أقوال الصحابة والتابعين في أن عيسى في السماء
أقوال الصحابة والتابعين في أن عيسى في السماء
تقول القاديانيّة إنّ عقيدة رفع المسيح إلى السماء وعدم موته عقيدة نصرانيّة، وإنّ أكبر صفعة للقاديانيّة لهي أقوال الصحابة والتابعين في رفع عيسى -عليه السلام-،لأنّ هؤلاء لا يأخذون من النصارى بل من النبيّ -عليه الصلاة والسلام-،وإن كان بعض هذه الأحاديث لا يخلوا من ضعف إلا انها تشد بعضها بعضا وليس لها مخالف.
وقبل أن أضعك ـ عزيزي القارئ ـ أمام أقوال الصحابة والتابعين، أضعك أمام كذب "القاديانيّ" حيث يقول:"جاء في البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه في معنى التوفي شرح واضح فقال : متوفيك: مميتك وتبعه سائر الصحابة والتابعين ومن تبعهم، ولم يشد أحد منهم بخلاف، فأي دليل يكون أوضح من هذا إن كان رجل من الطالبين".١
فهو يزعم أنّ الصحابة والتابعين وافقوا ابن عباس في الرواية المعلقة ولم يشذّ منهم أحد بخلاف، وسنكتشف كذب القاديانيّ بعد قراءتك لأقوال ابن عباس،والتابعين في رفع عيسى وعدم موته.
قال ابن عباس في حديث طويل جاء فيه:"لما أراد الله أن يرفع عيسى إلى السماء خرج إلى أصحابه وهم اثنا عشر رجلا ...".٢
وعن ابن عباس في قوله تعالى في سورة الأحقاف 15: } حتى إذا بلغ أشدّه{قال: "ثلاثة وثلاثون وهو الذي رفع عليه عيسى بن مريم".٣
وعن ابن عباس: "وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته"، قال: قبل موت عيسى".٤
وعن ابن عباس قوله: "وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته"، يعني: أنّه سيدرك أناسٌ من أهل الكتاب حين يبعث عيسى، فيؤمنون به،"ويوم القيامة يكون عليهم شهيدًا".٥
وعن ابن عباس، في قوله عز وجل: {وأنّه لعلم للساعة} قال: "خروج عيسى بن مريم ".٦
عن أبي هريرة قال بعد ذكره نزول عيسى قال: " وأقرأوا إن شئتم :(وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته )".٧
وقال الحسن بن علي بن أبي طالب في أبيه :"أما بعد، والله لقد قتلتم الليلة رجلا في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى ابن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى عليه ".٨
عن أبي بن كعب قال: "لم يرم بنجم منذ رفع عيسى حتى تنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى بها".٩
فهذا ثمانية أقوال للصحابة -رضوان الله عليهم- منها خمسة أقوال لابن عباس، فإذا كانت القاديانيّة تأخذ بقول ابن عباس،فقد أتينا لها بخمس أقوال له وحده في رفع عيسى ، وعدم موته.
وممّن قال برفع عيسى وعدم موته من التابعين:
قال محمّد بن الحنفية: "إن عيسى لم يمت وأنّه رفع إلى السماء وهو نازل قبل أن تقوم الساعة فلا يبقى يهودي ولا نصراني إلا آمن به".١٠
وقال الحسن البصري: "في قول الله عز وجل:"يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي"، قال: رفعه الله إليه، فهو عنده في السماء".١١
وقال سعيد بن المسيب: "رفع عيسى بن مريم وهو ابن ثلاث وثلاثين".١٢
وقال مجاهد: "صلبوا رجلا شبَّهوه بعيسى، يحسبونه إياه، ورفع الله إليه عيسى حيًّا".١٣
وقال أبو رافع:"رفع عيسى بن مريم وعليه مدرعة وخفا وراع".١٤
وقال أبو العالية:"ما ترك عيسى بن مريم حين رفع إلا مدرعة صوف وخفي راع وقذافة يقذف بها الطير".١٥
وقال قتادة: "أولئك أعداء الله اليهود افتخروا بقتل عيسى وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه وذكر لنا أنّه قال لأصحابه: أيكم يقذف عليه شبهي فإنه مقتول قال رجل من أصحابه: أنا يا نبي الله فقتل ذلك الرجل ومنع الله نبيه ورفعه إليه".١٦
وقال ابن جريج: "بلغنا أن عيسى ابن مريم قال لأصحابه: أيُّكم ينتدب فيُلقَى عليه شبهي فيقتل؟ فقال رجل من أصحابه: أنا، يا نبي الله. فألقي عليه شبهه فقتل، ورفع الله نبيّه إليه".١٧
فهذه ثمانية أقوال للتابعين -رحمهم الله- في رفع عيسى عليه السلام إلى السماء وعدم موته.
وممّن قال أنّ عيسى في السماء وأنّه سينزل منها في آخر الزمان الإمام أبو حنيفة النعمان، أحد أئمّة المذاهب الأربعة حيث قال:"وخروج الدجال ويأجوج ومأجوج وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى من السماء".١٨
وهكذا يتضح لك ـ عزيزي القارئ ـ أنّ الصحابة والتابعين مؤمنون برفع عيسى،وأنّه لم يمت، وأنّه نازل في آخر الزمان، لا كما يقول "القاديانيّ" والقاديانيّة أنّ الصحابة والتابعين كانوا يؤمنون بموت عيسى ، وفضح الله الكذّابين الدجّالين.
هذا وإن الصحابة -رضوان الله عليهم- نقلوا لنا أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- في نزول عيسى -عليه السلام- ونقلها التابعون -رحمهم الله- عنهم، فبالتالي: هم لا يقولون بموته كما كذب القادياني الدجال الكذاب.
الكاتب: أبوعبيدة العجاوي
ــــــــــــــــــــــــ
[١]حمامة البشرى للغلام القادياني 125
[٢]مصنف ابن أبي شيبة رقم 31876 والسنن الكبرى للنسائي رقم 11527 قال ابن كثير : إسناده صحيح على شرط مسلم .وقال الشوكاني : رجاله رجال الصحيح.
[٣]مجمع الزوائد للهيثمي رقم 11338قال الهيثمي : فيه صدقة بن يزيد وثقه أبو زرعة وأبو حاتم وضعفه أحمد وجماعة وبقية رجاله ثقات.
[٤]تفسير الطبري ج 9 ص 380 صححه ابن كثير وابن حجر العسقلاني وأحمد شاكر.
[٥]المصدر السابق ج 9 ص 381
[٦]الحاكم رقم 3675 صححه الحاكم ووافقه الذهبي
[٧]مسلم رقم 155
[٨]مسند أبو يعلي رقم 6757 صححه حسين سليم أسد
[٩]الدر المنشور للسيوطي ج8 ص 303
[١٠]المصدر السابق ج 2 ص 734
[١١]تفسير الطبري ج 6 ص 457
[١٢]الحاكم رقم 5173 سكت عنه الذهبي
[١٣]تفسير الطبري ج 9 ص 374
[١٤]الدر المنثور للسيوطي ج2 ص 728
[١٥]المصدر السابق
[١٦]المصدر السابق
[١٧]تفسير الطبري ج 9 ص 373
[١٨]الفقه الأكبرلابي حنيفة ص 13