أقوال الأحمديين في نبوة الميرزا
أقوال الأحمديين في نبوة الميرزا
عُقدت مناظرة في لاهور بين الشيخ عبد الحكيم والمرزا غلام أحمد بموضوع إعلان النبوة الوارد في كتب ميرزا صاحب، وكان الشيخ يكتب بيانه الثالث ردًّا على بيانات الميرزا السابقة. وفي أثناء الكتابة حُكم في الموضوع بناء على بيان المرزا التالي:
أقول لجميع المسلمين
1: إنّ كل الكلمات التي وردت في كتبي "فتح الإسلام" و"توضيح المرام" و"إزالة الأوهام" مثل: المحدَّثُ أو نبي من وجه أو أن المحدَّثية نبوة جزئية أو المحدَّثية نبوة ناقصة، كل هذه الكلمات ليس محمولة على معناها الحقيقي، بل ذُكرت من حيث معانيها اللغوية بكل بساطة.
2: وإلا حاشا لله، فأنا لا أدّعي النبوة الحقيقية قط.
3: بل كما قلت في الصفحة 137 من إزالة الأوهام إني أؤمن بأن سيدنا ومولانا محمد المصطفى هو خاتم النبيين.
4: فأريد أن أوضح على الإخوة المسلمين جميعا أنهم إذا كانوا ساخطين من هذه الكلمات أو تشق على قلوبهم فليعتبروها مبدَّلة قليلا وليعتبروا أن كلمة "المحدَّث" من عندي لأني لا أريد الفُرقة بين المسلمين بحال من الأحوال.
5: إن الله جلّ شأنه أعلم بنيتي منذ البداية بأنني لم أقصد من كلمة "نبي" نبوة حقيقية قط بل المراد هو المحدَّثية فقط.
6: وقد بيّن النبي معناها بالمكلَّم. فقال عن المحدَّثين: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ : لَقَدْ كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رِجَالٌ يُكَلَّمُونَ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا أَنْبِيَاءَ فَإِنْ يَكُنْ مِنْ أُمَّتِي مِنْهُمْ أَحَدٌ فَعُمَرُ (صحيح البخاري)
7: فلا مانع عندي من بيان هذه الكلمة بأسلوب آخر مراعاة لقلب إخوتي المسلمين. والأسلوب الآخر هو أن يستبدلوا بكلمة "نبي" كلمة "المحدَّث" في كل مكان، وأن يعتبروا كلمة "نبي" مشطوبة.
8: إنني عازم على تأليف كتيب منفصل قريبا وسأشرح فيه بالتفصيل كل هذه الشبهات التي تنشأ في قلوب الذين يقرأون كتبي ويعتبرون بعض عباراتي منافية لمعتقدات أهل السنة والجماعة. فسأؤلّف قريبا كتيبا بإذن الله لأشرح بالتفصيل بأنها تطابق معتقدات أهل السنة والجماعة وسأزيل الشبهات كلها. (إعلان في 3/2/1892)
لقد نفى الميرزا عن نفسه النبوة وأكّد ذلك في ثماني نقاط، كل نقطة كافية وحدها للتدليل على نفيه الشامل هذا.
من يؤمن أن الميرزا ادّعى النبوة لاحقا فهو أمام الاحتمالات التالية:
1: أن الميرزا لم يكن يعلم أنه نبيّ، وأن الله أعلمه لاحقا، فنسخ أقواله السابقة.
على هؤلاء أن يعثروا على هذا الوحي الذي نسبه الميرزا لله، ولن يجدوا.
وعليهم أن يعثروا على النص الذي يعلن فيه نسخ عباراته السابقة المتعلقة بالنبوة. ودون ذلك خرط القتاد.
ثم إنّ هذا يعني أن روح القدس لم يكن مع الميرزا صاحب حين قال ما قال، وحين نفى ما نفى، وأنه لم يكن "وحي يوحى"، وأنه لم يكن صادقا حين أعلن أن الله لا يتركه على الخطأ، بل يصححه سريعا.
2: أن الميرزا لم يكن يعرف عقيدة أهل السنة والجماعة التي تقول بانقطاع النبوة كلها.
ولكن هذا الاحتمال مستحيل، لأن الميرزا صاحب ذكر نقاطا عديدة واضحة تؤكد أنه يؤمن بانقطاع النبوة كلها، مثل حديث أبي هريرة.
3: أن يقول إن الميرزا خاطب الناس على قدر عقولهم، فالمهم أنه ظلَّ يقول لهم أنه المسيح. وما دام المسيح نبيا، فهو يقرّ أنه نبيّ.
لكنّ هذا القول يعني أنه كان يخادع الناس حين قال إنه على عقيدة أهل السنة، لأن النقاش كان عن النبوة وليس عن المسيح ونزوله ومعنى نزوله. فقد أوحى إليهم ببيانه هذا أنه مجرد محدَّث لا نبيّ.
4: أنه لم يكن يعرف معنى النبوة الشامل، فكان يظنّ أن النبوة لا بد فيها من التشريع، وحين علم أن التشريع ليس ركنا من أركان النبوة أعلن نبوته بوضوح.
فالرد على ذلك أن الميرزا لم يذكر هذا المبرر قطّ، فلو غيّر من معتقده لهذا السبب لذَكَرَه. ثانيا: أعلن الميرزا صاحب أن وحي النبوة قد انقطع، وأنّ وحيه وحي ولاية، فهل تغيّر الوحي النازل عليه وصار وحي نبوة؟ هذا غير معقول، لأنه لم يعلن أنه تغيّر. يقول الميرزا صاحب: فليكن واضحا عليه أنني أيضا ألعن مدّعي النبوة وأؤمن بـ "لا إله إلا الله محمد رسول الله" وأؤمن بالنبي (ص) خاتم النبيين، ولا أؤمن بوحي النبوة بل أقول بوحي الولاية الذي يتلقاه أولياء الله تحت ظل النبوة المحمدية ونتيجة اتّباع النبي (ص)، ومن يتهمني أكثر من ذلك فهو ينبذ التقوى والأمانة. (إعلان في 20 شعبان 1314هـ).
فهو يعلن أنه ضمن الأولياء لا الأنبياء.
والميرزا صاحب يعلم أنّ مِن أنبياء بني إسرائيل من لم يأتِ بأي حكم جديد، فحين ينفي عن نفسه النبوة لا ينفي مجرد النبوة التشريعية، بل كل أنواع النبوة. وحين ينفي وحي النبوة فإنه ينفي الوحي الذي نزل على الأنبياء، سواء كان فيه تشريع أم لم يكن.
5: أنه نفى النبوة كليا، وظلّ على هذا النفي طوال حياته، وأنّ أيّ قول يُفهم منه غير ذلك فقد وجب تأوليه.
فأين أنتم أيها الأحمديون من هذه الخيارات؟