أقوال القادياني في أفعال الله الجزء الثاني
مقولات القادياني في العقائد(15)
The Sayings of Al-Qadyani in Doctrins
أقوال القادياني في أفعال الله الجزء الثاني :
يصف القادياني أفعال الله بأنّها مظهر كل شيء في العالم ، حيث يقول: " قدرة الله ملتصقة بأجرامها التصاق اليد بالقلم. مع أننا نستطيع القول بأن القلم يكتب ولكنه لا يكتب في الحقيقة بل اليد هي التي تكتب. أو يمكن أن نقول بأن قطعة الحديد ، اتخذت هيئة النار بدخولها النار أي أنها تحرق وتضيء أيضا ولكن تلك الصفات ليست صفاتها بل هي صفات النار ، فهو الذي يجب أن يسمَّى النار والماء ؛ لأن أفعال هذه الأشياء ليست أفعالها في الحقيقة بل كلها أفعال الله تعالى. وإن قدراتها ليست قدراتها بل هي قدرات الله في الحقيقة"(1).
وهو يصف الله بأنّه يأكل -العياذ بالله-ويحاول أن يقلد القرآن الكريم لكن يغير بعض الكلمات وهذا ما يجر عليه الويلات، يقول القادياني:"إنا نرِث الأرض، نأكلُها مِن أطرافها. " (2) وهوبذلك يصف الله جلّ جلاله بأنّه يأكل أطراف الأرض تعالى الله علواً عظيماً. بل إنّه يصف الملائكة كأنّها جوارح لله يعمل بواسطتها، يقول القادياني: "وبيان ذلك أنه من الضروري حسب قانون الطبيعة المذكور آنفًا أن يعمل مخلوقٌ عمل الجارحة لإظهار إرادة الله في مجال إلقاء الوحي أو تزويد أحد بموهبة تلقي الوحي، وأن يعمل في مجال تنفيذ مشيئته في أمور تتعلق بالإلهام والروحانية كما ينفذها ماديًا. فهذه الجارحة نفسها تسمى بتعبير آخر "جبريل" الذي يتحرك بلا تأخير كجارحة تبَعًا لحركة ذلك الوجود الأعظم. أي عندما يتوجه الله تعالى بحبٍّ إلى قلب محبٍّ، يضطر جبريل - الذي علاقته بالله علاقة النَفَسِ بالهواء، وعلاقة العينِ بالنور - للتحرك إلى الاتجاه نفسه حسب المبدأ". (3)
والقادياني يقول بتنزيه الله جلّ جلاله في كتاباته، ولكنّالكثير من مقولاته تحتوي على عدمتنزيه الله جلّ جلاله بل تحتوي تشبيه الله بخلقه كما سبق، وقد ورد عنه ما يقدح في مبدأ التنزيه كما في قوله :"إنّما الطريق الوسط هو عدُّ ذات الله بين التشبيه والتنزيه" (4). وهويصف الله في أكثر من موضع بأنّه يُخطئ ويُصيب كما في قوله:
"إني مع الأفواج آتيك بغتة، إني مع الرسول أجيب، أخطي وأصيب. (5)" ومع أنّ القادياني حاول بكل جهده أن يُزيل هذه الشناعة من هذه المقولة ولكن أنّى له ذلك، فقد قال لتبرير ذلك:
"كلمات هذا الوحي تعني حرفيًا سأخطئ أحيانا وسأصيب أحيانا أخرى، والمراد أنني سأفعل ما أشاء حينًا، ولن أفعله حينا آخر، وستتحقق إرادتي تارةً ولن تتحقق أخرى. وورود مثل هذه الكلمات في كلام الله أمر معروف، فقد ورد في الحديث القدسي ما مفاده: أتردد في قبض روح المؤمن، مع أن الله تعالى منزه عن التردد. فعلى هذا النحو تمامًا جاء في هذا الوحي أيضا أن إرادتي تخطئ أحيانا وتصيب أحيانا أخرى، إذ معناه أنني ألغي قضائي وإرادتي تارة، وتتحقق مشيئتي كما أردتُ تارة أخرى. (6)
وبهذا يعترف القادياني أنّ المعنى الحرفي لها لا يجوز بحق الله، لذلك يقوم بتحريف المعنى الظاهر إلى معنى آخر من عنده، أي يحرّف معنى أخطأ إلى لا أفعل، ثم يستدلّ بالحديث على أن معناها "إرادتي تخطئ أحيانا"، ولا يجوز وصف الله إلّا بما وصف به نفسه، وقد أقرّ أنّه لن يخرج عن الدين كما في قوله:" ولكني ظللت أوضح منذ البداية بأني أعُدُّ الانحراف قيد أنملةٍ عن اتّباع القرآن الكريم واتّباع النبي إلحادا. هذا هو اعتقادي، والذي ينحرف عنه قيد شعرة فهو من أهل جهنم. لم أكتفِ ببيان اعتقادي هذا في خطاباتي فقط بل شرحتها جيدا في 60 كتابا تقريبا، وهذا ما أفكر به ليل نهار. "(7)وأما استدلاله بالحديث، فهو في غير محله ، فرسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى بشهادة ربّ العالمين"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى* إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"[النجم: ٣ – ٤].
ولا يجوز بداية أن نقارن كلام الرسول عليه الصلاة والسلام بكلام أي أحد فنعطيه درجة الثبوت لنقوم بتأويله أو غير ذلك خصوصاً عندما يصف الله تعالى بغير دليل أو عقل فوصفاللهوصفاً خاطئاً لا يقبله عقل ولا يشفع له منطق. أما الحديث الذي لم يذكره القادياني واكتفى بالإشارة اليه، والحديث هو عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنّ الله قال:من عادى لي ولياً؛فقد آذنته بالحرب. . . وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن؛يكره الموت،وأنا أكره مساءته). (8)والحديث أجاب عليه العلماء ،حيث ذكر ابن حجر في فتح الباري ستة أقوال في ذلك مفادها هو أنّ الله يكره ما يكره العبد المؤمن(9).
وكذلك يصف القادياني الله جلّ جلاله بأنّه يُصلي ويسهر وينام –تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً- كما في قوله: " أصلّي وأصوم، أسهرُ وأنام، وأجعلُ لك أنوار القدوم"(10)تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً والله تعالى ينفي هذه الصفات عن نفسه : ( لاتأخذه سنة ولا نوم )[البقرة: ٢٥٥]
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1]القادياني، غلام أحمد،نسيم الدعوة، ص69
[2]القادياني، غلام أحمد،الاستفتاء، ص 105
[3]القادياني، غلام أحمد،فتح الاسلام، ص 77
([4]) القادياني، غلام احمد، تفسير الميرزا، ج2 ص29
([5]) المكتب الاسلامي الاحمدي،شبهات وردود، ص 3
([6])القادياني، غلام أحمد،التذكرة، ص 594 / والحديث
([7])القادياني، غلام أحمد،الملفوظات، ص 1636
([8])البخاري ، كتاب الرقاق، باب التواضع، برقم 6502.
([9])انظر فتح الباري ج11 ص345
([10]) القادياني، غلام أحمد،التذكرة ص 546.