آية قرآنية تكذب نبي القاديانية (٣)

آية قرآنية تكذب نبي القاديانية (٣)

آية قرآنية تكذب نبي القاديانية (٣)

قال ذو الجلال والعظمة والعزة والكبرياء والكمال:

﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِیُبَیِّنَ لَهُمۡۖ﴾ [إبراهيم ٤]

يقول ابن جرير الطبري عليه رحمة الله: 

« يقول تعالى ذكره: وما أرسلنا إلى أمة من الأمم، يا محمد، من قبلك ومن قبلِ قومك، رسولا إلا بلسان الأمة التي أرسلناه إليها ولغتهم  ﴿ليبين لهم﴾ يقول: ليفهمهم ما أرسله الله به إليهم من أمره ونَهيه، ليُثْبت حجة الله عليهم ». [جامع البيان عن تأويل آي القرآن]

بيان باطل القاديانيين:

لقد بين الله جل وعلا أنه أرسل الرسل عليهم السلام بلسان أقوامهم، ومع أن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم نبي الإنس والجن كافة، نزل عليه قرآن عربي مبين، وخاطب قومه بالعربية، وبلغنا صحابته رضوان الله عليهم أوامره ونواهيه وأحاديثه لنا بالعربية.

أما نبي القاديانيين فيقول:

بعض الوحي الذي اتلقّاه يكون بلغات لا أعرفها إطلاقا مثل الإنجليزي و السنسكريتي والعربي وغيرها:". [الخزائن الروحانية ج 18 ص 435]

ثم يناقض نفسه ويقول:

"أنّه من غير المعقول أبدا ومن السفاهة حقّا أن يتلقّى الإنسان وحيا، وهو ليس بلغته أو لا يفهمه، لأنّ فيه تكليف مالا يطاق، وما فائدة الوحي الذي هو فوق فهم الإنسان". [الخزائن الروحانية ج 23 ص 218]

بل يزعم وحيا لا يفهمه، ولا يعرف ما هو، أو المراد منه:

"لا يموتُ أحدٌ من رجالكم." وقال : لا يمكن أخذُه بمعناه الحرفي وهو: لن يموت أحد من رجالكم، ذلك أن الأنبياء أيضًا يموتون، كما لا يمكن أن يحيا أحد إلى يوم القيامة. غير أني لا أفهم معنى هذا الوحي، فلعل له معنى آخر". [التذكرة ٤٧٤]

"قُلْ إنّ هدى الله هو الهدى، وإنّ معي ربي سيهدينِ. رب اغفِرْ وارحمْ من السماء. ربِّ إني مغلوبٌ فانتصرْ. إيلي إيلي لما سبقتَني. إيلي آوس."

...الجملة الأخيرة من هذا الوحي، أعني: "إيلي آوس". ظلّتْ غير واضحة لي لسرعة نزول الوحي، ولم ينكشف عليّ معناها. والله أعلم بالصواب… [التذكرة ٨٧]

"يموت بغير مرض."

 لا أدري فيمن هذا الإلهام. (سجل المذكرات المتنوعة للمسيح الموعود، ص 84)» [التذكرة ٢٤١]

ثم لاحظ أن الله تبارك وتعالى قال: [لِیُبَیِّنَ لَهُمۡۖ].

فهو لا يعرف المعنى ولا يفهم ما يوحى إليه ويجهل المراد، فبالتالي: فقد وحيه المفترى ما قال الحق سبحانه:  [لِیُبَیِّنَ لَهُمۡۖ].

ومن يقرأ كتاب "التذكرة" يجد أنهم يزعمون له وحيا بالعربية والبنجابية والأردية والإنجليزية والسنسكريتية والعبرية والفارسية أنظر [فهرس التذكرة]

والمفروض أن يكون وحيه بلغة أهل البنجاب، والقوم باطلهم  في كتبهم واضح.

وللخروج من هذا المأزق يقول القاديانيون: 

-والعياذ بالله إن الأنبياء عليهم السلام كانوا يخطئون في فهم بعض ما يوحى إليهم. 

-ويستدلون أيضا بالحروف في بداية السور.

ونرد عليهم باختصار:

(١) مثلا: يزعمون أن إبراهيم عليه السلام لم يفهم وحي الله له، وفهم خطأ والعياذ بالله أن يذبح ولده إسماعيل عليه السلام، وهذا كذب وافتراء، بل فهم الوحي بنص القرآن:

﴿ وَنَـٰدَیۡنَـٰهُ أَن یَـٰۤإِبۡرَ ٰ⁠هِیمُ ۝١٠٤ قَدۡ صَدَّقۡتَ ٱلرُّءۡیَاۤۚ إِنَّا كَذَ ٰ⁠لِكَ نَجۡزِی ٱلۡمُحۡسِنِینَ ۝١٠٥ ﴾ [الصافات 104- 105]

لقد فهم أمر الله سبحانه وامتثل لأمره، فكان من الله:﴿ وَفَدَیۡنَـٰهُ بِذِبۡحٍ عَظِیمࣲ ﴾ [الصافات 107]

مثلا: يستدلون بصلح الحديبية، ويرد عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين الأمر لعمر بن الخطاب رضي الله عنه: «أوَليسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنا أنّا سَنَأْتي البَيْتَ فَنَطُوفُ بهِ؟ قالَ: بَلى، فأخْبَرْتُكَ أنّا نَأْتِيهِ العامَ، قالَ: قُلتُ: لا، قالَ: فإنّكَ آتِيهِ ومُطَّوِّفٌ به». [صحيح البخاري]

و يستدلون بقصة ولد نوح عليه السلام:

﴿وَنَادَىٰ نُوحࣱ رَّبَّهُۥ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ٱبۡنِی مِنۡ أَهۡلِی وَإِنَّ وَعۡدَكَ ٱلۡحَقُّ وَأَنتَ أَحۡكَمُ ٱلۡحَـٰكِمِینَ ۝٤٥ قَالَ یَـٰنُوحُ إِنَّهُۥ لَیۡسَ مِنۡ أَهۡلِكَۖ إِنَّهُۥ عَمَلٌ غَیۡرُ صَـٰلِحࣲۖ فَلَا تَسۡـَٔلۡنِ مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمٌۖ إِنِّیۤ أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ ٱلۡجَـٰهِلِینَ ۝٤٦ قَالَ رَبِّ إِنِّیۤ أَعُوذُ بِكَ أَنۡ أَسۡـَٔلَكَ مَا لَیۡسَ لِی بِهِۦ عِلۡمࣱۖ وَإِلَّا تَغۡفِرۡ لِی وَتَرۡحَمۡنِیۤ أَكُن مِّنَ ٱلۡخَـٰسِرِینَ ۝٤٧﴾ [هود ٤٥-٤٧]

ويرد عليهم بقول ابن كثير رحمة الله عليه أنه سؤال استعلام:

« هَذَا سُؤَالُ اسْتِعْلَامٍ وَكَشْفٍ مِنْ نُوحٍ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، عَنْ حَالِ وَلَدِهِ الَّذِي غَرِقَ، ﴿فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي﴾ أَيْ: وَقَدْ وَعَدَتْنِي بِنَجَاةِ أَهْلِي، ووعدُك الْحَقُّ الَّذِي لَا يُخْلَفُ، فَكَيْفَ غَرِقَ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ؟ ﴿قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ﴾ أَيِ: الَّذِينَ وَعَدْتُ إِنْجَاءَهَمْ ؛ لِأَنِّي إِنَّمَا وَعَدْتُكَ بِنَجَاةِ مَنْ آمَنَ مَنْ أَهْلِكَ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ﴾ [هُودٍ: ٤٠] ، فكان هذا الولد مِمَّنْ سَبَق عَلَيْهِ الْقَوْلُ بِالْغَرَقِ لِكُفْرِهِ وَمُخَالَفَتِهِ أَبَاهُ نَبِيَّ اللَّهِ نُوحًا، عَلَيْهِ السَّلَامُ ». [تفسير القرآن العظيم]

نقول باختصار في هذا الموضوع وغيره: إن القاديانيين في كثير من النصوص فهمهم أعوج، ويخلطون الأمور، ويؤولون ويحرفون، ويأخذون جزءا من النص ويتجاهلون الجزء الآخر… وفي هذا الموضوع وغيره النبي من الأنبياء عليهم السلام لا يعلم حتى ينزل عليه وحي من الله، فطبيعي أن يجتهد النبي، وطبيعي أن يسأل الله جل في علاه، أو جبريل عليه السلام، أو ينتظر البيان من الله وما شابه ذلك…

ونقول باختصار: نبينا صلى الله عليه وسلم قال: «فأخْبَرْتُكَ أنّا نَأْتِيهِ العامَ، قالَ: قُلتُ: لا، قالَ: فإنّكَ آتِيهِ ومُطَّوِّفٌ به» وقد تحقق، بخلاف مدعي النبوة القادياني الذي حدد مدة خمسة عشر شهرا لموت النصراني عبد الله آتهم إذا لم يرجع للحق، ولم يرجع، ومضت المدة ولم يمت خلالها.

أما الحروف في بداية السور، نرد على القاديانيين بالتالي:

أولا: هل وحي الغلام القادياني قرآن، الجواب عندهم: لا. فبالتالي: لا يستدل بهذا على كتاب الله.

ثانيا: كلما أتينا للقاديانيين بعبارات الغلام القادياني في عدم معرفته لما يوحى إليه! يكون جوابهم ما معنى الحروف المقطعة في القرآن الكريم، مثل: ( الم )! وهم يحاولون إيجاد مخارج لكوارث القادياني من خلال الإستناد على نصوص "الكتاب والسنة"، وهذا باطل! فطبيعة وحي القادياني -بالإضافة لبطلانه من خلال عقيدة "ختم النبوة" وبطلانه من خلال إنه ليس "المسيح النازل" آخر الزمان وغير ذلك...- يخالف ويتنافى مع وحي الله لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام، ومن يعلم لغة القرآن ولغة الأحاديث النبوية يدرك الإختلاف الكبير، والحال لو أن أحدهم قال كلاما "غير مفهوم" ثم احتج علينا بالحروف المقطعة ما قبل منه هذا الاحتجاج! ثم نرد حجة القاديانية والقاديانيين عليهم! لقد خرج أناس من القاديانية ومن الجماعة وزعموا النبوة والوحي وقلدوا الغلام القادياني فلم تقبل القاديانية منهم ادعاءاتهم وحججهم! وهم يحتجون على القاديانيين بنفس حججهم، فمثلا بعض من خرجوا من القاديانية أنكروا عليها قولها بولادة عيسى بن مريم بلا أب، وهي القائلة بنفي المعجزات الخارقة للعادة وأن الله لا يغير سننه في الكون.

ثالثا: هناك فرق بين تلك الحروف، وبين قول مدعي النبوة الغلام القادياني: لا أدري ما المعنى، لا أفهم معنى هذا، لا أدري فيمن نزل هذا الإلهام… إلخ

رابعا: هل وحي الأرقام التالي لمدعي النبوة الغلام القادياني يقارن بالحروف القرآنية:

"لقد قال الله تعالى في وحيه عدة مرات وبشيء من الاختلاف:

"میں تجھے عزّت دوں گااور بڑھاؤں گااور تیرے آثار میں برکت رکھ دوں گایہاں تک کہ بادشاہ تیرے کپڑوں سے برکت ڈھونڈیں گے۔" (أردية)

أي: سأكتب لك العزّ، وأزيدك، وأجعل بركة في آثارك حتى إن الملوك يتبركون بثيابك".  (القرار السماوي، الخزائن الروحانية، مجلد 4، ص 342)

27/12/1891

28-27-14-2-27-2-26-2-28-1-23-15-11

1-2-27-14-10-1-28-27-47-16-11-34-14-11

7-1-5-34-23-34-11-14-7-23-14-10-1

14-5-28-7-34-1-7-34-11-16-1-14-7-2-1-7-5-1-14-1

14-2-28-1-7

والسلام على مَن فهم أسرارنا واتّبع الهدى.

الناصح المشفق غلام أحمد القادياني. (إعلان يوم 27/12/1891 الملحق بكتاب "القرار السماوي"، الخزائن الروحانية، مجلد 4، ص 350) [التذكرة ١٩٩]

وكتبوا في الحاشية: "هذه الأعداد وما فيها من مفتاح كلها جزء من الوحي، والله أعلم بحقيقتها، ولكنها سوف تنكشف في موعدها المقدر حتما، بإذن الله تعالى". (بشير أحمد)

ثم لاحظوا أن هناك تناقضا وهو قول الغلام القادياني: "والسلام على من فهم أسرارنا واتبع الهدى" فهذه الجملة تعني أن الغلام يفهم هذه الأعداد، وأن هناك من يفهم هذه الطلاسم العددية أيضا، ولم يبين الغلام القادياني هذه الأسرار، فبالتالي: أين تبليغ الأنبياء إن كان نبيا، ومعاذ الله أن يكون نبيا.

خامسا: لو لم نعلم معنى الحروف القرآنية، ففيها حكمة أن هناك علم لله العليم الحكيم لا نعلمه، والله لم يخبرنا بكل ما غاب عنا، وهذه الحروف متفقة مع وحي القرآن في تلاوته، هذا مع العلم أن وحي "الكتاب والسنة" هناك ما يعلمه العلماء وما يجهله العوام، مع أن هذا الوحي بين أيدينا،  بخلاف تلك الأرقام المخالفة لوحي القرآن ووحي الحديث النبوي المحمدي صلى الله عليه وسلم.

سادسا: طبيعة نصوص وحي مدعي النبوة الغلام القادياني لمن يتأمل فيها، غريبة عن وحي كتاب الله العظيم، وغريبة عن وحي رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، فلا يمكن أن يقال هذا وحي إسلامي، أو لنبي تابع لمحمد صلى الله عليه وسلم والعياذ بالله سبحانه، خذ هذه الأمثلة:

[١] الوحي المجهول:

 "ضارٌّ بالصحة". [التذكرة ٥٩٢]

ولم يبين ما هو الضار بالصحة، 

ولو قال أحد من عامة الناس مثل ذلك! ربما قيل له: هذه هلوسات، أو وساوس شيطان، أو هذا من تأثير الأفيون والمسكرات…

[٢] وحي النعناع:

"أنا النعناع في خدمتكم". [التذكرة ٥٥٧]

[٣] وحي الفرش:

"صلاة العرش إلى الفرش". [التذكرة ٥٩٠]

سابعا: نصوص وحي الغلام القادياني المجهولة المعنى والمراد وغير المفهومة والمبهمة كثيرة جدا، لا يمكن لعاقل أن يستدل بها على الحروف القرآنية.

ثامنا: نصوص وحي الغلام القادياني كثير منها باطنية طلسمية، بمعنى: أنه يوحى إليه نص عجيب غريب، ثم تفسيره أعجب وأغرب،. وهذا واضح في بعض النصوص الشركية الكفرية، سبحانك اللهم نستغفرك ونتوب إليك وبك نعوذ، مثل:

"أنت مني بمنزلة روحي". [التذكرة ٧٩٩]

"أنت مني بمنزلة سمعي". [التذكرة ٨٠٦]

"أنت مني بمنزلة أولادي". [التذكرة ٤٠٥]

فإن أتيت لبعض القاديانيين بمثل ما سبق من نصوص: يقولون لك: هذه لها معان غير ظاهرها، وغير ما فهمت !

ولو قيل لهم: إنكم جحاش ! وقيل لهم: إنما قصدنا: أنكم أقوياء ! لما قبلوا ذلك منا !

أنظروا إلى عجائب الغلام القادياني في [التذكرة ١٩٤] :

"رأيتُني في المنام عينَ اللهِ، وتيقنتُ أنني هو، ولم يبق لي إرادة ولا خطرة ولا عمل من جهة نفسي، وصِرت كإناءٍ منثلم بل كشيء تأبَّطَه شيءٌ آخر وأخفاه في نفسه حتى ما بقي منه أثر ولا رائحة وصار كالمفقودين.

وأعني بعين الله رجوعَ الظلِّ إلى أصله وغيبوبتَه فيه، كما يجري مِثلُ هذه الحالات في بعض الأوقات على المحبّين. وتفصيل ذلك أن الله إذا أراد شيئًا من نظام الخير جعلني مِن تجلياته الذاتية بمنـزلة مشيّته وعلمه وجوارحه وتوحيده وتفريده، لإتمام مراده وتكميل مواعيده، كما جرت عادته بالأبدال والأقطاب والصدّيقين.

فرأيتُ أن روحه أحاط عليّ واستوى على جسمي، ولَفَّني في ضمن وجوده، حتى ما بقي مني ذرة، وكنتُ من الغائبين. ونظرتُ إلى جسدي فإذا جوارحي جوارحه، وعيني عينه، وأذني أذنه، ولساني لسانه. أخذني ربي واستوفاني وأكّد الاستيفاءَ حتى كنت من الفانين. ووجدتُ قدرتَه وقوتَه تفور في نفسي، وألوهيتَه تتموج في روحي، وضُرِبتْ حول قلبي سرادقات الحضرة، ودقق نفسي سلطانُ الجبروت، فما بقيتُ وما بقي إرادتي ولا مُناي، وانهدمت عمارة نفسي كلها، وتراءت عمارات رب العالمين. وانمحت أطلال وجودي، وعفت بقايا أنانيتي، وما بقيت ذرة من هويتي، والألوهية غلبت عليّ غلبة شديدةً تامةً، وجُذِبتُ إليها من شعر رأسي إلى أظفار أرجلي، فكنت لُبًّا بلا قشور، ودُهنًا بغير ثُفْل وبذور، وبُوعِدَ بيني وبين نفسي، فكنت كشيء لا يُرى، أو كقطرة رجعت إلى البحر، فستره البحر بردائه وكان تحت أمواج اليم كالمستورين.

فكنت في هذه الحالة لا أدري ما كنتُ من قبل وما كان وجودي، وكانت الألوهية نفذت في عروقي وأوتاري وأجزاء أعصابي، ورأيت وجودي كالمنهوبين. وكان الله استخدم جميع جوارحي، وملَكها بقوة لا يمكن زيادة عليها، فكنت مِن أخْذه وتناوُله كأني لم أكن من الكائنين. وكنت أتيقن أن جوارحي ليست جوارحي، بل جوارح الله تعالى، وكنت أتخيل أني انعدمت بكل وجودي، وانسخلت من كل هويتي، والآن لا منازع ولا شريك ولا قابض يزاحم. دخل ربي على وجودي، وكان كل غضبي وحلمي، وحلوي ومرّي، وحركتي وسكوني له ومنه، وصرت من نفسي كالخالين.

وبينما أنا في هذه الحالة كنت أقول: إنا نريد نظامًا جديدًا، سماءً جديدة وأرضًا جديدة. فخلقتُ السماوات والأرض أولا بصورة إجمالية لا تفريق فيها ولا ترتيب، ثم فرقتها ورتّبتها بوضع هو مراد الحق، وكنت أجد نفسي على خلقها كالقادرين. ثم خلقت السماء الدنيا وقلت:

 "إنا زَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح."

 ثم قلت: الآن نخلق الإنسان من سلالة من طين.

ثم انحدرتُ من الكشف إلى الإلهام فجرى على لساني:

"أردتُ أن أستخلف فخلَقتُ آدم، إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وكنا كذلك خالقين".

وستجدهم يبررون ما لا يبرر.

هذا رجل يفتري أن وحيه ومناماته وكشوفه من الله… والعياذ بالله مزاعمه كثيرة جدا وكبيرة لا يتسع المقام لها، ولو عاش أكثر لا ندري ماذا كان يزعم  أكثر مما زعم.

والرجل كان يبطن أشياء لم يظهرها، و يجعل التمويهات والإشارات والكلام المحتمل، وكثيرا ما كان يتراجع عن بعض كلامه، عندما يتعرض للهجوم والتشنيع، ثم يتلاعب بالكلام.

حتى تعبيراته تدلك أنه في باب الأسماء والصفات، جاهل جهول جويهل، أجهل من أتباعه.

ونصوص وحيه صارخة بالكذب، وكأن وحيه الشيطاني يقول: كذب فلا تصدق !!!

ويظهر لي أن الجماعة في كثير من شاكلة هذه النصوص تضيف نصوصا للتمويه والتخفيف وما شابه، فنحن نعلم أنها تحذف وتزيد… كما أننا عندما نقرأ بعض النصوص الغريبة العجيبة تجعل نصوصا أو حواشي لطرد الشبهات، أو الإستدلال بنصوص من القرآن والسنة، أو تكتب شيئا لتجعل كلام القادياني مقبولا للجهال وما شابه ذلك…

مثلا الغلام القادياني يجعل نفسه "كرشنا" وهو إله الهندوس ! هل يعقل أو يقبل من مسلم هذا ! فضلا أن يقوله الأنبياء عليهم السلام الموحدون المنزهون !!!

فقبل ذكر النصوص كتبوا: " لقد أخبرني الله تعالى في عالم الكشف مرارا أن شخصا باسم كرشنا الذي كان في الشعب الآري، كان من عباد الله المصطفين ومن أنبياء عصره".

فبالتالي: وقع النصوص التالية سيكون أسهل:

يقول في [التذكرة ٣٩٠] : " إن الله الذي هو رب السماء والأرض قد كشف علي ليس مرة واحدة بل أخبرني مرارا وتكرارا : أنك كرشنا للهندوس والمسيح الموعود للمسلمين والمسيحيين".

ويقول أيضا في نفس الصفحة: " ومن جملة الإلهامات التي تلقيتها عن نفسي ما يلي: يا كرشنا، يا قاتل الخنازير وراعي البقر، مديحك مسجل في "الجيتا".

ويقول في نفس الصفحة أيضا: " أنا كرشنا الذي ينتظر الآريون ظهوره في هذه الأيام. وهذه الدعوى ليست من تلقاء نفسي، بل كشف الله علي مرارا وتكرارا : أن كرشنا المزمع ظهوره في الزمن الأخير هو أنت. ملك الآريين.

وإذا لم نذهب في هذه النصوص إلى مسألة "الألوهية"، فنذهب إلى أنها محاولة رخيصة خسيسة مكشوفة لجذب الهندوس إليه وإلى جماعته.

وفي بلاد العرب أتذكر قبل سنوات كان كثير من القاديانيين العرب غير مطلعين على كثير من هذه النصوص، وكانت كثير من الكتب غير مترجمة للعربية، فكانوا ملقنين نصوصا من الكتاب والسنة وتأويلات وتحريفات واستدلالات وشبهات… وقدمت القاديانية نفسها وغلامها القادياني بشكل مختلف عما عرفه أهل الهند والباكستان،  ثم تتالت الترجمات وصدم البعض مما قرأ ووجد، والحمد لله هدى الله الهادي من شاء من عباده … وأظن أنه لا زال أمثالهم في بلاد الله، كثير منهم لا يقرأون ولا يعلمون ما في هذه الكتب من جهل وتناقض وأباطيل وضلال وكفريات… ومن قرأ بعض الكتب قد لا يفهم، أو ليس لديه علم يساعده وما شابه ذلك.

ثم إذا كان القادياني قد ولد في أسرة قاديانية الأمر أصعب، بينما من دخل القاديانية بسهوله كان خروجه أسهل.

هذه الكتب القاديانية "بذاتها" صارخة في كونها كذب ضلال وجهل وأباطيل وتحريفات ونصوص متهافتة متضاربة. 

أخيرا: أباطيل القادياني والقاديانية ومحاولة القاديانيين الإستدلال بالكتاب والسنة على أنها حق، باطلة من خلال الكتاب والسنة، لكن القوم بضاعتهم الفاسدة موجهة لعوام الناس والبسطاء والجهال، والمنتفعون منهم يعلمون زيفها التام، وهذا حال أهل البدع يبتدعون ثم يستدلون، بينما أهل الحق، أو من نيتهم اتباع الحق، أو من يجتهدون في طلب الحق، أو البحث عن الحق، ينظرون في الأدلة ثم ينقادون لها ويخضعون ويسلمون ويؤمنون بها ويدعون الناس لها.

ملخص القول:

١- وحي الغلام القادياني بغير لغته مخالف للآية.

٢- ومن يثبت ذلك، فإنه يثبت البداء لله عياذا بالله سبحانه جل وعلا، فالله قال: [بلسان قومه] أو يكذب الآية والعياذ بالله.

٣- الوحي بلغة لا يفهمها النبي، هي فاقدة لما قال الرب تبارك وتعالى: [ليبين لهم] فمن لا يفهم كيف يبين ؟!

هذا مع تجاوزنا أن "وحي القادياني" خال من المعاني الإيمانية والتأثير والعلم… ونعلم أن بعض من يقرأون وحيه يضحكون ويسخرون ويقولون: ما هذا الهبل والجنون وهذه السخافات…

أبو عبيدة العجاوي

★★★★★★