آيات وأحاديث تكذب المتنبئ القادياني
آيات وأحاديث تكذب المتنبئ القادياني
الكاتب: أبو عبيدة العجاوي
بسم الله وأتعوذ بالله، ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمر رشدا، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، ولله الحمد والشكر، والصلاة والسلام على محمد بن عبد الله والنبيين والمرسلين:
كنت فيما مضى قد بدأت أكتب مقالا حول هذا الموضوع، فتحول المقال إلى كتاب أو صفحات كثيرة، فاكتفيت وتوقفت، وهنا حتى لا أطيل سأكتب بإختصار ولله الفضل والحمد.
وأشير أن بعض النصوص الإسلامية قد يقع من المسلم المخالفة لها كذنوب، والله يتوب على عباده ويغفر ويعفو ويرحم -نسأل الله أن يتوب علينا وأن يغفر لنا ويرحمنا ويعفو عنا- لكن هذه النصوص السابق ذكرها لا تنطبق على الغلام القادياني، لأنه يدعي النبوة والعصمة واتباع القرآن العظيم واتباع محمد صلى الله عليه وسلم، وأتباع القاديانية يؤمنون بعصمته وأنه يتكلم بوحي، فالمفروض أن لا يقع فيها كما هو حال المسلم العادي أو عامة المسلمين.
ومشكلة القاديانية والقاديانيين أنهم يؤسسون ويؤصلون لعقائد متعلقة بالقادياني، فإن عدت لكتب القادياني تجد أنه في واد والقاديانيون في واد آخر!
وفائدة النصوص التالية أنها تبين مخالفة القادياني أقواله وحاله للكتاب والسنة:
⟨١⟩ (﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِۦ شَىْءٌ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ﴾). [الشورى ١١]
يقول الغلام:
"الله سبحانه وتعالى قد خلق كل شيء يدل على توحيده. ولهذا السبب قد خلق الله الحكيم جميع العناصر والأجرام الفلكية كروية، لأن الشيء المدور لا يكون له أي جهة وضلع، وهذا يتناسب مع الوحدة. فلو كان في الذات الإلهية تثليث لخلقت جميع العناصر والأجرام الفلكية ثلاثية الأطراف". [التحفة الغولروية ٢٦٦]
والتالي:
⟨٢⟩ «عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْرَابِيٌّ عَلَيْهِ جُبَّةٌ مِنْ طَيَالِسَةٍ، مَكْفُوفَةٌ بِدِيبَاجٍ، أَوْ مَزْرُورَةٌ بِدِيبَاجٍ، فَقَالَ : إِنَّ صَاحِبَكُمْ هَذَا يُرِيدُ أَنْ يَرْفَعَ كُلَّ رَاعٍ ابْنِ رَاعٍ، وَيَضَعَ كُلَّ فَارِسٍ ابْنِ فَارِسٍ. فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُغْضَبًا، فَأَخَذَ بِمَجَامِعِ جُبَّتِهِ، فَاجْتَذَبَهُ، وَقَالَ : " لَا أَرَى عَلَيْكَ ثِيَابَ مَنْ لَا يَعْقِلُ ". ثُمَّ رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَجَلَسَ، فَقَالَ : " إِنَّ نُوحًا عَلَيْهِ السَّلَامُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا ابْنَيْهِ، فَقَالَ : إِنِّي قَاصِرٌ عَلَيْكُمَا الْوَصِيَّةَ، آمُرُكُمَا بِاثْنَتَيْنِ، وَأَنْهَاكُمَا عَنِ اثْنَتَيْنِ : أَنْهَاكُمَا عَنِ الشِّرْكِ وَالْكِبْرِ، وَآمُرُكُمَا بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ فَإِنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا فِيهِمَا لَوْ وُضِعَتْ فِي كِفَّةِ الْمِيزَانِ، وَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِي الْكِفَّةِ الْأُخْرَى كَانَتْ أَرْجَحَ، وَلَوْ أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا حَلْقَةً، فَوُضِعَتْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَلَيْهَا لَفَصَمَتْهَا - أَوْ لَقَصَمَتْهَا - وَآمُرُكُمَا بِسُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ ؛ فَإِنَّهَا صَلَاةُ كُلِّ شَيْءٍ، وَبِهَا يُرْزَقُ كُلُّ شَيْءٍ». [مسند الإمام أحمد]
بعد سبحان الله ونعوذ بالله:
"أنت مني بمنزلة توحيدي وتفريدي، أنت مني بمنزلة عرشي، أنت مني بمنزلة ولدي، أنت مني بمنزلة لا يعلمها الخلق. إني مع الروح معك ومع أهلك. آثرتك واخترتك. أنت وجيه في حضرتي، اخترتك لنفسي". [التذكرة ٥٥٦]
فصاحب هذا الكلام الصغير يريد أن يقنعنا أنه بمنزلة توحيد الله ولا إله إلا الله والعياذ بالله سبحانه التي هي أعظم من السماوات والأرض، ثم انظر إلى منزلته العرش والولد والعياذ بالله وهو بمنزلة لا يعلمها الخلق.
فإن قال القاديانيون: هذه النصوص ليست على ظاهرها وليست كما فهمتم! قلنا لهم: إذن كلام غلامكم عبارة عن كلام غير مفهوم أو طلاسم أو ألغاز أو هراء! ولو قال قائل لكم: أنتم كالأحذية والنعال والقباقيب! ثم قال لكم: لا تأخذوا هذا الكلام على ظاهره، إنما قصدت أنكم تمشون نشيطين في الدعوة والتبليغ! لما قبلتم منه هذه الأوصاف! فكيف بوصف الله جل جلاله بما لا يليق والعياذ بالله سبحانه وتعالى!
أقول: بل أكثر من ذلك، فقد أخذ القادياني من البهائية نظرية المظهر أي أن الله والعياذ بالله سبحانه تجلى.. أو نبي تجلى..
وهناك نصوص عديدة في هذا:
(١) فقد وصف نفسه ثم ولده بوحي مفترى: "مظهر الحق والعلاء كأن الله نزل من السماء". [التذكرة ٣٩٨] و [التذكرة ١٣٩]
(٢) ووصف نفسه بوحي مفترى: "أنت مني وأنا منك، ظهورك ظهوري". [التذكرة 752]
ولقد رأيت بعض منافقي القاديانية يمدحون خليفتهم: "بأن صفات الله تجلت فيه". والعياذ بالله رب العالمين.
لكن الحق يقال: القاديانيون قطيع من الجهال، فهم يزعمون التنزيه -التعطيل-، ويتفاخرون أنهم جماعة فريدة في التنزيه، لكن إن عادوا لكتب نبيهم سيجدون مصائب وكوارث القادياني في الشرك والتشبيه والتجسيم والعياذ بالله الواحد الأحد الوتر الصمد.
وهؤلاء القطيع ينكرون ما ورد من صفات لله كالوجه واليدين والعين بما يليق بذات الله ووحدانيته ذو الجلال والإكرام… ويحرفون المعنى، ويشنعون على أهل إثبات الصفات، والواحد منهم يحاول أن يظهر عضلاته في هذا الموضوع.
فانظر مثلا نصوص الكتاب والسنة:
(﴿وَقَالَتِ ٱلۡیَهُودُ یَدُ ٱللَّهِ مَغۡلُولَةٌۚ غُلَّتۡ أَیۡدِیهِمۡ وَلُعِنُوا۟ بِمَا قَالُوا۟ۘ بَلۡ یَدَاهُ مَبۡسُوطَتَانِ یُنفِقُ كَیۡفَ یَشَاۤءُۚ﴾). [المائدة ٦٤]
«اللَّهُمَّ بِعِلْمِكَ الْغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الْخَلْقِ ؛ أَحْيِنِي مَا عَلِمْتَ الْحَيَاةَ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا عَلِمْتَ الْوَفَاةَ خَيْرًا لِي، وَأَسْأَلُكَ خَشْيَتَكَ فِي الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، وَكَلِمَةَ الْإِخْلَاصِ فِي الرِّضَا وَالْغَضَبِ، وَأَسْأَلُكَ نَعِيمًا لَا يَنْفَدُ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لَا تَنْقَطِعُ، وَأَسْأَلُكَ الرِّضَاءَ بِالْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَوْتِ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إِلَى لِقَائِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ وَفِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِينَةِ الْإِيمَانِ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ». [سنن النسائي]
ثم أنظر إلى الغلام القادياني التالي [التذكرة ١٩٤] :
"رأيتُني في المنام عينَ اللهِ، وتيقنتُ أنني هو، ولم يبق لي إرادة ولا خطرة ولا عمل من جهة نفسي، وصِرت كإناءٍ منثلم بل كشيء تأبَّطَه شيءٌ آخر وأخفاه في نفسه حتى ما بقي منه أثر ولا رائحة وصار كالمفقودين.
وأعني بعين الله رجوعَ الظلِّ إلى أصله وغيبوبتَه فيه، كما يجري مِثلُ هذه الحالات في بعض الأوقات على المحبّين. وتفصيل ذلك أن الله إذا أراد شيئًا من نظام الخير جعلني مِن تجلياته الذاتية بمنـزلة مشيّته وعلمه وجوارحه وتوحيده وتفريده، لإتمام مراده وتكميل مواعيده، كما جرت عادته بالأبدال والأقطاب والصدّيقين.
فرأيتُ أن روحه أحاط عليّ واستوى على جسمي، ولَفَّني في ضمن وجوده، حتى ما بقي مني ذرة، وكنتُ من الغائبين. ونظرتُ إلى جسدي فإذا جوارحي جوارحه، وعيني عينه، وأذني أذنه، ولساني لسانه. أخذني ربي واستوفاني وأكّد الاستيفاءَ حتى كنت من الفانين. ووجدتُ قدرتَه وقوتَه تفور في نفسي، وألوهيتَه تتموج في روحي، وضُرِبتْ حول قلبي سرادقات الحضرة، ودقق نفسي سلطانُ الجبروت، فما بقيتُ وما بقي إرادتي ولا مُناي، وانهدمت عمارة نفسي كلها، وتراءت عمارات رب العالمين. وانمحت أطلال وجودي، وعفت بقايا أنانيتي، وما بقيت ذرة من هويتي، والألوهية غلبت عليّ غلبة شديدةً تامةً، وجُذِبتُ إليها من شعر رأسي إلى أظفار أرجلي، فكنت لُبًّا بلا قشور، ودُهنًا بغير ثُفْل وبذور، وبُوعِدَ بيني وبين نفسي، فكنت كشيء لا يُرى، أو كقطرة رجعت إلى البحر، فستره البحر بردائه وكان تحت أمواج اليم كالمستورين.
فكنت في هذه الحالة لا أدري ما كنتُ من قبل وما كان وجودي، وكانت الألوهية نفذت في عروقي وأوتاري وأجزاء أعصابي، ورأيت وجودي كالمنهوبين. وكان الله استخدم جميع جوارحي، وملَكها بقوة لا يمكن زيادة عليها، فكنت مِن أخْذه وتناوُله كأني لم أكن من الكائنين. وكنت أتيقن أن جوارحي ليست جوارحي، بل جوارح الله تعالى، وكنت أتخيل أني انعدمت بكل وجودي، وانسخلت من كل هويتي، والآن لا منازع ولا شريك ولا قابض يزاحم. دخل ربي على وجودي، وكان كل غضبي وحلمي، وحلوي ومرّي، وحركتي وسكوني له ومنه، وصرت من نفسي كالخالين.
وبينما أنا في هذه الحالة كنت أقول: إنا نريد نظامًا جديدًا، سماءً جديدة وأرضًا جديدة. فخلقتُ السماوات والأرض أولا بصورة إجمالية لا تفريق فيها ولا ترتيب، ثم فرقتها ورتّبتها بوضع هو مراد الحق، وكنت أجد نفسي على خلقها كالقادرين. ثم خلقت السماء الدنيا وقلت: "إنا زَيَّنَّا السماء الدنيا بمصابيح.".ثم قلت: الآن نخلق الإنسان من سلالة من طين. ثم انحدرتُ من الكشف إلى الإلهام فجرى على لساني:"أردتُ أن أستخلف فخلَقتُ آدم، إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم، وكنا كذلك خالقين".
لن نتكلم عن هذا النص الطويل القبيح ونركز على تنزيه القاديانية: هل تؤمنون يا قاديانية بالجوارح والأذن واللسان والروح لله؟؟؟!!!
من يثبتون صفات الله لا يقولون هذا!!!
بل يقولون: نثبت ما أثبته الله بلا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف، بما يليق بذات الله وجلاله. وننفي ما نفاه الله سبحانه عن نفسه كالتعب والنوم مما لا يليق بجلال الله وعظمته.
⟨٣⟩ (﴿تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَـٰلَمِینَ﴾) [الأعراف ٥٤]
نزل على القادياني وحي شيطاني: "كل بركة من محمد صلى الله عليه وسلم. فتبارك من علم وتعلم". [التذكرة ٢٤٢]
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما صفته تبارك فمختصة به تعالى كما أطلقها على نفسه بقوله: ﴿تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ﴾ ﴿فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ ﴿وَتَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ﴾ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ﴾ ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا﴾ أفلا تراها كيف اطردت في القرآن جارية عليه مختصة به لا تطلق على غيره وجاءت على بناء السعة والمبالغة كتعالى وتعاظم ونحوهما". [بدائع الفوائد]
⟨٤⟩ (﴿بَدِيعُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَإِذَا قَضَىٰٓ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُۥ كُن فَيَكُونُ)﴾ [البقرة ١١٧]
(﴿إِنَّمَاۤ أَمۡرُهُۥۤ إِذَاۤ أَرَادَ شَیۡـًٔا أَن یَقُولَ لَهُۥ كُن فَیَكُونُ﴾) [يس ٨٢]
يقول القادياني في [التذكرة ٥٥٧] : "إنما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون". الشرح: إن ما تريده يتحقق للتو بأمرك".
فماذا أبقى لله والعياذ بالله إذا كان كل ما يريده يتحقق! وإن الأنبياء عليهم السلام لم يكن الله يحقق لهم كل ما يريدونه أو يتمنونه! وخاطب الله نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (﴿إِنَّكَ لَا تَهۡدِی مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یَهۡدِی مَن یَشَاۤءُۚ وَهُوَ أَعۡلَمُ بِٱلۡمُهۡتَدِینَ)﴾ [القصص ٥٦]
وهو كذاب فلم يتحقق له الزواج من محمدي بيغم، ولم يولد له الابن الخامس، وكذبه الله في أقواله وتبؤاته.
⟨٥⟩ (﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْءَانَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا۟ فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا)﴾ [النساء ٨٢]
ونذكر أمثلة على تناقضات أساسية جوهرية:
«١» النبوة:
"فلا تظنّ يا أخي أنّي قلت كلمة فيها رائحة ادّعاء النبوّة كما فهم المتهوّرون في إيماني وعرضي... ومعاذ الله أن أدّعي النبوّة بعد ما جعل الله نبيّنا وسيدنا محمّد المصطفى ، خاتم النبيّين". [حمامة البشرى ١٧٢]
"وأقول حالفا بالله الذي نفسي بيده أنّه هو الذي بعثني وسمّاني نبيّا، وهو الذي دعاني مسيحا موعودا". [حقيقة الوحي ٤٦٠]
«٢» المسيحية:
"أولا وقبل كل شيء، يجب أن يكون معلوما أن عقيدة نزول المسيح ليست جزءا من إيماننا، كما إنها ليست ركنا من أركان ديننا، بل هي مجرد نبوءة من بين مئات النبوءات التي لا علاقة لها بجوهر الإسلام وحقيقته". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ١٨٤]
وعليه فليس ركنا ولا واجبا علينا أن نؤمن أن الغلام القادياني مسيحا موعودا، لكنه فيما بعد:
"والنوع الثاني من الكفر هو ألا يؤمن بالمسيح الموعود مثلا، وأن يكذب رغم إتمام الحجة الذي أكد الله ورسوله على تصديقه، مع ورود التأكيد نفسه في كتب الأنبياء السابقين أيضا. فهو كافر بسبب إنكاره أمر الله وأمر الرسول". [حقيقة الوحي ١٦٤]
«٣» المهدوية:
"وأما أحاديث مجيء المهدي.. فأنت تعلم أنها كلها ضعيفة مجروحة ويُخالف بعضها بعضا، حتى جاء حديث في ابن ماجه وغيره من الكتب أنه لا مهدي إلا عيسى بن مريم؛ فكيف يُتّكَأُ على مثل هذه الأحاديث مع شدة اختلافها وتناقضها وضعفها، والكلامُ في رجالها كثير كما لا يخفى على المحدثين". [حمامة البشرى ١٨٩]
"بل الحق الثابت أنه: لا مهدي إلا عيسى". [باقة من بستان المهدي، حقيقة المهدي ٢٢٦]
والاختلاف والتناقض والاضطراب وتغير الأقوال شيء بارز ولافت عند الغلام القادياني، وهو كثير، أنظر: [تناقضات مدعي النبوة غلام أحمد القادياني]
⟨٦⟩ (﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓا۟ أَطِيعُوا۟ ٱللَّهَ وَأَطِيعُوا۟ ٱلرَّسُولَ وَأُو۟لِى ٱلْأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَٰزَعْتُمْ فِى شَىْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱلرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلْءَاخِرِ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا﴾) [النساء ٥٩]
"فإن نصيحتي لجماعتي هي أن يدخلوا حكم الإنجليز في إطار "أولي الأمر" ويظلوا مطيعين لهم بصدق القلب". [ضرورة الامام ٣٦]
⟨٧⟩ ﴿(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّخِذُوا۟ ٱلْيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوْلِيَآءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُۥ مِنْهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلظَّٰلِمِينَ)﴾ [المائدة ٥١]
"كان يعطى -أي والده- كرسيا في بلاط الحاكم وكان شاكرا مخلصا وناصحا أمينا للحكومة البريطانية". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام 166]
"اشترى -أي والده- في أيام مفسدة عام ١٨٥٧م -أي ثورة المسلمين- خمسين حصانا ممتازا من جيبه الخاص، وقدمها للحكومة مساعدة منه مع خمسين من خيرة الشباب، لذا كان يحظى بقبول عام عند الحكومة". [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام 166]
"وبعد وفاة والدي، ظل أخي الأكبر ميرزا غلام قادر مشغولا في إسداء الخدمات للحكومة، وحين اندلعت معركة بين الثوار وجيش الحكومة الإنجليزية عند ممر "تِمون" شارك في المعركة في صف الحكومة الإنجليزية". [البراءة 6]
"أما أنا فكنت في زاوية الخمول بعد وفاة والدي وأخي، إلا أنني أوظف قلمي لتأييد الحكومة الإنجليزية ودعمها منذ ١٧ عاما، وإن الكتب التي ألفتها خلالها قد رغبت الناس فيها في طاعة الحكومة الإنجليزية ومواساتها، وكتبت فيها مقالات مؤثرة جدا عن الامتناع عن الجهاد". [البراءة 6]
⟨٨⟩ (﴿ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَٰمَ دِينًا)﴾ [المائدة ٣]
من تشريعات القادياني التبرعات الشهرية الإلزامية: "سوف ننتظر الجواب من كل مبايع إلى ثلاثة شهور بعد نشر هذا الإعلان. هل يرضى بدفع شيء من التبرعات شهريا لمساعدة الجماعة أم لا؟ وإن لم يأت رده إلى ثلاثة شهور سوف يشطب اسمه من قائمة المبايعيين ويشاع هذا الأمر. ولو تهاون أحد في دفع التبرع إلى ثلاثة شهور بعد وعده بذلك فسوف يشطب اسمه أيضا. ثم لن يبقى في الجماعة كل من كان متكبرا ومتهاونا وليس من الأنصار". [الخزائن الدفينة ٣٥١]
ومن التشريعات أيضا: نسخ الجهاد، ومنع الصلاة خلف المسلمين، ومنع زواج القاديانية من المسلم، وتشريع الدفن في مقبرة الجنة مقابل نسبة من التركة.
⟨٩⟩ (﴿وَمَاۤ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِیُبَیِّنَ لَهُمۡ)﴾ [إبراهيم ٤]
"كانون الأول 1883 أُوحيتْ إليّ في هذا الأسبوع كلماتٌ باللغة الإنجليزية وغيرِها... وهي:
"پريشن، عمر، براطوس أو پلاطوس." لعلّها "براطوس أو پلاطوس"، إذ لم تتّضح لي لسرعة الوحي. أما "عمر" فهي كلمة عربية. والمطلوب منكم هنا بيان معنى: "براطوس، وپريشن"، وبأيّ لغة هما؟ ثم أُوحيتْ إلي كلمتان أخريان هما: "هو شَعْنا. نَعْسا". ولا أدري بأي لغة هما. أما الكلمات الإنجليزية فهي فيما يلي، ولكن هناك جملة عربية قبلها هي: "يا داودُ عامِلْ بالناس رفقًا وإحسانًا." "You must do what I told you." أي: عليك أن تفعل ما قلت لك. "تم کو وہ کرنا چاہیئے جو میں نے فرمایا ہے۔" (أردية) أي: عليك أن تفعل ما قلت لك. وهذه الجملة الأردية أيضًا وحي. ثم هناك وحي آخر بالإنجليزية، ولكن ترجمته ليستْ وحيًا... ولا أعرف صحة تقديم الجمل وتأخيرها، وقد تتقدم الجمل وتتأخر في بعض الإلهامات... وهي: "Though all men should be angry but God is with you. He shall help you. Words of God not can exchange." أي: لو سخط عليك جميع الناس، فإن الله سيكون معك. إنه سينصرك. لا تبديل لكلمات الله. ثم كانت هناك إلهامات أخرى بالإنجليزية أتذكر منها بعضها، وهي: "I shall help you." أي: سأنصرك. وبعد هذا ما يلي: "You have to go Amritsar." أي: لا بد لك من الذهاب إلى أمرتسر. ثم هناك جملة لا أعرف معناها، وهي: "He halts in the Zilla Peshawar." أي: إنه يقيم في محافظة بشاور. (رسالة يوم 12/12/1883 إلى مير عباس علي شاه، رسائل أحمدية، مجلد 1، ص 68-69) وكتبوا في الحاشية: قال المسيح الموعود: لما كان هذا الوحي بلغة أجنبية، ولما كان الوحي الإلهي ينزل بسرعة نوعًا ما، فهناك احتمال أني لم أستطع ضبط نطق بعض الكلمات. (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية، مجلد 22، ص 317، الحاشية). [التذكرة 112]
إذا تجاوزنا أن الوحي السابق لا يفيد المسلمين شيئا، وأنه شبيه بالوساوس والهلوسات والطلسمات والشيطانيات:
-لاحظ أنه يوحى إليه بكلام لا يعرفه وبأي لغة هو.
-بدلا أن يبين هو المعنى، فإنه يطلب من غيره ذلك.
⟨١٠⟩ (﴿وَمَا عَلَّمْنَٰهُ ٱلشِّعْرَ وَمَا يَنۢبَغِى لَهُۥٓ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْءَانٌ مُّبِينٌ﴾) [يس ٦٩] ونزه الله وحيه عن الشعر فقال: (﴿وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَّا تُؤْمِنُونَ﴾) [الحاقة ٤١]
أما القادياني فله أشعار كثيرة، والأهم أنه يسرق شعر البشر ثم ينسبه لله -والعياذ بالله سبحانه-، فمن ذلك:
"طلَع البدرُ علينا مِن ثنيّة الوَداع."
("الحكم"، مجلد 9، عدد 33، يوم 24/9/1905، ص 2، و"بدر"، مجلد 1، عدد 26، يوم 29/9/1905، ص 3) [التذكرة ٦١٢]
وجاء في حاشية الصفحة:
ملحوظة من حضرة مرزا بشير أحمد:
كتب حضرة يعقوب علي العرفاني: في ليلة 21/9 ظلّ المسيح الموعود يدعو كثيرا لحضرة المولوي (أي للمولوي عبد الكريم السيالكوتي)، فتلقى هذا الوحي. ملحوظة من المولوي عبد اللطيف البهاولبوري: هذا الوحي مسجل في دفتر إلهامات المسيح الموعود ، ص 49 على صورة بيت كامل كالآتي: "طلَع البدر علينا من ثنيّة الوادعِ وجَب الشكر علينا ما دعا لله داعِ."
⟨١١⟩ «الْبَرَكَةُ مِنَ اللَّهِ». [صحيح البخاري]
نزل عليه وحي شيطاني: "كل بركة من محمد صلى الله عليه وسلم. فتبارك من علم وتعلم". [التذكرة ٢٤٢]
⟨١٢⟩ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُهِلَّنَّ ابْنُ مَرْيَمَ بِفَجِّ الرَّوْحَاءِ حَاجًّا، أَوْ مُعْتَمِرًا، أَوْ لَيَثْنِيَنَّهُمَا». [صحيح مسلم]
لم يحج القادياني ولم يعتمر، وبرر ذلك بسبب الطريق، وفتاوى التكفير، -مع أنه رجل متوكل على الله والملائكة تحرسه، وتأييدات الرب له لا تعد ولا تحصى-.
قلت: أيا كان السبب فالله هو من يجعل الأسباب، فكذبه الله سبحانه في زعمه أنه ابن مريم الموعود، ولو كان هو حقا ابن مريم لهيئ الله له الأسباب.
⟨١٣⟩ (﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِىٓ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾) [هود ٨٠]
«ورحِم اللهُ لوطًا إنْ كان لَيأوي إلى رُكنٍ شديدٍ إذ قال لقومِه: {لَوْ أنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أوْ آوِي إلى رُكْنٍ شَدِيدٍ} قال: فما بعَث اللهُ نَبيًّا بعدَه إلّا في ثَروةٍ مِن قومِه». [صحيح ابن حبان]
"ولولا خوف سيف الدولة البريطانية لمزقونا كل ممزق". [نور الحق ٣]
"ولولا خوف سيف الدولة البريطانية، لقتلوني بالسيوف والأسنة". [باقة من بستان المهدي - حقيقة المهدي ٢٣٦]
⟨١٤⟩ ﴿(سَنُقۡرِئُكَ فَلَا تَنسَىٰۤ)﴾ [الأعلى ٦]
القادياني ينسى كثيرا وحتى أنه ينسى وحيه كثيرا، فمن ذلك:
"في ليلة 14/2/1888 رأيت عنك منامَيْن منذِرَيْن يدلان على همٍّ وغمٍّ ومصيبة، وكنتُ أستشعر خوفًا وقلقًا شديدين، وقلتُ: ما هذا؟ كما تلقيتُ في غفوةٍ وحيًا ولكني نسيتُه تمامًا. ثم وصلتْ أمسِ رسالتك التي كان فيها خبر وفاة السيد "سُنْدَر داس". إنا لله وإنا إليه راجعون. يبدو أن هذا هو الغمّ المشار إليه في الوحي. (رسالة 15/2/1888 المرسلة إلى تشودري رستم علي، رسائل أحمدية، مجلد 5، رقم 3، ص 72-73). [التذكرة ١٥٥]
⟨١٥⟩ «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ». [صحيح البخاري]
القادياني يعيب ويطعن ويشمت بالشيخ الغزنوي قائلا: "اعلموا أنه لم يولد في بيت عبد الحق ابن قط بعد كلامه المسيء، بل بقي أبتر بلا ولد ومحروما من كل بركة، بل مات أخوه أيضا، فبدلا من ولادة ابن له بعد المباهلة وصل أخوه العزيز عليه إلى دار الفناء". [حقيقة الوحي ٣٣٠]
وليس فيما سبق بشيء يعيب ويطعن بالشيخ، هذا مع العلم أن القادياني يوقعه الله في شر أقواله وأعماله -والعياذ بالله تعالى-، فهو يعيب ويطعن ويقع فيما عاب وطعن، هذا مع العلم أن القادياني مات أخوه ومات له الولد.
⟨١٦⟩ «إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيْسَ بِاللَّعَّانِ وَلَا الطَّعَّانِ، وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ». [مسند الإمام أحمد]
القادياني لم يكن لعانا فقط، بل يتفنن في ذلك، ومن ذلك وجه اللعنات للكفار والمسلمين، ومن ذلك اللعنات الموجة للشيخ البتالوي [مرآة كمالات الإسلام ٣٦٨] :
اللعـ1ـنة
اللعـ2ـنة
اللعـ3ـنة
اللعـ4ـنة
اللعـ5ـنة
اللعـ6ـنة
اللعـ7ـنة
اللعـ8ـنة
اللعـ9ـنة
اللعـ10ـنة
وتلك عشرة كاملة.
أما أن القادياني ووصفه بالفاحش والبذيء فذلك معلوم عنه ومشهور: "يكلمون الناس من الإست لا من الأفواه". [حمامة البشرى ١٨٠]
⟨١٧⟩ (﴿لِلْفُقَرَآءِ ٱلْمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُوا۟ مِن دِيَٰرِهِمْ وَأَمْوَٰلِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنًا وَيَنصُرُونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥٓ أُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصَّٰدِقُونَ وَٱلَّذِينَ تَبَوَّءُو ٱلدَّارَ وَٱلْإِيمَٰنَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِى صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّآ أُوتُوا۟ وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِۦ فَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ وَٱلَّذِينَ جَآءُو مِنۢ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ سَبَقُونَا بِٱلْإِيمَٰنِ وَلَا تَجْعَلْ فِى قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ)). [الحشر ٨-١٠]
ولقد كان القادياني يشعر بالغل والبغض للصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه فسبه وسخر وانتقص منه فمن ذلك قوله:
"إن بعض الصحابة من قليلي التدبر الذين لم تكن لهم دراية جيدة -مثل أبي هريرة- كانوا يظنون -نظرا إلى نبوءة مجيء عيسى الموعود- أن عيسى عليه السلام سيعود بنفسه. كما كان أبو هريرة واقعا في هذا الخطأ منذ البداية، وكان يخطئ في أمور كثيرة بسبب بساطته وضعف درايته. فقط أخطأ في نبوءة دخول صحابي في النار. وكان يستنتج من الآية: ﴿وَإِن مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ إِلَّا لَیُؤۡمِنَنَّ بِهِۦ قَبۡلَ مَوۡتِهِ﴾ معنى خاطئا يبعث السامع على الضحك". [حقيقة الوحي ٤٠]
وذلك لأنه يؤمن ويقول بنزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان، مع أن غيره من الصحابة قال بذلك مثل ابن عباس رضي الله عنه وغيره من الصحابة والتابعين ومن جاء بعدهم من العلماء فرضي الله عنهم ورحمهم الله.
نعوذ بالله من الحسد والعين وأهل الحسد والعين. إن القادياني كان يشعر بالحسد تجاه نبي الله عيسى عليه السلام، وكلامه عنه يدل على الغل الذي في داخله، وكان يسبه وينتقص منه.
مع العلم أن القاديانيين في ترجماتهم قد يلطفون ترجمة بعض عبارات القادياني.
⟨١٨⟩ (﴿وَٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا۟ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَٱجْلِدُوهُمْ ثَمَٰنِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا۟ لَهُمْ شَهَٰدَةً أَبَدًا وَأُو۟لَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْفَٰسِقُونَ﴾) [النور ٤]
(﴿إِنَّ ٱلَّذِینَ یَرۡمُونَ ٱلۡمُحۡصَنَـٰتِ ٱلۡغَـٰفِلَـٰتِ ٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ لُعِنُوا۟ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِ وَلَهُمۡ عَذَابٌ عَظِیم﴾) [النور ٢٣]
«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ». [صحيح البخاري]
ومن الأمثلة على ما سبق يقول القادياني:
آذيتني حبثًا فَلَسْتُ بصادق … إن لم تمت بالخزي يا ابن بغاء [مكتوب أحمد ١١٩]
"تلك كتب -أي كتبه- ينظر إليها كل مسلم بعين المحبة والمودة وينتفع من معارفها، ويقبلني ويصدق دعوتي، إلا ذرية البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون". [التبليغ 100]
⟨١٩⟩ (﴿وَلَا تَسُبُّوا۟ ٱلَّذِینَ یَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ فَیَسُبُّوا۟ ٱللَّهَ عَدۡوَۢا بِغَیۡرِ عِلۡمࣲ كَذَ ٰلِكَ زَیَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمۡ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرۡجِعُهُمۡ فَیُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا۟ یَعۡمَلُونَ)﴾ [الأنعام ١٠٨]
"وإذا ثبت أن نبوءة واحدة من نبوءات يسوع - إله المسيحيين الميت - تساوي هذه النبوءة درجة، فنحن جاهزون لدفع كل نوع من الغرامة فلم يتنبأ ذلك الإنسان الضعيف سوى أن الزلازل تحدث والقحط يصيب والحروب تندلع، فلعنة الله على قلوب استدلت من أمثال هذه النبوءات على ألوهيته، واتخذت الميت إلها لها. فأتساءل: ألا تحدث الزلازل على الدوام، ألا يصيب القحط دوما، ألا تستمر الحروب في مكان ما من العالم، فلماذا ستمى ذلك الإسرائيلي السفية هذه الأمور العادية نبوءة! ألا إنما بسبب مضايقات اليهود. ثم حين سألوه آية قال لهم يسوع المحترم: "جيل شرِّيرٌ فَاسِقٌ يَلْتَمِسُ آيَةً، وَلَا تُعْطَى لَهُ آيَةٌ" انظروا كيف فكر يسوع في سد باب السؤال، فكل من سيفكر في طلب المعجزة منه سيخطر بباله أنه سيعد - بطلبه هذا - من جيل شرير وفاسق، فمثله كمثل الشرير المكار الذي كانت روح يسوع قد حلت فيه، وأشاع في الناس أنه يعرف وردًا إذا ردده أحد فسيتمكن من رؤية الله له من أول ليلة، بشرط ألا يكون المردد ولد حرام؛ فمن يمكن أن يقول إنه لم يتمكن من رؤية الله بعد قراءة الورد، لأنه إذا قال ذلك سيعد ابن حرام فأخيرا لم يجد كل مردد بدا من التصريح بأنه قد رأى الله ، فنحن فداء لتدابير يسوع الذي خلق هذه العراقيل للتهرب وهذا كان دأبه على الدوام؛ إذ سأله أحد اليهود ذات يوم لاختبار شجاعته يا معلم أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا؟ فخطر بباله فور سماع هذا السؤال أنه إذا قال لا، فسيعد ثائرا ومتمردا، وكما منع طلاب المعجزة بإسماع نكتة قام بنفس التصرف هنا أيضا فقال: أعطوا ما لقيصر القيصر، وما الله الله، رغم أنه كان يؤمن شخصيا أن ملك اليهود يجب أن يكون منهم لا من المجوس، وبناء على ذلك قد شريت الأسلحة أيضا، وتسمى أميرا أيضا، لكن الحظ لم يحالفه.
يستشف من إنجيل متى أنه كان سطحي العقل، إذ لم يكن يعتبر الصرع - على شاكلة النساء الجاهلات وعامة الناس مرضًا من الأمراض يجب علاجه - بل كان يراه مسا من الجن.
أجل كان معتادا على السب والشتم واستخدام اللسان السليط، وكان يستشيط غضبا على أتفه الأمور، كما لم يكن يستطيع كبح الثوائر النفسانية، لكنني لا أرى تصرفاته هذه مدعاة للأسف، لأنه كان يسب بلسانه وكان اليهود ينتقمون بأيديهم.
والجدير بالذكر أن الكذب أيضا كان من خصاله نوعا ما، فالنبوءات التي ذكرها عن نفسه من التوراة لم يوجد لها أثر في تلك الكتب، بل كانت في حق غيره، وكانت قد تحققت قبل ولادته، ومما يثير الخجل الكبير أن تعليمه على الجبل الذي يعتبر مغزى الإنجيل سرقه من كتاب اليهود التلمود. وزعم أنه تعليمه، ومنذ اكتشاف هذه السرقة يواجه المسيحيون خجلا كبيرا منذ افتضح في ذلك، ولعله أقدم على ذلك محاولة منه لنيل النفوذ بتقديم التعليم الرائع، غير أن وجوه المسيحيين اسودت بسبب تصرفه غير اللائق هذا. ثم.من المؤسف أن ذلك التعليم أيضا ليس رائعا جدا، إذ يرده العقل والضمير معا. لقد كان له أستاذ يهودي تعلم منه التوراة درسا، ويبدو أن الله إما لم يمن عليه بحظ كبير من الذكاء والفطنة، وإما من شر ذلك الأستاذ أنه أبقاه ساذجا. على كل حال وباختصار؛ لقد كان ضعيفا في القوى العلمية والعملية، لهذا اتبع الشيطان ذات مرة.
يقول أحد القساوسة الأفاضل: إنه تلقى الإلهام الشيطاني ثلاث مرات في حياته، وبسبب ذلك الإلهام كان قد استعد للكفر بالله أيضا.
وبسبب هذه التصرفات كان أشقاؤه أيضا ساخطين عليه أشد السخط، وكانوا واثقين بأن في قواه العقلية خللا أكيدا، وقد أرادوا على الدوام أن يعالجوه علاجا مناسبا في المستشفى بانتظام فلعل الله يشفيه.
لقد كتب المسيحيون معجزات كثيرة له، لكن الحقيقة أنه لم تظهر منه أي آية، ومنذ أن أطلق على طالبي الآية أشنع الشتائم، ووصفهم جيلا شريرا وفاسقا، تخلى عنه الأشراف النبلاء ولم يريدوا أن ينضموا بطلب الآية إلى جيل شرير وفاسق. إن قوله: "إن أتباعه سيأكلون السم ولن يتضرروا"، ظهر كذبه بصراحة، لأن كثيرين في أوروبا ينتحرون بالسم في العصر الراهن، ويموت منهم ألوف مؤلفة فلو تناول أحد القساوسة ثلاث غرامات من السم الزعاف لمات خلال ساعتين بسهولة مهما كان سمينا، فأين ذهبت هذه المعجزة؟ ثم يقول: "سيقول أتباعي للجبل انتقل من هنا إلى هناك فينتقل"، ما أكبره من كذب، فليرجع لنا أي قسيس حذاء مقلوبا إلى وضعه الصحيح بمجرد الكلام.
ومن المحتمل أن يكون قد شفى أي أعشى بتدبير بسيط، أو قد داوى أي مرض من هذا القبيل، لكن من شقاوته أن كبار الخوارق ظهرت من بركة كانت توجد في الزمن نفسه. ولعله كان يستخدم طين تلك البركة، فبوجود تلك البركة تتبين حقيقة معجزاته تماما، لنفرض جدلا أن معجزة قد صدرت منه، فيتحتم علينا أن ننسبها إلى تلك البركة وليس إليه؛ فلم يكن يملك شيئا سوى المكر والخداع، والمؤسف أن المسيحيين السفهاء يتخذون هذا الرجل إلها!
إن عائلته أيضا مقدسة ومطهرة، إذ كانت ثلاثة من جداته زانيات مومسات تشكل جسمه من دمائهن وقد يكون ذلك شرطا لألوهيته، وأغلب الظن أن ميله إلى المومسات واحتكاكه معهن كان بسبب قرابة جداته، وإلا فلا أحد من الأتقياء الورعين يسمح لمومس شابة أن تمس رأسه بيديها النجستين وأن ترش على رأسه العطر النجس من دخل اكتسبته من الزنا وأن تمسح قدميه بشعرها. أما الذي أجاز كل هذه التصرفات فليقدر المقدرون سلوكه.
إنه هو الذي كان قد تنبأ بأنه سيعود قبل أن يموت معاصروه، لكنهم لم يموتوا هم فقط، بل قد مات تسعة عشر جيلا خلال تسعة عشر قرنا، ولم يعد، فقد مات نفسه، أما النبوءة الكاذبة فلا تزال وصمة عار على جباه القساوسة. فمن حمق المسيحيين أنهم يؤمنون بمثل هذه النبوءات". [عاقبة آتهم ١٧٦-١٧٨]
⟨٢٠⟩ «الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنَ اللَّهِ، وَالْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ». [صحيح البخاري]
عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لِأَعْرَابِيٍّ جَاءَهُ، فَقَالَ : إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ، فَأَنَا أَتَّبِعُهُ. فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ : " لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ ". [صحيح مسلم]
"في ١٤/۸/۱۸۹۲ رأيت اليوم في الرؤيا " محمدي بيغم - التي هي نبوءة عنها - بأنها جالسة مع بعض الناس في نزل القرية، مقصوصة شعر الرأس، عارية الجسد، وكريهة المنظر جدا، فقلت لها ثلاث مرات : إن تأويل قص شعر راسك هو موت زوجك ووضعت يدي على رأسها، ثم قمت بهذا التأويل في المنام. وفي الليلة نفسها رأت أم محمود في الرؤيا أن نكاحي من " محمدي بيغم " قد تم، وأن في يدها ورقة مكتوب فيها الصداق، وأنه جيء بالحلوى، وهي واقفة في الرؤيا بالقرب مني ". [التذكرة ٢٠٣]
فإن قيل: إن هناك من يعبر مثل هكذا رؤى.
فالجواب:
-نحن نجزم أن ما يراه القادياني أحلام شيطانية، لمخالفته الكتاب والسنة والأخلاق هذا أولا.
-أما ثانيا فإلزاميا: أنظر كيف أول الغلام القادياني هذه الرؤيا بموت زوجها ولم يحصل، بل عاش بعده ٤٠ سنة.
-ثم انظر كيف دعم حلمه بحلم زوجته أم محمود، من تلك المرأة التي كان يتنبأ بالزواج منها ولم يحصل أيضا. ومعاذ الله أن ينسب ما سبق لله. فإن لم يحلم بذلك الحلم فهو كذاب -وهو كذلك-.
-وزيادة نقول: لقد ارتكب القادياني ما شنعه على غيره:
"كما كان الأعداء الأشرار قد الصقوا بهتانا بأم عيسى عليه السلام، كذلك قد اختلق الشيخ محمد حسين ورفيقه جعفر زتلي بمحض الفتنة الرؤى الخبيثة ضد زوجتي ونشراها وقاحة. ولم يراعيا بسبب عدائي الاحترام والأدب الواجب بحق السيدات الطاهرات من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فألف تعس على هذه التصرفات الشنيعة بعد التسمية بالشيخ". [التحفة الغولروية ١٦٢]
وإن كنا لا نبرر فعل الشيخين، لكن القادياني كان وقحا فيما يصدر عنه من أفعال وأقوال، وكان البعض يرد عليه بنفس أسلوبه ليوقفه عند حده، وسبحان الله الذي يجعل أقوال وأعمال عدوه عليه! وسبحان الله فيما يقدر من أمور على أعدائه ومن يفترون عليه!
لقد كان المشايخ والأساتذة يتعبون أنفسهم في ذكر أدلة الكتاب والسنة وأقوال العلماء… وكان سلاح القاديانيين التأويلات والتحريفات والسخافات. لكن السلاح الساحق والماحق هو كتب القادياني وأقواله وسيرته! ولا شك أننا أمام عجائب أقدار الله! وسبحان الله رب العالمين، ونعوذ بالله رب السماوات والأرض ومن فيهن.
فإن جعلت سلاحك: (الكتب والسنة، وأقوال العلماء، والعقليات الحق، والحقائق والإلزامات) كان السلاح ماضيا وقاهرا ومخرسا، لا يبقي ولا يذر، ويجعل العدو هباء منثورا… نسأل الله ذلك، اللهم آمين، والحمد لله رب العالمين.
⟨٢١⟩ «مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ : أَنَا خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى». [صحيح البخاري]
معلوم أن القادياني يرى نفسه أفضل من جميع الأنبياء عليهم السلام باستثناء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، والحديث السابق هو رد على باطله، ومن أقواله في هذا:
"وما ضحكتُ على المسيح وما استهزأت بمعجزاته، بل كان مرادي من كلماتي كلها أنّا أُوتينا دينًا كاملًا ونبيًا كاملًا، ولا شك أنّا نحن خير أُمّة أُخرجتْ للناس. فكم من كمال يوجد في الأنبياء بالإصالة، ويحصُل لنا أفضلُ منه وأولى منه بالطريق الظلي، وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء". [حمامة البشرى ١٦٢]
⟨٢٢⟩ (﴿وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُۥٓ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَىٰ فِئَةٍ فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ وَمَأْوَىٰهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ)﴾ [الأنفال ١٦]
«اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ ". قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُنَّ ؟ قَالَ : " الشِّرْكُ بِاللَّهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ، وَأَكْلُ الرِّبَا، وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ، وَالتَّوَلِّي يَوْمَ الزَّحْفِ، وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ». [صحيح البخاري]
فبالله نعوذ من الفرار يوم الزحف، وبالله نعوذ من الموبقات والمهلكات.
أقول: إن جريمة القادياني والقاديانية أشنع وأعظم من التولي يوم الزحف، فالقادياني حرم تعليم أحكام الجهاد، وحرمه في الهند -وهو دفاعي- وذم أفغانستان لهزيمة الإنجليز فيها -وهو جهاد دفاعي-.
والنتيجة: لو أن مسلما في الهند أو أفغانستان فكر بالجهاد ضد الإنجليز مع المجاهدين، ثم أضله القادياني فهو أشد وأعظم من الفرار يوم الزحف، فالمتولي يوم الزحف مسلم مذنب مرتكب لكبيرة من الكبائر وهو إلى مشيئة الله. أما المتقدين فهو كافر، فهو يدعو للتولي يوم الزحف دينا وعقيدة.
وكانت بريطانيا تطمع في احتلال مزيد من بلاد المسلمين ودعوة مثل دعوة القادياني: لا جهاد، وعليكم بطاعة الإنجليز، بل عليكم أن تشكروهم، وتخلصوا النية لهم. فانظر أن هناك إنجليز يعارضون حكومتهم، فأي الفريق أحب للحكومة البريطانية.
يقول القادياني: "اعلموا أن هذه الفرقة، من فرق المسلمين، التي جعلني الله إماما ومقتدى وهاديا لها تميز بميزة فارقة كبيرة، وهي أنها لا تبنى فكرة الجهاد بالسيف قط، ولا تنتظر هذا النوع من الجهاد، بل هذه الفرقة المباركة لا تجيز تعليم الجهاد سرا ولا علانية قط، وترى من الحرام قطعا أن تشن الحروب لنشر الدين". [ترياق القلوب ٣٧٩]
⟨٢٣⟩ ﴿(سُبْحَٰنَ ٱلَّذِىٓ أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِۦ لَيْلًا مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَى ٱلْمَسْجِدِ ٱلْأَقْصَا ٱلَّذِى بَٰرَكْنَا حَوْلَهُۥ لِنُرِيَهُۥ مِنْ ءَايَٰتِنَآ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْبَصِيرُ)﴾ [الإسراء ١]
«وَلَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ : مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي». [صحيح البخاري]
«عن أَبَب ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الْأَرْضِ أَوَّلَ ؟ قَالَ : " الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ ". قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ أَيٌّ ؟ قَالَ : " الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى ". قُلْتُ : كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ سَنَةً، ثُمَّ أَيْنَمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ بَعْدُ فَصَلِّهْ ؛ فَإِنَّ الْفَضْلَ فِيهِ». [صحيح البخاري]
والحديث الأخير رد على القاديانيين حيث يقولون أن المسجد الأقصى لم يكن موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بل بني فيما بعد.
"لقد انكشف علي الآن خلال كتابة هذا المقال -أي الخطبة الإلهامية- أن ما كتبته في "البراهين الأحمدية" عن قاديان بناء على الكشف من أن ذكرها موجود في القرآن الكريم فهو كلام سليم في الواقع. ذلك أن من المؤكد أن قول الله تعالى في القرآن ﴿سُبۡحَـٰنَ ٱلَّذِیۤ أَسۡرَىٰ بِعَبۡدِهِۦ لَیۡلا مِّنَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ إِلَى ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡأَقۡصَا ٱلَّذِی بَـٰرَكۡنَا حَوۡلَهُۥ﴾ يتضمن ذكر معراجين مكاني وزماني، أما بدون ذلك فيظل المعراج ناقصا. فكما أن الله تعالى أوصل النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى بيت المقدس من حيث السير المكاني، فإنه قد أوصله كذلك من زمن شوكة الإسلام، الذي هو عصر النبي صلى الله عليه وسلم، إلى زمن بركات الإسلام، وهو عصر المسيح الموعود. فباعتبار سير النبي صلى الله عليه وسلم إلى زمن الإسلام الأخير سيرا كشفيا، فالمراد من المسجد الأقصى هو مسجد المسيح الموعود الكائن في قاديان الذي سجل بشأنه في "البراهين الأحمدية " كلام الله كالآتي: "مبارك ومبارك وكل أمر مبارك يجعل فيه ." ولفظ المبارك الوارد هنا بصيغة المفعول به وبصيغة الفاعل يطابق قول الله تعالى في القرآن الكريم باركنا حوله. فلا غرو أن قاديان قد جاء ذكرها في القرآن الكريم". [التذكرة ٣٧٢]
قلت: ما أجمل مثل هكذا دعوة خدمة للصهيونية في فلسطين.
وأيضا: القاديانيون يشدون الرحال إلى قاديان ومسجد نبيهم المزعوم.
وبالتأكيد مسجدنا ليس مسجدهم الذي بني بعد المسجد الحرام بـ ٤٠ سنة.
⟨٢٤⟩ ﴿(وَقَالَ رَجُلٌ مُّؤْمِنٌ مِّنْ ءَالِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمَٰنَهُۥٓ أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّىَ ٱللَّهُ وَقَدْ جَآءَكُم بِٱلْبَيِّنَٰتِ مِن رَّبِّكُمْ وَإِن يَكُ كَٰذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥ وَإِن يَكُ صَادِقًا يُصِبْكُم بَعْضُ ٱلَّذِى يَعِدُكُمْ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهْدِى مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ)﴾ [غافر ٢٨]
القاديانيون يفسرون قوله سبحانه وتعالى: (وَإِن يَكُ كَٰذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥ) أن غلام أحمد القادياني إن آمنتم به وكان كاذبا في دعواه، فلن يضركم شيء أنكم آمنتم بنبي كاذب. قبحهم الله وقبح قولهم، فانظر إذا خرج كل دجال وكذاب واستدل بما قالوا! نعوذ بالله رب العالمين من شرور الأهواء والأقوال والأعمال.
والآية السابقة أيضا افترى القادياني أنها نزلت عليه كوحي أنظر: [التذكرة ٨٧٤] وكان القادياني يفسر معنى: (وَإِن يَكُ كَٰذِبًا فَعَلَيْهِ كَذِبُهُۥ) أنه لو كان كاذبا فسوف يهلك بناء على الآية، أنظر: [حقيقة الوحي ١٧٥]
لكن الحقيقة كما ذكرنا في مواضع أخرى أن المعنى أنه يكون منه الاختلاف والتناقض والاضطراب والكذب، وإن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب، وما سبق في حالة القادياني لا يحصى من كثرته.
⟨٢٥⟩ «أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ». [صحيح البخاري]
«آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ : إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ». [صحيح البخاري]
الأمثلة كثيرة على ما سبق ويصعب إحصائها أنظر:
مقال فؤاد العطار: [الأحمدية القاديانية والنفاق]
كتاب هاني طاهر: [ألف كذبة مرزائية] و [أخلاق الميرزا]
[مدونة إبراهيم بدويhttps://ibrahimbadawy2014.blogspot.com/?m=1]
[موقع القاديانية https://alqadianiyya.com/]
وغير ذلك من كتابات…
ونذكر هنا مثالا واحدا على أكثرها شهرة والتي يضيق القاديانيون بها ذرعا:
•إذا حدث كذب:
افترى على الله سبحانه: "لما كان الله تعالى يعلم أن الأعداء سيتمنون هلاكي لكي يستدلوا بموتي العاجل على كذبي، فقد قال لي سلفا: ثمانين حولاً، أو قريبا من ذلك، أو تزيد عليه سنينا، وترى نسلا بعيدا. أي: ستعمر الثمانين عاما أو أقل أو أكثر بقليل، وستعيش بحيث ترى نسلاً بعيدا. وقد مضى على هذا الإلهام ما يقارب ٣٥ عاما". [التذكرة ٥]
ورغم كثرة الاحتياط في الكذب السابق أهلكه الله قبل أن يصل السبعين، مما دفع جماعته إلى الكذب أيضا وتقديم سنة ولادته إلى عام ١٨٣٥م لتقريبه من نص الكذب السابق، وخالفوا القادياني في تحديد سنة ولادته حيث يقول: "أما سوانحي الشخصية فهي أني ولدت في أواخر أيام السيخ في عام ١٨٣٩م أو عام ١٨٤٠م وكنت في عام ١٨٥٧م في السادسة عشرة أو السابعة عشرة من عمري، ولم تكن قد نبتت اللحية والشوارب". [البراءة ٢٦٦]
فكذبه الله وكذب القادياني جماعته، وكذب القاديانيون نبيهم المفتري، فانظر وتفكر فيمن يكذب على الله والعياذ بالله الواحد القهار من بطشه وانتقامه وقهره ومكره وتدبيره، وما أحقرهم وما أصغرهم وما أهونهم على الله، نعوذ بالله من الأمن من مكر الله، والله القوي المتين الغالب: (﴿أَفَأَمِنُوا۟ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا یَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾) [الأعراف ٩٩]
•إذا عاهد غدر:
كتب القادياني في عام ١٨٩٧م : "وأعاهد الله أن لا أخاطبهم من بعد وأحسبهم كالميتين المدفونين، ولا أكلم المكفرين المكذبين، ولا أسب السابين المعتدين". [باقة من بستان المهدي-حجة الله ١٦٨]
ولم يلتزم القادياني بعهده السابق مع الله والعياذ بالله، وبقي على حاله يهاجم خصومه ويسبهم ويصفهم بأسوء الأوصاف حتى هلاكه عام ١٩٠٨م
•إذا خاصم فجر:
يقول القادياني: "تلك كتب ينظر إليها كل مسلم بعين المودة والمحبة وينتفع من معارفها، ويقبلني ويصدق دعوتي، إلا ذرية البغايا الذين ختم الله على قلوبهم فهم لا يقبلون". [التبليغ ١٠٠]
•إذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان:
"كنت أنوي بداية تأليف خمسين جزءا، ثم اكتفيت بخمسة بدلا من خمسين. ولأن الفرق بين العدد خمسين وخمسة هو نقطة واحدة لذا فقد تحقق ذلك الوعد بخمسة أجزاء". [البراهين الأحمدية الجزء الخامس ٧]
ليست المسألة أنه معلوم كذب هذا الوعد الذي وعده من ناحية الفرق الكبير بين ٥ و ٥٠، المسألة أنه جمع المال من الناس لكتابة كتاب البراهين الأحمدية في أجزاء كثيرة للدفاع عن الإسلام، ولم يكتب سوى أربعة أجزاء، وبعد ٢٠ سنة كتب الجزء الخامس، فضلا أن الكتاب مليء بالهراء والترهات ولا قيمة علمية له. فكذب، وأخلف الوعد، وأكل أموال الناس بالباطل، ولم يكن الكتاب كما يأمل المسلمون منه.
⟨٢٦⟩ (﴿إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَـٰفِظُونَ﴾) [الحجر ٩]
من ناحية إلزامية وحي القادياني وحي غير محفوظ:
*ومثاله نسيان الوحي:
12/12/1902 قال المسيح الموعود : تلقيت الوحي التالي الذي كانت معه جملة غريبة مبشّرة ولكني نسيتُها: "ينادي منادٍ من السَّماءِ."("بدر"، مجلد 1، عدد 8، يوم 19/12/1920، ص 58) [التذكرة 460]
*ومثاله الوحي الناقص:
"رأيت هذه الليلةَ أن "شيخ رحمت الله" سقاني لبنًا باردًا سائغًا ولذيدًا جدًا، ثم قال أحد: الآن… (دفتر إلهامات سيدنا المسيح الموعود ، ص 6).
وكتبوا في الحاشية: "استحالت قراءة الكلمات في مكان النقط. (الناشر)". [التذكرة ٤٨٠]
فإن قال القاديانيون: الله لم يتعهد بحفظ كتاب إلا كتابه القرآن العظيم. فنقبل منهم هذا القول ولا أظنهم يقولونه، فإن قالوه فحسبنا كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وغلامكم ووحيه ليس له علاقة بالإسلام.
⟨٢٧⟩ (﴿وَلَا يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِۦٓ أَحَدًا﴾) [الكهف ٢٦]
"أتذكر أنني رأيت ذات مرة في عالم الكشف أني كتبتُ بيـدي بعض الأحكام من القضاء والقدر باعتبار أن هذا ما سيقع في المستقبل، ثم عرضتُها على الله القدير جلّ شأنه ليوقّع عليها (علمًا أنه يحدث في المكاشفات والرؤى الصالحة في أحيان كثيرة أن بعض الصفات الإلهية الجمالية أو الجلالية تتمثّل لصاحب الكشف على صورة إنسان، فيظنّ على سبيل المجاز أنه الله القادرُ المطلَقُ القدرةِ. وهذا الأمر شائع ومتعارف ومعلوم الحقيقة عند ذوي الخبرة بعالم الكشف، ولا يسع أحدًا منهم إنكاره). باختصار، إن تلك الصفة الإلهية الجماليّة بدتْ في الكشف لقوّتي المتخيلة على أنها الله تعالى المطلق القدرة، فعرضتُ كتابَ القضاء والقدر على الله الذي ليس كمثله شيء، حيث كان متمثلاً على صورة حاكم، فغمَس قلمه في المحبرة ذات الحبر الأحمر ورَشَّ الحبر إلي أولاً، ثم وقّع على ذلك الكتاب بما تبقى برأس القلم من الحبر. وعندها زالت عني الحالة الكشفية، وفتحت عيني ونظرت إلى ما حولي، رأيت قطرات الحبر الأحمر تقع على ثيابي نديّةً. وقد وقعت قطرتان أو ثلاث من ذلك الحبر على طربوش شخص باسم عبد الله القاطن في "سنور" بولاية "بتياله" حيث كان عندها جالسًا بالقرب مني. فذلك الحبر الأحمر الذي كان أمرًا كشفيًا قد تجسّد وصار مرئيًا. وهناك مكاشفات أخرى عديدة قد شاهدتها غير أن ذكرها يسبّب الإطالة. (كحل عيون الآريين، الخزائن الروحانية، مجلد 2، ص 179-180) [التذكرة ١٢٥]
لاحظوا قول القادياني: "أني كتبتُ بيـدي بعض الأحكام من القضاء والقدر باعتبار أن هذا ما سيقع في المستقبل، ثم عرضتُها على الله القدير جلّ شأنه ليوقّع عليها".
فالله سبحانه رب العرش العظيم هو ملك السماوات والأرض لا يشرك في ملكه وأمره وقدره أحدا من خلقه، فهو غني عنهم، وغني بذاته.
فإن قال القاديانيون: هذا ليس حقيقة، بل مجرد كشف.
قلنا لهم: أليست كشوف نبيكم المزعوم عبارة عن وحي.
فإن قالوا: هو كشف، وليس معناه أن الله أشرك القادياني في قضائه وقدره.
قلنا: إذاً، فكشف نبيكم المزعوم ووحيه مجرد كلام فارغ و عبث وهراء.
وزيادة على ما سبق أنظر التالي:
⟨٢٨⟩ «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِي الْأَرْضَ، فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا، وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ ؛ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ ، وَإِنِّي سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لَا يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ فَيَسْتَبِيحَ بَيْضَتَهُمْ ، وَإِنَّ رَبِّي قَالَ : يَا مُحَمَّدُ ؛ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً فَإِنَّهُ لَا يُرَدُّ، وَإِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لَا أُهْلِكَهُمْ بِسَنَةٍ بِعَامَّةٍ، وَأَنْ لَا أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ سِوَى أَنْفُسِهِمْ يَسْتَبِيحُ بَيْضَتَهُمْ، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَيْهِمْ مَنْ بِأَقْطَارِهَا - أَوْ قَالَ : مَنْ بَيْنَ أَقْطَارِهَا - حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ يُهْلِكُ بَعْضًا، وَيَسْبِي بَعْضُهُمْ بَعْضًا». [صحيح مسلم]
نقول للقاديانيين: إذا كنتم تعتبرون أنفسكم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم، أين هو ملككم ودعوة القادياني قد مضى عليها أكثر من قرن؟!
بينما دعوة محمد صلى الله عليه وسلم خلال قرن من الزمان وصلت من الصين شرقا إلى الأندلس غربا! وملك المسلمون بلادا شاسعة!
⟨٢٩⟩ ﴿(وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ ٱللَّهِ كِتَٰبًا مُّؤَجَّلًا﴾) [آل عمران ١٤٥]
(﴿وَلَن یُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفۡسًا إِذَا جَاۤءَ أَجَلُهَاۚ وَٱللَّهُ خَبِیرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ)﴾ [المنافقون ١١]
يقول القادياني:
"كانت زوجتي حاملا، فساءت حالتُها جدا عند بداية آلام المخاض في 14 حزيران، حيث بردَ جسمُها، وأصابها ضعفٌ شديد، وظهرتْ آثار الإغماء، فظننت أن هذه المسكينة على وشك أن تغادر هذه الدار الفانية. كان أولادي في كرب شديد، وكانت النسوة في البيت ووالدة زوجتي كلهن منهارات وكالأموات، لظهور أعراض رديئة جدا في زوجتي. فتوجهتُ إلى الدعاء لها بالشفاء ظنًّا مني أنها موشكة على الرحيل، وإيمانًا مني بأن قدرة الله تُري العجائب، فتحسنتْ حالتها فجأة، وتلقيتُ الوحي:
"تحويل الموت. "أي: قد أجَّلْنا الموت لوقت آخر. فدبّت الحرارة في جسمها ثانية، واستعادت حواسَّها، فولدتْ ابنًا سمّيناه "مبارك أحمد". (رسائل أحمدية، مجلد 5، جزء 1، ص 26، رسالة إلى سيتهـ عبد الرحمن المدراسي، ومجلة "تشحيذ الأذهان"، مجلد 3، عدد 2 و3، ص 116، لشهري شباط وآذار 1908) [التذكرة ٣٤١]
وهو من كذبه وجهله ودجله وقلة عقله، يحاول من خلال هكذا قصص إضفاء طابع إعجازي، فسبحان الله الذي يكذب المجرمين.
⟨٣٠⟩ ﴿(لَا تَبۡدِیلَ لِكَلِمَـٰتِ ٱللَّهِۚ﴾) [يونس ٦٤]
يقول القادياني في تنبؤه المتعلق بالزواج من محمدي بيغم الذي لم يتحقق يقول: "ولكن موت أحمد بيك هاض ظهورهم، لذلك جاءتني رسائل المعذرة والندم. ولما خافوا بشدة من الأعماق وارتعبوا كثيرًا كان ضروريا أنْ يؤخر الله تعالى موعد العذاب بحسب سنته القديمة فيؤخره إلى أن يرجعوا كليا عن تجاسرهم واستكبارهم وغفلتهم لأنّ ميعاد العذاب يكون قدرا معلَّقا دائما ويؤخَّر إلى أجل مسمى نتيجة الخوف والتوبة كما يشهد عليه القُرآن الكريم كله.ولكن جوهر النبوءة أي زواج تلك المرأة مني قدر مبرم لا يمكن زواله بأيّ حال، لأنّه قد ورد بهذا الصدد في إلهام الله: "لا تبديل لكلمات الله"، فلو زالت لبطل كلام الله. فإذا رأى الله تعالى بعد ذلك أنّ قلوبهم قد قست ولم يقدروا المهلة التي أُعطوها لبعض الوقت فسيتوجّه إلى تحقيق النبوءة الواردة في كلامه المقدس كما قال: ويردّها إليك،لا تبديل لكلمات الله، ولا شيء متعذِّر عليَّ، وسأرفع جميع العراقيل الحائلة دون تنفيذ هذا الأمر". [مجموعة الإعلانات]
وبالتالي ثبت كذبه!
⟨٣١⟩ «أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِابْنِ مَرْيَمَ، وَالْأَنْبِيَاءُ أَوْلَادُ عَلَّاتٍ ، لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ». [صحيح البخاري]
من دجل القاديانيين أنهم يقلبون المعنى. بمعنى: أنه ليس بين النبي محمد صلى الله عليه وسلم، والغلام القادياني نبي، فصار الحديث عندهم يدل على أن الغلام نبي وهو ابن مريم المسيح الموعود.
وتكذبهم أيضا الأحاديث التالية:
⟨٣٢⟩ «لَوْ كَانَ بَعْدِي نَبِيٌّ لَكَانَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ». [سنن الترمذي]
⟨٣٣⟩ «لَمْ يَبْقَ مِنَ النُّبُوَّةِ إِلَّا الْمُبَشِّرَاتُ ". قَالُوا : وَمَا الْمُبَشِّرَاتُ ؟ قَالَ : " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ». [صحيح البخاري]
أقول: نحن نعلم حال القاديانيين فتحريف المراد والمعنى جاهز عندهم، ورد النصوص حاضر عندهم، فأفضل شيء تكذيبهم من خلال أقوال نبيهم:
فخذ هذا المثال: ما هي أوصاف نبيكم ومهديكم ومسيحكم الغلام القادياني؟ والقادياني يجيب بعد الحديث النبوي:
⟨٣٤⟩ «لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، لَمْ أُثْبِتْهَا، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ. قَالَ : فَرَفَعَهُ اللَّهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْهِ مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي، فَإِذَا رَجُلٌ ضَرْبٌ جَعْدٌ ، كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ قَائِمٌ يُصَلِّي أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ - يَعْنِي نَفْسَهُ - فَحَانَتِ الصَّلَاةُ، فَأَمَمْتُهُمْ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلَاةِ. قَالَ قَائِلٌ : يَا مُحَمَّدُ، هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلَامِ». [صحيح مسلم]
لاحظ أن عيسى عليه السلام يشبه عروة بن مسعود، ونبينا محمد عليه الصلاة والسلام يشبه نبي الله إبراهيم عليه السلام، لكن القادياني زعم الشبه بمحمد وعيسى عليهما الصلاة والسلام.
نزل على الغلام القادياني وحي يقول: "أنت أشد مناسبة بعيسى ابن مريم وأشبه الناس به خُلقا وخَلقا وزمانا". [التذكرة ١٨٣]
لكنه في موضع آخر يقول: "إن المهدي المعهود سيشابه النبي صلى الله عليه وسلم في خَلقه و خُلقه، وأن اسمه سيواطئ اسمه صلى الله عليه وسلم، أي أن اسمه أيضا سيكون محمدا وأحمد، وأنه سيكون من أهل بيته صلى الله عليه وسلم". [إزالة خطأ ١٠]
فمن يشبه غلامكم خُلقا وخَلقا يا قاديانية؟ هذا علمه عند الله!
والعياذ بالله سبحانه أن تشبه أخلاق الغلام محمدا وعيسى والأنبياء صلوات ربي وسلامه عليهم.
⟨٣٥⟩ «إِنَّا مَعْشَرَ الْأَنْبِيَاءِ لَا نُورَثُ». [مسند الإمام أحمد]
أما غلام أحمد القادياني فقد ورث بعده، وهذه بعض النصوص التي تثبت ذلك:
(١) " قال الخليفة الثاني:
"بعد وفاة المسيح الموعود أخذتني والدتي إلى بيت الدعاء ووضعت أمامي دفتر إلهامات المسيح الموعود وقالت: أرى أن هذا هو ميراثه الأكبر، فنظرت في تلك الإلهامات فوجدتُ فيها إلهاما بشأن أولاده وهو : حق اولاد در اولاد " (فارسیة)
أي حق الأولاد موجود في الأولاد... وإنما المراد من ذلك أن حقهم في الأراضي والعقارات وغيرها ليس بذي قيمة، بل ما هو أكثر قيمة هو أنني قد زودت عقول أولادك بكفاءة عالية، كلما استخدموها صاروا قادة الناس حتما... وهذا هو الميراث الذي وضعناه في عقول أولادك للأبد. ("الفضل"، مجلد ٤٤ عدد ٢٤٧، يوم ١٩٤٧/١٠/٢٢ ، ص ،٨ خطبة يوم ١٩٤٧/٩/٢٣) ". [التذكرة ٨٦٤]
(٢) "في خاتم للمسيح الموعود، الذي صار من نصيب حضرة مرزا بشير أحمد من خلال إلقاء القرعة عند تقسيم الإرث، منقوشة هذه الجملة كالآتي: "اذكرْ نعمتي التي أنعمتُ عليك، غرستُ لك بيدي رحمتي وقدرتي". [التذكرة ٥٣٨]
وقد يستدل القاديانيون بالآية العظيمة: (﴿وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَۖ وَقَالَ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ عُلِّمۡنَا مَنطِقَ ٱلطَّیۡرِ وَأُوتِینَا مِن كُلِّ شَیۡءٍۖ إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡمُبِینُ)﴾ [النمل ١٦]
وجواب ذلك إسلاميا معروف أنه ورث النبوة والملك.
ويرد عليهم: بتفسير بشير الدين محمود للآية: "﴿وَوَرِثَ سُلَیۡمَـٰنُ دَاوُۥدَ) أي عندما توفي داود خلفه سليمان عليهما السلام". [التفسير الكبير ج٧ ص ٤٢١]
⟨٣٦⟩ «كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمُ الْأَنْبِيَاءُ، كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ، وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي، وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ ". قَالُوا : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : " فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ، أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ». [صحيح البخاري]
زيادة على تواتر حديث ختم النبوة المشهور: ( لا نبي بعدي ) هناك أمران يكذبان القادياني والقاديانية البعض قد لا ينتبه لهما:
الأمر الأول: النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( خلفاء فيكثرون ) فالقاديانية جعلت فاصل ( نبي وهو القادياني) ثم جاء خلفاء القاديانية بعده وعددهم إلى الآن خمسة.
الأمر الثاني: الحديث يتحدث عن خلفاء بمعنى حكام للمسلمين، بينما خلفاء القاديانية مجرد زعماء فرقة، كما للفرق المختلفة زعماء.
ومثله الحديث التالي:
⟨٣٧⟩ «عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ : كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حَدِيثَهُ، فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ، فَقَالَ : يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ، أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُمَرَاءِ ؟ فَقَالَ حُذَيْفَةُ : أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ، فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ ». [مسند الإمام أحمد]
وهذا الحديث تستدل به القاديانية على أن خلافاتها على منهاج النبوة ويذكرون لفظ (ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ) لكن الحديث نفسه يكذب القادياني والقاديانية، أنظر ولاحظ:
[ نبوة، ثم خلافة على منهاج النبوة، ثم ملك عاض، ثم ملك جبري، ثم خلافة على منهاج النبوة ]
لكن الواقع عند القاديانية : [ نبوة، ثم خلافة على منهاج النبوة، ثم ملك عاض، ثم ملك جبري، (ثم نبوة القادياني) ثم خلافة (خلافة وراثية في نسل القادياني)]
الخليفة الأول هو صاحب القادياني نور الدين البهيروي كان هو الخليفة الأول وهو القائم بالدعوة الحقيقي، ثم أصبحت خلافة القاديانية في نسل القادياني.
ثم الحديث يتحدث بعد النبوة عن خلافة وسلطان وملك، لا عن زعيم فرقة، أو شيخ جماعة.
وأنظر التالي:
⟨٣٨⟩ «الْمَهْدِيُّ مِنِّي، أَجْلَى الْجَبْهَةِ ، أَقْنَى الْأَنْفِ، يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ». [سنن أبي داود]
وفي رواية: «لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا يَوْمٌ ". قَالَ زَائِدَةُ فِي حَدِيثِهِ : " لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ ". ثُمَّ اتَّفَقُوا : " حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلًا مِنِّي - أَوْ : مِنْ أَهْلِ بَيْتِي - يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي، وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي ". زَادَ فِي حَدِيثِ فِطْرٍ : " يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا ". وَقَالَ فِي حَدِيثِ سُفْيَانَ : " لَا تَذْهَبُ - أَوْ : لَا تَنْقَضِي - الدُّنْيَا حَتَّى يَمْلِكَ الْعَرَبَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي». [سنن أبي داود]
لاحظ أن الأحاديث تتحدث عن (ملك وسلطان)، ولاحظ أن الأحاديث تتحدث عن أعمال (ملك وسلطان) وهو قوله صلى الله عليه وسلم: (يَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا)
⟨٣٩⟩ «لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ نَبِيٌّ - يَعْنِي عِيسَى - وَإِنَّهُ نَازِلٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ، رَجُلٌ مَرْبُوعٌ، إِلَى الْحُمْرَةِ وَالْبَيَاضِ، بَيْنَ مُمَصَّرَتَيْنِ ، كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ وَإِنْ لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ، فَيُقَاتِلُ النَّاسَ عَلَى الْإِسْلَامِ، فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي زَمَانِهِ الْمِلَلَ كُلَّهَا إِلَّا الْإِسْلَامَ، وَيُهْلِكُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ، فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ أَرْبَعِينَ سَنَةً، ثُمَّ يُتَوَفَّى فَيُصَلِّي عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ». [مسند أبي داود]
⟨٤٠⟩ «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَيُوشِكُ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمُ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا عَادِلًا، وَإِمَامًا مُقْسِطًا، يَكْسِرُ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ، وَيَفِيضُ الْمَالُ حَتَّى لَا يَقْبَلَهَا أَحَدٌ». [مسند الإمام أحمد]
لاحظ أن الأحاديث تتحدث عن (ملك وسلطان)، ولاحظ أن الأحاديث تتحدث عن أعمال (ملك وسلطان).
⟨٤١⟩ «كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ». [صحيح البخاري]
والتالي:
⟨٤٢⟩ «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ". قَالَ : " فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيَقُولُ أَمِيرُهُمْ : تَعَالَ صَلِّ لَنَا، فَيَقُولُ : لَا، إِنَّ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ أُمَرَاءُ، تَكْرِمَةَ اللَّهِ هَذِهِ الْأُمَّةَ». [صحيح مسلم]
الاستدلال الأعوج للقاديانية: أي القادياني إمامكم منكم، وليس عيسى الإسرائيلي عليه السلام.
-لكن القادياني ليس إماما كخليفة له سلطان دنيوي.
-ولا هو إمام بمعنى عالم.
-ولا هو إمام بمعنى الإمامة في الصلاة.
حتى الصلوات الخمس لم يكن يؤم أتباعه.
⟨٤٣⟩ «مَا بَعَثَ اللَّهُ نَبِيًّا إِلَّا رَعَى الْغَنَمَ ". فَقَالَ أَصْحَابُهُ : وَأَنْتَ ؟ فَقَالَ : " نَعَمْ، كُنْتُ أَرْعَاهَا عَلَى قَرَارِيطَ لِأَهْلِ مَكَّةَ». [صحيح البخاري]
كنت قد ذكرت سابقا أنه لا يوجد إثبات أن الغلام القادياني رعى الغنم، فنبهني أحد الأخوة جزاه الله خيرا، أنه ذكر في كتاب [سيرة المهدي] أن القادياني رعى الغنم، وكنت مخطأ في ذلك.
لكنني بعد الله العليم أعلم، أجزم أن ذلك كذب -والله كذبه في أمورا كثيرة قدريا-، وإنما أدرجوه في الكتاب ليثبتوا نبوته، وهناك أدلة كثيرة تثبت ذلك، منها أن القادياني كان إنسانا مريضا ولا يصلح لأي عمل:
"فإني معتل الصحة بصفة دائمة". [أربعين ١٥٢]
"شغلني والدي في الإشراف على شؤون الأراضي الزراعية مع أن ذلك لم يكن يلائم طبعي، مما كان يعرضني دوما لسخط والدي. صحيح أن مواساته لي ولطفه بي كان كبيرا، لكنه كان يريد أن يجعلني مهتما بالدنيا كسائر أهل الدنيا، بينما كان طبعي ينفر من ذلك نفوراً كبيرا. ذات مرة كان المفوض قادمًا إلى قاديان في زيارة، فطلب مني والدي مراراً أن أخرج لاستقباله إلى مسافة ميلين أو ثلاثة أميال إذ ذاك واجب. لكن طبعي كره ذلك جدا، كما كنت مريضًا أيضًا فلم أقدر على الخروج معه، فهذا الأمر أيضا جلب علي سخطه". [البراءة ٢٦٨]
"كذلك تلقيتُ إلهامًا آخر في ۱۸۹۹/۱۰/٤م، وهو من قبيل المتشابهات وتعريبه: "شكر من قيصر الهند"، فهذه العبارة تحيرني لأني امرؤ خامل الذكر وبعيد عن كل خدمة مرضية، واعتبر نفسي ميتا قبل الموت، فما معنى شكري هنا؟ فهذا النوع من الإلهامات إنما يكون من المتشابهات ما لم يُظهر الله تعالى حقيقتها". [ترياق القلوب ٣٦٥]
والذي يتصور أن القادياني هو مؤلف كتبه واهم، ومن يجرب الكتابة يعلم حجم الجهد والتعب والوقت الطويل في زمن الإنترنت والنسخ واللصق، فما بالك في زمن القلم والأوراق والمجلدات والفهارس… إلخ. فما بالك برجل مثل القادياني لا يميز بين الأشياء جيدا وبالكاد يفتح عينيه، أما كثرة الإسهال والتبول والنوم والأحلام فموضوع آخر، وما كثرة التناقضات في كتب القادياني وما ينقل عنه إلا دليل أنه في واد وهذه الكتب والنقول في واد آخر.
بل أنني أحيانا أشعر أنني أظلم القادياني وأنا أكتب قال القادياني وذكر القادياني، لكنه هو من ظلم نفسه، بأن إنساق في هذا الطريق الذي سلكه مع من حوله ووافقهم من الذين يدبرون له الأمور.
إن الذي نعرفه عن الأنبياء عليهم السلام، يهاجرون ويرتحلون، يسوسون الناس ويقضون بينهم، قد يكون منهم الملوك، وقد يكتب على بعضهم القتال، يخرجون إلى الناس يدعونهم إلى الله، يخطبون في الناس… إلخ. وليس كحال القادياني: أنا نبي وهذه كتبي!!! فما بالك بكتب تسيء إليه وتهينه وتسفهه! بحيث أن خصومه لو اجتمعوا على الإساءة إليه وإهانته ما استطاعوا ذلك كما فعلت تلك الكتب! نعوذ بالله رب العالمين من الله ومكره وقهره وقدرته وما الله به عليم. " اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لَا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ". [صحيح مسلم] ﴿أَفَأَمِنُوا۟ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا یَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ [الأعراف ٩٩]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ﴾ أَيْ: بَأْسَهُ وَنِقْمَتَهُ وَقُدْرَتَهُ عَلَيْهِمْ وَأَخْذَهُ إِيَّاهُمْ فِي حَالِ سَهْوِهِمْ وَغَفْلَتِهِمْ ﴿فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ ؛ وَلِهَذَا قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ، رَحِمَهُ اللَّهُ: الْمُؤْمِنُ يَعْمَلُ بِالطَّاعَاتِ وَهُوَ مُشْفِق وَجِل خَائِفٌ، وَالْفَاجِرُ يَعْمَلُ بِالْمَعَاصِي وَهُوَ آمِنٌ".
⟨٤٤⟩ «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ، ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ». [سنن أبي داود]
وهذا من أعظم الأحاديث التي تكذب القادياني والقاديانية إذ عندهم الجهاد بالحجة والقلم، بينما الحديث يتحدث عن القتال إلى ظهور المسيح الدجال وقتاله.
⟨٤٥⟩ عَنِ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ، فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ، فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا، فَقَالَ : " مَا شَأْنُكُمْ ؟ " قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً، فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ. فَقَالَ : " غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ، إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ، إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ، عَيْنُهُ طَافِئَةٌ، كَأَنِّي أُشَبِّهُهُ بِعَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عَلَيْهِ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ، إِنَّهُ خَارِجٌ خَلَّةً بَيْنَ الشَّأْمِ وَالْعِرَاقِ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالًا، يَا عِبَادَ اللَّهِ، فَاثْبُتُوا ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا لَبْثُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " أَرْبَعُونَ يَوْمًا، يَوْمٌ كَسَنَةٍ، وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَسَنَةٍ، أَتَكْفِينَا فِيهِ صَلَاةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : " لَا، اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ ". قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الْأَرْضِ ؟ قَالَ : " كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ الرِّيحُ، فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ، فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ، فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ، وَالْأَرْضَ فَتُنْبِتُ، فَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ ذُرًى ، وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ فَيَدْعُوهُمْ، فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ، فَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ، لَيْسَ بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ مِنْ أَمْوَالِهِمْ، وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ، فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ. فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا، فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ، فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ ، رَمْيَةَ الْغَرَضِ ، ثُمَّ يَدْعُوهُ، فَيُقْبِلُ، وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ بَعَثَ اللَّهُ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ، بَيْنَ مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ، إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ، وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ قَوْمٌ قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ، فَيَمْسَحُ عَنْ وُجُوهِهِمْ، وَيُحَدِّثُهُمْ بِدَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ، فَبَيْنَمَا هُوَ كَذَلِكَ، إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى عِيسَى : إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي، لَا يَدَانِ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ، فَحَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ. وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ، { وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ } فَيَمُرُّ أَوَائِلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ طَبَرِيَّةَ، فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ بِهَذِهِ مَرَّةً مَاءٌ. وَيُحْصَرُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ خَيْرًا مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ، ثُمَّ يَهْبِطُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَلَا يَجِدُونَ فِي الْأَرْضِ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلَّا مَلَأَهُ زَهَمُهُمْ وَنَتْنُهُمْ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللَّهِ عِيسَى وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللَّهِ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ طَيْرًا كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ، فَتَحْمِلُهُمْ، فَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لَا يَكُنُّ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ، فَيَغْسِلُ الْأَرْضَ، حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ يُقَالُ لِلْأَرْضِ : أَنْبِتِي ثَمَرَتَكِ، وَرُدِّي بَرَكَتَكِ. فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ الرُّمَّانَةِ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقِحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرِّسْلِ ، حَتَّى إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الْإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ لَتَكْفِي الْقَبِيلَةَ مِنَ النَّاسِ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْغَنَمِ لَتَكْفِي الْفَخِذَ مِنَ النَّاسِ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبَةً، فَتَأْخُذُهُمْ تَحْتَ آبَاطِهِمْ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَكُلِّ مُسْلِمٍ، وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ، يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ، فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ ".
[وفي رواية]: "لقَدْ كانَ بهذِه مَرَّةً مَاءٌ، ثُمَّ يَسِيرُونَ حتَّى يَنْتَهُوا إلى جَبَلِ الخَمَرِ -وَهو جَبَلُ بَيْتِ المَقْدِسِ- فيَقولونَ: لقَدْ قَتَلْنَا مَن في الأرْضِ، هَلُمَّ فَلْنَقْتُلْ مَن في السَّمَاءِ، فَيَرْمُونَ بنُشَّابِهِمْ إلى السَّمَاءِ، فَيَرُدُّ اللَّهُ عليهم نُشَّابَهُمْ مَخْضُوبَةً دَمًا". [وفي رِوَايَة]: "فإنِّي قدْ أَنْزَلْتُ عِبَادًا لِي، لا يَدَيْ لأَحَدٍ بقِتَالِهِمْ". [صحيح مسلم]
هذا الحديث من أعظم الأحاديث التي تكذب القادياني والقاديانية، فإن جمعت أقوال القادياني والقاديانية حوله من أكاذيب وإفتراءات وتحريفات وجهالات وتناقضات لتم تأليف كتاب، فتخيل! والقاديانية تستدل به لكنها تقتطع أجزاء منه ولا تظهره بتمامه.
لكن سأضرب مثال واحد إسلاميا ومثالا واحدا قاديانيا:
(١) الحديث يتحدث أن ظهور المسيح الدجال قبل يأجوج ومأجوج، ثم بعد قتل المسيح الدجال يكون ظهور يأجوج ومأجوج وهلاكهم بإذن الله.
بينما عند القاديانية المسيح الدجال هم قساوسة النصارى، ويأجوج ومأجوج هم الروس والإنجليز والأمم الأوروبية النصرانية، والدجال ويأجوج ومأجوج ظهروا في الشرق في بلاد الهند في نفس الوقت والزمان، ولا زالوا موجودين إلى يومنا هذا.
(٢) القادياني والقاديانيون: في معنى قتل المسيح الدجال أنه بالغلبة والقتل بالحجج والبينات والدلائل، وغلبهم القادياني في الهند.
لكن كالعادة إنه التناقض! -قال أو ذكر- القادياني في [فتح الإسلام وتوضيح المرام وإزالة الأوهام ٢٢٣]: "ثم يقول صلى الله عليه وسلم: إِذَا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ، فَلَا يَحِلُّ لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفَسِهِ إِلَّا مَاتَ، وَنَفَسُهُ يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرْفُهُ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ بِبَابِ لُدٍّ (وهو قرية من قرى بيت المقدس) فَيَقْتُلُهُ. هذا الحديث أورده الإمام مسلم في صحيحه، ولكن قد تركه رئيس المحدثين الإمام محمد بن إسماعيل البخاري معتبرا إياه ضعيفا".
فكتب في معنى بباب لد: (وهو قرية من قرى بيت المقدس).
هذا مع أنهم يقولون أن المقصود: مدينة في الهند وهي لدهيانة.
⟨٤٦⟩ «عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الطَّاعُونِ، فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ عَذَابٌ يَبْعَثُهُ اللَّهُ عَلَى مَنْ يَشَاءُ، وَأَنَّ اللَّهَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ يَقَعُ الطَّاعُونُ فَيَمْكُثُ فِي بَلَدِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا، يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُهُ إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ، إِلَّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ شَهِيدٍ». [صحيح البخاري]
«الطَّاعُونُ شَهَادَةٌ لِكُلِّ مُسْلِمٍ». [صحيح البخاري]
لكن القادياني والقاديانيون يجعلون الطاعون بسبب عدم الإيمان بالقادياني، ويقصدون المسلمين وغير المسلمين، وهكذا كل ما يحدث من مصائب وكوارث بسبب عدم الإيمان بالقادياني، بينما أتباع القادياني شهداء إن أصابهم ما يفترون ويزعمون، ثم إن سألتهم هل تكفرون المسلمين يجيبون بالنفي.
فنقول للقاديانيين: إذا كان المسلمين ليسوا كفارا عندكم فمن مات منهم بالطاعون فهو شهيد، وإن كان الأمر كذلك، فزعمكم أن الطاعون بسبب عدم الإيمان بالقادياني هو كذب محض، والأحاديث السابقة تكذبكم.
هذا مع العلم أن بعض الصحابة رضي الله عنهم ماتوا في طاعون عمواس، ولا يمكن للقاديانية الإدعاء أن ذلك عذاب من الله. والحمد لله الذي يرد كيد الكائدين ومكر الماكرين.
وما أكثر ذكر الطاعون في كلام الغلام القادياني، وكان يظن أنه سيستمر طويلا فيعتمد عليه للدعوة لباطله، لكن خيبه الله وتلاشى والحمد لله الذي كذبه.
يقول القادياني: "ويعرف الجميع أن الموت بالطاعون قد أعتبر ميتة غضب الله في جميع كتبه تعالى". [حقيقة الوحي ٥٠٦]
"إن الذين لا يخافون الله يثيرون أسئلة يقع بسببها اعتراضهم على النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. فيقول بعض قليلي الفهم إن بعضا من أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية أيضا هلكوا بالطاعون. ومن هؤلاء المعترضين الدكتور عبد الحكيم الذي يقول ببالغ الفرح والسعادة إن الأحمدي الفلاني والفلاني مات بالطاعون في مدينة "سنور". نقول لمثل هؤلاء المتعصبين إن مثل موت بعض أفراد جماعتنا كمثل استشهاد بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الحروب". [حقيقة الوحي ٥٣٠]
⟨٤٧⟩ «لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ الصَّالِحُ ؛ الْكَلِمَةُ الْحَسَنَةُ». [صحيح البخاري]
أما القادياني فالنحس عنده علم من العلوم، والعياذ بالله ثم العياذ بالله ثم العياذ بالله من تحريفه لكلام الله: "ولاحظ الملائكة الذين كانوا قد أوتوا علم السعد والنحس حسب مدلول الآية: (وَأَوۡحَىٰ فِی كُلِّ سَمَاۤءٍ أَمۡرَهَا) وكانوا قد علموا أن السعد الأكبر هو المشتري". [التحفة الغولروية ٢٣٣]
⟨٤٨⟩ «عن أَبَي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَلَمْ تَرَوْا إِلَى مَا قَالَ رَبُّكُمْ ؟ قَالَ : مَا أَنْعَمْتُ عَلَى عِبَادِي مِنْ نِعْمَةٍ إِلَّا أَصْبَحَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِهَا كَافِرِينَ، يَقُولُونَ : الْكَوَاكِبُ وَبِالْكَوَاكِبِ». [صحيح مسلم]
يقول القادياني: "وعلاقة الألفية السادسة هي بكوكب المشتري، وهو السادس من جملة الخنس الكنس. وإن تأثير هذا الكوكب يمنع المبعوثين من سفك الدم، وينمي العقل والذكاء وموهبة الاستدلال". [التحفة الغولروية ٢٠٩]
⟨٤٩⟩ ﴿(وَلَا تُطِعۡ كُلَّ حَلَّاف مَّهِینٍ هَمَّاز مَّشَّاۤءِۭ بِنَمِیم مَّنَّاع لِّلۡخَیۡرِ مُعۡتَدٍ أَثِیمٍ * عُتُلِّۭ بَعۡدَ ذَ ٰلِكَ زَنِیمٍ)) [القلم ١٠-١٣]
قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "﴿وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ﴾ وَذَلِكَ أَنَّ الْكَاذِبَ لِضَعْفِهِ وَمَهَانَتِهِ إِنَّمَا يَتَّقِي بِأَيْمَانِهِ الْكَاذِبَةِ الَّتِي يَجْتَرِئُ بِهَا عَلَى أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى، وَاسْتِعْمَالِهَا فِي كُلِّ وَقْتٍ فِي غَيْرِ محلها. قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: الْمَهِينُ الْكَاذِبُ. وَقَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ الضَّعِيفُ الْقَلْبِ. قَالَ الْحَسَنُ: كُلَّ حَلَّافٍ مُكَابِرٍ مَهِينٍ ضَعِيفٍ".
ويكفي لكي تعلم كثرة حلفانه الكاذب، فقد جمع القاديانيون النصوص التي حلف بها بالله في كتاب باسم "حلفا بالله"، فهو ليس عنده أدلة تقنع المسلمين بدعاويه، فكما يلجأ لتحريف مراد الله سبحانه ومراد رسوله عليه الصلاة والسلام، يلجأ للحلف بالله، نعوذ بالله من الكذب والكذابين، والإفتراء والمفترين، والدجل والدجالين، اللهم نعوذ بك من يوم الحساب. ونسألك العفو والعافية والمعافاة السلامة والنجاة، وأن تدخلنا فردوسك بلا حساب ولا عقاب وعذاب، اللهم ونعوذ بوجهك يا ذا الجلال والإكرام.
⟨٥٠⟩ «يَا عَائِشَةُ، إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ» [صحيح مسلم]
يقول القادياني: "يا حفيظ، يا عزيز، يا رفيق. والرفيق اسم جديد لله تعالى إذ لم ير من قبل بين أسماء البارئ تعالى". [التذكرة ٥٠٨]
وختاما: أريد أن أشير إلى أمر، دعاة القاديانية أهل دجل وكذب، فمثلا إن عرضت لهم قولا أو قولين، فإما أنهم يكذبون ما نقلت، أو يلجأون للتأويل، فهم يردون كيفما كان وبأي جواب كان، مع إصرار على الباطل، وأنا هنا مجرد ذكرت أمثلة حتى لا أطيل، فإن أردت أن تكشف كذبهم فاستعن بمن كتب عن القادياني والقاديانية وفصل وتوسع وذكر الكثير من الأمثلة: مثل أخلاق القادياني، ومخالفات القادياني، وأكاذيب القادياني… إلخ من موضوعات.
ومخالفة المتنبي القادياني حاله وأقواله لما سبق من قرآن وسنة، يكذب المزاعم القاديانية: أنه نبي محمدي، وأنه متبع لكتاب محمد، وسنة محمد صلوات الله وسلامه عليه.
رَبِّ…أَنتَ وَلِیِّۦ فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۖ تَوَفَّنِی مُسۡلِما وَأَلۡحِقۡنِی بِٱلصَّـٰلِحِینَ…
رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرا وَتَوَفَّنَا مُسۡلِمِینَ…
رَبَّنَاۤ أَفۡرِغۡ عَلَیۡنَا صَبۡرا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ…
رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسۡرَافَنَا فِیۤ أَمۡرِنَا وَثَبِّتۡ أَقۡدَامَنَا وَٱنصُرۡنَا عَلَى ٱلۡقَوۡمِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ…
رَبِّ أَوۡزِعۡنِیۤ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ ٰلِدَیَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحا تَرۡضَىٰهُ وَأَدۡخِلۡنِی بِرَحۡمَتِكَ فِی عِبَادِكَ ٱلصَّـٰلِحِینَ…
رَبِّ أَوۡزِعۡنِیۤ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ ٰلِدَیَّ وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحا تَرۡضَىٰهُ وَأَصۡلِحۡ لِی فِی ذُرِّیَّتِیۤۖ إِنِّی تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَإِنِّی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ…
والحمد لله والشكر لله.
والصلاة والسلام على رسول الله.
۞۞۞۞۞۞