أدلة القاديانية من الحديث على استمرار النبوة وتفنيدها

أدلة القاديانية من الحديث على استمرار النبوة وتفنيدها

أدلة القاديانية من الحديث على استمرار النبوة وتفنيدها

 وكما حاولت القاديانيّة أن تجد لها مستندا من القرآن الكريم على استمرار النبوّة، حاولت أيضا أن تجد لها مستندا من الحديث على استمرار النبوّة بعد نبيّنا محمّد -صلى الله عليه وسلم-، وستجد ــ عزيزي القارئ ــ أنّ محاولتها لم تكن موفّقة أيضا.

الحديث الأوّل: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ،قال :"لمّا مات إبراهيم ابن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-،قال:"إنّ له مرضعا في الجنّة،ولو عاش لكان صدّيقا نبيا".

والجواب على هذا الحديث :

أوّلا: هذا الحديث ضعيف في إسناده إبراهيم بن عثمان:ضعّفه أحمد بن حنبل، وقال يحيى بن معين: ضعيف، وقال أيضا: ليس بثقة، وقال البخاريّ: سكتوا عنه، وقال أبو داود: ضعيف الحديث، وقال الترمذي: منكر الحديث، وقال النَّسائيّ وأبو بسر الدولابي: متروك الحديث، وقال الجوزانيّ: ساقط، وقال أبو حاتم: ضعيف الحديث، وسكتوا عنه، وتركوا حديثه، وقال أبو عليّ الحافظ: ليس بالقويّ، وقال صالح البغداديّ: ضعيف لا تكتب حديثه،وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث، وقال الدارقطنيّ: ضعيف، وقال ابن المبارك: إرم به، وقال أبو طالب بن أحمد: منكر الحديث.

ثانيا: قد ذكر الصحابة والمفسّرون ــ كما سيأتي لاحقا ــ في إبراهيم ابن النبيّ-صلى الله عليه وسلم- ،أنّه ما عاش لأنّ النبيّ-صلى الله عليه وسلم-آخر الأنبياء، وهذا يتوافق مع آية: (وخاتم النبيّين) وحديث: (لا نبيّ بعدي).

الحديث الثاني: حديث: "أبو بكر خير الناس إلا أن يكون نبيّ".

والجواب على هذا الحديث: 

 هذا الحديث ضعيف ففيه إسماعيل بن زياد: قال ابن عديّ: "منكر الحديث، عامّة ما يرويه لا يتابعه أحد عليه إمّا إسنادا وإمّا متنا، وقال الأزديّ: ضعيف، وقال ابن حبّان: شيخ دجّال لا يَحلّ ذكره فى الكتب إلا على سبيل القدح فيه، وقال الدارقطنيّ: متروك يضع الحديث.

الحديث الثالث: قول عائشة - رضي الله عنها - : "قولوا: خاتم النبيّين، ولا تقولوا: لا نبيّ بعده".

والجواب على هذا الحديث:

 أنّ هذه الرواية منقطعة الإسناد بين جرير بن حازم وبين عائشة - رضي الله عنها -، فإنّها ماتت قبل مولده، وبهذا فالرواية ضعيفة.

الحديث الرابع: " أنا سيّد الأوّلين والآخرين من النبيّين ولا فخر".

والجواب على هذا الحديث:

أن هذا الحديث لا يوجد له إسناد أصلا، وبهذا فهو ضعيف.

الحديث الخامس: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "فُضِّلت على الأنبياء بستّ: أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلّت لي الغنائم، وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافّة، وختم بي النبيّون". 

قالت القاديانية: هنا يجب ان نفسر خاتم النبيين بما يثبت أفضليته.

والجواب على هذا الحديث :

 أنّ الحديث ابتدأ بكلمة فُضّلت، وساق الأمور التي فُضّل بها النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، فلا يجوز أن يقال أنّه فُضّل عليهم بأنّه أفضلهم بل فُضّل عليهم لأنّه آخرهم والحديث يتحدّث عن خصائص انفرد بها النبيّ-صلى الله عليه وسلم-،على سائر الأنبياء ومنها الخاتميّة.

الحديث السادس : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في صحيح مسلم بحق عيسى النازل آخر الزمان "نبي الله" أربع مرات .

والجواب :

الملاحظ أن القاديانية تأخذ النص أو الكلمة التي تعجبها في الحديث، ولا تأتي بالنص كاملا لنرى هل ينطبق على "القادياني" أم لا ، فهذا الحديث لا ينطبق على القادياني ونصه كاملا :

عن النواس بن سمعان، قال :" ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: «ما شأنكم؟» قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: «غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ، أنّه شاب قطط، عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، أنّه خارج خلة بين الشأم والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا» قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم» قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا، اقدروا له قدره» قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: " كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم، أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم، فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه، يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور  ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة ".

ذكر هذا الحديث أمورا تحدث ونحن هنا نسأل :

أولا : الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول عن الدجال : (إنه خارج خلة بين الشام والعراق . فعاث يمينا وعاث شمالا) فهل خرج الدجال من خلة بين الشام والعراق ؟

ثانيا: هل نزل "غلام أحمد القادياني" شرقي "دمشق" ( بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين) كما أخبر الحديث ؟

ثالثا : هل قتل "غلام أحمد القادياني" المسيح الدجال بباب "لد" كما أخبر الحديث؟    

رابعا : هل أوحى الله إلى "غلام أحمد القادياني" أن يحرز عباده الى الطور كما أخبر الحديث ؟

خامسا : هل ظهر يأجوج ومأجوج وشربوا بحيرة طبريا ؟    

سادسا : هل ظهر طير كأعناق البخت زمن "غلام أحمد القادياني" وطرحت يأجوج ومأجوج حيث شاء الله كما أخبر الحديث ؟

فإن زعمت القاديانية أن هذه الأمور في الحديث لا تؤخذ على ظواهرها.

فالجواب : يلزمها أيضا أن لا تأخذ كلمة " نبي الله " الواردة في الحديث على ظاهرها .


الكاتب: أبو عبيدة العجاوي.

ـــــــــــــــ
[1]ابن ماجة رقم 1511

[2]تهذيب الكمال  للمزي ج 2 ص 147 وتهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج1 ص 144

[3]كنز العمال للمتقي الهندي رقم 32548

[4]تهذيب التهذيب لابن حجر ج1 ص 298

[5]مصنف ابن أبي شيبة رقم 26653

[6]كنز العمال للمتقي الهندي رقم 16634

[7]مسلم رقم 523

[8]مسلم رقم 2937

[9]اللد : مدينة من مدن فلسطين.