أدلة هرقل التسعة

أدلة هرقل التسعة

الدليل الرابع والأربعون على بطلان دعوى المرزا: أدلة هرقل التسعة

عن عَبْد اللَّهِ بْن عَبَّاسٍ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ أَخْبَرَهُ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَيْهِ [ومن معه].... فَأَتَوْهُ... فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ... ثُمَّ كَانَ أَوَّلَ مَا سَأَلَنِي عَنْهُ أَنْ قَالَ:

1: كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ

2: قَالَ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ قُلْتُ لَا

3: قَالَ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ لَا

4: قَالَ فَأَشْرَافُ النَّاسِ يَتَّبِعُونَهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَقُلْتُ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ

5: قَالَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ قُلْتُ بَلْ يَزِيدُونَ

6: قَالَ فَهَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ قُلْتُ لَا

7: قَالَ فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لَا

8: قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ [قلتُ لا]

9: قَالَ مَاذَا يَأْمُرُكُمْ قُلْتُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ وَالصِّلَةِ.

ثم قال هرقل:

1: سَأَلْتُكَ عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو نَسَبٍ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا

2: وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ مِنْكُمْ هَذَا الْقَوْلَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقُلْتُ لَوْ كَانَ أَحَدٌ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ

3: وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا قُلْتُ فَلَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ

4: وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا فَقَدْ أَعْرِفُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَذَرَ الْكَذِبَ عَلَى النَّاسِ وَيَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ

5: وَسَأَلْتُكَ أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمْ اتَّبَعُوهُ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ

6: وَسَأَلْتُكَ أَيَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَذَكَرْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذَلِكَ أَمْرُ الْإِيمَانِ حَتَّى يَتِمَّ

7:وَسَأَلْتُكَ أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ حِينَ تُخَالِطُ بَشَاشَتُهُ الْقُلُوبَ

8: وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَغْدِرُ فَذَكَرْتَ أَنْ لَا وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ.

9: وَسَأَلْتُكَ بِمَا يَأْمُرُكُمْ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ وَيَأْمُرُكُمْ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالْعَفَافِ فَإِنْ كَانَ مَا تَقُولُ حَقًّا فَسَيَمْلِكُ مَوْضِعَ قَدَمَيَّ هَاتَيْنِ. (البخاري)

أما أنا فأقول:

1: سَأَلْنا المرزا عَنْ نَسَبِهِ فَذَكَرَ مرةً أنه مغولي، ثم ذكر أنّ الوحي أخبره أنه فارسي، ثم كتب لفكتوريا أنه مغولي معارضا الوحي، فقلنا: هكذا هم المحتالون يبدّلون جلودهم كالحرباء بلا حياء.

2: وَسَأَلْنا: هَلْ قَالَ أَحَدٌ بهَذَا الْقَوْلَ قبل المرزا؟ فقيل لنا أَنّ البهاء سبقه وإنْ ببعض الاختلاف، وأنّ المهلوسين والدجاجلة يملأون الدنيا، فقلنا: رَجُلٌ يَأْتَسِي بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ.

3: وَسَأَلْنا المرزا: هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِك مِنْ مَلِكٍ؟ فَذَكَرَ أنّ عائلته كانت لها سيطرة وسلطة وحكْم على عدد كبير من القرى، ولكنها فقَدَت معظمَها. فقلنا: رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبائه وعقاراتهم وأموالهم.

4: وَسَأَلْنا الناس: هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَ المرزا بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ إنه المسيح؟ فَذَكَرَ لنا المرزا نفسه أنّ أقاربه عن بكرة أبيهم كانوا قد أجمعوا على أنه مكار، فقلنا: مَن نشأ مكارا فلا يأبه بالافتراء على الله.

5: وَسَأَلْنا الناس: أَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوا المرزا أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ؟ فَذَكَروا لنا أنّه قد اتّبعه نواب محمد علي خان زعيم ماليركوتله، وكان من أهمّ أتباعه، وهو الذي دعمه بالمال وتزوّج مِن طفلته، كما تبرّع لبراهينه التجارية كبار الزعماء، مثل: ملكة ولاية بهوبال، ووالي ولاية لوهارو، ونائب معتمد مدار المهام في دولة آصفية حيدر آباد دكن، والوزير في ولاية برناله غرهـ، وعدد كبير من النواب. فقلنا: لا تبدأ دعوى الأنبياء بهذه الطريقة.

6: وَسَأَلْنا: أَيَزِيدُ أتباع المرزا أَمْ يَنْقُصُونَ؟ فَذَكَروا لنا أَنَّهُمْ ينقصون، لكن يمكن أن يُخدع آخرون مِن مناطق بعيدة لا يعرفون عن سيرة المرزا، ثم يتناقصون حين يقرأون كتبه، فقلنا: وَكَذَلِكَ أَمْرُ الاحتيال.

7:وَسَأَلْنا: أَيَرْتَدُّ أَحَدٌ سَخْطَةً لِدِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ؟ فَذَكَروا لنا أنه قد ارتّد ثاني المبايعين للمرزا، وهو مير عباس علي ود. عبد الحكيم وإلهي بخش وغيرهم، وارتد أكثر من اثنين في مناظرته مع النصارى، فقلنا: وَكَذَلِكَ الاحتيال حِينَ يُكتَشَف.

8: وَسَأَلْنا: هَلْ يَغْدِرُ؟ فَذَكَروا لنا أنه يكذب كثيرا ويخلف الوعد كثيرا، فقلنا: هكذا كل محتال، لا بد أن يكذب ويغْدرُ.

9: وَسَأَلْنا: بِمَا يَأْمُرُكُمْ؟ فَذَكَروا أَنَّهُ يَأْمُرُ بدفع العشر حتى يُدفن المرء في مقبرته، وأمر بدفع مبالغ طائلة ثمنا لـ 300 دليل عقلي لم يكتبها، وأمر بتكفير كلّ من لم يؤمن به، وأمر بمقاطعة الناس ومساجدهم بزعم أنهم يشتمون مع أنه هو الشتّام، فقد كتب ألف لعنة وشتم شتائم كثيرة، وأمر أتباعه باتّباعه. فقلنا: لا بدّ أن يخيب.

هاني طاهر 6 ديسمبر 2022