أكاذيب الأحمدية في مقال "حقيقة المسيح الدجال" وبلاهاتها (1)

أكاذيب الأحمدية في مقال "حقيقة المسيح الدجال" وبلاهاتها (1)

أكاذيب الأحمدية في مقال "حقيقة المسيح الدجال" وبلاهاتها (1)

المقال في موقعهم مِن دون تاريخ ومن دون كاتب، أي أنّ المقال لا بدايةَ لتأليفه، ولم يكتبه إنسٌ ولا جانّ. وكم قلنا لهم: يجب أن يُذكر اسمُ الكاتب، ويجب ذكر تاريخ كتابة أيّ نصّ.

ومقالهم هذا مليء بالكذب والبلاهة، وسنسجّل ما فيه من كذب وبلاهة بأسمائهم جميعا، فسكوتهم يعني رضاهم.

البلاهة 1: يدينون أنفسهم

قالوا: الأحاديث الشريفة التي تتضمَّن أنباء غيبية عن المستقبل لا يمكن لأيّ إنسان مهما كانت درجة عِلْمِه أن يعرف كيفية وقوعها قبل أن تقع وتظهر حقائقها للناس.

أما وجه بلاهتهم فهو في إدانتهم أنفسهم، لأنّ قولهم هذا يمنعهم من البحث في أحاديث الدجال، لأنه –ببساطة –لم يخرج أحدٌ أو أمّة للناس فجأةً في أيّ وقت مضى، بل يعرف الناس بعضُهم بعضا، ولم يلحظ أيّ منهم أنّ أمة جديدة قد خرجت ورآها الناس أول مرة. فإذا ثبت أنّ الدجال لم يخرج، فقد وجب عليهم ألا يفسّروا هذه الروايات.

أما أدلتنا على أنه لم يخرج، فهي من شِّقين؛ الأول أنّ الأمة المسيحية التي يصفونها بالدجال لم تخرج، بل موجودة منذ 2000 سنة، وتتبع هذا الدين منذ أكثر من 1500 سنة بلا تغيير جوهريّ، بل يؤمنون أنّ المسيح ابن الله، أو أنّ الله تجسّد فيه. وإيمانهم هذا قد صار قانونا قبل نحو 1600 سنة، وما يزال على حاله. والشق الثاني أنّ المرزا لم يقتل هؤلاء المسيحيين، لا قتلا ماديا ولا معنويا، وليس لهرائه قيمة عند أحد في العالم إلا أن يكون أحمديا جاهلا بالنصوص أو منتفعا أو عاجزا.

أما الدليل على أنّ المرزا لم يقتل المسيحيين، فهو أنه لم يقدّم أي فكرة كان يجهلها الناس كافةً وفوجئ بها النصارى ولم يجدوا لها جوابا عندما قدّمها المرزا لهم.

إنْ زُعم أنه قدَّم لهم وفاة المسيح، قلنا: يقول بهذا كثير من المسلمين. وإنْ زُعم أنه قدّم لهم إغماء المسيح على الصليب، قلنا: قال بهذا سيد خان قبل المرزا. وإنْ زُعم أنه قدّم لهم رحلة كشمير، قلنا: هذه سخافة لا يقبل بها أحد.

فثبت أنه لم يُقتل دجال، فبات واجبا عليهم أن يقولوا: علينا أن نتوقف عن الحديث عن الدجال، لأننا لا نستطيع تفسيره حتى يظهر.

..................................

الكذبات 1-7 في تعريفهم للدجال

قالوا:

"وبتتبع هذه الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها نصِل إلى نتيجة لا شكّ فيها، بأن

1: الدجال الذي سيتصدى له المسيح الموعود هو الأمة المسيحية –2: وبالأخص القساوسة، 3: والفلاسفة والمفكرون المتعصبون – 4: التي ستسعى لترويج المسيحية المحرفة المزوّرة، 5: وهي التي ستحمل عقيدة الصليب الفاسدة، 6: وستروج للخنزيرية والإباحية، 6: وهي التي ستشن عدوانا على الإسلام بالشبهات والحجج المزورة والتي يريدون بها إبطال الإسلام والإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الأمة ستعمل على الدجل والتحريف والتزوير وطمس الحقائق، 7ومحاولة إظهار المسيحية المحرفة وكأنها هي الحق رغم ما تحتويه من فساد وتناقضات، ومحاولة إظهار الإسلام وكأنه الشرُّ بعينه".

الكذبات في هذا النصّ:

1: قوله: "الدجال الذي سيتصدى له المسيح الموعود هو الأمة المسيحية".

لأنّ هذه الأمة موجودة منذ ألفي سنة، فمتى صارت دجالا؟ وكيف يؤدي تتبّع الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها إلى نتيجة يقينية أنّ المسيحيين في القدس وعمّان ودمشق وبيروت والقاهرة وأثينا وباريس وأديس أبابا هم الدجال؟ كيف؟ يعني اذكروا لنا نصّ هذه الأحاديث التي تقول: إنّ مسيحيي بيت لحم هم الدجال الذي سيبعث الله المرزا لقتله.

2: قوله: "وبالأخص القساوسة".

فكيف يؤدي تتبّع الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها إلى نتيجة يقينية أنّ قساوسة لندن عن بكرة أبيهم هم الدجال خاصةً؟ ومتى صاروا "الدجال"؟ ما هو آخر عام كان قساوسة لندن فيه مجرد قساوسة، ثم تحوّلوا في العام التالي إلى "الدجال"؟ ماذا فعلوا حتى صاروا "الدجال"؟ هل صاروا يكذبون بعد أن كانوا يَصْدُقون؟ هل صاروا مشركين بعد أن كانوا موحّدين؟

ما أعلمه هو أنهم لم يتغيّروا، إلا في الآونة الأخيرة عندما أباحوا زواج المثليين، أي في وقت قريب من رفع اللورد الأحمدي علم المثليين في سفارة بلده في الجزائر. أما في زمن المرزا فلم يكن يخطر ببالهم مثل ذلك، ولم يكونوا يختلفون في شيء عن القساوسة الذين سبقوهم.

3: قولهم: "والفلاسفة والمفكرون المتعصبون".

فكيف أدّى بكم تتبّع الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها إلى نتيجة يقينية أنّ الفلاسفة والمفكرين المتعصّبين هم الدجال؟

وهل يمكن أن تعُدّوا عشرين من هؤلاء الفلاسفة والمفكرين المتعصّبين الذين يُطلَق عليهم الدجال؟

4: قولهم: "الأمة المسيحية التي ستسعى لترويج المسيحية المحرفة المزوّرة".

هذه العبارة تفيد أنّ المسيحيين ظلوا ينشرون المسيحية الحقّة، ثم في زمن المرزا صاروا ينشرون المسيحية المحرفة المزوّرة. وهذه كذبة سمجة، لأنّ المسيحيين لم يتغيروا في زمن المرزا عن الزمن الذي سبقه من حيث العقيدة المسيحية التي يتبنّونها وينشرونها.

5: قولهم: وهي التي ستحمل عقيدة الصليب الفاسدة،

فكيف يؤدي تتبّع الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها إلى نتيجة يقينية أنّ الأمة التي ستحمل عقيدة الصليب الفاسدة هي الدجال؟ مع أنّ هذه الأمة تحمل هذه العقيدة منذ قرون؟ متى كانت عقيدة الصليب جيدة ثم صارت فاسدة حتى صار اسمهم الدجال؟

6: قولهم: وستروج للخنزيرية والإباحية.

فكيف يؤدي تتبّع الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها إلى نتيجة يقينية أنّ الأمة التي ستنشر الإباحية هي الدجال؟ هل عبارة أن المسيح سينزل لقتل الخنزير تفيد أنّ المسيحيين ينشرون الإباحية؟! هذا كسر لعنق النصّ وكذب مبين.

7: قولهم: وهي التي ستشن عدوانا على الإسلام بالشبهات والحجج المزورة والتي يريدون بها إبطال الإسلام والإساءة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه الأمة ستعمل على الدجل والتحريف والتزوير وطمس الحقائق.

فكيف يؤدي تتبّع الأحاديث والتدقيق فيها وفي تفاصيلها إلى نتيجة يقينية أنّ الأمة التي ستشن عدوانا على الإسلام بالشبهات هي الدجال؟ وهل المسيحيون وحدهم من يشنّ عدوانا على الإسلام؟ وهل كان المسيحيون زمن الحروب الصليبية صادقين، ثم صاروا كاذبين زمن المرزا؟

نكتفي بالإشارة إلى هذه الكذبات، لنتابع في حلقة قادمة.

هاني طاهر 23 يناير 2023