آية قرآنية تكذب نبي القاديانية (١١)
آية قرآنية تكذب نبي القاديانية (١١)
قال سبحانه و تبارك وتعالى وتقدس وتنزه:
﴿لَا تَبۡدِیلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِۚ﴾ [يونس ٦٤]
قال الطبري في تفسيره:
وأما قوله: ﴿لا تبديل لكلمات الله﴾ ، فإن معناه: إن الله لا خُلْفَ لوعده، ولا تغيير لقوله عما قال، ولكنه يُمْضي لخلقه مواعيدَه وينجزها لهم
وقال ابن كثير في تفسيره:
"وَقَوْلُهُ: ﴿لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ﴾ أَيْ: هَذَا الْوَعْدُ لَا يُبَدَّلُ وَلَا يُخْلَفُ وَلَا يُغَيَّرُ، بَلْ هُوَ مُقَرَّرٌ مُثَبَّتٌ كَائِنٌ لَا مَحَالَةَ".
بيان باطل القاديانيين:
أما الغلام القادياني فينسب لله البداء والعياذ بالله سبحانه، فمن ذلك:
-١-
"رأيتُ أن أجل أحد الناس قريب، ولكن لم أعرف من هو، فدعوتُ في هذه الحالة الكشفية، فتلقيت الوحي التالي:
"إنّ المنايا لا تطيش سهامُها."
ثم دعوت في هذه الحالة الكشفية ثانية وقلتُ: رَبِّ إنك على كل شيء قدير. فتلقيت الوحي التالي:
"إنّ المنايا قد تطيش سهامُها."
ثم بعد ذلك تلقيت الإلهام التالي:
"رسيدہ بود بلائے ،ولے بخیر گذشت۔" (أردية)
أي: حلّت البليّة، ولكن الله سلّمَ.
لا أدري بأيٍّ منا يتعلق هذا الإلهام. والله أعلم بالصواب". ("بدر"، مجلد 2، عدد 42، يوم 18/10/1906، ص 3، و"الحكم"، مجلد 10، عدد 36، يوم 17/10/1906، ص 1) [التذكرة ٧٢٣]
-٢-
"عندما كنا مقيمين في البستان في فصل الربيع عام 1905 تلقيت عن أحد أبناء جماعتي المقيمين هناك الوحي التالي:
"خدا کا ارادہ ہی نہ تھا کہ اُس کو اچھا کرے، مگر فضل سے اپنے ارادہ کو بدل دیا۔" (أردية)
أي: لم يُرد الله أن يشفيه، ولكنه تعالى غيَّر إرادته فضلاً منه.
ثم حدَث بعد هذا الوحي أن زوجة "سيّد مهدي حسن" -وهو واحد من جماعتنا وكان معنا في البستان- مرضتْ مرضًا شديدا. والحق أنها كانت مريضةً ونحيفةً سلفًا بسبب الحمّى والوَرم في فمها وقدميها بل في جسدها كله، وكانت حاملا. وبعد وضع الحمل تدهورتْ صحّتها جدًّا حتى بدت آثار اليأس، ولكني ظللتُ أدعو لها، حتى نالت الحياة من جديد بفضل الله تعالى... وفي اليوم التالي جرى على لسان زوجة "سيد مهدي حسن" الوحي التالي من الله: ما كنتِ لتُشفَينِ، ولكن ستُشفين الآن بدعائه عليه السلام". (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 378-379) [التذكرة ٥٨١]
-٣-
"تلقيت في هذا البستان عن واحد من أربعة من أبناء جماعتنا الذين مرضوا مرضًا شديدا الإلهام التالي:
"خدا نے اس کو اچھا کرنا ہی نہیں تھا۔بے نیازی کے کام ہیں۔اعجاز المسیح۔" (أردية)
أي: ما كان الله ليشفيه. إنها أعمال الغِنى. إعجاز المسيح.
بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله". ("بدر"، مجلد 1، عدد 11، يوم 15/6/1905، ص 2، و"الحكم"، مجلد 9، عدد 22، يوم 24/6/1905، ص 2) [التذكرة ٥٩٥]
-٤-
"مرِض عبد الرحيم خان، الابنُ الأصغر لأخينا نواب محمد علي خانْ، مرضًا شديدًا، ولازمتْه الحمى الشديدة أربعة عشر يومًا على التوالي، واختلَّت حواسّه وفقَد الوعي، حتى أصيب بالتيفوئيد. وكان حضرة خليفة الله عليه السلام يُذكَّر يوميًا بالدعاء له، وكان يدعو له. وفي 25/10 قالوا له بمنتهى القلق أنْ لا أملَ في حياة عبد الرحيم بحسب العلامات. وبينما كان عليه السلام ، وهو رؤوف رحيم، يدعو له في صلاة التهجد إذ أوحى الله إليه:
"تقدیر مبرم ہے اور ہلاکت مقدر۔" (أردية)
أي أن القدر مُبرَم والهلاك مقدّر.
... قال عليه السلام : عندما تلقيت من الله تعالى هذا الوحي القهري خيّم عليّ حزن عميق، وخرج من لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنـزل عليّ الوحي فورًا:
"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع
عنده إلا بإذنه."
فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نـزل عليّ الوحي:
"إنك أنت المجازُ."
أي قد أَذِنّا لك.
ثم بدأت صحّته تتحسن باستمرار، وكل من كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب". ("بدر"، مجلد 2، عدد 41-42، يوم 29 إلى18/10/1903، ص 321 بقلم حضرة مولانا عبد الكريم السيالكوتي 29/10/1903) [التذكرة ٥١٧]
-٥-
"كانت زوجتي حاملا، فساءت حالتُها جدا عند بداية آلام المخاض في 14 حزيران، حيث بردَ جسمُها، وأصابها ضعفٌ شديد، وظهرتْ آثار الإغماء، فظننت أن هذه المسكينة على وشك أن تغادر هذه الدار الفانية. كان أولادي في كرب شديد، وكانت النسوة في البيت ووالدة زوجتي كلهن منهارات وكالأموات، لظهور أعراض رديئة جدا في زوجتي. فتوجهتُ إلى الدعاء لها بالشفاء ظنًّا مني أنها موشكة على الرحيل، وإيمانًا مني بأن قدرة الله تُري العجائب، فتحسنتْ حالتها فجأة، وتلقيتُ الوحي:
"تحويل الموت."
أي: قد أجَّلْنا الموت لوقت آخر. فدبّت الحرارة في جسمها ثانية، واستعادت حواسَّها، فولدتْ ابنًا سمّيناه "مبارك أحمد". (رسائل أحمدية، مجلد 5، جزء 1، ص 26، رسالة إلى سيتهـ عبد الرحمن المدراسي، ومجلة "تشحيذ الأذهان"، مجلد 3، عدد 2 و3، ص 116، لشهري شباط وآذار 1908) [التذكرة ٣٤١]
التعليق:
(1) في النص الأول زعم القادياني وحيا يقول: "إن المنايا لا تطيش سهامها". ثم زعم وحيا آخر بدل وغير وألغى ونسخ الوحي السابق: "إن المنايا قد تطيش سهامها". وهذا ليس بداء فقط بل هو تناقض أيضا! وهو يخالف قول الله جل وعلا: ﴿ وَلَن یُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَاۤءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ﴾. [المنافقون ١١] والمزاعم: أننا نقدم القرآن مجرد إدعاء.
(2) القاديانيين مساكين وجهال عقولهم ترفض "النسخ في القرآن" ثم هذه العقول تقبل من القادياني: "أي: لم يُرد الله أن يشفيه، ولكنه تعالى غيَّر إرادته فضلاً منه".
وبهذا المعنى والعياذ بالله: الله أراد أن لا يشفي تلك المرأة المريضة، لكن بسبب دعاء الغلام القادياني لها، غير الرب إرادته.
سبحان الله ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ به من هذا القول ومن نسبته إليه.
حتى من مرض ثم دعا لنفسه، أو دعا الناس له، وكان الشفاء، لا يستطيع الناس الجزم أن الله شفاه بسبب ذلك الدعاء، فنحن لا نعلم الغيب، فقد يكون هناك سبب آخر لا نعلمه -مثل دعاء الملائكة عليها السلام مثلا-، لكن نحن مطالبون به ولا نعلم ما يكون من الله. هذا بالإضافة إلى أنه لا يثبت نبوة ووحيا لمدع للنبوة بعد محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو شفى الله مريضا يظن أنه سيموت، هذا لا يعني أن الله غير إرادته والعياذ بالله.
والله تبارك وتعالى يقول:
﴿إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ﴾. [يس ٨٢]
الله لا يغير شيئا أراده.
أما بالنسبة للنسخ فالمسلمون يقولون أن الله سابق في علمه أن الله سيغير هذا الحكم بحكم آخر.
لا أن الله شرع حكما ثم غير إرادته، أو بدا له أن يغيره والعياذ بالله.
(3) أما بخصوص القضاء "المبرم" في النصين الثالث والرابع فإن حال الغلام القادياني ينطبق عليه قول الله العليم:
﴿ أَمۡ أَبۡرَمُوۤا۟ أَمۡرࣰا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ ٧٩ أَمۡ یَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَیۡهِمۡ یَكۡتُبُونَ ﴾. [الزخرف ٧٩-٨٠]
قال ابن كثير عليه رحمة الله: "قَالَ تَعَالَى: ﴿أَمْ أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ﴾ قَالَ مُجَاهِدٌ: أَرَادُوا كَيْدَ شَرٍّ فَكِدْنَاهُمْ. وَهَذَا الَّذِي قَالَهُ مُجَاهِدٌ كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ﴾ [النَّمْلِ:٥٠] ، وَذَلِكَ لِأَنَّ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَتَحَيَّلُونَ فِي رَدِّ الْحَقِّ بِالْبَاطِلِ بِحِيَلٍ وَمَكْرٍ يَسْلُكُونَهُ، فَكَادَهُمُ اللَّهُ، وَرَدَّ وَبَالَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ؛ وَلِهَذَا قَالَ: ﴿أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ﴾ أَيْ: سَرَّهُمْ وَعَلَانِيَتَهُمْ، ﴿بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ﴾ أَيْ: نَحْنُ نَعْلَمُ مَا هُمْ عَلَيْهِ، وَالْمَلَائِكَةُ أَيْضًا يَكْتُبُونَ أَعْمَالَهُمْ، صَغِيرَهَا وَكَبِيرَهَا". [تفسير القرآن العظيم]
ما هو القضاء المبرم عند الغلام القادياني:
في نص للقادياني المتعلق بالزواج من محمدي بيغم -ولم يتحقق- يقول: "ولكن موت أحمد بيك هاض ظهورهم، لذلك جاءتني رسائل المعذرة والندم. ولما خافوا بشدة من الأعماق وارتعبوا كثيرًا كان ضروريا أنْ يؤخر الله تعالى موعد العذاب بحسب سنته القديمة فيؤخره إلى أن يرجعوا كليا عن تجاسرهم واستكبارهم وغفلتهم لأنّ ميعاد العذاب يكون قدرا معلَّقا دائما ويؤخَّر إلى أجل مسمى نتيجة الخوف والتوبة كما يشهد عليه القُرآن الكريم كله.ولكن جوهر النبوءة أي زواج تلك المرأة مني قدر مبرم لا يمكن زواله بأيّ حال، لأنّه قد ورد بهذا الصدد في إلهام الله: "لا تبديل لكلمات الله"، فلو زالت لبطل كلام الله. فإذا رأى الله تعالى بعد ذلك أنّ قلوبهم قد قست ولم يقدروا المهلة التي أُعطوها لبعض الوقت فسيتوجّه إلى تحقيق النبوءة الواردة في كلامه المقدس كما قال: ويردّها إليك،لا تبديل لكلمات الله، ولا شيء متعذِّر عليَّ، وسأرفع جميع العراقيل الحائلة دون تنفيذ هذا الأمر". [مجموعة الإعلانات]
إذا القضاء المبرم عنده لا يتبدل ولا يتغير.
ثم لاحظوا أنه استدل بـ "لا تبديل لكلمات الله" على تحقق الزواج من محمدي بيغم.
وفي النقطة الثالثة قال الغلام القادياني: "بمعنى أن موته كان مثل القدر المبرَم، وكأنه المبرَم فعلاً، ولكن الله شفاه كإعجاز للمسيح الموعود. ذلك أن القدر المبرم غير قابل للتبدل، ولكن من الأقدار ما يشبه القدر المبرم جدًا ويبدو مبرمًا في النظر الكشفي، ومثل هذا القدر يمكن أن يلغى نتيجة العناية الكاملة والإقبال على الله من قِبل أحد المبارَكين من أهل الله".
وهذا كلام مطاطي، فإما أن يكون الأمر مبرما أو غير مبرم، لكن هو من جهله يريد أن يضفي طابعا إعجازيا على دعائه، فوقع في البداء والتناقض وأظهر كذبه بنفسه.
وفي النقطة الرابعة نسف الغلام القادياني قوله في القضاء المبرم نسفا وجعله هباء منثورا، فبعد أن جاءه الوحي: "أي أن القدر مُبرَم والهلاك مقدّر".
قال: "عندما تلقيت من الله تعالى هذا الوحي القهري خيّم عليّ حزن عميق، وخرج من لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنـزل عليّ الوحي فورًا:
"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع
عنده إلا بإذنه."
فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نـزل عليّ الوحي:
"إنك أنت المجازُ."
أي قد أَذِنّا لك.
ثم بدأت صحّته تتحسن باستمرار، وكل من كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب".
والخلاصة: لا حد للتبديل والتغيير في أقوال القادياني ووحيه بما يتجاوز موضوع البداء إلى موضوعات أخرى كثيرة، مثل: عدم تحقق النبوءة، وعدم تحقق المواعيد المحددة، و محاولات التملص، والاستدراكات، واختلاق وحي ونصوص جديدة، والدجل والكذب والتناقض…
(4)يجد القاديانيون موضوعا للدعوة لهم وجماعتهم وضلالهم وهو "النسخ في القرآن"، فالمسلم البسيط من عامة المسلمين الذي يعظم كلام الله ووحي الله وكتاب الله -وهو الذي لم يتلق علما شرعيا- تلقي له القاديانية الشبه حوله، فيبدأ يسأل عن الموضوع، ولقد اصطادوا بعض الجهال إلى جماعتهم بسبب موضوع النسخ في القرآن.
و موضوع النسخ في القرآن مسألة علمية نظرية الخلاف فيه لا يترتب عليه عمل، فقد جمع القرآن في وقت مبكر ودون زمن النبي عليه الصلاة والسلام ثم صحابته رضوان الله عليهم، والمسلمون مجمعون على أن هذا الكتاب المبدوء بسورة الفاتحة المختوم بسورة الناس هو كلام الله ووحيه المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم.
ولو عاش كثير من المسلمين عمرهم كله جهالا خلف الغنم و البقر والحرفة والوظيفة والتجارة والزراعة… لم يسمعوا بالنسخ في القرآن ما ضرهم ذلك بفضل الله، والعياذ بالله من شياطين الإنس والجن فهؤلاء المسلمين البسطاء تأتي لهم القاديانية لتقول: هناك مصيبة.. هناك كارثة.. إنهم يقولون أن هناك نسخ في القرآن، فماذا أنتم فاعلون ! ما العمل؟ الجواب: عليكم بالإيمان بالغلام القادياني نبياً ومهدياً ومسيحا !
وكأن الله والعياذ بالله أرسل الغلام القادياني وجماعته ليخلصوا المسلمين من هذا الخطر العظيم !!! والعياذ بالله يقولون: هناك مصيبة وكارثة! ثم هم يوقعون الجهال بمصيبة عظيمة وكارثة كبيرة ألا وهي الردة! نعوذ بالله رب الفلق من شر ما خلق.
أما حد الرجم فهو ثابت ليس فقط من خلال آية الرجم المنسوخ تلاوتها، بل من حديث النبي صلى الله عليه وسلم وعمله به وإقامته، وثابت من خلال عمل الصحابة رضي الله عنهم.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ الْيَهُودَ جَاءُوا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرُوا لَهُ أَنَّ رَجُلًا مِنْهُمْ وَامْرَأَةً زَنَيَا ، فَقَالَ : لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا تَجِدُونَ فِي التَّوْرَاةِ فِي شَأْنِ الرَّجْمِ ، فَقَالُوا : نَفْضَحُهُمْ وَيُجْلَدُونَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ : كَذَبْتُمْ إِنَّ فِيهَا الرَّجْمَ فَأَتَوْا بِالتَّوْرَاةِ فَنَشَرُوهَا فَوَضَعَ أَحَدُهُمْ يَدَهُ عَلَى آيَةِ الرَّجْمِ فَقَرَأَ مَا قَبْلَهَا وَمَا بَعْدَهَا ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ ارْفَعْ يَدَكَ فَرَفَعَ يَدَهُ فَإِذَا فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَالُوا : صَدَقَ يَا مُحَمَّدُ فِيهَا آيَةُ الرَّجْمِ فَأَمَرَ بِهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرُجِمَا ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يَجْنَأُ عَلَى الْمَرْأَةِ يَقِيهَا الْحِجَارَةَ ". [صحيح البخاري]
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنِّي قَائِلٌ لَكُمْ مَقَالَةً قَدْ قُدِّرَ لِي أَنْ أَقُولَهَا ، لَا أَدْرِي لَعَلَّهَا بَيْنَ يَدَيْ أَجَلِي ، فَمَنْ عَقَلَهَا وَوَعَاهَا فَلْيُحَدِّثْ بِهَا حَيْثُ انْتَهَتْ بِهِ رَاحِلَتُهُ ، وَمَنْ خَشِيَ أَنْ لَا يَعْقِلَهَا فَلَا أُحِلُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَكْذِبَ عَلَيَّ ، إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْحَقِّ ، وَأَنْزَلَ عَلَيْهِ الْكِتَابَ ، فَكَانَ مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ آيَةُ الرَّجْمِ ، فَقَرَأْنَاهَا وَعَقَلْنَاهَا وَوَعَيْنَاهَا ، رَجَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَجَمْنَا بَعْدَهُ ، فَأَخْشَى إِنْ طَالَ بِالنَّاسِ زَمَانٌ ، أَنْ يَقُولَ قَائِلٌ : وَاللَّهِ مَا نَجِدُ آيَةَ الرَّجْمِ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، فَيَضِلُّوا بِتَرْكِ فَرِيضَةٍ أَنْزَلَهَا اللَّهُ ، وَالرَّجْمُ فِي كِتَابِ اللَّهِ حَقٌّ عَلَى مَنْ زَنَى ، إِذَا أُحْصِنَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ ، إِذَا قَامَتِ الْبَيِّنَةُ ، أَوْ كَانَ الْحَبَلُ ، أَوِ الِاعْتِرَافُ". [صحيح البخاري]
نقول للقاديانيين إن النسخ في الوحي الإلهي أثبته الرب عز وجل في مواضع عديدة:
فعموما: ﴿ لِكُلࣲّ جَعَلۡنَا مِنكُمۡ شِرۡعَةࣰ وَمِنۡهَاجࣰاۚ ﴾. [المائدة ٤٨]
وقال سبحانه: ﴿فَبِظُلۡمࣲ مِّنَ ٱلَّذِینَ هَادُوا۟ حَرَّمۡنَا عَلَیۡهِمۡ طَیِّبَـٰتٍ أُحِلَّتۡ لَهُمۡ وَبِصَدِّهِمۡ عَن سَبِیلِ ٱللَّهِ كَثِیرࣰا﴾. [النساء ١٦٠]
وفي عيسى عليه السلام لبني إسرائيل: ﴿ وَمُصَدِّقࣰا لِّمَا بَیۡنَ یَدَیَّ مِنَ ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعۡضَ ٱلَّذِی حُرِّمَ عَلَیۡكُمۡۚ وَجِئۡتُكُم بِـَٔایَةࣲ مِّن رَّبِّكُمۡ فَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِیعُونِ ﴾. [آل عمران ٥٠]
وفي محمد عليه الصلاة والسلام: ﴿ٱلَّذِینَ یَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِیَّ ٱلۡأُمِّیَّ ٱلَّذِی یَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِیلِ یَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَیَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَیُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّیِّبَـٰتِ وَیُحَرِّمُ عَلَیۡهِمُ ٱلۡخَبَـٰۤىِٕثَ وَیَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَـٰلَ ٱلَّتِی كَانَتۡ عَلَیۡهِمۡۚ فَٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُوا۟ ٱلنُّورَ ٱلَّذِیۤ أُنزِلَ مَعَهُۥۤ أُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾. [الأعراف ١٥٧]
ونقول للقاديانيين ثبت النسخ في كتاب الله جل في علاه:
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ : { مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا } ، وَقَالَ : { وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَكَانَ آيَةٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ } الْآيَةَ، وَقَالَ : { يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ } : فَأَوَّلُ مَا نُسِخَ مِنَ الْقُرْآنِ الْقِبْلَةُ، وَقَالَ : { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ } إِلَى قَوْلِهِ : { إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا } ، وَذَلِكَ بِأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ إِذَا طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِرَجْعَتِهَا وَإِنْ طَلَّقَهَا ثَلَاثًا، فَنَسَخَ ذَلِكَ وَقَالَ : { الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ } . [سنن النسائي]
وعن أَبي الْعَلَاءِ بْنُ الشِّخِّيرِ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَنْسَخُ حَدِيثُهُ بَعْضُهُ بَعْضًا، كَمَا يَنْسَخُ الْقُرْآنُ بَعْضُهُ بَعْضًا. [صحيح مسلم]
هذا هو النسخ!
والذي يرفض النسخ بحجج منها أنها مرويات عن الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس وغيره.. يلزمه أن لا يحتج أيضا بحديث ابن عباس المعلق: متوفيك مميتك.
ثم إن كان هناك من بالغ في عدد الآيات المنسوخة، وقال بنسخ آيات بلا دليل، أو أخطأ… فكل يؤخذ منه ويرد ! ومن قال أنهم معصومون !
ونعوذ بالله من أقوال الغلام القادياني التي تتصف بالبداء والتناقض والدجل والكذب والاختلاف.
ولله العليم الحكيم حكم في أفعاله ووحيه:
﴿ سَیَقُولُ ٱلسُّفَهَاۤءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمۡ عَن قِبۡلَتِهِمُ ٱلَّتِی كَانُوا۟ عَلَیۡهَاۚ قُل لِّلَّهِ ٱلۡمَشۡرِقُ وَٱلۡمَغۡرِبُۚ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُ إِلَىٰ صِرَ ٰطࣲ مُّسۡتَقِیمࣲ ١٤٢ وَكَذَ ٰلِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ ١٤٣﴾. [البقرة 142-143]
فالمسلم يسلم لله ويستسلم له ويتبع وينقاد ويخضع، فيأخذ بالدليل ويدعو الناس له، أما أهل الأهواء والبدع: يبدعون، ويأخذون بالهوى، ويعجبون برأيهم، ويقدمون عقولهم حتى على الغيبيات التي لا يدركها العقل، ثم يستدلون على باطلهم… أعوذ بالله من الهوى والإبتداع والرأي خلاف الدليل.
ولقد برر الغلام القادياني عدم تحقق تنبؤه المحدد الدقيق في عبد الله آتهم: "أحيانًا تكون النبوءة الدقيقة من أجل اختبار الناس، لكي يكشف الله لهم مبلغ عقولهم. وقد سبق أن كتبْنا أن هذه النبوءة كانت تتضمن اختبارًا لذوي القلوب الزائغة أيضًا، ولذلك تحققت على نحو لطيف".
فشتان بينهما بين الحق وبين الباطل و الضلال.
هذا فضلا أن نبي القاديانية أثبت النسخ في القرآن.
(5)يقول القادياني سابقا هاني طاهر في كتابه [ستون تناقضا ميرزائيا] بين الغلام القادياني وجماعته:
التناقض 13: النسخ في القرآن بين الميرزا وبين جماعته
الخلاصة أنّ الميرزا يقول بأربعة أنواع للنسخ، وهي الثلاثة المعروفة، ثم أضاف إليها نوعا رابعا، بل يمكن أن نقول إنه أضاف إليها نوعين حتى صارت خمسة.
ولم يكتب الميرزا حرفا واحدا في أي كتاب من كتبه الـ 90، ولا في أي إعلان من إعلاناته الـ 291، ولم يتلفظ بعبارة واحدة مما نُقل عنه في جرائد البدر والحكم ينفي فيها النسخ بأي نوع من أنواعه المعروفة؛ فإذا كان القول بالنسخ جريمة بحقّ القرآن الكريم، فالميرزا أكبر مجرم. فالأحمديون يخوّنونه. وهذه هي النقطة الأبرز في الموضوع كله.
وفيما يلي نصوص الميرزا:
النوع الأول من النسخ: نسخ القرآن تلاوةً.. (أي نسخ الآية لفظا وحكما)
"لقد تلقيت صباح اليوم إلهاما وكنت أنوي أن أسجله ولكن لم أفعل ذلك معتمدا على الذاكرة ثم نسيته تماما ولم أذكره مع أني حاولت كثيرا. والحق أنه: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}" (البدر، مجلد2، رقم 7، عدد 6/3/1903م، ص50)
"إن إلهنا قادر على كل شيء، وله القدرة كلها: {يَمْحُوا اللهُ مَا يَشَاءُ}. ونحن نؤمن أنه عزّ وجلّ ليس كالمنجّمين. إذا أصدر حكما صباحا فهو قادر على أن يستبدل به غيره مساء، والآية "مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ" تشهد على ذلك". (بدر، مجلد7، رقم 19-20، عدد 14/5/1908م، ص4)
النوع الثاني من النسخ: نسخ التلاوة مع بقاء الحكم:
الميرزا يؤمن بنسخ التلاوة مع بقاء الحكم، بدليل النص التالي: "أنت إلى الآن تجهل عقيدة المسلمين، ألا تفهم أنه لو كان الإنسان مجبرا مكرها عند القرآن الكريم لما أمر القرآن صراحة بقطع يد السارق ورجم الزاني، ولم يرجم أحد، لقد ذكر القرآن الكريم خيار وحرية الإنسان لا في آية واحدة أو آيتين بل في مئات الآيات". (الحرب المقدسة، ص 170، الخزائن الروحانية المجلد السادس ص 252)
قوله: " لما أمر القرآن صراحة بقطع يد السارق ورجم الزاني" إشارة إلى آية (السارق والسارقة)، وآية (الشيخ والشيخة) المنسوخة لفظا الباقية حكما. وإلا ليس هنالك أي نصّ صريح على الرجم البتة إلا هذا المنسوخ.
النوع الثالث من النسخ: نسخ كلمتين من الآية وإبقاء الآية.
ومثاله قول الميرزا: "اختصر الله جلّ شأنه القراءة: وما أرسلنا من رسول ولا نبي ولا محدَّث" واكتفى في القراءة الثانية بكلمات: "وما أرسلنا من رسول ولا نبي". (مرآة كمالات الإسلام)
النوع الرابع من النسخ: نسخ آيات القرآن حكمًا.
وقد ذكره الميرزا مرارا في سياقات مختلفة، وفيما يلي بعض أقواله
1: "يقول القرآن الكريم: {مَا نَنْسَخْ مِنْ آَيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}. فقد قال القرآن في هذه الآية بوضوح تام بأنه لا يمكن نسخ آية إلا بآية فقط. لذا وعد أنه لا بد أن تنـزل آية مكانَ الآية المنسوخة". (الحق لدهيانه، ص 90-91).
2: "فهل يُعقل أن تكون أوامر الله تعالى غير ناضجة وغير ثابتة ومليئة بالتعارضات إلى هذا الحد؛ بحيث يفرض خمسين صلاة أولا......ثم يخلف وعده مرات عديدة ويَنسخ آيات القرآن الكريم مرة بعد أخرى، وذلك دون أن تنـزل آية ناسخة بحسب منطوق الآية: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}". (إزالة الأوهام)
3: بل الحق أن بحثي يحيط بوجه خاص بالأمور التي لا علاقة لها بالنسخ والنقص أو الإضافة، ومثالها الأخبار، والأحداث والقصص. (مناظرة لدهيانة)
4: كل عاقل يستطيع أن يفهم أن النسخ لا يؤثر قط في الأحداث التاريخية والأخبار وما شابهها، وإلا هذا يستلزم كذب الله (وهذا يتضمن أن الأحكام يجري عليها النسخ).. (مناظرة لدهيانة)
5: إضافة إلى ذلك هناك طامة أخرى نواجهها عند التسليم بحدوث المعراج عدة مرات، وهي أننا نضطر للاعتراف، عبثا ودون مبرر، بنسخ بعض أوامر الله تعالى ذات الصبغة الدائمة وغير القابلة للتبدّل، (إذن، هناك نسخ في أوامر الله ذات الصبغة غير الدائمة، والقابلة للتبدل) وكذلك نضطر للاعتقاد أيضا أن الله الحكيم المطلق قد ارتكب نسخا عبثيا لا مبرر له، (إذن، هناك نسخ غير عبثي، بل له مبرر)...... هل يُعقل أن يخفض الله تعالى عدد الصلوات مرة ثم يزيدها من خمس إلى خمسين، ثم يخفضها من خمسين إلى خمس وينسخ آيات القرآن الكريم مرارا دون أن تنـزل آية ناسخة بحسب منطوق الآية: {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا}" (مناظرة لدهيانة)
قلتُ: إذن، منطوق الآية {نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا} عند الميرزا أنه إذا نُسخت آية جاء بدلا منها آية أخرى حتما.
6: كيف يُعَدّانِ (المسيح والمهدي) مِن حماة الإسلام مع أنهما لا يلبثان إلاّ وينسخان حتى تلك الآيات القرآنية التي لم تُـنْسخ أيامَ النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا؟ أبَعْدَ هذا الانقلاب العظيم كله لن يحدث أيّ خلل في "ختم النبوّة"؟! (سفينة نوح)
قلتُ: هذا نص يفيد أن هناك آيات نُسخت زمن الرسول صلى الله عليه وسلم؟
7: والعجب من قومنا أنهم كانوا يقرأون في البخاري وغيره من الصحاح أن المسيح من هذه الأمة وإمامهم منهم، ولا يجيء نبي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو خاتم النبيين، وما كان لأحد أن ينسخ القرآن بعد تكميله، ثم نسوا كل ما علموا وعرفوا واعتقدوا وضلّوا وأضلّوا كثيرا من الجاهلين. (حمامة البشرى)
قلتُ: هذا يتضمن أنه كان يمكن نسخ آيات القرآن قبل اكتمال نزوله كله.
8: النصّ التالي يفيد القول بنسخ التلاوة أو نسخ الحكم أو كليهما.
يقول الميرزا مناقشا محاضرا هندوسيا يرى أنّ كتابه المقدّس هو الحقّ وحده:
"ثم قدّم المحاضر علامة أخرى للكتاب الموحى به، وهي ألا يكون فيه تعديل أو نسخ وألا تكون هناك حاجة إليهما". (ينبوع المعرفة)
قلتُ: لم يقُل الميرزا في هذا السياق إن القرآن مُنَزَّه عن النسخ كله، ولو كان يقول بذلك لبدأ بهذه العبارة، لكنه تابع يقول إنّ عدم النسخ هو العيب والفضيحة، فقال:
"ماذا أقول وماذا أكتب في الرد على ذلك! إن هذا الشخص يعرّض الفيدا للفضيحة بغير حق، إذ لا يعلم إلى الآن أن طبيعة الإنسان عُرضَة للتغير والتبدّل دائما. فلا يمكن أن يُعَدّ الكتاب مِن الله ما لم يهتمّ بهذه التغيرات. الذي يدّعي أنه طبيب ثم يعطي الرضيع دواء بالقوة نفسها التي يجب إعطاؤه الشاب فليس بطبيب بل مجنون". (ينبوع المعرفة)
حتى لو قصد الميرزا التوراة وحدها، أو لو قصد تغيّر الشرائع من شريعة إلى أخرى، وليس التغيير والتعديل في القرآن نفسه، فلو قصد ذلك لبيّن وشرح واستثمر الفرصة والاعتراض ليقول إن القرآن منزّه عن النسخ كله، فسكوته في هذا السياق يؤكد قوله بالنسخ بطريقة لا تختلف عما هو معروف، وتؤكد أنه ليس لديه أي اعتراض على ما هو معروف في كتب التفسير وكتب الحديث عن بكرة أبيها.
النوع الخامس من النسخ:
يمكن القول أيضا أن الميرزا يؤمن ضمنيا بنوع خامس من النسخ، وهو نسخ القرآن بالحديث لمدة ثلاثة أيام.
والدليل قوله:
"المتعة كانت قد أجيزت في صدر الإسلام لثلاثة أيام فقط يومَ كان عدد المسلمين قليلا، وثابت من أحاديث صحيحة أن ذلك الجواز كان مِن نوع جوازِ تناوُلِ الميتة للجائع لثلاثة أيام في الاضطرار الشديد، ثم حُرِّمت المتعة كلحْم الخنزير والخمر". (آرية دهرم)
أي أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم نسخ حكما قرآنيا واضحا، وهو الزنا، حيث يرى الميرزا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أباح اتفاقية الزنا بين طرفين، وسماها الزواج المؤقت!!! والأحمديون أنفسهم يرون هذا زنا. ويرى الميرزا أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أباحة ثلاثة أيام فقط، ثم عاد حرامًا كما كان.
فهذا النوع الخامس نقول به بناء على ما يعتقده الأحمديون.
يقول الأحمديون إنّه قد نُشر في آخر عام 1907 في مجلة مراجعة الأديان مقالات تنفي النسخ، مما يدلّ على أنّ الميرزا يقول بذلك.
فأقول:
1: الميرزا لم يعلن تراجعه عن أي عبارة مما سبق. مما يدل على أنه لم يتراجع، ولو تراجع من دون إعلان فهي جريمة فادحة.
2: إن الأصل في الأقوال والأشياء بقاء ما كان على ما هو عليه، إلا إذا جاء دليل ينقضه. وحيث إن الميرزا لم ينقض كلامه، فهو باقٍ على قوله.
3: نور الدين ومحمد علي وغيرهم كانوا يجاهرون بعقيدة نفي النسخ، كما كانوا يجاهرون بعقيدة أن عيسى بلا أب في حياة الميرزا، فمجاهرتهم بعقيدة لا يعني أن الميرزا يقول بها، وإلا هل يقول بأن المسيح له أب؟ صحيح أنهم نسبوا لنور الدين أنه تراجع عام 1903عن فكرة أن المسيح بلا أب، ولو فرضنا ذلك جدلا، فهو لا يتعارض مع استدلالي، حيث يؤكد أنه ظلَّ يقول به حتى عام 1903.. أي أكثر من عشر سنوات وهو في قاديان. فمجاهرة الآخرين بعقيدة لا يعني أن الميرزا يقول بها.
4: حدثني حفيد محمد علي اللاهوري أن الميرزا سمع من جدّه فكرة أن المسيح له أب شرعي، وهو يوسف النجار، فقال: أدلتك على ذلك معقولة، وإنْ كنتُ لا أرى ذلك.
وأظنه صادقا في روايته هذه التي تؤكد أنهم لم يكونوا يهتمّون بأقوال الميرزا ولا يرونه حَكَما ولا عَدْلا، وهناك مرويات عديدة ذكرتها في مقالات سابقة.
لذا فإنَّ نشْر محمد علي اللاهوري مقالات في آخر عام 1907 في مجلة مراجعة الأديان التي كان مديرها، ينفي فيها النسخ لا يعني أن الميرزا يؤيده في ذلك.
فالخلاصة أنه إذا كان الميرزا قد تراجع عن قوله بالنسخ من دون أن يذكر ذلك، فهذه خيانة عظمى.
النسخ عند الميرزا محمود:
يقول الميرزا محمود: عقيدة النسخ في القرآن الكريم عقيدة جدُّ سيئة ومخالفة للإسلام تمامًا، إذ يستحيل بعد ذلك أن يثق الإنسان بأي آية من القرآن الكريم. فلو سلّمنا بوجود آيات منسوخة في القرآن الكريم من ناحية ومن ناحية أخرى لم يخبرنا الله تعالى أي الآيات منسوخة في القرآن الكريم وأيها صالحة للعمل، فإن المرء يظل في ريبة وشكٍّ، حيث يقول في نفسه لعل الآية التي أعمل بها منسوخة، وهكذا سيفقد ثقته بالكتاب كلية. فمن الخطأ تماما أن نعتبر هذه الآية منسوخة. (تفسير سورة النور)
أسئلة للأحمديين في ضوء هذه الفقرة:
السؤال 1: لماذا لم يجد الميرزا مبررا لكتابة سطر ينفي فيه النسخ؟
السؤال 2: هل كان الأئمة السابقون عن بكرة أبيهم في ريبة وشك من القرآن بسبب عقيدة النسخ التي أجمعوا عليها؟
السؤال 3: هل فقدوا الثقة بالكتاب كليةً؟
السؤال 4: إذا كانت عقيدة النسخ كارثية حتى هذا الحدّ، أفليس خائنا من لم يكتب فيها سطرا يتراجع عن أقواله السابقة بوضوح، بينما كتَب ألف سطر عن محمدي بيغم؟
هذا الذي على الأحمديين أن يتأملوا فيه، بدل أن يقولوا إن الميرزا كان ينفي النسخ. لو كان ينفي النسخ لكانت جريمته أكبر، حيث ينفيه ولا يحضّ على نفيه، ولا يجرّم القول به، مع علمه أنه يؤدي إلى " فقد الثقة بالكتاب كليةً"؟!!
هل هنالك عبارات للميرزا يمكن أن يُفهم منها أنه ينفي النسخ
الجواب: ورد في الخزائن الدفينة عبارتان:
1" قوله: "إن رَقبتي هي تحت نِير القرآن الكريم، وليس لأحد أن ينسخ حتى نقطة أو حركة من القرآن الكريم".
وهذه العبارة لا تعني إلا أنه تابع للقرآن، ولا ينسخ منه شيئا، لا هو ولا غيره من البشر.. أي أنّ القرآن باقٍ إلى يوم القيامة.
وهذا يقوله أيّ مسلم من الذين يؤمنون بالنسخ في القرآن.
2: العبارة الثانية هي من فبركات محمود، ولا تساوي قرشا، حيث نسب لأبيه كذبا أنه ينفي النسخ. ودليل كذبه أقوال الميرزا في كتبه". انتهى كلامه.
(٦) في قصة النصراني عبد الله آتهم:
إن ما انكشف عليَّ هذه الليلة هو ما يلي: لقد دعوتُ الله تعالى بمنتهى التضرع والابتهال سائلا إياه أن يحكم في هذا الأمر، وقلت لسنا سوى بشر ضعفاء، ولا نستطيع فعل شيء خلاف حكمك. فبشرني ربي بالآية التالية وقال إنّ الفريق الذي يتّبع الباطل عمدًا في هذا النقاش من بين الفريقين، ويترك الإلهَ الحق، ويتّخذ الإنسان العاجز إلهًا، فسوف يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا، شهرٌ مقابل كل يوم من أيام المناظرة، وسيلقى ذُلاً كبيرًا، شريطة ألا يرجع إلى الحق. أما الذي هو على الحق، ويؤمن بالإله الحق، فسيلقى الإكرام. وعند تحقُّق هذه النبوءة، سوف يبصر بعض العُمْي، ويمشي بعض العُرْج، ويسمع بعض الصُّمّ. (الحرب المقدسة، الخزائن الروحانية، مجلد 6، ص 291-292). [التذكرة ٢٣٩]
وهذا النص بحاجة لمزيد إيضاح فبعد أن جاء الوحي للغلام القادياني: "فسوف يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا…" وكان المقصود من الهاوية الموت، فلما انقضت هذه المدة ولم يمت النصراني عبد الله آتهم أطلقوا التبريرات "البدائية" فانظر هذه التبريرات:
•كتبوا حاشية عن النص السابق:
"ملحوظة من حضرة مرزا بشير أحمد :
هذه النبوءة صريحة في أن آتهم سوف يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرًا إذا لم يرجع إلى الحق، وحيث إنه لزم خلالَها الصمتَ التام على خلاف عادته، بحق الإسلام ومؤسسه ، كما أكّدتْ القرائن الأخرى أنه هابَ عظمةَ هذه النبوءة وارتعب من حقانية الإسلام، فشمَله الله برحمته ونجّاه من الوقوع في الهاوية عملاً بقوله تعالى ما كان الله ليعذّبهم وهم يستغفرون. إلا أن "آتهم" رفَض إظهار الحق مع أن المسيح الموعود حثّه على ذلك مراراً، حتى إنه نشر إعلانًا وعده فيه بدفع أربعة آلاف روبية، حيث كتب :
لو أن آتهم حلف فإن الميعاد سنة واحدة بشكلٍ قطعي ويقيني دونما شرط، وأن القدر مبرم، أما إذا لم يحلف، فأيضًا لن يترك الله تعالى مثل هذا المجرم، الذي أراد خداع العالم بكتمان الحق، بدون عقاب... وتلك الأيام وشيكة وليست ببعيدة. (إعلان "جائزة أربعة آلاف روبية"، ص 11، مجموعة الإعلانات، مجلد 2، ص 106)
وقال أيضًا: لو أن المسيحيين قطعوا "آتهم" إربًا وذبحوه ذبحًا، فلن يحلف. (عاقبة آتهم، الخزائن الروحانية، مجلد 11، ص 3، إعلان 30/12/1895، مجموعة الإعلانات، مجلد 2، ص 204)
ومع هذا كله لم يحلف آتهم، وحيث إنه رفض أن يحلف الحلف الحق، وكتم الحق، فلم تمض سبعة أشهر على هذا الإعلان الأخير حتى مات في 27/7/1896 بمدينة فيروزبور وفقًا لنبوءة المسيح الموعود ".
•وكالعادة نزل الوحي على الغلام القادياني مبررا عدم تحقق التنبؤ خلال "خمسة عشر شهرا" ثم قال كلاما طويلا عريضا:
" (أ): لقد كشف عليّ وحيُ الله تعالى أن نائب المفوض عبد الله "آتهم" قد رجع إلى الحق إلى حد ما معترفًا بعظمة الإسلام ومرتعبًا من هيبته، مما أجّل وعْدَ موتِه وإلقائِه في الهاوية كليةً. لقد هوى في الهاوية، ولكنه نجا لأيام قلائل من الهاوية الكبرى التي تُسمَّى الموت...
لقد قال لي الله تعالى...:
"اطّلع الله على همّه وغمّه، ولن تجد لسنّة الله تبديلا. ولا تعجَبوا ولا تحزنوا، وأنتم الأعلون إنْ كنتم مؤمنين. وبعزّتي وجلالي إنك أنت الأعلى، ونمزّق الأعداء كلَّ ممزَّق، ومكرُ أولئك هو يبور. إنا نكشف السرَّ عن ساقه يومئذ يفرَح المؤمنون. ثُلّةٌ من الأوّلين وثُلّةٌ من الآخرين. وهذه تذكرةٌ، فمَن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا."
أي: علِم الله تعالى همَّه وغمَّه، أي هَمَّ "آتهم" وغَمَّه، وأمهلَه إلى أن يندفع إلى الجرأة والبذاءة والتكذيب ثانيةً، متناسيًا المِنّة الإلهية (هذا المعنى للوحي بيّنته بتفهيم رباني).
ثم قال تعالى: "ولن تجد لسنّة الله تبديلا"، أي أن هذه هي سنة الله، ولن تجد لسنة الله هذه تغييرًا. ومفهوم هذه الجملة كما فُهِّمتُه من الله تعالى هو أنه قد جرتْ عادة الله تعالى أنه لا يُنـزل العذاب على أحد حتى تَتهيأ الأسباب المثيرة لغضب الله كاملةً، ولكن لو كان في قلب المرء مثقال ذرة من خشية الله وأخَذه شيءٌ من الفزع، فلا يَحلّ به العذاب بل يؤجَّل لوقت آخر.
ثم قال الله تعالى: "لا تعجَبوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلَون إن كنتم مؤمنين". وهذا خطاب لجماعتي.
ثم قال الله تعالى: "وبعزّتي وجلالي، إنك أنت الأعلى". وهذا الخطاب موجّه إلى هذا العبد المتواضع.
ثم قال الله تعالى: "نمزِّق الأعداء كلَّ ممزَّق"، أي ستصيبهم ذلّةٌ، ويبور مكرُهم هم. ومعنى هذه الجملة كما فُهّمتُه هو أن الفتح سيكون حليفي أنا، لا حليفَ العدوّ، ولن يبرح الله حتى يفضح الأعداءَ في كل مكر مكروه ويُحبِطه، أي سيُخيّب مكرهم الذي صنعوه وجسَّموه وسيصيّره ميّتًا حتى يُري الناسَ جثمانه.
ثم قال الله تعالى ”إنا نكشف السرّ عن ساقه، يومئذ يفرح المؤمنون، ثلّةٌ من الأولين وثلّةٌ من الآخِرين"، أي سنكشف الحقيقة ونُري دلائل الفتح البيّنة، ويومئذ يفرح المؤمنون، الأولون منهم والآخرون.
ثم بين الله تعالى أن تأجيل عذاب الموت بسبب الأمر المذكور هو من سنّتنا التي ذكرناها سلفًا، فمَن أراد فليتخذْ الآن السبيل المؤدية إلى ربه. وهذا زجرٌ وملامة للذين يسيئون الظن. كما فُهِّمتُ معنى ذلك أن أصحاب النفوس الطيّبة الذين يحبّون الله وحده، ولا تغشاهم ظلمةُ البخل أو التعصب أو التسرّع أو سوء الفهم، فسيقبَلون بياني هذا ويجدونه موافقًا لأحكام الله تعالى، أما الذين ينقادون لنفوسهم وعنادها، أو لا يعرفون الحقيقة، فلن يقبلوه جرّاء تجاسُرهم وظلمة نفوسهم. (أنوار الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 9، ص 2-3)
(ب): لا يظننّ أحد بسبب تصريحنا هذا أنه قد حدث ما كان حادثًا، ولن يقع بعد ذلك شيء، ذلك أن البشارات الخاصة بالمستقبل قد وردت في الوحي كالآتي:
"ونمزّق الأعداء كلَّ ممزَّق، يومئذ يفرح المؤمنون، ثلّةٌ من الأولين وثلّةٌ من الآخرين."
أي: أن الأعداء سيمزَّقون إربًا إربًا بهزيمة نكراء، ويومئذ سيبتهج المؤمنون الأوائل منهم والآخرون.
فاعلموا يقينًا أن الأيام آتيةٌ حين تتحقق كل هذه الأمور المذكورة في الوحي الإلهي. سيخجل العدو، وسيذلّ المعارض، وسيظهر الفتح من كل نوع، واعلموا يقينًا أن هذا أيضا نصرٌ، كما هو توطئة للنصر الآتي.
(أنوار الإسلام، الخزائن الروحانية، مجلد 9، ص 16-17)
(ج) أحيانًا تكون النبوءة الدقيقة من أجل اختبار الناس، لكي يكشف الله لهم مبلغ عقولهم. وقد سبق أن كتبْنا أن هذه النبوءة كانت تتضمن اختبارًا لذوي القلوب الزائغة أيضًا، ولذلك تحققت على نحو لطيف، غير أن لها جوانب أخرى أيضا ستنكشف حتمًا في المستقبل، كما تشير إلى ذلك نبوءةُ كشف الساق. (إعلان ملحق بـ "ضياء الحق"، الخزائن الروحانية، مجلد 9، ص 319). [التذكرة ٢٥٦]
وكتبوا على حاشية النص السابق:
ملحوظة من حضرة مولانا جلال الدين شمس:
لقد روى السيد ملك صلاح الدين عن منشي محمد إسماعيل السيالكوتي ما يلي:
في آخر يوم من الميعاد المضروب لتحقُّق نبوءة موت "آتهم"، جاء المسيح الموعود على سطح المسجد المبارك، ودعا المولوي عبدَ الكريم وقال: لقد تلقيتُ الوحي التالي:
"اطّلع الله على همّه وغمّه."
ومعناه الذي فُهّمتُه هو أن ضمير الغائب في "هَمّه وغَمِّه" عائد على "آتهم"، مما يعني أنه لن يموت خلال هذا الميعاد. (أصحاب أحمد، مجلد أول، ص 57)
الخلاصة: جاء وحي للغلام القادياني بموت شخص خلال ١٥ شهرا ثم جاء وحي آخر ألغى المدة السابقة.
والعياذ بالله الرب عند القاديانيين يوحي بمدد زمنية "محددة وواضحة" لوقوع شيء ثم لا يقع.
فإذا لم يكن هذا بداء فما هو البداء عند القاديانيين.
والعجب أن مدة ١٥ شهرا تأجلت والسبب: "اطّلع الله على همّه وغمّه" أي هم وغم النصراني عبد الله آتهم.
والحقيقة: من يعرف القصة المتعلقة بعبد الله آتهم، يعرف أن الذي كان في "هم وغم" هو القادياني وأتباعه! فجعلوا الأمر مقلوبا وبشكل معكوس!!!
(٧) مناقشة مقال: (القواعد الأساسية التي تحكم تحقق النبوءات). الموجود على موقع الجماعة على الشبكة العنكبوتية.
قال القاديانيون: النبي لا يتنبأ من عند نفسه، بل يفعل ذلك بسلطان من الله تعالى وحده.
والرد عليهم:
إن طبيعة تنبؤات الغلام القادياني هي من قبيل التوقعات، أو العرافة والتنجيم، لا وحي من الله، كقوله: سيقع كذا… فلان سيموت… فلانة ستلد ولدا… :
١- فمن يرى مرضا في بقعة جغرافية مثل الطاعون، طبيعي أن يتوقع إنتشاره في مناطق قريبة أو في نفس البلد، لكن الفرق أن الغلام القادياني والعياذ بالله ينسبه لله سبحانه تبارك وتعالى. والمرأة المتزوجة الحامل، طبيعي التوقع أنها ربما ستلد ولدا، لكن الفرق كما قلنا سابقا أن التوقع ينسبه لله عياذا بالله..
2- هذا التنبؤات عندما لا تتحقق، يثبت أنها من قبيل التوقعات أو العرافة والتنجيم.
3- هذه التنبؤات فاقدة أيضا شروطكم وشروط غلامكم، مثل: ناحية المدة أو الشوكة الإلهية أو المعتاد..
قال القاديانيون: يعد من السذاجة ما يفترضه ويؤكده ذو الذكاء المحدود من أن كل نبوءة للنبي لا بد أن من تحققها حرفيا.
والرد عليهم:
1- غلامكم ألزم نفسه بتنبؤاته بالحرفية، كزواجه من فلانه، أو حدوث شيء خلال مدة كذا، أو فلان يموت في حياته، ومع ذلك لم تتحقق نبؤاته لا حرفيا ولا ظاهرا ولا تأويلا يستطيع الباحث أن يقول فيه: إن هذا التنبؤ يحتمل التأويل.
2- أنتم تقولون في نبوءات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: [هذه نبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها]. ثم عندما ننظر في تنبؤات غلامكم القادياني نجدها حرفية وعلى ظاهرها: من ولادة ولد، إلى طاعون، إلى زلزال، إلى موت فلان، إلى هطول المطر…
3- أنتم تأخذون بكثير من نبوءات الأحاديث النبوية الصحيحة، وأيضا الضعيفة والموضوعة حرفيا… فلماذا لم تقولوا: عن الخسوف والكسوف أنه عبارة عن غيمة غطت القمر مثلا ! ولماذا لم تقولوا مثلا عن التطاول في البنيان، أن خصوم القادياني علوا واستكبروا مثل البناء العالي ! ولماذا بنيتم منارة بيضاء في قاديان، ولم تقولوا أن المقصود بالمنارة "غلام أحمد القادياني" لأن شرقي دمشق تعني قاديان، فلما ظهر بها وكأنه منارة تشع نورا !!! فلم تقولوا ما قلتم: [ هذه نبوءات والنبوءات لا تؤخذ على ظاهرها ] في حق نبوءات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، إلا لأنها لا تنطبق على غلامكم فلجأتم إلى التأويل والتحريف السمج السيء القبيح.
4- يلاحظ أنه عندما لم تتحقق تنبؤات غلامكم.. صار هو نفسه يتعمد الإبهام حتى يخرج نفسه من المآزق كقوله: لا أعلم متى.. لا أعلم المراد.. ولا أعلم الشخص.. وقد وقد..
يحتج القاديانيون ويقولون: أن النبي صلى الله عليه وسلم تجهز والصحابة رضي الله عنهم للعمرة والحج، ثم لم تقع النبوءة، وكان صلح الحديبية ورجعوا.
والرد عليهم:
1- هناك فارق وهو عدم ذكر الوقت والمدة: "قالَ عُمَرُ بنُ الخَطّابِ: فأتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلتُ: ألَسْتَ نَبِيَّ اللهِ حَقًّا، قالَ: بَلى، قُلتُ: ألَسْنا على الحَقِّ، وعَدُوُّنا على الباطِلِ، قالَ: بَلى، قُلتُ: فَلِمَ نُعْطِي الدَّنِيَّةَ في دِينِنا إذًا؟ قالَ: إنِّي رَسولُ اللهِ، ولَسْتُ أعْصِيهِ، وهو ناصِرِي، قُلتُ: أوَليسَ كُنْتَ تُحَدِّثُنا أنّا سَنَأْتي البَيْتَ فَنَطُوفُ بهِ؟ قالَ: بَلى، فأخْبَرْتُكَ أنّا نَأْتِيهِ العامَ، قالَ: قُلتُ: لا، قالَ: فإنّكَ آتِيهِ ومُطَّوِّفٌ به". [صحيح البخاري]
بينما غلامكم كان يحدد مددا لا تقع، بل جنس النبوءة كذلك، بل من تكذيب الله له يقع العكس.
2- أن نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم تحققت وصدقه المولى عز وجل.
3- إن الله وصف ما حدث في صلح الحديبية بالفتح المبين، وهذا نبوءة غيبية من تدبير الله علام الغيوب لم يدركها حتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ثم تحقق ما وعد الله به سبحانه العليم الحكيم.
وقال القاديانيون: أن نوحا عليه السلام أخطأ في فهم الوحي الإلهي المتعلق بولده، وهم يتهمون الأنبياء عليهم السلام بسوء الفهم والعياذ بالله كي يبرروا عدم فهم الغلام القادياني وحيه ووساوسه وشيطانه.
والرد عليهم:
1- بل إن فهمكم هو السيء والأعوج، قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره هو سؤال استعلام.
2- قد يقع من الأنبياء عليهم السلام بعض التصرفات: من سهو ونسيان وخلاف الأولى.. ثم يأتيهم الوحي معلما وموجها وآمرا.
3- الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يتلقون علومهم من الله، فلابد أن يسألوا، لذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل رسول الله جبريل عليه السلام فيجيبه.
4- أنتم تركتم نص النبوءة المهم وهو الطوفان وقد تحققت وبشكل خارق للعادة ومخيف والعياذ بالله، لا مثل نبيكم الغلام، سيموت فلان ثم لا يموت، ثم تقولون: هناك قواعد للنبوءات، ومن السذاجة تحقق النبوءة حرفيا..
5- وعامة الناس وغالبيتهم هم بسطاء وغير علماء لا يفقهون الطلاسم والألغاز، ولذلك يخاطبون على قدر عقولهم وظواهر الأمور لهم، فعندما يخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفتح الله عليكم فارس والروم فهو على ظاهره وقد كان والحمد لله رب العالمين.
إن دمشق: تعني المدينة المعروفه في الشام، لا أنها قاديان في الهند.
إن مهرودتين تعني: ثوبان أصفران، لا أنها تعني: دوار في الأعلى وبول في الأسفل.
إن عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل آخر الزمان، لا أنه يعني: مثيل عيسى، وهو غلام أحمد القادياني، لأن الله سماه عيسى حسب ما يفتري.
ومن لا يعلم مثلا معنى "مهرودتين" سيذهب يبحث في معاجم اللغة العربية، ولن يعتبر أنها عبارة طلسمية والعياذ بالله سبحانه بحاجة لمن يؤولها له تأويلا خرافيا عجيبا.
يقول القاديانيين: لابد من الأخذ في الإعتبار العوامل المتعلقة بالموضوع.. وسلوك القوم الذين صدرت بصددهم النبوءة.. ورحمة الله تسبق غضبه..
والرد عليهم:
قلت: يا سبحان الله ! هم ينكرون النسخ في الوحي الإلهي المتعلق بالأحكام الشرعية، ثم يثبتون النسخ في وحي الله في: النبوءات، و الغيب المستقبلي، وأمر الله في كونه وملكه وسلطانه.
ولكي تفهم مقصدهم -أخي المسلم- فمثلا: جاء وحي للغلام القادياني أن النصراني عبد الله آتهم إن لم يتبع دين الله الحق وأصر على باطله سيموت خلال 15 شهرا … مضت المدة ولم يمت عبد الله آتهم مع إصراره على باطله.
فبرر القاديانيون ذلك: لم تتحقق النبوءة في عبد الله آتهم خلال 15 شهرا لأنه خاف في قلبه.
ثم عندما مات بعد سنوات وقد تجاوز الـ 60 عاما قالوا: لقد تحققت النبوءة فيه.
وهكذا نسخت المدة في الوحي المزعوم.
وإن شئت قلت: ما هو بنسخ بل بداء والعياذ بالله سبحانه، والقادياني يصرح في نصوص له أن الله غير مشيئته والعياذ بالله.
قال القاديانيون والعياذ بالله سبحانه مصرحين "بالبداء" في قصة يونس عليه السلام:
﴿فَلَوۡلَا كَانَتۡ قَرۡیَةٌ ءَامَنَتۡ فَنَفَعَهَاۤ إِیمَـٰنُهَاۤ إِلَّا قَوۡمَ یُونُسَ لَمَّاۤ ءَامَنُوا۟ كَشَفۡنَا عَنۡهُمۡ عَذَابَ ٱلۡخِزۡیِ فِی ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا وَمَتَّعۡنَـٰهُمۡ إِلَىٰ حِینࣲ﴾ [يونس ٩٨]
فألغى الله تعالى قراره السابق، ونظر إليهم برحمة.
وقد قالوا ما تحته خط حرفيا.
والرد عليهم:
قلت: نعوذ بالله هل الله يأمر بإنزال العذاب ثم يرجع عن أمره ! نعوذ بالله مما يصفون، سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا.
كل ما في الأمر أنهم آمنوا فنفعهم إيمانهم.
الخلاصة: أنهم جعلوا هذه المقدمة: [القواعد الأساسية التي تحكم تحقق النبوءات] كي يقولوا: لا تأخذوا تنبؤات الغلام القادياني بحرفيتها، وإن الله قد… والعياذ بالله رب العالمين.
والخلاصة:
أنهم يعتبرون النسخ في القرآن قول عظيم، في محاولة للمزايدة على المسلمين، ثم :
*يثبتون النسخ في أقوال غلامهم القادياني، مثل أقواله الكثيرة قبل عام ١٩٠١م في نفي ادعائه النبوة وتكذيب ولعن من يدعي النبوة.
*يثبتون النسخ في أمر الله ومشيئته القدرية الكونية.
*يثبتون النسخ في النبوءات المستقبلية.
*يثبتون النسخ في المدد الزمنية.
ووالله ما هو بنسخ بل تكذيب ودجل وتناقض وبداء، ونسبة لله ما لا يليق بجلال وجهه العظيم الكريم، فنعوذ بالله من شرور أقوالهم.
هذا فضلا أن تنبؤات القادياني وأقواله وأقوالهم مجرد هراء.
أبوعبيدة العجاوي
★★★★★★