أجر الانبياء......وأجر الأدعياء
أبو عمران
أجر الانبياء......وأجر الأدعياء
...................................
كل أنبياء الله الذين قص علينا القرآن قصصهم بدون استثناء جاؤوا وبعثوا في أقوامهم لتبليغ رسالة ربهم والاقرار بتوحيد الله تعالى وإخلاص العبادة له ، وترك إشراك الآلهة في عبادته لهذا لم يكونوا يطلبون أجرا ولا مقابلا ولا حتى كلمة شكر من أحد على مجهوداتهم وعملهم ودعوتهم لأن أجرهم عند الله أما أدعياء النبوة كالميرزا فقد كانوا ينتظرون مقابلا على ما يفعلون بل ويقلقون ويكادون يبكون اذا لم يتلقوا كلمة الشكر والمدح تلك وسوف نورد هنا كلام الأنبياء الحقيقيين وكلام الأدعياء لكي يتبين حجم الفارق بين مبعوث من الله ومبعوث من عند نفسه.
فلنرى ماذا قال الله عن أنبيائه الكرام:
-عن سيدنا نوح عليه السلام:[فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ (72)يونس ]
-عن هود عليه السلام:[يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (51)هود]
-عن صالح عليه السلام:[وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (145)الشعراء]
-عن لوط عليه السلام:[وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (164)الشعراء]
-شعيب عليه السلام:[وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ الْعَالَمِينَ (180)الشعراء]
-أما عن سيدنا ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام فيقول الله تعالىك[قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (47) سبأ]
أما الميرزا فيقول في كتابه التحفة القيصرية في خطاب ملئ بالتملق والتمجيد والتوسل الذي لا يليق برجل عادي فما بالك بنبي :(وبدافع هذا الحب والإخلاص الحقيقيينِ ألّفت بمناسبة احتفال اليوبيل على مرور ستين عاما على حُكمها كتيبا باسم قيصرة الهند، دام مجدها، وسمَّيته: "التحفة القيصرية" وأرسلته لها كهدية متواضعة من درويش. وكنت موقنا يقينا قويا بأني سأُكرَم بالردّ عليه وسيكون مدعاة لتكريمي أكثر من المتوقع. كان السبب وراء هذا اليقين سموّ أخلاق قيصرة الهند التي ذاع صيتها على نطاق واسع في كافة بلاد الشرق. وهي عديمة المثال في سعة الأخلاق كسعة بلاد الملكة المعظمة بحيث يستحيل العثور على نظيرها في مكان آخر. ولكنني أستغرب كثيرا على أنه لم يُمنَّ علي حتى بكلمة مَلكِية واحدة. لا يقبل ضميري أن تصل تلك الهدية المتواضعة أي كتيب "التحفة القيصرية" إلى الملكة المعظمة ولا أُكرَم بجوابها. لا شك أن هناك سببا آخر لا دخل فيه لعلم الملكة المعظمة قيصرة الهند، دام مجدها، ومرضاتها. فإن حسن الظن الذي أكنّه للملكة المعظمة قيصرة الهند، دام مجدها، دفعني مرة أخرى أن أوجّه أنظارها إلى تلك الهدية أي "التحفة القيصرية"، وأسعد ببضع كلمات الرضا من الملكة)