أوجه الشبه بين الميرزا وبين المسيح عليه السلام..
أوجه الشبه بين الميرزا وبين المسيح عليه السلام.. ح1
في كتابه"تذكرة الشهادتين" ذكر الميرزا غلام أحمد مدع النبوة 16 وجهَ شبه بينه وبين المسيح،
فقال:
* "الميزة الأولى هي كونه الموعودَ؛ لقد خلا في الإسلام ألوف من الصالحين وأولياء الله ولكن لم يكن أحد منهم موعودا، أما الذي قُدِّر له أن يأتي باسم المسيح فقد كان هو الموعود الوحيد. كذلك ما كان أحد من الأنبياء موعودا قبل عيسى بل كان هو الموعود الوحيد".
- الردّ:
لم يأتِ الميرزا بأي دليل على زعمه هذا، لكننا نقرأ في الأناجيل قول المسيح عن يحيى:
{وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَقْبَلُوا، فَهذَا هُوَ إِيلِيَّا الْمُزْمِعُ أَنْ يَأْتِيَ} (إِنْجِيلُ مَتَّى 11 : 14).. أي أنّ يحيى هو المصداق لعودة إيليا.. أي أنّ يحيى هو الموعود به. والميرزا استدلّ بهذا النصّ كثيرا. فسقط وجه الشبه هذا، وتبيَّن تزييف الميرزا أيضا.
يتابع الميرزا قائلا:
* "الميزة الثانية كانت انقراض السلطنة؛ وأي شك في أنه كما أن السلطنة الإسرائيلية كانت قد انقرضت من تلك البلاد قبل ولادة عيسى بفترة وجيزة كذلك كانت السلطنة الإسلامية قد انقرضت من بلاد الهند قبل ولادة المسيح الأخير بسبب سوء التصرفات".
- الردّ:
لا نعرف تاريخ انقراض الحكومة الإسرائيلية التي يتحدّث عنها، لكننا نعرف أنّ الهند ليست كل العالم الإسلامي، بينما كانت مملكة إسرائيل كل عالمهم في ذلك الوقت. ولا نظنّ أن المسيح عليه السلام قد فرح بحكم الرومان وتملّق لهم، كما فرح الميرزا وتملّق للإنجليز. فالفروق هائلة بين الحالتين. والتشابه على فرض وجوده، فليس ذا قيمة.
يتابع الميرزا قائلا:
* "الميزة الثالثة التي تحلى بها المسيح الأول هي أن اليهود في زمنه كانوا قد تفرّقوا إلى عدة فِرق وكانوا بطبيعة الحال بحاجة إلى حَكَمٍ ليحكم بينهم، وكذلك تفرق المسلمون أيضا إلى عدة فِرق في زمن المسيح الأخير".
- الردّ:
هذا التفرّق موجود قبل المسيح الأول وبعده، وقبل الميرزا وبعده.
يتابع الميرزا قائلا:
* "الميزة الرابعة في المسيح الأول أنه لم يكن مأمورا بشنِّ الحروب، كذلك المسيح الأخير فليس مأمورا بالحروب أيضا".
- الردّ:
وهل كان يحيى مثلا مأمورا بشنّ الحروب؟ وهل كان زكريا مأمورا بشنّها؟ الحقيقةُ أنّ عامة أنبياء بني إسرائيل حسب التوراة لم يشنّوا الحروب، فالمسيح ليس متميزا عنهم في ذلك.
إنما الفرق الواضح أنّ المسيح نسخ بعض أحكام التوراة، فقال: {سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا.} (إِنْجِيلُ مَتَّى 5 : 38-39).. أي أنّ التوراة تقول كذا، أما أنا فأقول غير ذلك، وهو كذا.
أما الميرزا فيقول: " ولا شريعةَ بعده صلى الله عليه وسلم، ولا ناسخَ لكتابه ووصيته، ومن خرج مثقالَ ذرّة من القرآن، فقد خرج من الإيمان". (مواهب الرحمن)
يتابع الميرزا قائلا:
* "الميزة الخامسة التي وُجدت في المسيح الأول هي أن أخلاق اليهود في زمنه كانت قد فسدت، وخاصةً الذين كانوا يُدعَون علماءهم؛ فقد صاروا خدّاعين كبارًا وعَبَدَةً للدنيا، وتألبوا على أطماعها وغرقوا في الحرص على الجاه الدنيوي. وهذا ما آلت إليه حالة عامة الناس ومعظم علماء الإسلام في زمن المسيح الأخير".
- الردّ:
هذا ليس خاصا بزمن المسيح، ولا بزمن الميرزا، فالمسلمون قبل مائة سنة من الميرزا لا يختلفون عن المسلمين في زمنه من هذه النواحي، ولا عن المسلمين بعده.. فالمخادعون موجودون في كل مكان، وقد يزيدون قليلا وقد ينقصون.
يتابع الميرزا قائلا:
* "الصفة السادسة هي أن المسيح عليه السلام قد بُعث في حكم قيصر الروم، وهذه الصفة أيضا مشتركةٌ مع المسيحِ الأخير؛ إذ بُعثت أنا كذلك في حكم قيصر، بيد أن هذا القيصر أفضل من القيصر الذي كان في زمن المسيح عليه السلام... فقيصرُ زمننا أفضل مرتبةً من ذلك القيصر الغبي والظالم إلى تلك الدرجة.".
- الردّ:
لا بدّ أن يُبعَث المسيح في زمن ملك، ولا بدّ أن يخرج الميرزا في زمن ملك أو حاكم، فهذا وجه شبه سخيف. ولكنه في الحقيقة وجه خلاف، حيث ذكر الميرزا أنّ فيكتوريا أفضل مِن القيصر الذي عاصر المسيح. فلو كان هناك تشابه لتشابها في الشرّ أو في الخير.
يتابع الميرزا قائلا:
* "الصفة السابعة هي أن الديانة المسيحية تغلغلت في نهاية المطاف في قوم قيصر، ويشاركُ المسيحُ الأخير في هذه الصفة أيضا لأنني أرى أن دعواي وأدلتي تؤخذ مأخذ الرغبة والجِدِّيّة الكبيرتينِ في أوروبا وأمريكا، ونشَر أهل هذه البلاد دعواي وأدلتي في مئات من جرائدهم من تلقاء أنفسهم، وكتبوا في تصديقي وتأييدي كلمات يتعذر صدورها من قلمِ مسيحيٍ حتى أن بعضهم كتب بكلمات صريحة أن هذا الشخص يبدو صادقا... كما كتب آخرون منهم أن إعلان المسيح الموعود جاء في وقت مناسب تماما، والوقت في حد ذاته دليل على ذلك. فيتبين من تصريحاتهم هذه أنهم في استعداد لقبول دعواي".
- الردّ:
هذا وجه خلاف كبير، ويبرز هذا الوجه بإبراز حجم كذب الميرزا في هذه الفقرة، فكلّ ما قاله كذب في كذب.
يتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة الثامنة للمسيح كانت أن نجمًا طلع في عهده، ففي هذه العلامة أيضا اشتركتُ معه كوني المسيح الأخير، لأن النجم الذي كان قد طلع في عهده قد عاود الظهور في زمني أنا أيضا، وهذا ما صدَّقته الجرائد الإنجليزية، وقد استُنبط من ذلك أن ظهور المسيح قريب".
- الردّ:
لا نعرف ماذا يقصد الميرزا بهذا الهراء!
ونتابع في أوجه الشبه في حلقات قادمة.
#هاني_طاهر 12 يوليو 2018
أوجه الشبه بين الميرزا وبين المسيح عليه السلام.. ح2
وجه الشبه بين المشبّه والمشبّه به والعكسية الميرزائية
حين نقول: فلان كالأسد، فوَجْهُ الشبه هو الشجاعة، لأنّ الشجاعة هي أبرز ما في الأسد.
ولو قيل: إن وجْهَ الشَّبَه هو شرب الماء، لرفض العقلاء جميعا ذلك، لأنّ شرب الماء ليس مما يتميّز به الأسد، بل هو مشترك بين كل الحيوانات.
وحين نقول: الميرزا مثل المسيح، فإنّ وجه الشبه يجب أن يكون في أهمّ ما يتميّز به المسيح، وهي:
الولادة العذرية، وإبراء الأكمه والأبرص، وإحياء الموتى، وخلق الطير، وقصة الصلب، والتأليه.
ومعلومٌ أنّ الميرزا له أب، ومعلوم أنه لم يُبرئ أكمهَ ولا أبرص، ولا أحيا ميتا ولا خلق طيرا. لكنّ هذا كله يعني أنه لا يشبه المسيح، ولكن المهمّ في قضية الميرزا هي العكسية، وقد تجلًّت في أنّ الميرزا ظلّ عالةً على أبيه حتى آخر لحظاته، حيث قلق الميرزا بشأن انقطاع راتب أبيه التقاعدي!! فإذا كان المسيح قد نشأ بلا أب، فإنّ الميرزا قد كبُر وشاب وهو يعتمد على الأب. وأما الشفاء فالميرزا تحققت نبوءاته وأدعيته بشأن شفاء ابنه الموعود مبارك وصديقه الأول عبد الكريم عكسيا.
فإذا لم تكن بداية الميرزا مثل بداية المسيح، ولم تكن معجزاته كمعجزاته، فلتكن نهايته كذلك.. أي فليُعَلَّق على الصليب، كما يرى الأحمديون، ولْيَنْجُ من هذا الصليب، وليهاجر إلى بلد بعيد، وليؤمن به الملايين هناك.
لكنّ هذا لم يحدث إلا عكسيا؛ فلم يستطع الأعداء أن ينالوا من الميرزا شيئا، بل هو الذي نال من الناس جميعا، ولم يترك أحدا إلا شتمه ولعنه. وكانت نهايته على يد الكوليرا المخزية كما يراها، لا على يد الناس، كما كانت نهاية المسيح في التصوّر الأحمدي.
فلنتابع في أوجه الشبه التي ذكرها الميرزا في كتابه تذكرة الشهادتين عما بينه وبين المسيح:
يتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة التاسعة للمسيح أنه حين علِّق على الصليب حدث كسوف الشمس، وقد أشركني الله تعالى في هذا الأمر أيضا، لأنه حين كُذِّبتُ لم تكسف الشمس فقط بل خسف القمر أيضا في شهر واحد، شهر رمضان". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: على فرض حدوث كسوف عند تعليق المسيح، فيكون ذلك قد حدث عند موته ونهايته. أما بالنسبة إلى الميرزا فالكسوف والخسوف حدثا في بداية مشروع احتياله، لا في نهايته، وعاش بعدها 14 عاما.
أما الحقيقة فإنّ الأناجيل لا تذكر أيَّ كسوف، بل تذكر "ظُلْمَة عَلَى كُلِّ الأَرْضِ" (إِنْجِيل مَتَّى 27 : 45)، فلو كان هذا الظلام بسبب الكسوف، فكان الأولى أن يُذكر الكسوف.. أما إجماع هذه الأناجيل على ذكر الظلمة مِن دون ذكر الكسوف فلا بدّ أن يكون دالا على أنه لم يكن هنالك كسوف. وهذه الظلمة -إنْ صحَّت- قد تكون بسبب غيوم ملبّدة.
ثم إنّ الكسوف يحدث في كل بضعة أشهر، ويصادف وجود أنبياء ووجود مشعوذين ووجود محتالين، فهذا ليس وجْهَ شَبَه.
يتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة العاشرة هي أنه حين أوذِي المسيح تفشى في اليهود طاعون جارف، وقد تفشى الطاعون في زمني أيضا". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: الطاعون ظلّ ينتشر عبر التاريخ ولم يتوقّف إلا في العصر الحديث. وقد حصد ثلث أوروبا في خمس سنوات قبل بضعة قرون. هذا كله على فرض صحة قوله أنّ طاعونا جارفا حدث بعد إيذاء المسيح.
ويتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة الحادية عشرة للمسيح كانت أن علماء اليهود سعوا أن يُعتبر المسيح متمردا، فرُفعت قضيةٌ ضده، وبُذلت الجهود ليُدانَ بعقوبة الإعدام. وقد جعلني قدر الله تعالى شريكا في هذه العلامة أيضا إذ رُفعت ضدي قضية زائفة بتهمةِ القتل، وحاولوا إلصاق تهمة التمرّد بي". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: لم تُرفع قضية ضد المسيح بأنه قاتل، أما الميرزا فاتُّهم بأنه قاتل ليكهرام.
ولم تُبذل جهود ليُدان الميرزا بالتمرّد، بل إذا حدث شيء من هذا فهو سخيف، فالميرزا لا يفتأ يتملّق للحكومة، فمن سيصدّق مَن يتّهمه بالتمرّد. لذا نميل إلى أنه لم يتّهمه أحد بالتمرّد، إلا أن يكون سخيفا. أما المسيح فقد اتهمه القوم وكبارهم وصدّقهم الحاكم. ثم إنّ المسيح لم يكن متملّقا مثل الميرزا. فسقط وجه الشبه السخيف.
ويتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة الثانية عشرة للمسيح كانت أن علِّق معه على الصليب لصٌّ. وقد أُشرِكتُ في هذه العلامة أيضا لأنه... قُدِّم معي في اليوم نفسه في المحكمة لصٌّ مسيحي... كان قد سرق بعض النقود فعوقب بالسجن لثلاثة أشهر فقط، ولم يعاقَب بالموت كما حوكم اللص مع المسيح". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: هذا وجه اختلاف لا وجه شبه ما دام اللصّ قد أُعدم هناك، ولم يُسجن إلا 3 أشهر هنا.
ثم إن اللص قد صُلب مع المسيح، أما هذا اللص المفبرك فلم يُصلب مع الميرزا ولم يُعاقَب مع الميرزا.
ثالثا: صُلب لصان مع المسيح، لا لصّ واحد.
رابعا: قال المسيح لأحدهما {إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ} (إِنْجِيلُ لُوقَا 23 : 43)، ولم يقل الميرزا لذلك اللصّ! بل لم يرَه.. بل فبركه ليزعم ما زعم.
فهذا وجه شبه موغل في السخافة على فرض صحّته.
يتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة الثالثة عشر كانت أنه حين قدِّم المسيح أمام الحاكم بيلاطوس وطُلب أن يعاقَب بالموت قال بيلاطوس ما مفاده: لا أرى له أي ذنب حتى أدينه بهذه العقوبة. كذلك قال لي "كبتان دوغلاس" ردًّا على قولي: لا أرى لك أي ذنب". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: هذا وجه شبه سخيف، ذلك أنّ المهمّ أنّ بيلاطوس حكم بصلب المسيح ووافق على صلب المسيح وأمر بصلب المسيح. أما القاضي الإنجليزي فبرّأ الميرزا من التهمة السخيفة التي اتُّهم بها. أما أنّ كلا من القاضي والوالي لم يكن راضيا بظلم المتَّهم، فهذا ليس وجهَ شبه، فالأصل في القاضي أن يرفض الظلم، لكنّ المهم هو تطبيق العدل، فبيلاطوس خضع لليهود، والإنجليزي لم يخضع لأحد. فالعكسية واضحة.
ويتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة الرابعة عشرة للمسيح كان أنه ما كان من بني إسرائيل لكونه بلا أب، ولكن مع ذلك كان النبي الأخير من السلسلة الموسوية ووُلد في القرن الرابع عشر من بعد موسى عليهما السلام. كذلك أنا؛ فلست أنحدر من قبيلة قريش، وقد بُعثت في القرن الرابع عشر وكنتُ الأخير مبعثًا". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: المسيح نبيّ، والميرزا ليس نبيا، بل يرى نفسه مجددا ومحدّثا. ثم إن جماعته من بعده ترى النبوة مستمرة، على اختلاف بينهم في ذلك.
أما أنْ يكون غير القرشي شبيها بالمولود بلا أب، فسخافة لا نظير لها.
أما قصة القرن الرابع عشر فليس عليها دليل.
يتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة الخامسة عشرة للمسيح كانت أن الدنيا في عصره كانت قد تغيرت تماما، إذ رُصفت الشوارع، وتحسن نظام البريد ونظام الجيش إلى حد كبير واخترعت وسائل جديدة تيسيرا على المسافرين، وتحسنت قوانين المحاكم أيضا. وكذلك تقدمت في عصري أسباب الراحة في الدنيا كثيرا، بحيث وُجد القطار الذي ورد الخبر عنه في القرآن الكريم". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: إذا لم تستَحِ فقل ما شئت.. فالعالم يتطوّر منذ الدهور، ولم يكن عصر المسيح ذا خصوصية كما كان عصر النهضة الحديثة بالنسبة إلى التاريخ. والميرزا لم يذكر لنا من أين أتى بما قال.
ويتابع الميرزا قائلا:
* "العلامة السادسة عشرة للمسيح كانت أنه كان يماثل آدم لولادته بلا أب، كذلك أماثل آدم لولادتي كتوأم". (تذكرة الشهادتين)
- قلتُ: لقد كذب الميرزا في قوله أنه وُلد توأما، لكنني لستُ بصدد إثبات ذلك الآن. بل سأفرض أنه وُلد توأما، ولكن السؤال: كيف يشبه التوائم آدم؟ أي ما وجه الشبه بين التوائم وبين آدم؟
الحقيقةُ أنّ الفروق شاملة بين الميرزا وبين المسيح، ولكنّ الميرزا لا يتورّع عن الهراء وعن الكذب، فيقول:
"لقد جاء المسيح لكي يوضّح أحكام التوراة بدقة، كذلك أُرسلتُ أنا أيضا لأبيِّن أحكام القرآن الكريم بوضوح تام". (إزالة الأوهام، ص 110)
والسؤال لشهود الزور: ما هي الأحكام التوراتية التي وضّحها المسيح بدقة؟ وما هي أحكام القرآن الكريم التي وضحها الميرزا بوضوح تام ولم تكن واضحة قبله؟
أما المسيح فقد ألغى عددا من أحكام التوراة بوضوح، فقد أخذ يعدّد أحكام التوراة، ثم يذكر حكمه الذي استدرك عليها وألغاها وأتى بغيرها، فقال:
{وَقِيلَ: مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَلْيُعْطِهَا كِتَابَ طَلاَق. 32وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي، وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي. 33«أَيْضًا سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ، بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ. 34وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ،} (إِنْجِيلُ مَتَّى 5 : 31-34)
وقال:
{سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. 39وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضًا... 43«سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ وَتُبْغِضُ عَدُوَّكَ. 44وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ.} (إِنْجِيلُ مَتَّى 5 : 38-44)
وقد أكّد القرآن الكريم على هذه الحقيقة في قوله تعالى {وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ} (آل عمران 50)
أما الميرزا فيرى أنه تابع للقرآن، ولا يستدرك عليه ولا يضيف ولا يُنقص.
فالخلاصةُ أنّ الفروق شاملة بين الميرزا وبين المسيح، وحاشا لله أنْ يُشَبّه الميرزا بغير المحتالين.
#هاني_طاهر 3 نوفمبر 2018
أوجه الشبه بين الميرزا وبين المسيح عليه السلام.. ح3
ذكر الميرزا 16 وجه شبه، وبينتُ أنّها عكسية، أو أنها ليست شيئا. وقد أضاف أحدُ الأحمديين وجه الشبه السابع عشر، وهو قوله:
"تهمة الموت على الصليب وتهمة الموت في الحمام".
أي أنّ المسيح الأول قيل عنه زورا أنه مات على الصليب، وأنّ الميرزا قيل عنه زورا أنه مات في الحمام، وبهذا تشابهت نهايات كلّ منهما.. فكان حقُّ الميرزا أن يُسمّى المسيح بسبب أوجه الشبه الـ 17 هذه.
قلتُ: هذا التشابه عكسي أيضا؛
1: فالموت على الصليب مفخرة عند المسيحيين أتباع الميسح الأول، أما الموت في الحمام فهو خزيٌ عند الأحمديين أتباع الميرزا ويرفضونه. فهذه هي العكسية الأولى.
2 : والموت على الصليب حقيقةٌ عند المسيحيين الذين يرون أنهم أتباع المسيح الأول ويسعون لإثبات هذا الصلب بكلّ السبل، ولكنه باطل عند المسلمين وينفونه تنزيها للمسيح من هذه الميتة. أما الموت في الحمام فهو باطل عند أتباع الميرزا، ويسعون لنفيه بكلّ السبل، ولكنه حقيقة عند المسلمين الذين فسروا الحمام بأنها غرفة الميرزا بعد إسهاله الشديد نتيجة الكوليرا. فهذه هي العكسية الثانية.
#هاني_طاهر 8 أكتوبر 2019