغَوَىٰ ۝١٢١ ثُمَّ ٱجۡتَبَـٰهُ رَبُّهُۥ فَتَابَ عَلَیۡهِ وَهَدَىٰ ۝١٢٢﴾ [طه ١٢٠-١٢٢]

ثم قال: ﴿قَالَ ٱهۡبِطَا مِنۡهَا جَمِیعَۢاۖ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَایَ فَلَا یَضِلُّ وَلَا یَشۡقَىٰ﴾ [طه ١٢٣]

فالسياق كل يتحدث عن قصة آدم عليه السلام وإبليس.

والأمر نفسه في سورة البقرة: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰ وَٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ ۝٣٤ وَقُلۡنَا یَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ وَكُلَا مِنۡهَا رَغَدًا حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝٣٥ فَأَزَلَّهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ عَنۡهَا فَأَخۡرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِیهِۖ وَقُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِینࣲ ۝٣٦ فَتَلَقَّىٰۤ ءَادَمُ مِن رَّبِّهِۦ كَلِمَـٰتࣲ فَتَابَ عَلَیۡهِۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِیمُ ۝٣٧ قُلۡنَا ٱهۡبِطُوا۟ مِنۡهَا جَمِیعࣰاۖ فَإِمَّا یَأۡتِیَنَّكُم مِّنِّی هُدࣰى فَمَن تَبِعَ هُدَایَ فَلَا خَوۡفٌ عَلَیۡهِمۡ وَلَا هُمۡ یَحۡزَنُونَ ۝٣٨﴾ [البقرة ٣٤-٣٨]

كذلك الأمر في سورة الأعراف: ﴿وَلَقَدۡ خَلَقۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ صَوَّرۡنَـٰكُمۡ ثُمَّ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ لَمۡ یَكُن مِّنَ ٱلسَّـٰجِدِینَ ۝١١ قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ ۝١٢ قَالَ فَٱهۡبِطۡ مِنۡهَا فَمَا یَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِیهَا فَٱخۡرُجۡ إِنَّكَ مِنَ ٱلصَّـٰغِرِینَ ۝١٣ قَالَ أَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ۝١٤ قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ۝١٥ قَالَ فَبِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأَقۡعُدَنَّ لَهُمۡ صِرَ ٰ⁠طَكَ ٱلۡمُسۡتَقِیمَ ۝١٦ ثُمَّ لَـَٔاتِیَنَّهُم مِّنۢ بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَیۡمَـٰنِهِمۡ وَعَن شَمَاۤىِٕلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَـٰكِرِینَ ۝١٧ قَالَ ٱخۡرُجۡ مِنۡهَا مَذۡءُومࣰا مَّدۡحُورࣰاۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝١٨ وَیَـٰۤـَٔادَمُ ٱسۡكُنۡ أَنتَ وَزَوۡجُكَ ٱلۡجَنَّةَ فَكُلَا مِنۡ حَیۡثُ شِئۡتُمَا وَلَا تَقۡرَبَا هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ ٱلظَّـٰلِمِینَ ۝١٩ فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِیُبۡدِیَ لَهُمَا مَا وُۥرِیَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَ ٰ⁠ تِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ ۝٢٠ وَقَاسَمَهُمَاۤ إِنِّی لَكُمَا لَمِنَ ٱلنَّـٰصِحِینَ ۝٢١ فَدَلَّىٰهُمَا بِغُرُورࣲۚ فَلَمَّا ذَاقَا ٱلشَّجَرَةَ بَدَتۡ لَهُمَا سَوۡءَ ٰ⁠ تُهُمَا وَطَفِقَا یَخۡصِفَانِ عَلَیۡهِمَا مِن وَرَقِ ٱلۡجَنَّةِۖ وَنَادَىٰهُمَا رَبُّهُمَاۤ أَلَمۡ أَنۡهَكُمَا عَن تِلۡكُمَا ٱلشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَاۤ إِنَّ ٱلشَّیۡطَـٰنَ لَكُمَا عَدُوࣱّ مُّبِینࣱ ۝٢٢ قَالَا رَبَّنَا ظَلَمۡنَاۤ أَنفُسَنَا وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا وَتَرۡحَمۡنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ۝٢٣ قَالَ ٱهۡبِطُوا۟ بَعۡضُكُمۡ لِبَعۡضٍ عَدُوࣱّۖ وَلَكُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مُسۡتَقَرࣱّ وَمَتَـٰعٌ إِلَىٰ حِینࣲ ۝٢٤ قَالَ فِیهَا تَحۡیَوۡنَ وَفِیهَا تَمُوتُونَ وَمِنۡهَا تُخۡرَجُونَ ۝٢٥﴾ [الأعراف ١١-٢٥]

وسورة الحجر : ﴿وَإِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن صَلۡصَـٰلࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ ۝٢٨ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ ۝٢٩ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ ۝٣٠ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ أَبَىٰۤ أَن یَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِینَ ۝٣١ قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا لَكَ أَلَّا تَكُونَ مَعَ ٱلسَّـٰجِدِینَ ۝٣٢ قَالَ لَمۡ أَكُن لِّأَسۡجُدَ لِبَشَرٍ خَلَقۡتَهُۥ مِن صَلۡصَـٰلࣲ مِّنۡ حَمَإࣲ مَّسۡنُونࣲ ۝٣٣ قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیمࣱ ۝٣٤ وَإِنَّ عَلَیۡكَ ٱللَّعۡنَةَ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ۝٣٥ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ۝٣٦ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ۝٣٧ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ ۝٣٨ قَالَ رَبِّ بِمَاۤ أَغۡوَیۡتَنِی لَأُزَیِّنَنَّ لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝٣٩ إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ ۝٤٠ قَالَ هَـٰذَا صِرَ ٰ⁠طٌ عَلَیَّ مُسۡتَقِیمٌ ۝٤١ إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِینَ ۝٤٢ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوۡعِدُهُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝٤٣ لَهَا سَبۡعَةُ أَبۡوَ ٰ⁠بࣲ لِّكُلِّ بَابࣲ مِّنۡهُمۡ جُزۡءࣱ مَّقۡسُومٌ ۝٤٤﴾ [الحجر ٢٨-٤٤]

وسورة الإسراء: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ قَالَ ءَأَسۡجُدُ لِمَنۡ خَلَقۡتَ طِینࣰا ۝٦١ قَالَ أَرَءَیۡتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِی كَرَّمۡتَ عَلَیَّ لَىِٕنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣰا ۝٦٢ قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاۤؤُكُمۡ جَزَاۤءࣰ مَّوۡفُورࣰا ۝٦٣ وَٱسۡتَفۡزِزۡ مَنِ ٱسۡتَطَعۡتَ مِنۡهُم بِصَوۡتِكَ وَأَجۡلِبۡ عَلَیۡهِم بِخَیۡلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكۡهُمۡ فِی ٱلۡأَمۡوَ ٰ⁠لِ وَٱلۡأَوۡلَـٰدِ وَعِدۡهُمۡۚ وَمَا یَعِدُهُمُ ٱلشَّیۡطَـٰنُ إِلَّا غُرُورًا ۝٦٤ إِنَّ عِبَادِی لَیۡسَ لَكَ عَلَیۡهِمۡ سُلۡطَـٰنࣱۚ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ وَكِیلࣰا ۝٦٥﴾ [الإسراء ٦١-٦٥]

وسورة الكهف: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا ۝٥٠﴾ [الكهف ٥٠]

وسورة ص: ﴿إِذۡ قَالَ رَبُّكَ لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ إِنِّی خَـٰلِقُۢ بَشَرࣰا مِّن طِینࣲ ۝٧١ فَإِذَا سَوَّیۡتُهُۥ وَنَفَخۡتُ فِیهِ مِن رُّوحِی فَقَعُوا۟ لَهُۥ سَـٰجِدِینَ ۝٧٢ فَسَجَدَ ٱلۡمَلَـٰۤىِٕكَةُ كُلُّهُمۡ أَجۡمَعُونَ ۝٧٣ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَـٰفِرِینَ ۝٧٤ قَالَ یَـٰۤإِبۡلِیسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسۡجُدَ لِمَا خَلَقۡتُ بِیَدَیَّۖ أَسۡتَكۡبَرۡتَ أَمۡ كُنتَ مِنَ ٱلۡعَالِینَ ۝٧٥ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ ۝٧٦ قَالَ فَٱخۡرُجۡ مِنۡهَا فَإِنَّكَ رَجِیمࣱ ۝٧٧ وَإِنَّ عَلَیۡكَ لَعۡنَتِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلدِّینِ ۝٧٨ قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ۝٧٩ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ۝٨٠ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ ۝٨١ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِیَنَّهُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝٨٢ إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِینَ ۝٨٣ قَالَ فَٱلۡحَقُّ وَٱلۡحَقَّ أَقُولُ ۝٨٤ لَأَمۡلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ أَجۡمَعِینَ ۝٨٥﴾ [ص ٧١-٨٥]

خلاصة ما سبق من خلال الآيات العظيمات:

١- المقصود من إبليس والشيطان في قصة آدم عليه السلام مخلوق واحد.

٢- سياق القصة سياق واحد.

٣- بعد القصة كان أمر الله بالهبوط من الجنة إلى أرض الدنيا.

هذا مع العلم أن لفظ الشيطان يطلق على إبليس وعلى غيره من شياطين الجن. 

كما أن الشيطان يطلق على شياطين الإنس والجن:

قال ذو الجبروت والملكوت: ﴿وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِیٍّ عَدُوࣰّا شَیَـٰطِینَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ یُوحِی بَعۡضُهُمۡ إِلَىٰ بَعۡضࣲ زُخۡرُفَ ٱلۡقَوۡلِ غُرُورࣰاۚ وَلَوۡ شَاۤءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُۖ فَذَرۡهُمۡ وَمَا یَفۡتَرُونَ﴾ [الأنعام ١١٢]

ثالثا: -من خلال هذا المثال وغيره من الأمثلة في مواضيع عديدة- إن النفس لتطمئن ولله الحمد أن رؤوس القوم دجالون كذابون منتفعون مطلعون على الحق ويصرون على الباطل، لا أنهم مجرد جهال يتحدثون في دين الله بلا علم أو أنهم أخطأوا، وذلك من خلال ذكر دليل الحق على باطلهم، ومن خلال ذكر دليل كذبهم على صدقهم، كما هو الحال في إقتباس رقم (٥).

فحسب معتقدهم إبليس إنسان وهذا مصيره الموت، فليس معقولا في عقولهم أن يكون حيا إلى يومنا هذا، لكن الله عز وجل ذكر إبليس في غير سياق السجود لآدم عليه السلام:

ففي الآخرة قال الواحد القهار : ﴿وَأُزۡلِفَتِ ٱلۡجَنَّةُ لِلۡمُتَّقِینَ ۝٩٠ وَبُرِّزَتِ ٱلۡجَحِیمُ لِلۡغَاوِینَ ۝٩١ وَقِیلَ لَهُمۡ أَیۡنَ مَا كُنتُمۡ تَعۡبُدُونَ ۝٩٢ مِن دُونِ ٱللَّهِ هَلۡ یَنصُرُونَكُمۡ أَوۡ یَنتَصِرُونَ ۝٩٣ فَكُبۡكِبُوا۟ فِیهَا هُمۡ وَٱلۡغَاوُۥنَ ۝٩٤ وَجُنُودُ إِبۡلِیسَ أَجۡمَعُونَ ۝٩٥﴾ [الشعراء ٩٠-٩٥]

والمهم هذا النص التالي سياق الحديث عن أهل سبأ فقد ذكر "إبليس" قال العلي الأعلى المتعال :

﴿لَقَدۡ كَانَ لِسَبَإࣲ فِی مَسۡكَنِهِمۡ ءَایَةࣱۖ جَنَّتَانِ عَن یَمِینࣲ وَشِمَالࣲۖ كُلُوا۟ مِن رِّزۡقِ رَبِّكُمۡ وَٱشۡكُرُوا۟ لَهُۥۚ بَلۡدَةࣱ طَیِّبَةࣱ وَرَبٌّ غَفُورࣱ ۝١٥ فَأَعۡرَضُوا۟ فَأَرۡسَلۡنَا عَلَیۡهِمۡ سَیۡلَ ٱلۡعَرِمِ وَبَدَّلۡنَـٰهُم بِجَنَّتَیۡهِمۡ جَنَّتَیۡنِ ذَوَاتَیۡ أُكُلٍ خَمۡطࣲ وَأَثۡلࣲ وَشَیۡءࣲ مِّن سِدۡرࣲ قَلِیلࣲ ۝١٦ ذَ ٰ⁠لِكَ جَزَیۡنَـٰهُم بِمَا كَفَرُوا۟ۖ وَهَلۡ نُجَـٰزِیۤ إِلَّا ٱلۡكَفُورَ ۝١٧ وَجَعَلۡنَا بَیۡنَهُمۡ وَبَیۡنَ ٱلۡقُرَى ٱلَّتِی بَـٰرَكۡنَا فِیهَا قُرࣰى ظَـٰهِرَةࣰ وَقَدَّرۡنَا فِیهَا ٱلسَّیۡرَۖ سِیرُوا۟ فِیهَا لَیَالِیَ وَأَیَّامًا ءَامِنِینَ ۝١٨ فَقَالُوا۟ رَبَّنَا بَـٰعِدۡ بَیۡنَ أَسۡفَارِنَا وَظَلَمُوۤا۟ أَنفُسَهُمۡ فَجَعَلۡنَـٰهُمۡ أَحَادِیثَ وَمَزَّقۡنَـٰهُمۡ كُلَّ مُمَزَّقٍۚ إِنَّ فِی ذَ ٰ⁠لِكَ لَـَٔایَـٰتࣲ لِّكُلِّ صَبَّارࣲ شَكُورࣲ ۝١٩ وَلَقَدۡ صَدَّقَ عَلَیۡهِمۡ إِبۡلِیسُ ظَنَّهُۥ فَٱتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِیقࣰا مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ ۝٢٠ وَمَا كَانَ لَهُۥ عَلَیۡهِم مِّن سُلۡطَـٰنٍ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یُؤۡمِنُ بِٱلۡـَٔاخِرَةِ مِمَّنۡ هُوَ مِنۡهَا فِی شَكࣲّۗ وَرَبُّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءٍ حَفِیظࣱ ۝٢١﴾ [سبأ ١٥-٢١]

رابعا: إن إبليس أو الشيطان المذكور في الآيات السابقة في قصة آدم عليه السلام حي إلى يومنا هذا بدليل قول الله سبحانه الكبير المتكبر:

﴿قَالَ أَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ۝١٤ قَالَ إِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ۝١٥﴾ [الأعراف ١٤-١٥]

﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ۝٣٦ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ۝٣٧ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ ۝٣٨﴾ [الحجر ٣٦-٣٨]

﴿قَالَ رَبِّ فَأَنظِرۡنِیۤ إِلَىٰ یَوۡمِ یُبۡعَثُونَ ۝٧٩ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ ۝٨٠ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ ۝٨١﴾ [ص ٧٩-٨١]

﴿قَالَ أَرَءَیۡتَكَ هَـٰذَا ٱلَّذِی كَرَّمۡتَ عَلَیَّ لَىِٕنۡ أَخَّرۡتَنِ إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡقِیَـٰمَةِ لَأَحۡتَنِكَنَّ ذُرِّیَّتَهُۥۤ إِلَّا قَلِیلࣰا ۝٦٢ قَالَ ٱذۡهَبۡ فَمَن تَبِعَكَ مِنۡهُمۡ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاۤؤُكُمۡ جَزَاۤءࣰ مَّوۡفُورࣰا ۝٦٣﴾ [الإسراء ٦٢-٦٣]

ويقول نبي القاديانية: "ولا شك ولا شبهة أن إنظار الشيطان كان إلى آخر الزمان، كما يُفهم من القرآن، أعني لفظ "الإنظار" الذي جاء في الفرقان، فإن الله خاطبه وقال: ﴿قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ ٱلۡمُنظَرِینَ • إِلَىٰ یَوۡمِ ٱلۡوَقۡتِ ٱلۡمَعۡلُومِ﴾، يعني يوم البعث الذي يبعث الناس فيه بعد موت الضلالة بإذن الله الحي القيوم". [الخطبة الإلهامية ١٠١]

خامسا: جاءت السنة النبوية لتؤكد ما سبق ولله الشكر والحمد فمن ذلك:

عَنْ  عَائِشَةَ  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا كَانَ يَوْمَ أُحُدٍ هُزِمَ الْمُشْرِكُونَ، فَصَرَخَ إِبْلِيسُ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أُخْرَاكُمْ. فَرَجَعَتْ أُولَاهُمْ فَاجْتَلَدَتْ هِيَ وَأُخْرَاهُمْ، فَبَصُرَ حُذَيْفَةُ فَإِذَا هُوَ بِأَبِيهِ الْيَمَانِ، فَقَالَ : أَيْ عِبَادَ اللَّهِ، أَبِي أَبِي. قَالَ : قَالَتْ : فَوَاللَّهِ مَا احْتَجَزُوا حَتَّى قَتَلُوهُ. فَقَالَ حُذَيْفَةُ : يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ. [صحيح البخاري]

عَنْ  أَبِي الدَّرْدَاءِ  قَالَ : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ : " أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ "، ثُمَّ قَالَ : " أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ " ثَلَاثًا، وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا، فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ، وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ. قَالَ : " إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي، فَقُلْتُ : أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ قُلْتُ : أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ التَّامَّةِ، فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ، ثَلَاثَ مَرَّاتٍ، ثُمَّ أَرَدْتُ أَخْذَهُ، وَاللَّهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ". [صحيح مسلم]

عَنْ  جَابِرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " إِنَّ عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، فَيَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَيَفْتِنُونَ النَّاسَ، فَأَعْظَمُهُمْ عِنْدَهُ أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ". [صحيح مسلم]

عَنْ  جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ إِبْلِيسَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ". [مسند الإمام أحمد]

سادسا: إن إبليس كما تؤمن القاديانية هو من الجن، وهنا نسيت القاديانية أو تتناسى أن الجن عندها إنسان مستتر، وهذا الاستتار التي تفتري و تدعي كذبا غير  موجود في حالة إبليس!

فإبليس متواجد بين جموع الملائكة: ﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا﴾ [الكهف ٥٠]

وإبليس يحصل بينه وبين الخالق حديث وخطاب: ﴿قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسۡجُدَ إِذۡ أَمَرۡتُكَۖ قَالَ أَنَا۠ خَیۡرࣱ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِی مِن نَّارࣲ وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِینࣲ﴾ [الأعراف ١٢]

فأين هو هذا الاستتار المفترى؟! 

سابعا: إضافة لما سبق، فإن الله العليم الحكيم قال:

﴿وَإِذۡ قُلۡنَا لِلۡمَلَـٰۤىِٕكَةِ ٱسۡجُدُوا۟ لِـَٔادَمَ فَسَجَدُوۤا۟ إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦۤۗ أَفَتَتَّخِذُونَهُۥ وَذُرِّیَّتَهُۥۤ أَوۡلِیَاۤءَ مِن دُونِی وَهُمۡ لَكُمۡ عَدُوُّۢۚ بِئۡسَ لِلظَّـٰلِمِینَ بَدَلࣰا﴾ [الكهف ٥٠]

فالتفسير الإسلامي لـ : ﴿إِلَّاۤ إِبۡلِیسَ كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ﴾ أي: لم يكن من الملائكة بل من الجن المخلوق المعروف عند المسلمين.

الاستثناء  حسب التفسير الإسلامي يستقيم أكثر من التفسير القادياني أي: كان من البشر المستترين. والسياق يتحدث عن أمر بالسجود لإنسان هو آدم عليه السلام، وإبليس لم يسجد وكان من الجن وليس من الملائكة.

ثامنا: إن مما يفسد تفريق بشير الدين محمود بين إبليس الذي أمر بالسجود، وبين الشيطان الذي أغوى آدم عليه السلام الحديث التالي:

عَنْ  أَبِي هُرَيْرَةَ  قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا قَرَأَ ابْنُ آدَمَ السَّجْدَةَ، فَسَجَدَ اعْتَزَلَ الشَّيْطَانُ يَبْكِي يَقُولُ : يَا وَيْلَهُ "، وَفِي رِوَايَةِ أَبِي كُرَيْبٍ : " يَا وَيْلِي، أُمِرَ ابْنُ آدَمَ بِالسُّجُودِ، فَسَجَدَ، فَلَهُ الْجَنَّةُ، وَأُمِرْتُ بِالسُّجُودِ، فَأَبَيْتُ، فَلِي النَّارُ ". [صحيح مسلم]

تاسعا: يقول غلام أحمد:

"وهذا هو معنى: ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ﴾ أي كان إبليس وحده من قوم الجن ولم يكن من الملائكة. فالملائكة جنس طيب والشيطان على حدة. فسر الملائكة وإبليس خفي وكتوم لدرجة أننا لا نجد بدأ من القول: "آمنا وصدقنا" إن الله سبحانه وتعالى لم يرزق إبليس اقتدارا وتوفيقا إلا أنه يوسوس. فكما أن الملائكة يقصدون أن يتطهر الإنسان، وتكون أخلاقه رائعة، وبالمقابل يريد الشيطان أن يكون الإنسان خبيثا قذرا نجسا". [الملفوظات ج٥ ص١٣٤]

"هناك أربعة أشياء ليس في وسع الإنسان أن يتوصل إلى كنهها وسرها. أولها الله سبحانه وتعالى والثاني الروح، والثالث الملائكة، والرابع إبليس. فالذي يؤمن بالله سبحانه وتعالى من هذه الأربعة ويؤمن بصفات ألوهيته، فيجب عليه أن يؤمن بوجود الثلاثة الباقية أيضا أي الروح والملائكة وإبليس". [الملفوظات ج٥ ص١٣٥]


✹✹✹✹✹✹