أدعية الميرزا العكسية والخائبة
أدعية الميرزا العكسية والخائبة
يقول الميرزا:
"من المستحيل تماما أن يُوفَّق شخصٌ صالح وتقيٌّ للدعاء طول الليل لإتمام أمر ما ويوهَب حماسا كاملا لذلك الدعاء ثم يُردّ دعاؤه ولا يُجاب. لا نظير لهذا الأمر منذ بدء العالم إلى يومنا هذا". (ترياق القلوب)
الواقع يُثبت أنّ الميرزا طالح جدا بناء على هذا المعيار.
الدعاء 1 : أدعيتُه بموت عبد الله آتهم وطلَبُه مِن الآخرين الاستمرار في الدعاء:
فقد كتب إلى رستم علي قبل أسبوعين مِن نهاية موعد نبوءةِ موت آتهم:
"لم يَبْقَ الآن إلا أيام قليلة في تحقُّق النبوءة. أرجو أن تستمر في الدعاء أن يحمي الله تعالى عباده مِن الابتلاء. الشخص المعلوم في فيروز بور [يقصد آتهم]، وهو بصحة جيدة. حمى الله تعالى عباده الضعاف من الابتلاء. آمين ثم آمين. والباقي على ما يرام. أرجو أن تكتب للسيد المولوي أن يشارك في هذا الدعاء. (رسالة في 22 آب 1894)
عبد الله آتهم هو الذي تنبأ الميرزا في 5 يونيو 1893 بموته خلال 15 شهرا، أي حتى 4 سبتمبر 1894.
#هاني_طاهر
الدعاء 2:
دعاء الميرزا على الشيخ ثناء الله الأمرتسري في 15 ابريل 1907، حيث قال:
"يا ربّ، إذا كان ادّعائي بكوني المسيح الموعود محضَ افتراء من نفسي، وكنتُ مفسدا وكذابا في نظرك، وكان الافتراءُ هو شغلي الشاغل ليل نهار، فأدعو في حضرتك يا مالكي وحبيبي بكل تواضع أن أهْلِكْني في حياة الشيخ ثناء الله، وأَفْرِحْه وجماعته بموتي. ولكن يا ربي الكامل والصادق إن لم يكن الشيخ ثناء الله على الحق في التهم التي يُلصقها بي فأدعو في حضرتك بكل تواضع أن أهلكه في حياتي ولكن لا بيد الإنسان بل بالطاعون أو الكوليرا أو غيرهما من الأمراض... إنني ألتمس إليك ممسكا ذيل قدسيتك ورحمتك أن احكُم بالحق بيني وبين ثناء الله. ومن كان مفسدا وكذابا في الحقيقة في نظرك فارفعه من هذه الدنيا في حياة الصادق، أو أنزل عليه آفة شديدة وقاسية جدا تساوي الموت. (إعلان 15 ابريل 1907)
فمات الميرزا بالكوليرا بعد 13 شهرا، وعاش ثناء الله 41 سنة حتى عاصر رحيل الإنجليز وسيطرة الهندوس والسيخ على قاديان بعد أن تركَها خليفتُها وأحمديوها، وتحوّل قصر ظفر الله خان إلى مبنى للبلدية.
الدعاء 3:
أدعيةُ الميرزا بشفاء ابنه مبارك
جاء في التذكرة في تاريخ 27/8/1907 ما يلي:
"نجلُ الميرزا "مرزا مبارك أحمد" مصابٌ بحمى شديدة، حتى يغمى عليه أحيانًا، وقد تلقى الميرزا اليوم بشأنه الوحي التالي:
"قد استجيبتْ. زالت الحمى الملازمة له منذ تسعة أيام".
فقال الميرزا: هذا يعني أن الله تعالى قد استجاب دعاءنا لشفاء ابننا. (التذكرة، ص 782)
معنى ذلك أنه كان يدعو له باستمرار. لكنه مات بعد 20 يوما من قوله هذا رغم استمرار الدعاء واستمرار العلاج، حسب شهادة محمود في قوله التالي: " لقد رأى سكان قاديان كيف كان الميرزا يهتم بالعلاج والمداواة أثناء مرض المولوي عبد الكريم ومبارك أحمد لدرجة أن الناظر كان يظن بأن حضرته يرى رقي جماعته منوطًا بحياتهما، فلم يكن يُذكر في تلك الأيام شيءٌ آخر سواهما وعلاجهما وكيف وماذا ينبغي أن يُعالجا به". (خطبة 1-5-2015، نقلا عن خطبةٍ لمحمود)
الدعاء 4:
دعاء الميرزا بحقّ عبد الكريم السيالكوتي
1: ذُكر اعتلال صحة المولوي عبد الكريم صاحب فقال الميرزا مخاطبا إياه: لقد دعوت لك كثيرا جدا. (الملفوظات، نقلا عن البدر ص 6، 6/4/1905)
2: ذُكر اعتلال صحة المولوي عبد الكريم فقال الميرزا: "إنني أدعو كثيرا. يمكن أن تعالَج بالدعاء الأمراض التي يقول الأطباء عنها بأنها مستعصية العلاج". (ملفوظات 7 نقلا عن جريدة بدر، ص2، 20/4/1905م)
3: يقول الميرزا مخاطبا عبد الكريم: "لقد تعجّبتُ بمعاينة بولك بشدة، وقد بدأتُ بالدعاء بعد ذلك وسأدعو كثيرا بإذن الله.... لقد أردت أن أنصرف إلى الدعاء لبضعة أيام بعد إتمام هذا الكتاب.... وسأدعو لك كثيرا.... سأُكثر من الدعاء". (المرجع السابق)
4: ويقول: "لقد تعذّبتُ في هذا الدعاء كثيرا حتى أنزل الله البشارة ورأيت رؤيا تتعلق بعبد الله السنوري وغمرت السكينةُ قلبي الحزين جدا. وقد نُشر ذلك في الجريدة". (الملفوظات نقلا عن مذكرة 31/8/1905م)
5: ويقول: "إنه مرض فتاك وآثار المرض أيضا خطيرة لكن دعوتُ الله كثيرا". (الملفوظات نقلا عن بدر 22/9/1905م، والحكم 10/9/1905)
6: ويقول: "لقد شفعتُ له في هذا الدعاء أنه صديقي كما يتبين من كلمات الرؤيا أيضا، وقد نجا المولوي لكي يُثبت اللهُ أنه قادرٌ وعالم الغيب... إن شفاء المولوي من المرض معجزة عظيمة. (ملفوظات 8، نقلا عن الحكم ص3، 10/9/1905م)
فمات عبد الكريم بعد شهر من قوله الأخير، وبعد أن ظلّ يعاني شهورا ويصرخ.
الدعاء 5:
دعاء الحياة بعد شهرين من موت عبد الكريم
في 7 ديسمبر 1905 فبرك الميرزا الوحي التالي:
"اللهم امنح الحياة". (التذكرة، ص 631، نقلا عن دفتر إلهامات الميرزا)
بعد سنة وأشهر مات ابنه الذي كان يجزم أنه الابن الموعود، وبعيد ذلك مات حفيده، ثم سرعان ما لحقهم الميرزا نفسه.
الدعاء 6:
دعاء أنوار الشباب
ذكر الميرزا في 22/5/1906 أنه تلقى الوحي التالي:
"تُرَدُّ عليك أنوارُ الشباب. سيأتي عليك زمن الشباب. وإن كنتم في ريبٍ مما نزّلْنا على عبدنا فأْتوا بشفاءٍ من مثله. رُدَّ عليها رَوحُها وريحانُها." (التذكرة، ص 674)
ثم قال الميرزا:
خلْفية هذه الإلهامات هي أنني أشعر بضعف شديد منذ نحو ثلاثة أشهرأو أربعة... كما أن زوجتي أيضًا أصبحت دائمة المرض... فدعوت الله تعالى أن يهب لي قوة كالتي كانت في الشباب لأقوم بشيء من خدمة الدين، كما دعوتُ لشفاء زوجتي أيضًا، فنزل هذا الوحي المذكور أعلاه إثر الدعاء. والله هو الأعلم بمعناه، غير أني أفهم منه أن الله تعالى سيُعيد لي الصحة ويهَبني من القوة ما أتمكن به من خدمة الدين. والله أعلم بالصواب.(التذكرة، ص 674، نقلا عن "الحكم" 24/5/1906، ص 1).
وبعد سنتين من ذلك توفي الميرزا، ولم نرَ أنوار الشباب ولا أنّ الله شفاه من مرضه الأخير رغم كثرة الأدعية.
الدعاء 7:
موت أبناء نور الدين بعد الدعاء
كتب الميرزا في رسالة للمولوي نور الدين:
"تلقيت رسالتك، ولما عرفتُ أن ابنيك قد توفيا وثالثهم مريض حزنت كثيراً، أدعو الله عز وجلّ أن يلهمك الصبر ويشفي ابنك الثالث ويجعله قرة عين لك. وإن شاء الله القدير سأدعو لشفاء ابنك. وفَّقَني الله عز وجلّ لدعاء جامع شامل على جميع شروطه، وهذا ليس في يد أحد غير الله تعالى". (رسالة في 20/8/1885)
وبعد سنة مات الولد الثالث فكتب الميرزا له:
"لقد أحزنني خبر وفاة ابنك الحبيب. إنا لله وإنا إليه راجعون؟". (رسالة لنور الدين في 20/9/1886)
وبعد سنتين وشهرين كتب له:
" إن ولدي بشير أحمد توفي بقضاء الله عز وجلّ بعد مرض امتدّ لثلاثين يوماً. إنا لله وإنا إليه راجعون. لا يمكن تخمين ما يطيل المخالفون به ألسنتهم وما تَرِد الشبهات به في قلوب الموافقين". (رسالة في 4/11/1888)
الدعاء 8:
الميرزا يحوّل خيباته إلى انتصارات
كان عبدُ الرحيم، ابنُ محمد علي خانْ الأصغر، قد مرِض مرضًا شديدًا، ولازمتْه الحمى الشديدة 14 يومًا على التوالي، واختلَّت حواسّه وفقَد الوعي، حتى أصيب بالتيفوئيد. وكان الميرزا يدعو له يوميا. وفي 25/10/1903 قالوا للميرزا بمنتهى القلق أنْ لا أملَ في حياة عبد الرحيم بحسب العلامات. ففبرك الميرزا الوحي التالي: "القدر مُبرَم والهلاك مقدّر". (التذكرة، ص 517، بتصرُّف)
نلحظ أنّ الميرزا فبرك الوحيَ حسب حالة الطفل. ولكن لأنّ كل شيء عكسي عنده، فقد "بدأت صحّة الطفل تتحسن باستمرار، وكلّ مَن كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب". (التذكرة، ص 518)
فلنتصوَّر الخزي الذي تعرّض له الميرزا، وواضح أنّ شفاء الولد كان معجزةً بعد أن زعم الميرزا أنّ موته مِن القدر المبرم الذي لا ينفع معه أي دعاء!!!
ولكنّ المحتال لا يعجز عن متابعة مسلسل احتياله، فالكذب عنده مسألة عادية، فقال الميرزا في أثتاء تحسُّن حالة الطفل أو بعد تماثله للشفاء:
"عندما تلقيت مِن الله تعالى هذا الوحي القهري [يقصد وحي الهلاك] خَيَّم عليَّ حزنٌ عميق، وخرج مِن لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنزل عليّ الوحي فورًا:
"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه."
فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نزل عليّ الوحي:
"إنك أنت المجازُ."
أي قد أَذِنّا لك. (التذكرة، ص 517-518)
وهذه الفبركة والفشل الذريع والعكسية الواضحة صارت معجزة عظيمة عند الميرزا والأحمدية، ويسردونها بطريقة مختلفة عما سردتُه.. حيث إنّ الطفل أوشك على الموت، فتلقى الميرزا وحي الهلاك الحتمي، ثم شفع له عند الله، ثم أذن الله له بالشفاعة، ثم عاد الطفل إلى الحياة!!!
والحقيقةُ أنّ هذا من الكذب الذي اعتدنا عليه؛ فمثل هذا الوحي وهذا التغيير المتسرّع في القرارات الإلهية لم نسمعه في سيرة أي نبيّ. لكننا سمعنا عن كذبات الميرزا اليومية. فإذا كان الله يتراجع عن قدره المبرم في دقائق، فماذا عن قدره غير المبرم؟!
الدعاء 9: أدعية الميرزا لعبد الرحمن المدراسي والنتيجة ح1
استمر الميرزا سنواتٍ وعقودا يدعو لهذا المسكين، وكلما دعا له ازدادت حالته مأساة، حتى ماتت زوجته وكَنّته وانهارت كل تجارته، بعد أن كان من كبار الأغنياء.. وصار صفر اليدين.
ولعلّ هذا المثال من الأمثلة الواضحة على التحقق العكسي لأدعية الميرزا، عدا عن دعائه بموت ثناء الله الذي عمّر 40 عاما بعده، ودعائه بموت عبد الحكيم، وشفاء عبد الكريم وشفاء مبارك.. فالتحقق العكسي أوضح من الشمس، ولن يستطيع أي ملحد أي يعزو ذلك إلى الصدفة، فقصةُ عبد الرحمن هذا وحدها آية.
أترككم في قراءة رسائل الميرزا مع تاريخها، آملا التأمل في طرائق الاحتيال:
رسالة 3:
قد دعوت لك كثيراً، وأنا منذ أيام مريض بسبب الألم في جنبي والحرارة والسعال، دفعني حبك الشديد لكتابة هذه الرسالة وإلا لا يمكنني أن أكتب الرسالة بيدي بسبب الوهن؟
1 تموز/ يوليو عام 1897م.
رسالة 32:
وما زلت أدعو لهمومك ومرض كنتك ولكن سأدعو باهتمام عندما يشفيني الله عزّ وجلّ.
10آذار/مارس عام 1898م.
رسالة 33:
أنا على يقين إذا وفقت بدعاء يحمل في طياته القبول فسيُبعد الله عزّ وجلّ كل همومك.
28 آذار/مارس عام 1898م.
رسالة 39:
علمت بالأمس أخبارك الحزينة من رسالتك، سأكثر في الدعاء كثيراً بفضل الله وكرمه، وأعمل جهدي أن يقبل الله تعالى دعائي فيك.
3 أيار/مايو عام 1898م.
رسالة 40:
حدث أني دعوتُ لك في بعض الأوقات بشكل غريب، وأعلم أن الله تعالى سيتفضَّل عليك، وآمل أن تخبرني عن الأوضاع الجارية وعلى عاتقك أن ترسل إليّ بالرسائل سريعا.
8 أيار/مايو عام 1898م.
رسالة 42:
عندي أمل قوي أن الله سيتفضل عليك وسيخرج لك منفذاً
16أيار/مايو عام 1898م.
رسالة 43:
ما أدعوه لك لحل مشاكلك، لا حاجة أن أذكره بالتفصيل، أرجو من الله عزّ وجلّ أن أسمع آثار هذا الدعاء من رسالتك.
2 حزيران/يونيو عام 1898م.
رسالة 44:
ما زلت بفضله تعالى مشغولا لدعائك فلا تحزن أبدا مهما كانت الأوضاع سيئة في الظاهر.
7 حزيران/يونيو عام 1898م.
رسالة 45:
أدعو لك بقدر لا حاجة أن أذكر تفصيله عندك، ويعلمه الله العليم عزّ وجلّ, لا أنتظر برقيتك بل أنتظر أن تصلني برقية البشرى من الله عزّ وجلّ، تأتي أحوال العسر واليسر في الدنيا وغني من يزداد يقينا في مثل هذه المناسبات، أدعو لك وأعلم أن هذا الدعاء يقدره الله عزّ وجلّ فلا ينبغي أن تبقى في قلق واضطراب، .... أنتظر كل ليلة للبشرى ولا يمكن أن أصف رحمة الله عزّ وجلّ وكرمه كما أراهما.
1تموز/يوليو عام 1898م.
رسالة 46:
أرسل هذه الرسالة مسجلة لكي أخبرك أنني لست غافلًا عن أحزانك وهمومك وحالة اضطرابك، وأتجه كل يوم إلى السماء متى يأتي فرج الله عزّ وجلّ بفضله تعالى، وأنا على يقين وأؤمن أن الله تعالى رحيم وكريم وسيسمع دعائي، وأتوقع أن لا تقلل جزاء همومك بأفكارك الكثيرة، أرسلُ هذه الرسالة بالدعاء وأنظرُ إلى فضل الله تعالى.
15 تموز/يوليو عام 1898م.
رسالة 47:
لا أقصر في دعائي أبدا ولن أترك الدعاء ما لم تظهر آثاره صراحةً، وأنا مشغول في الدعاء وأنتظر كل لحظة فضل الله عزّ وجلّ.
17تموز/يوليو عام 1898م.
رسالة 48:
هذا العاجز يدعو لك في الصلوات وخارجها أيضا باهتمام، والله عزّ وجلّ الذي ندعوه متصف بالقدرة والرحمة كلتيهما، إنما التأخير إلى أن يقول: كن.
26 تموز/يوليو عام 1898م.
الرسالة رقم 49:
ما زلت مشغولا في الدعاء لك، وآمل أن أسمع بشرى الاستجابة. لا يوصف ما أتوقع من لطف الله تعالى وإحسانه وأنا على يقين أن أدعيتي لا يستهان بها ولا فخر.
بلا تاريخ
الرسالة رقم 50:
وصلتني حوالة مائة روبية منك بالبريد، جزاكم الله أحسن الجزاء وصل دعائي لك الآن إلى الذروة أمام رب العزة عزّ وجلّ ولا أتوقع أبدا أن الله سيضيع هذا الدعاء.
22 آب /أغسطس عام 1898م.
الرسالة 51:
أنا مشغول في الدعاء متواصلا، ينبغي أن لا تقلق إن الأدعية تستجاب ولكنها منوطة بوقت معين.
28 آب/ أغسطس عام 1898م.
الرسالة رقم 52:
أنا على يقين كامل أني ما دعوته لك وما أزال أدعوه ولو لم تظهر آثاره في الظاهر ولكن حصل لك تمهيدها في الخفاء، بل قد يفيد بعض زملائك أيضاً مما خُصّ لك من الخير، ولم أقصر حتى الآن في الدعاء، قد أدعو لك حالما تكون نائماً.
2أيلول/ سبتمبر عام 1898م.
الرسالة 53:
أنا مشغول بسبب إخلاصك الشديد في أن يتيسر لي الدعاء الحي من الدرجة العليا لك، أستخدم في الدعاء كل التدابير الروحانية كالصياد الذي يأخذ الشبكة من مكان وينشرها في مكان آخر لينجح في نيل الصيد، إذا بقيت حياً فسأُظهر من فضل ذلك القادر وكرمه وتوفيقه أن هذا هو الدعاء الحي.
3 تشرين الأول/أكتوبر عام 1898م.
نتابع الرسائل والأدعية في الحلقات القادمة
الدعاء 10: أدعية الميرزا لعبد الرحمن المدراسي والنتيجة ح2
بينتُ في الحلقة الأولى كيف أنّ الميرزا استمر سنواتٍ وعقودا يدعو لهذا الشخص، وكلما دعا له ازدادت حالته مأساة، حتى ماتت زوجته وكَنّته وانهارت كل تجارته، بعد أن كان من كبار كبار الأغنياء.. فصار صفر اليدين.
وهذا المثال يبين التحقق العكسي لأدعية الميرزا.. والأمثلة على ذلك كثيرة جدا.
والآن نتابع في هذه الرسائل آملا التركيز فيها.
الرسالة 54:
يصيبني المرض بنوبة، أكون بصحة جيدة بضعة أيام ثم أصاب بنوبة المرض، وأنا على يقين أن الله تعالى سيشفيني بفضله وكرمه. إن مثل هذه الحالة تناسب جداً للدعاء لأني أستيقظ مراراً في الليل فأنتهز الفرصة جيداً للدعاء، ثم إنّ القلق والاضطراب يناسبان للدعاء مِن تلقاء نفسيهما، الحمد لله قد اجتمعت لك ذخيرة الدعاء الوافرة وآمل من الله ذي الفضل والكرم أنه لن يضيعها، وآمل أن تبقى تثلج صدري بأحوال خيرك.
20 تشرين الأول/ أكتوبر عام 1898م.
الرسالة رقم 57:
وصلتني رسالتك الكريمة، يعلم الله عزّ وجلّ كم حزن قلبي على قلقك واضطرابك، ولكن بالرغم من ذلك لا يقترب مني اليأس بما أرجو من فضل الله تعالى، أراني الله عزّ وجلّ يومًا أن تكتب بقلمك أن الله عزّ وجلّ قد حقق مرادي بفضله، ولا شيء ببعيد عنه عزّ وجلّ، أستلقي على السرير كل ليلة أن أتلقى بشارة مِن الله عزّ وجلّ عنك، وإذا بشرني ربي بهذا لا يمكن أن أتصور كم سأفرح، حماك الله وأقاربك من كل آفة السماء والأرض وحفظكم بظل رحمته، ابق تطلعني على أحوالك دائما.
11تشرين الثاني/نوفمبر عام 1898م.
الرسالة رقم 58:
وصلتني اليوم رسالتك مع حوالة مائة روبية، جزاكم الله خير الجزاء آمين. هذا العاجز ما يكتبه لاطمئنانك فهو ليس عبثًا، بل يخرج الدعاء بسبب إخلاصك الشديد ويشهد القلب أن هذا الدعاء لن يخطئ.
22 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1898م.
الرسالة رقم 60:
أبعد الله تعالى عنك قلقك، وحالُنا لأجلك كالمتسوّل الذي يسأل ثم لا يغادر العتبة ما لم يُعطَ. فسواء قلقتَ أم لم تقلق فأنا مستمر في الدعاء، وآمل من عتبة الله تعالى أن يبشرني في ليل أو نهار، وهذه الأماني ليست بعزيزة على الله عز وجل.
12 كانون الأول/ ديسمبر عام 1898م.
الرسالة رقم 61:
وصل الدعاء إلى ذروته، ألهمت اليوم صباحًا، (ما تعريبه): " قادرٌ ذلك الملك الذي يجبر ما ينكسر، ويكسر ما ينجبر ولا يعلم أحد سرّه".
21 كانون الأول/ ديسمبر عام 1898م.
الرسالة رقم 62:
وصلتني رسالتك الكريمة مع حوالة مائة روبية، جزاكم الله خير الجزاء آمين، أنا مشغول في الدعاء لك، كثيراً ما تؤلمني رسالتك التي تحمل أخباراً عن انكسار القلب والخوف والخطر في البداية، ثم أذكر بعده على الفور قوة الله عزّ وجلّ وقدرته وألطافه المنزلة عليّ فيزول الحزن وتنشأ الآمال في القلب، إن قلبي مليء لك بحماس التضرع والدعاء... أنا قائم لدفع بلاياك كما يقوم المقاتل في الحرب، وأرجو النجاح من الله تعالى في هذا الميدان بسلاح قوة الاستطاعة الموهوبة والثبات والصدق واليقين وهمة التقدم، ويسمع ذلك اللطيف الرحيم الكريم الدعاء، وآمل كل رحمة بفضله عزّ وجلّ.
1898م.
الرسالة رقم 65
أنا مشغول في الدعاء لك في غيبك كما كنت في حضورك.
26 أيار/ مايو، عام 1898م.
الرسالة رقم 66:
وصلتني رسالتك الكريمة، لم أنسك في الدعاء على رغم اعتلال صحتي وعلى رغم أنه جاءتني أحوال اعتقدت فيها أنه لم تبق في حياتي إلا أيام قليلة، بل دعوت في هذه الأحوال بابتهال أكثر، ولم ينته حماسي للدعاء بعد، لا أعلم كم فرصاً سأجدها للدعاء حتى وصول هذه الرسالة إليك، ولا يمكن أن لا يُقبل دعائي هذا، وأريد أن تنتظر الساعة التي تظهر فيها آثار هذا الدعاء بيقين القلب ما استطعت، إن للانتظار باليقين الكامل حتى يظهر قبول الدعاء أثرا كبيرا، لا يمكن لي أصف بكم اهتمام بالغ أدعو لك؟ ويعلم الله تعالى هذه الحالة.
11 حزيرزان/ يونيو عام 1899م.
الرسالة رقم 69:
الآن ننظر إلى حالتك ونطلب من الله عزّ وجلّ أن يرينا نتيجة دعائنا المتواضع، آمين ثم آمين. وأنا مستمر في الدعاء لك والله عزّ وجلّ رحيم وكريم. والباقي خير.
8 تموز/ يوليو، عام 1899م.
الرسالة رقم 70:
أدعو لمهماتك وفلاحك في الدنيا والآخرة في الصلاة وخارجها دائماً وآمل أن يقبل رب العزة دعائي،
بلا تاريخ
الرسالة رقم 71:
سأدعو لابنك السيد أحمد ولفلاحه في الدنيا والآخرة كثيراً، سلم عليه مني. [هاني: هذه معجزة أن يذكر أنه سيدعو لابنه قبيل وفاة زوجة هذا الابن، لتكون دليلا دامغا على وضوح التحقق العكسي]
بلا تاريخ
الرسالة رقم 71:
حزنت اليوم لما علمت من برقيتك أن زوجة السيد العزيز سيته أحمد قد توفيت، إنا لله وإنا إليه راجعون، هذا نموذج أن الدنيا فانية ودار غير مستقرة، تزوج السيد المذكور قبل أيام عديدة واليوم زوجته في القبر، مَن يمكنه أن يقدر ما أصابكم من الحزن...
13 آب/ أغسطس، عام 1899م.
الرسالة رقم 74: [هاني: كيف سيبرر الميرزا وفاة الكنّة رغم دعائه]
وصلتني رسالتك الكريمة، أسفت كثيراً ولا يمكن أن أنسى أني لم أجد وقتاً للدعاء الكامل الذي يظهر عجائب القدرة قبل وفاة كَنّتك، كنت أدعو لها ولكن لم يتولد الاضطراب الذي يخلق حرقة في الصدر ويقلق القلب كاملًا لأنك قد كتبت في الرسائل السابقة أنها قد تحسنت الآن قليلًا، ووصلتني رسالتك الأخيرة المليئة بالاضطراب بعد برقيتك التي كانت تحمل خبر وفاتها، إني حزين كثيراً مما حدث مرة ثانية في بيتكم، ولا أعلم عن حزنك وقلقك اللذين تتعرض لهما.
16 أيلول/ سبتمبر عام 1899م.
الرسالة رقم 75:
بدأت أدعو لقضيتك تلك أيضاً، وأدعو لزوجة السيد السيته أحمد أيضاً، وآمل أن أدعو باهتمام كبير بعد أن تتحسن صحتي، أصبحت صحتي ضعيفة إلى حد يخطر ببالي أحياناً أن هذه آخر أنفاسي، ولكن رغم ذلك لا أنساك في الدعاء، وإذا بقيت حياً فسأدعو لكل مقصدك إن شاء الله، وآمل إذا أعطيت وقتاً للدعاء فسيستجاب ذلك الدعاء.
بلا تاريخ
[هاني: رسائل عامي 1900 و1901 مفقودة، ولا بدّ أنها تتحدث عن الأدعية أيضا، لأنّ الرسالة التالية تستمر في قصة الأدعية]
الرسالة رقم 80:
وقد بشرني الله عزّ وجلّ عنك بإلهام، ولا يمكن أن يكون كلام الله عزّ وجلّ خاطئاً، وحالي إنْ وعدني ملوك العالم أجمعين فلن أعتبر ذلك الوعد قطعياً لأن من الممكن أن يموتوا هؤلاء قبل إيفاء الوعد أو لا يقدروا على إيفائه ويعجزون عنه، ولكن الله عزّ وجلّ منزه من كل هذه الأمور، لا أعلم بأي طريق وكيف سينجيك من هذه الهموم ولا أعلم متى يحين هذا الوقت، ولكن سيأتي قريباً، وهذا وعد الله عزّ وجلّ "والكريم إذا وعد وفى" فانتظر موعد إيفاء وعد الله عزّ وجلّ بكل مروءة ولا تبال إعراض أحد، كما ينزل المطر بغير علم، ولا يعلم أحد، متى يأتي الغيم ومتى ينزل؟ كذلك فضل الله عزّ وجلّ يأتي كالسارق فيجب أن ينتظره الإنسان بكل استقامة وصبر، بل يجب أن يفرح أنه وعد الله عزّ وجلّ وليس وعد الإنسان
3 نيسان/ابريل، 1902م.
الرسالة رقم 82:
أنجاك الله عزّ وجلّ من كل همومك، آمين. أدعو لك بالاستمرار في الصلاة، أما الأمور الأخرى بخير.
بلا تاريخ
الرسالة رقم 83:
لا تحزن على أوضاعك الحالية، ولا تسمح لقلق أن يدخل في قلبك، وإني أرى أدعيتي لن تخطئ، من الممكن أن يزول جبل من مكانه، ولكن لن تزول الأدعية التي دعوتها لك، نعم، هذا من سنة ربي الكريم في معظم الأوقات أن يظهر إرادته باستجابة الدعاء بتريث وتأنٍّ... فانتظر بالصبر.
22 أيار/مايو، 1902م.
الرسالة رقم 84:
ما زلت أدعو لك وآمل من فضل الله عزّ وجلّ.
سررت أمس بمشهد، تقيم أربع قطط في بيتنا، أم وثلاث بناتها القوية، كنت جالساً وحدي بالأمس في القاعة فجاءت عصفورة وجلست أمام الباب فهاجمتها القطة الكبيرة على الفور وأخذت رأسها في فمها؛ فجاءت قطة ثانية وأخذت العصفورةَ من القطة الأولى وحكّت رأس العصفورة بالأرض بطريقة لم أطق المشاهدة شفقة عليها فأدرت وجهي إلى جانباً آخر، ثم رأيت أن القطة الثالثة أخذت رأس العصفورة في فمها فاعتقدت أن رأس العصفورة قد تم أكلها غالبًا، وأثناء ذلك أخذتها القطة الرابعة وحكت بها على الأرض بطريقة اعتقدت يقيناً أن العصفورة قد ماتت وقد تم أكل رأسها، وسقطت العصفورة خلال هذه العملية على الأرض مرارا، ثم أرادت قطة منها أن تأخذ جزءاً من لحم العصفورة فعضت على العصفورة الموجودة في فم القطة الأخرى لتأكل نصفها ويبقى نصف الآخر في فم القطة الأخرى ولكن سقطت العصفورة على الأرض خلال هذا وثم رفرفت وطارت مباشرة، حاولت القطط الأربعة أن تلحق بها ولكن عبثاً قد جلست على شجرة وعادت القطط خائبةً وخاسرة، لما رأيت هذا المشهد فتحمس قلبي وقلت إن الله عزّ وجلّ يخلص عباده هكذا من أعدائهم، ورأيت أن هذا الوقت وقت القبول فدعوت لك هذا طويلًا: " ربي القادر أنقذ عبدك العاجز عبد الرحمن كما أنقذت العصفورة من الأعداء الأربعة القاتلة" آمين، وآمل أن هذا الدعاء أيضاً لن يضيع.
30 حزيران/يونيو، 1902م.
الرسالة رقم 85: [هاني:وقعت الكارثة بعد كل هذه الأدعية، فماذا كانت ردة فعل الميرزا؟ إنه التهديد]
وصلتني رسالتك الكريمة، إن الإنسان حقيقة يصاب بصدمة عندما يرى أن تجارته الرابحة خسرت، وقلّت أو انعدمت موارد رزقه، ولكن الذي يهدم قادر على البناء أيضاً، ولا يوجد سبيل فرح للمنكسرين والفائزين في هذا العالم إلا أن يذكروا الله عزّ وجلّ بيقين إيماني أن الله عزّ وجلّ يرفع الإنسان العاجز من الثرى على العرش في لحظة كما يسقطه من العرش إلى الذل في لحظة أخرى، وقول: لماذا؟ وكيف؟ هنا كفر، وجواب مثل هذه الأوهام هو كما خلق الإنسان من نطفة، ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير. إن كل الألم ينشأ من العمى وسوء الظن، وإلا إلهنا ملك قادر عجيب وفعال لما يريد ولا يعجز عن شيء، إن تولدت متعة اليقين في الإنسان فقد يمتنع من طلب الدنيا من تلقاء نفسه لأنه لا توجد متعة أكبر منها، يجب أن يجرب الإنسان أن الله عزّ وجلّ موجود حقيقة وهو قادر وكريم ورحيم ويفعل ما يريد، ولا يضيع من يسجدون في عتبته.
7 تموز/يوليو، 1902م.
الرسالة رقم 86:
القلق يعتري بسبب الضعف في الإيمان، لا يمكن أن يحزن الذي يؤمن بأن له إلها واحدا ولن يضيعه... إذا لم يتب هو من هذا الحزن يؤدي به إلى الكفر، لأنه يكفر رزاقه. والدعاء مستمر بالحماس، والنظر إلى فضل الله عزّ وجلّ في كل لحظة.
17 تموز/يوليو، 1902م.
الرسالة رقم 88:
عندما يفكر الإنسان في ضعفه وحاجته وافتقاره إلى الأسباب، ثم ينظر إلى ما يعانيه من الأحزان الكثيرة والديون الكبيرة فيتألم كثيراً.
31 آب/أغسطس، 1902م.
الرسالة رقم 89:
وما زلت أدعو لك أمام حضرة الله عزّ وجلّ، " 10 أيلول/ سبتمبر، 1902م.
الرسالة رقم 90:
وصلتني رسالتك الكريمة، الحمد لله أن آثار المنفعة ظهرت، ما زلت أدعو لك.
27 تموز/يوليو، 1902م.
الرسالة رقم 91:
وصلتني رسالتك الكريمة، ذكرت فيها قلقك ورؤياك.
بلا تاريخ
الرسالة رقم 92:
وصلتني رسالتك الكريمة، حزنت على مرض السيد السيته أحمد، شفاه الله عزّ وجلّ شفاء عاجلًا كاملًا، آمين.
26 تشرين الأول/ أكتوبر، 1902م.
الرسالة رقم 93:
وصلتني رسالتك الكريمة، استقم بقوة، ولن يضيع ما سعينا لك، اعلم، لا بد أن يصل هذا الابتلاء أولاً إلى قمته، إن مع العسر يسراً، والفرج بعد الضيق، ولا تفلت الأمل من يدك مغلوباً من الأوهام البشرية، لأنه يقلل بركة الدعاء، أدعو لك بحماس شديد، ولكني مصاب بسيلان الأنف منذ خمسة عشر يوماً تقريباً وأشعر بوهن شديد، لذا لا أقدر على كتابة الرسالة في معظم الأوقات، وكثيراً ما تنتابني أعراض من ضعف القلب تضعّفني، ولكني لا أنساك في هذه الحالة أيضاً،
بلا تاريخ
الرسالة رقم 95: [هاني: الميرزا يمنعه من القدوم الى قاديان]
وصلتني رسالتك الكريمة، كما قلت سابقاً أيضاً أني أدعو لك كثيراً، وأنا على يقين أن الله عزّ وجلّ لن يضيعك، إنه رحيم كريم. .... أرى من المناسب أن لا تقصد قاديان إلا بعد أن تصلح الأمور في مدراس وتطمئن عليها، أنا مشغول في الدعاء لك بحماس، ولن تتأخر استجابته عن موعده المعين في السماء، فلا تُضع هذا الغراس باستعجالك، إذا كان الله كريماً عليك فيصبح كل واحد كريماً، وإلا كرم أهل الدنيا ليس إلا مكراً.
6 تموز/يوليو،1905
الرسالة رقم 96: [هاني: يسمح له بالقدوم الى قاديان بعد إصراره، وفشل كل الأدعية]
ما زال الطريق الذي يوصل قاديان إلى بتاله نظيفا جافا. فآذن لك أن تتوكل على الله عزّ وجلّ وابدء سفرك للمجيء هنا. أوصلك الله عزّ وجلّ هنا بالخير والعافية. كل شيء على ما يرام هنا.
5آب/ أغسطس 1905
رسالة عبد الرحمن للميرزا يصف أوضاعه:
كم كانت فترة الثلث الأول من عمري مباركة..... أما الثلث الثاني من عمري فلا أريد أن أكتب عنه، وأعتقد يكفي أن أقول أن المحاسن المذكورة بدأت تنعدم شيئا فشيئاً وانعدمت تماماً في آخره، وحلت محلها أمور لا يليق ذكرها، وكذلك اختلفت الصحبة والجلسات..... وأنا أعاني منذ عشر سنين من شتى أنواع الابتلاءات، ولم يبق جانب من جوانب الزمن لم أتعرض له، وشعرت بتغير في كل جانب وبدأت أذكره وأشتكي عليه أيضاً...... وأصبحت تجارتي منذ عشر سنين في خطر شديد حتى أخشى على زوال اسمي وعزتي بسببها، وخسرت مائتي ألف روبية في مصرف عام 1891 و1892.
الدعاء 11:
عبد الرحمن المدراسي المسكين ووحي غثم غثم غثم.
في 2 سبتمبر 1898 وصلت حوالة 100 روبية للميرزا من عبد الرحمن المدراسي.
فكتب له:
وصلتني حوالة مائة روبية ببريد أمس، جزاكم الله خير الجزاء، أنا على يقين كامل أني ما دعوته لك وما أزال أدعوه ولو لم تظهر آثاره في الظاهر، ولكن حصل لك تمهيدُه في الخفاء، بل قد يفيد بعض زملائك أيضاً مما خُصّ لك من الخير، ولم أقصِّر حتى الآن في الدعاء، قد أدعو لك عندما تكون نائماً. (مكتوبات أحمدية في 2 أيلول/ سبتمبر عام 1898م.)
وحتى يحلبَ المدراسي عَ الآخر، فقد فبْرَك الميرزا في اليوم التالي3/9/1898 الوحي التالي واستكتَبَه وعلَّقَه في المسجد:
"غَثَمَ غَثَمَ غَثَمَ له: دفَع إليه مِن ماله دفعة."(التذكرة، ص 324، نقلا عن جريدة "الحَكم"، 6/9/1898)
وبعد شهر كتب الميرزا للمدراسي الرسالة التالية:
قبْلَ بضعة أسابيع تلقيتُ الوحي التالي:
"غَثَمَ له: دفَع إليه من ماله دفعة."
وفُهِّمتُ معناه أن شخصًا سيبعَث لي جزءًا كبيرًا من ماله هديّةً طالبًا الدعاء لبعض حاجاته، وسجّلتُ هذا الوحي في دفتري، بل كتبتُه بخطٍّ جميل وعلّقتُه على جدار المسجد قريبًا مِن بيتي. لم يُذكر في الوحي الأجلُ الذي يتمّ فيه هذا الأمر، ولا الشخصُ الذي يحرز هذا النجاح أو يحظى بهذه الفرحة.
ولكن لأنّ قلبي مائلٌ إلى نجاحك فأريد أن تكون أنت مصداقَه في وقتٍ ما، ليفعل الله كذلك، هل 100 ألف أو 200 ألف روبية شيء كبير عند الله تعالى؟! إن الدعاء يحمل في طياته أثراً، ولكنه لا يظهر إلا بالصبر، والسعيد عندي مَن يتمسك بسلسلة الدعاء دائماً، ولو خالف العالمُ أجمع هذا القول فهم مخطئون. إن الدعاء يولد ثورات عظيمة، وإن أثره يذهب من الأرض إلى السماء، ويظهر العجائب، نعم أن يظهر الدعاء الحي أو يتيسر كاملًا منوط بفضل الله تعالى، وأنا مشغول بسبب إخلاصك الشديد في أن يتيسر لي الدعاء الحي من الدرجة العليا لك، أستخدم في الدعاء كل التدابير الروحانية كالصيّاد الذي يأخذ الشبكة مِن مكان وينشرها في مكان آخر لينجح في نيل الصيد، إذا بقيتُ حياً فسأُظهر من فضل ذلك القادر وكرمه وتوفيقه أنّ هذا هو الدعاء الحي، إن إلهنا ذو القوة المتين، وإن الإيمان به عز وجل ومعرفة صفاته هذه أيضاً تنشي الإنسان، وإنه ينفخ في الميت واليائس أملا من جديد، وإن أكبر كرامة مقربيه أن دعائهم الخارق يُستجاب ويمكنهم أن ينقذوا السفينة الهالكة ومالها وركابها، والباقي خير، سلم على جميع الأحباء. (مكتوبات أحمدية في 3 تشرين الأول/أكتوبر عام 1898م).
بعد أقل من سنة ماتت كَنّة المدراسي رغم كثرة الأدعية، ورغم التركيز في الأدعية، ورغم الأموال الباهظة التي صُرفت على الأدعية! وستظلّ أدعية الميرزا تتحقق عكسيا حتى يخسر هذا المسكين كل شيء.
الدعاء 12:
دعا الميرزا بالدعاء التالي في ابريل 1901:
رَبِّ زِدْ في عمري وفي عمرِ زوجي زيادةً خارِقَ العادةِ. ( التذكرة، ص 414)
فمات بعد سبع سنوات وقبل أن يصل السبعين. وبذلك تحقق دعاؤه عكسيا.
ولم يقتصر الأمر على هذا الدعاء، بل هنالك إلحاح على طول العمر، سواء كان بأدعية أم بنبوءات أم بوحي..
ففي 11/5/1902 قال الميرزا:
بشّرنا الله تعالى هنا ببشارتين، إحداهما بالعافية، أي طول العمر... والأخرى بالنصر. (التذكرة، ص 441)
وفي 22/11/1903 قال:
وفيما أنا في ذلك [الدعاء في الرؤيا] إذ فكّرتُ أن أدعو الله تعالى أن يكون عمري 95 عامًا... فدعوت الله تعالى رب اجعلْ عمري 95 عامًا، فقال "آمين". فقلت له: كنتَ عند كل دعاء تقول "آمين" بصدر منشرح، فماذا حصل بك عند هذا الدعاء؟ [فقال]: لو قلتُ "آمين" لازدادت مسؤوليتي كثيرا. (التذكرة، ص 519)
وفي 17/12/1903 فبرك الوحي التالي:
أطال الله بقاءَك. كَمَّلَ اللهُ إعزازَك. (التذكرة، ص 524)
وفي 8/1/1904 فبرك الوحي التالي:
"طوّلَ الله عمرَك. أطالَ الله بقاءك. كمّلَ الله إعزازك. (التذكرة، ص 528)
وفي 28/4/1904فبرك الوحي التالي:
زاد الله عمرك. (التذكرة، ص 538)
وفي 18/1/1905فبرك الوحي التالي:
أطال الله بقاءك، وكمّل الله إعزازك، وطوّل الله عمرك. (التذكرة، ص 555)
وفي يوليو 1906فبرك الوحي التالي:
أطال الله بقاءك. (التذكرة، ص 699)
وفي 23/10/1906فبرك الوحي التالي:
"إنا نُرِيَنّك بعضَ الذي نَعِدُهم. نزيد عُمُرَك." (التذكرة، ص 724)
وفي 5/11/1907: فبرك الوحي التالي:
سوف أزيد في عمرك. (التذكرة، ص 793)
وبعد نصف سنة من الوحي الأخير مات الميرزا بالكوليرا عن 67 سنة.
الدعاء 13: آية خزي لمشايخ ثلاثة
يقول:
فيا إلهي إن كنتُ ذليلا هكذا في نظرك فأنزل عليَّ عذاب الذلة في غضون 13 شهرا أي بدءا مِن ديسمبر 1898م إلى يناير 1900م وأَظهِر عزتهم وشوكتهم واحكُم في هذه القضية الدائرة. ولكن يا ربي ويا مُنعمي بنِعَم تعلمها وأعلمها أنا أيضا، إنْ كان لي أية عزّة في نظرك فإنني أدعوك بكل تواضع وتضرع أن تنـزّل على الشيخ محمد حسين وجعفر زتلي والتيبتي المذكورين الذين نشروا إعلانا لإهانتي عذابا واخْزِهم في الدنيا في غضون 13 شهرا تبدأ من 15/12/1898م لغاية 15/1/1900. فإذا كان هؤلاء الناس صادقين وأتقياء وورعين، وإن كنت كذابا ومفتريا فدمِّرني في هذه الأشهر الثلاثة عشر تدميرا بالذلة والإهانة، أما إذا كان لي عزة وشوكة في نظرك فأظهِر من أجلي آية مخزية لهؤلاء الثلاث واجعلهم مصداق: ضُربت عليهم الذلة والمسكنة. (إعلان في 21/11/1898م)
فتعرّض الميرزا لهوان شديد حين زعم بعد أشهر مِن ذلك أنّ جماعته تبلغ 10 آلاف، وأنّ "فراسته تُنبئ أنها ستبلغ 100 ألف خلال ثلاث سنوات" (ترياق القلوب)، وهذا الكذب لم يكن يخفى على أحد. والهوان كله في أنْ يكون الناس مجمعين على كذب المُهان في ارتكابه جريمة كذب واضحة للجميع.
أما هؤلاء المشايخ فلم يتعرضوا لأي خزي، بدليل أنّ الميرزا لم يستطع أن يكتب شيئا عن ذلك، إلا وقوع أحدهم في خطأ نحوي. والخطأ النحوي ليس خزيا، إلا إذا كان مرتكبه قد زعم أنّ الله علّمه 40 ألفا من اللغات العربية في ليلة واحدة، فأي خطأ سيكون خزيا عظيما. وبهذا يكون الميرزا قد اغتسل في الخزي صباح مساء بناء على قاعدته، لأنّ أخطاءه النحوية بالآلاف.
الدعاء 14: الابن الخامس في حياة الأبناء أجمعين
في 20/10/1904 كتب الميرزا في دفتره الدعاء التالي بالعربية:
"اللهم ارزقني ولدًا ذَكرًا خامسًا مع حياة نفسي وزوجتي وولدي أجمعين." (التذكرة الأردية، ص 438، التذكرة العربية، ص 551)
ثم كتَبَ بالأردو:
"رأيت في الرؤيا أن ديكًا جالس على سريري، فضربتُ على رجله ثم أمسكتُ به وأعطيته زوجتي. والمراد منه الابن كما يقال. (التذكرة، ص 550، نقلا عن دفتر إلهامات الميرزا، ص 30)
لم يتحقّق دعاؤه عكسيا من وجه واحد فقط، بل تحقق عكسيا من عدّة وجوه؛ حيث لم يولد له ابن خامس البتة، بل مات الرابع، ومات الحفيد الذي جعله المقصودَ بالخامس، فكأنّه دعا كما يلي:
اللهم أمِت أحد أولادي الأربعة في حياتي، وأَمِت حفيدي الوحيد، ولا ترزقني ولدا خامسا البتة، بل ولا تُمِتْني إلا وأنا بلا حفيد.
كما خابت رؤيا الديك، وخاب تأويله لها، أو قُل: خابت فبركتها.
الدعاء 15: دعاء "رَبِّ لا تُبْقِ لي من المُخزِيات ذكرًا." (التذكرة، ص 717، نقلا عن الحكم"، م 10/9/1906، ص 1)
وقد تحقق عكسيا بوضوح، فبعد سنة وأسبوع مات الابن الموعود بالطاعون غالبا، وبعدها بنصف سنة مات الميرزا بالكوليرا، وطارَ خِزيُه في الآفاق.
الدعاء 16: كثرة التبوّل تحوّلت إلى إسهال حتى الممات
في 10/9/1905 قال الميرزا:
(أ): كنتُ أعاني من كثرة التبول جدًا، فدعوت الله تعالى، فتلقيت الوحي التالي:
"السلام عليكم." ("بدر"، مجلد 1، عدد 24، يوم 14/9/1905، ص 2)
(ب): فزال المرض كلية. ("بدر"، مجلد 6، عدد 31، يوم 1/8/1907، ص 6)
أما الحقيقةُ فهي أنّ الإسهال ظلّ لازمَه حتى مات بالكوليرا، ولم يكن هنالك أيّ سلام، فقد قال شقيق زوجة الميرزا: "مَرِضَ الميرزا بالإسهال لسنوات قبل وفاته.. ولوحظ مرارا أنه كان يشعر بضعف شديد بعد قضاء حاجته". (سيرة المهدي، رواية 379)
الدعاء 17: طول عمر فيكتوريا
في 27 ديسمبر 1899 دعا الميرزا قائلا:
"أدعو الله تعالى أن يرزق الملكة المعظمة، قيصرة الهند المحسنة لنا؛ عمرا طويلا". (إعلان في 27/12/1899)
فماتت سريعا في 13 شهرا، أي في 22 يناير 1901.
https://www.facebook.com/groups/221104695376631/?ref=share&mibextid=NSMWBT