أحاديث نزول المسيح لا تنطبق على القاديانيّ

أحاديث نزول المسيح لا تنطبق على القاديانيّ

أحاديث نزول المسيح لا تنطبق على 

القاديانيّ

  إنّ ما يبعث على الاطمئنان أنّ "غلام أحمد القاديانيّ"، مجرّد دعيّ دجّال، أنّ أحاديث نزول المسيح في آخر الزمان لا تنطبق عليه، وهو قد ادّعى أنّ المسيح قد مات، وأنّ المقصود بنزول عيسى بن مريم آخر الزمان هو مجيء مثيل عيسى بن مريم وهو "القاديانيّ".

  يقول "القاديانيّ" :"وكنت اظن بعد هذه التسمية أن المسيح الموعود خارج وما كنت أظن أنّه أنا ، حتى ظهر السر المخفي الذي أخفاه الله على كثير من عباده ابتلاء منه وسماني ربي عيسى بن مريم في إلهام من عنده".١

  ويقول أيضا: "وأقول حالفا بالله الذي نفسي بيده أنّه هو الذي بعثني ، وهو الذي سماني نبيا ، وهو الذي دعاني مسيحا موعودا".٢

  فجاءت الأحاديث النبويّة التي فصّلت علامات المسيح النازل آخر الزمان لتفضح هذا الدجّال، ولؤكّد أنّ المسيح النازل هو عيسى بن مريم -عليه السلام- لا مثيل له ولا شبيه ولا شخص آخر، بل عيسى ابن مريم نفسه الذي لم يصلب ولم يُقتل، بل رفعه الله إليه، فتعال  أخي لتقرأ معي هذه الأحاديث.

  عن النواس بن سمعان، قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الدجال ذات غداة، فخفض فيه ورفع، حتى ظنناه في طائفة النخل، فلما رحنا إليه عرف ذلك فينا، فقال: «ما شأنكم؟» قلنا: يا رسول الله ذكرت الدجال غداة، فخفضت فيه ورفعت، حتى ظنناه في طائفة النخل، فقال: «غير الدجال أخوفني عليكم، إن يخرج وأنا فيكم، فأنا حجيجه دونكم، وإن يخرج ولست فيكم، فامرؤ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم ، أنّه شاب قطط، عينه طافئة، كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن، فمن أدركه منكم، فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف، أنّه خارج خلة بين الشأم والعراق، فعاث يمينا وعاث شمالا، يا عباد الله فاثبتوا» قلنا: يا رسول الله وما لبثه في الأرض؟ قال: «أربعون يوما، يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم» قلنا: يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة، أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: «لا، اقدروا له قدره» قلنا: يا رسول الله وما إسراعه في الأرض؟ قال: " كالغيث استدبرته الريح، فيأتي على القوم فيدعوهم، فيؤمنون به ويستجيبون له، فيأمر السماء فتمطر، والأرض فتنبت، فتروح عليهم سارحتهم، أطول ما كانت ذرا، وأسبغه ضروعا، وأمده خواصر، ثم يأتي القوم، فيدعوهم فيردون عليه قوله، فينصرف عنهم، فيصبحون ممحلين ليس بأيديهم شيء من أموالهم، ويمر بالخربة، فيقول لها: أخرجي كنوزك، فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل، ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا، فيضربه بالسيف فيقطعه جزلتين رمية الغرض، ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه، يضحك، فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح ابن مريم، فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق، بين مهرودتين، واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، فيطلبه حتى يدركه بباب لد، فيقتله، ثم يأتي عيسى ابن مريم قوم قد عصمهم الله منه، فيمسح عن وجوههم ويحدثهم بدرجاتهم في الجنة، فبينما هو كذلك إذ أوحى الله إلى عيسى: إني قد أخرجت عبادا لي، لا يدان لأحد بقتالهم، فحرز عبادي إلى الطور  ويبعث الله يأجوج ومأجوج، وهم من كل حدب ينسلون، فيمر أوائلهم على بحيرة طبرية فيشربون ما فيها، ويمر آخرهم فيقولون: لقد كان بهذه مرة ماء، ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه، حتى يكون رأس الثور لأحدهم خيرا من مائة دينار لأحدكم اليوم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه، فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم، فيصبحون فرسى كموت نفس واحدة، ثم يهبط نبي الله عيسى وأصحابه إلى الأرض، فلا يجدون في الأرض موضع شبر إلا ملأه زهمهم ونتنهم، فيرغب نبي الله عيسى وأصحابه إلى الله، فيرسل الله طيرا كأعناق البخت فتحملهم فتطرحهم حيث شاء الله، ثم يرسل الله مطرا لا يكن منه بيت مدر ولا وبر، فيغسل الأرض حتى يتركها كالزلفة، ثم يقال للأرض: أنبتي ثمرتك، وردي بركتك، فيومئذ تأكل العصابة من الرمانة، ويستظلون بقحفها، ويبارك في الرسل، حتى أن اللقحة من الإبل لتكفي الفئام من الناس، واللقحة من البقر لتكفي القبيلة من الناس واللقحة من الغنم لتكفي الفخذ من الناس، فبينما هم كذلك إذ بعث الله ريحا طيبة، فتأخذهم تحت آباطهم، فتقبض روح كل مؤمن وكل مسلم، ويبقى شرار الناس، يتهارجون فيها تهارج الحمر، فعليهم تقوم الساعة "

نستنج من هذا الحديث صفات المسيح:

أوّلا: ينزل عند المنارة البيضاء شرقيّ دمشق.

ثانيا: ينزل بين مهرودتين واضعا كفّيه على أجنحة ملكين.

ثالثا: يموت الكفار من نفسه،وإذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدّر منه جمان كاللؤلؤ.

رابعا: يقتل الدجال عند باب لد.

خامسا: ينحاز مع المسلمين إلى الطور بسبب يأجوج ومأجوج.

وكلّ هذه الأمور لم تُرى من القاديانيّ!

ودعونا نرى ماذا يقول القاديانيّ حول هذه الأمور:

  جاء في الحديث أنّ المسيح ينزل شرقيّ "دمشق" أي في "بلاد الشام"، بينما "القاديانيّ" ظهر في "الهند"، وبخصوص هذا قال "القاديانيّ": "وما يغرنّكم ما جاء في أحاديث نبيّنا -صلى الله عليه وسلم-لفظ دمشق فإنّ له مفهوما عاما، وهو مشتمل على معان كما يعرفها العارفون. فمنها اسم البلدة، ومنها اسم سيد قوم من نسل كنعان، ومنها ناقة وجمل، ومنها رجل سريع العمل باليدين، ومنها معان أخرى".٤

 ثمّ زعم أنّ الله أوحى له أنّ المقصود من "دمشق" هي "قاديان" فقال: "إنّ الله تعالى قد كشف لي أن لقرية قاديان مماثلة مع دمشق لأن معظم سكانها ذو طبائع يزيدية ... فقد شبه الله هذه القرية - قاديان - بدمشق من هذا المبدأ".٥

  ثمّ عاد وقال أنّه من الممكن أن يظهر مسيح آخر في "دمشق": "من الممكن عندي أن يكون في دمشق بالذات أيضا مثيل المسيح في المستقبل".٦

  الغريب أنّ العلماء قالوا "للقاديانيّ": إنّ المسيح ينزل عند المنارة البيضاء، فأين هي المنارة البيضاء التي نزلت عندها؟! فنظر "القاديانيّ" فلم يجد أيّ منارة بيضاء في قاديان، فما كان منه إلا أن جمع التبرعات من أتباعه لبناء منارة بيضاء، والمضحك أنّه مات قبل أن يكتمل بناء المنارة.

  أمّا بخصوص المهردوتين فقد قال "القاديانيّ": "هناك مرضان يلازمانني، أحدهما في الجزء العلوي من الجسم والثاني في الجزء السفلي منه. المرض في الجزء العلوي من الجسم هو الدوار، أما في الجزء السفلي فهو كثرة التبول... فإن هذين المرضين هما المهرودتين اللتين لازمتا جسدي".٧

 سبحان الله! الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول مهرودتين ٨ كعلامة يراها الناس يعرفون من خلالها المسيح النازل آخر الزمان، ثمّ يأتي "القادياني" ليقول إنها دوران الرأس وكثرة التبول! فكيف للناس أن يتأكّدوا من هذا! فإذا سلّمنا جدلا أنّهم سيشاهدون "القاديانيّ" يترنح من الدوار، فهل سيقفون على أبواب المراحيض ليشهدوا كثرة تبوّله وكم مرة سيتبول!

  أمّا بخصوص الملكين الذين يضع المسيح يديه على أجنحتهما، قال "القاديانيّ" إنّهما: "سندان غيبيان يتوقف عليهما إتمام حجته... ذكر أنّهما العقل والنقل والآيات".٩

  أمّا بخصوص موت الكفّار من نفسه، فأوّلها "القاديانيّ" فقال:"والمراد من هلاك الكفار من نفسه أنهم سيقتلون نتيجة توجّهه".١٠

  أمّا بخصوص تحدّر الجمان واللؤلؤ من رأس المسيح، فأوّله "القاديانيّ" قائلا:"إن المسيح الموعود سيظل يجدد علاقته بالله تعالى من خلال توبته وتضرعه أما الله عز وجل، زكأنه يغتسل دائما فتخرج من رأسه قطرات طاهرة نتيجة هذا الغسل المقدس".١١

  أمّا قتله الدجّال في باب "لد"فأوّل القاديانيّ والقاديانيّة اللدّ بأنّها "لدهيانة"، بلا حياء ولا خجل، وليته دجالا قتل.

  هذا ما سطّره "القاديانيّ" في تأويله لهذا الحديث، مع أنّ هذا الحديث الطويل يحوي أحداثا كثيرة لم تقع في زمن "القاديانيّ" .

  وعن أبي هريرة-رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: "والذي نفسي بيده، ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما عدلا، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد، حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا وما فيها".١٢

ذكر هذا الحديث أعمال المسيح النازل:

أوّلا: يكسر الصليب.

ثانيا: يقتل الخنزير.

ثالثا: يضع الجزية.

رابعا: يفيض المال في زمانه حتى لا يقبله أحد.

فهل تحقّق كلّ هذا زمن "القاديانيّ"؟!

  أمّا كسر الصليب فيقول "القاديانيّ" :"المراد من ذلك أن المسيح الموعود سيهدم عقيدة الصليب ، فلن تنموا بعدها في الدنيا".١٣

فهل كسر "القاديانيّ" حقا عقيدة الصليب ولم تعد تنمو؟!

  أمّا عن قتل الخنزير فيقول "القاديانيّ": "أما نبوءة قتل الخنزير، فتشير إلى غلبته على عدوّ نجس وبذيئ اللسان، ويشير أيضا إلى أنّ هذا العدو سيهلك بدعاء المسيح الموعود".١٤

  أمّا عن وضع الجزية، فهو عند "القاديانيّ" والقاديانيّة وضع الحرب، كما ورد في بعض النسخ١٥، وعلى أية حال لم نر الحروب توقّفت، لا زمن "القاديانيّ" ولا بعده.

أمّا بخصوص إفاضة المال حتى لا يقبله أحد فالجواب عندك عزيزي القارئ!!

  عن أبي هريرة-رضي الله عنه-، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم-قال: "الأنبياء إخوة لعلات: دينهم واحد، وأمهاتهم شتى، وأنا أولى الناس بعيسى ابن مريم، لأنه لم يكن بيني وبينه نبي، وأنّه نازل، فإذا رأيتموه فاعرفوه، فإنه رجل مربوع إلى الحمرة والبياض، سبط كأن رأسه يقطر، وإن لم يصبه بلل، بين ممصرتين، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويعطل الملل، حتى تهلك  في زمانه الملل كلها غير الإسلام، ويهلك الله في زمانه المسيح الدجال  الكذاب، وتقع الأمنة في الأرض حتى ترتع الإبل مع الأسد جميعا، والنمور مع البقر، والذئاب مع الغنم، ويلعب الصبيان والغلمان  بالحيات، لا يضر بعضهم بعضا، فيمكث ما شاء الله أن يمكث، ثم يتوفى فيصلي عليه المسلمون ويدفنونه".١٦

ذكر هذا الحديث عدّة أمور:

أوّلا: أنّ المسيح -عليه السلام-يلبس ثوبان أصفران.

ثانيا: رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل.

ثالثا: يدق الصليب.

رابعا: يقتل الخنزير.

خامسا: يضع الجزية.

سادسا: تهلك الملل كلّها في زمانه.

سابعا: تقع الأمنة على الأرض ويأمن الناس وحتى الحيوانات.

ثامنا: يمكث في الأرض أربعين سنة.

فهل وقع كلّ هذا للقاديانيّ؟!

  ذكر الحديث أنّ المسيح يمكث أربعين سنة، وقد أعلن "القاديانيّ" أنّه المسيح الموعود عام 1891م، ومات عام 1908م، فيكون مكثه 17 عاما لا 40 عاما، فدلّ هذا على كذبه.

  وقد علّق "القاديانيّ" على هلاك الملل وأوّله تأويلا سخيفا فقال: "المراد من هلاك الملل كلها هلاكهم بالبينة، ولا شك أن من هلك بالبينة فقد هلك، ومن أتم الحجة على أحد فقد أهلكه، فتفكر كالمتوسمين".١٧

  عن أبي هريرة-رضي الله عنه- ، عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده، ليهلن ابن مريم بفج الروحاء، حاجا أو معتمرا، أو ليثنينهما".١٨

  ومن المعروف أنّ "القاديانيّ" لم يحج ولم يعتمر مع أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ،أقسم على ذلك، فإمّا أن تكذب القاديانيّة رسول الله-صلى الله عليه وسلم- - وحاشاه - فتعلن كفرها على الملأ وإمّا أن تكذّب نبيّها المزعوم.

  وهكذا ـ أخي القارئ ـ تجد أنّ الأحاديث النبويّة المتعلّقة بنزول المسيح تعلن صراحة أنّ النازل هو عيسى ابن مريم وليس "غلام أحمد القاديانيّ ابن جراغ بي بي".

الملاحظ أن القاديانية أولت جميع أحاديث نزول المسيح في آخر الزمان بحجة أن أحاديث آخر الزمان هي نبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها ويجب تأويلها.

والرد عليها :

أولا : أنه لم يقل أحد أن أحاديث آخر الزمان يجب تأويلها لا النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعين ولا العلماء وإنما هذا من تخاريف القادياني والقاديانية لانها وجدت أن هذه الأحاديث لا تنطبق على القادياني فلجأت إلى تأويلها .

ثانيا : إن ما يثبت بطلان قول القاديانية بتأويل أحاديث آخر الزمان أن هناك أحاديث كثيرة تتحدث عن آخر الزمان وقعت على ظاهرها كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم.

ثالثا : من تناقض القاديانية أنها تأخذ بظاهر أحاديث تتحدث عن آخر الزمان ولا تؤولها كالتطاول في البنيان وترك القلاص.

رابعا : أن القادياني يقول : " من المسلم به أن النصوص تحمل على ظواهرها".١٩

خامسا : أن بعض هذه الأحاديث جاء مشفوعا بالقسم وعند القادياني أن الحديث المشفوع بالقسم يؤخذ بظاهره حيث يقول القادياني: " والقسم يدل على أن الخبر محمول على الظاهر لا تأويل فيه ولا استثناء ، و إلا فأي فائدة كانت في ذكر القسم ؟ فتدبر كالمفتشين المحققين" . ٢٠

الكاتب: أبو عبيدة العجاوي

ــــــــــــــــــ
١حمامة البشرى للغلام القادياني ص 23

٢حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 462

٣مسلم رقم 2937

٤التبليغ للغلام القادياني ص 54

٥إزالة الأوهام – فتح الإسلام للغلام القادياني ص 151

٦المصدر السابق

٧حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 291

٨أي ثوبان اصفران

٩حقيقة الوحي للغلام القادياني  ص 191- 192

١٠المصدر السابق

١١المصدر السابق

١٢البخاري رقم 3448

١٣حقيقة الوحي للغلام القادياني ص 295

١٤المصدر السابق ص 296

١٥انظر القول الصريح في ظهور المهدي والمسيح للقادياني نذر أحمد مبشر السيالكوتي ص 74

١٦مسند أحمد رقم 9632 قال الألباني : إسناده صحيح

١٧حمامة البشرى للغلام القادياني ص 92

١٨مسلم رقم 1252

١٩ إزالة الأوهام -فتح الإسلام ص 417

٢٠ الخزائن الروحانية ج 7 ص  192